[المبروك التبيني]

قراءة وتحليل لميثاق أخلاقيات اختصاصي المكتبات والمعلومات
بقلم الأستاذ الموثق المبروك التبيني ( رئيس مصلحة للتوثيق والأرشيف بمؤسسة عمومية ومدرس جامعي ومكون عرضي في علوم التوثيق والأرشيف تونس )

نشرت مجلة "المعلوماتية" القيمة " في عددها ميثاق أخلاقيات اختصاصي المكتبات والمعلومات، مترجم عن الزميلين المختصين المجتهدين: الدكتور إبراهيم المسند، والدكتور حمد بن إبراهيم العمران، وفقهما الله، وكانت الترجمة تنم عن حنكة ومقدرة الرجلين، ونحن نبارك لهما هذا المجهود الجبار.
وإيمانا منا بأهمية تلاقح الأفكار وتواصل أهل الاختصاص الواحد للنهوض بميدانهم اكثر فأكثر، فإننا أردنا أن نظيف قراءة بأكثر عمقا وتحليلا لمختلف بنود الميثاق، عدى منها المتكرر، أو المتشابه، ذلك أن البعض منها ذكر في جزء "المبادئ العامة"، قد أعيد بصيغة أشمل في جزء "قواعد الممارسة المهنية" ...ونرجو ان نكون قد أضفينا على الدراسة شيئا من الإضافة والفائدة..
أولا: المبادئ العامة للأخلاقيات المهنية للمتخصصين في المكتبات والمعلومات
يجب أن يتسم سلوك اختصاصيي المكتبات والمعلومات بما يلي بصرف النظر عن الترتيب والأولوية:

- الحرص على الصالح العام في كل المسائل المهنية, شاملا احترام الاختلاف والتنوع داخل المجتمع, والدعوة لتكافؤ الفرص بين المستفيدين ومراعاة حقوق الإنسان
* يجب أن يتجنب المكتبي كل شكل من أشكال التمييز بين القراء والمستفيدين بغض النظر عن أجناسهم أو ألوانهم أو مراتبهم الإدارية أو الاجتماعية، فلا يميز فلان عن آخر بحكم ميولاته أو مبادئه أو ديانته التي يتوافق معها، وبالتالي يصبح العمل ذو مصالح شخصية ضيقة وهو ما يضر بالميدان، غير أن ذلك يتوقف على المستوى العام للمجتمع والبلاد حيث يتجنب المسؤول أن يفرض طلباته على المكتبي بما يخل والمبادئ المذكورة.

- الاهتمام بالسمعة الطيبة لمهنة المكتبات والمعلومات
* يجب على المكتبي أن يعمل على ما من شأنه أن يرفع من قيمة المهنة ويعلو من شأنها ويعتبر أن الاختصاص لا يمكن أن يغار عليه وعلى مكانته أكثر من أهله، وهذا أيضا يتوقف عند امتلاك المكتبي من النفوذ والقوة ما يجعلاه قادرا على القيام بمهمته الدفاعية المذكورة، وتكون له حرية الرأي والدفاع عند الحاجة بلا مساس نهما كان الطرف المقابل.

- التعهد بالدفاع عن المهنة, وتقدمها, من خلال إتاحة الوصول إلى المعلومات, وتقديم الأفكار والأعمال المبدعة.
* يكون العمل الجاد أفضل طريقة للمكتبي للدفاع عن مهنته، وذلك بتلميع صورتها بالأبحاث الجادة، والاجتهاد المستمر في سبيل رفع رأيتها ويكون هذا لزاما عليه ومن باب أخلاقيات المهنة.

- تقديم أفضل خدمة ممكنة في ضوء الإمكانات المتاحة
* على المكتبي أن يستغل الإمكانات المتاحة له ويجتهد لتوفير غيرها حتى يقدم للقارئ والمستفيدين عامة افضل الأعمال وأرقاها بما يعكس صورة المكتبة التي يشرف عليها، ذلك ان الإمكانيات التكنولوجية اليوم توفر للمكتبي من الظروف ما يجعله يغزو العالم بأسره لتوفير مختلف أنواع المعلومات المطلوبة، ولا يجب أن يقتصر عمله على الرصيد الوثائقي الذي يتضمنه المبنى.

- الحرص على تحقيق التوازن بين احتياجات المستفيدين ( الفعليين والمحتملين ) وبين المتطلبات المنطقية لأرباب العمل.
* من بين واجبات المكتبي أن يحدد ويفرق بين ما هو فعلي وما هو محتمل من الطلبات للمستفيدين، وان يوفق بين النوعين من المستفيدين: القارئ من جهة، وأرباب العمل من جهة، فلكل منهما حاجياته وطلباته وظروف عمله ووقته ...الخ.، فرب العمل ( المسؤول الأول ) مثلا، لا يسمح له وقته ولا ظروف عمله الحضور الدائم داخل المكتبة للطلب والبحث وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار من قبل المكتبي، على عكس المستفيد العادي الذي يمكن أن يتواجد في أي وقت داخل المكتبة .

- المعاملة العادلة لجميع المستفيدين من المعلومات.
- النزاهة ولابتعاد عن الانحياز عند الحصول على المعلومات وتقويمها وتقديمها للمستفيدين منها
* يجب على المكتبي أن يتحلى بكامل الموضوعية والنزاهة في التعامل مع المستفيدين بمختلف أنواعهم، والتحلي بالمساواة في خدمتهم وتقديم المعلومة له.

- احترام السرية والخصوصية في التعامل مع المستفيدين من المعلومات.
* على المكتبي أن يتحلى بالسرية المهنية ككل الميادين، إذ تبقى المعلومات المقدمة من مشمولات المستفيد وحده ولا يجوز لغيره معرفتها وكشف خدمة تمتع بها مستفيد ما لأن ذلك يبقى من خصوصياته وحده.

- الاهتمام بحماية والمحافظة على الموروث المعلوماتي في جميع أشكاله.
* على المكتبي أن يتحلى بروح الغيرة على ما يتضمنه المركز من معلومات ووثائق، فيسعى للحفاظ عليها وحماية من أي شكل من أشكال التلف أو الفساد، ويعتبر أنه الأقرب لهاته المهمة من المستفيد وغيره.

- احترام وإدراك قيمة كيانات مصادر المعلومات والجهود الفكرية للمسؤولين عنها.
* يتولى المكتبي القيام بعدة أعمال توثيقية مكتبية في نشاطه منها المعالجة المادية للوثائق ومنها المعالجة الفكرية، وعليها يجب ان يقدر الملكية الفكرية والأدبية للمعلومات، فلا يقع تحريفا ولا تحويرا في مصادر المعلومات في ما يخص شكلها او مضمونها.

- الحرص على تطوير المعرفة والمهارات والقدرات المهنية.
* بحكم الممارسة اليومية للمهنة، فإن المكتبي مؤهل لتشخيص النقائص التي تتعلق بالميدان، وهو قادر بفضل مضاعفة مجهوداته بالدراسة والبحوث أن يطور عمله ويقضي على السلبيات التي تعوقه، ويرتقي بمهاراته المهنية والفنية، وهذا أيضا يتوقف على توفر الظروف الملائمة لذلك، كان تتوفر له مصادر المعلومات بمختلف أشكالها وخاصة منها التقنية الحديثة، والتواصل مع التعليم المعمق في الميدان..الخ.

- احترام مهارات وقدرات الآخرين سواء كانوا من المتخصصين في المكتبات والمعلومات أو المستفيدين أو أرباب العمل أو زملاء المهنة.
* على المكتبي أن يؤمن بقيمة الاختلاف والتواصل في ميدا المعرفة، فيقبل آراء غيره من المختصين والفنيين وحتى المستفيدين وبقية أطراف الميدان، ويطلع على آرائهم، ويفتح باب الحوار الودي معهم ويأخذ منها الرأي الأصلح والمفيد، فبحكم الممارسة المستمرة يمكن لأي طرف أن يبتكر ويبدي من الآراء ما يفيد.

ثانيا: قواعد الممارسة المهنية للمتخصصين في المكتبات والمعلومات
هذه اللائحة وقواعدها المختلفة توضح وتخصص المبادئ الأخلاقية ( المذكورة سابقا ) لمختلف الفئات والاهتمامات للمنتسبين للمهنة كما أنها تتضمن بعض الجوانب الإضافية فيما يتعلق بالسلوك المهني, مع ملاحظة أن هذه القواعد والقيم تتفاوت في أهميتها النسبية بحسب السياق الذي تطبق فيه.
1- الواجبات الشخصية
الأشخاص الذين يعملون في مهنة المكتبات والمعلومات عليهم واجبات شخصية تتعدى تلك التي تحددها عقود العمل مع الجهات التي يعملون بها أو المستفيدين منها. لذا فإن الأعضاء المنتسبين للمهنة عليهم مراعاة ما يلي:
- السعي لتحقيق أعلى مستوى من المعرفة المهنية والكفاءة.
* من واجبات المكتبي المهنية ان يسعى إلى تطوير كفاءاته المهنية وذلك بالبحث المستمر والعمل على التنظيم الدائم للمهنة بمواكبة الأحداث والتطورات.

- التأكد من استمرار قدرتهم على الممارسة المهنية من خلال إطلاعهم ومتابعتهم للتطورات في مجالات أعمالهم وتخصصاتهم.
* لا تتوقف مهنة المكتبي على ما يطلب منه أو ما تحدده إجراءاته المهنية الموكلة إليه بل تتعدى ذلك إلى ابتكاراته الشخصية المستمرة والتي تساير التطورات الحاصلة في الميدان والواقع المهني الذي يعيشه او الذي يحكم الإطار عموما.

- الحرص على عدم ادعاء امتلاك الخبرة والتأهيل في مجال العمل بالمكتبات والمعلومات أو في المجالات الأخرى ذات العلاقة إلا عندما تكون مهاراتهم ومعارفهم كافية لذلك.
* على المكتبي أن يحرص على الرفع من مستوى عمله في كنف البحوث المستمرة وتطويره عبر التواصل مع المختصين وأصحاب القدرات الفنية والاختصاص الواحد .

2- الواجبات المتعلقة بالمعلومات ومستخدميها
سلوكيات المتخصصين الذين يعملون في حقل المعلومات وتصرفاتهم يجب أن تتم بمراعاة اهتمامات المستفيدين من المعلومات واحتياجاتهم, كذلك يحتاج العاملون في مهنة المعلومات إلى إدراك أن عليهم واجبات ومسؤوليات تجاه التراث المتنامي من المعلومات والبيانات بغض النظر عن الأشكال التي تظهر بها, وهذا يشمل الأعمال الإبداعية والحقائقية, لذا فإن أعضاء المهنة يجب أن يراعوا ما يلي:

- التأكد من أن مستعملي المعلومات مدركين لماهية ومدى خدمات المعلومات المتاحة لهم.
* يعمل المكتبي والفني على متابعة المستفيدين أثناء مناولتهم المعلومة او المرجع وتوجيههم لإدراك وتفهم قيمة المعلومة والوثيقة في حياة الإنسان المعرفية والاجتماعية وغيرها، غير أن هذا يتوقف أيضا على مدى قبول المستفيد للفكرة واستيعابها والاقتناع بها، وهذه يحدده المستوى الفكري والثقافي للمستفيد..

- العمل على جعل عملية إتاحة المعلومات والمعايير والإجراءات التي تنظم هذه العملية على قدر كبير من الوضوح والشفافية.
* إن المكتبي أمام مسؤولية كبيرة لإسداء الخدمات اللازمة للمستفيد، وعليه فهو مطالب بتوفير الظروف الملائمة له، فهو أمام أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقه، فيعمل على تبسيط الإجراءات الفنية والقانونية لتكسوها الشفافية والوضوح والتي من شانها ان ترغب الفرد في قبولها والتعامل معها لا النفور منها.

- تجنب الانحياز غير الملائم أو إصدار الأحكام عند تقديم الخدمات.
* إن للمهني والمكتبي أخلاقيات محدد ومسطرة له للقيام بمهنته تجاه المستفيد ذلك انه مطالب بمعاملة الجميع على حد السواسية والمساواة فلا فرق بين قارئ وقارئ لا باللون ولا بالمستوى ولا بالجنس مهما كان شانه، على أن ذلك يتوقف عند حكم المكتبي في الإطار بنفسه و لا تسلط عليه قرارات فوقية بمعاملة فلان معاملة خاصة لقيمة ما، أو أي نوع آخر من الضغوطات الممكن تسليطها عليه ليجد نفسه غير حر في تطبيق مهنته وعمله في الإطار اللازم.
- حماية الخصوصية والسرية لمستخدمي المعلومات, ويشمل ذلك استفساراتهم, والخدمات المقدمة لهم وكذلك أول جوانب متعلقة بظروفهم أو أعمالهم.
* ينصب المكتبي كأمين على مهنته بمختلف أنشطتها، فهو معرض إلى مختلف أشكال الإستفسارات العلنية منها والسرية، الواضحة منها والغامضة، الشخصية منها والعامة، وكذلك من مختلف شرائح المجتمعات من مثقف وأمي وسياسي و متأدلج وصغير وكبير ..الخ، لذلك فهو مطالب بمراعاة مختلف هاته الأشكال والإختلافات، فيحفظ أسرارهم، ويكتم خصوصياتهم خاصة منها الشخصية، وهذا يدخل في إطار سرية المهنة التي تفرضها أي مهنة كانت.

- التعامل بعدالة مع احتياجات المستفيدين من المعلومات وذلك بالنظر إلى أهمية وإلحاح المسائل أو الأمور التي يتم التعامل معها.
* سبق وأن أكدنا على ضرورة حياد المكتبي مع المستفيدين فلا يفرق بين هذا و ذاك ولا يتم النظر إلى مستوى المستفيد بمختلف أنواعه، فيتساوى الجميع أمام مبادئ المهنة، إلا أن ذلك كما قلنا يتوقف عند تطبيق المكتبي لمهنته بمفرده بدون ضغوطات أو أوامر تسلط عليه من فوق قدراته وإرادته.

- التعامل بشكل سريع وبعدالة مع الشكاوى التي يقدمها المستفيدون وإطلاعهم بشكل مستمر على التطورات في معالجة هذه الشكاوى.
*من الجوانب التي يمكن أن يعتمد عليها بالأساس للرفع من مستوى المهنة ملاحظات المستفيدين وتشكياتهم، ذلك أن هذا العنصر ( القارئ ) هو الأقرب لملاحظة كل كبيرة وصغيرة حول شؤون العمل وبما يمكن أن يتجاوز المهني ذاته، وبالتالي عليه بالأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات والتشكيات بكل حزم وجدية، والبت فيها بكل عدالة وسرعة.

- التأكد من فاعلية أنظمة وخدمات المعلومات التي تحت مسؤولياتهم في الاستجابة لحاجات المستفيدين في ضوء الموارد المتاحة.
* يتابع المهني باستمرار أدوات عمله من تجهيزات ومقتنيات ومراجع ووثائق، ويعمل على تحيينها باستمرار خشية التقادم والضرر بمصالح المجموعة.

- التأكد من أن المواد التي يقومون بإتاحتها للمستفيدين هي الأكثر ملائمة لاحتياجاتهم.
* يعمل المهني دوما على التقرب من القارئ لمعرفة حاجياته الآنية والمتوقعة، فيقيمها وفق النتائج، ويعمل على تطويرها عند الحاجة وبالتالي يحقق المبتغى.

- الدفاع عن حاجات واهتمامات المستفيدين من المعلومات مع مراعاة الحقوق الأدبية والقانونية لمالكي الأعمال الفكرية.
* على المكتبي أن يكون ملما بمختلف القوانين التي تتعلق بالملكية الفكرية والأدبية والعلمية لأصحابها، فلا يقع المس منها لتحقيق رغبة مستفيد ما، ذلك أن الدفاع الغيرة على رواد المكتبة من قبل المكتبي مطلوبة، فهم المشغلين له والمحركين لواقعه المهني، إلا أن ذلك يجب أن تحكمه ضوابط قانونية وأخلاقية تحترم حقوق الغير، من ذلك حقوق الملكية الفكرية والأدبية.

- احترام كيانات مصادر المعلومات, والإشارة إليها بشكل مناسب عند الاقتباس منها.
* يتجسد احترام الملكية الفكرية والأدبية لأصحابها بذكرهم عند الإستشهاد بعملهم او الإقتباس منه.

- إظهار الاهتمام المناسب بالحاجات المعلوماتية المستقبلية للمجتمع, وذلك من خلال الحفاظ والصيانة المستمرة لأوعية المعلومات, والقدرة على إدارة سجلاتها بشكل صحيح.
* يتمثل الاهتمام بالعمل في مراعاة الجانب المتحول منه والقابل للتطور، خاصة منه الجانب التقني الذي يتغير باستمرار، لذلك وجب متابعته بالإطلاع دوما على الأحدث منه، وتحيين القديم من التقنيات حتى يساير التطورات الحاصلة المتعلق خاصة بحفظ المعلومات ومعالجتها من أوعية ومصادر مختلفة.

3- الواجبات تجاه زملاء المهنة ومجتمع المعلومات
التصرفات (السلوكيات) الشخصية للمتخصصين في مهنة المكتبات والمعلومات أثناء أدائهم للعمل يجب أن تؤدي إلى تحسين مستوى المهنة بأفضل الطرق وفي كل الأوقات, لذا فإنه يجب عليهم أن يراعوا ما يلي:

- تفهم واحترام زملاء العمل وغيرهم من المتخصصين, وتقبل أفكارهم ومساهماتهم وأعمالهم متى وأينما كان ذلك مناسبا.
* يجب على المهني ان يدرك انه يعمل في منظومة متكاملة من مستفيدين وزملاء مختصين وجب اعتبار آرائهم وأفكارهم، والأخذ بأن اختلاف الأفكار وتلاقحها هو منهج للتقدم والتطور للمهنة

- الإشادة بزملاء العمل وعدم الإساءة لهم أو انتقاد أعمالهم بصورة غير مقبولة أو غير مناسبة.
* يجب على المهنيين داخل المكتبة أن يكونوا نواة عائلة مصغرة تتبادل مختلف الأفكار والاقتراحات ويحترم الواحد آراء الآخر دون المساس من قيمتها مهما كانت مخالفة لآرائه ويؤمن بان في الإختلاف إفادة.

- القيام بالمسؤوليات بطريقة مهنية, وذلك عند العمل بشكل مستقل مع احترام حقوق ومصالح الآخرين.
* يجب على المكتبي أن يراعي حقوق ومصالح الآخرين عند القيام بعمله، فيتحلى بالمهنية المطلوبة منه فيكون تعامله مع المستفيدين على قدر اللين المطلوب والتفاهم المجدي.

- عدم الحديث باسم الجهات التي يعملون بها أو نسبة أية آراء لها ما لم يتم تخويلهم للقيام بذلك من قبله بطريقة رسمية.
- إبلاغ الجهات المسؤولة عن أية مخالفات للأعراف والأنظمة المتعارف عليها.
* يطالب المهني بتطبيق مختلف الإجراءات والتراتيب المعمول بها واحترام القوانين، والتبليغ عن أي تجاوز او مخالفة من شأنها أن تضر بالمصلحة الجماعية.

- الابتعاد أثناء العمل عن أي تصرفات قد تؤدي إلى خلل أو فوضى بمهنة المكتبات والمعلومات.
* يجب احترام أوقات العمل وتخصيص ذلك للواجب المهني دون الخلط بتصرفات أو أعمال أخرى خارجة عن النطاق
4- الواجبات تجاه المجتمع
إحدى أبرز ملامح مهنة المكتبات والمعلومات أن أنشطتها وخدماتها موجهة للمجتمع بشكل عام وليست مقصورة على فئة معينة, لذا فعلى المتخصصين في المكتبات والمعلومات مراعاة ما يلي:

- الحرص على المصلحة العامة لجميع أفراد المجتمع وبالذات الفئات الأكثر عرضة للأخطار والتهديدات وكذلك الاستجابة لحاجاتهم المعلوماتية المتعلقة بوظائفهم وواجباتهم المهنية,
* يعمل المكتبي على توفير المعلومة المرادة للمستفيد دون التفريق بين هذا وذاك، غير انه من الواجب مراعاة الحالات والطلبات الأكثر إلحاحا، والتي من شان عدم توفرها أن يضر يصاحبها او التي تسمى بالمعلومات الإستعجالية.

- العمل على توفير العدل والمساواة لجميع أفراد المجتمع للوصول إلى جميع أنواع المعلومات وأشكالها المختلفة.
- السعي لتحقيق التوازن عند تطبيق النظام بين متطلبات المستفيدين من المعلومات واحترام خصوصياتهم من جهة وبين المصلحة العامة والواجبات المهنية الموضحة في هذه الوثيقة.
* يجب على المكتبي أن يتفطن على أن تلبية حاجيات المستفيدين من المعلومات والوثائق يجب ان تتطابق مع حاجيات ومصالح المهنة، فلا يمكن أن تلبى حاجة القارئ بإلحاق الضرر بالمهنة وبالتالي تغليب المصلحة الخاصة عن المصلحة العامة.

- تشجيع ودعم انتشار المعرفة على نطاق واسع بجانب الحرص على قبول وتطبيق الواجبات والمسؤوليات الموضحة في هذه الوثيقة.
* يجب على المكتبي أن يعرف أن مهنته معرفية بالأساس، وهو مطالب بتوفير المعرفة لغيره كما التشجيع على احترافها وإنتاجها داخل وخارج المحيط الذي يعمل به

5- الواجبات كموظفين
العاملين في مجال المكتبات والمعلومات لديهم في كثير من الأحيان واجبات تتعدى تلك المنصوص عليها في عقود توظيفهم, والتي ينتج عنها أحيانا تضارب (تناقض) مع طلبات أرباب العمل رغم أن هذه الواجبات في بعض الحالات تصب في المصلحة العامة للمجتمع, لذا فإن من الواجب على المتخصصين مراعاة ما يلي:
- تطوير مستوى المعرفة والإدراك بأهداف المؤسسات التي يعملون بها.
- تجنب التورط في ممارسات غير مقبولة أثناء العمل, وتنبيه رؤساء العمل عن أي ملاحظات حول نظامية وشرعية أي قرارات أو إجراءات أو سلوك يتم أثناء العمل.

خاتمــــة:

لا احد يشك في المهمة الموكولة على عاتق المكتبي في محيط عمله اولا وفي المجتمع ككل ثانية، فهو بمثابة مصدر المعرفة التي وجب ان تتوفر في كل الميادين، ولا يمكن لأي ميدان ان يتطور ويرتقي إلى ما هو أفضل إلا بتوفر المعلومة وخاصة المعلومة الهادفة. وهذه المعلومة يكون مصدرها المكتبي سواء من محض فكره او بالرجوع إلى المراجع والمصادر التي توجد بالمكتبة. والمكتبي يعرف ان مهمته معرفية بالأساس داخل المكتبة خصوصا والمجتمع ككل فهو مطالب بالتوجيه حيث المعلومة الهادفة، وهو المطالب بسماع الجميع إلى مستحقاتهم وتشكياتهم وآرائهم ومقترحاتهم، والبناء عليها لتطوير المهنة، وهو العارف بأنه لا يجوز له التفريق بين قارئ وآخر وبين مستفيد وآخر، وهو أيضا يعرف بأنه مطالب بتطبيق التراتيب الفنية والإدارية الجاري بها العمل، فلا يجوز له المس من حرمة المهنة بالقيام بأنشطة أخرى أثناء عمله، ولا المس بحقوق الآخرين وخاصة في ما يتعلق بالحقوق الفكرية والملكية الأدبية، والمكتبي أيضا يدرك بانه مطالب بالعمل على تطوير مهنته بالبحث المستمر ومتابعة الأساليب الحديثة وخاصة منها التقنية المتطورة والعمل على تحيين ما يتوفر لديه كلما دعت الحاجة لذلك، ولكن السؤال المطروح هو: هل المكتبي بمفرده قادر على تطبيق كل هاته الإملاءات والتراتيب والشروط والقوانين المنظمة متى لم تتوفر له الأرضية الملائمة من قوانين تحميه ومن أعراف تتفهم طبيعة عمله وتحميه عند الحاجة، ومن ميزانية كافية لتحقيق المتطلبات، ومن عقلية متفهمة من قبل المستفيدين والزملاء والأعراف على حد السواء تجعله يقوم بمهامه في أفضل الظروف، ذلك أن العمل المكتبي المعرفي هو منظومة متكاملة وظروف متجمعة من ماديات وعقليات وقوانين وتشريعات ومحيط بشري يعي جسامة المسؤولية ... فكيف لنا أن نطالب المكتبي بأداء مهامه على الوجه المطلوب ولا تتوفر في المكتبة ما يكفي من مراجع ومصادر، او كيف لنا ان نطالبه بتلبية الحاجيات بالسرعة المطلوبة ولا يزال عمله يدوي محض، او كيف لنا نطالبه بتحقيق المساواة بين كل المستفيدين والقراء، ويسبق القارئ احيانا مكالمة من فلان مسؤول لا يقدر المكتبي على رفض طلبه، او كيف لنا ان نطالب المكتبي بأن يكون ملما بكل محيطات المعرفة وأساليبها المتطورة، ولا يتلقى تدريبات يواكب من خلالها ما شهده الميدان من تحول أو تطور خاصة في خضم هذا التحول المعرفي التقني اليوم عبر التكنولوجيا الحديثة وعالم الإعلامية والرقمنة ؟؟؟
كل هذه الأطروحات وغيرها مطلوب طرحها بإلحاح قبل محاسبة المكتبي بتطبيق مبادئ أخلاقيات مهنته بحذافرها، فلا نظن أن كان هناك مهني لا يغير على مهنته ويسعى إلى تطويرها ورقيها، لكن ذلك يتطلب تكاتف الجهود منها ما هو عليه ومن ما هو بل أكثرها على غيره خصوصا ما يتعلق بالموارد المادية والتكوين والعقلية العامة وتطبيق التشريعات.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير العباد