منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » المكتبات في العصريين الأموي والعباسي

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

 
قديم Aug-26-2006, 01:19 AM   المشاركة1
المعلومات

الاء المهلهل
رئيسة قسم المكتبة
والطباعة والنشر
بمعهد التخطيط
طرابلس

الاء المهلهل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 12923
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 880
بمعدل : 0.13 يومياً


ورقة المكتبات في العصريين الأموي والعباسي

المكتبات في العصريين الأموي والعباسي الكاتب : المركز الإعلامي - رامي قصاب


الرابط ...

http://alyaseer.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=11
أن إحدى مميزات الحضارة الاسلاميه أنها حضارة كتب ومكتبات وهي جوانب مهمة من الحضارة الاسلاميه , والعرب عندما خرجوا من الجزيرة العربية إلى البلدان المفتوحة وجدوا الكتب الكثيرة وقد دفعهم احترامهم وحبهم للكتاب إلى الاهتمام بها فحافظوا عليها وعملوا على تطويرها وتنميتها وأقاموا لها الأماكن لحفظها وهذا ما كان يطلق عليه خزائن الكتب أو ما يطلق عليه في وقتنا الحاضر بالمكتبات .
لقد شاهد المسلمون الأوائل كتب الفرس واليونان ومكتباتهم واعجبوا بها


وعندما بداوا بتأسيس المكتبات ساروا على نمط مكتبات الفرس واليونان ، كما انهم تأثروا بهم في جمع الكتب وتأسيس المكتبات .
ظهرت المكتبات في الإسلام وتطورت نتيجة لانتشار العلم والمعرفة في العالم الإسلامي فالمكتبات ساعدت على تطور هذه المجتمعات ودفعها في طريق الرقي والنجاح.
أذن فأن المكتبات الاسلاميه مرآة تنعكس فيها حياة المسلمين وتظهر كنتيجة طبيعية للحياة الجديدة التي وجد المسلمون أنفسهم فيها بعد عصر الفتوحات والاستقرار .
فالمكتبات الاسلاميه كانت وليدة الحاجات المحلية التي أحس بها المسلمون بعد أن استوطنوا في البلاد المفتوحة وبعد أن انتشر العلم والتعلم في البلاد الاسلاميه وهذه النهضة العلمية التي بدأها الإسلام وتبناها المسلمون كانت السبب بأهتمام المسلمين بالكتب والمكتبات ، فالكتاب وعاء المعرفة.
لقد احترم المسلمون الكتب فالدين الإسلامي يحض على العلم والتعلم ،أن النهضة العلمية التي حدثت في العالم الإسلامي بعد الفتوحات ونشر الإسلام إنما جاءت نتيجة حض الإسلام معتنقيه على العلم والتعلم ، فقد حث القرآن الكريم المسلمين والمؤمنين على التعلم ومدح العلم والعلماء في أكثر من سوره في القرآن الكريم .


• ((يا آبت أني قد جاءني من العلم ما لم يأتك)) سورة مريم /الآية 43 .
• ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم )) سورة الحج /الآية 3 .




• (( وانزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" )) سورة النساء /الآية 113 .
• (( ذلك مبلغهم من العلم )) سورة النجم /الآية 30 .
• (( وقل رب زدني علما" )) سورة طه /الآية 114 .
• (( ولما بلغ اشده آتيناه حكما"وعلما" )) سورة يوسف /الآية 22 .
• ((آن الله عنده علم الساعة )) سورة لقمان /الآية 34 .
• (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) سورة ألا سراء /الآية 36 .
• (( ولقد اخترناهم على علم على العالمين )) سورة الدخان /الآية 32 .
• ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات )) سورة المجادلة /الآية 11 .
• (( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان )) سورة الرحمن /الآيات 1-4 .
• ((إنما يخشى الله من عباده العلماء )) سورة فاطر /الآية 28 .


كما أن السنة النبوية الشريفة مليئة بالأمثلة والأحاديث في فضل العلم والتدليل على أهميته، فقد آثر عن الرسول الكريم قوله(أغد عالما" أو متعلما" أو مستمعا" أومحبا" ولاتكن الخامسة فتهلك).
وكذلك آثر عنه رضوان الله وسلامه عليه قوله (أطلب العلم ولو بالصين) وأيضا"(طلب العلم فريضة على كل مسلم ) إلى غير ذلك .
تعتبر المكتبات المنظمة الغنية بمحتوياتها الدعائم الأساسية التي تشاد عليها صروح العلم والثقافة والحضارة و المعرفة والينابيع التي تغذي تقدم الأمم العلمي والحضاري بماء الحياة والبقاء ، ويقاس رقيّ أمة من الأمم أو تأخرها بكثرة المكتبات وما تلقاه من عناية ورعاية أو ندرتها وإهمالها واعتبارها شيئا" ذا أهمية ، الملاحظ أن المسلمين الأوائل اعتنوا بالمكتبات عناية فائقة وأنفقوا عليها الكثير الكثير .
أن حركة النقل من اللغات الأجنبية اليونانية والفارسية والهندية والسريانية استمرت وتسارعت وتيرتها ووجدت العناية الكبيرة من الخلفاء وخاصة في فترة حكم العباسين وقد بلغ الأمر ذروته زمن الخليفة المأمون .
كذلك نشطت حركة التدوين والتأليف وحفل العالم الإسلامي بالعلماء والبحاثة والمؤلفين الذين يكتبون ويؤلفون وينقلون وكثرت المكتبات بشكل هائل وتنوعت أغراضها ووظائفها وزخر العالم الإسلامي بهواة جمع الكتب ومحبيها .
ومما ساعد على تطور وازدهار هذه الحركة اختراع الورق وظهر الوراقين وفتحت دكاكين بيع الكتب ونسخها وازدهرت تجارة الكتب وظهرت طبقة من الكتاب الذين أطلق عليهم النساخ وأصبحت مهنتهم نسخ المخطوطات وبيعها .
لقد وجدت البذرة الطيبة هذه أرضا" خصبة فأثمرت وأينعت وآتت أكلها حضارة رائعة افاضت على العالمين خيرا"كثيرا" هذا الحب الشديد للعلم والحض عليه نتج عنه حب الكتب والوله بها فاكثر المسلمين احبوا الكتب حبا"ملك عليهم ألبابهم ومشاعرهم وأنساهم الأهل
والولد، ولعل اشهر من احب الكتب ودافع عنها ومدحها الجاحظ، والدليل على ذلك ما ورد بكتابه (( الحيوان )) حيث مدح الكتب مظهرا" محاسنها ومميزاتها ومن أقواله في ذلك (هو الجليس الذي لايطريك والصديق الذي لايغريك، والرفيق الذي لا يملك والمستميح الذي لا يشتريك والجار الذي لايستطيبك والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر .......).
وقال في موضع آخر ( نعم الذخر والعقدة ونعم الجليس والعدة ، ونعم العشرة والنزهة ونعم الأنيس لساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة ونعم الوزير والنزيل ...) .
والكتاب هو الذي إذا نظرت فيه أطال متاعك وشحذ طباعك وبسط لسانك وجودّ بنانك وفخّم الفاضك وعمر صدرك ومنحك تعظيم العوام وعرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر... .
لا اعتقد أن كاتبا"وصف الكتاب وبالغ في وصفه ودافع عنه وبيّن محاسنه ومزاياه بمثل هذه القوة .
وقال المتنبي مادحا" الكتاب:-
اعز مكان في ألدنا سرج سابح
وخير جليس في الآنام كتاب .
وتغنى الشعراء بالكتب ومحبتها فقال أحدهم :-
نعم الأنيس اذاخلوت كتاب تلهوا به أن ملك الأحباب .
لامفشيا"سرا"إذا استودعته وتفادّ منه حكمة وصواب .
وقال آخر:-
ولكل صاحب لذة متنزه أبدا"ونزهة عالم في كتبه.


المكتبات في العصر الأموي
بعد تدوين القرآن الكريم في المصاحف وبعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية قل الاعتماد
على الذاكرة واصبح الاعتماد على الكلمة المكتوبة ، كما انهم بدأوا بالاحتكاك بالأمم الأخرى
ومشاهدة ما عندهم من حضارات ،وبدأت عملية التمازج بين حضارة المسلمين وحضارات الأمم الأخرى فبدأت مرحلة التدوين والنقل والتأليف.
وكانت الكتابة تتم في العصر الأموي على القراطيس المصنوعة بمصر من لب البردى, وكان اختراع الورق أو الكاغد عاملا" حاسما" في نشر المعرفة وغزارة المؤلفات وبدا عهد ازدهار الكتب والمكتبات في الإسلام .
وبدأت عملية النقل من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية في فترة خلافة خالد بن يزيد وعمر بن عبد العزيز في دمشق خلال القرن الأول الهجري ، وفي بغداد في القرن الثاني الهجري زمن الخلفاء العباسين ( المنصور والمأمون ) .
لعل أهم ناحية في التأليف في عصور الإسلام الأولى هو تسجيل الحوادث التي لها علاقة بالرسول الكريم وبالحديث الشريف وتمثل ذلك في الرغبة بضبط الحديث وروائه كونه المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام .
أن أول من آمر بتدوين القصص والأخبار والتواريخ هو معاوية بن أبي سفيان ، فعندما استلم الخلافة قال :أردت أن يكون عندنا من يحدثنا أخبار من سبقنا وهل يشبه ما نحن فيه اليوم .
وأشاروا عليه برجل بحضرموت معمر اسمه آمد بن ابد الحضرمي ، كما ورد عليه عبيد بن شريه من المعمرين باليمن وكان آية في معرفة تواريخ اليمن وملوك العرب والعجم فأمر معاوية كتابه أن يدونوا ما يتحدث به عبيد بن شريه في مجلسه ، فكان ذلك بداية تدوين التاريخ .
أن أول نقل أو تعريب كان في الإسلام في عاصمة الشام كان أيام خالد بن يزيد بن أبي سفيان حكيم آل مروان وعالم قريش فقد زهد في الخلافة وعشق العلم فإذا أنشأ جده معاوية ملكا" في الشام فانه انشأ بعلمه مملكة .
كان خالد له همة ومحبة للعلم فقد احضر جماعة من فلاسفة اليونان ممن كانوا بمصر وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي.
وخالد بن يزيد أول من جمعت له الكتب وجعلها في خزائن الإسلام وفي دمشق على الأرجح أنشئت أول دار للكتب في العالم العربي .
ودمشق أول عاصمة أنشئت فيها دار ترجمه فالشام أول سوق نفقت فيها بضاعة العلم والأدب، وخالد بن يزيد أول من عنى بعلوم الفلسفة وكان مقيما" في حلب سنة (85) هجري والتي نحتفل بها ألان كعاصمة للثقافة الإسلامية ، ومن الأشخاص الذين ورد اسمهم كناقلين
ومترجمين جبله بن سالم .
وللشامين منذ القدم ميل إلى النقل عن الأمم الأخرى هكذا فعلوا في كل قرن ، فقد كان الناقلون منهم في القرنين الأول والثاني وكذلك في القرون التالية وهم اقدر على تعلم اللغات .
والمتتبع لأخبار النقل يجد أن معظمهم من السوريين سكان الشام والجزيرة والعراق ، وللسورين شان كبير في نشر العلوم بين الأمم ونفلها من أمة إلى أخرى ومن لسان إلى أخر من اقدم أزمنة التاريخ .
فلما ظهر الإسلام ورغب الخلفاء نفل العلوم إلي العربية كان السوريون ساعدهم الأقوى في نقلها من اللغات الأخرى إلى العربية وفيهم الحمصي والدمشقي والبعلبكي والحيري والحراني والبصري .
ونقل العلوم من لسان إلى أخر لا يتيسر آلا باستيعاب تلك العلوم وتفهمها ، فضلا"عن إتقان اللغات اللازمة لذلك ، ولهذا كان اكثر أولئك المترجمين أهل العلم الواسع فيما اشتغلوا بنقله وفيهم من ألف في فروع العلم .
أن أول نقل حدث في الإسلام كان بفضل خالد بن يزيد بن معاوية والذي نقل له "اصطفن "من الإسكندرية وكان النقل من السريانية والقبطية إلى العربية .
أن عمل خالد بن يزيد تزامن مع عمل آخر في النقل آمر به مروان بن الحكم ، ويشير ابن جلجل بكتابه "طبقات الأطباء والحكماء" ، أن الطبيب البصري الذي عاش في العصر الأموي وتوفى أيام مروان بن الحكم ترجم كتاب " آهرن بن أعين القس "إلى العربية .
وفي زمن الخليفة عبد الملك بن مروان تم نقل الدواوين من اليونانية إلى العربية في سوريا ومن الفارسية إلى العربية في العراق وبلاد فارس وذلك على يد الحجاج وآلي عبد الملك بن مروان ، ومن القبطية إلى العربية في مصر على يد عامل الخليفة على مصر عبد العزيز بن عبد الملك .
استمرت عملية النقل زمن الخلفاء الأمويين وصدر الخلافة العباسية وتذكر كتب التاريخ بان جبله بن سالم كاتب الخليفة هشام بن عبد الملك كان ينقل من اللغة الفارسية إلى العربية,كما جرت عملية نقل تواريخ الأمم من الفارسية إلى العربية زمن هشام بن عبد الملك .
ويشير بن جلجل في كتابه " طبقات الأطباء والحكماء ص 61"إلى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز وجد الكتاب في خزائن الكتب الأموية وانه استخار الله في استخراجه إلى المسلمين ووضعه بين أيديهم للانتفاع به .
لقد زهى العصر الأموي بوجود أشخاص أمثال عبد الحميد الكاتب فقد كان كاتبا" لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أميه وعبد الله بن المقفع الفارسي الأصل ، وقد نشأ في هذا العصر وهو من تلاميذ الكاتب ونقل إلى العربية كتاب (كليله ودمنه) وأيضا"من الأطباء الذين ظهروا في فترة حكم الأمويين ابن آثال طبيب معاوية بن أبي سفيان وأبو الحكم العالم بأنواع العلاج والأدوية وعلاقة بن كريم الكلابيّ عالم الأنساب والأخبار وأحاديث العرب القديمة وزياد بن
أبيه .
هذا النص الصريح بالإشارة إلى وجود خزائن كتب لدى الخلفاء الأمويين قبل عمر بن عبد العزيز توضع فيها الكتب المؤلفة والمعربة ،وان بعض الخلفاء كانوا يطلعون عليها لان من واجبهم نشر الكتب المفيدة وإذاعتها بين المسلمين
ونستطيع أن نجمل مميزات العصر الأموي بأنه وضعت فيه جميع البذور الأولى للحضارة الاسلاميه والكتاب الإسلامي والمكتبات الاسلاميه ، فقد دونّ القرآن الكريم ووزع على الأمصار وبدأت عملية جمع الحديث الشريف وبدأت عملية نقل الكتب من اللغات الأخرى إلى العربية وبدأت الدراسات الفقهية وجمعت الأنساب والأشعار وظهرت المكتبات الخاصة .
لقد تأسست أول مكتبة أكاديمية على يد خالد بن يزيد وقد زود مكتبته بمواد فلكيه عبارة عن كرة مصنوعة من النحاس نقش عليها أسمه .
لقد وضعت البذور الأولى للمكتبات في الإسلام في العصر الأموي وازدهرت ونمت في العصر العباسي .


المكتبات في العصر العباسي

مع امتداد الفتوحات الإسلامية اطلع العرب والسلمون على حضارات الأمم السابقة وترجموا ما استطاعوا إليه سبيلا" فألفوا وأبدعوا حتى أنتجوا للعالم اجمع حضارة لا يزال العلم الحديث يرتكز على قواعدها والمبادئ التي سارت عليها .
وكان نتيجة ذلك ازدهار حركة التأليف والترجمة وإنشاء المكتبات في مختلف أرجاء العالم الإسلامي لأغراض مختلفة ، وأصبحت المكتبات تحوي عشرات الآلاف من المجلدات والمخطوطات ، وفي هذا الصدد تقول ( زيغريد هو نكه ) في عام 891م بلغ عدد دور الكتب في بغداد وحدها اكثر من مائه دار .
وعندما جاءت الدولة العباسية إلى الحكم وحصل الاختلاط بينهم وبين الفرس واليونان دفعهم ذلك إلى الاطلاع على شئ مما كان عندهم من آثار المتقدمين من العلماء والحكماء والفلاسفة .
وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أول من اعتنى بترجمة بعض الكتب العائدة لتلك الدول ، وقد قام بعملية الترجمة طبيبه جورجيس بن جبرائيل الذي كان يشرف على علاجه ، فترجم له كتبا" كثيرة من اللغات الأخرى إلى العربية ، كما ترجم ابن المقفع كاتب المنصور كتاب كليلة ودمنه من اللغة الفهلوية إلى العربية وغيرها من الكتب .
وفي عام 156 هجري قدم على المنصور رجل من الهند عالم بالحساب المعروف " بالسند هند" في حركات النجوم فآمر المنصور بترجمة هذا الكتاب إلى العربية ، وان يؤلف منه كتبا" تتخذه العرب أصلا"في حركات الكواكب .
ويعتبر الخليفة المهدي أول من ورد ذكره في التاريخ من الخلفاء العباسين انه اعتنى بجمع الكتب هو محمد المهدي (158 – 169 )هجري والد هارون الرشيد فانه ورث دفاتر علم أوصى له بها أبوه أبو جعفر المنصور (136- 158 )هجري عند وفاته وكان شديد الحرص عليها .
ويؤيد عناية المهدي بجمع الكتب ما أثبته المؤرخ ميخائيل الكبير البطريرك السرياني قال :ذكر المؤرخ داؤد الشرقي انه عثر في الكتب التي جمعها الخليفة المهدي ونقلها إلى بغداد على الخبر التالي " لما خرج يوحنا فم الذهب إلى المنفى نقش على باب كنيسة أنسطاسيا في القسطنيطية قوله : أني تركت للكنيسة (800) مجلد من الشروح والميامر والتراجم والكتابات .
ويعتبر عصر الرشيد والمأمون العصر الذهبي لعملية النقل من سائر اللغات إلى العربية ، فقد اصبح هذا العمل في زمانهما" عملا" رسميا"تتولاه الدولة وتنفق عليه من موازنتها وتحشد له اعظم النقلة والعلماء والمفكرين وتؤسس المؤسسات العلمية وتراسل الملوك والحكام من اجل الحصول على الكتب والمخطوطات وترسل البعثات في طلب الكتب العلمية والطبية والفلسفية .
وفي الجملة فان المسلمين نقلوا إلى لسانهم معظم ما كان معروفا" من العلم والفلسفة والطب والنجوم والرياضيات والأدبيات عند سائر الأمم المتمدنة في ذلك العهد فاخذوا من كل آمة احسن ما عندهم .
لقد أسس الرشيد مؤسسه كبرى للقيام بهذا العمل الجليل وهي مؤسسه كان عملها أول الأمر النقل ثم تطورت زمن المأمون وأصبحت مؤسسه علمية من الطراز الممتاز واطلق عليها " بيت الحكمة " وأصبحت في فترة خلافة المأمون أكاديمية بالمعنى العلمي تحتوي على أماكن للدرس وأماكن لخزن الكتب والنقل والتأليف .
لقد كانت الحملات العسكرية التي قام بها الرشيد لها هدف علمي هو الحصول على المخطوطات والكتب النادرة ، وكانت هذه الحملات توجه إلى المدن المشهورة والتي تعتبر معقلا" للثقافة كعمورية وأنقرة وغيرهما .
وكانت خزائن هذه المدن مليئة بالمخطوطات النادرة والكتب النفيسة ومن ضمن الشروط التي يتم الصلح عليها بين الرشيد وحكام هذه الدول هو الحصول على الكتب التي يرغب بالحصول عليها .
ويأمر بأن تترجم فترجمت ، وبذلك كانت حركة الترجمة أقوى منها في عهد المنصور .
وقد عهد الرشيد إلى شيخ النقلة وطبيبه الخاص يوحنا بن ماسويه بعد أن عيّنه رئيسا" لبيت الحكمة وكلفه بترجمة الكتب التي غنمت من أنقرة وعمورية .
كما عهد الرشيد للقيام بشوؤن خزانة كتب الحكمة إلى شخص يتقن الفارسية هو الفضل بن نوبخت أبو سهل فارسي الأصل وهو من أئمة المتكلمين وقد تولى أمور خزانة الحكمة وكان ينقل كتب الحكمة الفارسية إلى العربية ، وكان الرشيد من المتواضعين للعلماء .
ومن النقلة الذين خدموا الرشيد والمأمون الحجاج بن يوسف بن مطر فقد نقل كتاب "أقليدس" "أصول الهندسة " مرتين الأول زمن الرشيد وسمّي الهاروني والثانية زمن المأمون وسمّي المأموني .
فإذا انتقلنا إلى عصر المأمون نجده تمم ما بدأه جده المنصور فاقبل على طلب العلم في مواضّعه واستخراجه من معادنه بفضل همته وقوة نفسه فداخل ملوك الروم وأتحفهم بالهدايا وسألهم صلته بما لديهم من كتب الفلاسفة ، وقد سار على سياسة والده في توجيه الغزوات نحو المدن التي تحتوي خزائن المخطوطات للحصول عليها ، كما انه لجا إلى مراسلة ملوك الروم في القسطنيطنية وصقلية وقبرص وغيرها من المدن طالبا" تزويده بما لديهم من مخطوطات وكلف أمهر المترجمين ليترجموها فترجمت وحض الناس على قراءتها ورغبهم في ذلك ونفقت سوق العلم في زمانه .
وقامت دولة الحكمة في عصره وتنافس أولو النباهة في العلوم كما وجدوا اهتمامه وعطاياه ،فكان يجالس العلماء ويأنس بمناظرتهم ويتلذذ بمذاكرتهم ،فينالون عطاياه وهذه سيرته مع العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين أهل اللغة والأخبار والمعرفة حتى أصبحت الدولة العباسية تضاهي الدولة الرومية أيام اكتمالها وزمان اجتماع شملها .
وكان المأمون يجد لذة في البحث والدرس والمناظرة والجدل العلمي والتأليف والنقل فكان يجمع العلماء ويطلب إليهم أجراء المناظرة بين يديه ويشارك بها .
والمأمون أول من فحص علوم الحكمة وحصلّ كتبها وآمر بنقلها إلى العربية وشهرها وحل أقليدس ونظر في علوم الأوائل .
وقد اجتمع لدى المأمون في بيت الحكمة عدد من العلماء والبحاثة أمثال سهل بن هارون وسعيد بن هارون وسلم والحجاج بن مطر وابن البطريق ويوحنا بن ماسويه ، وعهد المأمون إلى حنين بن إسحاق بمراقبة النقل من اليونانية إلى العربية .
وكانت اكبر مكتبة نقل إلينا خبرها في ذلك العصر هي ((خزانة الحكمة أو بيت الحكمة)) ويشير احمد أمين بكتابه ضحى الإسلام أن هذه الخزانة أو البيت محوطة بغموض ، هل كانت مكتبة فقط أو مكتبة ومعهد ومرصد ؟ وأين كان مكانها ؟ وهل انشأها الرشيد أم المأمون ويخلص احمد أمين بان الرشيد هو الذي وضع نواة هذه المكتبة ثم نمت وتطورت وازدهرت وقويت في عصر المأمون ويشير احمد أمين بأن خزانة الحكمة كانت في عهد الرشيد وكان يعمل فيها علماء مختلفوا الثقافات ،فيوحنا بن ماسويه له مقدرة على ترجمة الكتب اليونانية وابن نوبخت ينقل من اللغة الفارسية ما يجده من كتب الحكمة الفارسية والراويه علاّن الشعوبي فارسي الأصل كان يعمل ضمن المجموعة .
وكانت خزانة الحكمة في عهد الرشيد مكانا"فيه كتب وله رئيس ديوان وفيه كانت تنسخ الكتب اليونانية والفارسية وتترجم .
وكان بيت الحكمة عبارة عن مجلس للترجمة أو النسخ أو الدرس أو التأليف ، فيجلس النساخ في أماكن خاصة بهم ينسخون لأنفسهم أو بأجور وكذلك المترجمون والمطالعون والمؤلفون .
لقد انشأ البغداديون المكتبات على غرار مكتبة الحكمة واشهرها مكتبة وقفها سأبور بن أردشير سنة 381 هجري في منطقة الكرخ وجعل فيها اكثر من عشرة آلاف مجلد .
وكانت دار الحكمة أو بيت الحكمة تحوي فريقا" من المجلدين همهم الكتب وحفظها حتى لا تتأثر بكثرة الاستعمال ومن هولاء المجلدين يرد أسم ابن أبي الحريش وأيضا"أسم علان الشعوبي وقد كان المشرف على النسخ وهو المسؤول عن تزويد المكتبة بالكتب الجديدة ومايلزم العمل من أوراق ومحابر وغيرها .
أما الاسم فأحيانا" يستعمل العلماء أسم بيت الحكمة وأحيانا" خزانة الكتب ، فالخزانة كلمة معروفة وهي أسم الموضع أو المكان الذي يخزن فيه الشئ وقد وردفي القرآن الكريم ((وان من شئ آلا عندنا الله خزائنه )) سورة الحجر /الأية21, ((ولا أقول لكم عندي خزائن الله )) سورة هود /الأية 31 .
فاستعملوه للدلالة على المكان الذي حفظت فيه الكتب ، وقد استعملت كلمة خزانة للدلالة على ذلك ، فقد رويّ أن الجاحظ أراد أن يهدي محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم كتاب
سيبويه ،فقال له ابن الزيات أو ظننت أن خزائننا خالية من هذا الكتاب .
ويبدو أن المأمون ومن أتى بعده من الخلفاء حاولوا أن يجمعوا في هذه المكتبة القسم الأكبر من تراث الإسلام حتى عهدهم .
ولم تكن هذه العناية قاصرة على المأمون وحده بل كان في عهده جماعة ذوو يسار اعتنوا بنقل هذه الكتب إلى اللسان العربي ومن هؤلاء محمد واحمد أبناء أو بني موسى ويعرفون بأبناء المنجم لقد تفانوا في طلب العلوم القديمة وبذلوا الأموال الطائلة واحضروا النقلة وأرسلوا حنين بن إسحاق إلى بلاد الروم فجاءهم بطرائف الكتب وغرائب المصنفات وكانوا ينفقون في الشهر (500)دينار للنقل والملازمة ولهم مؤلفات عديدة .
وقد ذكر ياقوت الحموي بكتابه ( معجم الأدباء ) بأنه لم يسمع ولم يرى شخصا" أحب الكتب والعلوم أكثر من حب الجاحظ لها فانه لم يقع بيده كتاب قط آلا أستوفى في قراءته حتى أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين يبت بها وذلك للاطلاع والقراءة ، وكان يحضر مجالس المتوكل الخليفة العباسي فإذا أراد الخليفة القيام لحاجة اخرج كتابا"من كمه وقراءه في مجلس المتوكل إلى حين عودته .
وقال إسماعيل أبن إسحاق القاضي ما دخلت يوما" على الجاحظ الأ وجدته ينظر في كتاب أو يقلب كتبا" أو ينفضها
وهذا دليل واضح على حب المطالعة والقراءة ومن الروايات التي يرد ذكرها حول حب الكتاب ما أورده ياقوت الحموي في كتابه (معجم الأدباء) من حديث أبو مسهل عبد الوهابّ حيث قال : كان إسماعيل بن صبيح قد أقدم أبا عبيده من البصرة في أيام الرشيد إلى بغداد وأحضر الأثرم (علي بن المغيرة) وهو يومئذ وراق وجعله في دار من دوره وأغلق عليه الباب ودفع أليه كتب أبي عبيده وأمره بنسخها فكان أبو مسهل وأصحابه يذهبون إلى الأثرم فيدفع لهم الكتب والورق ويطلب منهم نسخها وأعادتها أليه ، وكان أبو عبيده من أبخل الناس بكتبه ولو علم ما كان يفعله الأثرم لمنعه من ذلك .
ويذكر أحمد أمين بكتابه (ضحى الإسلام ) بأن بعض المؤرخين قد بالغوا عندما زعموا أن بيت الحكمة كان جامعة كبيرة ملحق به مكتبة ومرصد ويشير بأن هذه المكتبة كانت ملحقة بقصر الخليفة وقد أعتاد الخلفاء أن يفعلوا هذا في قصورهم ، فكان في قصر قرطبة مكتبة وفي قصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله مكتبة ، كما أن للمأمون مكتبة خاصة به أفرد لها حجرة من حجر القصر وكان يشرف عليها سهل بن هارون بالإضافة إلى أشرافه على دار الحكمة أو بيت الحكمة .
وكان المأمون ينفق الكثير على العاملين في مكتبته وبيت الحكمة وأن رواتبهم كانت أعلى بكثير من رواتب الموظفين الآخرين ،كما أن محمد بن عبد الملك الزيات الذي كان وزيرا" للواثق فقد بلغ عطاءه للنقلة والنساخ في كل شهر ألفي دينار .
هذا وقد أستمرت خزانة الكتب في العمل وتأدية رسالتها بعد المأمون ولكنها فقدت كثيرا"من أهميتها مع توالي الزمن وقد كانت لا تزال موجودة في أواسط القرن الرابع الهجري .
أما بيت الحكمة فيغلب الظن أنها أستمرت موجودة طوال العهد العباسي إلى أن دهم التتار بغداد سنة (656ه/1258م) وقتلوا المستعصم آخر خلفاء بني العباس فذهبت خزانة الكتب وذهبت معالمها وأعفيت آثارها .
لقد أهتم خلفاء بغداد على ضعفهم وقلة مواردهم بالعلم والمدارس والمكتبات كل الاهتمام فهذا الخليفة الناصر لدين الله فقد كان محبا" للعلم جامعا" للكتب أعتنى بالمكتبات وأسس المكتبة النظامية عندما أعاد عمارتها ونقل لها آلوف الكتب النفيسة وأيضا" انشا الرباط المعروف بالرباط الظاهري غربي بغداد ونقل أليه كتبا" كثيرة كما أنه أهتم بتغذية الخزائن الخليفية التي كانت موجودة وأشترى لها الكتب ونظمها أحسن التنظيم وقد أوكل مهمة أختيار الكتب إلى شخص يدعى(مبشر بن أحمد بن علي الرازي) وأعتمد عليه في أختيار الكتب التي وقفها على الرباط الخاتوني .
أما الخليفة المستنصر بالله الذي تولى الخلافة بعد الناصر فقد ورد عنه حبه للعلم والعلماء وأهتمامه بالكتب والمكتبات حيث أسس المدرسة المستنصرية والتي أصبحت في وقتنا الحاضر الجامعة المستنصرية وقد أرتبط أسمه بهذه المؤسسة .
أما الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسين فقد أنشأ خزانتين للكتب نقل إليهما نفائس الكتب وجعل المسؤول عن الأولى صدر الدين بن التيار وجعل متولى الثانية عبد المؤمن بن فاخر الأرموي ، وكان الخليفة يجلس بعض الوقت في الخزانتين بالتناوب وهاتين الخزانتين أقيمتا في دار الخلافة الخاصة والدليل على ذلك أنه عندما آمر سنة 641 هجري بعمل خزانة الكتب الأولى في داره حليت جدرانها بأشعار نظمها شعراء الديوان :-


أنشأ الخليفة للعلوم خزانة سارت بسيرة فضله أخبارها

تجلو عروسا" من غرائب حسنها درر الفضائل والعلوم نثارها

أهدى مناقبه لها مستعصم بالله لا لائه أنوارها

أما الخزانة الثانية فقد أسسها في أخريات أيامه وكان يمضي شطرا" من وقته في الخزانتين .
أما بلاد الشام فأن أشهر أمراء سوريا الذين أهتموا بالعلم والأدب وشجعوا عليه هوسيف الدولة الحمداني في القرن الرابع الهجري وكان مقره حلب فقد أجتمع حوله أعظم الأدباء والشعراء والعلماء أمثال المتنبي وأبو فراس وأبن خالويه والفارابي , فقد أهتم سيف الدولة بالنقل وكان عنده طبيب يدعى عيسى الرقي ينقل من السرياني إلى العربي وقد أوجد سيف الدولة مكتبة كبرى جعلها في عهدة شاعرين أخويين مشهورين هما محمد بن هاشم وأبو عثمان سعيد بن هاشم .
لقد حفل هذا العصر والعصور التي تلته بمئات العلماء والبحاثة الذين عشقوا الكتب وأحبوها حبا" ملك عليهم ألبابهم ومشاعرهم وأنساهم ملذات الدنيا حتى الأهل والولد ، ومن هؤلاء يرد ذكر الجاحظ والفتح بن خاقان نديم المتوكل والقاضي إسماعيل بن إسحاق .
كانت دكاكين الوراقين مكانا" يلتقي فيه الأدباء والعلماء والفضلاء يتذاكرون فيه الحوادث ويتناشدون الأشعار ويتجادلون ويتساجلون ويبحثون آخر الأنباء والأخبار الأدبية .
وقد أعتبر أن فراق الكتب من الحوادث المؤلمة التي تحدث للأنسان فبعضهم فارق كتبه بعين دامعة وقلب راجف وكأنه يفارق عزيز له ، وقصة الحسن بن محمد بن حمدون فقد كان من محبي الكتب وعشاقها وأقتنائها والمبالغين في تحصيلها وشرائها وحصلت لديه ضائقة مالية عندما تقاعد عن العمل فأخذ يخرج كتبه ويبيعها وعيناه تذرفان الدموع كالمفارق لأهله الأعزاء المفجوع بأحبابه .
ويشير ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) بأن الزهري كان محبا" للكتب جامعا" لها ،وكان إذا جلس جعلها حوله والتها بها عما عداها إلى أن قالت له زوجته يوما"(والله لهذه الكتب أشد علّي من ثلاث ضرائر) .
وقد ساعد على أزدهار الحركة العلمية وأنتشار التأليف والنقل أختراع الورق وأنتشار أستعماله بدأ من عصر الرشيد والمأمون فكان أول مصنع للورق في بغداد في محلة (دار القز).
أن أختراع الورق وأنتشار أستعماله في أروبا من النعم التي أنعمت بها الحضارة الإسلامية على العالم وساعد على نشر العلم ومحو الجهل وأنارة معالم الطريق أمام الأجيال ، كما أن ذلك الأختراع أدى إلى ظهور طبقة من الوراقين وقد لعبوا دورا"مهما في تاريخ الحضارةالاسلامية.
وعمل الوراقين في ذلك الوقت يشابه دور النشر في وقتنا الحاضر حيث يقومون بنسخ الكتب وتجليدها وبيعها فأنتشرت دكاكين الوراقين وأصبح لهم شهرة واسعة وأصبحت دكاكينهم أشبه بمراكز ثقافية أو الصالونات الأدبية حيث يلتقي بها الأدباء وتعقد جلسات المناظرة والمناقشة .
ومن الأسماء الذين يرد لهم ذكر محمد بن إسحاق النديم مؤلف كتاب الفهرست فقد كان وراقا"يبيع الكتب وأيضا" يرد ذكر الشعوبي والأثرم وآخرين .
وتاريخنا ملئ بالشواهد الدالة على ذلك حيث كانت بغداد في ذلك الوقت منارة العلم والمعرفة والترجمة حتى أمتلأت مكتباتها وفاضت بما فيها من العلم والمعرفة وكذلك الحال بالنسبة لدمشق وحلب والكوفة والبصرة والأندلس والقاهرة وقرطبة وكافة بقاع الدولة الإسلامية التي شهدت نهضة علمية ومعرفية ما زالت آثارها شاهدة على ذلك .


• ومن المكتبات التي ورد لها ذكر في العصر العباسي :-

1. مكتبة فخر الدين المروزي، أنشأها مبارك بن شاه بن الحسين المروزي
بها كتب وشطرنج ، فالعلماء يطالعون الكتب ومن لم يعرف العلم يلعب
الشطرنج
2 . مكتبة دار دينار، أوقف أبا الحسن العلوي كتبه على مكتبة دار دينار .
3. خزانة الحكمة في كركر في ضواحي بغداد ، أنشأها علي بن يحيى المنجم في القرن الثالث الهجري وسماها خزانة الحكمة وقد أصبحت كعبة للقصاد يقيمون فيها ويتعلمون صنوف العلم ، وكانت الكتب مبذولة لهم والنفقة من ماله الخاص .


لقد تنوعت المكتبات التي وجدت في تلك الفترة ، فقد وجدت المكتبات بالمساجد والمكتبات الخلافية والخاصة والمكتبات العامة ومكتبات الأوقاف والأكاديمية ومكتبات الشافي إضافة إلى المكتبات التي تلحق بالترب والمقابر وخاصة قبور العظماء والخلفاء والأغنياء .
لم يكن للمكتبات في بادئ الأمر أبنية خاصة بها مثل مكتبة بيت الحكمة ومكتبة خالد بن يزيد أما بالنسبة لمكتبة دار العلم في بغداد والتي أسسها سابور بن أرديشر فقد كان لها دورا" خاصة بها وكذلك المكتبات الأخرى في البصرة والموصل والري ومرو.
كما ألحق بالمكتبة غرفة أو أكثر أعدت للنسخ وجهزت بجميع ما يحتاجه الناسخ إضافة الى تزويد المكتبات بالبسط والسجاد والستائر وكافة أنواع الأثاث اللازم .
وإذا تطرق الحديث بنا إلى إدارة المكتبة فقد وصفت تحت إدارة ثلاث أشخاص الأول المشرف الأعلى أو الوكيل وأمين المكتبة ويطلق عليه الخازن ومساعد يطلق عليه المشرف كما تم تحديد ما يتقاضاه العاملين بالمكتبة شهريا" .
أما بالنسبة للفهرسة فقد أهتم المسلمون بفهرسة الكتب في المكتبات التي إنشاؤها وتصنيفها وتنظيمها حتى يسهل على الباحثين والدارسين تناولها وأستعملها .
والفهارس نوعان أما أن تكون مكتوبة في مجلدات أو تكون أسماء الكتب والمؤلفين مكتوبة على لوائح تعلق على مداخل أقسام المكتبة .
وعندما أسس الخليفة المستنصر بالله العباسي مدرسة المستنصرية وجعل المكتبة قسما"أساسيا"من أقسامها طلب من الشيخ عبد العزيز شيخ رباط الحريم بالحضور للمدرسة وفهرست الكتب الموجودة بها كما حدد أعطيات العاملين بها .
أما بالنسبة للموازنة الخاصة بالمكتبات فيشير محمد ماهر بكتابه ( المكتبات في الإسلامية نشأتها وتطورها ومصائرها ) بأنه لا توجد سجلات كافية يستدل منها معرفة موازنة هذه المكتبات آلا أنه كان ينفق عليها أموالا" كثيرة خاصة عمليات النسخ والحصول على المخطوطات ، هذا بالأضافة إلى ما يوقف من الأوقاف السخية على هذه المكتبات حتى يظمنوا أستمراريتها في أداء عملها .
أستمراريتها وحسن أدائها لمهامها التي وجدت من أجلها وعلى سبيل المثال لا الحصر فأن الخليفة المأمون كان ينفق بسخاء على مؤسسته ( بيت الحكمة ) حيث أنه كان يعطي النقلة (نقل الكتب من لغة الى آخرى) زنة كل كتاب ذهبا"، كذلك فأن أبناء شاكر كانوا ينفقون في الشهر على عمليات النقل (500) دينار وأيضا" أبن الزيات كان ينفق في الشهر ألف دينار .
أما بالنسبة للإعارة فقد كانت موجودة سواء أكانت إعارة خارجية أم داخلية , ولكنها كانت تختلف من جهة إلى جهة أخرى ومن واقف إلى أخر ، حتى جرت العادة أن الأدباء كانوا يستعيرون من بعضهم البعض .
وقد حرص القائمين على أمور المكتبات بتوفير المستلزمات الضرورية كالأوراق والحبر مجانا" لمن أرادو الأستنساخ ومن هنا يتبين لنا عناية الخلفاء والأغنياء بضمان استمرار ما غرسوه وما قدموه .
ولنا في ديننا الحنيف وفي السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم القدوة الحسنة حيث أنهم أحترموا الكتاب ودونوا فيه علمهم ومعارفهم وأن أكثر الناس خشية لله هم العلماء ، وأن وسيلة علمهم ومعرفتهم هي الكتاب .



المصادر

• الطقطقي : محمد بن علي طباطبا المعروف بأبن الطقطقي
((الفخري في الأداب السلطانية والدول الإسلامية ))
راجعه محمد عوض إبراهيم وعلي الجارم
مطبعة المعارف ومكتبتها / مصر- الطبعة الثانية
• أبن أبي أصيبعه : موفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي المعروف بأبن أبي أصيبعه .
(( عيون الأنباء في طبقات الأطباء ))
شرح وتحقيق
د. نزار رضا
منشورات دار مكتبة الحياة / بيروت ، 1965م

• أبن الأثير : الأمام العلامة عمدة المؤرخين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بأبن الأثير الجزري المتوفى سنة 630 هجري .
(( الكامل في التاريخ ))
عنى بمراجعة أصوله والتعليق عليه نخبة من العلماء
مطبعة الأستقلال
• الحموي : الشيخ الأمام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي المتوفى سنة 626 هجري .
(( معجم الأدباء ))
نسخة منقحة ومضبوطة وفيها زيادات
مكتبة عيسى الحلبي وشركاه / مصر ، 1335 ه /1936 م
• كرد علي : محمد
(( خطط الشام ))
بيروت ، 1390ه /1970م
• طرزي : الفيكنت دي طرزي
(( خزائن الكتب العربية في الخافقين ))
منشورات وزارة الثقافة الوطنية والفنون الجميلة / دارالكتاب

• زيدان : جرجي
(( تاريخ التمدن الإسلامي ))
دار الهلال
• رفاعي : أحمد فريد
(( عصر المأمون ))
منشورات مطبعة دار الكتب المصرية / القاهرة
الطبعة الأولى 1346ه/ 1927م
• عنايت : هبه
((موسوعة العلوم الإسلامية والعلماء المسلمين ))
منشورات دار مطابع المستقبل / القاهرة
• حميدان : زهير
(( أعلام الحضارة العربية الإسلامية في العلوم الأساسية
والتطبيقية))
منشورات وزارة الثقافة / سوريا سنة 1995م
• أمين : أحمد
(( ضحى الإسلام ))
الطبعة العاشرة 1343ه /1935م
• حداد : د.جورج حداد وعبد الكريم رامق
(( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ))
أشرف على مراجعته وتحريره د. جبرائيل جبور
دار الثقافة – بيروت / 1959 م
• الخضري : الشيخ محمد بك
(( محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية / الدولة العباسية))
تحقيق الشيخ محمد العثماني
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت
• الدباس : إسماعيل وجميل الشلبي
(( الدليل العلمي للتصنيف في المكتبات ومراكز التوثيق
والمعلومات))
تقديم هاني العمد
منشورات جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية – 1985م
• حمادة: محمد ماهر
(( المكتبات في الإسلام ، نشأتها وتطورها ومصائرها ))
منشورات مؤسسة الرسالة / بيروت
1414 ه/1994م













  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بعض النظم الالية المستخدمة في المكتبات ولاء شيخ منتدى الأنظمة الآلية في المكتبات ومراكز المعلومات 29 Nov-22-2014 08:12 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
التعليم عن بعد وعلم المعلومات amelsayed المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 12 Feb-20-2011 11:02 PM
دراسة حول مواقع المكتبات العربية_ مشاركة مقتبسة كريشان المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Dec-11-2010 05:43 PM
الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام المكتبات والمعلومات ولاء شيخ المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 4 Oct-13-2009 06:10 PM


الساعة الآن 02:04 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين