[د / محمود الجندى]

تحرص معظم الجامعات العربية على أن يكون من بين أقسامها العلمية قسماً لتدريس علوم المكتبات والمعلومات ، على أن يتولى هذا القسم تأهيل الكوادر البشرية اللازمة للعمل فى المكتبات ومراكز المعلومات المختلفة الموجودة فى محيط بيئة الجامعة ، وتتباين أقسام المكتبات فيما بينها ولا تتفق سواء فى عدد الطلاب المقبولين سنويا أو فى شروط الالتحاق أو فى اللوائح والمقررات الدراسية المطبقة ، وهذا الاختلاف والتباين يبدو جيدا إن كان هدفه التميز والتخصص في إخراج منتج ونوعية متميزة من أخصائيي المكتبات والمعلومات يواجه الاحتياجات الفعلية لسوق العمل ، ولكن تتشابه أقسام المكتبات والمعلومات على مستوى عالمنا العربي فى عدم وجود خطة محددة لتخريج الأعداد الملائمة من الخريجين اللازمين بالفعل لسوق العمل ، وهى بذلك تتفق مع غيرها من الأقسام العلمية فى كافة التخصصات على مستوى جامعاتنا العربية فى عدم وجود سياسات للقبول بكل قسم وعدم وجود سياسات وأهداف واضحة لمعظم هذه الأقسام مما يؤدى بها إلى تخريج أعداد كبيرة من الخريجين ينضم معظمها فور تخرجها إلى طابور العاطلين عن العمل .والشئ المثير للدهشة أن مهنة المكتبات دون غيرها مازالت مهنة من لا مهنة له من كافة التخصصات الأخرى غير تخصص المكتبات ، فكثير من الدراسات الاكاديمية التى توفرت على تحليل واقع مكتباتنا العربية من حيث العاملين بها أكدت هذا الأمر ، كما أن بعض الدراسات التى توفرت على رصد وتحليل إعلانات وظائف المكتبات أكدت على أن كثيراً من هذه الإعلانات لم ينص صراحة على أن من شروط تولى هذه الوظيفة أن يكون المتقدم من خريجى تخصص المكتبات والمعلومات ، وإنما ينص على أنه يمكن لأى شخص حاصل على مؤهل عال مناسب أن يتولى هذه الوظيفة ، وهذا الأمر بالتأكيد قد فتح الباب على مصراعيه أن يدخل مهنة المكتبات تخصصات ليس لها علاقة وليس لها دراية بما يدور داخل المكتبات ، كما أن هذا الأمر أوصد الباب فى وجه المتخصصين للعمل داخل المكتبات بل إنه أجبرهم على الانضمام لطابور البطالة القميء ، و بالطبع فإن النتيجة الطبيعية لعمل غير المتخصصين بالمكتبات هو ما نشهده من تدهور لأوضاعها وخاصة فى تلك المكتبات البعيدة عن نظر المسئولين .
وقد لفت نظرى هذا الأمر بشدة أثناء التطرق لدراسة العاملين فى المكتبات موضوع الدراسة أثناء إعدادى لرسالتى الماجستير والدكتوراه ،كذلك أثناء عضويتى لبعض الجان التى تهدف لتطوير وضع بعض المكتبات الجامعية ، مما دفعنى فى العام 2001 للتقدم للمؤتمر القومى الخامس لأخصائى المكتبات والمعلومات في مصر بدراسة مسحية عن أوضاع العاملين في المكتبات المصرية (الأكاديمية والعامة والمتخصصة ) وكان من أبرز نتائجها أن أقسام المكتبات بالجامعات المصرية حتى عام 2000 م قد توفرت على تخريج عدد ( 9848 ) من أخصائيي المكتبات والمعلومات ، لم يعمل منهم داخل المكتبات المصرية موضوع الدراسة سوى عدد ( 1294 ) فقط ، بنسبة مئوية قدرها 13% فقط ، ولو افترضنا جدلا وجود مثل هذه النسبة أيضا في المكتبات التي لم تشملها الدراسة . لأصبح يقينا وجود نسبة بطالة بين خريجى المكتبات بنسبة تربو على 70% من مجموع المتخصصين على مستوى الجمهورية . كما أثبتت الدراسة افتقار نسبة 37% من المكتبات الأكاديمية ، و نسبة 88% من المكتبات العامة ، و نسبة 62% من المكتبات المتخصصة في مصر لوجود العاملين المتخصصين ضمن هيئة العاملين بها مما يعنى أنها تدار بالكامل دون وجود متخصصين بها ، كما أثبتت الدراسة أن نسبة العاملين بمؤهلات متوسطة أعلى نسبة للعاملين إذ بلغت نسبتهم 51% فى المكتبات المصرية موضوع الدراسة ، تليها نسبة العاملين غير المتخصصين بنسبة 33% ، وأخيراً فئة العاملين المتخصصين بنسبة 16% فقط . كما أثبتت الدراسة أن محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية هى أكثر المحافظات توظيفا للمتخصصين بنسبة 73% ، وأثبتت الدراسة أيضا أن هناك كثير من المحافظات لا يوجد بها أكثر من متخصص واحد في جميع مكتباتها المختلفة . وبالطبع فهذه النتائج الصدمة تبين بما لا يدع مجالا للشك سبب وجود بطالة بين المتخصصين فى مجال المكتبات ، كما أنها تبين أيضا أسباب سوء وضع كثير من المكتبات نظرا لإدارتها من قبل غير المتخصصين .
ووفقا للنتائج السابقة أوصى الباحث بعدد من التوصيات أقرت ضمن التوصيات العامة للمؤتمر ، وكان من أبرزها ما يلى : أولا . ضرورة التنسيق بين أقسام المكتبات على مستوى الجمهورية وبين الجمعيات والنقابات المهنية لمناقشة وضع لوائح جديدة شبه موحدة تعاد فيها هيكلة المقررات الدراسية ، وتوصيفها بشكل متكامل بحيث يراعى فيها الاحتياجات الفعلية من المقررات الدراسية من حيث الكم والكيف والمحتوى ، كذلك ضرورة التنسيق بين أقسام المكتبات لوضع سياسات شبه موحدة لقبول الطلاب وتحديد أعدادهم السنوية ، وربط عدد المطلوب من خريجى المكتبات بسوق العمل الفعلية . . . . . ثانيا . تتولى الجمعيات المهنية في مجال المكتبات والمعلومات حماية المهنة من خلال مطالبة الجهات المسئولة بمنع تعيين غير المتخصصين كأمناء للمكتبات ، والاكتفاء بتعيين المتخصصين حتى نصل بأعداد العاملين إلى النسب المعيارية بين المتخصصين وغير المتخصصين في هذه المكتبات ، كذلك مطالبة كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات بضرورة أن تنص في إعلاناتها عن وظائف المكتبات بأن يكون من أهم شروطها أن يكون المتقدم لشغل الوظيفة من خريجى " أقسام المكتبات " وأن تكف هذه المؤسسات عن عبارة " مؤهل عالى مناسب " في إعلاناتها .. . . . . ثالثا .التوسع في برامج الدراسات العليا في مجال المكتبات في كافة أقسام المكتبات على مستوى الجمهورية ، وفتح باب التدريب والدراسات العليا التحويلية أمام فئة العاملين بالمكتبات المصرية بمؤهلات عليا غير تخصص المكتبات دون قيد أو شرط ، وربط الترقى للدرجات الأعلى وظيفيا بشرط الحصول على هذه الدراسات ، وذلك للاستفادة من هذه الطاقات في إعداد متخصصين موضوعيين ، مع ضرورة إعادة تسكينهم وظيفيا في مكتبات مناسبة لتخصصاتهم الموضوعية . . . . . . . .والتساؤل الآن وبعد مرور سبع سنوات على هذه الدراسة . هل تم تطبيق أيا من توصياتها وتوصيات المؤتمر عامة فى هذا الصدد ؟ و هل الفجوة الكبيرة بين العاملين المتخصصين والعاملين غير المتخصصين تم تقليصها ؟ و هل نسبة البطالة بين خريجى المكتبات زادت أم نقصت ؟؟ .......... وهذه التساؤلات لابد من طرحها والإجابة عليها من خلال دراسة متعمقة لوضع العاملين فى المكتبات المختلفة على مستوى عالمنا العربى ، فالوضع الذى تم تشخيصه سابقا ليس وضعا خاصا وإنما من خلال خبراتى العملية المتواضعة أظنه وضعاً عاماً تتفق فيه مكتباتنا العربية ككل إلا من رحم ربى .... ، وفى الختام أتمنى لهذه المهنة أن يتولى أمرها أبناؤها الذين تم إعدادهم وتأهيلهم لتولى هذا الأمر، وكفى عبثا بمكتباتنا العربية.

[لمارا]

والشئ المثير للدهشة أن مهنة المكتبات دون غيرها مازالت مهنة من لا مهنة له من كافة التخصصات الأخرى غير تخصص المكتبات

وهذا الأمر بالتأكيد قد فتح الباب على مصراعيه أن يدخل مهنة المكتبات تخصصات ليس لها علاقة وليس لها دراية بما يدور داخل المكتبات ، كما أن هذا الأمر أوصد الباب فى وجه المتخصصين للعمل داخل المكتبات بل إنه أجبرهم على الانضمام لطابور البطالة القميء

اخ محمود هذه مشاركتي الاولى في المنتدى وقد لفت انتباهي كثيرا موضوعكم ربما لأنه المستقبل المنتظر
اريد ان أؤكد لك فقط انه بالفعل كثير من العاملين والعاملات في مكتباتنا الجامعية لا يمتون بصلة لعلم المكتبات واروقة الكتب إنما هم من أؤلئك النوع من الموظفين الذين يجيدون فقط استلام رواتبهم في آخر الشهر ورغم اننا نشهد حاليا توسعا في الاهتمام بالمكتبات الجامعية ووعي اكبر باهميتهاالا ان هذا لم يشمل ابدا الكادر العامل بها
شكرا لكم على هذا الموضوع

[GANBAH]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لافض فوكم طبتم وطاب موضوعكم اصاب موضعه من نفسى حال مرير والله للمكتبات وخريجيها والعاملين بها والمتمسحين بها والمنتسبين اليها فعلا كثير من المكتبيين لايمتون للمهنة بصلة ولا يروا الا مع وجود الرواتب وكثير من اخصائيينا الحقيقيين عطلى قلبت المواجع على نفسى ارجو تحسن هذه الصورة فى القريب العاجل عفوا ربما لحدتى فى الحديث
تقبلوا تحياتى وأسفى على حالنا .......

[د.محمود قطر]

أخي الفاضل والزميل الأستاذ / د. الجندي
نكأت جرحاً .. فيما يبدو أنه لن يندمل بسهولة ، من كثرة الوخزات ، وقلة العلاجات ..!!
موضوع عمالة خريجي المكتبات .. كنت بداخله منذ العام 1976 م ، منذ كنت طالباً وعاملاً في ذات الوقت ..!!
فقد كنا ومجموعة من الزملاء الأعزاء نقوم بتنفيذ أعمال مكتبات "من الباطن" ، عبر إشراف أحد الأساتذة الأجلاء ، من إعادة فهرسة وتصنيف ، إلى إنشاء مكتبات كاملة بفهارسها ..إلخ .
وجربت العمل داخل مصر وخارجها ، وقتها .. كان يتم -بمصر- تعييننا بظام "التكليف" .. بمعنى أن يتم تعيينك بأحد المكتبات الجامعية فور تخرجك ، وللأسف فقد كانت التجربة قاسية ، وسبب قسوتها أن "الجرح" جاء من المحسوبين على المهنة (وهذه لها قصة سأقصها عليكم فيما بعد) .
...
ونحن المكتبيون نساهم في هذه البطالة بتكاسلنا عن رفع المهارات اللغوية والحاسوبية والمعلوماتية .. بل والإدارية، وإنسحابنا من التقدم للمناصب القيادية للمكتبات ذات التأثير الثقافي ، مما فتح الباب أمام دخول أفكار ورؤى ملخصها : أن الأولوية لمجيدي اللغات الأجنبية ومحترفي التعامل مع بيئة المشابكة الإلكترونية والناشطين في مجالات العلاقات العامة والتسويق ..!!
...
نحن نساهم في "هجرة" التخصص ، لأسباب اقتصادية ، فلماذا نعمل بمكتبات مدرسية بمرتبات متدنية ، بينما شركات الاتصالات تجزل العطاء ؟
...
نحن نساهم في "تفريغ" التخصص من أهله ، لأسباب الوجاهة الاجتماعية ، فلماذا نعمل بمكتبات أطفال ونتحمل مسئولية التنشئة المعرفية لهم ؟ والأسهل لنا أن نعمل بنقاط الإعارة الخارجية ، ولهذا تجدون أن خريجات "رياض الأطفال" هن المتميزات حالياً بمكتبات الأطفال .
...
نحن نساهم في "غربة" التخصص ، بابتعادنا عن العمل "التطوعي" بالجمعيات المهنية والمعنية بهموم المهنة ، والاكتفاء بدور المتفرج "الناقم" وليس "الناقد" ..!!
...
نحن نساهم في "تسطيح" التخصص ، بوضع العراقيل "اللائحية" والمالية أمام الراغبين في استكمال دراساتهم العليا من المتخصصين من أبناء المهنة ..
...
سيدي الفاضل
نحن نعيب الزمان .. والعيب فينا..!!

[د / محمود الجندى]

عزيزى أستاذنا الفاضل الأستاذ محمود قطر
أتفق معك أن هناك تقصير واضح من جانب المكتباتيين فى التقدم والمنافسة على الوظائف القيادية بمكتباتنا ، وأتفق معك أن كثيرا من أقسام المكتبات لاتؤهل خريجيها التاهيل الكافى بحيث يتمكنون من اتقان مهارتى اللغة والحاسوب ..... ولذلك أسباب متعددة ليس الآن وقت ذكرها ...... ولكن ألا تتفق معى أن النظام العام أو لنقل المنظومة الإدارية العامة بها كثير من الخلل ؟؟ .... إذ كيف تصر حتى الآن كثير من المؤسسات الحكومية والوزارات على أن تعلن فى اعلاناتها عن وظائف اختصاصى المعلومات بعبارة أن يكون المتقدم حاصل على مؤهل عالى مناسب .... وبالرغم من المناشدات بعد كل المؤتمرات المتخصصة لاتجد أى صدى وكأن خريجى هذه الأقسام نكرة أو أن هذه الوظيفة مجرد سد خانة ... وأظنك لست ببعيد عما كنا نصبو إليه عندما افتتحت مكتبة الأسكندرية الجديدة وكنا نأمل جميعا أن يتولى إدارتها أحد أعلام المكتبات وأظنهم كثر ويمتلكون كافة المهارات والخبرات اللازمة لذلك ، ولكنناوجدنا اتجاه آخر عكس ما اعتقدنا ...... والأمثلة كثيرة وتؤكد جميعهاأن المكتبات والمكتباتيين لم ينالوا بعد حظهم من المكانة اللائقة التى تجعلهم فى مقدمة عملية التنمية والتطوير .... فياليتنا نمتلك منظومة إدارية شاملة لكل أمور حياتنا ... وعندئذ نجلد ذاتنا ونعيب أنفسنا إذا لم نؤد دورنا المطلوب

[د.محمود قطر]

الزميل الفاضل الأستاذ / د. الجندي
هذه الإعلانات التي تتحدث عنها تخرج عن جهات يفترض أن يكون فيها مسئول عن المكتبات ، ويفترض أيضاً أن يكون على علم بمحتويات الإعلان ، كما يفترض أن يكون قد شارك في توصيف احتياجاته من هذا الإعلان من حيث عدد المطلوبين وتخصصاتهم ، كما يفترض أن يكون طرفاً في اختبار من يتقدم لشغل وظائف بقطاع المكتبات بهذه الجهة المعلنة ..ألخ .من افتراضات .
وبالحق أقول .. السعي لتحقيق هذه الافتراضات ليس من باب السعي لتجميع "سلطات" ، أو "التمدد الإداري" على حساب إدارات أخرى ، ولكنه سعي لتحقيق أهداف هذه الجهة من قطاع المكتبات .
وبالحق أقول .. أننا بجامعة حلوان وجدنا من القيادات -وهذا من فضل الله- التي تؤمن بأهمية المكتبات في المؤسسة التعليمية ، فأعطت "العيش لخبازه" كما يقولون ، هذه القيادات لديها رؤية ورسالة ، ولديها قناعة أن قطاع المكتبات أحد الأدوات التي ستحققهما ، وأن قطاع المكتبات المكتبات أحد الركائز التي يستند عليها مشروع تطوير الجامعة .. بل وتطوير التعليم الجامعي .

سيدي الفاضل
ما سبق الإشارة إليه .. لم يتأت من فراغ ، ولكن من تفاعلنا الإيجابي مع هذا النظام ، فتخيل العكس .. إذا كان النظام إيجابي تجاه المكتبات ، بينما المكتبيةن ليسوا على هذا المستوى الإيجابي .
وبالفعل تحقق الكثير بفضل هذا التفاعل الإيجابي ، ومنه تعديل ما يسمى ببطاقة الوصف الوظيفي ، وهي التي توصف لنا "أخصائي المكتبات والمعلومات" داخل جامعة حلوان ، ما هو مؤهله العلمي، وما هي المهارات الواجب توافرها لديه (الحاسوب واللغات الأجنبية) ، ما هي الأعمال التي تسند إليه ، كيفية الإشراف عليه ..إلخ
وعلى هذا المنوال تم تعديل كافة بطاقات الوصف ذات الصلة بقطاع المكتبات : أخصائي مكتبات ثالث ، وثان ، وأول ، رئيس قسم ، مدير إدارة ، مدير عام .

سيدي الفاضل
الشاهد .. أن التعديل آت ، فملاحظاتكم العلمية وتوصياتكم لن تذهب هباء ، ولكنها تحتاج لمن يفعّلها بداخل النظام ، تحتاج لمن يقاتل من أجلها ، وهذا ما أتمناه من زملائنا الكرام ، أن ننتقل من خانة المتفرج على الأحداث ، إلى خانة المشارك فيها .. بدون أن ننتظر دعوة بالمشاركة ، ولكن بتقديمنا لأنفسنا على أننا أصحاب فكر ولدينا استراتيجية "مكتوبة" وواضحة لتطوير المكتبات والتي ستصب في النهاية لتطوير تلك المؤسسة التعليمية التي نعمل بها .

سيدي الفاضل
معكم فيما أشرتم إليه .. ولكني مازلت أعتقد أن العيب فينا ، لسبب بسيط .. لأننا جزء من النظام ..!!
تحياتي ومحبتي للجميع