منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » تطور المهنة المكتبية

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
قديم Apr-24-2010, 08:59 PM   المشاركة1
المعلومات

saddar1974
مكتبي جديد

saddar1974 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 78379
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 9
بمعدل : 0.00 يومياً


ممتاز تطور المهنة المكتبية

خطة البحث

مقـــــــــدمة
1 :نشأة و تطور المكتبات

1.1- مفهوم المكتبة
2.1- نشأة الكتب و المكتبة
3.1- أشهر المكتبات في عصر الحضارة الإسلامية

2 :المهنة المكتبية

1.2- نشأة المهنة المكتبية
2.2- تطور المهنة المكتبية
3.2- التكوين الأكاديمي في المهنة المكتبية

3: التحديات التي تواجه المهنة المكتبية مستقبلا

1.3- من أمين المكتبة ...إلى أخصائي المعلومات
2.3- أهم وظائف أخصائي المعلومات
3.3- ميثاق أخلاقيات أخصائيي المعلومات
4 : الدراسة الميدانية
(واقع المهنة المكتبية بالمكتبة الجامعية لجامعة الشيخ العربي التبسي-تبسة-)
1.4) التعريف بجامعة تبسة
2.4) نتائج الدراسة الميدانية
خاتمــــــــــة
أهمية البحث:
1- تهتم هذه الدراسة بعنصر هام في مجال المكتبات والمعلومات وهو أخصائي المكتبات و المعلومات .
2- تستمد الدراسة أهميتها من أهمية الدور الذي يمكن أن يقدمه أخصائي المعلومات و المكتبات في عصر التكنولوجيا الحديثة .
إشكالية و أهداف البحث :
1- التعرف على طبيعة عمل أخصائي المكتبات و المعلومات .
2- التعرف على دور أخصائي المعلومات و المكتبات في ظل الجيل الجديد من نظمالمعلومات .
3- التعرف على نوعية خدمات المعلومات التي يقدمها أخصائي المعلومات و المكتبات .
مجال البحث وحدوده:
الحدود اللغوية :
اعتمدنا في الدراسة على ما صدر باللغة العربية من كتب وأبحاث تتعلق بموضوع الدراسة
الحدود النوعية :
اعتمدنا على الكتب المطبوعة ومقالات الدوريات وملفات الانترنت .
منهج البحث :
قمنا بالاعتماد على المنهج التحليلي لأوعية المعلومات والمراجعة النظرية للإنتاج الفكري وذلك لإيضاح دور أخصائي المعلومات و المكتبات في تنمية الوعي الثقافي للمستفيدين والتحديات التي يواجهها وأنواع خدمات المعلومات التي يقدمها مع التركيز على خدمات المعلومات المقدمة عن طريق الانترنت وطرق الاستفادة منها .

دراسات سابقة:
رسالة ماجستير للأستاذ كريم مراد علم المكتبات: جامعة منتوري ، قسنطينة :2001 بعنوان المهنة المكتبية في مؤسسات التعليم العالي بمدينة قسنطينة: دراسة ميدانية
بالإضافة إلى العديد من المداخلات و المقالات للدكاترة زهير حافظي, مزلاح رشيد , عبد الكريم بن عميرة , ....و آخرون

المقدمة
إن تاريخ مهنة أخصائي المكتبة (Librarian) أو أخصائي المعلومات Information Specialist لم تكن وليدة عصرنا الحالي ولا القرن الماضي فقط ، بل تعتبر من أوائل المهن التي ظهرت في التاريخ ، حيث يمثل (توت) النموذج الأول لأمناء المكتبات في مصر القديمة كما تمثل زوجته (خاتور) النموذج الأول لأمينات المكتبات في مصر القديمة . ولذلك أطلق عليهما على سبيل المجاز وليس الحقيقة إله وإلهة الفكر ، وكانا المثال الذي يحتذى به من جانب العاملين في المكتبات المصرية على تعاقب الأجيال
وفى العصور الوسطى والقديمة كان الشخص الذي تناط به مسئولية المكتبة هو في الغالب العالم أو الباحث أو المثقف الذي له دراية بالكتب وما يرتبط بها ، ولكن مع تطور المكتبات وتحديد وظائفها في العصر الحديث استلزم أن يكون الشخص من نوع آخر ، وبدأ الأمر باكتساب الخبرة من العمل مع الكتب ثم جاءت مرحلة أخرى وهى مرحلة الإعداد أو التأهيل الأكاديمي بعدة مراحل وأطوار من التأهيل العام إلى التأهيل النوعي ومن التأهيل على أداء العمل اليدوي إلى التأهيل على أداء العمل المعتمد على أحدث وسائل وأجهزة التكنولوجيا وما إلى ذلك .
وفى وقتنا الحالي يعد دور أخصائي المكتبات فعالا ومؤثرا سواء في البحث العلمي أو مجال المعرفة . وعلى الرغم من أهمية ذلك الدور الذي يتيح له تقديم العديد من الخدمات المتطورة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة ، إلا أنه في حاجة إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه ، ولذلك ترتكز دراستنا على تعريف دور أخصائي المعلومات و المكتبات في عصر التكنولوجيا وأهمية هذا الدور في ظل ما يشهده العالم من ثورة هائلة للمعلومات في مختلف فروع المعرفة البشرية . بالإضافة إلى التحديات الحديثة التي ظهرت في مجال المكتبات والمعلومات والتي يجب أن يكون قادرا على التعامل معها بالشكل الأمثل الذي يسمح له بتقديم خدمات المعلومات للمستفيدين من المكتبة أو مركز المعلومات مما يساعد على تنمية البحث العلمي وزيادة ثقافة المجتمع ومحو الأمية الثقافية. إن عملية تطوير الموارد البشرية وتحديث خدماتها يعد عنصراً مهماً في عملية الولوج إلى عصر المعلومات . ومن هنا برزت أهمية إعداد العنصر البشرى القادر على تناول المعلومات والتعامل معها لكي يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة ويحقق أقصى إفادة منها .
إن مهنة المكتبات شأنها كسائر المهن التطبيقية الأخرى تحرص على متابعة ممارسي هذه المهنة لأحدث التطورات في مجال تخصصهم بالإضافة إلى تقديم كافة التسهيلات للعاملين فيها لمساعدتهم على تطوير أنفسهم من خلال البرامج التدريبية والتعليم المستمر . ولعل الحاجة ملحة اليوم إلى التطوير والتأهيل المهني طالما أن هناك تغييرات في استخدام وسائط التقنية الحديثة في المكتبات ، أو إضافة لإسهامات جديدة في مهنة المكتبات ، وفى خضم عالم التقنية والمعلومات فإن نظام التدريب والتعليم في المكتبات والمعلومات مطالب بأن يكون على يقظة لمتابعة التطورات خاصة ما تمثله التقنية الحديثة من تأثير على نوعية الخدمة المكتبية وعلى إدارة نظم المعلومات . هذه المواكبة تمليها الحاجة إلى إعداد أطر المستقبل للعمل في مكتبة المستقبل وكذلك إعادة تدريب العاملين حاليا في المكتبات ومراكز المعلومات


1: المكتبة...النشأة و التطور
1.1- مفهوم المكتبة :
يمكن تعريف المكتبات بطريقة مبسطة على أنها مؤسسات إجتماعية علمية أعدت لاستقبال القراء و تزويدهم بمجموعات مختلفة من المطبوعات و المواد السمعية و البصرية التي تناسب احتياجات و مستويات القراء,.
و ترتب المطبوعات و المواد العلمية في المكتبات طبقا لخطط و طرق خاصة بحيث يتيسر الرجوع إليها في أقل وقت و بأقل جهد ممكن.
كذلك يمكن إطلاق لفظ مكتبة على أية مجموعة من الكتب ذات ترتيب أو تنظيم خاص,و تتميز المكتبات بالمظاهر العامة الآتية :
1- أن تكون كل مكتبة مزودة بمجموعات من الكتب و المواد الأخرى التي تناسب احتياجات المستفيدين أو البيئة التي تخدمها.
2- أن تيسر مكانا لجلوس القراء فيها لغرض الإطلاع على مل يلزمهم من مقتنياتها.
3- أن تسمح غالبا بإعارة القراء بعض مقتنياتها في الخارج لمدد معينة تبعا للظروف ة الإمكانيات.
4- أن تقدم خدماتها لجميع فئات الناس و دون تمييز بين فئة و أخرى (و نقصد هنا المكتبات العامة).
و يلاحظ وجود خلط بين كلمة "مكتبة" التي تدل على مكان الإطلاع و كلمة "مكتبة" التي تدل على مكان بيع المطبوعات, لذلك من الضروري التنبه لهذا الخلط , و يفرق الغربيون في اللفظ بينهما فيطلقون على الأولى" "library و على الثانية book shop""[1] .
2.1- نشأة الكتب و المكتبة


لقد اختلطت نشأة الكتب مع نشأة اللغة من ناحية والفن من ناحية أخرى في المجتمعات التي لم تعرف أي نوع من أنواع الكتابة، كانت المشافهة هي الوسيلة الوحيدة لتبادل الأفكار ، والكل يعرف أن مؤلفي أشهر المؤلفات في التاريخ وهما الإلياذة والأوديسة أنشدها المغنون قبل أن تدون بوقت طويل ولقد ارتبط تاريخ المكتبات بالشرق القديم بسبب الحضارات القديمة التي نشأت فيه فقد وردت كلمة دور الكتب في نصوص مصرية قديمة كتلك التي عثر عليها بين أطلال الكرنك بالأقصر ، والتي عثر عليها في إدفو ، أيضاً عثر على مقبرتين لأمينين من أمناء المكتبات اسم كل منهما (مي أمون ) وهما لأب وولده ( (mi.amunوفي بابل عثر في مكتباتها على ألواح تضم أعمالا في اللغة والشعر والتاريخ وغيرها من الفنون ،وكان يقوم على حفظ موادها أمين خاص يسمى (رجل المحفوظات) ولعل أول من حمل هذا الاسم هو(إميل انو) "amil anu".وقد بدأ إنسان ما قبل التاريخ بتسجيل أفكاره على هيئة نقوش محفورة على جدران المعابد والكهوف.وقد أبرزت الحفريات الحديثة فى بلاد ما بين النهرين للعيان ألواحًا من الطين عليها كتابة ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وتعتبر أقدم هذه الألواح من الوثائق التاريخية متجمعة في أماكن خاصة من المعابد والقصور و التي تعتبر بداية نشأة المكتبات . .. ولقد كانت المكتبات سمة تلك الحضارة العربية؛فلقد شهد القرن التاسع الميلادي حركة مكتبية مزدهرة ؛فقد كانت معظم المساجد تضم مكتبات ؛وكانت لكل مدرسة مكتبة .وقد وجدت المكتبات عندما ظهرت أهمية السجلات المكتوبة فى تنظيم العلاقات الإنسانية ؛وكان الغرض من إنشاء المكتبات القديمة هو حفظ الوثائق والأرشيف لتيسير عمليات التجارة أو إدارة الدولة أو بث المعتقدات وتوصيلها إلى الأجيال المتعاقبة .أي أن المكتبة كانت دائما ولا تزال ثمرة للتنظيم الاجتماعي والبحث والدراسة.وقد بدأت المكتبة منذ القرن التاسع عشر تقوم بمسؤولياتها نحو عامة الناس بواسطة النخبة أو الصفوة.ولعل ارتباط المكتبة بالصفوة قد أكسبها مكانة مرموقة أصبحت المكتبة جزءًا من الهيبة التي أضافها بعض الحكام على أنفسهم مثلبطليموس وشارلمان ) اللذان قاما بتأسيس المكتبات لاهتمامهما بالأدب والمعرفة؛وقد جذبا إلى هذه المكتبات علماء وباحثين لتجميع المواد وحفظها وتنظيمها .
ومع اختراع الطباعة نشطت حركة انتشار المكتبات .وبما أن المكتبة كانت تعتبر أرشيفا حيث تحفظ كافة السجلات اللازمة ،فقد كانت في خدمة السلطة الحاكمة،وبعضها تقوم مقام المتحف الذي يحفظ الكتب الثمينة فضلا عن كونها إحدى مظاهر الرقي الاجتماعي لبعض النبلاء أو الأثرياء،كما ظلت المكتبات علاوة على ذلك تعتبر المعمل الوحيد ،ومصدر الدراسة للعلماء تخدم البحث،ثم تحطم هذا النظام القديم بظهور الثورات السياسية والصناعية في أوربا في القرن التاسع عشر وبرزت جماعات جديدة فأصبح لزاماً على المكتبة أن تقوم بمسؤولياتها في خدمة كافة الرواد وأصبحت المكتبة المكان الذي يفيد الجمهور في مختلف القطاعات .
وقد عثر في مصر على مخطوطا ت من لفائف البردي ترجع في تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وقد كانت اللفافة لا تزيد في طولها على عشرة أمتار وكانت هذه اللفافات تحفظ في جلود أو توضع على الرفوف وما وجد منها في داخل الأهرام والمقابر المختلفة كانت عبارة عن وثائق في حيازة الكهنة ورجال الدين .ولذلك يمكن القول بأنها من جميع المكتبات التي كون منها شبه مكتبات في وادي النيل ، وتعتبر أقدم مكتبة في نيبور في وادي الفرات ، فقد وجد فيها نحو 30ألف وثيقة تتعلق بالشؤون الإدارية وآلاف أخرى تتعلق بالفنون الأدبية وكلها منقوشة على ألواح من الطين ، وقد استمرت عادة تكوين المكتبات على ألواح الطين طوال الدولتين ، البابلية والآشورية في القرنين السابع والثامن قبل الميلاد . . وفي وادي نينوى وجدت حجرة مملوءة إلى ارتفاع نصف متر بألواح مكتوبة وحينما تم اكتشافها اتضح أنها جزء من مكتبة كانت لمعبد نيبو الذي يرجع وجوده لحكم الملك سرجون ( 205-721ق . م ) كانت محفوظة فوق رفوف ولكنها سقطت عندما تآكلت الرفوف وتخرب ا لقصر .وهناك مكتبة أخرى لآشور بانيبال ففي عهد هذا الملك كانت هناك حركة علمية دراسية بمعنى الكلمة ، ولما كثرت الفتوحات الإسلامية أخذ العرب أساليب الحضارة وبدؤا في جمع وترجمة المؤلفات الإغريقية وتكوين المكتبات وتم إنشاء العديد من المكتبات التي تضم مختلف أصناف المعرفة ، وقد أدت الغرض في ذلك العصر[2] .

2.1- أشهر المكتبات في عصر الحضارة الإسلامية:

-1 مكتبة بيت الحكمة : التي أنشأها أبو جعفر المنصور وتوسعت في عصر الرشيد وازدهرت في عصر المأمون ، من أشهر وأعظم المكتبات الإسلامية وقد حرص الخلفاء العباسيون على جمع نفائس الكتب ونوادرها من المؤلفات العربية والمترجمة عن اللغات المختلفة وقد عمل بها مترجمون ونساخون وخطاطون ومجلدون ، وكان من أبــرز العاملين بها سهل بن هارون وحنين بن إسحاق والخوارزمي ، وقد وجدت بها حجرات ليستخدمها العلماء والمؤلفون ، ولم تكن مجرد مخزن للكتب بل كانت مركزاً للبحث والدراسة وظلت قائمة حتى سقوط الدولة العباسية على يد المغول سنة 656 هـ ثم أتلفوها .
-2 مكتبة سيف الدولة الحمداني : أوقف سيف الدولة الحمداني مجموعة من الكتب في حلب وأطلق عليها اسم خزانة الكتب . وقد وضعت في بناء مستقل كان خازن هذه المكتبة يدعى ثابت بن اسلم بن عبد الوهاب، أبو الحسن الحلبي . قال عنه السيوطي : تولى خزانة الكتب بحلب لسيف الدولة . وقد أتخذ من المكتبة مكاناً لعقد اجتماعات دينية ومذهبية فقتل لخلافات مذهبية وحيث اتهمه الإسماعليون بإفساد دعوتهم . ويقال إن هذه المكتبة قد أحرقها الفاطميون ضمن ما أحرقوا في الدولة الحمدانية . ويقال أنه كان بها 10000 مجلد عندما احترقت . وقفها سيف الدولة بن حمدون وغيره ممن جاء بعده .
-3 مكتبة قرطبة : أسسها الخليفة عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر في مدينة الزهراء بقرطبة ، ثم أخذت تتسع وتنمو أثناء حكمه حتى بلغت شهرة عالمية ، وقد حققت هذه المكتبة أوج شهرتها في عهد ابنه الحكم الثاني المستنصر الذي أفاد من قوة الدولة أثناء حكم والده ، ومن توفر الأموال والرفاهة ، فضلاً عن ثقافته الواسعة ، ومحبته للعلم ، في دعم هذه المكتبة ، فأنفق عليها ، وجلب إليها الكتب من كل قطر ، ومن بين الكتب التي اقتناها كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ، وأرسل إلى مؤلفه مبلغ ألف دينار من الذهب العين ثمناً له ، قال عنه ابن خلدون : كان محباً للعلوم ، مكرماً لأهلها ، جماعة للكتب في أنواعها ، ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله. فأقام للعلم والعلماء سلطاناً نفقت فيه بضائعه من كل قطر . وكان يبعث في الكتب إلى الأقطار رجالاً من التجار ويسرب إليهم الأموال لشرائها حتى جلب منها إلى الأندلس ما لم يعهدوه .[3]
وقد حوت هذه المكتبة حوالي 400 ألف مجلد ، كتبت فهارسهاً في 44 كراسة ، في كل واحدة منها خمسون ورقة ، عشرون منها خصصت للدواوين الشعرية فقط . وكان الحكم يستخدم الكثير من هذه الكتب ، يقرأ فيها ، ويدون ملاحظاته وتعليقاته على هوامش المخطوطات ، مما جعلهـــا ذات أهميـة عظيمـة فـي نظــر العلمـاء المتأخرين ، كما كان لهذه المكتبة أثر واسع في نشر الفلسفة اليونانية والرياضيـــات والعلــوم الطبيعيــة والطــب وغيرها من العلوم . للأسف كان مصير هذه المكتبة ، نفس مصير المكتبات المشرقية الحرق والسلب والنهب والتخريب ، ذلك أنه بعد وفاة الحكم ولي الأندلس المنصور بن أبي عامر ، وقد أراد أن يرضي العامة والفقهاء في زمانه فأخرج من المكتبة جميع الكتب الفلسفية وكتب علوم الأوائل وأضرم فيها النار في الميدان العام في قرطبة . ولم يقف أمر هذه المكتبة عند هذا الحد فقد ضعفت الأندلس بعد وفاة المنصور وبدأت في التفسخ وقد تعرضت قرطبة لحصار البرابرة الذين بدأوا الزحف المبكر على الأندلس في بداية القرن الخامس الهجري واحتاج الحاجب واضح مولى المنصور بن أبي عامر إلى المال فأخرج أكثر الكتب من مكتبة الحكم وباعها وما تبقى منها نهب وحرق عندما اجتاح البرابرة قرطبة .

ومن هذا نصل إلي أن تاريخ المكتبات هو تاريخ لتطور الكتابة بدأه الإنسان بالكلمات المنطوقة (المشافهة ) ثم بتمثيل هذه الكلمات برموز مرئية هي الكتابات التي نشأت على مراحل صور محفورة على الصخور أو الأحجار أو الخشب أو المعادن أو الصلصال ثم كانت الكتابة مخطوطة على ورق البردي أو الرق أو الجلد ثم الكتابة مطبوعة على الورق العادي وليس هناك ما يؤكد أن الطباعة على الورق ستستمر أبد الدهر, بل يوجد العديد من المؤشرات تدل على أن عصر الطباعة على الورق ستنافسه العديد من التطورات وربما تفوقه.
ومع تعاقب الأزمنة والعصور أدخلت العديد من التطورات على المكتبة حتى أصبح الزمن الذي كانت فيه المكتبة حافظة لجميع المطبوعات قد ولى، بعد أن أصبحت اليوم تحفظ المطبوعات المفيدة فقط ، وهناك العديد من الإحصائيات التي دلت على أن عدداً كبيراً من المؤلفات المصفوفة فوق الرفوف عديمة الفائدة تحتل أماكن على حساب مؤلفات أكثر أهمية ، وذلك لأن كل عصر قد شكل مقتنياته ومجموعاته في مكتباته ، فمن المكتبات البدائية في دور العبادة ومن دور المحفوظات التي تحفظ وثائق الدولة وأسرارها إلى المكتبات المدرسية التي تحرص على اقتناء الكتب المنهجية إلى المكتبات العامة التي تخدم عامة الشعب إلى المكتبات الجامعية والمتخصصة إلى مراكز المعلومات ومع بزوغ عصر المعلومات كان لابد من الاعتماد على مصادر أكثر تطوراً لحفظ الإنتاج الفكري والتي تمثلت في المصغرات الفيلمية ومع الثورة العارمة للإنتاج الفكري وتشتت العلوم وتشعب التخصصات ظهرت الحاجة الماسة لإيجاد وسائل متطورة للوصول إلى المعلومات المطلوبة بأقل جهد وأسرع وقت ولهذا من أبرزها تقنيات الحاسوب والذي ساهم في ضبط الأعمال الروتينية بالمكتبات عن طريق الاستعانة بالتسجيلات المقروءة آلياً في الإجراءات الفنية.
ويبدو أننا في القرن الواحد والعشرين قد أقبلنا على عصر إلكتروني جديد تصدر فيه مختلف مواد المكتبة بالشكل الإلكتروني ويتم الوصول إلى هذه المواد عن طريق الاتصالات المتقدمة وهذه التقنية كانت سبباً في تغيير مفهوم المكتبة ومهدت الطريق لظهور المكتبات الإلكترونية .


2 :المهنة المكتبية
1.2- نشأة المهنة المكتبية:
والآن سنتعرف على المكتبي. ذلك أن لا مكتبة بدون مكتبي يديرها!
من هو المكتبي ؟؟ وما هي أهميته ؟؟ .. ووظائفه ؟؟
أسئلة لها مكانتها في المكتبة . ولكي نتعرف على هذا الأمين , حارس الكتب . رجل المكتبة السحرية الحكيم .. وكاتب بيت الحياة المزدوج .
دعونا نتعرف عليه
بحثنا عن المكتبة , وأهميتها في عصورنا الماضية والحاضرة , وما لها من مكانة بيننا . وما يتفرع من ذلك من أمور . والآن نريد أن نبحث عن المكتبي وتعريفه ومهامه ومكانته في المجتمع وما ماثل ذلك . إذا لا مكتبة بدون مكتبي يدير ويدبر أمورها .
لقد كان أقدم أمناء المكتبات في العالم من الكهنة ورجال الدين وهنا وضع سلم طبيعي لأن المكتبة نشأت أول ما نشأت في المعبد كما ذكرنا سلفاً , لذلك كانت ثقافتهم دينية ,ففي بلاد الرافدين كانوا يسمون أمين المكتبة( حارس الكتب ) وكان من الواجب أن يكون شخصاً مثقفاً ومعداً لهذا العمل فقد كان من الواجب أن يكون :
-1 شخصاً متخرجا من مدرسة الكَتَبة التي تُعلم الكُهان القراءة والكتابة.
-2 ومتمرناً على نسخ السجلات وحفظها وخاصة الأدبية منها.
ولقد كان أمين المكتبة يلقب بألقاب كثيرة تشير إلى أهميته وإلى طبيعة محتويات مكتبته , فهناك لقب لأحد أمناء مكتبة من المكتبات ) كاتب بيت الحياة المزدوج ( كذلك كانوا يلقبون أمناء مكتبة أخرى بلقب) رجال المكتبة السحرية الحكماء) وهذه الألقاب تدل على أن المكتبات التي كانت بعهدهم تحوي كتباً دينية وفلسفية وطبية بل لقد ورد لقب سيدة كانت تساعد في إدارة مكتبة طبية وهي )سيدة الحروف) ، (أمينة بيت الكتب) .
وإذا انتقلنا إلى اليونان نجد نفس الرتبة العالية ممنوحة لأمناء المكتبات .
أما في الإسكندرية فقد تنوعت اختصاصاتهم فمنهم الفلكيون ومنهم الرياضيون ومنهم الأدباء ومنهم اللغويون ومنهم الجغرافيون وهم : زينودوتس ، كاليماخوس ، ابولونيوس ، ايراتوستينس ، ايرستوفانس ، ابولونيوس الايديوغرافي .
هذا وإن أشهر هؤلاء البحاثة من حيث الاعتناء بالمكتبات وتنظيمها هو كليماخوس الذي أوجد فهرساً لمكتبة الإسكندرية لعله من أقدم فهارس المكتبات في العالم وأسمه Pinakes بناكس .
وقد كان لأمناء مكتبة الإسكندرية ثلاث مهمات :
-1 أن يجمعوا التراث القديم المشتت .
-2 البحث والتدريس والتمحيص والتأليف والتجارب.
-3 التنظيم للمكتبات تنظيما فنياً وتسهيل سبل الاطلاع على محتوياتها وتسهيل عمل الباحثين .

وقد كانت مهمة أمين المكتبة الرئيسي في الزمن القديم شراء المخطوطات و الكتب الجديدة , فهرسة وتصنيف الكتب على حين كانت مهمة مساعده الإشراف على النسخ والنساخ والاعتناء بالمخطوطات القديمة وإخراج التالف منها وإحلال مخطوطات جديدة محلها .
أما الموظفون العاديون( غير المختصين ) فهؤلاء كانت مهمتهم غير فنية وإنما يقومون بالأعمال المطلوبة منهم تحت إشراف الفنيين والعلماء فقد كان واجبهم أن يكونوا قادرين على القراءة والكتابة وأن يقوموا ببقية الأعمال المطلوبة منهم .
أما في العالم الإسلامي . الذي كان شعلة وضاءة ونبراساً من نور يُقتدى به إبان ازدهار الحضارة الإسلامية فقد انتشرت المكتبات في طول البلاد وعرضها وتنوعت أهدافها وأغراضها واهتماماتها وقصدها البحاثة والعلماء والطلاب من جميع الجهات وكانت هذه المكتبات كثيرة جدا ومتنوعة كل التنوع وغنية في محتوياتها
وقد وضعت المكتبات الكبرى تحت إدارة ثلاث أشخاص : المشرف الأعلى ويسمى ( الوكيل ) ، وأمين المكتبة ويسمى ( الخازن ( ، ومساعد ويسمى ) المشرف ( ، وطبعا تغيرت هذه الأسماء مع الزمن وبالنسبة لمختلف المؤسسات طبيعتها ووظيفتها وحجمها . ولكن حوفظ على هذا النظام الثلاثي وإن كان هناك تغير في الأسماء والمناصب .
أما المكتبات الأقل أهمية واتساعاً فكان يديرها في الإشراف اثنان أمين المكتبة ومساعده ولقد وضعت إدارة المكتبات الصغيرة بعهدة شخص واحد فقط .
ولقد ساد في مطلع القرن نظرية تقول أن أمين المكتبة أو المكتبي يجب أن يكون حارساً للكتب فقط , وبالتالي فهو حارس للمعرفة الإنسانية. فكلما حرص أمين المكتبة على سلامة محتويات مكتبته من الضياع والتلف والخسارة اعتبر أميناً ناجحا وإنه قام بواجبه خير قيام .
ولكن هذه النظرة تغيرت والحمد لله في الآونة الأخيرة وأصبح ينظر إلى أمين المكتبة على أنه معلم الشعب وينظر إلى المكتبة على أنها مدرسة وجامعة الشعب . فكلما تمكن أمين المكتبة من جذب القراء إلى المكتبة , وكلما زاد عدد الكتب المعارة وزاد نشاط أمين المكتبة الاجتماعي والثقافي وتمزقت الكتب من كثرة إعارتها وقراءتها كان ذلك دليل حياً على نشاط المكتبة وعلى نجاحها في مهمتها الموكلة إليها .
ومع مضي الزمن وتعقد الحياة وارتفاع مستوى الحضارة أصبحت المكتبات مؤسسات كبرى ولا بد من التخصص في إدارتها وتدبير أمورها , وأدى ذلك بالتالي إلى اعتبار مهنة أمين المكتبة مهنة من المهن الراقية التي يعد المرء إعدادا جيداً من أجلها وأصبحت هذه المادة تدرس في أرقى جامعات العالم وتمنح بها أرقى الدرجات العلمية[4].

2.2- تطور المهنة المكتبية
بداية ترتبط مهام اختصاصي المكتبة بالمكتبة التي يعمل بها. والمكتبات على أنواع عدة، منها المكتبات القومية، والعامة، والمدرسية، والجامعية، والمتخصصة، والخاصة، وكل نوع من هذه المكتبات تقدم خدماتها لفئة معينة من المستفيدين، ولا يستثنى منها سوى المكتبات العامة، فهي مكتبات الشعب وجامعته، فهي تفتح أبوابها أمام الجميع بلا تفرقة بينهم لجنس أو لدين أو لعمر أو لجانب اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي، فهي تهب العلم حرًا لكل من يقصدها، ولذلك فخدماتها تتسع لتشمل كافة الخدمات المكتبية التي تركز عليها الأنواع الأخرى من المكتبات، ولذلك سوف نتتبع تاريخ وتطور اختصاصي المكتبة من خلال هذه النوعية من المكتبات.
وبادئ ذي بدء فقد ارتبطت المهام التي يقوم بها اختصاصيو المكتبة العامة بالخدمات المكتبية العامة، ولذلك أشار الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات والمعلومات( IFLA) إلى أن المقصود من الخدمة المكتبية العامة وظائف المكتبة العامة، أو المحصلة النهائية لهذه الوظائف، وأن المقصود من مصطلح وظائف ما تقوم به المكتبة العامة فعلاً من أعمال وأنشطة تلبية لرغبات المترددين عليها.
ولقد تطورت وظائف اختصاصي المكتبة على مر العصور مع تطور المكتبات وخدماتها، ففي العصور القديمة كانت المكتبات جزءًا من دور العبادة، مثلها في ذلك كالمدارس والمستشفيات، ولقد تمثلت طبقة العلماء في الكهنة ورجال الدين، وكان هؤلاء يحتفظون بإنتاجهم الفكري من كتب وأبحاث ودراسات في المعابد التي يعملون بها، وقاموا بتدوين هذا الإنتاج بكتابات لا يستطيع أفراد الشعب قراءتها، ومن ثم لا يستطيع أحدهم معرفة أسرارهم العلمية فينافسهم الزعامة والسيطرة على الناس، ففي مصر القديمة- على سبيل المثال- كانت الكتابة الهيروغليفية أولى الكتابات التي ابتكرها كهنة مصر العلماء ودونوا بها كتاباتهم المختلفة، وبالمثل كانت حضارات الصين والهند وبلاد الرافدين، وفي هذه الأثناء لم يتم تعيين مسؤول للمكتبة، فقد كان هؤلاء العلماء يحتفظون بإنتاجهم الفكري بالمعابد بالصورة التي تتراءى لهم، ولكل منهم مكان خاص، ومع تزايد الإنتاج الفكري بدأ يتطوع أحدهم بتنظيم مقتنيات المكتبة بصورة معينة من أجل المحافظة عليها من التلف أو الفقد، وفي نفس الوقت لم تكن المكتبة مفتوحة أمام عامة الشعب، بل اقتصرت خدماتها على فئة العلماء فقط.
وبعد أن كانت هذه الوظيفة بالتطوع أصبحت بالتعيين، ولقد كان التركيز في البداية على اختيار أمين المكتبة من العلماء أو المفكرين أو الأدباء أو المحبين للكتب والقراءة، ففي مكتبة الإسكندرية القديمة وقع الاختيار على( كاليماخوس) الذي كان يعمل معلمًا إلى جانب شهرته في مجال الشعر والأدب، وعندما تولى العمل في إدارة مكتبة الإسكندرية وجد أن مقتنيات المكتبة في نمو متزايد، نتيجة حرص الملوك البطالمة على جمع التراث اليوناني والبشري من كل مكان بهذه المكتبة، حتى إن السفن التي كانت تأتي إلى ميناء الإسكندرية كان يتم تفتيشها وتفتيش من عليها بحثًا عن الكتب لتزويد المكتبة لها، لذلك فكر (كاليماخوس) في عمل سجل يضم كافة هذه المقتنيات، ووصف كل كتاب بعنوانه واسم مؤلفه وموضوعه وفقرات من بدايته ونهايته، وذلك من أجل حصر المقتنيات، وتسهيل تعرف العلماء وصغار العلماء من طلبة العلم المترددين على المكتبة على مقتنياتها. وعندما مات (كاليماخوس) ولم يكن قد انتهى من هذا العمل استكمله تلاميذه (أبولونيوس) و(أرستاخوس).
ولقد استمرت الفئة المسيطرة على إدارة المكتبات من العلماء والأدباء ومحبي القراءة نظرًا لارتباطهم كثيرًا بالمكتبات من أجل القراءة والاطلاع وإعداد الأبحاث والدراسات المختلفة، إلى جانب تشجيع الحكام لهم على مواصلة البحث العلمي. ففي العصر الإسلامي ظهرت الكثير من المكتبات العامة، وكان من أبرزها "بيت الحكمة" في بغداد التي أقامها الخليفة المأمون، وبيت الحكمة في القاهرة التي أقامها الحاكم بأمر الله. ولقد حرص الخلفاء على جمع تراث الإنسانية بمكتباتهم، كما شجعوا الترجمة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية، حتى إن المأمون كان يمنح كل من يقوم بترجمة أي كتاب إلى اللغة العربية وزن ورقة ذهبًا[5].
هذا، ولقد استمرت وظيفة المكتبي الأساسية تقوم على الجمع والحفظ، أي جمع مقتنيات المكتبة وحفظها، حتى إن المكتبات الفرنسية- على سبيل المثال- كانت تربط الكتب بالسلاسل خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين تأكيدًا للمحافظة عليها من أية أخطار تهددها، بخاصة تعرضها للسرقة، وكان من يريد القراءة يأخذ الكتاب بسلاسله ويقرؤه ثم يعيده للخزانة كما هو. وحرص أمين المكتبة في هذه الفترة على أن تكون الكتب بعيدة (قدر المستطاع) عن أيدي الناس، حتى يتمكن فيما بعد من تسليمها عهدة لمن يأتي بعده من أمناء المكتبة، دون أن تكون الكتب قد مزقت، أو أصابها التلف من كثرة الاستخدام، أو فقدت بسبب السرقة. ولقد كان أمين المكتبة معذورًا في ذلك، حيث كانت الكتب غالية الثمن وصعبة المنال، ولا يمكن تعويضها، وكانت المكتبة لا يوجد بها سوى نسخة واحدة من كل كتاب، وكانت عبارة عن مخطوطات يتم نسخها باليد، فلم تكن الطباعة قد اخترعت بعد[6].
ومع تركيز أمناء المكتبات في هذه الفترة على المحافظة على الكتب وتقديمها على حذر للمستفيدين، كان لا يهتم الكثير منهم بتنظيم مقتنيات مكتباتهم لتسهيل الاستفادة منها، ومن كان ينظم مكتبته فإنه كان ينظمها بطريقته الخاصة، نظرًا لعدم وجود قواعد وأسس لتنظيم المكتبات آنذاك، وفي نفس الوقت كان أمين المكتبة لا يحرص على بذل أي جهد لتشجيع الناس على استخدام الكتب والقراءة، بل كان يضع العراقيل أمامهم، حتى إن بعض المكتبات الأوروبية جعلت ارتياد المكتبة في أيام معينة، ومنها من اشترطت ألا يقل سن المستفيد عن 21 عامًا، وأن يكون الغرض من ارتياد المكتبة هو الاطلاع فقط، مع عدم جواز القراءة بغرض اجتياز امتحان معين! ولذلك كانت الخدمة المكتبية العامة في هذه الفترة وقفًا على المفكرين فقط، والذين لديهم معرفة بالكتب، أي الذين يستطيعون تحديد ما يرغبون في قراءته دون مساعدة كبيرة من أمين المكتبة.
ومع بداية عصر النهضة في أوروبا بدأ أول نداء للاهتمام بالمكتبات العامة على يد «مارثن لوثر»، الذي اعتبرها ضرورية للتعليم، نظرًا لزيادة أعداد المدارس وزيادة الاهتمام بمحو الأمية، وظهور حركات الإصلاح المختلفة، ونداءات الحرية والتقدم والنهضة الثقافية والفكرية. وبذلك تغيرت وظيفة أمين المكتبة من مجرد جمع وحفظ مواد المكتبية، إلى تشجيع استخدامها بلا قيود أو عقبات. ولذلك ابتكر المكتبيون عمليات فنية مساعدة للمستفيدين على استخدام المواد المكتبية وتشجيعهم على ارتيادها، وإرشادهم إلى المواد المناسبة لهم، ومن ثم تحول أمين المكتبة من مجرد حارس لها إلى مشجع للتردد على المكتبة والاستفادة منها.
3.2-التكوين الأكاديمي في المهنة المكتبية:
ومع تطور المكتبات العامة، وتعدد وظائف العاملين بها، استلزم الأمر تغيير طريقة اختيار العاملين بالمكتبات، فلم يعد العالم أو المفكر أو المحب للقراءة قادرًا على استيعاب متطلبات المستفيدين، وتنظيم المكتبة بطريقة مناسبة لتسهيل استخدام موادها. ولذلك بدأت مرحلة تأهيل العاملين بالمكتبات وتخريج أجيال جديدة من مدارس وأقسام وكليات ركزت دراساتها على المكتبات وطريقة تنظيمها وخدماتها، وفي نفس الوقت نشطت أبحاث المكتبات والقراءة وخدمات المستفيدين، ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
لقد كانت بداية الدعوة لإنشاء معاهد متخصصة في المكتبات في «ميونخ» بألمانيا سنة 1829م لتوفير العناصر المناسبة لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة، وبدأ أساتذة الجامعات في هذه الفترة في الاهتمام بالمهنة الوليدة، حيث تم تكثيف الدعوة لتدريب المكتبيين في ألمانيا منذ عام 1887م، بخاصة بعد أن وضع أمين مكتبة إحدى الجامعات الألمانية برنامجًا دراسيًا جامعيًا لمدة ثلاث سنوات في علم المكتبات عام 1874م، كما قامت جامعة جوتنجن بإنشاء كرسي للأستاذية في علم المكتبات عام 1886م. وفي الولايات المتحدة كان قد نجح رجال المكتبات الأوائل في إنشاء الجمعية الأمريكية للمكتبات «ALA» عام 1876م والتي تعد أقدم مؤسسة مهنية في تخصص المكتبات على مستوى العالم، ثم جاء عام 1887م ليتوج هذه الجهود بظهور أول دراسة رسمية لتدريس المكتبات بجامعة كولومبيا بنيويورك بفضل جهود «ملفيل ديوي» عالم المكتبات الشهير، صاحب أشهر تصنيف لأوعية المكتبات التي عرف باسمه (تصنيف ديوي العشري)، والذي قال يوم افتتاح الدراسة الرسمية للمكتبات: «جاء الوقت أخيرًا لنقول بأن المكتبي يحتل مهنة».[7]
وبعد أن كانت المكتبات تقتصر خدماتها على الكبار جاء عام 1890م ببدء أمناء المكتبات في فتح مكتباتهم أمام الأطفال بجانب الكبار، واهتموا بتزويد مكتباتهم بالمواد المناسبة لهم، حتى أصبحت في أوائل القرن العشرين الكتب التي تعار للأطفال في الكثير من المكتبات تمثل ثلث مجموع الكتب التي تعار للكبار! وبعد أن كانت كتب الأطفال تمثل رفًا بين كتب الكبار، أصبحت تمثل ركنًا بالمكتبة أو قسمًا خاصًا بهم، بل منفصلاً في الكثير من الأحيان، ليضم بجانب المواد المكتبية وسائل الترفيه المختلفة من ألعاب ورسم وموسيقى. ومن ثم يصبح للأطفال مطلق الحرية في قسمهم الخاص، ولا يعترض عليهم الكبار لارتفاع أصواتهم أو كثرة حركاتهم، كما تم اختيار من يعمل بهذا القسم إلى جانب تخصصه في المكتبات أن يكون متخصصًا في كيفية التعامل مع الأطفال، وعلم نفس الطفولة.
وإذا انتقلنا إلى العالم العربي نجد أن البداية الأولى لتأهيل العاملين بالمكتبات كانت من مصر، ففي منتصف القرن العشرين تم إنشاء معهد الوثائق والمكتبات بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، والذي تحول إلى قسم المكتبات بكلية الآداب بعد ذلك، ثم أنشئت العديد من أقسام المكتبات في جامعات مصر المختلفة، وبذلك أصبح خريجو هذه الأقسام قادرين ومؤهلين لتنظيم وإدارة المكتبات وتقديم الخدمات المكتبية بصورة مناسبة، ثم أخذت الجامعات العربية في إنشاء أقسام دراسات المكتبات منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، حتى أصبحت دراسة المكتبات واحدة من أبرز الدراسات بمعظم الدول العربية.
وفي الحلقة الدراسية التي عقدت ببيروت عام 1959م تحددت وظائف المكتبات العامة، وتطورت بناء عليها وظيفة أمين المكتبة من تنظيم المواد المكتبية وإرشاد القراء إليها، إلى الكثير من الوظائف، كالمساهمة في حملات محو الأمية وتعليم الأطفال والكبار، وكذلك تقديم الخدمات المرجعية المختلفة، واستخدام المواد السمعية والبصرية في مساعدة الأميين، وعدم اقتصار مقتنيات المكتبات على الكتب، وتنويعها لتشمل أشكال المواد المكتبية الأخرى. كما بدأت مدارس وأقسام المكتبات في العالم في تدريب خريجيها على القيام بهذه الوظائف المختلفة، حتى يصبحوا على دراية كافية بهذه الوظائف والخدمات.
وجاء عام 1971م ليعلن بدء تقديم الخدمات المكتبية للفئات الخاصة من فاقدي السمع أو البصر والمرضى ونزلاء السجون والمستشفيات وسكان المناطق النائية، وذلك تحقيقًا للمساواة بين الجميع. فالمعرفة والقراءة حق للجميع. ولذلك بدأت المكتبات في اقتناء المواد المكتبية الخاصة بالفئات الخاصة مثل الكتب الناطقة، والكتب المكتوبة بطريقة (برايل). كما تم توفير العاملين المؤهلين للتعامل مع هذه الفئات، وتقديم الخدمات المكتبية لهم، وبدأت المكتبات المتنقلة والمحمولة تصل بالخدمات المكتبية للمناطق النائية، إلى جانب إقامة المكتبات بالمستشفيات والسجون لتوفير خدمات القراءة والاطلاع للنزلاء، مع التركيز على المواد التي ترفع من معنوياتهم، وتحثهم على القيم والأخلاق النبيلة، والمشاركة في بناء وإصلاح المجتمع.
وفي العام التالي ظهر إعلان اليونسكو للمكتبات العامة الذي حدد معالمها المختلفة، والتي منها دور العاملين بها. ثم جاء عام 1973م بمعايير المكتبات العامة التي وضعها الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات «IFLA»، والتي حددت المهام المختلفة لأمين المكتبة، وعدلت بعد ذلك عام 1977م بإدخال الكثير من التعديلات عليها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهرت عدة تعليمات وخطوط إرشادية حول المكتبات العامة ووظائف العاملين بها عام 1986م، وذلك لمواكبة التطورات التي تطرأ على تقنيات المعلومات والمكتبات، كظهور الحاسب الآلي واستخدامه بالمكتبات.
كما تعد هذه الخطوط الإرشادية بديلاً عن المعايير التي وجد من الصعب تطبيقها في كل مكان، نظرًا لاختلاف إمكانيات المكتبات من دولة إلى أخرى.
ومع ظهور شبكة الإنترنت واستخدامها بالمكتبات، طرأت تطورات عديدة على المكتبات العامة، حيث تعددت أقسامها، وكثر العاملون بها، وتم تقسيم العمل بينهم. كما ظهرت العديد من الوظائف الجديدة، كاختصاصي المعلومات، واختصاصي الموضوعات، واختصاصي قسم الأطفال، إلى غير ذلك من الوظائف والمهام المكتبية.
وبذلك بدأ يختفي أمين المكتبة الشامل الذي يقوم بجميع المهام المكتبية في معظم المكتبات العامة، بخاصة الكبيرة منها، وبدأ يظهر اختصاصي التزويد، واختصاصي الإعداد الفني للمواد المكتبية، واختصاصي خدمات الإعارة والاطلاع الداخلي، واختصاصي قسم الأطفال، واختصاصي قسم الشباب، واختصاصي الفئات الخاصة، واختصاصي قسم الأوعية غير المطبوعة، واختصاصي المعلومات والإنترنت، والاختصاصي الموضوعي.[8]


3 :التحديات التي تواجه المهنة المكتبية في المستقبل

1.3- من أمين المكتبة ...إلى أخصائي المعلومات:

يشهد العالم في وقتنا الحاضر تطورات سريعة ومتلاحقة بحيث لم يعد الفرد يدور في نطاق الأسرة أو المدرسة بل بتعامله مع الحاسوب المرتبط بشبكات المعلومات العالمية تعدى ذلك.
وهذا التطور المذهل حتم على أمناء المكتبات التغير تجاه هذه التغيرات لأن نجاح أو فشل المكتبة يتوقف على مقدرة أمين المكتبة في تسيير المكتبة وهذا بدوره يؤثر تأثيرا مباشرا على اتجاهات المستفيدين.
وحين يطرق إلى مسامعنا مصطلح أمين المكتبة (Librarian) يتبادر إلى الذهن ذلك الموظف التقليدي الذي ينكب على الكتب والمخطوطات ، فقديما كان يعهد بمسؤولية المكتبة إلى العلماء والباحثين أو المثقفين الذين لهم دراية بالكتب.
وان التغير الواضح في مهنة المكتبيين في عصر المعلومات لم يسمح لأمين المكتبة أن يكون مجرد حارس للكتاب أو المكتبة ولم يعد من مهامه اختيار المواد وتنظيمها ثم تقديمها فقط .
أما النظرة الحديثة في عصر السرعة الفائقة في انتقال المعلومات Information super high way جعلتنا في حاجة ماسة جدا إلى ما يسمى بأخصائي مكتبة المستقبل (CYBRARION) الذي يتعامل مع أجهزة الحاسوب ، وهو الذي يرى المعلومات ولا يلمسها ، ويقوم بالاتصال بمختلف شبكات الاتصال الإلكترونية في كافة أنحاء العالم لتجميع المعلومات .
" ومع تقدم العلوم التي صاحبها تزايد إنتاج المعلومات وظهورها في أشكال وأوعية مختلفة، وحتى لا يضيع هذا الإنتاج الفكري البشرى اخذ الإنسان يبحث عن وسائل تمكنه من جمعه ومعالجته وإتاحته للرواد وكان لابد من توافر الأطر المؤهلة للقيام بهذه الأعمال .
وفى خضم هذه الثورة المعلوماتية والتقنية يبرز لنا شئ في غاية الأهمية ألا وهو حاجة أخصائي مكتبة المستقبل إلى التدريب وتجديد معلوماته ومهاراته وكفاءاته في مجال تخصصه. وهذا تأكيد لمصطلح التعليم المستمر أو المتواصل "Continuous Education" الذي يعنى تطوير المعلومات في مجال التخصص.
ومن ضمن عوامل قيام المكتبة الإلكترونية :
- تعاون جاد بين الجمعيات المهنية.
- إعداد مهني جيد وتكوين إطار مهني له قدرة التكيف مع المستقبل.
- تعاون جاد بين العاملين في التخصص.
- الحرص على التدريب المستمر.
وعليه فإن مكتبة المستقبل تختلف اختلافا واضحا عن المكتبة التقليدية ومن أشكالها إحلال مخازن المعلومات الإلكترونية محل المطبوعات وانتقال صناعة النشر من الطبع على الورق إلى النشر الإلكتروني، كما أن عدد العاملين بالمكتبة سوف يقل.[9]
إن المكتبي في عصر التقنية في وضع أفضل بكثير من الماضي ، فجميع المقتنيات مخزنة إلكترونيا وبإمكانه أن يسترجع أي من الوثائق الموجودة، وحتى وان كانت الوثيقة غير موجودة فيمكن استخدام الفاكس fax للحصول على نسخ مصورة من أماكن بعيدة وإذا كانت مخزنة في المرصد فيمكن استرجاعها على شاشة المنفذ .
أي في ظل المكتبة الإلكترونية لا بد أن يتحول اهتمام أمين المكتبة من الاهتمام بالوثائق وفهارسها إلى الاهتمام بالمستفيدين من قراء وباحثين.
وبهذا سيترقى دور أمين المكتبة إلى أخصائي المعلومات أو رائد للمعلومات ، باعتبار أن التطورات الحالية تستوجب الإحاطة بالكم الهائل من المعلومات ، وبذلك نصل إلى أن أفضل من يدير المعلومات أو يمارسها سيصبح هو المطلوب لتولى القيادة أو الريادة.
وان أخصائي المعلومات غالبا ما يكون متقوقعا إلى جانب الحاسب الآلي ومنه يتصل بمختلف شبكات الاتصال الإلكترونية في كافة بقاع العالم للحصول على المعلومة وتجميعها. لأن أخصائي المعلومات عبارة عن أمين مكتبة مستقل( Free lancer librarian) يعمل لحساب نفسه، فهو المسؤول عن تجديد معلوماته وذلك لمواكبة العصر.
وسيصبح أمين المكتبة هو أمين معلومات محاط بأجهزة الحواسيب والاتصالات، حتى يستطيع العمل في المكتبة مع النصوص الإلكترونية وشبكات المعلومات ودور النشر.
إن الحواسيب ساهمت مساهمة فعالة في مساعدة أمين المكتبة أو أخصائي المعلومات في الأعمال التكرارية أو الروتينية بالمكتبات ،وقد مكنت أمين المكتبة من استرجاع الحقائق والمعلومات والبيانات بطريقة أسرع.
إن أمين المكتبة المدرسية سيساهم مساهمة فاعلة في عصر المعلومات,و تكمن مساهمته في توفير المعلومة للطالب والمعلم على وجه السرعة، أيضا يساهم في انتقاء المعلومات المهمة وتقديمها وبهذا يجب على أمين المكتبة المدرسية أن يكون متخصصا في استخدام تقنية المعلومات لممارسة دوره على أكمل وجه.
وبهذا التطور أصبح لزاما على المكتبات المدرسية التحول التدريجي من توفير مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة إلى المصادر الحديثة في شكلها الإلكتروني.
وهذا يتطلب التغيير في سياسة تنمية المجموعات والتحول التدريجي نحو قيام المكتبة الرقمية.
إن التحول السريع في أنماط التعليم وطرقه ووسائله وتقنياته يفرض على أمين المكتبة المدرسية أن يطور ويغير من دوره التقليدي وليتعدى تأثيره إلى الفصول الدراسية بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس لمعرفة احتياجات الطلاب المعلوماتية.
وعند استخدام الأنترنت في المراحل التعليمية المختلفة يبرز الدور الريادي للمكتبيين والأخصائيين بتوجيهاتهم وإرشاداتهم لكل فئات المجتمع التعليمي ،وذلك في مجال تعزيز المناهج الدراسية ،وإعداد التقارير والبحوث والواجبات لكونهم أهل خبرة في توظيف هذه التقنية في دعم العملية التعليمية .
ومن الملاحظ أن اغلب الطلبة يفضلون استخدام الأنترنت لحداثة المعلومات التي تعرض من خلالها.
وبما أن الموضوعات التي يعمل عليها أخصائيو المعلومات متعددة ومتباينة باختلاف رغبات الناس وتنوع احتياجاتهم فإن مواصلة التعلم اليوم أصبحت ضرورة حتمية تفرضها تغيرات العصر والزخم الهائل في كم المعلومات والتي أغرقت الحياة العملية بمصطلحات وعبارات ومفردات لغوية كثيرة جدا ، وأصبحت عبارة مواصلة التعليم "Continuos learning" تعنى تطوير وتجديد معلومات الفرد في مجال تخصصه، لأن المعلومات هي حجر الزاوية والأساس للبقاء البشرى.
وفى خضم هذه التغيرات والتطورات ظهرت وظائف وتسميات لأمين المكتبة وهى:
مهندس المعرفة -مستشار المعرفة- مدير المعلومات-مكتبي المستقبل -وسيط المعلومات .
ولم يعد هناك أي مجالا للشك بأن سرعة الإمداد بالمعلومات من أعظم ميزات الخدمة الإلكترونية . بالإضافة إلى انه أصبح من الضروري على المكتبات الإلكترونية أن تتعامل مع مهندسي حواسيب ومخططين ومبرمجين للتعامل مع الوسائل التقنية الحديثة ، وبهذا يتطلب أن يكون أمين مكتبة المستقبل مرشدا، ومدربا للمستفيدين على استخدام المصادر الإلكترونية وتحليل المعلومات . أي أن تسمية أخصائي معلومات أصبحت مقرونة بفترة ازدهار المعلومات خصوصا بعد ظهور شبكة الإنترنت وما تقدمه من خدمات .
وعليه يجب على أخصائي المعلومات أن يكون ملما بــ:
علم الحاسوب،علم المكتبات والمعلومات،علم الاتصال،علم إدارة الأعمال.
وفى خضم هذه البيئة الجديدة التي تعرفها المكتبات ، أصبح أمين المكتبة بمثابة منظم للمعلومات ومستشارا في استخدام التقنية الحديثة من اجل استقطاب المعلومات بأيسر الطرق.
بالإضافة إلى إتقان استخدام التقنيات الحديثة فإن أخصائي المعلومات يجب أن يعرف مدى أهمية المعلومة للمستفيد وكيف سيستخدمها.
وفى ظل تطورات العصر ودخول التقنية، أصبح لابد أن يكون أمين المكتبة مؤهلا أكاديميا لتأدية عمل تخصصي، وهذا التأهيل اختلف هو الآخر مع مرور الزمن ، ففي ظل تقنية المعلومات وظهور الشبكة العنكبوتية Inter net وغزارة المعلومات ، وعجز الأوعية على حصرها . تطلب الأمر وجود أفراد ذوى مهارات وكفايات خاصة مؤهلين على مستوى تقني عالي حتى يتمكنوا من التعامل مع الفيض الهائل من المعلومات.
ومن المهارات والكفايات التي لابد من توافرها في أخصائي مكتبة المستقبل ما يلي:
-1 مهارات أكاديمية دراسية وفيها يكون ملما بكل أبعاد التخصص.
-2 مهارات لغوية متعددة حتى يستطيع التعامل مع مختلف أوعية المعلومات متعددة اللغات .
-3مهارات فنية خاصة بالعمليات الفنية من فهرسة وتصنيف وغيرها.
-4مهارات تقنية وفيها يكون ملما باستخدام كافة أنواع التقنية وتوظيفها في أعمال المكتبة.
5 -مهارات مستقبلية حتى يكون ذو بعد نظر في المجال ويقدم مقترحاته بناء على تخيلاته المستقبلية.
6-امتلاك معرفة عميقة بمصادر المعلومات .
7 -تطوير وإدارة خدمات سهلة وميسرة الوصول إليها.
-8تقييم الاحتياجات المعلوماتية وتصميم خدمات لسد تلك الاحتياجات.
9 -استخدام تقنيات المعلومات المناسبة .
-10التحسين المستمر لخدمات المعلومات.
-11استشاري معلومات يعمل على مساعدة المستفيدين وتوجيههم.
-12تدريب المستفيدين على استخدام المصادر والنظم الإلكترونية.
-13تحليل المعلومات وتقديمها للمستفيدين.
-14العمل على إنشاء ملفات بحث وجعلها بين أيدي الباحثين والدارسين.
-15العمل على إنشاء ملفات معلومات شخصية وإبرازها عند الحاجة.
-16البحث في مصادر غير معروفة للمستفيد وتقديم نتائج البحث.
وقد صنفت أنشطة المكتبات وأخصائيي المعلومات في عصر الانترنت تحت ثمانية مهام:
أ‌. توفير الوصول إلى الانترنت : يمكن أن توفر المكتبة اتصالا بالإنترنت للذين لم تمكنهم ظروفهم المادية من الحصول على الخدمة.
ب‌. استكشاف المعلومات: إن معظم المعلومات المتاحة عبر الشبكة العالمية غير منظمة وتحتاج كفاءة ومهارة لتنظيمها واسترجاعها ، ومن ثم توفيرها للمستفيدين مساعدة لهم للوصول إلى المطلوب من كتب ومقالات وبرامج وأخبار .
ت‌. التعليم والتثقيف : يجب أن يعد أخصائيو المعلومات بوظيفة المعلمين لشرح تقنيات الإنترنت وإكساب المستفيدين مهارات استرجاع المعلومات عن طريق إقامة الدورات وإعداد أدلة إرشادية.
ث‌. النشر: يمكن أن يقوم أخصائيو المعلومات بتصميم مواقع الأنترنت لنشر المعلومات من قبل المستفيدين ، أيضا يمكن إضافة خدمات جديدة مثل: القيام بعدة نشاطات منها : نشر القصص وإجراء المسابقات.
ج‌. دور الوسيط: يستطيع أخصائيو المعلومات نيابة عن المستفيد من القيام ببعض العمليات المعقدة والتي تحتاج إلى شرح مثل : البحوث المتقدمة أو استحداث برامج معينة.
ح‌. تقييم المعلومات : لقد كان الناشرون يقومون بتقييم المعلومات التي ينشرونها وفق معايير معينة ، أما شبكة الإنترنت فهي مفتوحة لكل من يريد أن ينشر أي معلومة دون تقييمها والتأكد من صحتها . وهنا يبرز دور أخصائي المعلومات في مساعدة المستفيدين لتقييم المعلومات المنشورة في الإنترنت حسب المعايير الموضوعة.
خ‌. تنظيم المعلومات: يمكن أن يقوم أخصائي المعلومات بالعمليات الفنية كفهرسة وتكشيف كافة أوعية المعلومات التي تقتنيها المكتبة أو التي تتوفر عبر الأنترنت كفهرسة أجزاء من الكتب الإلكترونية أو بعض المقالات ذات الموضوع الواحد.
د‌. تقديم المشورة: يستشير أخصائيو المعلومات الجهات المسؤولة بإعداد الخطط والسياسات حول العديد من القضايا التي تخص خدمات المعلومات والأنترنت.[10]

2.3-أهم وظائف أخصائي المعلومات :

-1 تحديد أماكن المعلومات المطلوبة لمختلف الفئات في المجتمع عن طريق استخدام جميع وسائل الاتصالات الإلكترونية المتعددة (الأنترنت،الخط المباشر) غير أن أغلب أخصائيي المعلومات يفضلون استخدام الشبكة المعروفة www ( world wide web )
أو الاستعانة بمجموعة الأخبار News Groups ، وقوائم البريد ((Mailing lists
-2 إعداد وتجهيز البحوث التي تحتاجها بعض الشركات المختلفة أو كبار رجال الأعمال . مثلا: شركات التأمين أو الشركات الصناعية أو البرق والهاتف أو المؤسسات وجمعيات الأعمال الخيرية.
-3 أحيانا يقوم أمين المكتبة بتقديم بعض الاستشارات للشركات أو المؤسسات التي ترغب في أن تدخل مكاتبها ضمن شبكات الاتصال ، ولهذا كان لزاما على أخصائي المعلومات أن يجدد باستمرار قائمته الخاصة بتقديم خدمات شبكات الاتصال.( ISP ) Internet service Providers
وبهذا تطور مهام أمين المكتبة وتحول إلي خبير أو استشاري معلومات أو أمين مراجع وموجه أبحاث لتقديم معلومات دقيقة وفورية لكافة المستفيدين على اختلاف مستوياتهم وتوفير فرص أوفر لتدريبهم.
ويبدو إن التوجه الحالي يؤكد على تجدد الوظائف التقليدية للمكتبة للتفاعل مع تقنية المعلومات الحديثة وهذا يحتم على أمين المكتبة واختصاصي المعلومات مراجعة مهامه التقليدية والقيام بمهام جديدة.
باعتبار أن النقلة نحو التقنية تمليها الحاجة إلى إعداد كوادر المستقبل للعمل في المكتبات . لأن التحولات السريعة فرضت ظهور وظائف مكتبية جديدة والى مهن معلومات جديدة.
ويمكن تصنيف مهن المعلومات الجديدة إلى صنفين :
أ‌. مهن تقليدية متجددة.
ب‌. مهن مستحدثة.
أولا/ مهن تقليدية متجددة : ومنها:
- 1 خدمة البحث في شبكة الإنترنت : تعوض هذه الخدمة وظيفة اختصاصي المراجع التقليدية والمتمثلة في البحث في موارد المكتبة للوصول إلى المعلومات المرجعية من المصادر الأولية.
وأمام تطور شبكة الإنترنت وتنوع أشكال المعلومات أصبحت مهام هذه الخدمة تتمثل في :
استفسار محركات وأدلة البحث المتاحة على الشبكة.
- استفسار بنوك معلومات المكتبات الإلكترونية المتاحة على الشبكة.
- تقييم الموارد المعلوماتية واختيار المناسب منها.
-2 المعالجة الببليوغرافية على الخط: تتمثل هذه الوظيفة في الاستفادة من الفهارس المكتبية المعروضة على شبكة الإنترنت.
ومن خصائص هذه الوظيفة :
- البحث عن التسجيلات الببليوغرافية.
- الحصول على المعلومات الببليوغرافية.
ثانيا/ المهن المستحدثة :
تشمل تكشيف الموارد المعلوماتية المتاحة على شبكة الإنترنت بمختلف أنواعها وأشكالها :
مواقع على " الواب " وتتمثل مهمة مواقع الواب في الآتي:
- تحديد المواقع التي يهتم بها دليل البحث.
- ملاحقة المواقع الجديدة التي تنمو يوميا.
- الإحاطة بمحتوى تلك المواقع.
- مراقبة وتقييم التكشيف الذي يقوم به ناشر الموقع.




3.3- ميثاق أخلاقيات أخصائي المكتبات والمعلومات


يشكل المختصون في المكتبات والمعلومات غالباً حلقة الوصل بين المعلومات ومستخدميها، وذلك يجعلهم يحتلون أماكن مهمة يترتب عليها العديد من المسؤوليات، ومن هنا فإن حساسية مكانة وموقع هذه الفئة يفرض الحاجة لوجود نوع من التوازن بين المتطلبات المختلفة والمترتبة على هذه المكانة. والهدف من هذه الوثيقة ــ التي تشتمل على المبادئ والقواعد ــ هو توفير إطار يساعد اختصاصيي المكتبات والمعلومات في القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم المترتبة على الأعمال التي يقومون بها، كما أنها تشتمل على مجموعة من القواعد الأخلاقية والسلوكية للممارسة المهنية في مجال المكتبات والمعلومات.
ونظراً للتنوع الموجود في مهنة المكتبات والمعلومات، فإنه يجدر الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تنطبق كل قاعدة من قواعد هذه الوثيقة على جميع المتخصصين بالتساوي، إلا أنه من المفيد للمصلحة العامة مراعاة واحترام هذه القواعد بشكل عام مما قد يؤدي في النهاية إلى ما يمكن اعتباره ممارسة مهنية جيدة.

أولاً: المبادئ العامة للأخلاقيات المهنية للمتخصصين في المكتبات والمعلومات

- يجب أن يتسم سلوك اختصاصيي المكتبات والمعلومات بما يلي بصرف النظر عن الترتيب والأولوية:
- الحرص على الصالح العام في كل المسائل المهنية، شاملاً احترام الاختلاف والتنوع داخل المجتمع، والدعوة لتكافؤ الفرص بين المستفيدين، ومراعاة حقوق الإنسان.
- الاهتمام بالسمعة الطيبة لمهنة المكتبات والمعلومات .
- التعهد بالدفاع عن المهنة، وتقدمها، من خلال الوصول إلى المعلومات، وتقديم الأفكار والأعمال المبدعة.
- تقديم أفضل خدمة ممكنة في ضوء الإمكانات المتاحة.
- الحرص على تحقيق التوازن بين احتياجات المستفيدين (الفعليين والمحتملين) وبين المتطلبات المنطقية لأرباب العمل.
- المعاملة العادلة لجميع المستفيدين من المعلومات.
- النزاهة والابتعاد عن الانحياز عند الحصول على المعلومات وتقويمها وتقديمها للمستفيدين منها.
- احترام السرية والخصوصية في التعامل مع المستفيدين من المعلومات.
- الاهتمام بحماية والمحافظة على مورثونا المعلوماتي في جميع أشكاله.
- احترام وإدراك قيمة كيانات مصادر المعلومات والجهود الفكرية للمسؤولين عنها.
- الحرص على تطوير المعرفة والمهارات والقدرات المهنية والمحافظة عليها.
- احترام مهارات وقدرات الآخرين، سواء كانوا من المتخصصين في المكتبات والمعلومات أو المستفيدين أو أرباب العمل أو زملاء المهنة.

ثانياً: قواعد الممارسة المهنية للمتخصصين في المكتتبات والمعلومات

هذه اللائحة وقواعدها المختلفة توضح وتخصص المبادئ الأخلاقية (المذكورة سابقا) لمختلف الفئات والاهتمامات للمنتسبين لمهنة المكتبات والمعلومات، كما أنها تتضمن بعض الجوانب الإضافية فيما يتعلق بالسلوك المهني، مع ملاحظة أن هذه القواعد والقيم تتفاوت في أهميتها النسبية بحسب للسياق الذي تطبق فيه.

1. الواجبات الشخصية:
الأشخاص الذين يعملون في مهنة المكتبات والمعلومات عليهم واجبات شخصية تتعدى تلك التي تحددها عقود العمل مع الجهات التي يعملون بها أو المستفيدون منها. لذا فإن الأعضاء المنتسبين للمهنة عليهم مراعاة ما يلي:
- السعي لتحقيق أعلى مستوى من المعرفة المهنية والكفاءة.
- التأكد من استمرار قدرتهم على الممارسة المهنية من خلال اطلاعهم ومتابعتهم على التطورات في مجالات أعمالهم وتخصصاتهم.
- الحرص على عدم إدعاء امتلاك الخبرة والتأهيل في مجال العمل بالمكتبات والمعلومات أو في المجالات الأخرى ذات العلاقة إلا عندما تكون مهاراتهم ومعارفهم كافية لذلك.

2. الواجبات المتعلقة بالمعلومات ومستخدميها:
سلوكيات المتخصصين الذين يعملون في حقل المعلومات وتصرفاتهم يجب أن تتم بمراعاة اهتمامات المستفيدين من المعلومات واحتياجاتهم، كذلك يحتاج العاملون في مهنة المعلومات إلى إدراك أن عليهم وجبات ومسؤوليات تجاه التراث المتنامي من المعلومات والبيانات بغض النظر عن الأشكال التي تظهر بها، وهذا يشمل الأعمال الإبداعية والحقائقية، لذا فإن أعضاء المهنة يجب أن يراعوا ما يلي:
- التأكد من أن مستخدمي المعلومات مدركين لماهية ومدى خدمات المعلومات المتاحة لهم.
- العمل على جعل عملية إتاحة المعلومات والمعايير والإجراءات التي تنظم هذه العملية على قدر كبير من الوضوح والشفافية.
- تجنب الانحياز غير الملائم أو إصدار الأحكام عند تقديم الخدمات.
- حماية الخصوصية والسرية لمستخدمي المعلومات، ويشمل ذلك استفساراتهم، والخدمات المقدمة لهم، وكذلك أي جوانب متعلقة بظروفهم أو أعمالهم.
- التعامل بعدالة مع احتياجات المستفيدين من المعلومات، ومعالجة أي إضرار بالأولويات، وذلك بالنظر إلى أهمية وإلحاح المسائل أو الأمور التي يتم التعامل معها.
- التعامل بشكل سريع وبعدالة مع الشكاوى التي يقدمها المستفيدين وإطلاعهم بشكل مستمر على التطورات في معالجة هذه الشكاوى.
- التأكد من فاعلية أنظمة وخدمات المعلومات التي تحت مسؤولياتهم في الاستجابة لحاجات المستفيدين في ضوء الموارد المتاحة.
- التأكد من أن المواد التي يقومون بإتاحتها للمستفيدين هي الأكثر ملائمة لاحتياجاتهم.
- الدفاع عن حاجات واهتمامات المستفيدين من المعلومات مع مراعاة الحقوق الأدبية والقانونية لمالكي الأعمال الفكرية.
- احترم كيانات مصادر المعلومات، والإشارة إليها بشكل مناسب عند الاقتباس منها.
- إظهار الاهتمام المناسب بالحاجات المعلوماتية المستقبلية للمجتمع، وذلك من خلال الحفاظ والصيانة المستمرة لأوعية المعلومات، والقدرة على إدارة سجلاتها بشكل صحيح.

3 . الواجبات تجاه زملاء المهنة ومجتمع المعلومات:
التصرفات (السلوكيات) الشخصية للمتخصصين في مهنة المكتبات والمعلومات أثناء أدائهم للعمل يجب أن تؤدي إلى تحسين مستوى المهنة بأفضل الطرق وفي كل الأوقات، لذا فإنه يجب عليهم أن يراعوا ما يلي:
- التصرف بطرق ايجابية تعزز وترفع من مستوى علاقتهم بزملائهم بشكل خاص والمجتمع بصورة عامة.
- تفهم واحترام زملاء العمل وغيرهم من المتخصصين، وتقبل أفكارهم ومساهماتهم وأعمالهم متى وأينما كان ذلك مناسباً.
- الإشادة بزملاء العمل وعدم الإساءة لهم أو انتقاد أدائهم بصورة غير مقبولة أو غير مناسبة.
- القيام بالمسؤوليات بطريقة مهنية، وذلك عند العمل بشكل مستقل مع احترام حقوق ومصالح الآخرين .
- تشجيع الزملاء وبخاصة أولائك الذين تحت مسئولياتهم إدارية لتحسين مستوى معارفهم وقدراتهم المهنية والمحافظة عليها.
- عدم الحديث باسم الجهات التي يعملون بها أو نسبة أية أراء لها ما لم يتم تخويلهم للقيام بذلك من قبلها بطريقة رسمية.
- إبلاغ الجهات المسؤولة عن أية مخالفات للأعراف والأنظمة المتعارف عليها.
- الابتعاد أثناء العمل عن أي تصرفات قد تؤدي إلى خلل أو فوضى بمهنة المكتبات والمعلومات.

4. الواجبات تجاه المجتمع:
إحدى أبرز ملامح مهنة المكتبات والمعلومات أن أنشطتها وخدماتها موجهة للمجتمع بشكل عام وليست مقصورة على فئة معينة منهم، لذا فعلى المتخصصين في المكتبات والمعلومات مراعاة ما يلي:
- الحرص على المصلحة العامة لجميع أفراد المجتمع وبالذات الفئات الأكثر عرضة للأخطار والتهديدات وكذلك الاستجابة لحاجاتهم المعلوماتية المتعلقة بوظائفهم وواجباتهم المهنية.
- العمل على توفير العدل والمساواة لجميع أفراد المجتمع للوصول إلى جميع أنواع المعلومات وأشكالها المختلفة.
- السعي لتحقيق التوازن عند تطبيق النظام بين متطلبات المستفيدين من المعلومات واحترام خصوصياتهم من جهة وبين المصلحة العامة والواجبات المهنية الموضحة في هذه الوثيقة.
- تشجيع ودعم انتشار المعرفة على نطاق واسع بجانب الحرص على قبول وتطبيق الواجبات والمسؤوليات الموضحة في هذه الوثيقة، سواء كان ذلك في العاملين في الوسط المهني أو المستفيدين.

5. الواجبات كموظفين:
العاملون في مجال المكتبات والمعلومات لديهم في كثير من الأحيان واجبات تتعدى تلك المنصوص عليها في عقود توظيفهم، والتي ينتج عنها أحياناً تضارب (تناقض) مع طلبات أرباب العمل رغم أن هذه الواجبات في بعض الحالات تصب في المصلحة العامة للمجتمع، لذا فإن من الواجب على المتخصصين مراعاة ما يلي:
- تطوير مستوى المعرفة والإدراك بأهداف المؤسسات التي يعملون بها، واستخدام المهارات والخبرات التي يمتلكونها لتحقيق أهداف هذه المؤسسات.
- تجنُب التورط في ممارسات غير مقبولة أثناء العمل، وتنبيه رؤساء العمل عن أي ملاحظات حول نظامية وشرعية أي قرارات أو إجراءات أو سلوك يتم أثناء العمل.[11]

4 : دراســـة ميدانية:
(واقع المهنة المكتبية بالمكتبة الجامعية لجامعة الشيخ العربي التبسي-تبسة-)
الدراسة الميدانية:
قامت مجموعة العمل بتوزيع استمارات إستبانة على المكتبيين المؤهلين و نظرا لقلة عددهم قمنا بتوسيع مجال الدراسة ليشمل كامل المكتبة الجامعية لجامعة تبسة وزعنا ما يزيد عن عشرين استمارة لم نسترجع منها سوى 15 واحدة قد أعطت عملية تفريغ هذه الاستمارات النتائج الآتية :
السؤال الأول : هل برامج التكوين التي تلقيتها تؤهل لممارسة المهنة المكتبية ؟

%النسب
التكرار
الإجابات
20%
03
ـ إلى حدكبير
00%
00
لا تؤهل
80%
12
نوعا ما
%100
15
المجموع
جدول رقم1 :مدى نجاعة البرامج التكوينية
يرى أفراد العينة بأغلبية كبيرة 80% أن البرامج التكوينية المطبقة حاليا ليست ناجعة مادام أنها لا تؤهل تماما لممارسة المهنة المكتبية مستقبلا . فالتشاؤم بارز من خلال هذه النتائج .يمكن أن يعود ذلك إلى عدم إدماج الوسائل -التكنولوجية الحديثة في محتويات هذه البرامج ، رغم أن المجتمع في تغير مستمر و -أن استعمال هذه الوسائل أصبح ثقافة لا يمكن الاستغناء عنها .يتوجب على أقسام المكتبات مراعاة ذلك بإدخال هذه الوسائل الحديثة على المقررات الدراسية وبخلق على الأقل نوع من التوازن بين الجانب النظري و التطبيقي حتى نتمكن من تكوين خريجين قادرين على تسيير مكتبات الغد.
السؤال 2:ما هي مكانة المكتبي بالنسبة للمجتمع؟

%النسب
التكرار
الإجابات
27%
04
مكانة أساسية
67%
10
مكانة مرضية
06%
01
مكانة بسيطة
%100
15
المجموع
جدول رقم 2 : مكانة المكتبي في المجتمع من وجهة نظر المكتبيين
نتائج الجدول رقم2 تدل على نوع من الرضى الوظيفي لدى المكتبيين فأغلب المستطلعة آراؤهم 67%يرون أن مكانة المكتبي في المجتمع مكانة مرضية.
السؤال 3 :ما هي حاجاتك الأساسية للاستمرار في المهنة مستقبلا؟

%النسب
التكرار
الإجابات
80%
12
مواصلة التكوين
00%
00
إعادة التكوين
20%
03
لست أدري
%100
15
المجموع
جدول رقم 3 : حاجات المكتبيين الأساسية للاستمرار في المهنة
كيف يمكن لمختص المعلومات أن يفكر في تأدية دور مهم في المجتمع لما يرى أن المقررات التي تكون على أساسها لا تؤهل تماما إلى ممارسة العمل المكتبي في المستقبل؟ من الضروري إذن مواصلة التكوين و هذا رأي فئة عريضة من المكتبيين
%80 الذين يرون أنه لابد من مواصلة التكوين قصد مواكبة التطورات التكنولوجية و الانفجار المعلوماتي الحاصل.

السؤال 4 : هل ترغبون في تغيير مفهوم المكتبة -من المكتبة الحالية إلى المكتبة الافتراضية-؟
%النسب
التكرار
الإجابات
13%
02
ـنعم
74%
11
ـ لا
13%
02
ـ لاأدري
%100
15
المجموع
جدول رقم 4 : الرغبة في تغيير مفهوم المكتبة.
الكثير من المكتبيين المستجوبين 74%يفضل أن تبقى المكتبة على حالها ، ذاك أمر منطقي ما دام كل فرد تعود على محيط و آليات معينة لا يريد أن يفقدها ، لأن ذلك يتطلب منه مجهودات إضافية يريد أن يستغني عنها . إن كل ما هو جديد يخيف نوعا ما أفراد المجتمع، لذلك يريدون البقاء على المفاهيم نفسها التي تضمن لهم إلى حد كبير ، و على الأقل ، العمل الذي يمارسونه . هناك نسبة متواضعة 13%ترغب في التغيير ، ذلك يرجع إلى ذهنيات بعض الناس الذين يفضلون دوما الابتعاد عن الأمور الروتينية المملة .
السؤال 5 : كيف ترى دور المكتبي"كوسيط إلى المعرفة" مستقبلا ؟

%النسب
التكرار
الإجابات
00%
00
إلى زوال
100%
15
إلى تعزيز
00%
00
لست أدري
%100
15
المجموع
جدول رقم 5: مستقبل دور المكتبي كوسيط إلى المعرفة
كل المستجوبين يتوقعون أن يتعزز دور المكتبي كوسيط إلى المعرفة مستقبلا و هذا أمر طبيعي فمن غير الممكن مجرد التفكير في زوال أو انحصار هذه الوظيفة مستقبلا.

السؤال 6: في حال حصولك على شهادة علمية أعلى , هل تفكر في ....؟
%النسب
التكرار
الإجابات
93%
14
الترقية في مهنتك
07%
01
المغادرة إلى مهنة أخرى
00%
00
لستأدري
%100
15
المجموع
جدول رقم 6 : آفاق المكتبيين الوظيفية .
ترى أغلبية المستجوبين 93% أنه في حالة حصولهم على شهادة علمية أكبر فإنهم سيواصلون أداء مهامهم و يفكرون في الترقية فيها . لكن فئة أخرى07
% تفكر في المغادرة إلى مهنة أخرى و الواقع يثبت أن هذه الفئة هي في الحقيقة الأغلبية الساحقة. السؤال 7: ما توقعك لمدى تغير مهنة المكتبي مستقبلا؟

%النسب
التكرار
الإجابات
60%
09
تغير جذري
13%
02
تغير طفيف
27%
04
دون تغيير
%100
15
المجموع
جدول رقم 7 : مدى تغير مهنة المكتبي في المستقبل
يرى الكثير من المكتبيين المستجوبين 60% أن المهنة المكتبية سوف تشهد تغيرا جذريا في المستقبل نظرا إلى الأهمية الحالية لمجال المعلومات في الدول المتقدمة . نلاحظ أن هناك وعيا كبيرا بأهمية هذا المجال ، الشيء الذي يدفعهم إلى التخوف من تطور المهنة و من عدم قدرتهم على مواكبة التطور بسبب النقائص التي يواجهونها من حيث التكوين.

نتائج الدراســــة:
من خلال الدراسة الميدانية التي حاولنا فيها إجراء مسح شامل للمكتبيين المتخصصين بجامعة الشيخ العربي التبسي بتبسة معتمدين على الإستبانة كأداة لجمع البيانات خلصنا إلى النتائج الآتية:
*النقائص المسجلة في التكوين وتأثيرها على مستوى الأداء عند المكتبيين العاملين وضرورة مراجعة المناهج التدريسية المعتمدة حاليا.
*إدخال التكنولوجيات الحديثة إلى البرامج المقررة في تكوين المكتبيين قصد مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة في الميدان.
*إهمال التكوين المتواصل رغم أهميته في تحديث معلومات المكتبيين.
*القصور المسجل في القوانين المطبقة حاليا في مكتبات المؤسسات التعليم العالي وضرورة وضع قانون خاص يتلاءم مع التطورات التي تشهدها المهنة المكتبية.
خاتـــــمة:
نظرا للتطورات الجارية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطور خدمات المكتبات ومراكز المعلومات والمؤسسات الأرشيفية ومجاراتها للبيئة التكنولوجية الجديدة باستحداث نظم وشبكات معلومات، وآليات عمل جديدة للتحكم وتحقيق السيطرة في ميدان تجميع وتخزين وتحليل وبث المعلومات، وتعزيز سبل قنوات الاتصال مع مختلف فئات المجتمع، فقد تغيرت النظرة إلى أمناء المعلومات والعاملين في مراكز المعلومات والمؤسسات الأرشيفية.
فالمستشارون، واختصاصيو المعلومات، ومدراء المعلومات، وسواها من التسميات تدل على التغيير الواضح في مهنة المكتبيين، وأمناء المراجع، وضخامة الدور الذي ينهضون به في عصر المعلومات، أو ما يسمى بعصر السرعة الفائقة في انتقال المعلومات، أو عصر النظم البارعة في نقل المعلومات، فأصبحت الوظائف الجديدة لأخصائي المعلومات تتمثل في تحديد المعلومات المطلوبة وتقديم الإجابات الدقيقة للباحثين ورجال العمال أو الشركات أو الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات باستخدام وسائل الاتصال الإلكترونية من خلال الخط المباشر أو من خلال شبكات الاتصال المتداخلة الإنترنت والبحث فيها، أو من خلال البريد الإلكتروني، أو الاتصال بفهارس المكتبات، أو قواعد البيانات الخاصة بالدوريات والمراجع.
لذا فأخصائي المعلومات في المستقبل سيكون مترجما ومحللا، وهو مطالب أن يحدد بدقة احتياجات الباحثين والدارسين واهتماماتهم الموضوعية ومساعدتهم في صياغة استراتيجيات البحث باستعمال وسائل التكنولوجية الحديثة

قائمة المصادر و المراجع

(1أبو الفتوح حامد عودة, المدخل إلى علوم المكتبات ,د.ط ,دار الثقافة العلمية , الإسكندرية,2001.

(2عبد التواب شرف الدين,المدخل إلى المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الدار الدولية للاستثمارات الثقافية ,القاهرة , 2001.

3 (عبد الحافظ سلامة,أساسيات علم المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الأهلية للنشر و التوزيع,عمان,2002.

(4 مزلاح رشيد، حافظي زهير، بن عميرة عبد الكريم. الإستراتيجيات المستخدمة من قبل المكتبيين، المعلوماتيين، والأرشيفيين : دراسة حالة .- cybrarians journal .- ع 20 ( سبتمبر 2009) .- تاريخ الإتاحة >23/01/2010< .- متاح في: cybrariansinfo\journal.cybrarians.info\index.php> <

(5 ش.ر.رانجاناتان,تنظيم المكتبات,ترجمة سماء زكي المحاسني,دار المريخ , الرياض.

6) هند علوي. تكوين المختصين في المعلومات واقتصاد المعرفة.cybrarians journal - ع 17 (ديسمبر 2008) . - تاريخ الإتاحة < 23/01/2010 >
متاح في : http://journal.cybrarians.info/index.php?option=com


[1] أبو الفتوح حامد عودة, المدخل إلى علوم المكتبات ,د.ط ,دار الثقافة العلمية , الإسكندرية,2001,ص9

[2]أبو الفتوح حامد عودة, المدخل إلى علوم المكتبات ,د.ط ,دار الثقافة العلمية , الإسكندرية,2001,ص11

[3] عبد التواب شرف الدين,المدخل إلى المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الدار الدولية للإستثمارات الثقافية ,القاهرة , 2001,ص ص11-21

[4]عبد التواب شرف الدين,المدخل إلى المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الدار الدولية للإستثمارات الثقافية ,القاهرة , 2001,ص ص11-21


[5] ش.ر.رانجاناتان,تنظيم المكتبات,ترجمة سماء زكي المحاسني,دار المريخ , الرياض, ص206

[6] عبد الحافظ سلامة,أساسيات علم المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الأهلية للنشر و التوزيع,عمان,2002,ص87

[7]ش.ر.رانجاناتان,تنظيم المكتبات,ترجمة سماء زكي المحاسني,دار المريخ , الرياض, ص211

[8] عبد الحافظ سلامة,أساسيات علم المكتبات و المعلومات,الطبعة الأولى,الأهلية للنشر و التوزيع,عمان,2002,ص97

[9]مزلاح رشيد، حافظي زهير، بن عميرة عبد الكريم. الإستراتيجيات المستخدمة من قبل المكتبيين، المعلوماتيين، والأرشيفيين : دراسة حالة .- cybrarians journal .- ع 20 ( سبتمبر 2009) .- تاريخ الإتاحة >23/01/2010< .- متاح في: cybrariansinfo\journal.cybrarians.info\index.php> <


[10]هند علوي. تكوين المختص في المعلومات واقتصاد المعرفة .- cybrarians journal .- ع 17 (ديسمبر 2008) . - تاريخ الإتاحة < 23/01/2010 > . - متاح في : http://journal.cybrarians.info/index.php?option=com

[11]هذه الوثيقة ترجمة بتصرف من وثيقة المؤسسة الرسمية للمتخصصين في المكتبات والمعلومات في بريطانيا (CILIP)
Chartered Institute of Library and Information professionals
ترجمة د. عبدالله بن محمد الشائع - حمد بن إبراهيم العمران












  رد مع اقتباس
قديم Apr-26-2010, 12:50 PM   المشاركة2
المعلومات

غربه مشاعر
مكتبي فعّال

غربه مشاعر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 83598
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الإمارات
المشاركات: 141
بمعدل : 0.03 يومياً


افتراضي













  رد مع اقتباس
قديم May-08-2014, 01:33 PM   المشاركة3
المعلومات

mfemtway2015
مكتبي نشيط

mfemtway2015 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 129232
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: مصـــر
المشاركات: 88
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

بحث قيم وممتاز
بارك الله فيكم

http://almesaly.com/movers-company/ http://almesaly.com/villas-cleaning-company/ http://almesaly.com/pest-control-company/ http://almesaly.com/detect-water-leaks-company/












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المهنة, المكتبية, تطور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاتجاهات الحديثة في التربية المكتبية alhop عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 6 Apr-12-2011 05:45 PM
قياسات أداء خدمات المكتبات ومعايير تقييمه السايح المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 8 Sep-30-2010 07:53 PM
تسيير و إدارة المكتبات المدرسية saddar1974 منتدى البحوث الجارية "Researchs in progress" 2 Apr-27-2010 09:31 PM
المهارات المكتبية والتعليم عن بعد هبة فوزي علي منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 7 Jun-26-2007 07:34 PM
دور المكتبة في دعم ونشر البحث العلمي د.محمود قطر المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 12 Dec-03-2006 05:49 PM


الساعة الآن 01:03 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين