[samia-yasmina]

تنمية مهارات الموظفين.. مسؤولية من؟؟

لعبت الجامعات ومراكز التعليم والتدريب دورا فعّالا ومهما في تنمية مهارات المتدربين في مختلف التخصصات، ونكاد نجزم اليوم أن سوق الشغل لا يمكن له أن يستمر بمعزل عن مراكز التعّلم والتدرب مهما كان نشاط هذا السوق وأهميته و نفوذه في المحيط الاجتماعي والاقتصادي وحتى الثقافي للمجتمع. ذلك أن عصر العولمة الذي نعيشه يفرض علينا شئنا أم أبينا التأقلم الدائم والمتواصل مع تغيرات سوق الشغل والوظيفة، هذه التغيرات التي صارت سيمة عصر يتّسم بتكنولوجيا الإعلام والاتّصال عالية الجودة وفعّالة التأثير وبمجتمع سمي بمجتمع المعلومات...

في ظل كل هذه التغيرات السريعة ماهي مكانة الموظف ضمن محيط الشغل العام؟ أو بعبارة أخرى ماهي مكانته في إطار جدول التدريبات والتنمية المهنية المبرمجة لتأطير الكفاءات العاملة وتطوير مهاراتهم ومكاسبهم المعرفية والتعليمية؟
سؤال ربما يظهر للوهلة الأولى تافها أو قل سخيفا إذا نظرنا إلى المسألة من وجهة نظرأن للموظف الحق في اكتساب المعارف وتطوير القدرات التي تساعده على أداء فعّال ومثمر لمهامه.

دعونا أولا نتحدث عن الموظف قبل أن نلقي اللوم على أي كان من الأطراف التي لها يد في الموضوع بطريقة أو بأخرى.
لا يمكن للتنمية المهنية بأي حال من الأحوال أن تأتي أكلها إذا كان العنصر الأساسي فيها غائبا أومهمشاَ،والغياب هنا أو التهميش لا نعني به إقصاء الآخر وإنما نقصد به غياب الإرادة في التعلّم والرغبة النفسية في اكتساب الجديد والمثابرة في التعلّم والاجتهاد؛
·فالرغبة الذاتية في التعلّم هي:
1.منبت لكل المعارف والمكتسبات.
2.مصدر مستمر ودائم للتجديد والتغيير الايجابي.
3.ممول للطاقة النفسية وحافز قوي لتجديدها.
4.مدعم يعول عليه في حال الأزمات والمهام الصعبة.

لننتقل الآن إلى العنصر الثاني في الحلقة الفاعلة في التنمية المهنية ألا وهو المحيط المهني والجو العام الذي يعيشه الموظف في بيئة الشغل، فلا يمكن لأحد أن ينكرما لتأثير المحيط الوظيفي على مرد ودية الموظف وكفاءة أدائه لمهامه اليومية؛ فالمهام المتكررة والوظائف المعقدة والمتعبة قد تجعل من العمل اليومي للموظف عملا رتيبا روتينيا،وهنا نرجع إلى النقطة السابقة ونؤكد على أهمية العامل النفسي للموظف في دفع الخواطر السلبية والأفكار الهدامة التي لا تخدم مبدأه في الحياة ناهيك على أن تخدم سمعته المهنية والوظيفية.

إذا اتفقنا على هذه النقطة دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى أساسها المحيط
الوظيفي كما قلنا، والتي نؤكد فيها على أهمية توفر شروط رئيسية لتتحقق التنمية المهنية، وهي:
1.العدالة والمساواة في التدريب المهني للموظفين.
2.إتاحة الفرص لذوي الكفاءات وأصحاب الهمم العالية.
3.توفير جو من الثقة المتبادلة في المحيط المهني حتى نضمن تدريبا مثمرا وهادفا.
4.ضرورة فتح قنوات الاتصال على مصراعيها وتقبل الاقتراحات والآراء التي تنصب في الصالح العام للمؤسسة.
5.التجسيد العملي لنتائج التدريبات المهنية ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.


هذه بعض الشروط التي يجب أخذها بعين الاعتبار حتى نضمن نجاحا أكيدا ومردودا فعّالا في التنمية المهنية للموظفين وحتى نعطي لكل موظف حقه في التدريب واكتساب المعارف التي تضمن له استمرارا مثمرا لمهامه وأعماله اليومية وحتى نلغي كل أسباب الروتين والرتابة في مهامنا اليومية.

ثم هناك عامل آخر يدخل ضمن شروط التدريب المهني للموظفين وهي تتعلق بأهمية الوظيفة وطبيعتها وأسلوب أدائها والوسائل والأدوات التي تتضمنها وكذا التغيرات التي تحصل فيها.
ولكي نوضح أكثر هذه النقطة سنعطي المثال التالي:الجميع يدرك أن مكتبات اليوم ليست نفسها مكتبات الأمس للاعتبارات التالية:
1- اختلاف المفهوم العام لمهنة المكتبات ماضيا وحاضرا.
2- التغير في مهام أمناء المكتبات.
3- تطور الوظائف وتشعبها.
4- إدخال التكنولوجيات الحديثة للاتصال.
5- توسع الخدمات المقدمة.
6- تنامي الأهداف وتحقق مجالات تحقيقها.

وبالتالي فإن التدريب المستمر في هذا التخصص أمر تتطلبه المتغيرات الحاصلة في مجال المكتبات ومراكز المعلومات من حيث استخدام الوسائل الحديثة في جميع مراحل السلسلة الوثائقية بدءا بتنمية المجموعات و انتهاء بالبث والاسترجاع، بل الأمر يتعدى ذلك إلى معرفة رجع الصدى لدى فئة المستفيدين لأجل دراسة الحاجيات وتطوير الخدمات وتفعيل أساسيات الواجب المهني.

هذه بعض النقاط حول أساسيات التدريب المهني والشروط الواجب توفرها لنضمن كما قلنا تدريبا فعّالا،جادّا ومثمرا لأننا نعيش اليوم عصرا يعطي للاستثمار البشري قسطا أكبر وأهمية أقصى وتوجّها بليغا يدفعه دفعا إلى استغلال الطاقة البشرية واستثمارها واستغلال كل الكفاءات والطاقات الفاعلة والمنتجة لتحقيق مردود أفضل وفتح أسواق جديدة وترويج سلعة أجود وأنفع...

هو ذاك عصر كل معالمه بينة للعوام تؤكد الفضل لذوي الفضل والإحسان وتسدل الشكر لأصحاب الكرم والعرفان وهي في نفس الوقت تلغي الجمود وتلعن التأخر وتمسح من طريقها كل كسول مدمّر منهار..

فالغاية كل الغاية هو التميّز والتجدّد ...

ولنكون كذلك ..الأمر بأيدينا ..وعلينا أن نجسد المعادلة التالية ونقوم بتفعيلها وجس نبضها في كل وقت وحين لأن الحاضر في أيدينا والمستقبل صنع قراراتنا والماضي أبدا لن يرحمنا..

التنمية المهنية=العنصر البشري+المحيط الوظيفي+المحيط الخارجي

[waldostar]

شكرا على الموضوع

[أمينةمصادرتعلم]

[ابراهيم محمد الفيومي]

على الرجل المناسب ان يكون في المكان المناسب ان كان هناك من سعي للتطوير
شكرا اختي الكريمة على الطرح
بارك الله فيك