منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية » ناشرو القرون الوسطى.. الوراقون

منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية اكتب في هذا المنتدى تساؤلاتك ومشاكلك المتعلقة بالفهرسة والتصنيف وغيرهما من الإجراءات الفنية ، أو الموضوعات المتعلقة بالخدمات التي يمكن أن تقدمها المكتبة.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Nov-01-2005, 08:49 PM   المشاركة1
المعلومات

عبدالله الشهري
مشرف
منتديات اليسير

عبدالله الشهري غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2170
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2,009
بمعدل : 0.26 يومياً


افتراضي ناشرو القرون الوسطى.. الوراقون

ناشرو القرون الوسطى.. الوراقونبركات محمد مراد - المعرفةيمكننا اعتبار صناعة الورق التي أخذها العرب من بلاد الصين (الموطن الأول لاختراعه) من أهم الإنجازات التي ساهم العرب بها في دفع عجلة التطور الحضاري والثقافي خطوات واسعة إلى الأمام، ليس في الشرق فحسب، بل في الغرب أيضًا، إذ من المعلوم أن أوروبا قد عرفت صناعة الورق عن طريق العرب، ولولاهم لما عرفت أوروبا عصرًا مثل ذلك الذي سمي في تاريخنا بعصر النهضة.ولقد بدأ العرب تدوين نتاجاتهم الفكرية والأدبية بأدوات بدائية منها: جريد النخل اليابس، والحجارة البيضاء، وأكتاف وأضلاع الإبل والأغنام، والجلود، والقماش الأبيض، وورق البردي الذي حظي بشهرة كبيرة في العصر العباسي، وكان أكثر تلك الأدوات استعمالاً.أما الورق فقد ظهر كمنافس جدي للبردي من عام 133هـ، أي بعد فتح العرب لمدينة فرغانة، حيث عادوا بعشرين ألف أسير، بينهم بعض الصينيين الذين يتقنون صناعة الورق، وهؤلاء نقلوا هذه الصناعة إلى العرب، ومنذ ذلك الحين أسهم ظهور الورق مساهمة فعالة في ازدهار حركة التأليف والكتابة لسهولة تداول المخطوط الورقي بين الناس، بل ساهم في حركة الترجمة الضخمة التي قام بها العرب والمسلمون لنقل مختلف العلوم والفنون والآداب من الحضارات والثقافات القديمة كالفارسية والهندية واليونانية إلى اللغة العربية.وفي هذا يذكر المستشرق «ستانوود كب» أن العرب قد تعرضوا في سمرقند الواقعة إلى الشمال من الهند مباشرة لهجوم الصينيين عام 134هـ/751م، وفي أثناء صد هذا الهجوم بنجاح وقعت يد الحاكم العربي على أول قطعة من الورق أتيح لها أن تجد طريقها إلى الغرب من الصين، حيث جاء اختراع الورق هناك قبل زمن المسيح. وأقبل الحاكم العربي في لهفة على استقصاء الأمر من أسرى المعركة، فعلم أن من بينهم من يحذق هذه الصناعة. فأرسل هؤلاء الصناع إلى فارس ومصر ليضطلعوا بتعليم فن صناعة الورق من الكتان والخرق والألياف النباتية. وربما جاء اهتمام العالم العربي بصناعة الورق على صورة غير عادية نتيجة لسابق معرفته بالبردي المصري الذي كان قد أخذ يحل محل الرق الباهظ الثمن.وتبع ذلك تأسيس الفضل البرمكي عام 794م لأول صناعة ورقية في بغداد، ومن ثم انتشرت صناعته بسرعة فائقة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فدخلت سوريا ومصر وشمال إفريقيا وإسبانيا. وتحسنت هذه الصناعة تحسنًا ملحوظًا بسرعة كبيرة وأنتجت المصانع أنواعًا ممتازة من الورق. أما المداد «الحبر» فلقد كان العرب يستوردونه من الصين، أو يصنعونه محليًا من الزاج (ملح للصباغ) أو العفص (الحبر)، أو الصمغ أو الرماد، وهذا أمر أدى إلى تسهيل إنتاج الكتب بطريقة خيالية عما كان عليه الأمر في أي وقت مضى. ففي أقل من قرن من الزمان انتشرت مئات الآلاف من النسخ في جميع أنحاء العالم الإسلامي، من قرطبة في الأندلس إلى سمرقند في الصين. ويكفي هنا أن نتأمل مقولة «جوستاف لوبون» المعبرة: «ظل الأوروبيون في القرون الوسطى زمنًا طويلاً لا يكتبون إلا على رقوق (من جلد الحيوان) وكان ثمنها المرتفع عائقًا كبيرًا وقف أمام انتشار المؤلفات المكتوبة، وسرعان ما أصبحت هذه الرقوق نادرة الوجود، حتى لقد اعتاد الرهبان على حك ملفات عظماء اليونان والرومان ليستبدلوا بها مواعظهم الدينية، ولولا العرب لضاعت معظم المؤلفات التي ادعى الرهبان أنهم حفظوها بعناية داخل الأديرة. كما يؤكد «جوستاف لوبون» أن اكتشاف مادة تقوم مقام الرق وتشابه بردي قدماء المصريين يعد من أعظم العوامل في نشر المعارف. وتثبت المخطوطات التي عثر عليها الغزيري في مكتبة الإسكوريال والمكتوبة في عام 1009م على ورق مصنوع من القطن، والتي هي أقدم من جميع المخطوطات الموجودة في مكتبات أوروبا، أن العرب أول من أحل الورق محل الرق.وليس من الصعب أن يصل الباحث في الوقت الحاضر إلى تاريخ اختراع الورق، فمن الثابت أن الصينيين كانوا يعلمون منذ أقدم الأزمان صناعة الورق من شرانق الحرير، وأن هذه الصناعة أدخلت إلى سمرقند في أوائل التاريخ الهجري، فلما فتحها العرب وجدوا فيها مصنعًا للورق الحريري، ولكن اختراعًا مهمًا كهذا لم يكن لينفع في أوروبا، التي لم تعرف الحرير تقريبًا، إلا باستبدال مادة أخرى بالحرير. وهذا ما أتاه العرب حين أقاموا القطن مقامه، ولم يلبث العرب أن بلغوا في إتقان صناعة الورق من القطن شأوًا لم يسبق، كما دل عليه البحث في مخطوطات العرب القديمة.ومن الجدير بالاعتبار أن العرب ما كادوا يتعلمون هذه الصناعة حتى بدؤوا بتجارب لإنتاجه من الكتان والخرق، وظهرت في بغداد أولى مصانع الورق، وبدأ استخدام الورق في دواوين الدولة، ثم انتشرت مصانع الورق بالتدريج في أنحاء الإمبراطورية، وأنتجت أنواعًا جديدة منه، مثل ورق الحرير، وورق الكتابة، والورق المقوى وغير المقوى، والورق الناعم والخشن والأبيض والملون (1).وكان من حسن طالع الفنون والآداب، إذ وجدت بانتهاء عهد البردي والرق مادة رخيصة وجديدة للكتابة. فالانقلاب الناتج من إدخال الورق لم يكن أقل شأنًا من توطئة الطريق لفن الطبع، لأن الندرة الشديدة للكتب كانت على الأكثر راجعة إلى ندرة الرقوق. ولذلك كانت أسعار الكتب غالية جدًا، وحتى في الزمن الأخير في عهد لويس الحادي عشر حينما أراد الملك أن يستعير تصانيف طبية للإمام الرازي من مكتبة جامعة باريس، قدم مقدارًا من الذهب للتأمين، واضطر زيادة عليه إلى أن يقدم شريفًا لينضم معه كالضمانة في عهد يجبره على إعادة الكتاب.وتتضح الأهمية البالغة للورق عندما تتمثل في أذهاننا ظروف العصور الوسطى حين كانت الكتب تجري في قماش أو رق البرشمان، وهما باهظا الثمن حتى إن الكاتدرائيات والأديرة وحدها هي التي كانت تمتلك مكتبات.ولذلك يؤكد الباحث «رشيد الجميلي» أهمية هذا الاختراع، وذلك أن الورق كان يمهد السبيل بسرعة إلى صناعة الكتب، وهذه الصناعة شرط مهم وضروري لاكتساب المعارف. وفي التقدم الثقافي يمثل الورق عدته وآلاته ويخلق شرطه المادي، فالنشاط الفكري الذي لا غنى عنه في بلوغ الحقيقة، في حاجة مع ذلك إلى سبيل يحفظ المعرفة ويبقيها على مر الزمن. واقتضى الحال مع ذلك كثيرًا من الوقت لكي يصل هذا الاختراع إلى الغرب. وانتقلت رويدًا رويدًا صناعة الورق من إسبانيا إلى فرنسا، ومن صقلية إلى إيطاليا.كما يؤكد «جوستاف لوبون» أن العرب اخترعوا من الأسمال صناعة الورق الصعبة الكثيرة التراكيب، ويستند في هذا الرأي إلى أن العرب استخدموا هذا النوع من الورق في زمن أقدم من الزمن الذي استخدمته فيه الأمم النصرانية بمدة طويلة، فأقدم ورق موجود في أوروبا من هذا النوع هو ورق الكتاب الذي أرسله «جوانفيل» إلى الملك سان لويس قبيل وفاته عام 1270م، أي بعد حملته الصليبية المصرية الأولى، مع أن لدينا ورقًا عربيًا صنع من الأسمال قبل هذا التاريخ بنحو قرن، كالورق المحفوظ بين مخطوطات برشلونة والمكتوب عليه معاهدة السلم بين ملك أرغونة الأذفونشي الثاني وملك قشتالة الأذفونشي الرابع عام 1187م، والمصنوع من القرن الثاني عشر من الميلاد.ويقول «ول ديورانت»: كان إدخال هذا الاختراع سببًا في انتشار الكتب في كل مكان. ويدلنا العقوبي (891م) أنه كان في زمانه أكثر من مئة بائع للكتب (وراق) في بغداد، وأن محلاتهم كانت مراكز للنسخ وللخطاطين والمنتديات الأدبية، وكان كثير من طلاب العلم يكسبون عيشهم عن طريق نسخ المخطوطات وبيعها للوراقين (تجار الورق). ومما له دلالته أن صناعة الورق أدخلت إلى إسبانيا في القرن الثاني عشر. واتخذت لها مركزًا في طليطلة، ومنها انتشرت تحت رعاية مسلمي الأندلس إلى ممالك إسبانيا المسيحية، وعلى هذا النحو تعلم الإيطاليون أيضًا فن صناعة الورق من مسلمي صقلية. ويؤكد «ستانوود كب» أن أول وثيقة أوروبية مسجلة على الورق إلى الملك روجر الصقلي ترجع إلى عام 495هـ/1102م. وأقيمت مصانع الورق لأول مرة في إيطاليا عام 675هـ/1276م بمدينة فابريانو، وسرعان ما تبعتها مصانع أخرى في جميع المدن المهمة. وهكذا كان إمداد أوروبا بالورق عدة بين يديها لإخراج الكتب بكميات كبيرة حين حدث اختراع الطباعة حوالي عام 844هـ/1440م.طواحين الورقفي عام 950م أسس بعض محبي الخير مكتبة الموصل، حيث كان الطلبة يتزودون فيها بالورق والكتب. وكانت الكتب التي توجد في مكتبة «الري» العمومية مسجلة في عشرة أجزاء من الفهارس. أما مكتبة البصرة، فكانت تمنح معاشات شهرية للعلماء المشتغلين فيها. وقضى «ياقوت» الجغرافي ثلاث سنوات في مكتبة مرو وخوارزم يجمع معلومات لقاموسه الجغرافي. ولما قوض المغول بغداد كان فيها ست وثلاثون مكتبة عامة.أما المكتبات الخاصة فكانت لا تحصى، ولقد رفض أحد الأطباء دعوة سلطان بخارى للإقامة ببلاطه، لأنه يحتاج إلى أربع مئة بعير لنقل مكتبته. وربما ملك «صاحب بن عباد» في القرن العاشر كمية من الكتب تقدر بما كان في مكتبات أوروبا مجتمعة!!وتذكر لنا المستشرقة «زيغريد هونكة» انتشار المكتبات في العالم العربي والإسلامي بقولها:«نمت دور الكتب في كل مكان نمو العشب في الأرض الطيبة. ففي عام 891م يحصي مسافر عدد دور الكتب العامة في بغداد بأكثر من مئة. وبدأت كل مدينة تبني لها دارًا للكتب يستطيع عمرو وزيد من الناس استعارة ما يشاء منها، وأن يجلس في قاعات المطالعة ليقرأ ما يريد، كما يجتمع فيها المترجمون والمؤلفون في قاعات خصصت لهم، يتجادلون ويتناقشون كما يحدث اليوم في أرقى الأندية العلمية».فمكتبة صغيرة كمكتبة النجف في العراق، كانت تحوي في القرن العاشر أربعين ألف مجلد، بينما لم تحوي أديرة الغرب سوى اثني عشر كتابًا ربطت بالسلاسل، خشية ضياعها!! وكان لكل مسجد مكتبته الخاصة، بل إنه كان لكل مستشفى يستقبل زواره، قاعة فسيحة صفت على رفوفها الكتب الطبية الحديثة الصدور، تباع لتكون مادة لدراسة الطلاب ومرجعًا للأطباء يقفون منه على آخر ما وصل إليه العلم الحديث. ولقد جمع «نصير الدين الطوسي» لمرصده في مرغة أربع مئة ألف مخطوطة.ومع بداية القرن الرابع الهجري أصبحت المكتبات العربية والخزن تعج بالمخطوطات والكتب التي كانت تبحث في جميع العلوم والآداب. ولقد كانت زيادة أعداد هذه النسخ من المخطوطات تعتمد على الوراقين الذين انتشرت دكاكينهم في جميع أنحاء الدولة العربية الإسلامية، وكان هؤلاء ينسخون آلاف المخطوطات، ولولا وجود الوراقين لما كانت المخطوطات العربية بهذه الكثرة. وبلغ الإسلام في ذلك الوقت أوج حياته الثقافية، وكنت تجد في ألف مسجد منتشرة من قرطبة إلى سمرقند، علماء لا يحصيهم العد، كانت تدوي أركانهم بفصاحتهم. ولم تكن تلك الكتب التي تنسخ رخيصة الثمن، فقد تقاضى «ابن الهيثم» عالم البصريات المشهور مثلاً 57 درهمًا أجرًا لنسخ مجلد من مجلدات إقليدس، بل لم يكن المرء ليحسب من الأثرياء، ما لم يكن يملك مجموعة من الكتب النفيسة النادرة!! وفتحت اللهفة على اقتناء الكتب الباب أمام مئات الألوف من البشر لكسب عيشهم، ووظف كل مكتبة أو متجر للكتب عددًا من النساخ والخطاطين.ونشأ عن كثرة المكتبات العامة والخاصة في الأندلس أيام سلطان العرب، بما لم تعرفه أوروبا في ذلك الزمن، أن اضطر العرب إلى زيادة مصانع الورق، فانتهوا إلى صنعه، بإتقان عظيم، من القنّب والكتان الوافرين في الحقول في ذلك الحين.وانتشر منتجو الورق بطواحينهم في سمرقند وبغداد ودمشق وطرابلس وفلسطين والأندلس، وتبعهم المجلدون متأثرين بفن التجليد الصيني، يعدون علاقة رائعة للكتب، وكان المخطوط يعتمد اعتمادًا كبيرًا في إخراجه النهائي على الوراق. ولقد كان المخطوط ينطوي على التذهيب والتجليد والتلوين، إضافة إلى النسخ الذي هو عمل «الوراق» الأساس.ولقد كان للتذهيب علماء مروا على هذا الفن كاليقطيني وإبراهيم الصغير وأبي موسى بن عباد ومحمود محمد. وذكر ابن النديم في الفهرست أن هؤلاء كانوا يذهبون المصاحف، وكانوا يذهبون الجلود بطريقة الشرائح على جلود المصاحف أو بالطريقة الحرارية بعد ذلك. ولقد كان «الوراق» يلون بعض الحروف لتمييزها عن بعض، ولا سيما بعض الحروف المتشابهة كالباء والتاء والثاء وبعض الحركات. ودخلت رسوم النباتات الملونة إلى المخططات. ولقد أخذ العرب فن التجليد عن الفراعنة المصريين، الذين استخدموا التجليد للكتب المقدسة، وكان من الخشب المغلف بالجلود التي كانوا يغلفونها أيضًا بالأحجار الكريمة، ثم استبدلوا بحشوات الكتاب والغلاف والجلد والتجليد والحشوات الداخلية أوراق البردي المقوى في ذلك الزمان.ويعتبر «مصحف عثمان» هو أول كتاب قد جلد. كما أخذ أهل القيروان عن الأقباط التجليد المزخرف بأشكال الزهور، واشتهرت قرطبة بجلودها المسماة «قردوطال». لقد حقق فن التجليد تطورًا كبيرًا في بلاد الشام ومصر، ومنها انتقل إلى المغرب والأندلس، وعندما دخل السلطان العثماني سليم دمشق عام 921هـ أخذ علماء التجليد إلى عاصمته «إستانبول» فتعلم الأتراك هذا الفن وأبدعوا فيه. ومن أشهر المجلدين العرب «بن هياج» و«بن الحريش» وسواهما. ولم يكتف العرب بالقدر الذي أخذوه عن فن التجليد من الأقباط، وإنما تركوا بصماتهم واضحة على هذا الفن.ومما أضافوه إلى هذا الفن «الشمسية» التي وضعوها في وسط غلاف الكتاب و«المغرب» و«اللسان» الذي يحفظ ويحدد الصفحة، ويحفظ مقدمة الأوراق، والتزيين الخلفي، والطبع بالخاتم، وتلوين الحلقات، والشرازي التي تجمع الملازم، وأوجد العرب الطيارة أو الجزرة الموصولة بالجلد والتي عليها تعليقات العلماء والأساتذة والطلاب، وهي مربوطة في الوسط عند البحث عن ورقة ممسوكة بقطعة من القماش، ممسوكة بالشيزرة في وسط الكتاب، يستطيع التلميذ أن يعود إليها ليستدرك ما علق عليه أستاذه.ففي سوق الكتب عند بوابة البصرة ببغداد، التي كانت تضم أكثر من مئة متجر، كان المتعلمون من كل أنحاء العالم الإسلامي يجتمعون. هنا يفتش الفيلسوف والشاعر والفلكي عما صدر حديثًا من الكتب، وهناك ينقب الطبيب والمؤرخ وجامع الكتب عن النسخ القديمة، وهناك يتناقشون جميعًا ويتبادلون المعرفة أو تقرأ عليهم برمتهم مقتطفات مما كتب.وهكذا كان الوراقون آنذاك هم الناشرين للكتب، يقومون بنسخها وتجليدها وتصحيحها وبيعها وعرضها في الواجهات والاتجار بها. وقد اشتغل بالوراقة علماء أجلاء، على رأسهم ابن النديم صاحب «الفهرست» والجاحظ أديب العربية الكبير، وأبو حيان التوحيدي فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، كما وصفه ياقوت، والذي يعد نموذجًا رائعًا للعلماء الوراقين في عصره. وأصبحت الوراقة مهنة راقية لكثير من الأدباء والمفكرين والعلماء، وانتشرت دكاكين الوراقين في طول البلاد وعرضها، وأصبح للمؤلفين الشهيرين وراقون يختصون بهم، وأصبحت دكاكينهم أماكن ثقافية يرتادها الأدباء، وتعقد فيها المناظرات وتدور فيها المناقشات.ضياع العمر والبصريعكس كتاب أبي حيان التوحيدي الضخم «المقابسات»، والذي كتب في نهاية القرن العاشر الميلادي، أكثر من مئة حديث ومناقشة وحوار جرى بين مختلف علماء عصره من متكلمين ونحاة وأدباء ومناطقة وفلاسفة ورياضيين، فضلاً عن علماء طبيعيين وفقهاء ومحدثين، وقد تمت هذه المحاورات والمناظرات، في منازل وصالونات أهل العلم والأدب من الأمراء والوزراء، أو في حوانيت تجار الكتب والوراقين على ما يروي التوحيدي في مقابساته، خصوصًا أن «ياقوت» يترجم للتوحيدي فيقول: «كان متفننًا في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب، والفقة، والكلام على رأي المعتزلة، فهو شيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء، ومحقق الكلام، ومتكلم المحققين، وإمام البلغاء، وهو فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاء وفطنة، وفصاحة ومكنة، وكثير التحصيل للعلوم في كل فن حفظه، واسع الدراية والرواية».وقد ساعد التوحيدي على ذلك احترافه للوراقة، واتصاله بكل طبقة من طبقات المجتمع بحيث أصبح همزة الوصل بين النحوي والفيلسوف واللغوِي والمتكلم، وربما احتكم إلى رأيه في التمييز بين الرجال والتفاضل بين الكتاب، وطالما سئل عن الفلاسفة الذين لقيهم، والمتكلمين الذين حادثهم، والوزراء الذين التحق بهم.ولذلك نجد أحد الباحثين يقول: «قلّ أن نجد شخصية في عصره بغدادية أو بصرية أو رازية أو خراسانية أو حجازية أو شامية إلا التقاها، وتحدث إليها وروى عنها». امتهن التوحيدي إذًا حرفة الوراقة، وهي نسخ الكتب والرسائل في عصر لم يصل بعد إلى فن الطباعة، وهي مهنة كثير من الأدباء والمفكرين حين ينشؤون في بيئة فقيرة، ويكون لديهم استعداد كبير لتحمل مشاقها في سبيل تحصيل العلم والتعمق في مباحثه وآرائه. وقد سبق إلى ذلك كثير من المشتغلين بالعلم من أمثال أستاذه الجاحظ المعتزلي، ويحيى بن عدي الفيلسوف والمنطقي، وأبي سعد السيرافي، وكثير من أساتذته وأصحابه.وقد ورّق لزيد بن رفاعة، واستكتبه الوزير بن العارض كتاب «الحيوان» للجاحظ، وقد كان حسن الإلمام بهذا الكتاب قديرًا على ضبطه، ونسخ كثيرًا من مؤلفات الأدب وعيون الحكمة، فكان من حسنات هذه المهنة تقريبه من عالم الكتب، ووصله بخاصة عصره من الوزراء وأصحاب السلطان والأمراء.وقد أكسبه اضطراره إلى نسخ كل ما يطلب منه استنساخه سعة الصدر ورحابة الذهن عند تلقي الآراء والأفكار المتباينة، ما يساعده على الكتابة عن كل الاتجاهات الفكرية ومناقشة كل الآراء دون تحيز أو تعصب، كما اقتضاه حرصه على إتقان ما ينسخ بتجنب التصحيف والتحريف، فهمًا وإدراكًا للغة الكتّاب وأفكارهم، فأثر هذا وذاك في سعة أفقه وسلامة لغته، وارتقاء أسلوبه، خصوصًا أن التوحيدي كان حسن الخط عارفًا بفنونه وأنواعه، حتى إنه ألف فيه رسالة قيمة، ربما عدت من أقدم ما ألف في العربية، حيث حوت بعض نظرات في فلسفة علم الجمال والخاص بالخط العربي وفنون إجادته، وزاد على جودة الخط وتزيينه وزخرفته ضبط النسخ وسلامته، ما يدخله الوراقون من تصحيف وتحريف.وقد وفرت له هذه المهنة (الوراقة) بعض سعة العيش في شبابه، إلا أنه تطلع إلى التخلص منها في مرحلة الكهولة والشيخوخة، حين بدأ يتصل بالوزراء، وقد اتسع أفقه العلمي وترامت معرفته الموسوعية إلى آفاق رحبة وعميقة في مختلف المعارف والعلوم، فأظهر منها الضجر وسماها حرفة الشؤم، لأن فيها «ضياع العمر والبصر».ولكن يبدو أن التوحيدي كان عصيًا على المهن والوظائف، وهو الذي استغرقته مجالس العلم والمناظرة واستأثرت به دوائر المعارف وموسوعات الفكر والنظر، فلم ينجح في غير مهن الوراقة، وفشل فشلاً ذريعًا في اتصاله بالوزراء والكبراء، خصوصًا أنه كان يرى في نفسه نظيرًا وندًا علميًا لهم، فلم يحقق ما كان يرجوه من المنزلة الرفيعة أو العيش الرغد، فكان مثل معاصره «أبو بكر القومسي» الفيلسوف الذي وصفه التوحيدي بأنه كان بحرًا عجاجًا وسراجًا وهاجًا في شدة الفاقة ومقاساة الحاجة، وقد قال التوحيدي ذات يوم «ما ظننت أن الدنيا ونكدها تبلغ من إنسان ما ما بلغ مني: إن قصدت دجلة لأغتسل منها نضب ماؤها، وإن خرجت إلى القفار لأتيمم بالصعيد عاد صلدًا أملس».ولم يكن الوراقون بمعزل عن التأليف والصدارة العلمية فهذا الشيخ «علي بن عيسى الرماني» (276م - 34هـ) المعروف أيضًا بالوراق (أستاذ التوحيدي) كان أحد مشاهير الأئمة في مختلف العلوم، خصوصًا في علم الكلام الاعتزالي، وكانت له مصنفات علمية في جميع العلوم من نحو ولغة ونجوم وفقه وحديث، فضلاً عن تفسير كبير للقرآن الكريم، وكتاب دقيق في إعجاز القرآن الكريم. ونجد التوحيدي يروي عنه كثيرًا في مؤلفاته خصوصًا في كتابه «المقابسات» ويثني عليه في كتابه «الإمتاع والمؤانسة» بقوله:«وأما علي بن عيسى فعلى الرتبة من النحو واللغة والكلام والعروض والمنطق، وقد عمل في القرآن كتبًا نفيسة، هذا مع الدين الثمين والعقل الرزين».المراجع:* ستانوود كب: المسلمون في تاريخ الحضارة، ترجمة د.محمد فتحي عثمان ص99 و100، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر عام 1982م.* جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر ص482، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة ط2 عام 2000م.* القلقشندي: صبح الأعشى ج2، ص 475، 476، القاهرة عام 1963م.(1) وفي هذا المجال يذكر الأستاذ بريفالت: «أن العرب بدؤوا يصنعون الورق في الأول من الحرير كما كان في الصين، فكان يصنع في سمرقند وبخارى ثم صنعوه عوضًا عن الحرير أولاً من القطن مثل ورق دمشق، وبعد ذلك من الكتان، فصناعة الورق من الكتان كانت إلى مدة طويلة من احتكار شاطبة بغرب بلنسية، ومنها دخلت في قاطالونيا، وبروانس وأخيرًا في بادوا. إن أول أجزاء أوروبا في التقدم من طور الهمجية هو الذي كان تحت نفوذ الثقافة العربية مباشرة، أي الداخل في الحدود الإسبانية والمشتمل على قاطالونيا، وبروانس وصقلية «انظر بريفالتش: أثر الثقافة الإسلامية في تكوين الإنسانية 172 ترجمة السيد أبو النصر أحمد، القاهرة دون تاريخ.* Hell, The Arab Civilization, pp83-84.* بريفالت: أثر الثقافة الإسلامية ص171.* د.رشيد الجميلي: الحضارة العربية الإسلامية وأثرها في الحضارة الأوروبية ص195و196، منشورات جامعة قاريونس، ليبيا عام 1982م.* ريسلر: الحضارة العربية ترجمة غنيم عبدون ص185، القاهرة عام 1960م.* جلال مظهر: الحضارة الإسلامية أساس التقدم العلمي الحديث ص111و 112 مكتبة الشرق الأوسط، مصر عام 1969م.* زيغريد هونكة: شمس العرب تسطع على الغرب، ص385و 386 ط6، بيروت عام 1081م.* عبدالمجيد بركو: المخطوط العربي في عصر الوراقين ص89، مجلة الرافد العدد 70 الشارقة، يونيو 2003م.* محمد ماهر حمادة: المكتبات في الإسلام نشأتها وتطورها ومصائرها ص72 و 73 بيروت عام 1970م.* ياقوت الحموي: معجم الأدباء ج15 ص5، دار المأمون.* د.عبدالرزاق محيي الدين: أبو حيان التوحيدي ص124 ط2 بيروت عام 1979م.* محمد كردي علي: أمراء البيان ج2 ص495 مصر عام 1937م، وانظر د.بركات محمد مراد: أبو حيان التوحيدي فلسفته وآثاره واغترابه، دار الاعتصام ص25-27 القاهرة عام 1995م.* التوحيدي: الإمتاع والمؤانسة ج1 ص175 تحقيق أحمد أمين، سلسلة الأنيس الجزائر ط2 عام 1989م.- نقلا عن مجلة المعرفة:http://www.almarefah.com/articlea.ph...______________ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم












  رد مع اقتباس
قديم Nov-08-2005, 04:51 PM   المشاركة2
المعلومات

هلا الشريف
مشرفة سابقة
طالبة دراسات عليا

هلا الشريف غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 4862
تاريخ التسجيل: Jul 2003
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 836
بمعدل : 0.11 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأخي العزيز أبو زياد .........كل عام وأنت بألف خير......... لك مني كل الشكر والتقدير على هذه المشاركة .أمدك الله بتاج الصحة والعافية !! مع فائق احترامي وتقديري . *·~-.¸¸,.-~* *·~-.¸¸,.-~*َياَ حَـبّـذَاَ مَـّكَــةَ مِـن وَاَديِ ... أرضٌ بها َأهَــِليِ وَعُــّوَاَديِ َأرضٌ َأمَــشيِ بِهِا بِــلاَ هَـاَدِيِ ... َأرضٌ بِهِا تَــــرسَخُ أَوتَـَادّيِ...












  رد مع اقتباس
قديم Nov-08-2005, 05:06 PM   المشاركة3
المعلومات

هلا الشريف
مشرفة سابقة
طالبة دراسات عليا

هلا الشريف غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 4862
تاريخ التسجيل: Jul 2003
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 836
بمعدل : 0.11 يومياً


افتراضي

أتمنى أن تسمح لي بهذه المداخلة وهي بعنوان (( أهم الوراقون من أهل الأدب)) ساهم أهل الأدب في صنعة الوراقة ، فكان كثيرا منهم ينسخ الكتب سواء كان له حانوت في سوق الوراقين أو حيثما كان ينسخ في بيته أو عند من يستأجره على ذلك. وقد اشتهر منهم من كان جيد الخط حسن الضبط لما ينسخ ولهذا وجدنا ياقوت الحموي وهو منهم يُعنى عناية فائقة بجمع أخبار الأدباء ذوي الخطوط الجيدة. فكان دائما يسعى للحصول على نماذج من خطوط من ترجم لهم ممن اشتهر بحسن الخط. وكأن يبدي أسفه إن لم يحصل على نموذج لمن يترجم لهم، ويعلن عن ذلك صراحة.و مؤلف الكتاب يرتب أسماء الوراقين حسب قدم وفياتهم. وهو :1- مساور الوراق: هو مساور بن سوار بن عبد الحميد، كوفي قليل الشعر وهو من أصحاب الحديث ورواته، وقد روى عن بعض التابعين وروى عنه وجوه أصحاب الحديث. ذكره ابن النديم ضمن الشعراء وقال بان شعره خمسون ورقة.وذكر بان له ثلاثة أبيات يمدح بها أبا حنيفة.2- سهم بن إبراهيم الوراق: من شعراء القرن الثاني ومن أدباء القيروان قال في حصار أبي يزيد مخلد الخارجي لسوسة:إن الخوارج صدها عن سوسة منا طعان السمر والأقداموجلاد أسياف تطاير دونها في النقع دون المحصنات الهام 3-محمود الوراق: هو محمود بن حسن الوراق (توفي نحو 225هـ) شاعر أكثر شعره في المواعظ والحكم.4-محمد بن الحسن بن دينار الأحول: أبو العباس كان غزير العلم واسع الفهم جيد الدراسة حسن الرواية، روى عنه أبو عبدالله محمد بن العباس اليزيدي.وقرا عليه ديوان عمرو بن الأهتم.قال عنه نفطويه (إبراهيم بن محمد) انه جمع أشعار مائة وعشرين شاعرا. وذكره الزبيدي وجعله في طبقة المبرد وثعلب . وقد نسخ لليزيدي وكانت أجرته، كل مائة ورقة بعشرين درهم.5-محمد بن هارون هو أبو عيسى الوراق (ت 247هـ/ 860م). من أهل بغداد كان معتزليا، ألف كتاب (المقالات في الإمامة)وكتاب المجالس.6-وراق أبي حاتم السجستاني قد كتب بخطه (مسائل الاخفش) التي انتقلت الى الأندلس فشوهدت بيد الخليفة المستنصر بالله قبل ولايته وقد أتته من العراق 7-عبدالله بن أبي سعد الأنصاري: هو أبو محمد الوراق، بلخي الأصل سكن بغداد، وحدث بها وكان ثقة صاحب أخبار وعلم وأدب. أورد له ابن النديم ترجمة موجزة. 8-خيران الوراق:ورد ذكره في أثناء ترجمة ثعلب (احمد بن يحيى ت 291هـ) وانه عندما قربته الوفاة أوصى بكتبه الى علي بن محمد الاسدي المعروف بابن الكوفي. 9-سليمان بن محمد: هو أبو موسى الحامض البغدادي وهو من أصحاب ثعلب، ووصف بصحة الخط وحسن المذهب في الضبط، وكان يورق وكان من أئمة النحو، وعد أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر. 10-أبو هريرة الوراق المصري:كان قاضي على مصر، ومات في الفسطاط سنة 329هــ/940م.11-محمد بن عبدالله بن محمد بن موسى: هو أبو عبدالله الكرماني الوراق (وفي 329هـ) وكان عالما فاضلا بالنحو وو واللغة ومليح الخط، وكان صحيح النقل يورق بالأجرة.12-احمد بن محمد بن بنت الشافعي: وراق للجهشياري وكان صحيح الخط متقن الضبط من أهل الأدب، يعتمد على خطه وضبطه وقد رأى ياقوت بخطه (تفسير الطبري) وقد كتب عند خاتمته اسمه.13-محمد بن سعيد الوراق: المعروف بابن الحنان كان معتنيا بنسخ الكتب، متصرفا في الأدب.14-السري بن احمد السري: هو أبو الحسن الكندي المعروف بالسري الرفاء شاعر موصلي مشهور، نشأ صبيا في سوق الرفائين، فكان يرفو ويطرز، وكان مع ذلك ينظم الشعر ويجيد فيه؛ فترك مهنة الرفو وانصرف الى الأدب واشتغل بالوراقة فكان ينسخ ليعيش من النسخ، ولم يزل في ضنك من العيش الى أن خرج الى حلب واتصل بسيف الدولة ومدحه، وأقام بحضرته فاشتهر وبعد صيته، فحسن حاله وسار شعره في الآفاق وله تصانيف. ومما ورد عنه أيام اشتغاله بالنسخ انه كان بينه وبين الشاعرين الخالديين عداوة. 15-علي بن محمد بن الخلال أبو الحسن:كان أديب، صاحب خط مليح، وخط صحيح، معروف ومشهور بذلك.16-أبو الحاتم الوراق: من شعراء الخريدة، قال عنه الثعالبي انه كان من إحدى رساتيق نيسابور ورق خمسين سنة وهو القائل:إن الوراقة حرفة مذمومة محرومة عيشي بها زمنإن عشت عشت وليس لي أكل أو مت مت وليس لي كفن 17-أبو الحسن محمد بن عبدالله الوراق النحوي: كان جيد التعليل في النحو له جملة كتب وهي:1- شرح مختصر الجرمي أو كتاب (الفصول في نكت الأصول) وهو شرح كبير.2- شرح مختصر أو كتاب (الهداية) وهو شرح صغير18-علي بن عيسى الرماني الوراق الإخشيدي: نحوي إمام من أئمة العربية، عد من طبقة أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي له تصانيف في جميع العلوم.19-علي بن الحسين بن علي العبسي: معروف (بابن كوجك الوراق ) من عائلة توارثت صفة الوراقة والأدب، فالأب أديب شاعر، وإخوانه كذلك.وأورد له ياقوت قطعة من شعره20-المحسن بن الحسين بن علي بن كوجك: أبو القاسم وكان أديب من أهل الفضل، وكان الغالب عليه الوراقة مهنة عائلته. وقد سبق أن ترجمة أخيه (علي) وكان يقول الشعر، وخطه معروف مرغوب فيه يشبه خط الطبري.وقد أملى في مدينة صيدا حكايات متنوعة بعضها عن خالويه. 21-محمد بن هبة الله بن الوراق النحوي: كان عالما في القراءات، وعلوم القران، وكان ثقة صدوقا، وهو سبط أبي الحسن محمد بن عبدالله الوراق النحوي.22-إبراهيم بن صالح الوراق النيسابوري: كان تلميذ أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، وكان أديبا مذكورا في أدباء نيسابور وله شعر. 23-محمد بن إسحاق بن علي بن داود بن حامد: هو أبو جعفر القاضي الزوزني البحاثي، كان يسكن مدرسة السيوري بباب عزرة، وينسخ كتب الأدب بخط مقروء صحيح.لقد كتب نسخة من غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي وقرأها على جد المؤرخ عبد الغافر (قراءة سماع) وعلى الحاكم الإمام أبي سعد بن دوست (قراءة تصحيح وإتقان) وفي ذلك يقول عبد الغافر "اقطع على الله تعالى أن لم يبق من ذلك الكتاب نسخة أبين ولا أملح منها، وهي الآن برسم خزانة الكتب الموضوعة في الجامع القديم موقوفة على المسلمين". 24-روزبة بن محمد الزاعي الوراق:وصف بحسن الخط واليد الطولى في الوراقة. وذكر السلفي بأنه سمعه بمصر ينشد لنفسه ولغيره. 25-أبو محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن توهيب: كان شاعر ووراق (547هـ). 26-سعد بن علي بن القاسم بن علي بن القاسم: أبو المعالي الأنصاري الخزرجى الخطيري الوراق البغدادي، توفى(568هــ/ 1172م)؛ يعرف بالوراق وبدلال الكتب، وهو أديب شاعر مصنف له كتاب زينة الدهر، وعصرة أهل العصر في ذكر ألطاف شعراء العصر وغير ذلك من المؤلفات.27-محمد بن سليمان البغدادي: هو ابن قطر مش بن كركان شاه، أبو نصر السمرقندي الأصل البغدادي المولد والدار، كان من بيت إمارة، وقد علم في صغره فكانت له يد باسطه بمعرفة الهندسة والرياضيات، فضلا عن اختصاصه التام بالنحو واللغة وأخبار الأمم والأشعار، قد دفعته الحاجة الى الوراقة فاستفاد من خبرته بالكتابة وساعد على ذلك حسن وملاحة خطه.28-علي بن احمد بن بكري: وقيل (علي بن عمر بن احمد بن عبد الباقي بن بكري ) من أهل باب الأزج، كان حسن الخط وجيد الضبط وكان خازنا للكتب في المدرسة النظامية وله معرفة جيدة بالأدب. 29-جمال الدين محمد بن إبراهيم الوطواط: كانت صناعته الوراقة وبيع الكتب، وهو أديب متر سل من العلماء من أهل مصر.ومن المتأخرين ممن مارس الوراقة المؤرخ ابن الصيرفي؛ وقد عد الشيخ عبدالرحمن بن محمد الحميدي شيخ الوراقين في عصره.وهكذا استمرت الوراقة حتى ظهرت الطباعة وانتشرت في البلاد العربية والإسلامية. ---------- فهد، بدري محمد.- صناعة الكتاب بين المؤلف والوراق.- ط1.- عمّان : دار المناهج للنشر والتوزيع، 1422هـ*·~-.¸¸,.-~* *·~-.¸¸,.-~*َياَ حَـبّـذَاَ مَـّكَــةَ مِـن وَاَديِ ... أرضٌ بها َأهَــِليِ وَعُــّوَاَديِ َأرضٌ َأمَــشيِ بِهِا بِــلاَ هَـاَدِيِ ... َأرضٌ بِهِا تَــــرسَخُ أَوتَـَادّيِ...












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين