[ولاء شيخ]

بسم الله الرحمن الرحيم






هناك تمهيدا تاريخيا لمراحل التأسيس والممارسة وتراكم الخبرة التي ظهرت وتطورت خلالها عناصر ومقومات علم المكتبات والمعلومات في التأليف العربي منذ مراحل نشأته وحتى الان ، وهذه الدراسة مبنية على اساس استقرائي للانتاج الفكري نفسه ، او ما يسمى بالشاهد الادبي الذي يساند كل نتيجة من نتائج هذا الاستقراء

ومنذ اقدم العصور نلاحظ ان ظواهر المعلومات (الشفوية والمدونة) كانت كانت تتحرك بين قطبين اساسيين هما : الاختزان والاسترجاع ، ولعل المسافة بينهما كانت شديدة القصر في نظر الانسان القديم الذي كان يرسم على جدران الكهوف فصورة ليظل راقدا بجوارها يتأملها او يتباهى بها ، وكذلك مبتكر الكتابة في بدايتها التصويرية ثم الرموزية لكي يسجل محصوله او مخزونه ، ولكن طبيعة هذا الاختزان تجاوزت كل التصورات القريبة لاصحابها فبقيت لنا رسومه وسجلاته كبداية للذاكرة الوعائية وهى اساس التاريخ واساس نظري ثابت في علوم المكتبات والمعلومات في مراحلها حتى تكنولوجيا المعلومات الضوئية والشبكة العنكبوتية

ومنذ هذا التاريخ السحيق حدثت ممارسات تطبيقية كثيرة تعتبر بذورا لعلوم المكتبات والمعلومات الثثثرية بين ايدنا الان ، ولم يكن التراكم يسمح بظهور نظريات او قوانين لهذه العلوم ، ولكن لم يخل الامر من تنظير طريف ظهر في الحضارة الفرعونية ورواه افلاطون نقلا عن استاذه سقراط في المحاورات

ومضى زمن طويل حتى بدأت الحضارة العربية الاسلامية ، وكان من اهم انجازاتها المعلوماتية ترجمة بيناكس جالينوس (قائمة ببليوجرافية بمؤلفات جالينوس) على يد حنين بن اسحق ، وبزغ فجر الببليوجرافيا العربية وتبلورت مدرسة ببليوجرافية رائعة ، ثم مدرسة تراجمية ببليوجرافية ومعجمية وموسوعية توسعت في التدوين وتصنيف وتنظيم وحدات المعلومات ومرجعها (في شكل مرجع) وتكشيفها في شكل معاج هجائية (ميكروية) تعالج الوحدات الدقيقة من المعلوماتوهى الكلمات ، واطراف الحديث بل وكشافات هجائية للنص كما فعل ابن الاثير

لقد وجدنا انفسنا – بالاستقراء – امام انواع كثيرة من المراجع والآليات المطبقة في صناعة التأليف ، وبناء على ذلك نستطيع طرح بعض الفروض المتعلقة لهذه الآليات والقواعد التي كانت سائرة (عرفيا على الاقل) في تأليف المراجع وتنظيمها واهدافها الاختزانية والاسترجاعية

ان امامنا ظواهر تأليفية معلوماتية هائلة في هذه الحضارة لم يلتفت اليها سوى نفر قليل من المستشرقين سرعان ما اختفى اثرهم ، وعلينا ان نؤسس مدرسة علمية تبحث وتدرس وتنظر وتطور ثم تلحق بالعصر ثم تسابق في الابداع والاختراع.

[me12]

يسلمون أختي على المعلومات القيمة

مع التحية وأطيب التقدير