[سامر الأحرش]

** المؤسسة الأرشيفية ودور الأرشيفي **

** ماهية المؤسسات الأرشيفية
تعد المؤسسات الأرشيفية هي أولى مؤسسات المعلومات التي عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ ، ثم انبثقت منها مؤسسات ومرافق المعلومات على اختلاف أشكالها وتعدد مسمياتها، وبصفة خاصة في عصر ثورة المعلومات ووسائطها، ويمكن تعريف المؤسسة الأرشيفية بأنها: "تلك المؤسسة التي تعنى باستقبال وجمع أوعية المعلومات الناتجة عن النشاط البشري (سواء داخل منظمة أو هيئة حكومية أو شبه حكومية، أو بشكل فردي) وتقوم هذه المؤسسة بتقييم هذه الأوعية وتنظيمها وحفظها وإتاحتها للمستفيدين منها بأحسن أسلوب وبأقل تكلفة، من خلال الاستخدام الأمثل والاقتصادي للموارد والإمكانات المتاحة" .


** أهمية المؤسسات الأرشيفية في عصر العولمة
لايستطيع أحد أن ينكر أهمية المؤسسات الأرشيفية على مر العصور، فقد حفظت لنا تاريخ وتراث القدماء وحملته من جيل إلى جيل عبر العصور، وتزداد أهمية المؤسسات الأرشيفية بمختلف أنماطها مع كل تطور يشهده المجتمع المحيط بها، فهي تتفاعل معه تؤثر فيه وتتأثر به .


ولقد بدأت الألفية الثالثة للميلاد حاملة معها تطورات تكنولوجية هائلة، والتي تتمثل في ثلاث تكنولوجيات رئيسة هي:


1ـ تكنولوجيا المعلومات: التي تتمثل فيما تحويه الأوعية الأرشيفية من معلومات ، والتي تعد جوهر العمل الإداري والبحثي، هذه المعلومات تتسم بالحداثة والصحة والثبات والموضوعية التي تميزها عن أوعية المعلومات الأخرى ، ويتم تجميع وتجهيز وتخزين وبث هذه المعلومات بكل أشكالها في الحاسبات والاتصالات .

2ـ تكنولوجيا الوسائط: فقد بات تحول الأوعية الأرشيفية من على الوسيط الورقي (التقليدي ) إلى الوسائط اللاورقية( غير التقليدية) والتي تتثمل في الوسائط الممغنطة أمراً ملحاً وضرورياً نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال المعلومات ووسائطها .


3ـ تكنولوجيا الاتصال: إن الأوعية الأرشيفية تمثل أدوات الاتصال بين الإدارة العليا والمستويات الإدارية المختلفة أو بين الهيئات والمنظمات الفاعلة في المجتمع المحيط، وذلك أثناء نشاطها، أما في مرحلتها البحثية فإنها تعد أدوات الاتصال بين الأجيال المتعاقبة كدليل باقٍ للاتصال وتوثيق القرارات وإمداد الذاكرة الخارجية وتحديد المسؤولية .

** دور المؤسسات الأرشيفية في عصر العولمة
في ظل التطورات المتلاحقة في المعلومات ووسائطها، فإن المؤسسات الأرشيفية يجب أن تجد لها المكانة والدور الذي يتلائم وطبيعتها وأهميتها كمؤسسة معلوماتية أولية فاعلة في البيئة المحيطة .
ولكي تقوم المؤسسة الأرشيفية بدورها ـ في عصر العولمة ـ بكفاءة وفاعلية، يجب أن تحقق أمرين هامين هما:
1ــ تطوير أداء وأعمال المؤسسات الأرشيفية الجارية يتمثل هذا التطور في وضع خطة للنهوض بأرشيفات المنظمات والمصالح الحكومية وشبه الحكومية .
2 ــ وضع إستراتيجية للعمل داخل المؤسسة الأرشيفية البحثية ( أرشيف الدولة) إن المؤسسة الأرشيفية البحثية ( التاريخية) ـ في عصر العولمة لن تكون بالمعنى التقليدي عبارة عن مخازن وحجرات للقراءة، وتكدسات من المجموعات الأرشيفية والعاملين، بل يجب عليها أن تتسم بسمات عصر العولمة وثورة المعلومات في أن يكون لها دور بارز في المنافسة العالمية والشاملة للمعلومات ومصادرها ، فمن أهداف المؤسسة الأرشيفية البحثية ليس حفظ تراث وتاريخ الدولة فحسب، بل نشر هذا التراث والتعريف به على المستوى المحلي والدولي والعالمي أيضاً .
كذلك فإن المؤسسة الأرشيفية البحثية يقع على عاتقها مسؤولية البحث عن طرق ووسائل متطورة لتحقيق هذا الهدف وتدعيمه في ظل عصر العولمة والانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات .

** دور الأرشيفي في عصر العولمة
إذا لم يفعل الأرشيفيون شيئاً لحث مؤسساتهم على التلاؤم مع التغيير، فسوف تقوم مؤسسات جديدة لشغل مكانهم، وليأخذوا العبرة من أقرانهم المكتبيين، "فقد أدى تقاعس أمناء المكتبات عن توفير المعلومات وخدمات الإرشاد إلى وجود وقيام مراكز المعلومات للإرشاد، فلو أن المهنيين القائمين على تلك المكتبات كان لديهم استعداد للتكيف لكان من الممكن لمؤسساتهم أن تكون في وضع يسمح بتقديم خدمات المستفيدين منها بشكل أفضل من تلك المؤسسات التي حلت مكانها" .
إن المؤسسة الأرشيفية بمختلف أنماطها لن يكون لها الدور الفعال والمؤثر في عصر العولمة وثورة المعلومات وتكنولوجياتها ، إلا بالأرشيفي المدرك لأهمية مواكبة هذا التطور واللحاق به والتخطيط العلمي لمستقبل هذه المؤسسات المعلوماتية الهامة وتحديد مكانتها على خريطة العالم المعلوماتية .




المرجع :-

محمد حسن جاد الله ، رؤية عامة للمؤسسات الأرشيفية ودورها في عصر العولمة