منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية » نشأة الكتب المدرسية المساعدة وأاهميتها

منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية اطرح هنا الأفكار والمشاكل والمقترحات التي يمكن أن يستفيد منها أمناء مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية.

إضافة رد
قديم Apr-09-2007, 02:59 PM   المشاركة1
المعلومات

samia-yasmina
مكتبي فعّال

samia-yasmina غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 25569
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 124
بمعدل : 0.02 يومياً


سهم نشأة الكتب المدرسية المساعدة وأاهميتها

نشأة الكتب المدرسية المساعدة وأهميتها



منال صبحى الحناوى


أخصائية مكتبات – وزارة التربية والتعليم (مصر)









مستخلص

تتناول الدراسة مفهوم الكتب المدرسية المقررة ومفهوم الكتب المدرسة المساعدة، وأهمية الكتب المدرسية المقررة وصلتها بالكتب المدرسية المساعدة. وتنتهى الدراسة بمواصفات مقترحة للارتقاء بنشر الكتب المدرسية المساعدة.


مقدمة :
تضطلع العملية التعليمية بدور كبير في إعداد الكوادر البشرية والعقول التي تتحمل مسئولية الإعداد لعالم الثورة التكنولوجية، ولما كان نجاح أية سياسة عامة في تحقيق أهدافها يرتبط جزئياً بعلاقة هذه الأهداف بإستراتيجية التنمية وبالسياسات المتبعة في مجالات أخرى فإن قدرة السياسة التعليمية على تحقيق أهدافها يرتبط باتضاح أهداف التنمية عموماً وبالاتساق بين السياسة التعليمية والسياسات الأخرى في المجتمع، ومن الضروري في هذه المرحلة من تطور العالم أن نرسم سياسات الحاضر على ضوء احتياجات المستقبل وأن ننظر إلى مشكلاتنا الحالية على ضوء التغيرات السريعة الحادثة وعلى أساس معرفتنا بما سوف يكون عليه المستقبل، وهناك الكثير مما قيل حول دور التعليم في التنشئة ( الاتجاهات والقيم )، وعن علاقة التعليم بتنمية الموارد البشرية ( التدريب والتأهيل وتنمية القدرات الإنتاجية )، وعن التعليم والتنمية الإنسانية في معناها الأعم ( تنمية القدرات البشرية على الخلق والإبداع والابتكار )، وعن التعليم كأساس للنهضة الحضارية وإعادة البناء، وعن التعليم وتنمية القدرة على التكيف مع عالم متغير أو توقع هذه التغيرات والتعامل معها (إبراهيم، سعد الدين).
ويهدف التعليم ما قبل الجامعي إلى تكوين الدارس تكويناً ثقافياً وعلمياً وقومياً على مستويات متتالية، من النواحي الوجدانية والقومية والعقلية والاجتماعية والصحية والسلوكية والرياضية، بقصد إعداد الإنسان المؤمن بربه ووطنه وبقيم الخير والحق والإنسانية وتزويده بالقدر المناسب من العلم والدراسات النظرية والتطبيقية والمقومات التي تحقق إنسانيته وكرامته وقدرته على تحقيق هدفه والإسهام بكفاءة في عمليات وأنشطة الإنتاج والخدمات، أو لمواصلة التعليم العالي والجامعي من أجل تنمية المجتمع وتحقيق رخائه وتقدمه.
ورغم اجتياح التقنيات الحديثة إلا أن الكتاب لا يزال صامداً يحاول الدفاع عن عرشه وريادته السابقة فهو إلى الآن لا يزال وسيطاً مألوفاً عكس التقنيات الأخرى، بالإضافة إلى انتشاره الواسع ووجوده حالياً بمعظم التخصصات العلمية، كذلك تكلفته القليلة إذا ما قورنت بالتقنيات الأخرى.
ومن أنواع الكتب، الكتب أحادية الموضوع، وهي التي تكرس لدراسة قضية معينة أو موضوع محوري دراسة منهجية وافية (قاسم، حشمت [ب])، والكتب التمهيدية التي تهدف إلى التمهيد لإرساء أسس موضوع معين بشكل منهجي متكامل، والأعمال التجميعية وهي الكتب التي تشتمل على عدد من البحوث لمؤلف واحد أو مجموعة من المؤلفين، وعلى الرغم من تجميع محتويات هذه الكتب في وحدة موضوعية معينة وفقاً لإطار منطقي معين، فإنها لا يمكن أن تغطي الموضوع تغطية شاملة، والمطبوعات الرسمية، وهي المطبوعات التي تصدر عن هيئة أو مؤسسة حكومية بغية عرض معلومات خاصة بها، والكتب المرجعية وهي الكتب التي يرجع إليها عند الحاجة إلى معلومة معينة دون الحاجة إلى قراءتها من أولها إلى آخرها، والكتب الدراسية الخاصة بالمقررات الدراسية (قاسم ، حشمت [أ]).
ويقصد هنا بالكتب الدراسية : الكتب الدراسية الجامعية، أو المدرسية، أما الكتب المدرسية المساعدة فهي تلك الكتب التي تحظى باهتمام بالغ من قبل الطلبة والمعلمين لما تقدمه لهم من عون ومساعدة في تيسير العملية التعليمية.
ولابد أن نؤكد على أهمية الكتاب بوصفه الوسيلة الأولى التي استخدمها الإنسان للتثقيف والتعليم في العالم، وسيظل أيضاً شاهداً على حضاراتنا الإنسانية فلولا وجود الكتاب ما كان هناك علم أو تراكم معرفي يؤدي بالتالي إلى التطور والرقي الحضاري، وما كانت هناك اختراعات وإبداعات علمية وفكرية، يضاف إلى ذلك أن أية تقنية تعليمية أو إعلامية إنما تستمد مادتها ومعلوماتها من كتاب أو نص مكتوب.
والكتاب بعامة من أهم أدوات المعرفة ونشر الثقافة والحكمة والحفاظ على الفكر الإنساني من أن يضيع عبر الحقب والأجيال، ومن ثم كان اختراع الكتاب حدثاً لم يسبق له مثيل، شعر الإنسان بقيمته الكبرى لحياته فقدره، ولا يزال يشعر به ويقدره في كل جنبات الحياة مهما تعددت وتحضرت وأطاعت العلم والتقنية والحداثة، والواضح أ ن الكتاب تتعدد زوايا النفع فيه والاهتمام به، وعلى الرغم من الاختراعات الإلكترونية العديدة إلا أن الكتاب ما زال يحتفظ بخصائص ومميزات عديدة أهمها (المحيريق، مبروكة عمر [ب]):
1 - ارتباطه بالحضارات الإنسانية قديماً وإلى يومنا هذا.
2- سهولة حمله وسهولة التنقل به من مكان لآخر.
3- لا يحتاج إلى مهارات فنية لاستخدامه.
4- تكلفته معقولة مقارنة بتكلفة الأوعية العلمية الأخرى.
5- لا يحتاج إلى أجهزة خاصة لقراءته.
6- للكتاب تأثيرات جمالية في إخراجه وألوانه.
والكتاب المدرسي له وظيفة جوهرية حيث إنه ذو صلة وثيقة بالمنهج التعليمي من حيث كونه الأساس الجامع للفرص التعليمية التي ينبغي على المتعلم بمساعدة المعلم أن يتعرض لها فيأخذ منها ويضيف إلى ذات نفسه ويبني شخصيته فيكبر علماً ومعرفة (قورة، حسين).
وانطلاقاً من هذا الدور يمكن عرض الكتب المدرسية المساعدة من حيث مفهومها ونشأتها، وأهميتها كالتالي :
أولاً : مفهوم الكتب المدرسية المقررة ووضع مفهوم للكتب المدرسية المساعدة
يرى البعض أن الكتاب المدرسي وسيلة مساعدة للتعليم والتعلم يقصد بها أن تستعمل بجانب معينات أخرى قد لا توصف بأنها كتب على الإطلاق(عمر، أحمد أنور).
ويعرف روبين دريكورت (ROBIN DERRICOURT) الكتاب المدرسي بأنه كتاب يشمل كلاً أو جزءاً معيناً من منهج معين، يدرس بشكل شائع في عدة مؤسسات.
وتعرف الكتب المدرسية بأنها " الكتب الموجهة لخدمة مقررات دراسية معينة حيث تشتمل هذه الكتب على الحقائق الأساسية التي استقرت في مجالاتها لتكون ما يسمى برصيد المعرفة في هذه المجالات، والهدف من هذه الكتب تعليمي في المقام الأول ومن ثم فإنها بالإضافة إلى تفاوت مستويات المعالجة فيها بما يتناسب ومستويات الدارسين تتسم أيضاً بالانتقاء بحيث يركز كل كتاب على وحدات موضوعية معينة يغطيها منهج دراسي بعينه (قاسم، حشمت [ب])" .
وتعرف المصادر أيضاً الكتاب المدرسي بأنه " كل كتاب يؤلف طبقاً لمنهج دراسي قررته وزارة التربية والتعليم على أية فرقة من أية مرحلة من مراحل التعليم سواء أكان الكتاب مقرراً من الوزارة أم غير مقرر"، وأيضاً كل كتاب يشتمل على جزء أساسي من منهج دراسي ويعالجه على مستوى طلبة الصف المقرر عليه، هذا المنهج يعتبر كتاباً مدرسياً (رضوان ، أبو الفتوح).
ويتضح من هذا النص أن مفهوم التعريف ينطبق على الكتاب المدرسي سواء الرسمي المقرر أو المساعد ويتضح ذلك من عبارة " سواء أكان الكتاب مقرراً من الوزارة أم غير مقرر ".
ومن ثم يمكن القول أن الكتاب المدرسي ينقسم إلى قسمين :
1 / الكتاب الرسمي المقرر من قبل السلطات المعنية.
2 / الكتاب غير الرسمي أو المساعد أو الخارجي الذي يضعه أفراد وينبثق مضمونه من الكتاب المقرر.
ولذا فإن كثيراً من المفاهيم العلمية والتربوية والفلسفية التي تنطبق على الكتاب المدرسي المقرر تنطبق أيضاً وبنفس القدر على الكتاب المدرسي المساعد، فالمادة واحدة والفكر واحد، ويقع الاختلاف بينهما في التناول والشكل.
وتعرف المصادر الكتب المدرسية المساعدة بأنها : " نوع من الكتب يدور حول الكتب المدرسية المقررة من قبل الهيئة التعليمية يشرح ويوضح مغاليقها، يختصرها ويركز على نقاطها الأساسية وخطوطها العريضة ويترك الحشو والتكرار، يبسطها بألفاظ وأساليب من عنده ويضع أسئلة وإجابات نموذجية تقربها من الفهم والاستيعاب (خليفة، شعبان).
وقد وضعت الباحثة تعريفاً للكتب المدرسية المساعدة بأنها :" كتب تحوي نفس المعارف والمعلومات المقررة في الكتاب المدرسي المقرر إلا أنها حرة من قبل مؤلفين غير رسميين، وتتضمن تجديدات في عرض المادة العلمية وتفسيرها وتبسيطها ونشرها، هذا إلى جانب تزويدها بالتدريبات العملية والأمثلة التطبيقية وأسئلة المراجعة وإجاباتها النموذجية وكذلك الوسائل الإيضاحية، وهي تتسم عادةً بالإخراج الطباعي الجذاب."
ولم تتعرض المصادر إلى تاريخ وبداية صدور الكتاب المدرسي المساعد ولكن الباحثة قامت بدراسة بعض إصدارات دور النشر الكبيرة التي تقوم بنشر هذه النوعية من الكتب، وقد أسفرت الدراسة عن أن الكتاب المدرسي المساعد بدأ ظهوره منذ الأربعينات من القرن العشرين حيث قامت دار نهضة مصر بإصدار العديد من الكتب المدرسية المساعدة اعتباراً من سنة 1941 م، فقامت بإصدار سلسلة فاروق كومبانيون في اللغة الإنجليزية وسلسلة مون كومبانيون وسلسلة المنجد في الكيمياء والطبيعة للعام الدراسي 1941م ـ 1942 م، بالإضافة إلي سلسلة الامتحانات العامة بجميع المواد.
ويعني ذلك أن الكتاب المدرسي المساعد موجود بين جنبات العملية التعليمية منذ حوالي سبعين عاماً وتطور حتى أصبح الآن صناعة قائمة بذاتها لها مقوماتها وأسسها وجوانبها الفنية والإدارية والمالية، وبأشكالها المطبوعة والإلكترونية.
ولقد حدثت ثورة للمعلومات تجسدت في أشكال كثيرة من المستجدات , وكان من أبرزها ظهور الكتاب الإلكتروني الذي يعد بصمة جديدة في نشر العلوم المتنوعة من خلال استخدام الاسطوانات المدمجة ( CD - ROM ) مع الحاسوب، وكان من تطبيقات النشر الإلكتروني الكتب المدرسية المساعدة، وقد جاء تطوير النشر الإلكتروني نتيجة الطلب وليس الحاجة، فهو مكمل وليس بديلاَ عن الكتب المطبوعة.
ثانياً : أهمية الكتب المدرسية المقررة وصلتها بالكتب المدرسية المساعدة
الكتب مهمة للجميع من وجوه عدة، فهي وسيلة اتصال بين منتجي المعرفة وأولئك الذين يحتاجونها مع غيرها من المعلومات، وهناك بطبيعة الحال وسائل اتصال أخرى، ورغم ذلك فإن الكتب تعتبر من الأدوات الرئيسة في هذا الصدد (المحيريق، مبروكة [أ]).
وتحديات العصر الذي نعيشه تفرض علينا نوعاً من التربية للنشء تجعلهم قادرين على التعامل مع معطيات العصر من تغيرات جديدة وتطورات متلاحقة وانفجار معرفي وثورة معلومات واستعدادات جادة لدخول القرن الجديد بما يتناسب مع تحدياته، وكذلك من ناحية الانتماء للوطن والولاء للدين والعروبة والتحلي بالأخلاق الراقية والسلوك القويم، ولا شك أن وسيلة التربية لتحقيق ذلك هي البرامج الدراسية والخبرات المقدمة إلى النشء.
وهناك أدوات متعددة تستعين بها البرامج الدراسية كي تحقق أهدافها ويأتي في مقدمتها الكتاب المدرسي فهو الأداة المتاحة والممكنة التي تصل إلى التلميذ والمعلم في كل مكان، كما أن الكتاب المدرسي يمثل الجانب الرسمي في البرامج التعليمية للدولة.
ومن هنا تأتي أهمية الكتاب المدرسي، فمما لاشك فيه أن الكتاب المدرسي كان ومازال هو المرجع الأساسي للمادة العلمية للطالب والمادة التعليمية للمعلم، وكونه ركناً أساسياً في العملية التعليمية إضافة أخرى تضاف إلى رصيده، فالمقرر الرسمي الذي تعتمده الدولة في نظامها التعليمي يكون في المادة العلمية المقدمة في الكتاب المدرسي والذي يمثل الترجمة الصحيحة للأهداف التربوية للعملية التعليمية ولسياسة التعليم في الدولة كما أنه الوسيلة لنقل الخبرات التربوية للمتعلم " فمن هذه المنطلقات تأتي أهمية الكتاب المدرسي، مما يستلزم ضرورة الاهتمام به وبحث أية عقبات من شأنها أن تحول بين الكتاب المدرسي وتحقيق أهدافه التربوية والتعليمية" (رزق، أحمد) ، فضلا عن هذا فإنه في حالة الافتقار إلى العدد الكافي من المعلمين، والمحدودية التي يتسم بها إعدادهم أحياناً تمثل الكتب المدرسية معينات لا غنى عنها للمحافظة على معايير النوعية وتوجيه المناهج (ألتباك، فيليب).
ويمكننا حصر ضرورات الكتاب المدرسي للموقف التعليمي فيما يلي :
أ - الكتاب المدرسي يعد معلماً تعليمياً يضم بين دفتيه المحددات العلمية والمعرفية الملزمة لكل من المعلم والمتعلم في إطار منهج دراسي خاص وبالكيفية المقبولة، ومن ثم يساعد المعلم على أن يكيف ذلك المنهج للزمن المحدد له، وأن يخطط لموقفه التدريسي سلفاً بما يساعده على اجتياز صعوباته والتعامل مع المتعلمين بنجاح طبقاً لظروفه وظروفهم وإمكاناته وإمكاناتهم.
ب - الكتاب المدرسي يعد مرجع القياس بالنسبة لكل من المعلم والمتعلم بمعني أنه يتضمن تحديد الحقائق والمعارف والمعلومات والنظريات المرغوب في دراستها بما يجعلها مناط الحكم التقويمي للمعلم على المتعلم.
ج – الكتاب المدرسي يتوافق مع طبيعة نظمنا الدراسية ودراستنا في الوطن العربي، فنحن لا نستطيع أن نهرب من واقعنا الذي تفرض ظروفه الخاصة خطوات سيرنا على نظام تربوي يكتنفه كثير من القصور، فمناهج الدراسة عندنا موحدة لكل طلابنا في مراحل التعليم ونوعياته المختلفة، مع أننا نعرف أن هذا يجافي النهج التربوي السليم.
د - الكتاب المدرسي يعتبر تجسيداً لفكرة كثيراً ما نجهلها وهي أن الميادين المعرفية في واقعها لا تخرج عن كونها مجالات للتطبيق اللغوي، والكتاب المدرسي هو أفضل ما يقوم بالتدريب على المهارات اللغوية المختلفة وخاصة مهارات القراءة (قورة، حسين)، ولا ينبغي للوسائل التعليمية الحديثة من أفلام الصور المتحركة أو أفلام الصور الثابتة أو التسجيلات أو الشرائح أو النماذج، … إلخ أن تطغي على دور الكتاب المدرسي في عملية التعليم الذي يعتبر ركناً من أركانها وليس مجرد وسيلة من الوسائل المعينة عليها في هذا العصر الذي يوصف بأنه عصر تفجر المعلومات وانتشار التعليم لأن الكلمة المطبوعة أشد تأثيراً وأبقى أثراً في نفس المتعلم فالكتاب المدرسي أداة رئيسة في عملية التعليم والتعلم وهو أداة سهلة التناول ولا مجال لمقارنته بأي وسيلة من الوسائل التعليمية، فهو يبقى مع التلميذ في كل زمان ومكان، ويرجع إليه متي شاء لاسترجاع الدروس أو كلما احتاج إلى ذلك، كما أن استعماله والإفادة منه لا تتوقف علي توافر شروط معينة ولا يتطلب بذل جهد أو عناء ولا يحتاج إلى تدريب خاص على استعماله أو تجهيزات معينة مثل ( التليفزيون ) التعليمي أو أشرطة ( الفيديو) أو الحواسيب على سبيل المثال (بامشموس).
ومن الأمور التي تحوز اهتمام الدول المتقدمة والنامية على السواء علاقة الكتب بوسائل التدريس الأخرى، ففي الدول المتقدمة في النشر تجرى تجارب كثيرة على المواد السمعية والبصرية ومع هذا يبقى الكتاب المقرر عنصراً أساسياً في العملية التعليمية، ولن تختفي الكتب عندما تستخدم الوسائل السمعية والبصرية على نطاق واسع وما يحدث غالباً في مثل هذه الحالات هو أن المطبوعات ستصبح أكثر إثارة للجدل وتصبح جزءاً متكاملاً من جهاز جديد معقد للمواد التعليمية، فالكلمة المطبوعة وحدها هي التي تتيح للطالب أن يسيطر تماماً على سرعة تعليمه كما أنها تسمح له أن يعيد بناء الرسالة الفكرية التي يتلقاها ويطوعها لجهاز تفكيره، ولقد أجمعت كل المؤتمرات الإقليمية لتنمية الكتاب التي نظمتها هيئة اليونسكو علي إعطاء الأولوية للكتب التعليمية المطبقة في مراحل التعليم الأولي، ولقد أكد الخبراء أنه لا جدوى في تخطيط التعليم إذا لم يحصل التلاميذ على الكتب الضرورية (باركر، رونالد).
وحيث أن هذه الضرورات السابقة الذكر تؤكد أهمية الكتاب المدرسي المقرر وأيضاً صلته الوطيدة بالكتاب المدرسي المساعد، لذا لا يمكن لأحد أن يغفل أهمية الكتب المدرسية حيث إنها المصدر الرئيسي للمعلومات للطلبة في الفصل وهي إلى حدٍ ما الأساس الذي يركز عليه المعلمون في الدولة في إعداد خططهم وتحضيرهم للدروس، فهي تزود الطلبة بالمحتوى الذي يتضمنه المنهج بطريقة تجذب انتباههم وتشعل فيهم الحماس حيث تزودهم بالوسائل التربوية والأسئلة وملخصات الفصول والخرائط…إلخ مما يساعد الطالب على تعلم المحتوى (Flynn).
وترى الباحثة أن الكتاب المدرسي المساعد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكتاب المدرسي المقرر وقد يفوقه من ناحية الرضا والإقبال، حيث إنهما يشتركان في التناول الموضوعي والهدف الاستراتيجي التربوي ويعملان معاً على تطوير وتحسين العملية التعليمية والارتقاء بمستوى التلاميذ وزيادة قدراتهم التحصيلية، كما ترى أيضاً أن الكتاب المدرسي المقرر يمر بأزمة حقيقية في مواجهته للكتاب المدرسي المساعد المنافس له في الانتشار وإقبال الطلبة عليه في جميع مراحل دراستهم، وقد ترجع أهمية الكتاب المدرسي المساعد لناشريه إلى أنه سلعة رابحة ورائجة، وهناك العديد من دور النشر تقتصر إصداراتها على الكتاب المدرسي المساعد، ومع أن تسويق هذا الكتاب لا يتعدى الموسم الدراسي إلا أن الناشر المتخصص في إصدار مثل هذه الأنواع من الكتب قد ينشغل باقي العام في إعداد الكتاب وبروفاته للعام القادم وقد يكون لديه الفكرة في إصدار كتاب جديد لمراحل مختلفة لم يسبق إنتاجه لها من قبل ويوضح ذلك أن ربحية تلك الأنواع من الكتب عالية جداً مما يخلق دور نشر تتخصص في إنتاج هذه النوعية، ورغم القيود والضوابط التي تفرضها السلطات المعنية على ناشري هذه الكتب والإجراءات الطويلة التي تكلف الناشر مصروفات عالية إلا أننا نجد أن ناشري هذه الكتب في تزايد مستمر.

ومما تقدم يمكننا أن نعرف مدى أهمية الكتاب المدرسي المساعد بالنسبة للناشر سواء كان متخصصاً أو صاحب دار نشر عامة.

ومن خلال فحص الباحثة لنوعيات الكتب المتواجدة بالأسواق اتضح لها أيضاً تزايد عدد مؤلفي هذه الكتب عاماً بعد عام، وكذا تنوع الدرجات العلمية للمؤلف، وترى الباحثة أن إقبال تلك الأعداد من المؤلفين على اختلاف درجاتهم العلمية وتزايدهم المستمر يرجع إلى الدخل المادي المجزي الذي يجعل العديد منهم يخصص جزءاً من وقته لتأليف تلك النوعية من الكتب، ونجد أن النسبة العظمى من المعلمين يرجحون استخدام هذه النوعية من الكتب وقد يحدد بعضهم الكتاب للطلبة، ويرجع ذلك إلى أنهم يرون أن هذه النوعية من الكتب تقوم بتبسيط المادة العلمية وأنها تشتمل على الشرح المفصل لقواعد اللغة وغيرها من المواد وتكرار التمارين بشكل مختلف يجعل الكتاب يصلح للطالب بمستوياته الثلاث ( الضعيف، والمتوسط، والممتاز )، وترى الباحثة أن المعلم يحرص على تواجد الكتاب المدرسي المساعد مع كل طالب وذلك لما يحتويه من النماذج المتعددة والتدريبات التي يقوم بتطبيقها مع طلابه، فالكتاب المدرسي المساعد أصبح ضرورياً للطالب والمعلم مما وسع نطاق تسويقه.
وقد قامت الباحثة بإعداد مواصفات لهذه النوعية من الكتب، وتوصي بالتزام الناشرين بتطبيقها في نشر إصداراتهم من الكتب المدرسية المساعدة للارتقاء بنشرها، وتسردها الباحثة فيما يلي :
1 : مؤلفو الكتب المدرسية المساعدة
أ / اختيار الناشر للمؤلف يتم بناءً على مدى خبرته العلمية والعملية والتربوية في تأليف هذه النوعية من الكتب.
ب / يلتزم الناشر بذكر بيانات كاملة عن المؤلف في أوراق عنوان الكتاب ومقدمته، تشمل : الاسم رباعياً، المؤهلات العلمية، الوظيفة الحالية، الجهة التي يعمل بها، قائمة بالمؤلفات السابقة والخبرات
2 : المحتوى العلمي للكتب المدرسية المساعدة
أ / يلتزم الناشر بتطابق الكتاب مع نظيره المقرر من الناحية العلمية بنسبة 100 %.
ب / يلتزم الناشر بذكر عبارة " يتطابق الكتاب في مادته العلمية مع الكتاب المقرر من الوزارة " في أوراق عنوان الكتاب، ويعطي الناشر مباشرةً الدليل على ذلك بذكر رقم ترخيص وزارة التربية والتعليم بالنشر بعد العبارة سالفة الذكر مباشرةً.
3 : إخراج الكتب المدرسية المساعدة
أ / تضمين أوراق عنوان الكتاب البنود التالية :
ـ أسماء المسئولين عن تأليف الكتاب سواء مؤلفين، أو، معلقين، أو، رسامين...إلخ.
ـ مقدمة : تعرض بصورة مختصرة أهداف الكتاب وطريقة تنظيمه وكيفية عرضه للمادة العلمية.
ـ يلتزم الناشر بالحصول على الرقم الدولي المعياري للكتاب وإضافته على ظهر صفحة العنوان، أو في أسفل صفحة العنوان، وكذلك إضافته في أسفل الوجه الخارجي للغلاف الخلفي، ولابد أن يسبق الرقم كلمة ( ردمك، أو، تدمك ) في الكتب العربية، أو الاختصار (ISBN ) في الكتب الأجنبية، ويجب فصل أجزاء الرقم بفراغ أو شرطة قصيرة.
ـ عنوان الكتاب : لابد من استخدام عنوان رئيسي واضح ومعبر، وكذلك عنوان فرعي مفصل، ولابد من تمييز العنوان الرئيسي عن الفرعي بنوع الخط ولونه وبنط الكتابة.
ـ إضافة اسم المطبعة، واسم صاحب حق الطبع، وتاريخ الطبعة ورقمها في ظهر صفحة العنوان
ـ إضافة بيانات نشر كاملة في أوراق عنوان الكتاب وتشمل : الاسم الرسمي للناشر وعنوانه، ومكان النشر، وتاريخ النشر، ورقم تليفون الدار.
ـ تضمين أوراق عنوان الكتاب بطاقة فهرسة مقننة دولياً تحمل بيانات ببليوجرافية كاملة عن الكتاب، ويجب أن تكون في ظهر صفحة العنوان.
ـ تضمين أوراق عنوان الكتاب قائمة بالجداول المستخدمة، مع مراعاة صف الجداول ببنط أقل من البنط المستخدم في كتابة نص الكتاب، وكذلك لابد من تسلسل ترقيم الجداول ووضع عناوين لها.
ـ تضمين أوراق عنوان الكتاب قائمة محتويات مفصلة، ومرتبة بدقة تبعاً لتوالي موضوعات الكتاب، ومدعمة بأرقام الصفحات الدالة على كل موضوع.
ب / إذا كان الكتاب جزء من سلسلة لابد من :
ـ التزام الناشر بإضافة الرقم المعياري للسلسلة في ظهر صفحة العنوان أو أسفلها، وكذلك إضافته في أسفل الوجه الخارجي للغلاف الخلفي.
ـ توحيد مقاسات وأشكال كتب السلسلة الواحدة.
ـ ضرورة تمييز عنوان الكتاب عن السلسلة.
ج / غلاف الكتاب المدرسي المساعد يجب أن يكون متيناً، ومدعماً بصورة جذابة تدل على مضمون الكتاب بسيطة التصميم، وألوانها متناسقة.
د / التزام الناشر بالحصول على رقم إيداع لكتابه من دار الكتب القومية، وإضافته في ظهر الغلاف الخلفي، وكذلك أسفل الصفحة الأخيرة من الكتاب.
هـ / تضمين الكتاب القوائم التالية :
ـ قائمة هجائية بالمصطلحات الجديدة التي يشتمل عليها الكتاب، والتي قد يغمض فهمها على القارئ
ـ قائمة الاختصارات غير المتعارف عليها وشرحها، مع توحيد الاختصارات على مستوى الكتاب
ـ قائمة مراجع ومصادر للمادة العلمية التي يحتويها الكتاب، مرتبة ترتيباً هجائياً بأسماء مؤلفيها، مع مراعاة اكتمال البيانات الببليوجرافية لكل مرجع، واشتمالها على علامات الترقيم اللازمة.
و / تضمين الكتاب نوعين من المستخلصات :
ـ مستخلص دقيق ومختصر لمحتوى الكتاب ككل.
ـ مستخلص في نهاية كل فصل يعبر تعبيراً دقيقاً عن محتوى الفصل.
ز / تضمين الكتاب كشافاً هجائياً بمصطلحاته، مع مراعاة أن تكون مداخله مختصرة ومعبرة، ويستخدم الإحالات بطريقة صحيحة، وبنطه أقل من بنط نص متن الكتاب.
ح / تضمين الكتاب إيضاحيات، مع مراعاة :
ـ أن تكون جيدة الرسم، ومعبرة تعبيراً دقيقاً عن النص المكتوب.
ـ أن يكون موقعها في الكتاب متناسقاً، بمعنى اقترانها مع النص في صفحة واحدة.
ـ تتسم بالجاذبية والتشويق، وتظهر ملونة، وتناسب المستوى العقلي للطلبة.
ط / استعمال الأبجدية في ترقيم أوائل الكتاب، على أن يبدأ المتن بالصفحة رقم ( 1 )، ولابد من استعمال علامات الترقيم والضبط داخل المتن بصورة ملائمة.
ى / التزام الناشر بكتابة العنوان على كعب الكتاب بطريقة العنوان المستعرض، مع مراعاة توحيد بيانات كعب الكتاب على الغلاف الخارجي، وصفحة العنوان، والكعب، وترتب على الكعب كالتالي : اسم المؤلف ثم عنوان الكتاب ثم اسم الناشر ثم رقم السلسلة.
ك / استخدام الحجم المتوسط في إنتاج الكتاب المدرسي المساعد، ويجب أن تكون الطباعة واضحة بنسبة 100%، كذلك يجب خلو الكتاب من أية أخطاء مطبعية.
ل / هوامش الكتاب، والمسافات بين السطور : يجب اتباع القاعدة التي تقول إن عرض المنطقة الطباعية يجب ألا يقل عن 2/3 عرض الصفحة تقريباً، بمعنى أنه لابد ألا تقل الهوامش عن 3 سم من الجوانب الأربعة لمراعاة التجليد والتعريش، أما المسافات بين أسطر الكتاب ( الترصيص ) : فلابد أن تكون كافية، بمعنى ألا تقل عن 1 سم تقريباً.
م / أبناط الكتابة : يجب استخدام البنط 24 في كتابة العناوين الرئيسة، والبنط 20 في كتابة العناوين الفرعية، والبنط 18 في كتابة متن الكتاب بالنسبة لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، والبنط 14 في كتابة متن الكتاب بالنسبة لطلبة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي فما فوق.
ن / فيما يخص ورق طباعة الكتب المدرسية المساعدة، يجب اتباع التالي في شأنه:
ـ اختيار ورق من النوع الأبيض المطفي حتى لا يجهد العين في القراءة.
ـ اختيار ورق قلوي وليس حمضي مما يطيل من عمر الكتاب فلا يتلف بسرعة.
ـ الالتزام بالمقاسات المعيارية لورق الطبع، حتى يمكن طبع أكبر عدد من الصفحات مع أقل فاقد من الورق، وهنا توصي الطالبة باستخدام المقاسات الدولية لطباعة الكتب التي أعدتها منظمة ( ISO )، وتضم ثلاث سلاسل من المقاسات المعرشة وهي " A , B , C "، ويستخدم المقاس ( A ) في إنتاج الكتب.
وعلى ذلك فإننا ندعو علماء التربية إلى دراسة هذه الظاهرة التربوية الخطيرة وآثارها على مراحل التعليم المختلفة، وفي الختام يبقى سؤال : هل سيأتي يوماً يلغى فيه الكتاب المدرسي المقرر ويحل محله الكتاب المدرسي المساعد، أم سينقرض الأخير نتيجة قيام وزارة التربية والتعليم بتحسين أدائها وتطور كتبها المدرسية المقررة بالاستعانة بهؤلاء المؤلفين المميزين الذين أعدوا الكتب المدرسية المساعدة.

المراجع :

- إبراهيم، سعد الدين ( وآخرون ). مستقبل النظام العالمي وتجارب تطوير التعليم. ـ عمان : منتدى الفكر العربي، 1989. ص324.
- ألتباك، فيليب ج. " المشكلات الأساسية للكتاب المدرسي في العالم الثالث ". مستقبليات، مج13، ع3 ( 1983 ). ـ ص 43.
- باركر، رونالد. روبرت إسكاربيت. حركة نشر الكتب في الدول النامية / ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة ؛ مراجعة أحمد حسين الصاوى. ـ القاهرة : دار الثقافة للطباعة والنشر، 1978. ص176-177.
- بامشموس، سعيد محمد. " الكتاب المدرسي ". مجلة جامعة الملك عبد العزيز : العلوم التربوية، مج3 ( 1410 هـ / 1990 م ). ص 240.
- خليفة، شعبان عبد العزيز. النشر الحديث ومؤسساته. ـ الإسكندرية : دار الثقافة العلمية، 1998. ص154.
- رزق، أحمد جلال حسن. " الكتاب المدرسي بين الواقع والمستقبل " في : أبحاث المائدة المستديرة حول الكتاب المدرسي في مصر 21 ـ 23 أبريل 1998. ـ القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة، 1998. ص 23.
- رضوان، أبو الفتوح ( وآخرون ). الكتاب المدرسي : فلسفته، تاريخه، أسسه، تقويمه، استخدامه. ـ القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية، 1962.ص 160.
- عمر، أحمد أنور. الكتاب المدرسي : تأليفه وإخراجه الطباعي. ـ الرياض : دار المريخ، 1980. ص46.
- قاسم، حشمت [أ]. مصادر المعلومات وتنمية مقتنيات المكتبات. ـ ط3. ـ القاهرة : دار غريب، 1995ص 67-69.
- قاسم، حشمت [ب]. المكتبة والبحث. ـ ط2. ـ القاهرة : مكتبة غريب، 1993. ص70، 71، 72
- قورة، حسين. " الكتاب المدرسي : ماله وما عليه ". المجلة الثقافية، ع23 (1990 م ). ص ص 127 ـ 131.
- المحيريق، مبروكة عمر[أ]. " النشر عند الطلب وحسب الطلب " في كتاب : سلسلة دراسات في المعلومات والبحث العلمي والتأهيل والتكوين. ـ القاهرة : عصمى للنشر والتوزيع، 1996. ص 124.
- المحيريق، مبروكة عمر[ب]. " الكتاب العربي : واقع وطموح " في كتاب : الاستراتيجية العربية الموحدة للمعلومات في عصر الإنترنت ودراسات أخرى. ـ تونس : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1999. ص 401.
- DERRICOURT , ROBIN. AN AUTHOR' S GUIDE TO SCHOLARLY PUBLISHING. – NEW JERSEY : PRINCETON UNIVERSITY PRESS , 1996. p.83.












التوقيع
الخير يبقى وان طالت مغيبته والشر ما عاش منه المرء مذموم

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
  رد مع اقتباس
قديم Apr-02-2010, 01:25 PM   المشاركة2
المعلومات

chemsse01
مكتبي جديد

chemsse01 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 62018
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 6
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

مقدمة عن مجالات المكتبة:
يمكن تعريف المكتبة بأنها مكان يحوي مجموعة من الكتب التي تعتبر من وسائل المعرفة نظمت تنظيما فنيا يسهل الوصول إلى محتويتها واستخدامها ، وتعد المكتبة من أهم المؤسسات الثقافية , وهي مستودع العلم والثقافة والمعرفة بجميع أنواعها, كما أن كثرة المكتبات وتنوعها وكثرة المترددين عليها ظاهرة تدل على وعي الأمة ورقيها وحبها للعلم والمعرفة.
ولقد امتازت الحضارة الإسلامية قديماً وحديثاً بحبها للعلم واهتمامها بالكتب والمكتبات ونشرها للعلم والعلوم وقد كان الدافع الأساسي وراء هذا الاهتمام هو حث الإسلام المسلمين على العلم والترغيب فيه, وبيان فضلة وفضل المشتغلين به،ومع ازدهار حركة التأليف في مختلف مجالات العلوم والمعرفة وخاصة ما يخدم القرآن والسنة والفقه ومع انتشار الإسلام في كثير من بقاع الأرض وتعرف المسلمين على معارف وعلوم وثقافات جديدة ازدهرت الكتب والمكتبات وأخذت المكتبات مكانها اللائق بها, وأصبحت من العلامات البارزة والمميزة في تاريخ الحضارة الإسلامية فأصبح منها ينبع الفكر والمعرفة وإليها تهفو قلوب عشاق العلم من الخلفاء والأمراء ومحبي العلم والمعرفة من أدباء وعلماء ومفكرين وباحثين.
وقد ساعد على انتشار المكتبات وازدهارها اهتمام الخلفاء والأمراء بها وتشجيع القائمين عليها ودعمهم السخي لكل ماله علاقة بالكتب من حيث تأليفها والمحافظة عليها ونسخها ونشرها وما إلى ذلك.
وقد كانت المكتبات حين ذاك تسمى (خزائن الكتب)، وقد تعددت المكتبات وتنوعت منذ بزوغ فجر الحضارة الإسلامية فكانت هنالك مكتبات الخلفاء والأمراء ومكتبات المساجد ومكتبات العلماء ومعاهد العلم ومكتبات عامة وغير ذلك من الأنواع، وكان لهذه المكتبات أناس يقومون على رعايتها والاهتمام بها من حيث ترتيب الكتب وتنظيمها والمحافظة عليها من الضياع أو التلف كما أن كثير من المكتبات كانت تحوي أماكن خاصة لنسخ الكتب وتجليدها وترميمها.
ولا يتسع المجال هنا لذكر الكثير عن تلك المكتبات, ولكن تكفي الإشارة إلى أن بعض تلك المكتبات كانت في عصرها بمثابة أعظم من أي مكتبة موجودة في عصرنا الحاضر.
ونذكر على سيبل المثال مكتبة (دار الحكمة) التي أسسها هارون الرشيد عام ( 149-193هـ ) حيث كانت هذه المكتبة من أكبر وأشهر خزائن الكتب في العهد العباسي ، وكذلك مكتبة دار العلم التي أنشأها الفاطميون في مصر حيث كانت من أكبر معاقل العلم والمعرفة في عصرها.
علاقة المكتبة بفروع الثقافات المختلفة :
أصبحت المكتبات في وقتنا الحاضر من أهم المؤسسات التي تنشر الثقافة والمعرفة والتربية بين جميع أفراد المجتمعات بنسب متفاوتة كما أنها تساهم مساهمة جلية في حفظ التراث المخطوط والمطبوع بالإضافة إلى جوانب ووظائف أخرى تقوم بها مثل الوظائف الاجتماعية وغيرها، فقد مضى العهد الذي كانت تعتبر فيه المكتبة مخزناً للكتب أو مظهراً من مظاهر التفاخر التعليمي التي تحرص فيه على الزخارف والشكل دون الجوهر والمخبر.
لقد أصبحت المكتبة في مفهومها التربوي الحديث جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية ذاتها، وجزءاً من البرنامج الدراسي والمنهج التعليمي ،ولكي تتضح الصورة أمامنا ينبغي لنا أن نتعرف على أهم وظائف المكتبة .
فالمكتبات تهتم بجميع مجالات المعرفة ولها وظائف أساسية تقوم بها من أجل نشر الفائدة المرجوة منها وهي:
-1 وظيفة تثقيفية:تتمثل في الحرص على توفير المواد وتقديم الخدمات التي تكفل للمستفيد منها تنمية التذوق الفني والجمالي ، فضلاً عن التكيف مع ظروف المجتمع.
-2 وظيفة تعليمية: تتمثل في دعم المنهج الدراسي التعليمي بالمراجع الأساسية بالمواد.
-3 وظيفة إعلاميـــة: تتمثل في الحرص على توفير مقومات الإحاطة بالأحداث الجارية والقضايا التي تهم مجتمع المستفيدين ، والتحديات التي تواجهه الأمة الإسلامية.
-4 وظيفة ترويحية: تتمثل في الحرص على المواد التي يمكن أن يستفيد منها أفراد المجتمع من خلال إزالة وقت الفراغ في التسلية المفيدة سواء كانت عن طريق قراءة الكتب أم المجلات العامة أم المطبوعات بوجه عام أم عن طريق التسجيلات السمعية أو البصرية.
إن المكتبة هي مركز التعليم مدى الحياة فهي تقدم المعرفة بجميع أنواعها ومجالاتها لمختلف الأعمار وجميع مستويات الثقافة، فالمكتبة لها أهميتها الثقافية والتعليمية سواء بعد انتهاء الطلاب من دراستهم أو أثناءها ، فهي تحوي نتائج خبرات وتجارب وأفكار السابقين في العلوم المختلفة بحيث لا يستغني عنه طالب العلم والمعرفة ، فهناك معلومات أساسية يحتاجها الطالب على جميع المستويات ، فالكيميائي مثلاً لا بد أن يعرف الكثير من المعادلات الأساسية ورجل التاريخ يجب أن يتذكر الكثير من الحقائق حتى يكون لديه معين أو أساس لفكره ، ونفس الشيء بالنسبة لمختلف التخصصات ، أي أن هناك مستويات أساسية للمعرفة لابد من تحقيقها; وإذا علمنا على سبيل المثال أن أكثر من 90% من الرسائل العلمية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية يمكن كتابتها من المكتبة لتبين لنا أهمية وجود الخدمات المكتبية والتوثيقية والإعلامية على أعلى مستوى ، لأنها في هذه الحالة ستعاون الباحثين في تقديم المعلومات التي يطلبونها لكتابة رسائلهم وأطروحاتهم.
أما بالنسبة لمجالات العلوم الطبيعية كالهندسة والطب والكيمياء وغيرها فليس المختبر هو بداية البحث بالنسبة للعالم ، بل إن المكتبة هي بداية البحث حيث يقوم بعمل بحوث الإنتاج الفكري حيث يبدأ في معمله من النقطة التي انتهى إليها عالم ما في مكان ما من الأرض. وليس ذلك بالشيء اليسير أو الهين فكثيراً ما تنفق الحكومات الأموال الطائلة من أجل بحوث معينة وبعد سنوات عديدة من الجهد و الوقت والمال يتبين أن تلك البحوث ليست أصلية وأن الحقائق و المعلومات التي توصلت إليها قد تم اكتشافها بل وتطبق نتائجها على نطاق واسع منذ سنوات عديدة وهذا لا يحدث في البلدان النامية فقط بل قد حدث بالفعل في البلاد العظمى كالولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي سابقاً وهي البلاد التي لديها إمكانات عظمى في العلم والتكنولوجيا.
وإذا انتقلنا إلى المكتبة المدرسية لوجدنا أنها لم تعد تقتصر على مقتنيات مجموعة من المطبوعات من كتب ومنشورات ، ولكنها أصبحت مركزاً يجمع وينظم ويقدم الخدمات لإثراء مجموعة كبيرة من المواد الدراسية بواسطة المراجع والكتب والمجلات ووسائل الاتصال التعليمية الأخرى التي تتصل بالمنهج المدرسي ومقرراته.
وهذا فضلاً على أنها أصبحت بفضل كثرة وتنوع إمكاناتها الركيزة العلمية التربوية ، فهي بفضل محتوياتها تبعث الفاعلية والنشاط والحيوية والنهج الدراسي الجيد، وهكذا تجد أن المكتبة هي مكان الإجابة عن التساؤلات والبحث عن الحقائق ، يقصدها روادها كلاً بطريقته وبأهدافه، فرواد المكتبة لا يلتزمون بأشياء محدودة يفكرون فيها ، وإنما هم أحرار فيما يفكرون ويبحثون فيه ، فهم يحاولون اكتشاف الأفكار والآراء التي يعبر عنها الآخرون ليفهموها ثم ليقبلوها أو يرفضوها، وذلك يتم من غير شك مع توفير الكتب في مختلف الموضوعات والمجالات سواء أكانت موضوعات عامة أو موضوعات متصلة بالمناهج المدرسية و التعليمية ، مما يعطينا صورة واضحة عن الدور الثقافي المهم التي تقوم به المكتبات.
المكتبات الجامعية:
وتسمى أيضا بالمكتبات الأكاديمية , وربما كانت مكتبة الإسكندرية أقدم المكتبات الجامعية , وتخدم المكتبة الجامعية مجتمع الجامعة بكل عناصره من طلبة المرحلة الجامعية , وطلبة الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس والباحثين المتفرغين , والعاملين بالجامعة، فضلاً عن امتداد خدماتها بحيث تشمل أيضا الباحثين من خارج الجامعة.
أهداف ومهام المكتبة الجامعية :
-1خدمة المناهج التعليمية وذلك لأن طبيعة التعليم الجامعي تجعل الاعتماد كليا على المكتبة من أجل خدمة مناهج الدراسة في تلك الجامعة ولذا وجب أن تمتلك المكتبة جميع المواد التي تخدم المناهج الدراسية في تلك الجامعة .
-2مساعدة الطلاب على تحضير أبحاثهم وكتابة رسائلهم التي يكلفون القيام بها والتي هي قسم أساسي من دراستهم, ولا يمكن أن ينالوا درجاتهم العلمية دون إنجازها بنجاح .
-3مساعدة الأساتذة في إعداد بحوثهم ومحاضراتهم التي يلقونها على طلابهم في جميع حقول المعرفة الإنسانية .
-4مساعدة الأساتذة والطلاب والباحثين عموماً على القيام بالأبحاث المبتكرة التي تغني المعرفة الإنسانية وتنميها وتشكل مساهمة جديدة في حقل الاختصاص .
-5المكتبة الجامعية مركز كبير ومهم من مراكز نشر وتوزيع المعلومات والأبحاث التي يقوم بها الطلاب والأساتذة والباحثون ولذلك واجب على المكتبة أن تنشر البحوث القيمة وأن تطبعها وأن توزعها .
-6المكتبة الجامعية مركز لتبادل المعلومات والخدمات المكتبية مع جميع مكتبات البحث في العالم, وذللك عن طريق الاتصال المباشر والشخصي مع مختلف جامعات العالم من أجل تبادل الكتب والنشرات والدوريات والخدمات وما شابه ذلك .
-7 المكتبة الجامعية مركز لنقل التراث العالمي من اللغة المحلية وإليها ، ذلك أن المعرفة الإنسانية تزاد باستمرار, وكثير من الكتب بلغات أجنبية تحوي معلومات مفيدة وأساسية بالنسبة لمن لا يعرفون تلك اللغة، فواجب المكتبة الجامعية نقل مثل هذه الكتب الأساسية إلى اللغة المحلية, و في حالة عدم توافر الإمكانات عليها أن تصدر نشرة شهرية تحوي ملخصاً وافيا باللغة المحلية لمحتويات مثل هذه الكتب الجيدة ليطلع عليها الباحثون.
-8المكتبة الجامعية مركز لتدريب العاملين في حقل المكتبات من غير المتخصصين على أعمال المكتبات, ويكون ذلك عن طريق عقد الدورات التدريبية, وإصدار النشرات التي تساعد في رفع مستوى العاملين غير المتخصصين .
-9المكتبة الجامعية مركز إشعاع ومصدر من مصادر تطوير علم المكتبات نفسه, وذلك عن طريق الدعاية لهذا العلم وجذب أفضل العناصر له, وإيفاد المبعوثين للتخصص العالي, وإصدار المجلات والنشرات الباحثة, وكل ما من شأنه أن يرفع من شأن هذا العلم .
2.2.2 نبذة عن جامعة العلوم والتكنولوجيا:
أول جامعة أهلية أنشأت في الجمهورية اليمنية في العام الدراسي 94/95م إحساساً بأهمية العلوم والتكنولوجيا في عالم اليوم وللمساهمة مع بقية الجامعات العربية والإسلامية في تلبية تطلعات الفرد والمجتمع وتحقيق أهداف التنمية.
أنشأت جامعة العلوم والتكنولوجيا بناءاً على قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية برقم ( 94/ 2) في 30 رجب 1414هـ الموافق 1994م.
جامعة العلوم والتكنولوجيا عضو عامل في اتحاد الجامعات العربية، وعضو مؤسس لرابطة المؤسسات العربية الخاصة للتعليم العالي، وعضو اتحاد جامعات العالم الإسلامي.
إن جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية ترنو لأن تصبح واحدة من أرقى الجامعات على المستوى المحلي والإقليمي، وتعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال رفع مستوى الأداء في جميع الجوانب وخاصة الأكاديمية ، وذلك بتوفير البيئة المناسبة لتقديم تعليم متميز وحصول تعلم فاعل ، وتنفيذ دراسات ومشاريع بحثية راقية ، وتقديم خدمات متميزة للمجتمع ، وتعمل الجامعة على بناء برامج تعليمية تتميز بتفعيل دور الطالب وتحفيز ملكاته الفكرية بالجمع بين الجانب النظري والتطبيقي والتي تؤهل المتخرجين فيها ليكونوا قادرين على ربط ما يتعلمونه بخبراتهم السابقة و تطوير خبراتهم المستقبلية ، واستخدام كل مصادر التعليم المتوفرة في الحصول على المعرفة وتوظيفها توظيفا فاعلا في تطوير تخصصاتهم المهنية .
تعمل الجامعة على تحقيقأهدافها الإستراتيجية المتمثلة في :
- 1تزويد الطلاب ببرامج ذات جودة عالية تؤهلهم ليكونوا قادرين على التفكير الإبداعي والتحليل المنطقي للمشكلات وافتراض الحلول المناسبة لها واتخاذ القرارات المسئولة حيالها .
- 2 تشجيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وباحثيها على القيام بأبحاث ودراسات تطبيقية راقية المستوى في مختلف المجالات.
- 3تقديم خدمات متميزة للمجتمع .
- 4ربط المخرجات التعليمية بمتطلبات التنمية في المجتمع.
- 5تطوير مستوى الوعي لدى طلاب الجامعة بثقافتهم العربية والإسلامية .
- 6توفير فرص التعليم غير المختلط للطالبات .
- 7إنشاء علاقات مثمرة ومتميزة مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي محلياً وإقليمياً ودولياً .












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المكتبة المدرسية من الالف الى الياء السايح منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 52 Oct-20-2012 09:49 PM
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
المكتبة المدرسية الشاملة وتكنولوجيا المعلومات السايح منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 6 Sep-29-2010 05:01 PM
المكتبات المدرسية وتكنولوجيا المعلومات (منقول) بيسي1 منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 9 Apr-01-2009 05:10 AM


الساعة الآن 08:31 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين