منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » المنمنمات

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم Nov-04-2009, 11:43 AM   المشاركة1
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب المنمنمات

المنمنماترسوم فنية صغيرة أومنمنمة وضعت في الأصل لتزيين المخطوطات القديمة. ازدهر فن النمنمة في القرونالوسطى، في الهند وإيران وبعض البلدان الأوروبية.

وقد امتازت المنمنماتالإسلامية، بألوانها الزاهية وبأن صانعيها استخدموا في إبداعها الذهب والفضة علىنحو بارع جعل منها فلذا جمالية آسرة.

وتطور فن النمنمة في القرن الثامن عشروالقرن التاسع عشر فصارت المنمنمات ترسم على العاج والخزف وعلب المجوهرات أيضا،وتتخذ حليا في بعض الأحيان

فى وقتٍ مبكِّرٍ من تاريخالحضارة العربية الإسلامية ، ظهر هذا اللون الخاص من فن التصوير ، الذي يُعرف اليومباسم : المنمنمات - وكانت تسمَّى قديماً : التزاويق ! وقد طوَّر الفنانُ المسلمُهذا الفنَّ الذى ورث أصوله من الحضارات السابقة ، خاصةً الحضارات الهندية والفارسية .. و أولَ كتابٍ عربى ظهرت فيه المنمنمات كان كتاب (كليلة ودمنة) وهو فى أصله كتابٌهندى ، ترجمه الفرس إلى لغتهم قبل الإسلام بعِدَّةِ قرون ، ثم ترجمه ابن المقفَّعإلى اللغة العربية فى أوائل القرن الثانى الهجرى .

وتوالى ازدهار فنُّالمنمنمات خاصةً فى البلاد الشرقية من العالم الإسلامى ، وصارت عملية تزيينالمخطوطات بالرسوم ، من الانتشارِ الواسع الذى خلَّف لنا مجموعةً كبيرة منالمخطوطات المزوَّقة ، بل من المنمنمات المستقلة فى أوراقٍ مفردة .

وقداشتهر بالتخصُّص فى هذا الفن ، مجموعةٌ من الرسَّامين الذين برعوا فى توشية الكتبواللوحات بهذه الرسوم ، وكثر عددهم وتعدَّدت طبقاتهم .. حتى أنَّ أحد المؤلِّفين -فيما يخبرنا به المقريزى - أفرد كتاباً عنهم ، عنوانه : ضوء النبراس وأُنس الجلاسفى أخبار المزوِّقين من الناس.

والمتأمَّل فى المنمنمات يلفت انتباهههذا السطح الغنىُّ بالتفاصيل الدقيقة التى لا تملُّ العينُ من متابعتها ، وهذاالثراء اللونى والتنوع الكبير داخل كل منمنمةٍ .. كما يلفت الانتباه من حيث المنظور، هذه الرؤية الأفقية للعالم ، وكأننا نراه بعينٍ علوية أو بحدقة طائر ثاقب البصر ،انبسط العالم أمام ناظريه بشكلٍ سحرىٍّ ... .

مـنمـنمـــاتفـــارســـــية

المنمنمة« اصطلاح أطلق علىالرسوم التوضيحية التي رافقت بعض الكتب العربية والإسلامية، لاسيما (مقاماتالحريري) و(كليلة ودمنة) وغيرهما، ثم أصبح هذا اللون من الرسم والتصوير فناً قائماًبذاته، يمكن اعتباره نوعاً من (التصوير الإسلامي) الذي تابعه باجتهاد فنانون روادفي مراحل تاريخية مختلفة، وفي العديد من الدول العربية والإسلامية، لاسيما بغدادالعباسية، وإيران وآسيا الصغرى.

يرى »جورج عيسى« أنه على الرغم من كل ماقيل حول كراهية التصوير في الإسلام، أو تحريمه فقد اشتغل العرب في هذا الفن، فنماعلى أيديهم، بعد أن كانوا مقلدين فيه، إلى أن أصبح شاهداً حياً على مظهر من مظاهرالحضارة العربية، ومعبراً عن تفتح الشعور العربي، ومتميزاً بطابع خاص، منذ بدايةالقرن الثالث عشر، بما يمثله من مدرسة عربية خالصة.


ويشير إلىأنه على الرغم من النكبات التي لحقت بالأمة العربية، وجرفت معها كثيراً من آثارعبقريتها في مجال الفنون، إلى جانب ما ضاع في مجال العلوم والآداب والمعارف الأخرى،فإنه ما زال لدينا الكثير من هذه الآثار التي رأى بعضها النور في مكتبات ومتاحفالشرق والغرب، وبعضها ما زال كنوزاً مخبوءة لم تصل إليها أيدي الباحثين العرب حتىالآن. ‏من هذه الكنوز (كما يرى جورج عيسى) والتي برع فيها العرب وأجادوا،فن التصوير والنقش والتزويق والترقين، وذلك بما خلقوه على الجدران والخشب والمعدنوالزجاج والخزف والعاج والثياب، ولاسيما ما زينت به المخطوطات من منمنمات بلغت حدالروعة فيما ينسب إلى مدرسة التصوير العربية في بلاد الشام والعراق، وعلى وجهالخصوص رسوم الواسطي الذي هو أحد أهم الفنانين المصورين الذين عرفتهم الحضارةالعربية، بل من أفضل فناني العرب قدرة على التعبير كمصور وملون ورسام منمنمات،ومصور لأحداث، اذ عرف كيف يقدم لنا بعض أحداث (مقامات الحريري) بأسلوب فني معبر،يمثل معجزة من معجزات الفن التشكيلي العربي، والذي تعد رسومه أكمل مثال لهذهالمدرسة فقد أجاد، بل نجح في أن يرسم شخصية أبي زيد (بطل مقامات الحريري) بحيثتميزها العين من أول نظرة في كل لوحة. ‏ويطول الحديث هنا لو تحدثنا فيخصائص هذه المدرسة العربية التي ولدت ككل الفنون الإسلامية والشرقية بشكل عام، لهدفأو وظيفة محددة، ثم تطورت وتصعدت قيمها التعبيرية والتشكيلية لتتماهى فيها القيمةالفنية الجمالية التعبيرية بالقيمة الوظيفية.

فالمنمنمة العربيةوالإسلامية، ولدت كفن من فنون الكتاب، وبهدف تزيينه وتزويقه وتوضيح جوانب ما يحملمن مواضيع وأفكار، ثم تطورت لتتحول إلى فن رفيع قائم بذاته، اشتغل عليه عدد كبير منالفنانين الرواد منهم (يحيى بن محمود بن يحيى الواسطي) الذي اشتهر وعرف كواحد منمصوري »مقامات الحريري« التي تم انجازها عام 1237 ميلادي، ورسوم الواسطي هذه، عكستبالرسم واللون والخط والإشارة، ملامح عصر بكامله. ‏ثم جاء كمال الدينبهزاد الذي ولد حوالي عام 1440 ميلادي وتوفى بعد عام 1514، وكان أسلوبه الفني أكثرحدة ودرامية من أسلوب الكثيرين من رسامي عصره كما كان أكثر اهتماماً بالأفرادوشخصياتهم وبمشكلات الحياة اليومية بعد (بهزاد) جاء (محمد خان شيباني) و(ميراك)،و(ميرزا علي) و(مير سيد علي) و(مظفر علي) وغيرهم. ‏استمر فن المنمنماتالإسلامية بالتطور والانتشار حتى يومنا هذا، حيث لا يزال يشتغل عليه مجموعة كبيرةمن الرسامين في الدول العربية والإسلامية ومنهم (محمد راسم الجزائري) الذي حافظ علىخصائص ومقومات المنمنمة الإسلامية، بعد أن منحها روحاً معاصرة وفي ايران عدد كبيرمن الفنانين المعاصرين يشتغلون اليوم على هذا الفن الذي تأثر به عدد كبير من مشاهيرالفنانين العالميين ومنهم الفنان الفرنسي »أوجين ديلاكروا« الذي عمد إلى نسخ بعضالمنمنمات الإسلامية من شدة إعجابه بها. ‏والملاحظ وجود قواسم مشتركةكثيرة بين هذا الفن والفن الشعبي، وكذلك بينه وبين (الأيقونة) وهي اللوحة المكرّسةلموضوعات دينية مسيحية مستوحاة أو مأخوذة في غالبيتها من الكتاب المقدس، ثم كرستفيما بعد للسيدة العذراء، والسيد المسيح، والقديسين. ‏لقد وصل الفنانالعربي والمسلم في فن (المنمنمات) إلى تحقيق لوحة فنية متفردة موضوعاً وشكلاًومعالجة، وصلت حد الإعجاز والدهشة، لكثرة ما فيها من حشود وعناصر، مرسومة بدقةشديدة، وبألوان زاهية، وحركات مختلفة، عميقة التعبير عن موضوعاتها المأخوذة منالواقع تارة، ومن الحكايا والأساطير الشعبية تارة أخرى. ‏المنمنمات الإيرانية ‏تفردت إيران عن غيرها من الدول الإسلامية،بفن المنمنمات الذي اشتغل ويشتغل في مجاله، عدد كبير من الفنانين المبدعينالمتميزين، وقد شكل هذا اللون من الفن البصري، مدخلاً مهماً، لولادة ما يمكن تسميته (التصوير الإيراني) الشديد الارتباط بالمنمنمات الجميلة بأشكالها وألوانها الزاهية،وخطوطها الرشيقة اللينة والرقيقة، والحشد الكبير من العناصر والمطرزات والكتاباتالتي تضمها والتيتصل حد الإدهاش، إن لم نقل الإعجاز. ‏انبثق فن المنمنماتفي الأساس، من فنون الكتاب، وبالتحديد من (الرسوم التوضيحية) المعروفة اليومباصطلاح (الموتيفات) التي ترافق في العادة، بعض النصوص الإبداعية الأدبية أوالعلمية (وأحياناً السياسية) لتزيد من توضيح ما تطرح من أفكار ومواضيع وصور متخيلة،وتزيينها في آن معاً. ‏تنتمي غالبية المنمنمات الإيرانية إلى القياساتالصغيرة، وتحمل عالماً بهياً من الألوان والأشكال، وتطرزها بشكل دائم، الحروفالعربية التي ظهرت في المناطق الإيرانية المترامية الأطراف الممتدة من وادي دجلة فيالعراق الحديث غرباً، إلى آسيا الوسطى أو جبال الهند و كوش (غرب الهيمالايا) شرقاً،مابين القرنين الثامن والعاشر، وقد انتشرت هذه الحروف، بعد اعتناق إيران الدينالإسلامي الحنيف نهاية القرن السابع، غير أن جذورها تعود إلى ما قبل هذه الفترة،والى أنواع أخرى من الفنون البصرية المنضوية تحت اصطلاح (الفنون التشكيليةوالتطبيقية) كالرسوم الجداريّة المدهشة التي وصلت إلى أيامنا سليمة، حاملة سجلاًتاريخياً متسقاً، لم يُحِطْ به بشكل كامل حتى اليوم!! ‏علاقةالمنمنمات بالأدب ‏أكد غالبية الباحثين في التصوير الإيراني بعامة،والمنمنمات منه بخاصة، ارتباط هذه الفنون بالأدب الإيراني والعربي الإسلامي، حيثقامت هذه الفنون البصرية، بوصف شؤون وأحداث كثيرة، في الأدب الإيراني، لا سيما كتاب (الشاهنامة) الذي وضعه أبو القاسم الفردوسي، والأشعار الغنائية والصوفية لنظامي،وجلال الدين الرومي، والعطار... وغيرهم. ‏يضاف إلى ذلك، تناول هذه الفنون،لموضوعات حياتية مختلفة، تطول التاريخ والحيوانات والملاحم الشعرية والدين، وقداتكأ معظمها، على الخط العربي، والزخرفة الهندسية والنباتية، وثمة علاقة نشأت بينفن المنمنمات الإيرانية وفنون الغرب المسيحي، حيث شهد مطلع القرن الرابع عشرانتقالاً لرسوم كتاب رشيد الدين (جامع التواريخ) إلى هذه الفنون، كما وجدت تأثيراتلمخطوط ديموت (كتاب الملوك) العائد إلى العام 1336، في التصوير الإيطالي والبلقاني،وقام عدد من الرسامين الإيرانيين، بإنجاز عدد من الأعمال الفنية التشكيليةوالتطبيقية الغربية، ومنها الكأس الروماني الشهير الموجود في متحف (نابولي) بإيطاليا والمعروف باسم (طاسة فارنيسة) التي توجد صورة طبق الأصل لها تحمل توقيع (محمد الخيام) موجودة في ألبوم (برلين) بألمانيا. ‏خصائصومقومات ‏كما كان الأمر بالنسبة لفناني عصر النهضة الإيطالية، قامتالمحترفات والورش الخاصة، أو تلك المرتبطة مباشرة بالبلاط، بتدريب وتأهيل الرسامينوالمصورين الإيرانيين، وكان معظمهم ينحدر من أسر اختصت بالفنون والحرف، وتناقلوهاجيل بعد جيل، كما هو الحال حالياً، بالنسبة للعديد من الفنون والحرف والصناعاتاليدوية التقليدية المشهورة، في دول عديدة أصبحت تشير إليها دون غيرها، بل إن بعضهذه الفنون والحرف، بات يستدعي ذكرها دولاً معينة مثل: (ماموشكا) الروسية، و(خزفمايسن) الألماني، و(السيف والبروكار) السوري ... وغيرها. ‏ربطت المنمنماتالإيرانية بين الأشكال المشخصة والنصوص والزخارف، واتسمت بكثرة ألوانها الحارةوالباردة، الفاتحة والغامقة، الزاهية والكامدة، وبالرسم الناعم المتفرد بالنظاموالدقة والإحاطة بأدق التفاصيل كما تفردت بزخم الحياة المتجسدة في الألوان والخطوطوالرسوم، ما يؤكد على دربة الفنان، واجتهاده في تعلم أصولها، والاطلاع على نتاجات سابقيه، والخبرة العميقة التي حصلها، من انكبابه المتواصل على الإنتاج والعرض، وهذهالمقومات والخصائص مجتمعة، انعكست في فكرة التناسب والتوافق والانسجام العاليةالموجودة فيها، والقائمة بين عناصرها المشخصة والمجردة، والألوان والخطوط، والبشروالطبيعة، والأبعاد والنسب. والمنمنمة الإيرانية بشكل عام، محكومة بجملة منالقوانين والتقاليد التي لا تسمح للمشتغل عليها، بتحطيمها أو تجاوزها، لكنه مع ذلك،نجد بعض التحويرات والتلاعبات بنسبها، لا سيما في نسبة الرأس إلى الجسم، وتناغماتالألوان ودرجاتها، وطريقة توزيع الشخوص في معمارها وتكويناتها. ‏من جانبآخر، حافظت المنمنمة الإيرانية، على دلالاتها البعيدة التي تتجاوز مهرجانات الألوانوالأشكال التي تحتضنها، إلى معانٍ ورموز ودلالات عميقة، لا يمكن إدراكها إلا من قبلالخبير المالك لأسرارها ومفاتيحها، والفاهم لإشاراتها الخفية، والمقاصد البعيدةالكامنة فيها. فما يبدو مجرد أشكال وألوان ساحرة وجميلة وبهية، يطرب لها البصر،تكتنز على معانٍ ودلالات فلسفية عميقة، لا يمكن إدراكها إلا بالبصيرة، فقد انضوتأشكال وألوان المنمنمات الإيرانية، ضمن سلسلة من النظريات والتفسيرات التي تحدثت عنقيم رمزية عميقة، شُحنت بها عن قصد، أشكالها وأفكارها في وقت واحد. ‏صوفيّة عميقة ‏على هذا الأساس، حين يتأمل المرء مكوناتالمنمنمات الإيرانية، يجد فيها ما يغري باستغراق بصره وبصيرته بحثاً عن صوفيتهاالعميقة، حيث تطل من هذه المنمنمات صور متتابعة لفردوس من الحدائق، وأزهار وورودوسرادقات رائعة، وأجسام بشر ذات بعدين، تسبح في كون خيالي، يدفع بالمتلقي لأن يرىمعظم الرجال والنساء الذين تُصورهم المنمنمات (لا سيما التي عرفها القرن السابععشر) كأرواح تحققت أشواقهم باتحاد الصوفي بالقدسي، بل يؤكد على تأثر فن المنمنماتبنوعٍ آخر من الفنون الجميلة هو الشعر، الذي قام بحقن هذا النوع من التصوير،بدلالات صوفية عميقة. ‏فقد نهلت المنمنمات الإيرانية من الأدب الإيرانيالقديم والحديث، وهو ما يفتح أمام البصر والبصيرة، آفاقاً رحبة للتأمل وإعمالالفكر، وإشغال العين، وملاحقة المعاني الخفية الكامنة خلف ألوانها المدهشة،وتجريدها للمكان، واستدعائها لعواطف متداخلة، تتماهى فيها النزعة الواقعيةبالملحمية والغنائية بالمادية، والإرث الإيراني البعيد بالتصوف الإسلامي العميق. ‏هذه المقومات والخصائص التي تفردت بها، المنمنمات الإسلامية عموماً،والإيرانية خصوصاً، هو ما أغرى أساطين الفن في أوروبا، للتوجه إليها والوقوفمطولاً، أمام قيمها التشكيليّة والتعبيريّة، والاستفادة منها، أمثال: ديلاكروا،ماتيس، بيكاسو، بول كلي، كاندينسكي.... وغيرهم الكثير. ‏

الرابط
http://www.al-sham.net/1yabbse2/index.php?topic=27013.0





التصوير الفارسي يضم متحفاً للمنمنمات التي تصوّر أعمالاً من الأدب الفارسي

اشتهر عدد من الفنانين برسم المنمنمات أبرزهم وأهمهم «الواسطي» الذي امتلك خواص الرسام والملون، وبرع في التعبير عن الأحداث اليومية في «مقامات الحريري» بأسلوب فني راقٍ، خصوصاً شخصية «أبي زيد» بطل المقامات، التي يمكن لعين المتلقي تمييزها من أول نظرة، وفي كل لوحة، كونه أعطاها ملامح واحدة ومتفردة، كررها في اللوحات كافة، بالخصوصية نفسها.
استمر فن المنمنمات حتى يومنا هذا، ومن أبرز رساميها العرب المعاصرين محمد راسم الجزائري الذي حافظ على خصائص ومقومات المنمنمة الإسلامية، بعد أن منحها روحاً معاصرة.
ويوجد في إيران عدد كبير من رسامي المنمنمات القديمين والمعاصرين، وحاول عدد من المتخصصين بهذا الفن وفي مقدمتهم أوليغ جرابر الإحاطة بهم وبنتاجاتهم الذي يعتبرونه مدخلاً إلى فن التصوير الفارسي، الذي ما إن يُذكر حتى تتبادر إلى أذهاننا، المنمنمات الجميلة المنفذة بإتقان ودقة وحشد كبير من الألوان الزاهية، والخطوط اللينة الرقيقة، والتطاريز الناعمة التي تصل حد الإدهاش إن لم نقل الإعجاز، وهو ما حاول رصده جرابر في دراسته المعنونة بـ «المنمنمات مدخل إلى فن التصوير الفارسي» وتناول هذا الفن من وجهة تاريخية مع التركيز على السياق التاريخي والحضاري والأفكار الرئيسية في التصوير الفارسي مطلا على المصادر وعلم جمال التصوير الفارسي.
«فن التصوير الفارسي» انبثق في الأساس، كواحد من فنون الكتاب الذي عُرف فيما بعد باصطلاح «موتيف» أي الرسوم التوضيحية التي ترافق في العادة، بعض النصوص الأدبية والعلمية «وأحياناً السياسية» لتزيد من توضيح أفكارها وتزيينها في آن معاً. من هذه القضايا، ارتباط «فن التصوير الفارسي» بالمنمنمات التي لعبت دوراً هاماً في تزيين المخطوطات، وجاء معظمها بأحجام صغيرة أشبه ما تكون بمهرجانات للألوان والأشكال، ومكتوبة بما يطلق عليه اسم «الفارسية الحديثة» أي اللغة المكتوبة بالحروف العربية التي ظهرت ما بين القرنين الثامن والعاشر، في المناطق الإيرانية المترامية الأطراف التي دخلت العالم الإسلامي المتنامي في نهاية القرن السابع.
وهذه المناطق تمتد تقريباً من وادي دجلة في العراق الحديث غرباً إلى آسيا الوسطى أو جبال الهندوكوش غرب الهيمالايا شرقاً. لكن فن التصوير الفارسي لا يقتصر على المنمنمات التي تأكدت وتطورت وانتشرت بعد اعتناق إيران للإسلام، وإنما تعود جذوره إلى ما قبل هذه الفترة، وإلى أنواع أخرى من فنون التصوير كالرسوم الجدارية التي عملت الصدفة على حفظ بعضها، لكنها مع ذلك، لم توفر للباحثين سجلاً تاريخياً متسقاً، وظلت مجرد قطع متناثرة، من أحجية هائلة، قد لا يقدر لنا معرفتها قط، رغم أهميتها الكبيرة.
ان دراسة التصوير الفارسي تعود إلى عهد لا يكاد يبلغ المئة عام، والبحث فيه يمضي في ثلاثة اتجاهات: الأول تقليدي يقوم على التعريف بالمجموعات. والثاني هو الدراسات التفصيلية المتصلة بمختلف جوانب هذه المنمنمات، والثالث ينشأ عن هذين الاتجاهين: الأثري والدلالي.
المواضيع الرئيسة لفن التصوير الفارسي فهي دنيوية، تتعلق بالتاريخ والحيوانات والملاحم والشعر الغنائي العاطفي والزخرفة، إضافة إلى الدين. والدخول إلى هذه القضية لابد من التوقف عند مسألة العلاقات بين فن التصوير الفارسي والغرب المسيحي، حيث تم في مطلع القرن الرابع عشر انتقالاً لرسوم كتاب رشيد الدين «جامع التواريخ» إلى الغرب، وثمة تفاصيل معينة من مخطوطة ديموت «كتاب الملوك» التي تعود إلى عام 1336 موجودة في فن التصوير الإيطالي والبلقاني في الفترة ذاتها، وهناك نماذج من أعمال تعود إلى بلدان حوض البحر المتوسط في التصوير تحمل تواقيع مصورين فرس، مثل الكأس الروماني الشهير في متحف نابولي والمعروف باسم «طاسة فارنيسه» ولها صورة طبق الأصل في ألبوم برلين تحمل توقيع محمد الخيام.
كان تأهيل المصور الفارسي يجري في الورشة المرتبطة بالبلاط، والأرجح أن غالبية الفنانين يتحدرون من أسر من الفنانين أو الحرفيين، وقد ربط معظمهم بين الأشكال المشخصة والخط الذي يتسم بالنظام والدقة والعناية بكل تفصيل، والدأب على التدريب، كان السبيل الوحيد لإتقانه، ولعل صرامة هذا التدريب قد أثر في المصورين، بدليل الدقة في رسومهم، والخطوط الواضحة، والألوان المفرزة بوضوح والنابضة أبداً بالحياة.
ان فهم الرسومات الفارسية وتفسيرها، يجب أن يتم على أساس فكرة التناسب بين معطيات متنوعة مثل الطبيعة والبشر، والألوان، والأبعاد، والنسب، والعلاقة بين ما هو من صنع الإنسان وما هو من خلق الله والطبيعة. وبشكل عام، فإن الأشكال في التصوير الفارسي، محكومة بهيكل من العلاقات التي لا تتيح إلا القليل من التنوعات الثورية، لكن الكثير من التلاعب بالتناسب بين الرأس والجسم، أو بالألوان وطريقة توزيع مجموعات الرجال والنساء أو الأزياء، خاصة غطاء الرأس الذي يمكن اعتباره فناً أكاديمياً جرى تخيله وتنفيذه بحذق، والرسوم واللوحات التي أفرزها هذا الفن، ليست أكثر من واجهات جذابة، تنطوي على معنى أعمق لا يدركه إلا الخبير القادر على امتلاك مفاتيحها.
ومن ثم إشاراتها الخفية، والمقاصد الكامنة خلفها، فما يبدو مجرد لعبة أشكال ظريفة أحياناً، قد تكون تعبيراً صوفياً عن وحدة الوجود الذي يرى روح الله تسري في كل شيء، وكان المتصوفة قد خرجوا بسلسلة من النظريات عن القيم الرمزية للألوان بمعنى اخر: لقد شُحنت مفردات ودلالات التصوير الفارسي «عن قصد» بمعان سرية، احتضنتها الأشكال كما احتضنتها الأفكار والمضامين.
على هذا الأساس، حين يتأمل المرء حشد المنمنمات الفارسية، يجد ما يغري بالاستغراق في صوفيتها العميقة، حيث تطل منها صور متتابعة لفردوس من الحدائق، وأزهار وورود وسرادقات رائعة، وأجسام بشر ذات بعدين، تسبح في كون خيالي، يدفع بالمتلقي لأن يرى معظم هؤلاء الرجال والنساء الذين تصورهم اللوحات التي عرفها القرن السابع عشر كأرواح تحققت أشواقهم باتحاد الصوفي بالقدسي، وهنا لا بد من الاستدراك والتأكيد، على أن معظم هذه التأثيرات الصوفية العميقة التي أوت إلى التصوير الفارسي، جاءته عن طريق الشعر الذي كان المصدر الأساسي لموضوعاته.
ان التصوير الفارسي يضم متحفاً للمنمنمات التي تُصوّر أعمالاً من الأدب الفارسي، وتغني الرسوم الجدرايّة، والخزفيات الصغيرة، وهذه الأعمال الفنيّة، ذات غنى بصري يقتضي من المرء إعمال الفكر، وإشغال العين، ليتمكن من تذوقها. كما يؤكد أن الخلفية التاريخية لهذا الفن، أفسحت المجال لبروز سمات محددة، طبعته بطابعها أهمها: ألوانه المذهلة، وتجريده للمكان، واستدعاؤه لعواطف إيمائية هي في انٍ معاً، غنائية وملحميّة، لذلك نجد أن خصائص هذا الفن، تثير مناخاً فنياً فريداً، ينتمي إلى الشعر الفارسي، من جهة، وإلى التصوف الإسلامي، من جهة أخرى.
ويجزم بعض المتابعين لهذا الفن وفي مقدمتهم أوليغ جرابر أن الفن الغربي، لم يكتشف فن التصوير الفارسي إلا مع مطلع القرن العشرين، وكان ماتيس وكاندينسكي قد استلهما ما فيه من تكوينات هندسية وألوان.
ومن القضايا الهامة التي يثيرها أوليغ جرابار هي علاقة فن التصوير بالأدب التي تتجاوز مستوى التطابق المباشر بين النص والصورة، ومن مظاهرها: النقد الذي طاول الشعر وأفاد التصوير الذي اضطلع بدور وصف شؤون وأحداث في الأدب الفارسي، لا سيما كتاب «الشاهنامة» الذي وضعه الشاعر أبو القاسم الفردوسي، والأشعار الغنائية والصوفية لنظامي كنجوي، ومولانا جلال الدين البلخي، والعطار النيسابوري.
الرابط
http://arabic.irib.ir/Pages/Culture/detailnews.asp?idn=37642












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
قديم Nov-04-2009, 01:56 PM   المشاركة2
المعلومات

عبد المالك بن ستيتي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات

عبد المالك بن ستيتي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 48653
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 1,111
بمعدل : 0.19 يومياً


افتراضي

السلام عليكم

شكرا على الموضوع الاخ إبراهيم
من أشهر رسامي المنمنمات في الجزائر
عمر راسم رحمه الله
نصر الدين ديني الفنان الفرنسي الدي تاثر بالبيئة الاسلامية في الجزائر واعلن اسلامه في بوسعادة الجنوب الجزائري، وتوفي بها رحمه الله












التوقيع
أخوكم عبد المالك
  رد مع اقتباس
قديم Dec-05-2009, 02:06 PM   المشاركة3
المعلومات

anameri
مكتبي خبير

anameri غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 61716
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 1,481
بمعدل : 0.26 يومياً


افتراضي

أنا أحب المنمنمات و الرسم و التزيين
أخي












التوقيع
الأشياء ليست مثلما تبدو لكن علينا محاولة تغييرها
حتى و لو كانت آخر شيء نقوم به

https://www.facebook.com/hayet.brahimi

[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
  رد مع اقتباس
قديم Dec-05-2009, 03:46 PM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي













التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين