[د. صالح المسند]

الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دار نقاش مع بعض الإخوة الكرام أعضاء اليسير حول قيمة العمل المؤسسي. وأقول أن الندوات والمؤتمرات العربية في مجال المكتبات طالبت على مدى أكثر من ثلاثين عامًا بأعمال ومشروعات تتبناها مؤسسات، مثل: المارك العربي، وخطة تصنيف عربية، وقائمة رؤوس موضوعات عربية، وتعاون في مجالات التدريب، والنشر الإلكتروني، ورقمنة الوثائق، ودعم المحتوى العربي في شبكة الإنترنت، ... وغيرها من المجالات.

وإذا نظرنا في أسباب تطور مجال المعلومات في الغرب وجدنا أن الأعمال الرئيسة تتولاها مؤسسات. فمثلاً، جهود مكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية والمكتبة الوطنية الكندية لا تنكر في تطوير قواعد الفهرسة الإنجلو أمريكية وانتشارها مستوى العالم. كما أن مكتبة الكونجرس أيضًا قد قامت بتطوير صيغة مارك منذ الستينات وتتابع تحديثه وتطويرها منذ ذلك الحين. أما المنظمات الدولية والجمعيات العلمية مثل اليونسكو وجمعية الإفلا وجمعية المكتبات الأمريكية فلها أيضًا أسهامات كبيرة في تطوير المهنة، ووضع المعايير، وتشجيع البحث العلمي والنشر، وعقد المؤتمرات والندوات. وأيضًا التجمعات المكتبية هي أعمال مؤسسية كان لها ولا يزال دور مهم في تطوير العمل المكتبي. ولا ننسى في هذا السياق الشركات والمؤسسات الربحية وغير الربحية التي ترعى كثيرًا من الأنشطة المهمة التي نهضت بالمهنة وساعدت المكتبات والمستفيدين في الحصول على المعلومات، مثل: OCLC, WLN, RLIN, Bowker, Libraries Unlimited …. وغيرها من المنظمات.

هذه أسباب تطورهم وعوامل تخلفنا عن الركب أيها الإخوة الكرام. وهي عوامل ثقافية وحضارية تسري على العمل العربي بمختلف جوانبه: السياسية والاقتصادية والثقافية.

دعونا نتفاءل ونضع أيدينا بأيدي بعض. ودعونا –من خلال الثقافة- نسعى إلى تغيير الواقع العربي إلى الأفضل ونؤسس لمستقبل عربي زاهر إن شاء الله.