منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » التكتلات المكتبية - منقول

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
قديم Jun-11-2006, 02:26 PM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي التكتلات المكتبية - منقول

ضيوف التحقيق
د. عبدالعزيز بن إبراهيم العمران
وكيل عميد شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود
أ. حمد بن إبراهيم العمران
مدير عام مصادر التعلم والمكتبات المدرسية
السيد توم سانفيل
المدير التنفيذي لتكتل أوهايو لنك

السيدة آن أوكيرسون
منسقة تكتل المكتبات البحثية في منطقة شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية


مقدمة التحقيق

تعاني المكتبات ومراكز المعلومات بشكل عام في هذا العصر من مشاكل مالية تتمثل في تزايد تكاليف التشغيل وتتناقص الميزانيات المخصصة لها، كما تعاني من صعوبة السيطرة على التطورات التقنية والفنية في مجال عملها وبالتالي أحست كثير من المكتبات أنها في مرحلة من المراحل ستقف عاجزة عن تلبية حاجات المستفيدين الذين تخدمهم، وتولدت لديهم قناعة بأن من الصعب على المكتبات ومراكز المعلومات أن تعمل لوحدها بمعزل عن بقية المكتبات.
لذا ظهرت كثير من المشاريع التعاونية التي تساعد المكتبات على القيام بمهامها بالتعاون مع المكتبات الأخرى، وكذلك التي تساعدها على الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، ومن ذلك تشكيل التكتلات المكتبية ( Library Consortium) وأشكال أخرى من التعاون من أجل تقليل التكاليف وتوفير مصادر المعلومات للمستفيدين.

محاور التحقيق:

نبذة تعريفية عن التكتلات
الجانب الاقتصادي في التكتل
مشاكل إدارية تواجه التكتلات
الإتاحة والتملك
مستقبل التكتل

التحقيق:
في البداية لا بدّ من نبذة وتعريف شامل بجوانب قضيّتنا هذه وبهذا الصدد يتحدث الأستاذ حمد بن ابراهيم العمران مدير عام مصادر التعلم والمكتبات المدرسية عن لمحة تاريخية عن التكتلات فيقول :
بدأت أول أشكال التعاون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب على 100 سنة مضت عندما قامت مكتبة الكونغرس بتوزيع مهام الفهرسة على مجموعة من المكتبات العامة، ولكنها ظهرت بصورة أكثر وضوحاً في الستينات و السبعينات عندما دخلت التقنية أعمالها، فقد كان من الصعب عليها تحمل أعباء تكاليف التشغيل الآلي لها وكان الهدف الرئيسي لهذه التكتلات في هذه الفترة هو التشغيل الآلي للمكتبات.

أما التكتلات بصورتها الحالية فأعتقد أن بداية ظهورها في التسعينات، وتتفاوت الآن مستويات وخدمات وأحجام التكتلات، فبعضها يقدم خدمات صيانة أجهزة الشبكة وتقديم التدريب للمستفيدين والعاملين في المؤسسات المعلوماتية، كما تتفاوت في الحجم ليشمل بعضها عدد من الجامعات بينما يصل البعض إلى تغطية مناطق كاملة سواء على مستوى الدول أو القارات.

وفي سؤال عن المقصود بالتكتلات المكتبية يقول الأستاذ حمد :
تجمع يضم مكتبتين أو أكثر ذات رابط جغرافي ـ محلي أو إقليمي أو دولي ـ اتفقوا على تنسيق وتنظيم وتوحيد وتفعيل جهودهم من أجل تحقيق بعض الحاجات المتماثلة، التي تتركز عادة في المشاركة في المصادر ولكن في بعض التكتلات الكبرى يشمل التعاون في بعض الخدمات والعمليات، كما أن الدافع الرئيسي لقيام هذه التكتلات هو دافع اقتصادي.
ويواصل الأستاذ حمد حديثه مبيّناً الفرق بين تكتلات المكتبات والشبكات التعاونية ومدى استفادة المكتبات المشاركة في هذه التكتلات فيقول :
رغم الاختلاف في التسمية إلا أن هناك تشابه كبير في التطبيق ولكن من الممكن أن تتضح الصورة أكثر عندما نقول أن الشبكات التعاونية يكون الهدف الرئيسي لها هو التعاون في تقديم الخدمات أو العمليات مثل الفهرسة والتصنيف أو تدريب الموظفين والمستفيدين ومن الممكن أن تعمل بعض هذه الشبكات في مجال المشاركة في المصادر، بينما الهدف الرئيسي من التكتلات هو المشاركة في المصادر ومن الممكن أن تقوم بعض التكتلات بتنفيذ برامج تعاونية في المجال الببليوجرافي أو الخدماتي.
أما إذا تحدثنا عن فوائد المشاركة في التكتلات فيمكن أن نوجزها في عدة نقاط :
- الحصول على عروض جيدة من مصادر المعلومات مقابل تكاليف أقل.
- الحصول على مصادر المعلومات بدون مشاكل متابعتها وإدارتها.
- الاستقرار الطويل الأجل من خلال القدرة على تحديد الميزانية واستثمارها بشكل أفضل.
- خدمة المستفيدين من داخل المكتبة وخارجها فيستطيعون الدخول على موارد التكتل من داخل المكتبة ومن بيوتهم عبر الإنترنت.
- يضمن الأعضاء في التكتلات من المكتبات من أن المستفيدين من خدماتهم سيحصلون على فرص متساوية مع بقية المستفيدين من أعضاء التكتل.
- تقدم بعض التكتلات قدرة على البحث في عدد كبير من قواعد المعلومات من خلال محرك بحث واحد وواجهة استخداميه موحدة مما يوفر في عملية تدريب المستفيدين
- بعض التكتلات تقوم بإنشاء قواعد بيانات محلية تعالج قضايا خاصة يحتاجها مواطني المكتبات في التكتل مثل قواعد معلومات تتعلق بتاريخ الولاية وأنظمتها ... الخ.

كما تستفيد بعض المكتبات من خلال بعض التكتلات الكبرى من التالي:
- استغلال مصادر المعلومات في المكتبات المشتركة في التكتل، وتوسيع مجال خدماتها باستخدام التقنية، والمشاركة في خبراتهم.
- رغم أن الناشرين يبيعون منتجاتهم بأسعار أقل لأعضاء التكتلات إلا أنهم سعداء بهذه التكتلات لأنها تجعلهم يسيطرون على سوق عريضة، كما أنها تقلل من الإزعاج الذي يسببه التنافس والتعامل مع كل مكتبة على حدة.
- يساعد التكتل الأعضاء في تقديم نصائح وتجارب في مجال تطوير العملية الإدارية والفنية في المكتبة العضو.
- المساعدة في زيادة سرعة تبادل والمشاركة في المصادر من حيث الاستلام والتسليم.
- تطوير مهارات موظفي المكتبات المشتركة في التكتل ، ويزودهم بآخر التطورات في مجال عملهم، كما يحسن ويشجع احترافيتهم.

وبعد هذا التعريف العام والشامل لجوانب قضية الحوار كان لا بدّ من استضافة عدد من المتخصصين في مجال التكتلات, في البدء تحدثت السيدة آن أوكيرسون منسقة تكتل المكتبات البحثية في منطقة شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية عن التكتل الذي تعمل منسقة له وقالت : هو تكتل يضم 26 مكتبة بحثية في الغالب من شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف هذا التكتل إلى احتواء الكلف المتزايدة للوصول إلى قواعد المعلومات، والترخيص الجماعي للدخول إلى هذه القواعد، وإيجاد منتدى لمناقشة وتبادل الخبرات في مجال إدارة المصادر الإلكترونية ووضع ميزانيات لها، ويستهدف في الأساس مصادر المعلومات العلمية المرتفعة الأسعار .

فيما أشار السيد توم سانفيل المدير التنفيذي لتكتل أوهايو لنك إلى أن فكرة التكتل بدأت عام 1987، ورأت النور عام 1990، وهي شبكة تضم تكتل لعدد من المكتبات الأكاديمية والمكتبة الرسمية لولاية أوهايو كالتالي: 17 جامعة حكومية، 23 كلية مجتمع، 44 كلية أهلية ، والمكتبة الرسمية لأوهايو، ويخدم هذا التكتل أكثر من 600,000 طالب و الموظفين في 85 مؤسسة بحثية.
وذكر أن الهدف الرئيسي للتكتل هو تزويد المستفيدين من مؤسسات المعلومات في الولاية بالمعلومات بشكل سهل ويسير.
ثم عرج السيد سانفيل إلى الخدمات الإلكترونية الرئيسية التي يقدمها تكتله من أجل تحقيق هذا الهدف ولخّصها في ست خدمات وهي :
- فهرس المكتبة (library catalog): يمكن الوصول إلى 40.1 مليون مادة في عموم الولاية، و 9 مليون بطاقة فهرسة من 85 مؤسسة معلوماتية مشاركة في التكتل، كما لديه طاقة لتحمل 4500 مستعمل في نفس الوقت، كما يقدم خدمات الإعارة التعاونية، ونقل الوثائق بين الأعضاء.
- قواعد معلومات بحثية (research databases): تقدم ما يزيد على 100 قاعدة معلومات تقدم النص الكامل أو مستخلصات للعديد من التخصصات العلمية
- مركز مجلة إلكترونيةِ(Electronic Journal Center EJC) يحتوي على أكثر من 5900 مجلة إلكترونية، تضاف إليها ما يقرب من 4.2 مليون مقالة سنوياً، يوجد فيه الآن 13.3 مليون مقالة.
- مركزي إعلامي رقمي(digital media center):يَحتوي المركزُ على صورُ هندسية معماريةِ وفَنِّية، تسجيلات سمعية، صور أقمار صناعية لأوهايو، صور لمدينة أوهايو التاريخية، دراسات اجتماعية، أرشيف تاريخي، أكثر من 1000 فلم تربوي ، وأفلام بلغات أجنبية، وأفلام علمية .
- الكتب الإلكترونية(e-books): يمتلك ما يقرب من 19,000 كتاب إلكتروني منها 2300 في مجال الحاسب الآلي و 340 كتاب مرجعي.
الأطروحات إلكترونية (electronic theses and dissertations center): لديه جميع الدراسات والبحوث التي اعتمدت في الجامعات المرتبطة به.

وفي الجانب الآخر أشار الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمران وكيل عميد شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود إلى نبذة تعريفية عن مشروع الاشتراك الجماعي للجامعات السعودية في قواعد المعلومات والذي بدأ تنفيذه منذ عامين وقال :
أوصى الاجتماع التاسع لعمداء شؤون المكتبات في الجامعات السعودية التابعة لوزارة التعليم العالي برئاسة سعادة وكيل وزارة التعليم العالي المساعد للعلاقات الثقافية والمنعقد في شهر صفر من عام 1424هـ بالعمل على تنفيذ مشروع الاشتراك الجماعي للجامعات السعودية في قواعد المعلومات الإلكترونية. وكان للمشروع عدد من الأهداف من أهمها تفعيل عمليات التعاون المشترك بين الجامعات وترشيد الإنفاق في هذا الباب وكذلك رسم سياسة عامة للاشتراك في قواعد البيانات على مستوى الجامعات السعودية وتوحيد الجهود في هذا المجال وإتاحة أكبر عدد ممكن من مصادر البيانات الإلكترونية لجميع منسوبي الجامعات المشاركة. بعد ذلك بدء تنفيذ المشروع وكان عدد الجامعات المشاركة في عامه الأول (7) جامعات تم الاشتراك لها في (17) قاعدة بيانات نصية وببليوجرافية. أما في عامه الثاني فقد بلغ عدد القواعد (27) قاعدة بيانات تشترك فيها (10) جامعات. ولا زال المشروع يسير بشكل جيد وهناك خطوات تطويرية للمشروع سترى النور قريباً بإذن الله.
واستطرد الدكتور عبدالعزيز في ذكر دور جامعة الملك سعود في هذا التجمع قائلاً :
بعد إقرار المشروع كان لابد من أن يعهد به إلى جهة تقوم بخطواته التنفيذية وقد كانت تلك الجهة هي عمادة شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود. وتقوم العمادة في كل عام بمخاطبة الجامعات عن طريق وزارة التعليم العالي لتحديد احتياجات كل جامعة من قواعد البيانات، ومن ثم يحدد عدد الجامعات الراغبة في الاشتراك في كل قاعدة بيانات على حدة. بعد ذلك تطلب عروض من الشركات المزودة لخدمات قواعد البيانات بناءً على عدد الجامعات ويفاضل بين العروض ويتم تعميد الأفضل وتخول الشركة الفائزة بتفعيل اشتراكات الجامعات مع بداية كل عام ميلادي.
وعن ما إذا كان يمكن أن يُطلق على هذا الإشتراك الجماعي تكتلاً بالمعنى المعروف في الغرب يقول الدكتور عبدالعزيز العمران :
لو طبقنا المعايير المتعارف عليها في الغرب لقلنا أن المشروع بوضعه الحالي ليس تكتلاً أو (consortium) بمعناه الكامل ولكنه يحمل بعض خصائصه، وهو خطوة في الطريق الصحيح سيتبعها خطوات لتطوير الفكرة لتصل إلى المستوى المأمول بإذن الله. علماً بأن الفكرة الأساسية للمشروع تحمل جميع سمات التكتل والتطبيق الكامل يأتي مع التغلب على الصعوبات التي تواجه أي مشروع في بداياته واكتساب خبرات أكبر في مجال التنظيم والتفاوض.

وعن مدى تخفيض تكاليف الإشتراك في قواعد المعلومات عن طريق الدخول في التكتلات, أقرّت السيدة أوكيرسون بأهمية تحقيق هذا الهدف وبيّنت أن تكتلهم حقق ذلك بالفعل.
ومن جهته ذكر السيد سانفيل : " أن تقوية وضعنا عند التفاوض مع المتعهدين والناشرين والتحكم في مستوى الزيادة في التكاليف مستقبلا هو هدفنا الأساسي من التعاقد الجماعي للقواعد ".
واستطرد قائلاً :
نهدف بشكل أساسي من التكتل والاتحاد إلى تملك أو إتاحة اكبر قدر ممكن من القواعد مقابل ما ندفعه من تكاليف والتي ستكون اقل بكثير من لو اشتركت فيها المكتبات بشكل فردي. وبناءا على أن المكتبات المشاركة لا تستطيع الاشتراك في جميع القواعد بشكل فردي فهم في حاجة التكتل لزيادة الإتاحة لروادهم. أضف إلى ذلك أننا نتحكم في التكاليف بشكل مستمر.

بعد ذلك عرجنا إلى محور آخر يتحدث عن العوامل المؤثرة التي يجب على التكتلات الجديدة مراعاتها والأخذ بها إذا ارادت أن تضمن نجاحها, فيقول السيد سانفيل ناصحاً :
كن واضحا ومنطقيا في أهدافك. فإذا كانت بعض المكتبات المشاركة مثلا تهدف إلى خفض التكاليف بينما مكتبات أخرى تهدف إلى زيادة الإتاحة فان التكتل سيواجه مشكلة. حاول أن يكون هناك دعم مالي إضافي لتضمن نجاح المعادلة. التكتلات لا تملك الدواء السحري لمشاكل المكتبات ولكن هناك نوع من المقايضة والتفاوض. زيادة القوة عند التفاوض مع الموزعين والناشرين التي يحققها التكتل ستكون مقابل خسارة المكتبات لاستقلالية اتخاذ القرار. يجب أن يفهم الجميع أن الفائدة التي تجنيها المكتبات المشاركة من التكتل تستحق التنازلات التي تقدمها، وعليه يجب أن تضع في اعتبارها الالتزام بها بشكل دائم. الدعم المالي المركزي يمكن أن يحقق معادلة مالية تسمح بتخطي كثير من العقبات التي تواجه الاشتراكات الجماعية.

وفي إجابة على سؤال عن مدى وجود مشكلة بخصوص تعدد الجهات المشرفة على المكتبات وبالتالي تعدد الطرق والإجراءات المالية والإدارية لأعضاء التكتل, والتي يعاني منها العالم العربي على وجه الخصوص عند التفكير في إنشاء التكتلات أو عند التكتلات القائمة فعلياً, تعترف السيدة أوكيرسون بوجود هذه المشكلة لديهم ولكن بدرجة أقل, حيث تقول :
نعم إنها مشكلة ولكنها بالنسبة لنا ليست بالمشكلة الكبيرة. يركز تكتلنا على هدف محدد يتمثل في إتاحة عدد ضخم من القواعد والمجلات الالكترونية لعدد من المكتبات الأكاديمية. وعلى خلاف ذلك بعض التكتلات تحاول الحصول على تراخيص لاستخدام المحتويات وهذا شائع عند كثرة الاستخدام ورغبة في قلة التكلفة.
ومن جهته يؤكد السيد سانفيل :
نحاول تفادي مثل هذه المشاكل عن طريق التنسيق غير رسمي قدر الإمكان وبشكل عام فهذا النوع من المشاكل يحل عن طريق التسوية والتفاوض دائما. أما اختلاف الإجراءات فيجب تحويرها لتتوافق مع الصالح العام للتكتل.
ومن جانبه يتحدث الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمران عن المشاكل والصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذ مشروع الاشتراك الجماعي للجامعات السعودية في قواعد المعلومات :
الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمران:نعم هناك بعض الصعوبات التي تواجهنا منها على سبيل المثال لا الحصر الارتفاع السنوي الكبير في رسوم الاشتراك في بعض قواعد البيانات، وكذلك التضارب بين أسعار الاشتراك في العروض المقدمة من بعض الموردين، حيث نفاجأ بأكثر من مورد لقاعدة بيانات واحدة وبأسعار متفاوتة مما يستدعي التحقق من إمكانية كل شركة لتوريد القاعدة المطلوبة. أيضاً الإجراءات الروتينية لإتمام عمليات الاشتراك الجماعي وما تأخذه من وقت بين أخذ ورد. كما نواجه بشكل متكرر تعذر الاتصال بقاعدة البيانات لأسباب عديدة خارجة عن إرادتنا وإرادة المورد أحياناً.
ويواصل الدكتور عبدالعزيز حديثه عن المشروع وعن ما إذا كان هناك نية لتطوير ه بحيث يمكن الدخول إليه من موقع واحد وعبر واجهة استخداميه موحدة ومحرك بحث واحد فيقول :
بكل تأكيد يوجد لدى وزارة التعليم العالي وعمداء شؤون المكتبات الموقرون الرغبة الملحة للوصول بهذا المشروع لأفضل صورة ممكنة. كما أن عمادة شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود ومن خلال قيامها بالجانب التنفيذي في المشروع ظهرت لها مجموعة من الأفكار لتطوير المشروع سوف ترفع قريباً بشكل توصيات إلى سعادة وكيل وزارة التعليم العالي المساعد للعلاقات الثقافية لعرضها على لجنة عمداء شؤون المكتبات في الجامعات السعودية لدراستها وإقرار المناسب منها، ولعل فكرة الواجهة الواحدة التي يمكن لكل المشتركين الدخول منها على جميع قواعد البيانات أحد تلك التوصيات.
واعتبر الدكتور عبدالعزيز التوفير الاقتصادي المالي من أهم أهداف التكتلات ولكنه استطرد قائلاً:
من وجهة نظر شخصية ومن خلال اطلاعي على بعض التجارب فإن تقليص التكاليف ليس أمراً حتمياً عند وجود أي تكتل، وهذا حاصل لدينا في الاشتراك الجماعي ولدى بعض التكتلات الأخرى مثل تكتل منطقة فيكتوريا في استراليا وتكتل آخر ناشئ بين المكتبات في بعض دول الخليج العربي كلها لم تحقق التوفير المادي حتى الآن لأسباب متعددة. إذاً ما هي فائدة التكتل؟ من خلال معرفتي عن بعض التجارب المماثلة استطيع أن أقول أن التكتلات لا تحقق التوفير المادي على المدى القصير بل إن التكاليف تكون مماثلة لتكاليف الاشتراك الفردي إن لم تزد عليه. لكن التوفير يأتي لاحقاً بعد التغلب على عدد من العقبات التنظيمية داخل التكتل بسبب اختلاف الجهات المشاركة واستقلالية كل منها مالياً وإدارياً. علماً بأن هناك بعض الجوانب التي يحصل فيها التوفير فور تطبيق التكتل أو الاشتراك الجماعي مثل التوفير الذي يحصل في من خلال تقليص العمليات الإدارية، حيث يوفر مزود الخدمة والمكتبات المشاركة الكثير من التكاليف الإدارية المترتبة على المشروع ومن ثم ينعكس ذلك على السعر العام للاشتراك، كما أن التفاوض الجماعي والضغط على مزود الخدمة يؤدي إلى الحصول على خدمات أفضل وتسهيلات أكبر وتوفير أكبر لكن كل ذلك مربوط بتكوين سياسات واضحة داخل التكتل وإعطاء صلاحية اتخاذ القرار المطلقة في التكتل لجهة مركزية واكتساب الخبرة مع مرور الوقت والاستفادة من تجارب الآخرين.
وعن إمكانية توسيع نطاق هذا التجمع ليشمل المكتبات في السعودية من غير المكتبات الجامعية يقول الدكتور عبدالعزيز : المشروع يتم حالياً بإشراف من وزارة التعليم العالي ويضم المكتبات التي تنتمي إلى المؤسسات الأكاديمية التي تتبع للوزارة فقط. أما دور عمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود فهو دور تنفيذي فقط، لهذا فلعله من الأفضل توجيه السؤال إلى الوزارة مباشرة.

ثم تناولنا محور مهم وهو قضية الإتاحة والتملك لقواعد المعلومات فتذكر السيدة أوكيرسون بهذا الشأن:
بالنسبة لنا فان الإتاحة هي المفهوم الأكثر انتشارا. التملك للمصادر الالكترونية أفضل من الناحية النظرية ولكنه مكلف جدا من حيث التشغيل والمتابعة والحفظ على المدى الطويل. عموما إذا كان المتعهد أو الناشر ذو سمعة قوية ويقدم خدمة بجودة عالية ويقوم بأرشفة المواد القديمة وفي نفس الوقت بإمكاننا توقيع عقد معه يسمح لنا بإتاحة مستمرة فان ذلك في اعتقادي أفضل من التملك.
ويخالف السيد سانفيل وجهة نظر السيدة أوكيرسون إذ يقول :
نحن نفضل التملك على الإتاحة. أي الاستخدام محليا على استخدام نظام المورد او المتعهد. ولكن في الواقع نحن نستخدم كلا الطريقتين لاختلاف الحاجات والأوضاع. نقوم باستخدام المجلات والكتب الالكترونية الفيديو الرقمي على أنظمتنا المحلية. وقد وجدنا ذلك أكثر جدوى.

وفي نفس الإطار يجيب الدكتور عبدالعزيز العمران عن سؤال حول مدى تطبيق اعتماد الاتصال بقواعد البيانات على مبدأ الإتاحة بدلا من التملك ، بحيث تصبح قواعد البيانات المنتهي اشتراكها متاحة للاستخدام من قبل المشترك مدى الحياة:
هذا يعتمد على سياسة مزود الخدمة وحاجة المكتبة الفعلية للاشتراك في قاعدة البيانات، فكما نعلم أنه في حال الاشتراك في بعض قواعد البيانات لسنوات محددة ومن ثم إلغاء الاشتراك في سنة ما فإن للمكتبة الحق في الوصول إلى الأعداد السابقة التي كانت مشتركةً فيها وليس الأعداد الجديدة إما بالحصول على الأعداد السابقة على أقراص أو بالدخول عليها في موقع الناشر. لكن هل يلتزم كل الناشرين بذلك؟ أما بالنسبة لمشروع الاشتراك الجماعي فقد تم أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند توقيع الاتفاقيات مع مزودي الخدمة.
وحول نفس المبدأ (الإتاحة والتملك) تحدث الدكتور عبدالعزيز عن فكرة إلغاء الاشتراك في المطبوعات الورقية والاتجاه إلى الرقمية فقال:
فكرة إلغاء الاشتراك الورقي بشكل كامل فكرة غير مجدية حالياً لأسباب اجتماعية وفنية. بالنسبة للأسباب الاجتماعية فأرى أن مجتمعنا لازال مجتمعاً ورقياً يصعب على فئة غير قليلة منه التعامل مع أوعية معلومات غير تقليدية فقط وسنجده يتجاهل هذا النوع من الأوعية الإلكترونية كلياً لو كانت هي الخيار الوحيد الموجود لديه. هذه السمة قابلة للتغير في المستقبل القريب، لهذا أرى أن وقت الاقتصار على المصادر الإلكترونية فقط لم يحن بعد في مكتباتنا. أما الأسباب الفنية فهي شائكة ومنها على سبيل المثال أن إلغاء الاشتراك في الدوريات الورقية يؤدي تلقائياً إلى ارتفاع كبير في سعر الدخول إلكترونياً على مقالاتها سواءً كان ذلك بالاشتراك المباشر في الدورية الإلكترونية مع ناشرها أو الدخول عليها عن طريق إحدى قواعد البيانات الالكترونية وهو أمر واجهناه في مشروع الاشتراك الجماعي. فالمكتبة التي لا تملك المثيل الورقي للدوريات الإلكترونية في قاعدة معينة تصبح تكلفة دخولها على تلك القاعدة أكبر بكثير من المكتبات المشتركة ورقياً. كما أن المكتبة عندما تكتفي بالنسخة الالكترونية لا تضمن استمرار المزود للخدمة وعدم خروجه من السوق لأي سبب كان وما يترتب على ذلك من تبعات. وأمر آخر يتعلق بسياسة مزود خدمة قاعدة البيانات حيث أن البعض يزود المكتبة بالأعداد إلى سنة محددة فقط دون غيرها والبعض الآخر يقدم الأعداد القديمة على أقراص CD وآخرين لا يلتزمون بتوفير الأعداد القديمة مما يعني فقدان المكتبة لأموال الاشتراك في السنوات السابقة دون طائل. لكل هذه الأسباب أرى شخصياُ أن لا يتم إلغاء الاشتراك الورقي بشكل نهائي إلا في حال ضمان حل جميع تلك المعضلات.

ويصل مطاف هذا الحوار إلى الحديث عن تقييم نجاح تجربة التكتلات ومدى تحقيق أهدافها فتقول السيدة أوكيرسون واصفة تجربة تكتلهم أنها : ناجحة جدا وقد حققت أهدافنا التي حددناها. فجميع المكتبات المشاركة مستعدة لدفع التزاماتها المالية لدعم مشروعات التكتل بناءا على قناعتهم بأهمية التكتل لمكتباتهم وخدماتها. لقد قمنا بالتعاقد لستين قاعدة تقريبا من القواعد المهمة باهظة الثمن، والتي تشمل آلاف المجلات والدوريات والمواد الأخرى، هذا الوضع أكثر اقتصادا بطبيعة الحال ويتعدى قدرات أي مكتبة لو اشتركت بها بشكل فردي. أضاف إلى ذلك توفير وقت الموظفين والعاملين.
ومن جهته يظن السيد سانفيل: أن المكتبات المشاركة في اوهايولنك تعتقد بجدوى التكتل إلى حد بعيد في زيادة الإتاحة لمصادر المعلومات والتي لا يمكن أن تتحقق عن طريق الاشتراكات الفردية.

وعن ما إذا كان هناك مخاوف تعتري المكتبات قبل الدخول في التكتلات يختصر الأستاذ حمد العمران هذه المخاوف في ثلاث نقاط :
- الاحتكار: والمشكلة التي تظهر في هذه التكتلات أنها عادة تكون على مستوى الولاية بأكملها ونجاح مقدم خدمة في الحصول على عقد مع هذا التكتل يعني خروج قواعد المعلومات المنافسة من هذه الولاية بالكامل، كما يظهر احتكار آخر وهو احتكار تكتلات معينة على سوق بأكمله يمتد أحياناً ليغطي ولاية معينة وأحيانا مجموعة من الولايات.
- التقيد والتقييد: تتقيد المكتبة بنظام التكتل وتقل لديها مرونة العمل في هذا الجانب وبالتالي المكتبة لا تستطيع أن تتخذ قراراتها بمعزل عن بقية أعضاء التكتل كما أنها تتقيد بآلية العمل والإجراءات المتبعة في التكتل.
- عدم القدرة على التخاطب مع المورد بشكل مباشر: تحتاج المكتبة أحياناً إلى التخاطب مع مورد المعلومات من أجل الحصول على بعض الامتيازات والفوائد والتي بإمكان المورد تلبيتها بشكل غير رسمي وهذه الميزة تنعدم في ظل التكتلات.

ولكن مع ذلك يبقى التكتل هو الحل الوحيد الموجود حالياً لمساعدة المكتبات في توفير قدر أكبر من المعلومات للمستفيدين بأسعار أقل، ولا يمكن مقارنة ما تحصل عليه المكتبة من التكتل بما ستخسره إن كانت خارجه.
http://informatics.gov.sa/magazine/modules.php?
name=Sections&op=viewarticle&artid=90












  رد مع اقتباس
قديم Jun-11-2006, 09:46 PM   المشاركة2
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي الكريم السايح على هذه المعلومات القيمة والمفيدة وبارك الله بكل الجهود المبذولة في خدمة المكتبات وتقنية المعلومات وجعلها الله في ميزان حسناتك


اختك
هدى












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
قديم Jun-11-2006, 11:35 PM   المشاركة3
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي الكونسرتيوم .. هو المستقبل

أخي الفاضل / السايح
لقد لمست مشاركتك ، وتراً حساساً لدى العاملين لا سيما بالمكتبات الجامعية والمتخصصة ، فالاتجاه الآن هو التحول نحو "كونسرتيوم" أو ما يسمى بالتجمعات أو التكتلات .
وحالياً فإن الجامعات المصرية الحكومية والخاصة لديها "كونسرتيوم" مع مجموعة من موردي وناشري المعلومات الإلكترونية ، وهي تجربة لم تتضح -بعد- تبعاتها أو إنعكساتها .
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Jan-20-2012, 08:57 PM   المشاركة4
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

السلام عليكم
اهنئكم عن هذا الموضوع القيم
لكم تساءول مطروح ما علاقة ادارة المعرفة بالتكتلات المكتبية?
اليهما ظهر اولا
ارجوا ان تجيبوني عن هذا السؤال للاستفادة منكم
وشكرا












  رد مع اقتباس
قديم Jan-20-2012, 11:39 PM   المشاركة5
المعلومات

رهــــف
مكتبي جديد

رهــــف غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 108510
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 2
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

رهف













التوقيع
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك
  رد مع اقتباس
قديم Jan-21-2012, 06:41 PM   المشاركة6
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الله يخليكم انشاء الله في ميزان حسناتي وحسناتكم
امييييين اجمعين












  رد مع اقتباس
قديم Jan-21-2012, 06:43 PM   المشاركة7
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

منقول:
1ـ التكتلات المكتبية:
1.1. تاريخ ومفهوم التكتلات المكتبية:
1.1.1. لمحة تاريخية عن التكتلات المكتبية:
لا يعرف بالضبط التاريخ المحدد لنشوء مصطلح تكتل المكتبات Library Consortium، لكن مفهوم تكتل أو الائتلاف أو الاتحاد بين المكتبات كارتباط بين مكتبيتين أو أكثر بهدف التعاون في المشاركة في المصادر، يعود إلى زمن بعيد. ولذل
ك فان الأدب المنشور يشير إلى انه تعاون وتعاضد وتلاحم وتنسيق بين المكتبات بهدف التقاسم والمشاركة في مصادر المعلومات. وقد كانت الأسباب الرئيسية لنشوء هذه التكتلات هو الانفجار المعلوماتي الذي شهدته سنوات عقدي السبعينات والثمانينات، وارتفاع أسعار المطبوعات مقابل الانخفاض في مخصصات المكتبات وميزانياتها، وازدياد أعداد الطلاب المسجلين في الجامعات، كما انه هناك سببين إضافيين تمثلا في الازدياد المطرد في الطلب والحاجة لخدمات المعلومات من قبل المستفيدين، وكذلك الحاجة إلى تطوير وتحسين مستوى تلك الخدمات .
وبدأت أول أشكال التعاون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب من 100 سنة مضت عندما قامت مكتبة الكونغرس الأمريكية بتوزيع مهام الفهرسة على مجموعة من المكتبات العامة، ولكنها ظهرت بصورة أكثر وضوحا في سنوات الستينات والسبعينات عندما دخلت التقنية أعمالها، فقد كان من الصعب عليها تحمل أعباء تكاليف التشغيل الآلي للمكتبات، أما التكتلات المكتبية بصورتها الحالية فتعود إلى التسعينات . غير أن بعض المصادر ترجع ظهور مصطلح التكتلات إلى ما بعد سنة 1960 مع بداية انتشار التطورات التكنولوجية واستخدام الحاسبات الالكترونية في مختلف أعمال المكتبات، حيث انخرطت العديد من المكتبات في جمعيات مكتبية بغية توفير اكبر عدد من مصادر المعلومات بأقل التكاليف ، وقد تأسست أولى التكتلات المكتبية التعاونية في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة ولاية أوهايو؛ للمشاركة في تبادل تسجيلات الفهرسة وذلك عام 1967م أي قبل ثلاثة وأربعين عاماً، وبعض المكتبات العربية ما زالت تدرس وتناقش المشاركة في التكتلات المكتبية التعاونية. وعندما بدأت هذه الشبكة في جامعة أوهايو الأمريكية بمسمى OCLC عمل بها المدير التنفيذي مع سكرتيرته فقط، وأضحت هذه الشبكة اليوم واحدة من أكبر الشبكات أو التكتلات المكتبية في العالم . كما ظهرت تكتلات اقتناء مصادر المعلومات الالكترونية مع بداية سنوات التسعينات وتطورت موازاة مع تطور النشر الالكتروني، ويمكن تمييز العديد من التكتلات المكتبية حسب البيئة القانونية التي تربط البلدان المشاركة وكذلك درجة انضمام المكتبات وعددها وإدارتها للتكتل.
والتكتل المكتبي ليس بالشيء الجديد المكتشف فجاة، فقد تجمعت المكتبات بالو.م.ا سنة 1970 من اجل وضع الفهرس المشترك بغية تطوير نشاط الإعارة ما بين المكتبات، والمشاركة في المصادر. كما ساهم التطور التقني في دعم عمليات التشارك بفضل توفر الحاسبات الآلية وتكنولوجيا الاتصالات المتطورة، كما استطاعت المكتبات بعدها الاستفادة من التقنين الدولي Z 39-50 في تحسين تبادل المطبوعات، وبهذا تمكنت المكتبات بالاشتراك وإقامة نظم معلومات .
وكانت هذه البدايات مشجعة لظهور التكتلات المكتبية التي أصبحت ضرورة حتمية خاصة مع تطور النشر من التقليدي إلى الالكتروني والازدياد المتنامي لمصادر المعلومات الالكترونية وحاجات المستفيدين المتنوعة والمعقدة.
2.1.1 مفهوم التكتلات المكتبية:
هناك العديد من المصطلحات التي تتشابه مع مصطلح التكتل المكتبي، إلا انه هناك سمات خاصة تميز كل مصطلح على حدة. فمصطلح تعاون استخدم منذ فترة بعيدة وذلك للدلالة على أي نشاط تعاوني بين مكتبيتين مهما صغر، كتصوير نسخ من مقالات الدوريات، أو الإجابة عن أسئلة مرجعية إلى غير ذلك من الخدمات المحددة، وعندما امتد التعاون ليصل إلى الاستفادة المنظمة من مصادر الآخرين عن طريق خدمات معينة كالإعارة المتبادلة، فان المصطلح الذي شاع في تلك الفترة كان مصطلح مشاركة المصادر، وحينها ظهرت تقنيات الشبكات في المكتبات، وتم الاستعانة بها لتوسيع نطاق الاستفادة مما لدى الآخرين، وكان المصطلح الشائع في المراجع المتخصصة هو الشبكات أو شبكات المكتبات، إلا أن الواقع الحالي يشهد تغيرا جذريا في مفهوم التعاون إلى الحد الذي وصل به إلى شكل من أشكال الاندماج الشامل في الأنشطة مع المحافظة على الشخصية الاعتبارية لكل مؤسسة، فكانت المصطلحات الجديدة أكثر ملائمة لذلك التوسع هي التكتل أو الاتحاد.
وبالرغم من الاختلاف في التسمية إلا أن هناك تشابه كبير في التطبيق، فشبكات المكتبات يكون الهدف الرئيسي لها هو التعاون في تقديم الخدمات أو العمليات مثل الفهرسة والتصنيف أو تدريب الموظفين والمستفيدين، ومن الممكن أن تعمل بعض هذه الشبكات في مجال المشاركة في المصادر، بينما الهدف الرئيسي من التكتلات هو المشاركة في المصادر ومن الممكن أن تقوم بعض التكتلات بتنفيذ برامج تعاونية في المجال البيبليوغرافي أو الخدماتي .
ويعرف التكتل المكتبي بأنه:" مجموعة من المكتبات المرتبطة فيما بينها باتفاقية تتيح الاستفادة من الموارد المشتركة لكل عضو"
كما يعرف بأنه:" اتفاق بين مكتبتين أو أكثر، للتعاون فيما بينها من أجل تحقيق غرض محدد، وهو عادة ما يكون في مجال مشاركة المصادر"
إضافة إلى ذلك فالتكتلات المكتبية عبارة عن:" تجمع يضم مكتبتين أو أكثر ذات رابط جغرافي ـ محلي أو إقليمي أو دولي ـ اتفقوا على تنسيق وتنظيم وتوحيد وتفعيل جهودهم من أجل تحقيق بعض الحاجات المتماثلة، التي تتركز عادة في المشاركة في المصادر ولكن في بعض التكتلات الكبرى يشمل التعاون في بعض الخدمات والعمليات، كما أن الدافع الرئيسي لقيام هذه التكتلات هو دافع اقتصادي" .
من خلال التعاريف التالية يتضح أن التكتل المكتبي عبارة عن مكتبات مرتبطة مع بعضها البعض ذات رابط جغرافي ـ محلي أو إقليمي أو دولي ـ لتحقيق أهداف مشتركة بعيدة المدى، علمية كانت، أو اقتصادية، من خلال المشاركة في الموارد البشرية والمالية للأعضاء، مع كون هذا الارتباط من النوع المنضبط باتفاقيات يحدد فيها جميع الأهداف، والمسؤوليات، والجها
ت، أو الأفراد المناط بهم تنفيذ هذه الأهداف.
كما يوجد مصطلح آخر مرادف له في المعنى، ويستخدم كذلك في مجال التعاون بين المكتبات، مع اختلاف في هدف الاستخدام، وهو مصطلح ائتلاف " Coalition" وقد عرَّف هذا المصطلح على أنه:" فئة تحوي أكثر من لاعب واحد من المشتركين في لعبة، نسق أفرادها أسلوب لعبهم بهدف الربح المشترك" ، إن هذا التعريف يظهر لنا الاختلاف بينه وبين المصطلح الأول من جهة تحديد طريقة العمل بين المشتركين، فالأخير هو نوع من التنسيق المؤقت لتحقيق هدف مؤقت كذلك، مع الاحتفاظ بهوية كل مشترك على حدة، ثم انتهاء هذا التنسيق بنهاية الهدف. أما مصطلح التكتل، فإنه يدل على العمل على تحقيق إستراتيجيات مشتركة بعيدة المدى، من خلال المشاركة في الموارد البشرية والمالية للأعضاء.
2. أنواع التكتلات المكتبية وأهدافها:
تختلف أنواع التكتلات المكتبية باختلاف الهدف أو الغرض من إنشائها وحجمها فنجد تكتل خاص يضم 04 جامعات بمشاركة 05 مكتبات إلى تكتل على مستوى دولي يضم أكثر من 60 جامعة بمشاركة 5000 مكتبة تتبادل فيما بينها مصادر المعلومات وهو التحالف الدولي للتكتلات المكتبية (International Coalition Of Library Consortia)، ففضلا عن إمكانية تمييز التكتلات المكتبية بعدد المكتبات المشاركة، فانه يمكن تحديد أنواع التكتلات من خلال الأهداف التي يسعى لتحقيقها والعوامل المشتركة التي تربط الأطراف المشاركة، ومن بين الأنواع التي يمكن أن تكون عليها التكتلات لدينا :
ـ تكتلات كبيرة تهتم بالتجهيزات الآلية المتقدمة.
ـ تكتلات متوسطة تهتم بخدمات المستفيدين والمشكلات اليومية.
ـ تكتلات ذات أهداف محددة تتعاون في مجالات محددة.
ـ تكتلات مكتبية في مجال الإعارة والمراجع فقط.
كما يمكن للمكتبة الواحدة أن تكون عضوا في أكثر من تكتل حسب حاجتها وحسب قدراتها المادية أو الفنية، فقد تنضم إلى تكتل معين بهدف المشاركة في المصادر الالكترونية أو بهدف تبادل الخبرات وغيرها.
وتتفاوت الآن مستويات وخدمات وأحجام التكتلات، فبعضها يقدم خدمات صيانة أجهزة الشبكة وتقديم التدريب للمستفيدين والعاملين في المؤسسات المعلوماتية، كما تتفاوت في الحجم ليشمل بعضها عدد من الجامعات بينما يصل البعض إلى تغطية مناطق كاملة سواء على مستوى الدول أو القارات.
فمهما اختلفت أنواع التكتلات المكتبية فهي تسعى إلى توحيد الجهود وتسخير كل الإمكانيات المادية، المالية والبشرية التي تتوافر عليها مختلف الهيئات لتحقيق أهداف مشتركة واضحة المعالم ومحددة مسبقا.
وتتمثل الأهداف التي تسعى مشاريع التكتلات المكتبية إلى تحقيقها فيما يلي :
• المشاركة في برامج الكمبيوتر ومصادر المعلومات وبالتالي تنمية المجموعات والرفع من مستوى خدمات المعلومات المقدمة.
• أتمتة العمليات المكتبية وإدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة.
• تبادل المعلومات بشكل سريع ومتطور.
• المشاركة في خبرات الأشخاص، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية والمالية المتوفرة في مكتبات أعضاء التكتل.
• الرفع من كفاءة الموظفين عن طريق التكوين مع اكتساب الخبرة فيما يتعلق بالتسيير والإدارة والمساعدة في تطوير أساليب العمل من خلال عقد الاجتماعات والاتصالات.
• تبادل المعلومات المتعلقة بالأسعار ودعم قرارات التفاوض مع الناشرين.
• تطوير مجموعات قواعد البيانات.
• التعاون في مجال التخزين.
• ترشيد النفقات بفضل توحيد آليات الشراء والاشتراكات الجماعية لمصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية.
• تعزيز اطر التعاون بين المكتبات الأعضاء بالتكتل.
• توحيد طرق العمل وأدواته وفقا للمعايير المهنية المكتبية الراقية.
• إثراء شبكة المعلومات والمكتبة الرقمية بمصادر هامة.
• إتاحة فرصة للمكتبات الصغيرة للاستفادة عبر الاشتراك كليا أو جزئيا حسب حاجاتها وقدراتها.
وعليه فان الهدف الأساسي والنهائي من إنشاء مشاريع التكتلات المكتبية هو تزويد رواد الهيئات المشاركة بالمعلومات بشكل سهل وسريع، مع تقديم احدث المعلومات وأفضل الخدمات عن طريق التنسيق والتعاون مع الهيئات الأخرى، إضافة إلى الاشتراك الجماعي في اقتناء مصادر المعلومات وخاصة الدوريات الالكترونية.
3. مهام التكتلات المكتبية وخدماتها:
تقوم مشاريع التكتلات المكتبية بأداء مجموعة من المهام يمكن تحديدها في :
• وضع ورسم سياسة مشتركة لتقاسم المعلومات أو الاشتراك فيها مع تطوير المجموعات.
• وضع سياسة الحفظ أو التخزين التعاوني.
• وضع مقاييس موحدة أو معيارية لخدمة المستفيدين.
• التفاوض الجماعي أو المشترك للحصول على تراخيص الوصول إلى المصادر الالكترونية وشرائها وبذلك ضمان تكاليف اقل.
• إتاحة الوصول والاستفادة من مصادر المعلومات الالكترونية لكل أعضاء التكتل.
• تسهيل وصول الباحثين، أعضاء هيئة التدريس والطلبة للمعلومات على الخط.
• بناء وتأسيس شبكة وطنية ذات كفاءة لتبادل المعلومات والوثائق، وتصميم الأنظمة المحلية وتطويرها لكل عضو مشارك.
• المشاركة في التعاون الدولي خاصة مع الجانب الأوروبي.
أما فيما يخص خدمات التكتلات المكتبية فتتمثل في:
• خدمات الفهرس الموحد الالكتروني والذي يسهل عمليات الإعارة ما بين المكتبات والاطلاع على محتويات الهيئات الأخرى.
• تقديم التعليم والتدريب والإرشاد للعاملين من اجل تفعيل أنظمة المعلومات.
• دعم التفاوض الجماعي لشراء مصادر المعلومات الالكترونية أو الاشتراك بها، وأية منتجات أخرى تهم المكتبات الأعضاء.
4. فوائد المشاركة في مشاريع التكتلات المكتبية ومتطلبات إنشائها:
1.4. فوائد المشاركة في مشاريع التكتلات المكتبية:
إن التوجه العالمي المتزايد نحو إنشاء التكتلات المكتبية بغرض المشاركة في مصادر المعلومات وتحقيق أهداف اقتصادية خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الاقتناء والاشتراك في المصادر، مع ارتفاع تكاليف الأجهزة والمعدات وتنوع حاجات المستفيدين وتغيرها المستمر، وما سببه ذلك من ضغط على ميزانيات المكتبات، أكد أهمية هذه المشاريع التي تسعى لتحقيق جملة الفوائد التالية:
• الحصول على عروض جيدة من مصادر المعلومات مقابل تكاليف أقل.
• الحصول على مصادر المعلومات بدون مشاكل متابعتها وإدارتها.
• الاستقرار الطويل الأجل من خلال القدرة على تحديد الميزانية واستثمارها بشكل أفضل.
• خدمة المستفيدين من داخل المكتبة وخارجها فيستطيعون الدخول على موارد التكتل من داخل المكتبة ومن بيوتهم عبر الإنترنت (إتاحة الخدمات عن بعد عبر شبكة الانترنت).
• ضمان حصول رواد جميع الهيئات المشاركة على فرص متساوية من الخدمات.
• تقدم بعض التكتلات قدرة على البحث في عدد كبير من قواعد المعلومات من خلال محرك بحث واحد وواجهة استخدامية موحدة مما يوفر في عملية تدريب المستفيدين.
• بعض التكتلات تقوم بإنشاء قواعد بيانات محلية تعالج قضايا خاصة يحتاجها مواطني المكتبات في التكتل مثل قواعد معلومات تتعلق بتاريخ المكتبات وأنظمتها.
كما تستفيد بعض المكتبات المشاركة في بعض التكتلات الكبرى من:
• استغلال مصادر معلومات كل المكتبات المشاركة في التكتل مع توسيع مجال خدماتها باستخدام التقنية، وبالتالي تحقيق رضى المستفيدين من خلال إتاحة اكبر قدر من مصادر المعلومات المتنوعة إضافة إلى حداثة المعلومات بها عن طريق الإعارة مابين المكتبات أو التبادل أو التشارك في المصادر بصفة عامة.
• استغلال النصائح والتجارب في مجال تطوير العمليات الإدارية والفنية التي يقدمها مشروع التكتل المكتب، إضافة إلى توحيد الأعمال والنشاطات الفنية وبذلك ضمان فعالية أكثر للخدمات المقدمة.
• المساعدة في زيادة سرعة التبادل والمشاركة في المصادر من حيث الاستلام والتسليم.
• تطوير مهارات موظفي المكتبات العضوة في التكتل، وتزويدهم بآخر التطورات في مجال عملهم، كما يحسن ويشجع احترافيتهم من خلال تامين الاتصالات واللقاءات لمتابعة برامج التكوين.
• إمكانية إدارة أنظمة معلومات المكتبات مركزيا وبذلك تخفيف عبء إدارة نظام كل مكتبة على حدى.
• اكتساب الخبرة والاستفادة من تجارب الآخرين، مع تطوير سبل التعامل مع الناشرين وتوسيعها.
• إتاحة معايير موحدة للعمل الإداري والإسهام في إحداث توافق في الأساليب التنظيمية لنشاطات الهيئة.
• توفير إمكانية التعامل مع نفس دور النشر مما يزيد من قوة التفاوض الجماعي والضغط على مزود الخدمات والحصول على خدمات أفضل وتسهيلات اكبر، تسهم في تقديم خدمات ذات جودة عالية.
فبالنظر إلى الفوائد الجمة التي تتيحها مشاريع التكتلات يمكن اعتبارها بمثابة الحل الأمثل الذي طالما انتظرته المكتبات التي تواجه باستمرار تحديات متعددة الجوانب سواء تعلق الأمر بانفجار المعرفة وتعدد مصادر المعلومات أو ارتفاع أسعار الاشتراكات مقابل تزايد الحاجة إلى المعلومات وتنوعها مع العجز الواضح في الميزانيات المخصصة لهيئات المعلومات ككل.
2.4. متطلبات إنشاء مشاريع التكتلات المكتبية:
ولكي تتمكن المكتبات من جني ثمار الانضمام إلى التكتلات فانه يتحتم عليها توفير مجموعة من المتطلبات تعتبر بمثابة حجر الأساس لإنشاء هذه المشاريع يمكن تلخيصها في:
1.2.4. البنى التحتية للمعلومات:
وهي بمثابة البنى الأساسية للمعلومات وتضم التجهيزات المادية والفنية والأنظمة والقوانين، ويمكن تمييزها إلى هياكل قاعدية ومعدات اتصال.
ـ الهياكل القاعدية:
وتشمل مؤسسات المعلومات التي تضم المكتبات ومراكز المعلومات التي تعتبر مستودعات رئيسية تتجمع فيها معظم الأوعية الفكرية الورقية منها والالكترونية من كتب، قواميس ومعاجم، دوريات، أطروحات وغيرها، كما تقدم مجموعة من خدمات المعلومات لروادها بهدف تلبية احتياجاتهم العلمية والبحثية.
وتشكل مؤسسات المعلومات هذه القاعدة التي تبنى عليها مشاريع التكتل، حيث لا يمكن قيام تكتل دون وجود هياكل تهتم بالمعرفة وجمع وتخزين وبث الإنتاج الفكري. ولتحقيق أهداف التكتل بصورة أسرع لابد من تحديد العدد المناسب والملائم للمكتبات المشاركة في مثل هذه المشاريع، لأنه كلما كان العدد كبيرا تظهر المشكلات بصورة كبرى، ومن ثم نلاحظ التعقيدات التنفيذية بصورة أفضل. كذلك لابد من تحديد نوعية المكتبات المشاركة، لأن له فائدة خاصة إذا كانت المكتبات المشاركة متشابهة ومتقاربة سواء في مجالات اهتمامها أو نشاطاتها أو نوعية الرواد الذين تخدمهم أو جهة التمويل، مثل التكتلات بين المكتبات الجامعية أو مكتبات البحوث العلمية فالتعاون يكون مثمرا لأنه متقارب في المستوى فوجود عوامل مشتركة من شأنه أن يساعد على تقوية علاقات التكتلات المكتبية بين المكتبات المشاركة معا.
ـ وسائل ومعدات الاتصال:
يقوم التكتل أساسا على الجمع وتنسيق الأعمال والتشارك بين أطراف مختلفة متباعدة، ويعد توفير وسائل ومعدات الاتصال بين هذه الأطراف أمرا في غايoiة الأهمية، وتتمثل في وسائط الاتصال مثل الورق، الأقراص الممغنطة والمرنة إضافة إلى برامج التشغيل ونظم نقل وتبادل المعلومات. كما يجب توفر وسائل اتصال سريعة وفعالة، فخدمات الهاتف والتلكس والفاكس وأجهزة التصوير والاستنساخ تؤثر في الخطة التعاونية من خلال زيادة تبادل المعلومات هذا إضافة إلى ضرورة توفر وسائل الاتصالات الحديثة المعتمدة على الحاسبات الآلية، الشاشات، الطابعات، الماسحات الضوئية دون إهمال تجهيزات الاتصال عن بعد المرتبطة بالانترنت كالموديم، الألياف البصرية والمنافذ.
فالتكتل عموما يتطلب بنية تحتية للحوسبة ومرافق تسمح بالارتباط مع شبكة مصادر المعلومات وإقامة العلاقات التبادلية.
2.2.4. الإمكانيات المالية والبشرية:
وتتمثل في الموارد المالية المخصصة لتنفيذ مخططات التكتل المكتبي والقوى البشرية المكلفة بانجاز هذه المخططات.

ـ الإمكانيات المالية:
لضمان نجاح مخططات مشروع التكتل المكتبي يتطلب ميزانيات ومخصصات مالية من كل الأطراف خاصة عند إقامة المشروع، وذلك لتغطية نفقات شراء الأجهزة والمعدات ووسائل الاتصال فضلا عن نفقات الصيانة الدائمة وتسيير أنشطة التكتل ككل. ويتم تجنب في اغلب الحالات مسائل التمويل المركزي الذي يسبب العديد من المشاكل لذلك تتكفل كل هيئة بدفع مستلزماتها، إضافة إلى ذلك فهناك مشاريع تتدعم ماليا من طرف هيئات أجنبية أو منظمات دولية في حالة انضمام هذه الأخيرة في مثل هذه المشاريع.
ـ الموارد البشرية المؤهلة:
تعتبر الموارد البشرية من الأسس الأكثر أهمية والتي تعوض النقص في بعض الموارد المادية الأخرى داخل مؤسسات المعلومات. وعلى القوى البشرية القائمة على العمل في إطار التكتل أن يكتسبوا مهارات للتعامل مع التطورات الحديثة والمتعددة، والتعرف على كل جديد بصورة مستمرة. مع ضرورة اكتساب خبرات الاتصال وروح العمل التعاوني الجماعي. إضافة إلى ذلك تدريب أخصائي المعلومات على مختلف أنواع التكنولوجيا المستخدمة خاصة أن المكتبة في حالة انتقال دائم من مصادر معلومات ورقية إلى مصادر معلومات رقمية.
3.2.4. الاستعداد والرغبة في الاشتراك الجماعي:
لا يتوقف تشكيل التكتل على توفر البني التحتية ومستلزماتها من مصادر معلومات وأجهزة اتصال، ولا على الموارد المالية والبشرية فحسب، وإنما توجد عناصر أخرى تزيد من قوة التكتل وتماسك أطرافه وهي عوامل هامة لإنجاح التكتل والتي تتمثل في استعداد ورغبة كل الهيئات في الاشتراك الجماعي، ويتطلب هذا استعداد المكتبات وتوفير أحسن الظروف للدخول في التكتل من خلال توفير البيئة الالكترونية من معدات وأجهزة اتصال. والتسيير الجيد والمحكم لأرصدة المكتبة الداخلية من خلال توفير الفهارس الآلية وإتباع طرق ترتيب وتصنيف دقيقة، مع توفير اليد العاملة المؤهلة القائمة على شؤون المكتبات واستعدادها لأداء خدمات التشارك، فالبناء التنظيمي القوي ضروري لاستمرار جهود التعاون، كما أن الموارد المالية تعد جوهرية لنجاح هذه المشاريع، فضلا عن الرغبة في تقاسم الموارد مع أطراف أخرى وفتح الأرصدة للاطلاع والتشارك في اقتناء المصادر والتفاوض الجماعي مع الناشرين، فضلا عن تبادل الخبرات ومتابعة برامج التكوين.

فوعي المسؤولين وموظفي المكتبات ومراكز المعلومات بأهمية الاشتراك الجماعي أمر أساسي لا بد من توفره لإنجاح خطط التكتل إضافة إلى الوعي بتحقيق المصلحة العامة لكل الهيئات المشاركة والابتعاد قدر الإمكان عن النظر مباشرة لما سوف يستفيد منه كل عضو على حدى.
5. صعوبات وعراقيل نجاح مشاريع التكتلات المكتبية مع الحلول المقترحة لتفاديها:
نشأت الكثير من التكتلات المكتبية في العالم الغربي، بعضها حقق نجاحا لا باس به والبعض الآخر لم يوفق في تحقيق أهدافه. وهناك محاولات في الدول العربية التي تسعى جاهدة إلى إيجاد صيغ مشتركة لإنجاح مثل هذه المشاريع خاصة فيما يتعلق بتامين أوعية المعلومات والاشتراك في مصادر المعلومات الالكترونية. فالصعوبات والعراقيل التي تعترض مشاريع التكتلات المكتبية من تحقيق أهدافها تتمثل في:
• تعدد الجهات المشرفة على المكتبات ينتج عنه تعدد الطرق والإجراءات المالية والإدارية لأعضاء التكتل.
• ضعف الوعي بأهمية المعلومات في جميع مناحي الحياة.
• ضعف البرامج التعاونية أو انعدام التنسيق بين المكتبات خاصة في طرق العمل والتسيير وفي الإمكانيات المتوفرة لكل هيئة.
• الهدف في الانضمام للتكتل قد يكون في حد ذاته عائقا خاصة إذا كانت بعض الأطراف تهدف إلى الحصول على تراخيص الاستخدام لمحتويات بعض مصادر المعلومات الالكترونية رغبة في قلة التكلفة وأخرى تهدف إلى امتلاك المصادر وإتاحتها لروادها.
• قد يصادف التكتل مشاكل بخصوص الارتفاع السنوي الكبير في رسوم الاشتراك في بعض قواعد البيانات أو تضارب الأسعار بين العروض المقدمة من طرف الموردين.
• عدم توفر التمويل المناسب.
• مشاكل الاتصال بين الأطراف، فالمكتبات في بعض الأحيان تواجه تعذر الاتصال بقواعد البيانات لأسباب عديدة قد تكون تقنية وفي غالب الأحيان تكون خارجة عن نطاق المكتبات والموردين، ومن جهة أخرى قد تصادف مشاكل الاتصال فيما بينها سواء لنقص تجهيزات تكنولوجيا الاتصالات الملائمة كالهاتف، وشبكات الاتصال داخل الهيئات ذات الإمكانيات الضعيفة، أو نتيجة التباعد الجغرافي بين الأعضاء والحاجة إلى شبكة اتصالات فورية.
• عدم وجود وسائل عمل موحدة مثل الفهارس الالكترونية ومواقع الويب الخاصة بالهيئات والبريد الالكتروني لها يعتبر عائقا في عمليات الاتصال بين الأطراف.
• عدم توفر القوى البشرية المؤهلة مع ضعف البرامج التدريبية لهؤلاء.
• تعتري المكتبات قبل الدخول في مشاريع التكتلات بعض المخاوف مثل:
الاحتكار: والمشكلة التي تظهر في هذه التكتلات أنها عادة تكون على مستوى الولاية بأكملها، فنجاح مزود خدمة في الحصول على عقد مع هذا التكتل يعني خروج قواعد المعلومات المنافسة من هذه الولاية بالكامل. كما يظهر احتكار آخر وهو احتكار تكتلات معينة على سوق بأكمله يمتد أحياناً ليغطي ولاية معينة وأحيانا مجموعة من الولايات.
التقيد والتقييد: تتقيد المكتبة بنظام التكتل وتقل لديها مرونة العمل في هذا الجانب وبالتالي المكتبة لا تستطيع أن تتخذ قراراتها بمعزل عن بقية أعضاء التكتل كما أنها تتقيد بآلية العمل والإجراءات المتبعة في التكتل.
عدم القدرة على التخاطب مع المورد بشكل مباشر: تحتاج المكتبة أحياناً إلى التخاطب مع مورد المعلومات من أجل الحصول على بعض الامتيازات والفوائد والتي بإمكان المورد تلبيتها بشكل غير رسمي وهذه الميزة تنعدم في ظل التكتلات.
وبالرغم من هذه المخاوف تبقى التكتلات الحل الوحيد الموجود حاليا لمساعدة المكتبات في توفير قدر اكبر من المعلومات للمستفيدين بأسعار اقل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها.
ولتجاوز هذه العقبات يعهد بإدارة التكتل في غالب الأحيان إلى هيئة مشرفة ومنسقة تتولى المسؤوليات التالية:
• تطوير وصيانة اللوائح التي تحكم خدمات التكتل.
• تحديد الأولويات الإستراتيجية.
• المصادقة على الميزانيات وخطط الإنفاق.
• وضع سياسة التكتل وعلاقته مع المكتبات الأعضاء.
• تشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة والاستشارية حسب الحاجة.
• استحداث وظائف جديدة في التكتل حسب الظروف.
• وضع القواعد والمعايير المناسبة لتوحيد طرق العمل والإجراءات الفنية.
كما انه لتفادي العراقيل الإدارية والتنظيمية يحتاج مدير ومنسق التكتل إلى دعم ومساندة جميع الأعضاء بصورة دائمة، وذلك حفاظا على الموقف التفاوضي مع الناشرين ليظل قويا لعقد صفقات ناجحة. ويعد الحوار والتفاهم والتنسيق غير الرسمي في الكثير من الأحيان، عاملا مهما في إحداث التسوية وتوازن للعلاقات بين الأطراف المشاركة، ويجب تحوير الإجراءات المختلفة لتتوافق مع الصالح العام للتكتل . وإضافة إلى ذلك من شان الدعم المالي المركزي أن يحقق معادلة مالية يسمح بتخطي كثير من العقبات التي تواجه الاشتراكات الجامعية مثلما هو الشأن في التكتلات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي ومنها تكتل Meda Tempus بالجزائر.
وأيضا لتجاوز مشاكل الاتصال بين الأطراف لابد من التكتل أن يوفر موقع ويب خاص به، بالإضافة إلى موقع ويب خاص بمجموعة النقاش على شبكة الانترنت تتيح الاتصال بين الأعضاء فيما بينهم وبين مزودي الخدمات بشكل سريع ومباشر.
6. أمثلة عن مشاريع التكتلات المكتبية:
لقد انتشرت العديد من مشاريع التكتلات المكتبية عبر العالم، فاختلفت أهدافها وأسباب وجودها وأهميتها من بلد إلى آخر خاصة بعد الظروف الصعبة التي أصبحت تعيشها جل المكتبات في عصر يتسم بانفجار كمي ونوعي لمصادر المعلومات علاوة عن ذلك الانخفاض المستمر للميزانية مقارنة بالارتفاع الرهيب للأسعار خاصة مصادر المعلومات الالكترونية والمتاحة على الخط المباشر، إضافة إلى تنوع وتعقد حاجات الباحثين. وسوف نعرض عدة نماذج على سبيل المثال لا الحصر :
1.6. نماذج من التكتلات المكتبية في الدول المتقدمة:
ـ نموذج المكتبات الجامعية في ولاية الينوى بالولايات المتحدة الأمريكية:
تعد نماذج التكتلات المكتبية في الولايات المتحدة الأمريكية من أهم النماذج المتطورة للتعاون بين المكتبات من خلال شبكات المعلومات.
وبدأ المشروع بتجميع الرسائل الجامعية لعدد محدد من المكتبات الجامعية في ولاية الينوى والتي يعتقد أن معدلات الطلب قد انخفضت عنها بشكل ملحوظ، مما يجعل هذه الأوعية عبئا على المساحات التخزينية في المكتبات التي تقتنيها، ثم تطور المشروع فيما بعد ليفتح باب العضوية للاشتراك والاستفادة من المشروع التعاوني القائم أساساً على المستبعد بصفة مؤقتة من الرسائل الجامعية التي أصبح حجمها المادي عبئا في حد ذاته على المكتبات الجامعية المشتركة في ذلك المشروع.
وقد استهدف المشروع إقامة مبنى إقتصادي، بحيث تراعى فيه الإمكانات التخزينية مع ضبط للحرارة والرطوبة والمساحة وأن يكون المبنى قد صمم خصيصا ليقوم بالوظيفة التخزينية دون الوظائف الأخرى المستهدفة من المكتبة. أقيم المبنى في موقع يتوسط الجامعات المساهمة الأساسية، والهدف من تواجد هذا المشروع قريب من الجامعات المساهمة، هو سرعة وصول أوعية المعلومات عند طلب الاستعارة أو عند الاحتياج لها، وقد بلغ عدد التسجيلات أكثر من 253 ألف تسجيلة بيبليوغرافية شملت بذلك الأدلة والمصغرات الفيلمية، وتعتمد التسجيلات البيبليوغرافية على نظام OCLC في الفهرسة الوصفية والموضوعية.
أما المجموعات التي تتم فهرستها بناء على سياسة العمل بهذا المشروع فهي الرسائل الأكاديمية الأجنبية ومطبوعات الحكومة الأمريكية منذ عام 1952، هذا بالإضافة إلى أدلة المعاهد الأمريكية والأجنبية، كتب الأطفال، الكتب الدراسية، تقارير البنوك وتقارير شركات التأمين والوثائق الأجنبية. هذا بالإضافة إلى مجموعات من الأوعية المختلفة الأخرى كالشرائط الصوتية وشرائط السمع البصرية (الفيديو) ومجموعات الخرائط والوثائق البحثية والعلمية والعديد من الدوريات الأمريكية، وإذا كانت التغطية الجغرافية قد تم تحديدها في سياسة المكتبة بحيث تشمل: إفريقيا ومواد جنوب شرق آسيا، وتشمل المطبوعات الأكاديمية والعلمية للاتحاد السوفيتي (سابقا) ومصادر أرشيفية وصحف أجنبية وصحف أمريكية بالإضافة إلى وثائق أمريكية حكومية.
ـ نموذج مشروع QUESTIONPOINT:
يقصد بهذا المشروع تقديم الخدمة المرجعية للمستفيدين من المكتبة في أي وقت، وفى أي مكان باستخدام الوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصالات الحديثة.
وتم إطلاق الإصدارة الأولى من هذا المشروع في عام2002، وما إن مرت ستة أشهر من بداية العمل في هذا المشروع حتى انضم إليه واشترك به أكثر من 300 مكتبة من 15 دولة ومنها استراليا، كندا ،الصين، ألمانيا، نيوزيلندا، اسكتلندا ونيروبي. وهذا المشروع هو وليد تعاون كل من مركز البحث المباشر للمكتبات المحوسبة (OCLC) ومكتبة الكونغرس. ويقوم بالعمل في هذا المشروع مجموعة من أخصائي المكتبات من أجل مساندة ودعم أخصائي المكتبات على المستوى الدولي، ومن خلاله يمكن للمستفيدين من المكتبات المشاركة في هذا المشروع إرسال استفساراتهم في أي وقت من اليوم من خلال مواقع مكتباتهم، ويتم الإجابة عن هذه الاستفسارات من قبل أخصائي المراجع بهذه المكتبات، وإذا لم تتوافر إجابة هذا الاستفسار يتم تحويله لإحدى المكتبات المشاركة في المشروع للانتفاع من المهارات والخبرات بأي مكتبة مشاركة، مما يضمن الحصول على إجابات دقيقة وصحيحة وشاملة.
وهذا المشروع عبارة عن مجموعة من المكتبات المتخصصة تخضع لإشراف مكتبة الكونغرس. وكذلك من عناصر قوة هذا المشروع وجود قاعدة بيانات Base Knowledge وهي عبارة عن قاعدة بيانات تضم تسجيلات بإجابات الأسئلة المرجعية من دون بيانات المستفيد، توفيرا للجهد والوقت إذا ما تكررت هذه الأسئلة.
ـ نموذج شبكة Solinet ( Southeastern Library Network):
بدأت (solinet) عام 1973 بمشاركة تسع وتسعين (99) مكتبة، إلى أن وصل الآن عدد المشاركين فيها إلى ألفين وخمس مائة (2500) مكتبة من مختلف الأنواع، كالمكتبات العامة، المكتبات المتخصصة، المكتبات الجامعية، مكتبات البحوث، المكتبات الطبية، مكتبات القانون ومكتبات الشركات. وتعتبر من أكبر شبكات التكتلات المكتبية في الولايات المتحدة، حيث تغطي تسع ولايات من ولايات الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى منطقة الكاريبي.
ومن أهم ما تتميز به هذه الشبكة هو الشمولية في بنيتها، والخدمات التي تقدمها، بحيث يمكن الاستفادة منها في تأسيس مشروعات تكتلات مكتبية مشابهة، هذا بالإضافة إلى العديد من الخدمات التي تقدمها ومن بين أهم هذه الخدمات هي:
• خدمات الفهرسة بالتعاون مع مركز المكتبات المحوسبة (OCLC)، وتقدم هذه الخدمات لجميع المكتبات الأعضاء في الشبكة.
• توفر خدمات البحث في قواعد المعلومات.
• توفر خدمات البحث في الدوريات والكتب الالكترونية.
• توفر خدمات الإعارة المتبادلة فيما بين المكتبات المشاركة.





2.6. نماذج من التكتلات المكتبية في الدول النامية:
ـ الشبكة الإقليمية للمعلومات والمعارف الزراعية والريفية للشرق الأدنى وشمال إفريقيا (NERAKIN):
تقوم هذه الشبكة على نظام متكامل ثنائي اللغة (عربية / إنجليزية) على شبكة الويب، وقد تم تطوير النظام لصالح مركز البحوث الزراعية وذلك بواسطة المعمل المركزي للنظم الزراعية الخبيرة اعتمادا على الأدوات والمنهجيات المتاحة وبالتعاون مع العاملين بها.
يعتبر المعمل المركزي للنظم الزراعية الخبيرة الجهة التي قامت بتصميم وتنفيذ النظام، والمعمل يتبع مركز البحوث الزراعية. كما أنه من بيوت الخبرة المتميزة في تطوير البرمجيات الزراعية وبناء القدرات البشرية، ويعتبر تطوير وبناء وتقييم النظم الخبيرة جزءا من الإطار العام الذي يسهم فيه المعمل في زيادة المنتج من الغذاء والمساعدة في التنمية الريفية.
وقد قام المعمل بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة بالعمل على إنشاء شبكة اتصال البحوث والإرشاد الزراعي (فيركون)، كما يقوم حاليا بتنفيذ شبكة اتصال التنمية الريفية والزراعية (رادكون). وللمعمل شبكة اتصال محلية خاصة، كما أنه متصل بالإنترنت منذ عام 1994. وتتمثل إمكانات المعمل في وجود شبكة كبيرة من الحاسبات، وبنية تحتية مناسبة لتدريب العاملين على الحاسب الآلي، وإقامة الاجتماعات والمؤتمرات والمشاركة في جميع مراحل تخطيط وتنفيذ ومتابعة مشروع إنشاء هذا النظام. كما تم بناء القدرات في مجال إدارة الوثائق بالتعاون الوثيق مع كل من مركز أجريس/كاريس الموجود في المركز المصري للمعلومات والتوثيق الزراعي (إديكا)، والمكتبة الزراعية القومية في مصر.
وتهدف الشبكة إلى العمل في مجال الزراعة من خلال التكتلات المكتبية والعمل على جمع ونشر المعلومات المتعلقة بالمعاهد البحثية، والباحثين العاملين بها، والمطبوعات التي يحررها الباحثين، والمشروعات التي تم تنفيذها أو التي تحت التنفيذ، إضافة إلى خطة البحوث الزراعية والبيطرية القومية في مصر.
ويتبع مركز البحوث الزراعية لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث يمثل الهيئة الرئيسية المسؤولة عن توليد ونقل التكنولوجيا للزراعة المصرية. ويدير مركز البحوث الزراعية 18 برنامج قومي للبحوث الزراعية، متعددة التخصصات ومتداخل في جهات التنفيذ. وقد كان الافتقار إلى إدارة مناسبة للمعلومات والاتصالات بين الباحثين على مختلف القطاعات البحثية نقطة ضعف رئيسية تعيق النظام البحثي الزراعي على المستوى القومي من تناول موضوعات التنمية الزراعية بالصورة المناسبة.
ـ نموذج مشروع قاعدة البيانات العربية:
تولت مسؤولية هذا المشروع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع المركز الوطني للمعلومات بالكويت، وكان الهدف من هذا المشروع هو إنشاء قاعدة بيانات بيبليوغرافية لإفادة المكتبات ومراكز المعلومات العربية.
وفي نفس الوقت كانت هناك محاولات عربية أخرى لإقامة مشروع آخر في الفترة نفسها؛ حيث قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بدعم أول مشروع للفهرس المقروء آليا (مارك العربي) وذلك بالتعاون مع مكتبة الكونغرس وشبكة معلومات المكتبات البحثية (RLIN) وتم من خلاله وضع مواصفات بيبليوغرافية تم اعتمادها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن وافقت عليها مكتبة الكونغرس، وتم إجراء تعديلات على حقول مارك العربية عام 1995، من قبل المركز الوطني للمعلومات بالكويت.
وفي خطوة جديدة نحو إنشاء شبكة معلومات بيبليوغرافية تضم التسجيلات باللغة العربية بدأت الجهود العربية تتجه نحو وضع صيغة عربية موحدة لرموز الفهرسة العربية المقروءة آليا من خلال مارك العربي لتكون الأساس الذي يسمح بإنشاء شبكة معلومات بيبليوغرافية باللغة العربية، وقد بدأت الدراسات في منطقة الخليج العربي حيث تبنى المشروع أمانة لجنة عمداء ومسؤولي شؤون المكتبات في الجامعات العربية ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ـ نموذج الفهرس العربي الموحد في المملكة العربية السعودية:
هذا المشروع تعاوني عربي متكامل لخدمة الفهرسة الوصفية ووضع بيانات المصادر وفق معايير موحدة يمكن تبادلها بطريقة آلية. ويهدف هذا المشروع إلى إيجاد بيئة تعاونية للمكتبات العربية لتخفيض تكلفة فهرسة أوعية المعلومات العربية وذلك من خلال عملية الفهرسة المشتركة التي تتطلب توحيد ممارسات وإجراءات الفهرسة داخل المكتبات العربية واعتماد المعايير الدولية في الوصف البيبليوغرافي. وهذا ينعكس إيجابيا على انتشار الكتاب العربي من خلال تسجيلات عالية الجودة تتاح للمكتبات داخل وخارج الوطن العربي. ومن أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها هي:
• خدمة الباحثين وتشجيع البحث العلمي.
• تحقيق المشاركة في المصادر.
• توحيد الجهود في مجال التقنيين الدولي للفهرسة.
• تبادل أوعية المعلومات العربية.
• خفض تكاليف ميكنة المكتبات، وتكرار عمليات الفهرسة لنفس الوعاء في جميع المكتبات.
• انتشار الكتاب العربي بمجرد إضافته في الفهرس الموحد.
• تحقيق التواصل بين المكتبات العربية.
ومن أهم الخدمات التي يقدمها الفهرس هي:
• خدمة البحث المباشر في قاعدة المعلومات البيبليوغرافية.
• خدمة دعم الفهرسة على الخط المباشر.
• خدمة الضبط الاستنادي.
• خدمة نشرات الإضافات الحديثة من التسجيلات البيبليوغرافية.
• خدمة التحويل الاستنادي لبطاقات الفهرسة وذلك من خلال نظام مارك.












  رد مع اقتباس
قديم Jan-21-2012, 06:44 PM   المشاركة8
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

منقول:
ادارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات : النظرية والتطبيق


فهد بن عبدالله الضويحي
ماجستير مكتبات ومعلومات
أخصائي مكتبات ومعلومات بمكتبة الملك فهد الوطنية
faad333@yahoo.com

مستخلص
دراسة نظرية حول مفهوم إدارة المعرفة وتطبيقاتها في المكتبات ومراكز المعلومات، تبدأ الدراسة بمقدمة تعريفية حول المعرفة ومفهومها وعلاقتها بالتكنولوجيا، ثم تتناول في قسم أخر مفهوم إدارة المعرفة واستخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات والعمليات التي تتم عليها مثل توليد المعرفة واختزانها ثم النقل والمشاركة وأخيرا تطبيق المعرفة.
________________________________________

تمهيد :
يواجه المهنيون المعنيون بمجال المكتبات والمعلومات تحديا يتمثل في تحسين وتوسيع نطاق شبكات تبادل المعارف والخبرات المكتسبة على مدى سنوات طويلة من التجارب والتحصيل. وفي الوقت الذي تساعد فيه تكنولوجيا الالكترونية على تحسين القدرة على تبادل المعلومات، فإن معظمنا يتعرض في الواقع لفيض غزير من المعلومات دون أن تكون لدينا القدرة على غربلة هذه المعلومات من حيث نوعيتها وأصالتها. وبالإضافة إلى ذلك فرغم زيادة حجم المعلومات التي نحصل عليها في صورة رقمية، فإننا في نفس الوقت نفقد المعارف الضمنية التي تعط المفاهيم والرؤى العميقة والمعاني لذلك القدر الهائل من البيانات والمعلومات. وهذا يتأتى – في جانب منه- نتيجة لعدم التسجيل المنهجي للخبرات الفردية بما ينطوي من المعارف الشاسعة وثيقة الصلة بمجال المكتبات والمعلومات(1).
ويمكن أن نلاحظ هذا الاهتمام المتزايد لإدارة المعرفة في العديد من المجالات والتخصصات، في القطاع الربحي وغير الربحي، وعلى جميع الأصعدة، بل أن هناك توجهات عديدة في استخدم إدارة المعرفة على النطاقات الحكومية الوطنية وخطط التنمية المستدامة. وفي مجال المكتبات والمعلومات وكانعكاس لهذه التطورات من حولنا أسس الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات قسم خاص بمسمى "قسم إدارة المعرفة" يعنى بالرفع من وعي المختصين والمهنيين تجاه إدارة المعرفة والتعريف بتطبيقاتها وممارساتها من خلال عقد المؤتمرات وإصدار المنشورات في هذا الصدد.
إن الهدف الحقيقي من إدارة المعرفة هو تحقيق الفاعلية والاستمرارية للمنظمات، وبالرغم من أن أصل إدارة المعرفة وجدت في حقل الأعمال إلا أن ممارساتها انتشرت في الحقول غير الهادفة للربح كذلك، وقد لوحظ العديد من المميزات التي تقدمها تطبيقات إدارة المعرفة للمؤسسات والمنظمات غير الربحية مثل تحسين الاتصال بين الموظفين واتصالهم كذلك بالإدارة العليا وتشجيع ثقافة المشاركة. وان ضرورة بقاء وصمود المكتبات ومراكز المعلومات أمام نقص الموارد المالية و تلك التطلعات والحاجات للمستفيدين يدفع بقوة إلى ضرورة تبني تطبيقإدارة المعرفة(2).
وتتناول هذه الدراسة موضوع إدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات، وتتكون الدراسة من شقين، الأول يعنى بتقديم صورة عامة عن مفهوم وأهمية إدارة المعرفة وعملياتها، وفي الشق الآخر تحاول الدراسة التقدم بتصور مبدئي حول إمكانية تطبيق إدارة المعرفة في بيئة المكتبات ومراكز المعلومات.

1- إدارة المعرفة :
1-1 مفهوم المعرفة:
يؤكد الباحثون في حقل المعرفة على ضرورة فهم العلاقة بين (البيانات, المعلومات, المعرفة) حيث يرتبط مفهوم المعرفة بمفهومين سابقين له وهما البيانات والمعلومات, فالبيانات هي المادة الأولية التي تستخلص فيها المعلومات وهي عبارة عن أرقام وحروف ورموز, أما المعلومات فهي ناتج معالجة البيانات تحليلاً أو تركيباً جمعت مع بعض لتصبح مهمة يمكن الإفادة منها, والمعرفة بوصفها البسيط ما هي إلا تجميع للمعلومات ذات المعنى ووضعها في نص يمكن للوصول إلى فهم يمكننا من الاستنتاج.
وهناك اتجاهات ومداخل متعددة تناول الباحثون من خلالها مفهوم المعرفة. ويظهر أن اشمل تلك التعاريف هي التي تناول المعرفة من منظور ثنائي لدلالتها على المفهوم الشامل للمعرفة, فقد صنف (Nonake & Takeuchi) المعرفة إلى نوعين هما المعرفة الضمنية (Tacit knowledge) ، والمعرفة الظاهرة (الصريحة ) (Explicit knowledge). وميز (Daft) بينهما وأعطى لكل منهما مفهوم مختلفاً, فعرف المعرفة الظاهرة على أنها المعرفة الرسمية والمنظمة والتي يمكن ترميزها وكتابتها ونقلها إلى الآخرين بواسطة الوثائق والإرشادات العامة وتشير إلى ماله صلة بالمعرفة حول موضوع معين (knowing about), أما المعرفة الضمنية فعرفها على أنها المعرفة التي تعتمد على الخبرة الشخصية والقواعد الاستدلالية والحدس والحكم الشخصي وعادة ما يصعب وضعها في رموز أو كلمات, وتشير إلى ماله صلة بمعرفة كيف (knowing How)(3).
وبمعنى آخر فالمعرفة الظاهرة (الصريحة) هي المعرفة المنظمة، المحدودة المحتوى، التي تتصف بالمظاهرة الخارجية لها ويعبر عنها بالرسم والكتابة وتتيح التكنولوجيا تحويلها وتناقلها, أما المعرفة الضمنية فهي المعرفة الموجودة في عقول الأفراد وسلوكهم وهي تشير إلى الحدس والبديهة والإحساس الداخلي, إنها معرفة خفية تعتمد على الخبرة ويصعب تحويلها بالتكنولوجيا بل هي تنتقل بالتفاعل الاجتماعي(4).
وتعرفها حسانة محيى الدين المعرفة بأنها حصيلة الامتزاج الخفي بين المعلومة والخبرة والمدركات الحسية القدرة على الحكم(5). وعرف الكبيسي المعرفة بأنها "كل شيء ضمني أو ظاهري يستحضره الأفراد لأداء أعمالهم بإتقان, أو لاتخاذ قرارات صائبة"(6).
1-2 : مفهوم إدارة المعرفة :
جذبت إدارة المعرفة اهتمامات العديد من المختصين في مجالات متعددة وانعكست تلك الاهتمامات في دراساتهم ووجهات نظرهم حول مفهوم إدارة المعرفة. فهناك من نظر إليها كمصطلح تقني, وآخرون عدوها موجوداً غير ملموس والبعض تناول مفهوم إدارة المعرفة من زاوية كونها ثقافة تنظيمية وآخرون عرفوها من منظور مالي, وبعضهم الآخر ركز على إعطاء مفهوم لإدارة المعرفة من زاوية كونها تطويراً للمعلومات وإدارة الوثائق(7). وفي هذا الصدد يقول (العلي وآخرون)(8) أنه من الصعب إيجاد تعريف واحد لإدارة المعرفة، فلو وضع عشرة خبراء ومختصين في مجال إدارة المعرفة في غرفة واحدة لتعريف إدارة المعرفة لخرجوا بثلاثين تعريفاً على الأقل. ومع ذلك فقد عرفت
yuويعرف صلاح الكبيسي مفهوم إدارة المعرفة تعريفاً يراه شاملاً استخلصه من عدة تعريفات ضمن مجالات متعددة بأنها"المصطلح المعبر عن العمليات والأدوات والسلوكيات التي يشترك في صياغتها وأدائها المستفيدون من المنظمة, لاكتساب وخزن وتوزيع المعرفة لتنعكس على عمليات الأعمال للوصول إلى أفضل التطبيقات بقصد المنافسة طويلة الأمد والتكيف(9).

1-3: نشأة إدارة المعرفة:
مرت إدارة المعرفة بمراحل عدة. فهي في أشكالها الأولى قد وجدت منذ قرون عدة. فقد وجدت في نظام الطوائف والحرف اليدوية في كل المراحل التاريخية القديمة والحديثة. فأصحاب الحرف مرّروا خبراتهم الحرفية إلى أبنائهم، وإن المعلم الحرفي يمثل الشكل الأقدام لصاحب المعرفة الحرفية وهو تعليم تجاريه أو حرفته إلى تلاميذه الممتهنين(10).
وقضية إدارة المعرفة على المستوى النظري كانت معروفة على مدى عقود, لكنها على مستوى الطبيعة لم تكن معروفة إلا قبل سنين. حيث لم تأخذ مداها إلا في السنوات الأخيرة وتحديداً بعد أن تم وضع بعض المقاييس لها, وتزايد الإدراك لفوائد بعض مبادئها الناجحة. أول من استخدام مصطلح إدارة المعرفة (Knowledge Management) هو Don Marchand في بداية الثمانينيات من القرن الماضي على أنها المرحلة النهائية من "الفرضيات" المتعلقة بتطور نظم المعلومات، وفي المرحلة ذاتها تنبأ رائد الإدارة Druckerإلى أن العمل النموذجي سيكون قائماً على المعرفة وأن المنظمات ستتكون من صناع المعرفة، لكن في تلك الفترة لم يقتنع الكثيرون بإدارة المعرفة وبتأثرها على عملية الأعمال، حيث بدأ التأثير الاستراتيجي لإدارة المعرفة عام (1997), ولابد من التنويه إلى إن إدارة المعرفة ولدت داخل الصناعة وليس داخل الأكاديميات ولا حتى داخل المنظمات المعرفية(11).
1-4: أهمية إدارة المعرفة :
تتضح أهمية إدارة المعرفة من خلال ما يلي(12) :
1- تعد إدارة المعرفة فرصة كبيرة للمنظمات لتخفيض التكاليف ورفع موجوداتها الداخلية لتوليد الإيرادات الجديدة.
2- تعد عملية نظامية تكاملية لتنسيق أنشطة المنظمة المختلفة في اتجاه تحقيق أهدافها.
3- تعزز قدرة المنظمة للاحتفاظ بالأداء المنظمي المعتمد على الخبرة والمعرفة, وتحسينه.
4- تتيح إدارة المعرفة للمنظمة تحديد المعرفة المطلوبة, وتوثيق المتوافر منها وتطويرها والمشاركة بها وتطبيقها وتقييمها.
5- تعد إدارة المعرفة أداة المنظمات الفاعلة لاستثمار رأسمالها الفكري, من خلال جعل الوصول إلى المعرفة المتولدة عنها بالنسبة للأشخاص الآخرين المحتاجين إليها عملية سهلة وممكنة.
6- تعد أداة تحفيز للمنظمات لتشجيع القدرات الإبداعية لمواردها البشرية لخلق معرفة جيدة والكشف المسبق عن العلاقات غير المعروفة والفجوات في توقعاتهم.
7- تسهم في تحفيز المنظمات لتجديد ذاتها ومواجهة التغيرات البيئية غير المستقرة.
8- توفر الفرصة للحصول على الميزة التنافسية الدائمة للمنظمات, عبر مساهمتها في تمكين المنظمة من تبني المزيد من الإبداعات المتمثلة في طرح سلع وخدمات جديدة.
9- تدعم الجهود للاستفادة من جميع الموجودات الملموسة وغير الملموسة, بتوفير إطار عمل لتعزيز المعرفة التنظيمية.
10- تسهم في تعظيم قيمة ذاتها عبر التركيز على المحتوى.
1-5: أهداف إدارة المعرفة :
وفيما يتعلق بأهداف إدارة المعرفة، فقد أشارت الدرسان إلى أنها تهدف إلى ما يلي(13) :
1- أسر المعرفة من مصادرها وخزنها وإعادة استعمالها.
2- جذب رأس المال فكري أكبر لوضع الحلول للمشكلات التي تواجه المنظمة.
3- خلق البيئة التنظيمية التي تشجع كل فرد في المنظمة على المشاركة بالمعرفة لرفع مستوى معرفة الآخرين.
4- تحديد المعرفة الجوهرية وكيفية الحصول عليها وحمايتها.
5- إعادة استخدام المعرفة وتعظيمها.
6- بناء إمكانات التعلم وإشاعة ثقافة المعرفة والتحفيز لتطويرها والتنافس من خلال الذكاء البشري.
7- التأكد من فاعلية تقنيات المنظمة ومن تحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة ظاهرة وتعظيم العوائد من الملكية الفكرية عبر استخدام الاختراعات والمعرفة التي بحوزتها والمتاجرة بالابتكارات.
8- تحول المنظمات من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد العلمي الجديد (اقتصاد المعرفة), وتعمل كشبكة للأنشطة, حيث تسهم في التحويل نحو الشبكات الاقتصادية الواسعة والتجارة الإلكترونية.
9- تعمل على جمع الأفكار الذكية من الميدان, وتسهم في نشر أفضل الممارسات في الداخل.
10- تهدف إلى الإبداع والوعي والتصميم الهادف والتكيف للاضطراب والتعقيد البيئي والتنظيم الذاتي والذكاء والتعلم.
11- خلق القيمة للأعمال من خلال التخطيط، وإدارة وتطوير العاملين وإدارة الزبائن وتقييم الإنتاج.

1-6: عمليات إدارة المعرفة :
يتباين المختصون في تحديد أنشطة وعمليات ومراحل إدارة المعرفة. حيث يحدد توربان وزملاؤه هذه العمليات بالآتي: إنشاء المعرفة الجديدة, الاستحواذ عليها (بتحديدها المعرفة ذات قيمة وبطريقة ملائمة), التنقيح (وضع المعرفة الجديدة في سياق محدد), حفظها ( بصيغة ملائمة وفعالة), الإدارة العملية لها (تقييمها, مراجعتها وتوضيح صلتها ودقتها), وأخيراً نشرها وأن تكون متاحة الأفراد الشركة حسب الحاجة وفي أي وقت ومكان). أما ديفيد سكام فقد حدد عمليات إدارة المعرفة تحديداً تفصيليا أوسع في عشر عمليات هي : إنشاء المعرفة, تحديد المعرفة, الجمع والحصول على المعرفة, تنظيم المعرفة, تقاسم المعرفة, التعلم, تطبيق المعرفة, استغلال المعرفة, حماية المعرفة, وأخيراً تقييم المعرفة(14).
ويتضح من العديد من التصنيفات, أن خلاصة العمليات الجوهرية لإدارة المعرفة من وجهة نظر عدد من الباحثين هي :
1-6-1: تكوين وتوليد المعرفة :
ويراد بها جميع الأنشطة التي تسعى المؤسسة من خلاله للحصول على المعرفة واقتنائها من مصادرها المتعددة كتلك المحتوية على المعرفة الصريحة أو الضمنية. ومفهوم المعرفة لا يعني الحصول على معرفة جديدة فحسب وإنما القدرة على الإبداع وتطوير الأفكار والحلول كقيم مضافة وكذلك المزج بين المعرفة الصريحة والضمنية لتكوين معان جديدة من هذا المزيج.

1-6-2: خزن وتنظيم المعرفة :
وهي العمليات التي تشمل الاحتفاظ بالمعرفة والمحافظة عليها وإدامتها وتنظيمها وتسهيل البحث والوصول إليها وتيسير سبل استرجاعها، حيث تعد هذه العملية مثابة الذاكرة التنظيمية للمؤسسة. وفي هذه العملية يبرز دور استخدام تقنية المعلومات في العديد من مراحل هذه العملية.
1-6-3: نقل ومشاركة المعرفة :
وتعني نشر ومشاركة المعرفة بين أفراد المؤسسة حيث يتم توزيع المعرفة الضمنية عن طريق أساليب كالتدريب والحوار, أما المعرفة الصريحة فيمكن نشرها بالوثائق والنشرات الداخلية والتعلم. والمهم في عملية التوزيع هو ضمان وصول المعرفة الملائمة إلى الشخص الباحث عنها في الوقت الملائم.
1-6-4: تطبيق المعرفة :
وهي غاية إدارة المعرفة، وتعني استخدام هذه المعرفة في الوقت المناسب، واستثمار فرصة تواجدها في المؤسسة, حيث يجب أن توظف في حل المشكلات التي تواجه المؤسسة, ويجب أن يستهدف هذا التطبيق تحقيق أهداف وأغراض المؤسسة أو المنظمة.

1-7: العناصر الأساسية لإدارة المعرفة :
يشير الكثير من الباحثين إلى أن العناصر الأساسية لإدارة المعرفة هي (الإستراتيجية, الأشخاص, التكنولوجيا, العملية)، فعند تفاعلها يُحدد شكل وطبيعة المعرفة وحجم الاحتياج لها، وهي بالتفصيل:
1-7-1: الإستراتيجية :
وتعرف على أنها أسلوب التحرك لمواجهة التهديدات أو الفرص البيئية, والذي يأخذ في الحسبان نقاط الضعف والقوة الداخلية للمشروع, سعياً لتحقيق رسالة وأهداف المشروع. وتقوم الإستراتيجية بصنع المعرفة بالتركيز على تأطير أو تبني الخيارات الصحيحة والملائمة, حيث توجه المؤسسة إلى كيفية مسك ومعالجة موجوداتها الفكرية. كما تسهم الإستراتيجية في تنمية شبكات العمل لربط الناس لكي يتقاسموا المعرفة. ومن أهم أدوار الإستراتيجية تحديد مناطق الأهمية للمنظمة، حيث يتم التركيز عليها لجمع المعرفة حولها مما يدفع المنظمة أحياناً إلى توليد المعرفة(15).


1-7-2: القوى البشرية :
يمثل العنصر البشري أهم عناصر إدارة المعرفة, لكونه يتضمن الأساس الذي تنتقل عبره المنظمة من المعرفة الفردية إلى المعرفة التنظيمية. والمقصود بالأشخاص هنا هم كادر أنظمة المعلومات, وكادر إدارة المعرفة, وكادر البحث والتطوير, ومديرو الموارد البشرية ومديرو الأقسام الأخرى والأفراد المساهمون في عمليات إدارة المعرفة. وعملياً فإن الأفراد هم المكونات الرئيسية في برامج إدارة المعرفة ولا يمكن العمل من دونهم. وصناع المعرفة هم أولئك الأفراد الذين يقومون بخلق المعرفة كجزء من عملهم(16) .
ويعرفون صناع المعرفة أيضاً بعمال الياقات الذهبية، مقارنة بعمال المصانع الذين يعرفون بعمال الياقات الزرقاء، حيث يعملون على استخدام عقولهم في تحويل أفكارهم إلى منتجات وخدمات أو عمليات, ويمتلكون معرفتهم التي يمكنهم بيعها أو المتاجرة بها أو حتى تركها جانباً ولكنها تبقى ملكهم. ويقول جوردن Gordonإنه في عصر المعرفة أصبحت الأدمغة أكثر قيمة من العضلات. وهنا تقع المسؤولية الكبيرة على التعليم في التأهيل الأولي من خلال تزويد الطلبة بمهارات التفكير الإدراكي والتقني, حيث أصبح العمل يتطلب كفاءات أكثر من مجرد الحصول على شهادة, كفاءات تمزج التعليم بالخبرة وتولد الإبداع والابتكار, ومجارة التغيير من خلال التعليم المستمر, حيث أن ما يعرفه عامل المعرفة اليوم لن يضيف قيمة إلى عمله في الغد كي يكون منتجاً مساهماً. ويتضح دور أخصائي المعلومات في إدارة المعرفة من خلال تقرير صنف عمال المعرفة إلى ثلاث فئات :
1- المهنيون مثل الأطباء والمحاسبين واختصاصي المعلومات الذين ازدادت الحاجة إلى مهارتهم المتخصصة في الخدمات المهنية بشكل رئيسي.
2- المهندسون والعمال العلميون والفنيون حيث لا تحدد هذه الفئة بمستوى تعليم معين، إنما تعتمد على المهارات المتخصصة المكتسبة من العمل ومن بينهم العاملون في مؤسسات المعلومات دون امتلاكهم لشهادات تخصصيه.
3- الرتب العليا في الإدارة من صناع القرار(17).
ويذكر د. محمد مرارياتي ما نصه "إن تطور المعرفة السريع يتطلب التدريب مدى الحياة, كما يتطلب مستوى علمياً وتكنولوجياً للعمالة أعلى من السابق, والحاجة لا كتساب ملكة التعلم أصبحت حاجة ماسة للعاملين"(18).


1-7-3: التكنولوجيا :
تؤدي التكنولوجيا دوراً مهما في إدارة المعرفة, سواء في تكوين المعرفة واكتسابها أو نشرها أو الاحتفاظ بها فهي تؤدي دوراً كبيراً بالتنسيق مع الموارد البشرية في الكثير من التطبيقات كمعالجة الوثائق وأنظمة دعم القرارات, والأنظمة الخبيرة, ويمكن أن نلخص دور التكنولوجيا في إدارة المعرفة:
أ- أسهمت التطورات التكنولوجية في تعزيز إمكان السيطرة على المعرفة الموجودة والتي جعلت منها عملية سهلة وذات تكلفة أقل ومتيسرة.
ب- أسهمت التكنولوجيا في تهيئة بيئة ملائمة مع تفاعل الموارد البشرية لتوليد معرفة جديدة.
ج- أسهمت التكنولوجيا في تنميط وتسهيل وتسريع وتبسيط كل عمليات إدارة المعرفة من توليد وتحليل وخزن ومشاركة ونقل وتطبيق واسترجاع البحث.
د- وفرت التكنولوجيا وسائل اتصال سهلت من تكوين ورش عمل مشتركة, تحتاجها الجماعات المتفاعلة في مناطق جغرافية مختلفة(19).
ولكي تكون هناك عملية مستمرة لتبادل المعرفة يجب أن تتوافر أربعة شروط في نظام التكنولوجيا هي :القدرة على إدراك ومراقبة وإجراء مسح للنواحي المهمة في البيئة المحيطة،والقدرة على ربط هذه المعلومات بالقيم والقواعد الإرشادية لسلوك النظام،والتعرف على القيود ذات الدلالة عن هذه القيم والقواعد، والقدرة على البدء في القيام بأفعال إصلاحية مناسبة عن التأكد من وجود تناقضات(20).
ومع الأهمية المتزايدة لتكنولوجيا المعلومات في المنظمات, يلاحظ في هذا المجال أن هذه التكنولوجيا تستطيع التعامل بكفاءة مع البيانات والمعلومات ولكن ليس مع المعرفة. بل أنها في أحسن الأحوال ولكي تستطيع أن تمارس دوراً في إدارة المعرفة لابد من أن تحول المعرفة إلى معرفة صريحة كبيانات صلبة وصيغ منطقية, وفي هذه العملية هناك نوع من التراجع والتدهور بمعرفة المؤسسة أو المنظمة إلى مستوى البيانات والمعلومات(21).

1-7-4: العملية :
توفر العملية المهارة والحرفة اللتين تعدان من أهم مصادر المعرفة, وتتم المحافظة عليها عبر المكانة والتي يتم تحقيقها من خلال العملية, ويمكن تحديد دور العملية في إدارة المعرفة بالأنشطة التالية:
أ- تتضمن العملية في ظل التطورات التكنولوجية تطوير ممارسات العمل الجديدة التي تزيد من الترابط المتبادل لأفراد فريق العمل الواحد.
ب- العمل المعرفي يرتبط بنشاط صناع المعرفة الذين يشغلون مراكز متقدمة في قسم العمليات, وتعكس خبرتهم بقوة في تصميم عملهم.
ج- تسهم العملية في تطوير البرامج الرسمية التي تبني المشاركة بالمعرفة والإبداع من خلالها, وتحديد الأدوار والمهام للمشاركة الفردية والجماعية في برنامج إدارة المعرفة.
د- توفر العملية قياس النتائج وتراقب عملية التقدم بتنفيذ البرنامج, وتعطي مؤشرات لتقليل التكلفة وتحقيق سرعة الاستجابة(22).

2- تطبيق إدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات:
تمهيد:
إذا كانت العديد من دول العالم قد مرت بالتحولات التي فرضها عصر المعرفة ومجتمعات المعرفة والتي كان لها انعكاساتها على المكتبات ككيان مهم، فإن المكتبة تواجه اليوم تحديات كبيرة تتمثل في نقص الموارد المالية، وتغير احتياجات وتطلعات المستفيدين، وما تعانيه من منافسة شديدة وبشكل حاد مع انتشار تقنيات الاتصالات والمعلومات الحديثة كالإنترنت والمكتبات الرقمية، والتي قد تسحب البساط من تحت المكتبات إذا ما ضلت الأخيرة جامدة بدون أي تحرك نحو التغيير.
ويشير وين(23) كإجابة حول ما الداعي لتطبيق إدارة المعرفة في المكتبات الجامعية يقول " المكتبات الجامعية محاصرة ومضايقة من جانبين : قلة الميزانية، و الطلب المتزايد من قبل الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب للحصول على المعلومات وتطبيق إدارة المعرفة نابع من رسالة المكتبة بغض النظر إلى منافسة الانترنت والمصادر الالكترونية".
إن نجاح المكتبات يعتمد على قدرتها من الانتفاع والاستفادة من معلومات ومعرفة موظفيها من اجل خدمة احتياجاتها واحتياجات المستفيدين بشكل أفضل، حيث تعد معرفة وخبرات موظفي المكتبة أحد الأصول والممتلكات القيمة للمكتبة والتي يجب النظر إليها بشيء من التقدير والاهتمام(24).
إن الهدف الحقيقي من إدارة المعرفة هو تحقيق الفاعلية والاستمرارية للمنظمات، وبالرغم من أن أصل إدارة المعرفة وجدت في حقل الأعمال إلا أن ممارساتها انتشرت في الحقول غير الهادفة للربح، وقد لوحظ العديد من المميزات التي تقدمها تطبيقات إدارة المعرفة للمؤسسات والمنظمات غير الربحية مثل تحسين الاتصال بين الموظفين واتصالهم كذلك بالإدارة العليا وتشيع ثقافة المشاركة، وأن ضرورة بقاء وصمود المكتبات ومراكز المعلومات أمام نقص الموارد المالية و تلك التطلعات والحاجات للمستفيدين يدفع بقوة إلى ضرورة تبني تطبيقإدارة المعرفة(25).
والحقيقة أن تطبيق إدارة المعرفة في المكتبات أو غيرها من المنظمات لا يعني النجاح دائماً، بل يحتاج إلى التخطيط المسبق والتهيئة المناسبة، وفي هذا المجال وقد تمت بعض الدراسات حول عقبات تطبيق إدارة المعرفة والأسباب التي تؤدي إلى فشل هذا التطبيق، وقد نتج عنها تحديد عدد من الأسباب والعوائق(26):
- سيطرة الثقافة التي تكبح التشارك في المعرفة.
- الافتقار إلى القيادة العليا الداعمة لإدارة المعرفة.
- الافتقار إلى الإدراك الكافي لمفهوم إدارة المعرفة ومحتواها.
- الافتقار إلى الإدراك لدور إدارة المعرفة وفوائدها.
- الافتقار إلى وجود تكامل بين نشاطات المنظمة المتعلقة بإدارة المعرفة وبين تعزيز التعلم المنظمي.
- الافتقار إلى التدريب المتعلق بإدارة المعرفة.
- الافتقار إلى الوقت الكافي لتعام كيفية استخدام وتنفيذ نظام إدارة المعرفة.
- الافتقار إلى فهم مبادرة إدارة المعرفة بشكل صحيح بسبب الاتصال غير الفعال وغير الكفء.
ولعله من المناسب هنا أن نشير إلى أنه وفي السنوات القليلة الماضية اهتم الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (افلا) بإدارة المعرفة وتطبيقاتها في المكتبات حيث انشأ الاتحاد قسم خاص عام 2003 بمسمى " قسم إدارة المعرفة" ومن أهم أهدافه(27):
- دعم ثقافة تطبيق إدارة المعرفة في بيئة المكتبات والمعلومات.
- عمل إطار دولي للاتصال المهني وفهم طبيعة وأهمية إدارة المعرفة.
- تتبع تطورات إدارة المعرفة والتعريف بتطبيقاتها العملية في المكتبات.
ويرى البعض أن تطبيق إدارة المعرفة يتطلب توافر مجموعة من العناصر مثل: أن يكون الهيكل التنظيمي أكثر ملائمة لإدارة المعرفة، بحيث يؤدي إلى استقلالية أكثر في اتخاذ القرار، ويساعد على العمل بروح الفريق.كما يجب أن تتسع الثقافة التنظيمية لتحتوي الجوانب العديدة الخاصة بإدارة المعرفة، وإلى جانب ذلك، يجب أن تكون هناك القيادة التي تشجع على تبني إدارة المعرفة، إذ يتعين أن تتوافر فيها القدرة على شرح الرؤية للآخرين، وأن تكون قدوة لهم(28).
ومن المهم جداً كذلك لإدارة المعرفة في المكتبة أن تكون هناك سياسة لإدارة المعرفة وأن تكون واضحة ومفهومة جيداً من قبل الموظفين، لأن مثل هذه السياسة ستوضح للموظفين أي أنواع المعرفة تحتاجها المكتبة لإدارتها والمشاركة فيها، كما يفيد ذلك أيضا في أن تقوم المكتبة بخزن وإتاحة المعرفة والمعلومات الصحيحة واللازمة لإفادة الموظفين والمكتبة منها(29).

2-1: متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في المكتباتومراكز المعلومات:
يتطلب تطبيق إدارة المعرفة في المكتبات تهيئة بيئة المنظمة للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من المعرفة، بحيث تكون بيئة مشجعة على الإدارة الفعالة للمعرفة، ومن ثم يمكن تخزين ونقل وتطبيق المعرفة. وبصفة عامة، فإن مثل هذه البيئة تتطلب توافر العناصر الآتية: هياكل تنظيمية ملائمة لإدارة المعرفة، وقيادة وثقافة تنظيمية تشجع على ذلك، وتكنولوجيا المعلومات. وفيما يلي شرح لهذه المتطلبات:
2-1-1: الهياكل التنظيمية:
يعرف الهيكل التنظيمي بأنه البناء والإطار الذي يحدد الإدارات والأجزاء الداخلية للمكتبة ومركز المعلومات اللازمة لتحيق الأهداف، وأيضا خطوط السلطة ومواقع اتخاذ القرار ومواقع تنفيذ القرارات الإدارية. وليس هناك هيكل تنظيمي جاهز يمكن تطبيقه في أي مكتبة أو مركز معلومات لذا، تقوم كل مكتبة على حدة بتصميم هيكلها التنظيمي وتطويره، وهناك مجموعة من العوامل المؤثرة على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب للمكتبات ومراكز المعلومات لعل من أهمها حجم المكتبة ونوع المكتبة وتقنية المعلومات وغيرها من العوامل(30).
وتستخدم المكتبات على اختلاف أحجامها وأنواعها العديد من أشكال الهياكل التنظيمي مثل الهيكل الهرمي و العمودي والأفقي والمصفوفي .. الخ، ويمكن أن نصف حال العديد من المكتبات خاصة الكبيرة إلى أنها تتخذ التنظيم الوظيفي بحيث يكون لكل فرد يعمل في تخصص معين رئيس مباشر، وتكون الإدارة العليا في تحكم قوي للمنظمة ككل، وينعكس هذا على تدفق المعلومات في المنظمة، حيث تتركز في المديرين ويتم توزيعها من قبل الإدارة على الأفراد.ويعني ذلك عدم وجود علاقات مباشرة بين الأفراد، وبالتالي تكون إمكانية نقل المعرفة والمشاركة فيها محددة ومما لاشك فيه أن الهياكل التنظيمية الأكثر ملائمة لإدارة المعرفة هي تلك الهياكل التي تتسم بالمرونة والتكيف مع البيئة وسهولة الاتصالات وقدرتها على الاستجابة السريعة للمتغيرات.
ويجب أن يتضمن التنظيم الأمثل في المكتبات ومراكز المعلومات شبكة اتصالات واضحة وفعالة تكفل تدفق المعلومات من أدنى مراتب التنظيم إلى المستويات العليا فيه وبالعكس، وذلك بسرعة فائقة ودون عوائق، ولو استدعى الأمر تغيير أو تطوير الهيكل التنظيمي، ويقول همشري(31) في هذا الصدد "من المعلوم أنه ليس هناك هياكل تنظيمية ثابتة أو جامدة في المكتبات ومراكز المعلومات، لأنه مع مرور الزمن وبتغير الظروف والأحول، فإن هياكل المكتبات ومراكز المعلومات تصبح قديمة وغير مناسبة، وبهذا تصبح بحاجة إلى إعادة تنظيم. ويقصد إدخال تغييرات وتعديلات مناسبة على الهيكل التنظيمي للمكتبة أو مركز المعلومات بغرض ضمان بقائها واستمرارها في أداء وظائفها بالشكل المطلوب"، ويشير إلى أن احد الأسباب التي تدعو إلى إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي هو تغيير إدارة المكتبة أو مركز المعلومات ورغبة الإدارة الجديدة في إدخال أفكار تنظيمية جديدة، وهو ما يمكن تبنيه هنا للأخذ بزمام المبادرة والتحول إلى إدارة المعرفة.
وبصفة عامة، فان تهيئة المناخ المناسب لتطبيق إدارة المعرفة التنظيمية تتطلب بالضرورة التحول إلى الممارسات الإدارية الأكثر توافقاً مع معطيات عصر المعرفة، مثل:
- التحول من الهيكل التنظيمي الهرمي الشكل المتعدد المستويات إلى الهياكل التنظيمية الأكثر تفلطحاً والأبعد عن الشكل الهرمي.
- التحول من النظم المركزية التي تعتمد على احتكار المعرفة وتركيزها في مستوى تنظيمي واحد، إلى النظم اللامركزية، التي تستند إلى تدفق وانتشار معرفي يغطى المنظمة كلها ويشارك الجميع في تخليقها.
- التحول من أنماط التنظيم القائمة على العمل الفردي المنعزل إلى نمط العمل الجماعي في فرق عمل ذاتية(32).
2-1-2: الثقافة التنظيمية:
الثقافة التنظيمية هي مجموعة القيم والمعتقدات والأحاسيس الموجودة داخل المنظمة والتي تسود بين العاملين مثل طريقة تعامل الأفراد مع بعضهم البعض، وتوقعات كل فرد من الأخر ومن المنظمة ، وكيفية تفسيرهم لتصرفات الآخرين . ويتطلب تطبيق إدارة المعرفة في أية منظمة أن تكون القيم الثقافية السائدة ملائمة ومتوافقة مع مبدأ الاستمرار في التعلم وإدارة المعرفة، وأن تكون الثقافة التنظيمية مشجعة لروح الفريق في العمل. وهناك عوامل تساعد على إدخال مفهوم إدارة المعرفة في المنظمة، وهى بالتالي تمثل عوامل ايجابية لإدارة المعرفة في المنظمات ويقصد بها الثقافة التي تشجع وتحث على العمل بروح الفريق وتبادل الأفكار ومساعدة الآخرين، والقدوة والمثل الأعلى للقيادة الفعالة التي تعتني بالمعرفة والعوامل التي تساعد وتحفز على تبنى مفهوم إدارة المعرفة، كما توجد عوامل تؤثر سلباً في تبنى المنظمة لإدارة المعرفة، ولذلك ينبغي التخلص منها أولاً قبل محاولة إدخال هذا المفهوم في المنظمة مثل الاعتقاد بأن معرفة الأفراد نفسهم لا قيمة لها ، وعدم فهم المعنى الحقيقي لإدارة المعرفة(33).
ويؤكد شانهنق Shanhongفي هذا المجال أن إدارة المعرفة ستضخ معها دماً جديدة داخل ثقافة المكتبة بحيث تشمل الثقة المتبادلة والاتصال المفتوح والتعلم و مشاركة وتطوير آلية عمليات المعرفة في المكتبات، والاستمتاع بعملية إدارة المعرفة(34).
2-1-3: القيادة ومدير المعرفة:
مما لاشك فيه أن القيادة عنصر مهم في تبني وتطبيق إدارة المعرفة. فالقائد يعتبر قدوة للآخرين في التعلم المستمر. ولذلك، فإن هناك بعض النظريات الخاصة بالقيادة تكون أكثر ملائمة لإدارة المعرفة من نظريات أخرى. فنظرية سمات القيادة،، يرى البعض أنها لا تناسب تطبيق إدارة المعرفة .أما نظريات سلوك القائد،فهي أكثر ملائمة بينما النظريات الظرفية متفقة أكثر مع نمط القيادة المطلوب لإدارة المعرفة، وتعتمد النظرية الظرفية أو الموقفية على تفاعل الخصائص الشخصية للقائد وسلوكه، وعوامل الموقف القيادي نفسه، وهي ترى أن الموقف نفسه له أهمية كبيرة في التأثير على عملية القيادة، لأنه يؤثر على مدى قدرة القائد على إنجاز ما هو مطلوب منه(35).
أما عن مدير المعرفة باعتبار أحد كوادر إدارة المعرفة، فهو يقوم بدور قيادي في برنامج إدارة المعرفة, حيث يقوم ببناء علاقات عمل جيدة مع الإدارة العليا ومع العاملين في الأقسام الأخرى, وهذا الدور يسمح له بالمشاركة في بناء الإستراتيجية منذ البداية(36).
وربما يتوجب على المكتبات ومراكز المعلومات الراغبة في تبني إدارة المعرفة، استحداث مسمى لوظيفة تعنى بإدارة المعرفة داخل المكتبة أو المركز. ولأهمية هذا الدور الذي تقوم به هذه المبادرات – مبادرات إدارة المعرفة- في تحقيق الميزة التنافسية للمنظمات وإدامتها, بدأت العديد من المنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا باستخدام ما يسمى ضابط المعرفة(OKC)Chief Knowledge Officerأو قائد المعرفة (KL)Knowledge Leader ، ليتولى مسؤولية قيادة وإدارة المعرفة في هذه لمنظمات، ويعتبر دور ضابط أو قائد المعرفة من ادوار الإدارة العليا, ويوازي دور مدير إدارة الموارد البشرية, أو إدارة المعلومات. وبالتالي, فان دور قائد المعرفة دور مركب متعدد الوجوه, يتضمن القيام بالمهام التالية(37):
- الدفاع عن المعرفة، فالتغيرات طويلة الأمد المتعلقة بالثقافة التنظيمية, وسلوكيات الأفراد المتعلقة بالمعرفة, هي أمر ضروري، وهذه التغيرات تتطلب دفاعا قويا ومستداما.
- تصميم وتنفيذ البنية التحتية للمعرفة, ومراقبتها, بما يشمله ذلك من المكتبات, وقواعد المعرفة, وشبكات المعرفة, ومراكز البحوث, والبنية المنظمة المستندة إلى المعرفة.
- إدارة العلاقات مع مزودي المعلومات والمعرفة الخارجين (شركات قواعد البيانات أو الشركاء الأكاديميون) ومناقشة العقود المتعلقة بالعمل معهم والتفاوض حولها.
- قياس وإدارة قيمة المعرفة بواسطة التحليل المالي التقليدي وغيره من أساليب القياس.
- قيادة تطوير استراتيجة المعرفة, أي تركيز موارد المنظمة على نمط المعرفة الذي تحتاجه المنظمة من أجل إدارة عمليات المعرفة.
- بناء ثقافة المعرفة في المنظمة.
ويتضح في كتابات الكثير ممن كتبوا عن مهام مدير المعرفة بأن إدارة المعرفة في الغالب تركز على جوانب إدارية وكذلك على العلاقات والدور القيادي لمدير المعرفة, ولكن وبلا شك فإن الفرصة مواتيه أمام مهنة المكتبات والمعلومات بشرط أن يحسن استثمارها ويهيئ ممتهنيها, ولتأكيد حجم فرصة وظيفة مدير المعرفة المتاحة أمام اختصاصيي المكتبات والمعلومات قام كل من (مكين ) و (ستابلس ) بدراسة ميدانية عام 2001 على عينة مكونة من 41 مدير معرفة يعملون بمختلف المؤسسات في أمريكا, وقد وجدوا بأن 20 منهم يحملون درجة عليا في التعليم وباختصاصات متنوعة بينهم 8 في مجال المكتبات والمعلومات والإنسانيات، و7في إدارة الأعمال، و3 فقط في الهندسة، و2 في الحاسب. وهذا يؤكد الحاجة الأساسية لمهنة المكتبات والمعلومات في إدارة المعرفة(38).
وبصفة عامة، فإن إدارة المعرفة في المكتبات تتطلب نمطاً غير عادي من القيادة يتمكن من قيادة الآخرين، والتأثير فيهم وتحفيزهم والاستفادة من المعرفةالموجودة لتحقيق أعلى مستويات من الفاعلية والإنتاجية في المكتبات
2-1-4: تقنية المعلومات:
إن جمع واكتساب المعرفة هي نقطة البداية لإدارة المعرفة في المكتبات. وتقوم تطبيقات تقنية المعلومات بتوسيع مجال الحصول على المعرفة واكتسابها والرفع من سرعة جمع هذه المعرفة والتقليل من الكلف المصاحبة لذلك. فمن غير الممكن لإنجاز مثل هذه المهام الاعتماد على العقول البشرية خاصة في هذا العصر الحديث الذي تتغير فيه المعرفة في كل يوم يمر. فالمعرفة المكتسبة يجب أن تجمع داخل مخازن المعرفة في المكتبات. وليست أهمية استخدام تقنية المعلومات في الخزن بسبب كمية المعرفة فقط، بل كذلك في استرجاع وتصنيف وأمن تلك المعرفة. ولا غنى عن تطبيقا ت تقنية المعلومات كذلك في استخدام وتبادل المعرفة كمصدر وأداة للإبداع المعرفي(39).
ولتقنية المعلومات دور مهم في تطوير وتنمية المنظمات، من خلال توفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب، ودعم وتحسين عملية اتخاذ القرار، وتحسين وتنشيط حركة الاتصالات بالمنظمة. وتوفر تكنولوجيا المعلومات الحديثة لإدارة المعرفة الكثير من الإمكانيات مثل: شبكة المعلومات، والشبكة الداخلية ، وبرنامج التصفح ، ومخازن البيانات، ومصفاة البيانات، مما يسهل ويسرع من إدارة المعرفة في المنظمات، كما يجب أن ينظر لمحتويات نظام إدارة المعرفة كأصل ثابت لكل منظمة، وهو لا يتم ابتكاره أو صنعه وتنميته لغرض معين، ولكن يجب أن يبقى كأساس لكل منظمة، مع الأخذ في الاعتبار أنه يجب أن يحقق مواصفات معينة في الجودة، والحداثة، والعمومية، والشمولية، يناسب التغيرات والتطورات، السهولة في الاستعمال من قبل العاملين كلهم(40).
ومن أجل إدارة المعرفة بفاعلية وكفاءة, فقد تم تصميم نظم خاصة بإدارة المعرفة, تهدف إلى جمع المعلومات, وتخزينها, واسترجاعها, ونقلها, وبحيث تعمل هذه الوظائف مع بعضها بشكل متكامل. وهناك العديد من نظم إدارة المعرفة منها على سبيل المثال لا الحصر(41):
- نظم الذكاء الصناعي, وتشمل: النظم الخبيرة, والشبكات العصبية, ونظم المنطق الغامض, والخوارزميات الجينية.
- تكنولوجيا الشبكات, وتشمل: الانترنت, والانترانت, والاكسترانت, والوكيل الذكي.
- نظم المعلومات الإدارية الذكية المستندة على الويب.
- نظم دعم الإدارة, وتشمل: برامج الدعم الجماعي، نظم إدارة الوثائق DMS، ومستودعات البيانات, ونظم التنقيب عن البيانات, ونظم مساندة القراراتDSS.
وكسبيل للتقليل من النفقات المالية التي قد تجرها تطبيقات التقنية في المكتبات لدعم إدارة المعرفة، يدعو وين Wen(42)إلى الاستفادة من التقنية في خزن واسترجاع المعرفة لتشجيع إدارة المعرفة في المكتبات، فالتقنية والبرامج مفتوحة المصدر تعد من السبل المثالية لذلك برغم ما تحتاجه من مستوى علي من مهارات البرمجة، وكذلك هناك عديد من المكتبات لديها رخصة لاستخدام برامج ميكروسوفت على عدد من أجهزة الحاسب ولم تستفد من هذا العدد، فبرنامج وورد ميكروسوفت يمكن استخدامه في التوثيق والإجراءات المتعلقة بالعمليات المكتبية، وبرنامج اكسل ميكروسوفت في حفظ الإحصاءات وعمل الرسوم البيانية، وبرنامج ميكروسوفت أكسس لعمل قواعد البيانات وتسهيل الاسترجاع، كما يمكن الاستفادة من خدمات الانترنت في هذا المجال كذلك.
ويمكن للمكتبة أو مركز المعلومات وخاصة تلك التي لديها وفرة مالية أن تتبني أحد أنظمة إدارة المعرفة المصممة لذلك من خلال التعاقد مع أحد الوكلاء المعتبرين بحيث يشمل ذلك خدمات ما بعد البيع كالصيانة وتدريب الموظفين على التعامل مع معطيات البرنامج لتحقيق أعلى فائدة ممكنة.

2-2: عمليات إدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات :
تتخلل إدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات عدد من الأنشطة والعمليات:
2-2-1: تكوين وتوليد المعرفة :
وتمثل عملية توليد المعرفة إيجاد المعرفة واشتقاقها وتكوينها داخل المكتبة، ويتمثل ذلك في عدة أنماط(43):
- اكتساب المعرفة الموجودة في المصادر الخارجية, ويتم ذلك من خلال تدريب الأفراد, وتعليمهم, أو من خلال القراءة, وملاحظة الخبرات والتجارب, أو النشاطات المماثلة, أو من خلال الاستماع إلى المحاضرات.
- توليد المعرفة جديدة من خلال توسيع المعرفة الموجودة سابقاً بواسطة التفكير والتحليل. فحينما يفكر شخص مليا في موقف ما, وما الذي حصل, وما النتائج ذلك, وكيف تترابط الأشياء ببعضها, فانه يكون في موضع توسيع معرفته من خلال إحداث تكامل بين المعرفة السابقة وبين الانعكاسات الجديدة الناشئة عن عملية التفكير في ذلك الموقف.
- توليد معرفة جديدة من خلال الاستكشاف, والتجربة, والإبداع، ويعتبر الإبداع أكثر المصادر قيمة لتوليد معرفة جديدة. وتكمن قوة الإبداع الفردي في أنه إبداع غير مسبق التوجيه.
ويرى شانهونق Shanhong(44) أنه يتوجب على المكتبات إنتاج وابتكار المعرفة في المجالات التالية :
• الإنتاج والابتكار النظري : وذلك من خلال تنمية البحوث النظرية والعملية في مجال المكتبات والمعلومات ومتابعة آخر التطورات في ذلك.
2- الإنتاج والابتكار في مجال التقنية : وذلك لإحراز نقالات نوعية في التقدم التقني والتحول من المكتبات التقليدية إلى المكتبات الالكترونية أو الرقمية وتعزيز وسائل التقنية لدعم إدارة المعرفة.
• الإنتاج والابتكار في مجال التنظيم: وذلك من خلال إيجاد مجموعة الأنظمة التنظيمية الفاعلة والمتماشية مع العصر التقني للمكتبات لدعم وتقوية أنشطة إدارة المعرفة.
ويمكن لأخصائي المعلومات أن يسهم ويقوم بدوره في عملية تكوين المعرفة من خلال عمليات الاختيار والانتقاء وتتبع المعرفة الجديدة من خلال كتالوجات فهارس الناشرين المطبوعة فيها أو الالكترونية أو المباشرة باستخدام شبكة الانترنت. وينفرد بهذه العمليات قسم التزويد الذي تقوم سياسة العمل فيه على إيجاد المعرفة الموجودة بالفعل(45).
2-2-2: خزن وتنظيم المعرفة :
وهناينبغيأنتقوم المكتبة أو مركز المعلومات بتنظيم وترتيبوحمايةالمعرفةالتيتمانتزاعهاوالحصولعليها،ويتم الترتيب بشكلمنطقي حيث يتمتشييدالمعرفةبطريقةنظامية،يمكنمنخلالهاأنتبنىبناء وظيفياً،يسمحإلىأي فردفي المكتبةمناسترجاعالمعلوماتالضروريةمنهابشكلسريعوكفءو مناسب.ويجب استغلال تقنية المعلومات والأنظمة الداعمة لتحيق ذلك.
وتعد خدمات الخزن والاسترجاع من الأنشطة التي تسعى مؤسسات المعلومات إلى تطويرها باستخدام تكنولوجيا المعلومات وتصميم قواعد ونظم المعلومات المتخصصة بالإضافة إلى الاشتراك بقواعد البيانات المتوافرة على الأقراص المدمجة أو مباشرة على الخط أو عبر الإنترنت. وهذه الأخيرة أصبحت من مستلزمات مؤسسات المعلومات وذلك لتحقيق التكامل المعرفي. يضاف إلى ذلك أن معظم مؤسسات المعلومات, منذ أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات, ومع تطور أجهزة الحاسوب والاتصالات, ولصعوبة استجابة مؤسسات المعلومات لاحتياجات المستفيدين المتجددة والمتزايدة, فإنها سعت إلى تحقيق التكامل المعرفي عبر المشاركة بمصادر المعلومات والبرامج التعاونية لاستغلال المعرفة المتواجدة والمتوافرة في مكتباتهاوفي هذه العملية يبرز دور أخصائي المعلومات من خلال تنظيم المجموعة المكتبية بما في ذلك فهرستها وتصنيفها وتوحيد مقاييس التنظيم بالاعتماد على خطط مقننه, وكل ذلك يتجمع في قسم الفهرسة والتصنيف(46).
2-2-3: نقل ومشاركة المعرفة :
وفي هذه المرحلة يجب على المكتبات ومراكز المعلومات تهيئة البيئة المناسبة لمشاركة المعرفة بين العاملين وتشجيعهم على ذلك بل والتفكير جدياً في أولئك الذين يثرون حصيلة المكتبة المعرفية، كما يلزم هنا تشجيع العاملين على التعلم من بعضهم البعض وتبادل الأفكار لبلوغ ما يسمى بالمنظمة المتعلمة. ولتحقيق أفضل اتصال بين العاملين لا بد من فتح قنوات الاتصال بين جميع المستويات الإدارية والسماح بتدفق المعلومات وتداولها بكل يسر وسهولة. وهنا يجب أن تتفهم القيادة أهمية نقل وتشارك المعرفة ومردودها على المكتبة أو مركز المعلومات.
والتشارك في المعرفة يعني عملية تداول المعرفة ونقلها من فرد لآخر داخل المكتبة، تتنقل داخل المنظمات إما بشكل مقصود, أو بشكل غير مقصود:
- الشكل المقصود: ويعني أن تنقل المعرفة قصديا داخل المنظمة من خلال الاتصالات الفردية المبرمجة بين الأفراد, كما تنقل أيضاً من خلال الأساليب المكتوبة مثل: المذكرات, والتقارير, والنشرات الدورية, وبرامج التدريب, وإجراء التنقلات وتدوير الأعمال الوظيفية بين الأعضاء.
- الشكل غير المقصود: ويعني أن تنقل المعرفة بشكل غير مقصود داخل المنظمة من خلال الشبكات غير الرسمية مثل لقاءات أعضاء المنظمة عند بردات المياه, وفي غرف المحادثة التي تخصصها المنظمات ليلتقي فيها أفراد المنظمة, واستخدام الانترانت ومجموعات المحادثة, واجتماعات (لقاءات) ما بعد العمل(47).
ويتم كذلك يتم توزيع المعرفة الضمنية عن طريق أساليب كالتدريب والحوار والتعلم, أما المعرفة الصريحة فيمكن نشرها بالوثائق والنشرات الداخلية. والمهم في عملية التوزيع هو ضمان وصول المعرفة الملائمة إلى الشخص الباحث عنها في الوقت الملائم.
كما أن تسهيل عملية نقل المعرفة, وتسهيل عملية تشارك الأفراد داخل المنظمة فيها لا يعني عدم وجود معيقات تحد من عملية التشارك, ومن أسباب تردد الأفراد في إشراك الآخرين فيما يمتلكونه من معرفة ما يلي(48):
- الخوف من حصول الناس الآخرين على ما يمتلكه أصحاب المعرفة من معرفة.
- مخاوف أصحاب المعرفة من أن يفقدوا سلطتهم وقوتهم بفقدانهم مصدر القوة التي يتمتعون بها, أي ما يمتلكونه من معرفة ضمنية.
- مخاوف من احتمالية أن تكون منظمتهم تدعم الفردية والتنافسية.
- مخاوف من أن يتم نقل المعرفة "الخطأ" وبالتالي تعريض المنظمة والآخرين للضرر.
- الشعور بانتفاء الفائدة والمصلحة الشخصية. فالأفراد الذين هم على استعداد لإشراك الآخرين فيما لديهم من معرفة من المتوقع أن يحجموا عن إشراك الآخرين فيما لديهم إحساس أو شعور بان ثمة فائدة أو تعويضاًينتظرهم.

2-2-4: تطبيق المعرفة :
تعد هذه العملية المهمة الضرورية والهدف الأساس لإدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات، فالمعرفة ما لم تطبق تكون من قبيل الثراء الفكري. وهنا يجب توجيه القاعدة المعرفية مباشرة نحو تحسين الأداء في المكتبة أو مركز المعلومات في حالات صنع القرار والأداء الوظيفي. ويمكن أن يكون استخدام المعرفة مباشر من خلال استخدام قواعد البيانات والمعرفة المجهزة للاستخدام كتلك التي يستخدمها المدراء في اتخاذ بعض القرارات، أو أن يكون تطبيق المعرفة بطريقة غير مباشرة كتلك المعرفة التي يحصل عليها موظف المكتبة من خلال الاتصال بالعاملين تبادل الأفكار والخبرات التي تنعكس على تحسين أداءه في العمل. وخلال هذا التطبيق للمعرفة تتولد معرفة جديدة داخل المكتبة أو مركز المعلومات وهكذا.
كما أن تقنية المعلومات في المكتبة تلعب دور مهم في تسهيل وتيسير الاستفادة من المعلومات المعرفة الموجودة في المكتبة، وتسهم كذلك في سرعة وصول المعرفة لمن يحتاجها وسرعة استخدامها وتطبيقها في العديد من القضايا كحل المشاكل واتخاذ القرارات المناسبة.
وهنا يمكن نشير إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون أثر تطبيق المعرفة واضحاً وجلياً، أو أن يكون آنياً، بل يمكن يظهر ذلك مع مرور الوقت وذلك على جميع العناصر المتوقع تأثرها بإدارة المعرفة من عاملين ومدراء وانتهاء بأداء المكتبة ككل. فالعاملون يصبحون أكثر وعياً وأفضل خبرة فيما يتعلق بأداء العمل، وطبيعة خدمات المعلومات وحاجات المستفيدين، وبالتالي تقديم خدمة مكتبية أفضل، وهو ما يمكن أن نعزوه إلى آثار ونتائج الوصول إلى ما يسمى بالمنظمة المتعلمة أو ما يمكن هنا أن نسميه بالمكتبة المتعلمة التي تشجع على تعلم الأفراد من بعضهم البعض وتبادل الخبرات والتجارب التي تتبلور في النهاية للرفع من مستوى الخدمة المكتبية وإدامة تواجد هذه المكتبات وتنامي دورها ورسالتها من خلال استغلالها للمعرفة وتطبيقها. كما يتوفر للمدراء قاعدة معرفية غنية يمكن اللجوء إليها في أي وقت والاستفادة من معطياتها سوء في حل المشاكل أو تحسين الأداء أو اتخاذ القرارات الحاسمة والمهمة.

الخاتمة :
لا شك أن المكتبات ومراكز المعلومات تقوم بدور فاعل تجاه المجتمعات التي توجد بها، ولديها رسالة جليلة تحرص على إيصالها، وفي هذا العصر المتغير والثورة التقنية وتزايد واختلاف طلبات وتطلعات المستفيدين، كان لزاما التفكير جديا في البحث عن أفضل طرق تحسين الأداء والتطوير المستمر. ولعل المكتبات ومراكز المعلومات أولى من غيرها من المنظمات والمؤسسات الأخرى في الاستفادة من المعرفة لما يربطهم بها من أواصر حميمة منذ أقدم العصور والأزمنة، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن المكتبات ومراكز المعلومات كانت تمارس وتطبق إدارة المعرفة أو أجزاء من عملياتها ولو أنها بطريقة غير مخططة أو مدروسة. إلا أننا ونحن نرى ما حققته ممارسات إدارة المعرفة وتجاربها الحية في العديد من المنظمات الربحية وغير الربحية، يجب أن لا نكتفي بالترويج لهذا الطالع الجديد وتعبئة الرفوف بأدبه المتزايد، دون التفكير في خوض التجربة بشيء من الحكمة والتأني والاستفادة من التجارب السابقة.





______________________________________

الهوامش والمصادر:

1- قطر، محمود. إدارة المعرفة أم معرفة الإدارة؟. في : الملتقى العربي لأساليب الإدارة الحديثة بالمكتبات. الإسكندرية : 2005.
2- Sarrafzadeh, M. .The implications of knowledge management for the library and information professions. actKM Online Journal of Knowledge Management, Volume2, Issue 1, 2005. p 95.
3- الكبيسي، صلاح الدين. إدارة المعرفة .- القاهرة : المنظمة العربية للتنمية الإدارية ، 2005 .- ص11.
4- رزوقي، نعيمة حسن. الدور الجديد لمهنة المعلومات في عصر هندسة المعرفة وإدارتها .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .- مج10 ، ع2 (مارس 2004 ). .- (تاريخ الاطلاع : 10-5-1429هـ) . – متاح في :
http://www.kfnl.org.sa/idarat/KFNL_JOURNAL/M10-2/3.doc
5- محيى الدين، حسانة. اقتصاد المعرفة في مجتمع المعلومات .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .- مج9 ، ع2 (سبتمبر 2003) .- (تاريخ الاطلاع : 10-5-1429هـ) .- متاح في :
http://www.kfnl.gov.sa/idarat/KFNL_J...MagPages/7.htm
6- الكبيسي، صلاح الدين . مصدر سابق، ص12.
7- المصدر السابق، ص 32.
8- العلي، عبدالستار. المدخل إلى إدارة المعرفة/ عبدالستار العلي، عامر إبراهيم قنديلجي، غسان العمري. عمان : دار المسيرة، 2006. ص26.
9- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص42.
10- نجم، نجم عبود. إدارة المعرفة : المفاهيم والاستراتيجيات والعمليات .- عمان : مؤسسة الوراق ، 2004 .- ص 96.
11- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص32-33.
12- المصدر السابق، ص 42-43.
13- المصدر السابق، ص 43-44.
14- نجم عبود نجم ، مصدر سابق، ص100.
15- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص90.
16- المصدر السابق، ص92.
17- رزوقي، نعيمة حسن. الدور الجديد لمهنة المعلومات في عصر هندسة المعرفة وإدارتها، مصدر سابق.
18- مرارياتي، محمد. اقتصاد المعرفة : تكنولوجيا المعلومات والتعريب .- مجلة العربية(النادي العربي للمعلومات) .- ع1 (2000) .- (تاريخ الاطلاع : 11-5-1429هـ) .- متاح في :
http://arabcin.net/arabiaall/2000/2.html
19- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص95.
20- عبد الوهاب، سمير محمد. متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في المدن العربية: دراسة حالة مدينة القاهرة. في : الندوة الدولية لمدن المعرفة .- المدينة المنورة : 1426هـ. (تاريخ الاطلاع : 11-5-1429هـ). متاح في :
http://publications.ksu.edu.sa/Confe...%202005/19.doc
21- نجم عبود نجم ، مصدر سابق، ص103.
22- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص96-97.
23- Wen, Sh. . Implementing Knowledge Management in AcademicLibraries: A Pragmatic Approach. In : the 3rd China-US Library Conference. (accessed 09-05-08). Available at:
http://www.white-clouds.com/iclc/cliej/cl19wen.htm
24- Hamid, S. & Nayan, J. M. .Preliminary study of knowledge management in a library: a case study of the national library of Malaysia. In : international conference on libraries. Pulau pinang: 2005. (accessed 10-05-08). Available at:
http://www.lib.usm.my/elmu-equip/con...20Jamaliah.pdf
25- Sarrafzadeh, M. , op-cit ,p 95.
26- حجازي، هيثم علي. إدارة المعرفة: مدخل نظري. عمان: الأهلية، 2005. ص50.
27- Knowledge Management Section. IFLA Home Page. (accessed 13-05-08). Available at: http://www.ifla.org/VII/s47/index.htm
28- عبد الوهاب، سمير محمد. مصدر سابق.
29- Hamid, S. & Nayan, J. M. , op-cit.
30- همشري، عمر أحمد. الإدارة الحديثة للمكتبات ومراكز المعلومات. عمان : مؤسسة الرؤى العصرية، 2001. ص153.
31- المصدر السابق، ص 170.
32- عبد الوهاب، سمير محمد. مصدر سابق.
33- المصدر السابق.
34-Shanghong, T. .Knowledge management in libraries in the 21st century. In: 66th
IFLA council and General Conference.- Jerusalem: 2000. (accessed 10-05-08). Available at:
http://www.ifla.org/IV/ifla66/papers/057-110e.htm
35- عبد الوهاب، سمير محمد. مصدر سابق.
36- الكبيسي، صلاح الدين. مصدر سابق، ص93.
37- حجازي، هيثم علي. مصدر سابق، ص 74.
38- رزوقي، نعيمة حسن. رؤية مستقبلية لدور اختصاصيي المعلومات في إدارة المعرفة .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .- مج9 ، ع2 ( سبتمبر 2003 ) .- (تاريخ الاطلاع : 13-5-1429هـ) .- متاح في :
http://www.kfnl.org.sa/idarat/KFNL_J...MagPages/4.htm
39- Shanghong, T. , op-cit.
40- عبد الوهاب، سمير محمد. مصدر سابق.
41- حجازي، هيثم علي. مصدر سابق، ص 48.
42- Wen, Sh., T. , op-cit.
43- حجازي، هيثم علي. مصدر سابق، ص 90.
44- Shanghong, T. , op-cit.
45- رزوقي، نعيمة حسن. رؤية مستقبلية...، مصدر سابق.
46- المصدر السابق.
47- - حجازي، هيثم علي. مصدر سابق، ص 98.
48- المصدر السابق، ص 100.












  رد مع اقتباس
قديم Jan-21-2012, 06:46 PM   المشاركة9
المعلومات

اسماء88
مكتبي نشيط

اسماء88 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 84112
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 62
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

السؤال المطروح:
ايهما اسبق في الظهور ?
مالعلاقة بينهما ?












  رد مع اقتباس
قديم Jan-09-2013, 08:00 PM   المشاركة10
المعلومات

ابويوسف1166
مكتبي جديد

ابويوسف1166 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15619
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 12
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

شكرا جزيلا وبارك الله فى جهودكم

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك












  رد مع اقتباس
قديم Oct-16-2016, 06:31 PM   المشاركة11
المعلومات

محمد عبدو
مكتبي جديد

محمد عبدو غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 142776
تاريخ التسجيل: Oct 2016
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 1
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابويوسف1166 مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا وبارك الله فى جهودكم

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك
اريد موقع شبكة RLIN












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سياسة تنمية المجموعات المكتبية وكيفية إعدادها عبدالله الشهري منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 13 May-27-2010 08:54 PM
دورالمكتبه الجامعيه في خدمه المجتمع الجامعي-مساعده cuppccino المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 3 May-07-2006 06:03 AM
التكتلات المكتبية raaa المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Sep-10-2005 06:19 AM
التكتلات المكتبية عبدالعزيز بن محمد منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 0 Nov-28-2004 09:11 PM


الساعة الآن 02:26 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين