[alsameer]

قال رئيس المكتب الإقليمي في الاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور ميلود أمزيان: إن مشروع ربط شبكات الإنترنت العربية «NAPs» ينطوي على الكثير من المزايا الاقتصادية، نظراً إلى ما يختزله توصيل الدول العربية بعضها ببعض من قنوات ربط متعددة ومتشعبة، ما ينعكس تخفيضاً في الأسعار التحاسبية بينها، كما يشجع على إغناء المحتوى العربي وخلق التطبيقات الإلكترونية وتكريس قاعدة صلبة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم العربي.

وبين امزيان في لقاء خاص مع «الوطن» أن تخوف بعض الممثلين العرب من المقترحات التي شهدها الاجتماع التحضيري الثاني لفريق خبراء مشروع ربط شبكات الإنترنت العربية الذي انعقد في مؤسسة الاتصالات، يرتكز إلى خشية هؤلاء من اختيار نقاط نفاذ إلى الشبكة العالمية في دول محددة دونها، مطمئناً بأن المرحلة الحالية تتركز على وضع المعايير اللازمة لتنفيذ المشروع، بينما الثانية لجمع المعلومات ودراستها وتحليلها تمهيداً لاستقطاب السيناريوهات المتوافقة مع الوقائع الفنية والجغرافية بما يخدم الوصول إلى أمثل إدارة لشبكة الإنترنت العربية، ومن ثم اختيار مكان نقاط النفاذ وعددها على أسس علمية موثقة وسياسية إستراتيجية. وكان الاجتماع التحضيري الثاني لفريق خبراء مشروع ربط شبكات الإنترنت العربية «NAPs» ناقش قبل أيام قليلة مسودة خطة العمل المقترحة والمعايير العامة والفنية والمالية التي خلص إليها الاجتماع الأول.
ويعتبر مشروع ربط شبكات الإنترنت العربية من بين المشروعات العربية الإقليمية الإستراتيجية وقام بوضع الدراسة الأولية لهذا المشروع المكتب الإقليمي دون إدراج القطاع الخاص وشركات الاتصالات ضمن دراسته الأولية. ولهذه الغاية، أقر مجلس وزراء الاتصالات العرب تشكيل فريق حكومي، برئاسة البحرين ونواب من كل من الأردن والسعودية، يعنى بتحديد المعايير المتعلقة بالمشروع تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء خلال اجتماعه المقبل في اليمن للموافقة، واقتراح الخطوات التالية التي تتطلبها المرحلة التنفيذية.
وأوضح أمزيان أن الفوائد المباشرة لربط شبكات الإنترنت العربية تتمثل في خلق شبكة إنترنت عربية بالكامل تتنقل معها شبكات الربط في المنطقة إلى مستوى جديد، فحتى لو انقطع جميع الكوابل البحرية التي تربط شبكات الإنترنت العربية في الخارج، فستبقى جميع الدول العربية متصلة مع بعضها البعض عبر الإنترنت مهما حدث. وأضاف أمزيان: من خلال شبكة إنترنت عربية يمكن لأي دولة قد ينقطع اتصالها الإنترنتي مع العالم الخارجي، أن تستمر في الاتصال عبر شبكة الإنترنت العربية «NAPs» ومن أي قناة متوافرة.
وبين أمزيان أنه في حال وجود شبكة الإنترنت العربية فإن عبور البيانات من دولة عربية إلى أخرى سيتم بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسيط، وذلك بعد أن اعتدنا عبور البيانات عبر دولة أخرى خارجية قد تكون الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها. وبذلك يضيف أمزيان: يحقق المواطن العربي الرقم واحد بين المستفيدين من هذه الشبكة. يذكر أن كل طلب لموقع إنترنت من أي بقعة في العالم، لا بد أن يمر عبر مخدمات الربط العالمي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، حتى لو كان الطلب ضمن النطاق المحلي للدولة.
وأردف أمزيان: إن الاتصال المباشر بين الدول العربية يعد داعماً كبيراً للحفاظ على المعلومات التي تنتقل بين دولة عربية وأخرى، كما يسهم في تأمين سريتها بشكل أكبر، وخصوصاً أن الحالة الراهنة تمكن الكثيرين من مراقبة جميع المعلومات التي يتم تبادلها بين الدول العربية عبر الإنترنت. وفي سؤال لـ«الوطن» حول التباين القائم في سعات شبكات الإنترنت العربية، وفيما لو كان لهذا التباين من تأثير في انسياب مشروع ربط شبكات الإنترنت العربية، أجاب أمزيان: هذا الجانب تقني بحت، ما يفترض بنا تقديم اقتراح لوزراء الاتصالات العرب في اجتماع اليمن، لجهة إتمام دراسة على مستوى جميع البلدان العربية من حيث البنى التحتية الموجودة والكوابل الضوئية والمواصلات والسعات التي تؤمنها وكل ما يدخل في البنية التحتية الاتصالاتية حالياً من حيث التجهيزات وغيرها من المعلومات الدقيقة التي يحتاج إليها فريق العمل لبناء السيناريو الأخير لشبكة الربط العربية.

حركة الإنترنت العربية
إن معظم حركة الإنترنت العربية يتم تبادلها خارج المنطقة العربية عبر نقاط نفاذ في أميركا وغيرها، ماعدا بعض حالات التبادل المباشر بين مزودي الخدمة «private peering» وبعض التجارب الحديثة لتبادل حركة الإنترنت عبر نقاط النفاذ. وتعاني طرق الربط الحالية- عن طريق نقاط نفاذ خارج المنطقة العربية- من بعض الأمور كعدم استخدام السعات بشكل أمثل، والتأخير في نقل المعلومات وتحميل التطبيقات، وإمكانية حصول مشكلات وقطع للخدمة، ما يؤدي إلى تدني درجة الأمان، وتدني الجودة، وارتفاع التكلفة.
وبالعودة إلى وصف مشروع «ربط شبكات الإنترنت العربية NAPs» فهو يسعى إلى إنشاء نقاط نفاذ لربط شبكات الإنترنت العربية، بحيث يتم تمرير الحركة بين الدول العربية عبر هذه النقاط. كما يتم تمرير المعلومات إلى خارج المنطقة العربية من خلال هذه النقاط.
ويهدف المشروع فيما يهدف إليه أيضاً نحو إعداد تصميم لحركة الإنترنت في الدول العربية يأخذ بالحسبان تلافي السلبيات الموجودة ويكون مبنياً على جدوى اقتصادية طبقاً للإمكانيات والتجهيزات المتوافرة لإنشاء نقاط نفاذ شاملة إضافة إلى المتوافرة حالياً، وكذلك إنشاء النقاط وربط الدول العربية من خلال هذه النقاط. كما يتوقع أن يساعد هذا المشروع في تحقيق العديد من الفوائد أولاها تقليل تكلفة استخدام الإنترنت، وخفض تكاليف الربط بالشبكة العالمية ما سيعود بالمنفعة على المستخدم النهائي، وزيادة استخدام الإنترنت، وزيادة المحتوى الرقمي العربي، وضمان استمرارية ربط الدول العربية مع بعضها حتى في حال تعثر الربط مع بعض المسارات الدولية، وتحسين جودة الخدمة، وتقليل الاختناقات، وسرعة الحصول على التطبيقات المختلفة إضافة إلى الاستخدام الأمثل للبنى التحتية والسعات المتوافرة.

آلية التنفيذ
ولتنفيذ هذا المشروع اقترح القيام بتكوين فريق من وزارات وهيئات الاتصالات وتقنية المعلومات ومشغلي الشبكات المهتمين لتنفيذ هذا المشروع بمشاركة الإدارة المعنية في جامعة الدول العربية. ويقوم هذا الفريق بدراسة الوضع الراهن حول وضع حركة الإنترنت الحالية في الدول العربية والبنية التحتية المتوافرة، ودراسة الطرق المثلى لربط الدول العربية بنقاط النفاذ، وتحديد الدول الأنسب لإنشاء نقاط نفاذ جديدة من ناحية الموقع الجغرافي، وتوفر وسائل الربط المثلى (تقسيم الدول العربية إلى نطاقات). مع ضرورة دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء نقاط النفاذ، وأساليب الربط المقترحة، وتعديل التصاميم بناءً على دراسة الجدوى مع أهمية إبراز الفوائد الاقتصادية والأمنية. مع عدم إغفال تسويق المشروع لدى مشغلي شبكات الاتصالات ومقدمي الخدمة، وقيام مشغلي شبكات الاتصالات ومقدمي الخدمة بتنفيذ المشروع وفق أسس تجارية.

http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=72841