[GANBAH]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائى الكرام طلب منى أخى الكريم حسن على العليانى - من أرض الحرمين اللهم لا تحرمنا زيارتهما آمين - الكتابة عن موضوع مسرحة القصة للمكتبات ولم يكن فى ذهنى أى شيئ يمس هذا الموضوع من قريب أو حتى من بعيد غير أنى بحمد الله كنت مايزيد على الشهر بقليل قد حضرت أيضا دورة تدريبية فى القاهرة تحمل عنوان " تفعيل الكتاب القومى " وكان من ضمن الفعاليات أن تم طرح قصه قصيره وبيان مدى تفاعل الحضور فى إستيعاب تفاصيلها ووضع تصورات مختلفة لنهايتها وهو على هيئة سؤال أطرحه على حضراتكم فى نهاية القصة لنرى كيف يكون الختام أو كيف يكون التصور لمثل ما انتهت عليه القصة
وفى نظرى أن مثل تلك القصة يمكن أن تكون مسرحية فى صميم الكتاب والمكتبات حسب ما ستتعايشون مع وقائعها وأتمنى أن تعجبكم وتجيبون على السؤال حسب ماترون .. مع القصة ..

الكتب لاتتكلم / تأليف باربارا هيربرت
عاد عمر الى البيت وبحوزته كتاب من مكتبة المدرسة كان الكتاب جميلا ويحكى عن الحيوانات وكان عمر متحمسا للغاية وأراد أن يقرأ الكتاب على الفور
جلس عمر خارج المنزل ووضع الكتاب فى حجره
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك اغسل يديك قبل أن تفتحنى " ولكن الكتب لا تتكلم "
كانت يدا عمر متسختين وتركت آثار الإتساخ على صفحات الكتاب لم ينتبه عمر لذلك على الإطلاق وبدأ يقرأ القصة
كان الكتاب جديدا وكان التنقل بين الصفحات أمرا صعبا وضع عمر إصبعه فى فمه
أراد الكتاب أن يقول من فضلك لا تلعق إصبعك من أجل تحويل صفحاتى " ولكن الكتب لا تتكلم "
ترك إصبع عمر المبتل آثار كريهة عند طرف الصفحة ولم ينتبه عمر لذلك فقد كان يستمتع بقراءة القصة
كانت هناك بعض الكلمات التى لم يستطع عمر فهمها فقال عمر فى نفسه ربما يمكننى أن أسأل أختى الكبيرة عما تعنيه هذه الكلمات
ولكن أخته الكبيرة غير موجودة بالمنزل ولكى يتذكر عمر مواضع هذه الكلمات التى يريد السؤال عنها التقط قلمه الصاص
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تكتب ملاحظات على صفحاتى واستخدم قطعة من الورق لفعل ذلك " ولكن الكتب لا تتكلم "
قام عمر بوضع دائرة حول كل كلمة من الكلمات التى لم يعرف معناها وبعد ذلك استمر فى قراءة القصة كانت القصة طريفة جدا ظل عمر يقرأ لمدة طويلة وبعد فترة شعر بالجوع بحث عمر عن عصا ليقوم بوضعها فى الكتاب ليتعرف على الموضع الذى إنتهى اليه فى القراءة
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تفعل ذلك فالعصا تخدش صفحاتى .. ألا يمكنك إستخدام شريطة الكتاب بدلا من ذلك " ولكن الكتب لا تتكلم "
دخل عمر المنزل وأحضر بعض الخبز والمربى ثم عاد والتقط الكتاب مرة أخرى
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تمسكنى أثناء الأكل فقد تتسخ جميع صفحاتى بالمربى " ولكن الكتب لا تتكلم "
كان عمر يقرأ الكتاب ويتناول شطيرته فى نفس الوقت وفى الحال غطت المربى اللزجة صفحات الكتاب والتصقت بعض الصفحات ببعضها البعض ولم ينتبه عمر لذلك نهائيا واستمر فى قراءة القصة
وفى ذلك الحين جاءت عمة عمر لزيارتهم وكان عمر يحب عمته نهض عمر من مكانه ولحق بعمته داخل البيت
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تتركنى هنا وحيدا فهذا مكان غير آمن بالنسبة لى " ولكن الكتب لا تتكلم "
كان أخو عمر وهو طفل صغير يلعب بالخارج فرأى الكتاب ملقى على الأرض كان الطفل فضوليا جدا التقط الطفل الكتاب من غلافه وطواه للخلف
فجأة قام بلى ظهر الكتاب
أراد الكتاب أن يقول آه إن ذلك مؤلم من فضلك أرجوك لا تكسر ظهرى " ولكن الكتب لا تتكلم "
لم يدرك الطفل ماهو الغرض من هذا الكتاب واعتقد بأن طعمه لذيذ لذا فقد وضع الكتاب فى فمه
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تأكلنى " ولكن الكتب لا تتكلم "
لم يكن طعم الكتاب جيدا على الإطلاق لذا ألقاه الطفل وإستمر فى لعبه
رأى الكلب الكتاب ملقى على الأرض أثناء مروره به إقترب الكلب من الكتاب كان الكتاب مفتوحا على صفحة تحتوى على صورة قطه
نبح الكلب هو.. هو.. إنها قطة وأنا أكره القطط سوف أمسك بهذه القطة
أراد الكتاب أن يقول من فضلك أرجوك لا تمزق صفحاتى " ولكن الكتب لا تتكلم "
التقم الكلب الكتاب بين أسنانه ومزق الكتاب الى قطع صغيرة
وفجأة بدأت الأمطار فى السقوط فر الكلب ليحتمى من الأمطار وترك الكتاب ملقى على الأرض
أراد الكتاب أن يقول من فضلكم أدخلونى الى البيت فقد أصابنى البلل بشكل فظيع " ولكن الكتب لا تتكلم "
وفى داخل البيت كان عمر يتحدث مع عمته وظلت عمته بالبيت حتى انتهى سقوط المطر عند ذلك قالت العمة لا بد أن أذهب الآن " تستطيع أن تعود إلى كتابك ياعمر "
عندها صاح عمر " كتابى لقد نسيت أمره!!"
وهرع الى خارج المنزل كان الكتاب ملقى فى الوحل وجعل المطر صفحات الكتاب مجعدة ومنتفخة كانت بعض الصفحات ممزقة وتناثرت بقع بغيضة على كل أجزاء الكتاب
التقط عمر الكتاب وأخذ يحدث نفسه آه ياللخجل !! لم أنته بعد من قراءة هذا الكتاب حسنا
غدا سأذهب الى مكتبة المدرسة وأحضر كتابا آخر
ثم ألقى عمر بالكتاب فى سلة المهملات
وأخذ الكتاب يصرخ " ولكن الكتب لا تبكى أيضا "
السؤال::-
هل تعتقدون بأن عمر سيحصل على كتاب آخر من مكتبة المدرسة؟

كانت هذه القصة وكان تعليقى عليها فى حينها أثناء ورشة العمل
أن عمر يجب أن نعطيه كتابا آخر لأننا لو حرمناه من أخذ كتاب آخر فستنقطع علاقته بالكتب بشكل أبدى
كما يمكن أن نصنع من بقايا الكتاب لوحة مجسمة لما آل إليه مصير الكتاب ونعنونها بإسم " هل ترضى أن يكون لكتابك هذا المصير "

ننتظر مشاركاتكم وتعليقاتكم
ما رأيك أخى حسن العليانى فى مسرحة مثل هذه القصة القصيرة على بساطتها؟
طابت أوقاتكم