[هدى العراقية]

حوارات
في دار الكتب والوثائق جهود تبذل لإعادة الحياة لوثائق تؤرخ مراحل مهمة في تأريخ العراق
ـ مختبر صيانة زترميم الوثائق الأول من نوعه في العراق
الترميم حلقة الوصل الأولى التي تربط إنجازات الماضي بامكانيات الغد
أجرت اللقاء : مديحة عبد الرحمن
ثمة جهود كبيرة تبذل في دار الكتب والوثائق لإعادة الحياة لوثائق تؤرخ مراحل مهمة في تأريخ العراق بعد الظروف الاستثنائية التي عاشها العراقيون وبضمنهم منتسبو دار الكتب والوثائق ، ولم تمنعهم من فتح نوافذ صباحاتهم ليتاملوا الشمس وهي تشرف على وجوههم بعد أيام الوجع الذي هيأ لجديد آخر في دار الكتب والوثائق لكن موظفيها أعادوا فتح شبابيكهم للشمس وعملوا على إعادة الحياة الى الدار التي تحمل ذاكرة العراق وأرشيفه الحي.
- في لقاء لنا مع مديرة مختبر صيانة ترميم الوثائق ناهد فاضل.
* سألناها عن بدايات ومراحل إنشاء المختبر الذي يُعد الاول من نوعه في العراق ، فقالت : ـ مختبر صيانة وترميم الوثائق هو أحد الأقسام الجديدة المهمة والحيوية في الدار والذي أنشأ سنة 2006 بعد أن خضع موظفوه والبالغ عددهم 6 لدورات تدريبية تحققت على يد أفضل الخبراء الأجانب خارج العراق في جمهوريتي الجيك وإيطاليا كذلك في أربيل للسنوات 2004-2006 حيث يضم المختبر عدداً من الأجهزة والمواد الحديثة الخاصة بعمل الترميم والتي جهزت بمساعدة خارجية لأجل الحفاظ على استرجاع الملفات والسجلات التي تضررت بسبب الحرب الأخيرة على العراق سنة 2003.
* كان سؤالنا التالي عن فارق العمل بين بدايات إنشاء المختبر والآن ، فجاءت إجابة مديرة المختبر كالآتي :
إن طبيعة العمل في بداية الأمر كانت صعبة بالرغم من إنجازه بشكل جيد لكن اليوم وبعد أن دخلت التقنيات والتكنولوجيا الحديثة الى العمل استطعنا أن نصلح أضراراً بالغة جداً كما ترون بشكل تقني ومهني ومحترف بعد أن تضررت أعداد كبيرة من الملفات والسجلات العثمانية والأفلام المصغرة بسبب النقل والحفظ والعوامل البيولوجية والكيمياوية فضلاً عن ذلك يقوم المختبر الآن بترميم السجلات العثمانية الخاصة بالحجج والوقفيات والمبايعات والمخالفات ، وقد تم ترميم 4305 ورقة موزعة بين 46 سجلاً جرى تجليده واستفاد منه 15 دارساً وباحثاً.
* حين سألناها عن طبيعة عمل المختبر شرحت أولاً ماذا تعني عملية الترميم قائلة :
إن الترميم هو مجموعة عمليات تهدف الى تجديد التماسك الفيزيائي للأوراق التي خضعت لتغيرات، لأسباب عرضية او طبيعية. وكذلك فإن عمليتي الصيانة والترميم تضمنان إطالة عمر المادة وتوفرها بشكل مستمر للاستخدام ، . لذا فالترميم هو حلقة الوصل الحية الأولى التي تربط إنجازات الماضي بإمكانيات الغد
*وماهي المراحل والخطوات الأساسية التي تمر بها الوثيقة او الملفة المتضررة لإصلاحها وإعادة الحياة لها من جديد كما تتبعونها في المختبر ؟
هذا السؤال اجابت عليه مديرة المختبر قائلة :
ـ إن أولى مراحل الترميم تعقيم الملفات مدة 48 ساعة بجهاز خاص مزود بمادة الكحول باعتبارها المادة الأكثر أماناً لسلامة الترميم بعد أن يتم توثيق الملفة والكلمة من أجل الرجوع لها عند الحاجة ، وترقم بقلم الرصاص ومن ثم تنظف ميكانيكياً وهو ما يسمى (بالتنظيف الجاف) باستخدام جهاز وفرشاة خاصة بعد التأكد من فحص حامضية الأوراق وحبرها ومعرفة عدم قابليته للانتشار بالماء الذي توضع فيه لتخليصها من التراب والطين والمواد الأخرى العالقة بها وهو مايسمى (بالتنظيف المائي) وبعد مرور 24 ساعة توضع الأوراق مدة 20 دقيقة في محلول قاعدي لتخليصها من الحامضية وتطلى على الوجهين وهي رطبة بصمغ التيلوزة (مثيل هيدروكسي أثيل سليلوز) من أجل تقويتها وإضافة مواد فقدتها في أثناء عملية الغسل وبعد مرور 24 ساعة تبدأ عملية الترميم التي تكون على وفق نوع الورقة ودرجة الضرر.
- وأكدت مديرة المختبر الصيانة أن إحدى طرائق الترميم استخدام الورق الياباني المصنوع من نباتات خاصة بسبب عدم تأثره بالتذبذبات في درجة الحرارة والرطوبة وثبات لونه وطول أليافه. ولابد من أن يكون الورق المستخدم في الترميم من نوع الورق المراد ترميمه نفسه أي من نوع الورق الخاص بالوثيقة من ناحية السُمك ، اويجري الترميم باستخدام عجينة الورق المصنوعة من القطن وبمساعدة جهاز خاص او بطريقة الكبس الحراري باستخدام ورق خاص مطلي بمادة صمغية من جهة واحدة وبمساعدة جهاز الكبس الحراري بعد ذلك يتم ترتيب أوراق الملفة المراد ترميمها على وفق الترقيم وتخاط بموجب نظام الملازم التي تألف منها السجل في الأصل وتجلد.

المصدر : مجلة الموروث الالكترونية
الرابط : مجلة الموروث الالكترونية