منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية » هل كان مشروع المكتبات المدرسية مشروعا فاشلا ؟؟

منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية اطرح هنا الأفكار والمشاكل والمقترحات التي يمكن أن يستفيد منها أمناء مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية.

 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Dec-09-2002, 08:53 AM   المشاركة1
المعلومات

عبدالعزيز الخبتي
مستشار
المنتدى لتقنية المعلومات

عبدالعزيز الخبتي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 1139
تاريخ التسجيل: Oct 2002
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 432
بمعدل : 0.05 يومياً


افتراضي هل كان مشروع المكتبات المدرسية مشروعا فاشلا ؟؟

هل كانت المكتبات المدرسية مشروعاً فاشلاً ,,؟!

إلى جميع زوار هذا المنتدى تحية طيبة وبعد
سبق أن وعدكم بمشاركة عن المكتبات المدرسية على أن أسطرها بعد عيد الفطر المبارك ، وها أنا ذا أكتبها لكم متمنياً أن لا يغضب مني من يرى أنني أوجها له ، فهي في حقيقة الأمر ليست موجهة لشخص بذاته بقدر ما هي موجهة إلى كل من تهمه هذه المكتبات ، فهي سرد لتجربة وتاريخ وإهتمام ، وهي تعريف بواقع أمتد إلى واقع آخر هو في مفهومي تطويراً له لا إحلال بدلاً منه وهدفي من ذلك ذكر واقعاً قد يكون ذا مرارة لكن مرارته تلك لا تعني موته بقدر ما تعني تطويره وبث روح الحماس في كل من يهمه أمر هذه المكتبات أو امتدادها( مراكز مصادر التعلم ) ومراجعة تجربتنا القديمة والجديدة لاتخاذ العبر ومعرفة الواقع وتطوير ما يتطلب التطوير وحل المشاكل التي قد تكون سبباً في فشلها لتحقق أهداف مثل هذه المشاريع التربوية الهامة . هل كانت المكتبات المدرسية مشروعاً فاشلاً ,,؟!
تساؤل يثير الكثير من الغرابة والمرارة لكل حصيف متخصص في مجال المكتبات ، بل هو سؤال بارد برود مياه أقطاب الكرة الأرضية لكل محترفي الصراع في الإدارات العليا بالمواقع التربوية ، وهو أيضاً سؤال واقعي لكثير من معلمي الميدان التربوي ؛ فجهلهم بالمكتبات من جميع الجوانب جعل مثل هذا التساؤل واقعاً وانعكاساً طبيعياً لمخرجات التربية والتعليم التي تلقاها هؤلاء حتى أصبحوا معلمين !! فهل كانت المكتبات المدرسية وما زالت؛ مشروعاً فاشلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من مرارة ؟! لعلي فهمت مثل هذا مؤخراً, وأرجو أن يكون في البديل ما يحقق فائدة ملموسة، تكون عوضاً عن السنين الخوالي التي أضعناها، والأموال الطائلة التي أنفقناها، والآمال العريضة التي علقناها ولم يتحقق من وراء المكتبات المدرسية ما يحقق تلك الآمال ، والأمرُ من ذلك أن نظل نرقع في تجربة فاشلة سنوات طويلة، لا نحرك ساكناً لمعرفة سبب فشلها بموضوعية !هل الواقع أن وجود المكتبة في المدرسة؛ ظل وما زال؛ من مكملات للديكور المدرسي، ومن لزوميات الرسميات التي تفرضها التعاميم لا غير، هذا إن وجد مدير مدرسة يؤمن بضرورة تخصيص غرفة لهذه المكتبة ، وإن وجد هذا النوع من المديرين، فإنه في الغالب لا يستطيع توفير غرفة في مدرسة مستأجرة، تصلح لتنظيم المكتبة المدرسية، ولو حصل وظهرت مكتبة مرتبة منسقة في أرفف ومقاعد جلوس وسجلات ونحوه؛ فمن يدخلها؟ من يقرأ؟ هذه هي المعضلة في مدارسنا اليوم، إنها علتنا في القرن الماضي والقرن الذي حل، فلا يوجد هناك دافع أو رغبة لدى مشرف تربوي أو مدير مدرسة أو معلم أو طالب لدخول المكتبة والنظر فقط النظر في عناوين الكتب,, ربما كان السبب يعود إلى البيت والمجتمع، فالبيت لا يأنس للكتاب، والمجتمع لم يتعود على القراءة، ولا غرابة إذا رأى كثيراً من أفراد المجتمع في القراءة الحرة عادة ثقيلة قديمة مملة,,! والأسهل منها ما يتم في مجالسنا من ألعاب لا يجهلها صغير ذلك المجلس ,,! فلماذا القراءة إذاً ؟ ! وإن وجد في عدد قليل من هؤلاء المعلمين والعناصر المدرسية من يحب القراءة ويرغب في الكتاب؛ فليس أمامهم من الوقت ما يكفي لمطالعة الكتب التي تزخر بها المكتبة المدرسية !!! لأن جداول المعلمين مزدحمة، والتكليفات عليهم من الأقسام المختلفة تترىبشكل يومي ، فما فائدة مكتبات مدرسية فيها مئات الآلاف من الكتب، ومخصص لها معلمون وموظفون وموجهون وأثاث بعشرات الملايين من الريالات، ثم لا يستفاد منها ,,,, ؟وحتى أكون موضوعياً حاولت أن أبحث عن أهم الأسباب التي آلت بالمكتبات المدرسية إلى ذلك الواقع المرير الذي ترفل فيه ، فوجدت أن جلها ألقى على عاتق مديري المدارس سبب ذلك الفشل ، كذلك حاز أمناء تلك المكتبات نصيب الأسد في تلك الأسباب ، لكن الأمور غير المحسوسة ( الإجراءات التنظيمية ) تم تجاهلها كلياً ، كذلك تم تجاهل مجموعات تلك المكتبات من الأوعية ، وكذا المشرف التربوي عليها فكثير منهم من غير المتخصصين في المجال فكيف يمكنه أن يعطي وهو لا يملك ، كذلك المعلم الذي يفترض فيه أن يكون مفعلاً لدورها التربوي والتعليمي والثقافي . ويلاحظ أن كل من تم تجاهله كسبب رئيس في فشل هذه المكتبات أصل لنا نظرة من قام بمثل هذه الدراسات وأكد لنا ما سنذكره لا حقاً بأننا لا نمتلك أن نحاسب أنفسنا على فشل ارتكبناه أو ساعدنا على حدوثه ابتداء من قمة الهرم الإداري المسئول عن هذه المكتبات مباشرة وانتهاء بمن يجب أن يكون المسئول عن تفعيل هذه المواقع التربوية الهامة ، وقد نعذر ذلك المعلم فهو يرى أنه أكثر الناس جهلاً بأهمية هذه المواقع في العملية التربوية ليس هذا فحسب بل أن الأمر قد يتجاوز جهل ذلك المعلم باستخدام هذا الموقع وامتلاكه لأبسط المهارات التي تعينه في تحقيق ذلك ؛ وليس هذا ذنبه وإنما ذنب النظام التربوي الذي خرج لنا مثل هذا المعلم ، وشاركه في ذلك من يعمل بهذه المكتبات حيث لا برامج تدريب للمستفيدين من هذه المكتبات ، فدور ذلك الأمين يقتصر على حمله مفتاح هذا الموقع وهو لا يلام في ذلك فمعرفته بالعمل في هذا الموقع لا تتجاوز معرفة المعلمين به ؛ فهو غير متخصص ولم يتلقى أي دورة تدريبية تؤهله لذلك ، وقد نتجاوز ذلك كله فنجد أن من يعلم بأهميتها من المعلمين لا يرى أن ما بذلك الموقع من أوعية معلومات يفي بأبسط احتياجات الطلاب المعرفية . ولا أريد أن استرسل في سرد كل تلك الأسباب حتى لا يغضب الجميع مني لكنني لا أريد أن استثني أحداً حتى يراجع كل فرد مهما كان موقعه الوظيفي الدور الذي قام به وقياس ما كان يجب أن يقوم به بواقع ما قام به .ورغم كوني متفائلاً بطبعي لكنني غير متفائلاً بالتجربة الجديدة التي تقوم على تنفيذها وزارة المعارف؛ وتأتي بديلاً عن المكتبات المدرسية، رغم إشرافي المباشر عليها ، إلا أن ذلك لا يبرر لي تمجيدها ، ولا يعني أنها ولدت ميتة أو أنها فاشلة ، ولكني لن أومن بنجاحها حتى أرى ذلك رأي العين ، لأن المكتبات المدرسية ذاتها كانت ذات يوم تجربة ، ثم سكتنا على فشلها عشرات السنين، وإن كانت هناك محاولات حثيثة على انتشالها من ذلك الفشل إلا أنها محاولات فردية غير منظمة والأسوأ من ذلك أنها بدأت من قاع الهرم الإداري في بضع إدارات تعليمية ، وهي أيضاً لم تبدأ من واقع موضوعي لما هو كائن ومن ثم الانتقال به إلى ما يجب أن يكون ، وليس مثل هذا الأمر بغريب علينا ؛ فنحن مجتمع مغرم بالتجريب والتغيير والتبديل، ولكن لا نملك الشجاعة للاعتراف بالفشل، فالفشل من المسكوت عنه في قاموس حياتنا، هذا إذا لم يتطوع بعضنا لتمجيد تجربة فاشلة، ورفعها إلى مصاف النجاحات الباهرة، ولا بأس أن ندخل في تجربة أخرى دون أن نحاسب أنفسنا على فشل ارتكبناه، والأمثلة على هذا القول في قطاع التربية والتعليم كثيرة وليس المقام هنا لحصرها وكل حصيف يعرف مثل تلك الأمثلة والتي أمست فلم تصبح وقد (طبلنا) لها الكثير ثم سرعان ما شطبناه بجرة قلم، دون تفسير أو حتى كشف حساب أمام الرأي العام على الأقل,,!أليس لنا حق في أن نسأل ما المشروع الذي نجح معنا (تطبيقياً)، فثبتنا عليه من تلك المشاريع الكثيرة التي تصمم نظرياً ثم تأخذ طريقها للتجريب؟ وإذا كان هذا ديدننا فلماذا لا نجرب مشروعاً جديداً للبحث في أسباب فشل تجاربنا السابقة ,,,, ؟! .
إن ذلك الجديد الذي وسم بمصطلح (مراكز مصادر التعليم) يعرفه كل مكتبي بمصطلح مكتبي آخر هو ( المكتبة الشاملة ) وهو مشروع تجريبي يجري تطبيقه على خمسة آلاف مدرسة في قطاع تعليم البنين وهو يعتمد على التقنية الحديثة، وبرامج الكمبيوتر والإنترنت وغيرها، وأن المركز الواحد، يتكلف مئة وخمسين ألف ريال, وجاء في تصريح تأسيسه والذي لا يجهله من يعمل به أن هذه المراكز، سوف تحل محل المكتبات المدرسية, فهل هي مشروع تطوير أو مشروع إحلال ، فإن كان الأول فهذا شيء جيد إذا كان هناك ضمانات مؤكدة للنجاح، وتصور واضح لكيفية تحقيق نتائج ملموسة من وراء هذا المشروع، تشمل كافة العناصر في المدارس، مشرفين تربويين و مديرين ومعلمين وتلاميذ وطلابا وغيرهم حتى من سكان الحي, أما إذا كان الثاني فهذا دليل صراع بين المكتبيين وتقنيات التعليم وهو في حقيقته صراع على المناصب دون نظر للتبعية أو المصلحة التعليمية ومن ثم المصلحة العامة ، وقد يؤدي ذلك إلى فشل هذا المشروع كما فشلت المكتبات المدرسية . ولو لا حظنا التبعية لهذا المشروع في إدارات التعليم لوجدنا العجب فمنها ما يتبع تقنيات التعليم ومنا ما يتبع المكتبات المدرسية ومنها ما يتبع إدارة الثقافة والمكتبات ومنها ما هو مستقل بذاته ؛ كل هذا جعلني أشكك أن هذا المشروع إحلال وليس مشروعاً تطويراً فالصراع واضح من خلال تبعية هذا المشروع ، لذا كنت أتمنى أن توضح وزارة المعارف لجميع إدارات التعليم تبعية هذا المشروع ، وأن تقول بصراحة،,, لماذا سعت إلى البديل بعد أكثر من سبعين عاماً من ظهور المكتبة المدرسية دون أن نعرف حقيقة فشلها في الميدان التربوي ، ولماذا نهمل الكتاب غير المقرر داخل المدرسة؛ في الوقت الذي فيه نشكو من سيادة ثقافة مسطحة تجتاح المجتمع، وتهدد شريحة التلاميذ والطلاب على وجه الخصوص بل أنها أمتدت إلى جل من يعمل في الحقل التربوي ، ألا يعلم هؤلاء أن البعد عن الكتاب الذي يشكل مصدراً للثقافة الجادة الرصينة، هو في حد ذاته قضية تنذر بأمية عصرية في المجتمع ,,, ؟وجميعنا قد يعذر وزارة المعارف في البحث عن التطوير لكن ليس البديل الذي خلق صراعاً عنيفاً في الميدان التربوي وسيؤدي بطبيعة الحال إلى فقدان هذا الميدان من الكفاءات المتخصصة التربوية التي تنأى بنفسها من تلك الصراعات لأنها تعلم أن ذلك سيفقدها توازنها ولن يضيف إليها إلا جوانب سلبية هي في غنى عنها . وإنني أجزم ولا أعتقد أن الوزارة استشعرت بهذا الأمر وخرجت بمشروع آخر ليكون حلاً لهذه المشكلة وداعماً لهذه المراكز بتوفيره مصادر التعلم و كل وسيلة تعليمية تساهم في تحقيق أهدافه ، وهذا المشروع هو ( مراكز التقنيات التربوية ) وسوف تنظم جميع مراكز مصادر التعلم تحت مظلة هذا المركز إدارياً في تلك المناطق التي أسس فيها ، وعندما تراجع دليل هذا المركز تجد أن الهيكل الإداري للأقسام التابعة له ضبابية التكوين وللقارئ مراجعة ذلك ،وقد لا يعلم من خطط لمثل هذا المشروع أن المعضلة التي تعاني منها هذه مراكز مصادر التعلم لا تتمثل في مصادر التعلم بل فيمن يفعل هذه المراكز ؛ من معلمين أو أمناء بل يصل إلى المشرفين التربويين في مجال تقنيات التعليم وفي المجالات الأخرى ؛ فكثير منهم لأ يؤمن بأهمية التطوير التربوي بل يتجاوز ذلك إلى الجهل الكامل باستخدام أبسط التقنيات التربوية ، لذا يجب حل هذه المشكلة قبل أن تتراكم مشاكل أخرى تعجز بعدها كل المشاريع التي يطلق عليها مراكز في حلها ، بل أن الخوف أن يؤول الحال بها إلى ما آلت إليه المكتبات المدرسية . وقد يسأل سائل من أين جاء لنا كاتب هذه المشاركة بهذا ، ولهؤلاء أقول حسناً فقد جئت بهذا بلسان الواقع الذي لو عرف الكلام لما سكت, ومن واقع تجربة شخصية مرة مرت عليَ . لقد أتيت ذات عام متخرجاً من إحدى الكليات بشهادة عليا في مجال المكتبات والمعلومات و بعد أن قضيت ثلاث سنوات ونيف من الشهور في أكثر من قطاع معلوماتي التمست فيها أهمية تلك المواقع واهتمام متخذي القرار بها وبتطويرها ومن ثم الاستفادة القصوى منها ، فتم تعييني في مدرسة عريقة عمرها قرابة العشرين عاماً ، وبدافع علاقتي الحميمة بالكتاب وحبي العارم لما تلقيته من علم في المكتبات والمعلومات وما اكتسبته من خبرات في هذا المجال ؛ بحثت عن المكتبة المدرسية فلم أجد تلك المكتبة التي رسمتها في مخيلتي لمثل هذا الهيئة التربوية ، إن كل ما وجدته في هذه المدرسة ، أمين مكتبة ، هو أمين بلا أمانة ! لأن عين الشيء المؤتمن عليه غير موجود في الظاهرأو الباطن المعرفي له ، فهو أشبه بموظف لا يمارس عملاً أوكلت إليه أمانته ! وكل ما لديه، غرفة بها مجموعة كبيرة جداً من أوعية المعلومات كستها الأتربة وكأنها غرفة أشباح حاول أن يؤصل في ذهن كل من حاول الدخول إليها ذلك التصور ، ولم أجد بها شيئاً مميزاً ، وعندما استفسرت منه عن ذلك أظهر لي ملفاً عتيقاً هو عبارة عن ملف يحفظ التعاميم الواردة من إدارة التعليم,,! -منتهى الأمانة والإخلاص- لكن عندما سألته لماذا وضع الكتب بهذا الوضع وأنت أمين مكتبة؟! تردد كثيراً في الإجابة وكأنه ينذرني بأن مثل هذا الأمر الذي سألته عنه ليس من حقي توجيهه له ، كذا لم يدر بخلدي، أن سؤالي هذا ؛ سوف يثير عليّ حفيظة المدير وأمين المكتبة ، ومن باب التحدي كما بدا لي من سؤال مدير المدرسة ( مذا ستفعل يا هذا ؟ ) فأجبته بأنه سيرى ما أفعل ، فبدا جوابي له غريباً غربة المكتبة في هذا الصرح التربوي ، فقال لي : سنرى ماذا تفعل ، وبعد إلحاح وفي جانب علوي من المدرسة وافق المدير على منحي موقع أكبر من ذلك الذي يشابه بيت الأشباح لإنشاء مكتبة ، وقد طلبت أن يمنحني صلاحية تدريب هذا الأمين والإشراف مباشرة على عمله فوافق بعد تعفف وتردد وشعور بانتزاع صلاحياته ، كل ذلك يحدث وسط شماتة ظاهرة على وجوه المعلمين ! لكني فتحت المكتبة، ودربت ذلك الأمين – الذي أصبح مميز بين أقرانه - وأنشأنا السجلات و أنجزنا التصنيف وبطاقات الفهرسة ، بل تجاوزنا ذلك بإدخال الحاسب الآلي في المكتبة ومن ثم أتمتتة جميع العمليات الفنية فيه ، ثم فوجئت أن جميع المعلمين لا يمتلكون مهارة البحث عن المعلومات أو مهارة استخدام المكتبة فتم تدريبهم على كل مهارة تحقق لنا استخدامهم للمكتبة وتكسر ذلك الحاجز النفسي الذي كان ذا أثر سلبي لإستخدامهم المكتبة في السابق ، ثم بدأ ذلك المكان غريباً على الكل حيث بدأت تدب فيه الحيوية والحياة ، وهذا صدم كثيراً من المعلمين لكن أثارها كانت إيجابية على هذا الموقع ، إلا أن الذي لم أكن أتوقعه هي تلك الصدمة الكبيرة التي واجهتها من الهيئة الإدارية بالمدرسة والإشراف التربوي فالإدارة فقدت أحد مساعديها في المراسلة لإدارة التعليم وهو أمين المكتبة الذي لم يعد وقت الدوام كافياً لإنجاز الأعمال التي يتطلبها المستفيدين من المكتبة ، والإشراف التربوي بدأت تتفتح عليه نظرات الأخرين ممن يزور هذه المكتبة ، فهم أخر من يعلم عن المكتبات وسبل تفعيلها وكل ما يطالبون به هو تلك السجلات العقيمة أو تنفيذ التعاميم التي ترد من الوزارة وهي في ورودها كالمطر في عصرنا الحاضر !!! وإنني لأجزم أن زيارتهم للمكتبات المدرسية لا تتجاوز غرفة مدير المدرسة ، فخلق لهم مثل هذا العمل شعوراً بتقصيرهم مما يستوجب تطوير أنفسهم ومن ثم تطوير حال المكتبات لتلائم ما شاهدوه في هذه المدرسة ، وقد لا حظت على وجوههم عند زيارتي عدم الرضا والسخط وكأنني فتحت عليهم بوابة جهنم التي اسهموا في اغلاقها طيلة سنوات عملهم في الإشراف التربوي ، بل زاد ذلك إنكارهم لإدخال الحاسب الآلي في جميع عمليات المكتبة ؛ فطالبوني بالتركيز على العمل اليدوي والبعد عن كل غريب في أداء العمل مهما كانت المبررات ، وهم معذورين في ذلك بسبب جهلهم بهذا التخصص فما وجدت منهم وهم كثر سوى مشرف واحد يحمل مؤهلاً في المكتبات مضى عليه من الزمن الكثير ليصبح غير قادر على التفريق بين المكتبة الثقافية والمكتبة التجارية ( القرطاسية ) ، بعد هذا كله بدأنا مرحلة ليست بالطويلة نفقد كثيراً من المستفيدين وعذرهم أن مجموعات هذه المكتبة من أوعية المعلومات لم تعد تفي بحاجاتهم من المعلومات ؛ لكن ذلك لم يقف حاجزاً أمامنا فسعينا إلى تأسيس مشروع تعاوني مع مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز ومكتبة الغرفة التجارية ونجح ذلك المشروع التعاوني بشكل مميز ، إلا أنني لم أعلم أن جهل كثيراً من أولياء الأمور وتحريض إدارة المدرسة ومساندة بعض المشرفين التربويين لهم سيكون سبباً في موت هذه المكتبة ويجعلني أترك هذه المدرسة ومكتبتها لتموت ببطء وتعود مرة أخرى بيت أشباح سنوات ليست بالطويلة لنعود مرة أخرى إلى إحياءها من واقع إشرافي ، لم يكن انتقالي منها إلا لإحياء مكتبة مدرسية أخرى لكنها ليست كسابقتها فشريان الحياة سارياً بها حتى بعد ابتعادي عنها . وليعلم قارئ هذه المشاركة أن سبب موت المكتبة الأولى كان بسبب ضعف تلك التعاميم الخاصة بالمكتبات إضافة إلى أن المكتبة المدرسية لا تعني عند كثير من منسوبي المدرسة ومن يشرف عليها؛ أكثر من عهدة مقدسة، ومن الواجب، أن تصان هذه العهدة، فلا يعار منها كتاب، ولا تتناوله الأيدي حتى لا يوسخ !!! أو يمزق ، وأن توضع الكتب في رفوف المكتبة إلى حين وقت التسليم بين مدير وآخر، وهذا كل شيء! وهذا هو السر الذي أدى بإدارة المدرسة أن توظف كل السبل في قتل وموت هذه المكتبة وبطرق فضيعة جداً رغم أن قائدهم يحمل شهادة الدكتوراه في التربية !!!!!!!! ولا أقول أن الحال في وقت كتابة هذه المشاركة كالحال عندما تسلمت هذه المكتبات ، فقد تغير واقع هذا الحال على جميع المستويات لكن هذا التغير لم يكن له الأثر المطلوب ولم تنجع كل الحلول التي أرى أن كثيراً منها عشوائي لتغيير حال هذه المكتبات ، فهي كما قال لي أحد التربويين تشبه حب الشباب في وجه الفتاة الجميلة ! وكأن مدارسنا جميعها كالفتيات الجميلات ولم يخدش جمالهن سوى هذه المكتبات !!! وفي ختام هذه المشاركة ألا يحق لنا أن نسأل وزارة المعارف وهي تستعد لتحقيق تأسيس جميع مراكز مصادر التعلم التي خططت لها أن تقل لنا ما مصير المكتبات المدرسية بعد تطبيق مشروع مراكز مصادر التعلم هذه ؟ وما مآل مئات الآلاف من الكتب التي تختزنها؟ وهي كما نعلم؛ ثروة معرفية ومالية ضخمة لا يستهان بها؟ وهي هنا تتوجه بمشروعها الجديد إلى خمسة آلاف مدرسة من بين قرابة ثلاثة عشر ألف مدرسة للبنين,, فلماذا خمسة آلاف فقط؟ ولماذا تنحى من هذا المشروع بقية المدارس ,,, ؟ليس هذا فحسب بل هناك أسئلة كثيرة، وغموض أكثر يكتنف هذا التوجه، فهذه المراكز كما سوف تعتمد على وسائل تقنية حديثة في التعلم التعاوني والتعلم الذاتي، وتحتاج إلى أمكنة خاصة، وتجهيزات عالية المستوى، وهذا غير متوفر بالمدارس ، وخاصة تلك المستأجرة، وهي الأكثر، بل حتى المباني الحكومية فالكثير منها ممتلئ بالفصول الدراسية وبهذا لا تتوفر بها أماكن يمكن تشكيلها وإعادة ترميمها لتتناسب ومواصفات مراكز مصادر التعلم ، ومدارس حكومية يوجد بها أماكن لكنها تفتقر للإمكانيات المادية التي تساهم في تجهيز هذا الموقع ، وما هو حال المدارس الأهلية في هذا الأمر وهي العاجزة عن توفير مكان للمكتبة المدرسية ، وإن وجد ذلك المكان فإنها تفتقر للأوعية والقوى البشرية لتفعيله ، كل هذا يضاف إليه التشغيل الذي لم يدرب عليه العدد الكافي من المعلمين، وكل ما أخشاه أن نستمر في هذه التجربة الجديدة ، فتكلفنا مئات الملايين من الريالات، ثم نقوم بوأدها دون سابق إنذار بسبب فشلها ، ودون توضيح للأسباب أو محاسبة للمتسبب، كما أخشى أن تحمل اللوائح المنظمة لهذه التجربة، والتعاميم والتوجيهات الخاصة بها، فجوات يتم استغلالها في المناطق لتحقيق كفة الصراع الذي لا تجهل الوزارة وجوده في البعض من تلك المناطق ؛ مما يؤدي إلى قتل هذا المشروع ويكون سبباً في فشله ، وهنا يجب أن تراجع الوزارة قرار استمرارها في تأسيس المراكز وتتوقف برهة لدراسة هذه التجربة دراسة موضوعية ، بعدها تتخذ قراراً شجاعاً في هذه التجربة .

أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرَاها ويختصم












  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بعض النظم الالية المستخدمة في المكتبات ولاء شيخ منتدى الأنظمة الآلية في المكتبات ومراكز المعلومات 29 Nov-22-2014 08:12 PM
المكتبة المدرسية من الالف الى الياء السايح منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 52 Oct-20-2012 09:49 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
دراسة حول مواقع المكتبات العربية_ مشاركة مقتبسة كريشان المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Dec-11-2010 05:43 PM
الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام المكتبات والمعلومات ولاء شيخ المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 4 Oct-13-2009 06:10 PM


الساعة الآن 06:32 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين