منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » منتدى مميز جدا

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
 
قديم Feb-10-2008, 03:33 PM   المشاركة37
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الله يوفقكم ويسدد خطاكم الى ما ف ه خير للجمع كن او لا تكن












  رد مع اقتباس
قديم Feb-10-2008, 03:34 PM   المشاركة38
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

اتوجه الى كل الاخوة المشتركين في منتدى اليسير موافاتي ببعض المعلوماات الخاصة بحماية وصيانة المخطوطات الاسلامية وبارك الله فيكم واهليكم












  رد مع اقتباس
قديم Feb-11-2008, 01:18 PM   المشاركة39
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الحكومة الاليكترونية :
تعد شبكة الانترنيت من أرقى ما توصلت إليه التكنولوجيات الحديثة على الإطلاق في وقتنا الحالي و التي أدت إلى ظهور مصطلحات جديدة و مستحدثة مثل: المجتمع الالكتروني Société- électronique – الشركات الالكترونية Business- é، و التجارة الالكترونية Commerce- é و التي ساعدت على ربح الوقت و تقليص الجهد و التكاليف.
بل أكثر من ذلك فإن هذه الشبكة قد خلقت جوا من الاتصال و التفاعل بهدف تقريب المواطن من الحكومات في إطار ما يعرف بالحكومة الالكترونية.
فما هي هذه الأخيرة يا ترى؟؟؟
1- مفهوم الحكومة الالكترونية:
تعددت التعريفات الخاصة بالحكومة الالكترونية كنتيجة لحداثة هذا المصطلح و تعقده و من بين هذه التعريفات ندرج ما يلي:
- " هي البيئة التي تتحقق فيها خدمات المواطنين و استعلاماتهما و تتحقق فيها الأنشطة الحكومية المعنية بدائرة من دوائر الحكومة، بذاتها أو فيها بين الدوائر المختلفة باستخدام شبكات المعلومات و الاتصال عن بعد. (1).
- أما المفهوم الشائع عن الحكومة الالكترونية فيقوم أساسا على أنها شبكة متطورة من النظم الكمبيوترية التي تمكن الجمهور من الوصول إلى عدد كبير من الخدمات و المعاملات الحكومية المؤتمتة عبر الانترنيت أو عبر وسائل الكترونية أخرى. (2).
2- أهمية الحكومة الالكترونية:
تتلخص أهمية الحكومة الالكترونية في عوامل عدة من بينها:
- تساهم في بناء و هيكلة اقتصاد متين من خلال الفاعلية و المرونة في حل المشكلات الاقتصادية.
- وسيلة اجتماعية فعالة في تشكيل مجتمع متماسك و قوي.
- وسيلة تفاعل بين الإدارة العامة و المواطنين بشكل مجدي و بأقل تكلفة.
- وسيلة فعالة للقضاء على مظاهر البيروقراطية و تحقيق الفواصل في الجهاز الحكومي.
- أحسن وسيلة للرقابة، ذلك لما تتمتع به النظم التقنية من إمكانيات التحليل و المراجعة آليا و بشكل مؤتمت أو محسب للأنشطة التي تتم على الموقع. (3).
3- أهداف الحكومة الالكترونية:
- تحقيق أكبر قدر من الضبط الإداري و الأمني بما يضمن سرية و سرعة و نظامية إجراءات المعلومات.
- رفع الإنتاجية من خلال دعم النمو الاقتصادي و ذلك بتحقيق البيئة المناسبة. (4).
- تحقيق التفاعلية مع الأفراد و ذلك بتقديم خدمات أفضل.
- زيادة عائدات الاستثمار. (5).
4- أغراض الحكومة الالكترونية:
- الزيادة من فاعلية الأداء الحكومي.
- إتاحة مختلف الخدمات الحكومية على الخط المباشر (On Line) .
- نقل التدابير الحكومية على الخط.
- توفير موضع واحد للمعلومات الحكومية.
- تطوير البنية التحتية عامة في حقل التقنية و التشغيل.
- تحقيق فعالية الدفع الالكتروني. (6).
5- البناء القانوني للحكومة الالكترونية:
من الضروري أن الحكومة الالكترونية تتطلب الوقوف على كافة تشريعات النظام القانوني القائم و هي لا تحتمل أن يشرع لها بقالب تشريعي جاهز قد يكون مناسب في بيئة مغايرة و غير مناسب في بيئة محلية.
إن النظام القانوني للحكومة الالكترونية يستدعي إجراء مسح تشريعي لما أطلق عليه ركائز النظام القانوني في ميدان الإدارة الحكومية و التعاقدات الحكومية، و إذا ربطنا التحدي القانوني بعناصر النجاح في بناء الحكومة الالكترونية فإن العناصر الحاسمة لضمان بناء حكومة الكترونية حقيقية و فعالة و هذا بوضع خطة تنطوي على النجاح و ذلك بأن تكون الرؤية واضحة و أن تحدد الأهداف على نحو قابل للتطبيق و أن تخضع كافة المراحل للإشراف القيادي و المتابعة و أن تحفز الخطة فرص المشاركة و الاستثمار و أن تعامل كافة المراحل بالواقعية و الشفافية و أن تعتمد استراتيجيات المراجعة لما أنجز و ما تبقى، دون إنجاز استراتيجية التحليل اللاحق. (07).
و هناك إشكاليات تواجه العمليات الالكترونية خصوصا في ظل غياب قواعد المساءلة الجنائية: و لعل من أهمها ما يلي:
- إشكالات في ميدان أنظمة الرسوم و الطوابع و عمليات استفائها.
- إشكالات تتصل بإجراءات المنافسات الحكومية و شرائطها الشكلية.
- إشكالات تتصل بوسائل الدفع و قانونيتها.
- حجية التقاعد الالكتروني و حجية الإثبات للوسائل الالكترونية. (08).
6- ركائز الحكومة الالكترونية:
تقوم فكرة الحكومة الالكترونية على ركائز أربعة هي:
- تجميع كافة الأنشطة و الخدمات التفاعلية المعلوماتية في موقع الحكومة الرسمي على شبكة الانترنيت.
- تحقيق الاتصال و التواصل الدائم و المستمرة لمواطنيها (24 ساعة في اليوم و 7 أيام في الأسبوع 365 يوم في السنة) مع قدرة تأمين مختلف الاحتياجات الاستعمالتية لخدمة مواطنيها.
- تحقيق الفعالية و السرعة و هذا للربط و التنسيق و الأداء و الإنجاز بين دوائر الحكومة ذاتها.
- تحقيق الوفرة في كافة العناصر بما فيها تحقيق عوائد أفضل من الأنشطة الحكومية ذات المحتوى التجاري. (09)
7- محتوى و نطاق الحكومة الالكترونية:
إن بناء الحكومة الالكترونية يستوجب الأخذ بعين الاعتبار كل ما تمارسه الحكومة في العالم الحقيق (الواقع) سواءا في علاقتها مع الجمهور أو بعضها البعض أو فيما يخص علاقاتها بجهات الأعمال الداخلية و الخارجية، لذا فإن محتوى الحكومة الالكترونية يتضمن ما يلي:
- محتوى معلوماتي يوفر مختلف الاستعلامات سواءا إلى: الجمهور أو فيما بين المؤسسات أو فيما بينها و بين مؤسسات الأعمال.
- محتوى خدمي يتيح تقديم مختلف الخدمات الحياتية و خدمات الأعمال على الخط.
- محتوى اتصالي (و هو ما يسمى خلق المجتمعات) يتيح ربط المواطن و أجهزة الدولة معا في كل وقت و بوسيلة تفاعل يسيرة.
8- متطلبات بناء الحكومة الالكترونية:
لقد أشار الخبراء إلى أهم ثلاث (03) متطلبات نوردها فيما يلي:
- حل المشكلات القائمة في الواقع الحقيقي قبل الانتقال إلى البيئة الالكترونية، و للتمثيل على أهمية هذا المتطلب فإنه يجب على الحكومات أن تقوم بتوفير المعلومات اللازمة بمواطنيها عبر الانترنيت و أن توضع سياسة يتم بموجبها تحديد جميع الوثائق و المعلومات و النماذج الحكومية مباشرة عبر الانترنيت، و كلما ظهرت وثيقة حكومية جديدة أو معلومات جديدة يجب وضعها مباشرة على الانترنيت.
- حل مشكلة قانونية التبادلات التجارية، و توفير وسائلها التقنية و التنظيمية، ذلك أن جميع المبادلات التي تتعامل بالنقود يجب وضعها على الانترنيت مثل إمكانية دفع الفواتير و الرسوم الحكومية المختلفة مباشرة عبر الانترنيت.
- توفير البنى و الاستراتيجيات المناسبة الكفيلة ببناء المجتمعات فبناء المجتمعات يتطلب إنشاء وسيط تفاعلي على الانترنيت يقوم بتشغيل التواصل بين المؤسسات الحكومية و بينها و بين المواطنين و بينها و بين مزوديها. (10).
9- عوامل نجاح تطبيق الحكومة الالكترونية:
- نوفر البنية التحتية الملائمة التي تعرف تقنيا بالعمود الفقري للمعلومات الوطنية.
- توفر البيئة التي يعني فيها كل عنصر من عناصرها (المواطن- الحكومة- القطاه الخاص) أهمية التعاون على تقريب المسافات و تذليل العقبات التي تسنها الحكومات.
- ثقافة المجتمع و نسبة التعليم و الأمية و الوعي بالانترنيت.
- سرية و آمنة المعلومات في الحكومة الالكترونية.
- الإعلام و دوره في توعية المواطنين و التواصل معهم ليطلع الناس على ما تقدمه الحكومة الالكترونية للمستفيدين منها. (11).

إن وصول المجتمعات البشرية لما يعرف بالحكومة الالكترونية و ما أحدثته من مظاهر التغيير و الازدهار و فتح المجال للمواطنين للتعبير عن آرائهم و المشاركة التفاعلية في مختلف الجوانب السياسية و الاجتماعية و الثقافية و غيرها مما أدى إلى القضاء على مظاهر البيروقراطية و تقليص الفجوات بين الحكومة و المواطن.





قائمة المراجع:
-(1), (3)- عرب، يونس.الحكومة الالكترونية(المفهوم، المتطلبات، البناء القانوني).(على الخط المباشر). (01/04/2007). متوفر على الانترنت
www.arablaw.org

-(2)، (5)، (6)، (10)، (12)- العريشي، جبريل بن حسن.الحكومة الالكترونية مفهومها وأبعادها، مجلة المعلوماتية.ع.14 .2004.ص17

-(4)-بوخضور، فيصل محمد الحجى، الحكومة الالكترونية.(على الخط المباشر).(20/04/2007).'(متوفر على الانترنت )
www.e.gov.kw

-(7)، (9)-موسوعة ويكيبيديا الحرة. (على الخط المباشر). (29/03/2007).متوفر على الانترنت.
Ar.wikipidia.org/wiki

-(11)، (8)-بدران، عباس.الحكومة الالكترونية من الاستراتيجية إلى التطبيق.
(على الخط المباشر).(23/03/2007)
www.adabwafan.com.



طالبي عبد الكريم












  رد مع اقتباس
قديم Feb-11-2008, 01:21 PM   المشاركة40
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الجزائر والعولمة
بعد كل ما تم تداوله عن مفهوم العولمة حول العالم وعلاقتها بكل مجتمعات العالم وفي مقدمتها مجتمعات المعلومات ،كان لابد من الالتفات إلى الوضع في الجزائر خاصة أن المعطيات الاقتصادية في الجزائر لا تختلف عن كثير من دول العالم والعالم الثالث أو الدول السائرة في طريق النمو على وجه الخصوص ، ولذا كان لابد من تحديد الموقع الذي تحتله الجزائر على مستوى الخارطة الاقتصادية والجغرافية السياسية عبر العالم ، ولكن للأسف فإن إجمالي الناتج المحلي الجزائري ظل بعد كل هذه السنوات منخفضا وفي حالة مزرية في كثير من الأحيان بل وبمعدل يدعو إلى الانزعاج ، فقد انخفض نصيب الفرد من الدخل القومي على الرغم أن أكثر من 75% من عدد السكان هم من دون 25 سنة وحسب إحصائية لسنة 1997 بلغ نسبة القوى العاملة 7.5مليون نسمة ولابد أن هذه النسبة بعد كل هذه السنوات قبل بلغت مستويات أكثر ، وبعد أربعين سنة من الاستقلال هذه هي حصيلة الجزائر في الميادين عامة :
§ مستوى معيشي متدني جدا أقل من 100 دولار شهريا .
§ أكثر من 50% من السكان تحت مستوى خط الفقر .
§ نسبة أمية مرتفعة وخاصة بين النساء
§ نسبة بطالة تزيد عن 36% خاصة بين خريجي الجامعات وحملة الشهادات
§ ظروف صحية ومتابعات طبية سيئة جدا
§ ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال
§ نسبة نمو وخصوبة طبيعية أكثر من 33% بسبب ولادات تزيد عن 50%
وغير ذلك كثير وهي نسب لا يختلف اثنان على خطورتها والتي تقودنا إلى السؤال الروح حول كيف سنواجه العولمة بهذه الحصيلة الثقيلة من العجز التجاري والتبعية الاقتصادية وتدني المستوى الثقافي والاجتماعي ، فالجزائر اليوم مدعوة لتطوير اقتصادها ودعمه بالميكانيزمات التي تتلاءم مع طبيعة المرحلة ومتطلبات السوق وإعادة التكتل المغاربي إلى مسرح السوق خاصة أنه في دراسة للأمم المتحدة صادرة سنة 2000 تم التأكيد على أن أي تجمع بشري في العالم يقل عدد سكانه عن 300 مليون نسمة لن يكون له أي تأثير على مستوى الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية بل سيكون مع قدوم القرن القادم مهددا بالانهيار أو الزوال أو التلاشي والذوبان في المجتمعات الأخرى ، فقضية أحداث سوق عربية مشتركة صار أكثر من ضروري في وقت أصبح العالم يتجه بأكمله إلى التكتل الاقتصادي والسياسي ، في وقت لا تتجاوز فيه نسبة المبادلات التجارية بين الدول العربية 10% وبين دول المغرب العربي 1% ، ولم يعد يخفى أن العولمة تقوم إلى كل العناصر التي تفتقر إليها الدول العربية كالمنافسة الاقتصادية بين القوى العظمى والابتكار التكنولوجي وعولمة السلع والأسواق هي بحق تمثل حقبة التحول الرأسمالي للبشرية جمعاء ..
والجزائر بحكم موقعها السياسي والجغرافي خاصة أنها من دول الجنوب فستخضع هي الأخرى لتأثيرات العولمة وآليات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ، وبسبب الانتقال إلى مرحلة الخوصصة والاقتصاد الحر بعد سنوات طويلة من الاشتراكية وقعت الجزائر في العديد من المشكلات الاقتصادية والسياسية أدت حتى إلى اختلاط المفاهيم ،في وضع ينذر بالخطر مواجهة تحديات مجهولة العواقب .


طالبي عبد الكريم
تمنياتي بالتوفيق












  رد مع اقتباس
قديم Feb-11-2008, 01:25 PM   المشاركة41
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

العرب.. وفجوة المعرفة.. مأزق العقل العربي المتخصص :
نحن نواجه عصرًا جديدًا بعقلية غاية في القدم. هذا هوالمأزق الذي نجد فيه أنفسنا كعرب ونحن نواجه متطلبات العصر الحديث. هناك فجوةمعرفية تزداد هوتها كل يوم وتهدد بعزلنا على الجانب الآخر من التاريخ حيث لا يوجدمقاعد للمهمشين في هذا العالم.
تشمل هذه الفجوة كل مناحي الحياة المعاصرة من اقتصاد إلى سياسة وصناعةوإعلام وإبداع. وتبدأ (العربي) في هذا العدد بإلقاء الضوء من خلال سلسلة منالمقالات يكتبها المتخصصون في كل جانب من هذه القضية الخطيرة التي تهم المستقبلالعربي, وتأمل أن تفتح من خلالها بابًا واسعًا للنقاش وتبادل الآراء.
إن كان عصر النهضة الصناعية قد تطلب عقلاً جديدا فإن عصر تكنولوجياالمعلوماتومجتمعالمعرفةيحتاج - بالقياس - إلى عقد مغاير تمامًا لعقل ما قبل النقلةالمعلوماتية, لا يمكن من دونه تلبية مطالب هذا العصر والصمود أمام سيل التحدياتالجسام التي يموج بها ذلك المجتمع. لقد أصبح العقل شاغل الجميع بعد أن بات مصيرالأفراد والجماعات والأمم والشعوب رهنًا بنتاج العقول, وقدرة أصحابها على مواجهةالقوى المجتمعية المسيطرة, التي أصبحت في ظلها سلطة العلم في يد من يملك السلطة, إلى حد كادت تتطابق فيه إرادة المعرفة مع إرادة القوة.
وإن كان كل عصر جديد يعني علمًا جديدًا, فهناك دلائل عديدة تشير إلىأن عصر تكنولوجيا المعلومات سوف يشطر مسار تطور العلم إلى شطرين: ما قبل عصرالمعلومات وما بعده. لقد أطاحت هذه التكنولوجيا الساحقة بكثير من الأسس التي قامتعليها الصروح العلمية والفلسفية, وأعملت معول الهدم في الحواجز التي أدت فيما مضىإلى تشرذم النسق الشامل للمعرفة الإنسانية, وأحالت خريطتها إلى جزر علمية منعزلةوفصائل معرفية متفرقة ومتباينة, وهو الوضع الذي أدى - بدوره - إلى أن نظل نجهلالكثير من عقولنا وأجسادنا وحواسنا, ونشأتنا وتطورنا ولغاتنا, وكوننا وبيئتنا وبنيةمجتمعاتنا, ومتاهة العلاقات التي تربط بين الكائنات والكيانات والأحداث والمفاهيم.
لقد أوضح المتغير المعلوماتي مدى عجز عقل إنسان اليوم عن التصديللتعقد الشديد الذي أصبح السمة الغالبة لمعظم الظواهر الطبيعية والاجتماعيةوالنفسية والفكرية, حتى جاز للبعض أن يطلق على قرننا الحالي (قرن التعقد). وقناعةالكثيرين أن إنسان العصر لم تعد لديه رفاهية الوقت لكي يترك تطور عقله لصدفةالاحتمالات وعشوائية الطفرات, بل لا بد أن يوجه مسار هذا التطور بإرادة واعية تدرك - بوضوح - الصلة الوثيقة بين كيف يصنع العقل المعرفة وكيف تصنعه المعرفة. إن العقليواجه في أيامنا تحديًا مزدوجًا ينطوي على تناقض جوهري حيث عليه - نتيجة الديناميةالحادة التي يتسم بها المجتمع الحديث - أن يستجيب بسرعة لهادر المتغيرات في مسارتقلباتها الوعر, في الوقت ذاته الذي عليه أن يدرك الآثار طويلة الأمد التي تنجم عنتراكم هذه المتغيرات وتفاعلها. لقد ولى إلى الأبد عصر البساطة, وبات بقاء الإنسانمرتبطًا بقدرته على فرض نوع من النظام على فوضى عارمة صنعتها يداه, وما أفسدته يداهلا بد لعقله أن يصلحه.
إن كان هذا هو الحال بالنسبة للعقل عمومًا, بما في ذلك المجتمعاتالمتقدمة, فيمكن للمرء أن يتصور شدة الأزمة المضاعفة التي يمر بها العقل العربياليوم, أزمة تخلفه عن هذا العقل العام الذي يعاني هو نفسه أزمة تخلفه عن مطالبعصره, ولن يتأتى لنا رأب ما يطلق عليه (الفجوة الرقمية) التي تفصل بين عالمناالعربي والعالم المتقدم وتعوقه عن اللحاقبمجتمعالمعرفة, إلا برأب فجوة العقل صانعالمعرفة وصنيعتها, وهو الأمر الذي يتطلب - أول ما يتطلب - مراجعة شاملة لخطاب نقدالعقل العربي الذي بات أسير مجموعة من المقولات التي لا يمل البعض تكرارها من قبيلثنائيات الأصالة والمعاصرة والمحلي والعولمي, والديني والعلماني. إن هذا الخطابالتقليدي لتناول إشكالية العقل العربي يغفل - بشدة - عن النقلات النوعية الحادةالتي طرأت نتيجة المتغير المعلوماتي على جميع جوانب منظومة اكتساب المعرفةوفلسفتها, ولا يدرك - في الغالب - كم الفرص العديدة التي تتيحها التوجهات الحديثةلعلم عصر المعلومات في توصيف كثير من إشكاليات الماضي وتوفير مناهل مستجدة لحلها, في الوقت نفسه الذي يطرح فيه هذا العصر إشكاليات غير مسبوقة باتت تحظى - في رأيالكاتب - بأولوية أعلى من تلك القضايا التي انشغل بها خطاب نقد العقل العربي فيماسبق, وهو الخطاب الذي يمكن اعتباره - في مجمله - امتدادًا لذلك المصاحب للنهضةالعربية في بداية القرن الماضي.
إننا نواجه عصرًا جديدًا تمامًا بعقل قديم غاية في القدم, نواجه مجتمعالمعلومات بعقل ما قبل عصر المعلومات, ولا نغالي إن قلنا بعقل ما قبل عصر الصناعة, أو عصر ما قبل النهضة كما خلص البعض, عقل ترهل وتشوهت رؤاه وتهرأت عدته المعرفية, فراح يجتر مقولاته القديمة ويردد مقولات غيره, وما أندر ما يستوعبها, والموقف ماعاد يتحمل المهادنة, وهو يتطلب أقصى درجات الصراحة وشجاعة المواجهة, لذا, فقد رأيناتوطئة لاقتراحنا في تجديد خطاب نقد العقل العربي المتخصص أن نرسم بفرشاة عريضة صورةللعقل العربي تبرز سماته الغالبة, ولابد أن نؤكد بصددها أننا لا نصدر هنا أحكامًامن عندنا, بل نسرد آراء وردت في أطروحات سابقة نعيد صياغتها بصورة مكثفة من منظورعصر المعلومات من جانب, وبما يتسق مع ما نرمي إليه في تناول العقل المتخصص من جانبآخر.
نقد العقل العربي
لقد وجه نقد شديد للعقل العربي من قبل كثير من المستشرقين, وقلة منالمفكرين العرب ولأسباب باتت شائعة تشوب نزاهة الفكر الاستشراقي في هذا الصدد سيكونتركيزنا هنا على الفئة الثانية التي تلخصت آراؤها في أن العقل العربي:
- عقل خامد خفت لديه هذا الصوت الداخلي الذي يهديه إلى الصواب وغابعنه ذلك الهاتف الخارجي الذي يستحثه على البحث عنه. عقل توقفت آلات إنتاجه وقدأصابه العقم فلم يعد ينجب فلاسفة كبارًا أو صغارًا, وما أندر علماءه ومبدعيه, وقدغاب عن أروقتنا المعرفية الطليعيون والمبادرون وخصوم الخرافة لتخلو الساحةللانتهازيين وأشباه العلميين والغوغائيين, ويصبح للخرافة, على اختلاف أطيافها, سدنتها ومنابرها وحلفاؤها داخل المؤسسات الإعلامية والتربوية بل الأكاديميةوالثقافية أيضًا.
- عقل مستسلم يرزح منذ زمن تحت نير التبعية بجميع صنوفها: فكريةوعلمية وتكنولوجية وتعليمية وإعلامية وإبداعية, وقد استكان في ظل هذه التبعية فراحيستجدي الاستنارة في عتمة السير في ظل عقول غيره, والموقف السائد للعقلانية العربية - كما خلص برهان غليون - هو (أن العلم موجود, إنه قائم هناك وجاهز متطور وليس عليناإلا أن نأتي به, أن ندخله عندنا, أن نفتح له المجال ونرعاه), وما إن يظهر تيار فكريأو إبداعي جديد, أو نظرية علمية جديدة, حتى نشرع في البحث عن وسيط معرفي ننقل عنهوما أكثر ما نقلنا عن ناقلين, أو نعلن المقاطعة المعرفية مع ما يتعذر علينااستيعابه, أو ما نتصور تعارضه مع ثوابتنا, وما أكثر ما حادت بنا تصوراتنا عن جادةالصواب, وهكذا أصبحنا نستورد رؤانا واستراتيجياتنا ومناهج تعليمنا وبرامج إعلامناوحلول مشكلاتنا وتوصيف إشكالياتنا.
- عقل مراهق يحاول أن ينسخ عقلاً نما في عالم أصغر وأبسط كثيرًا منعالمنا, يتوهم قدرته على أن يناطح بسيوفه الخشبية صروحًا فلسفية وعلمية راسخة, وأنيستبدل بها صروحًا يقيمها على كم هزيل هش من مقولات مبتسرة تم انتقاؤها من تراث لميستوعبه منتزعًا إياها من سياقها التاريخي والمجتمعي.
- عقل ثابت أزلي موهوم, ذو ماهية ثابتة دائمة غير قابلة للتعديلوالتطوير, وللعرب ماهية عقلية نهائية تحكم تفكيرهم وسلوكهم وتلاحقهم عبر المكانوالزمان. عقل ينتج معايير ويعمل وفقًا لمعايير ويصدر أحكامًا, هذا ما خلص إليهالجابري, والعقل العربي في ذلك يكاد يشبه العقل الأوربي في العصور الوسطى, وكشواهدمن عندنا تأييدًا له, نزعم - على سبيل المثال - أن تنظيرنا اللغوي, في ظل ما يعرفبـ (ديكتاتورية النحاة), مازال تشريعيًا, وجل تحليلاتنا الفكرية في غياب النزعةالنقدية مازال تقريريًا.
- عقل ينزع دائمًا نحو الموجب والقاطع والمحدد والمحكم, ينحاز إلىالثابت على حساب المتغير, والسائد على حساب المتجدد, يلح على الإجماع, وينفر منالاختلاف والتنوع, عقل يمتهن السالب, ويفزع من اللايقين, لا يستأنس المشوش وغيرالدقيق, وغير المكتمل, ولا يستوعب اللامحدود واللانهائي ولا يستسيغ أن يكون للفوضىعلمها وللتعقد نظرياته وللغموض سحره.
- عقل لم يدرك بعد - كما أورد عبدالله العروي - (أن العلم قد انفصل عنالحقيقة المطلقة لتحل محلها الحقيقة الموضوعية اللايقينية المرتبطة بالاحتمالوالترجيح) وهو بذلك يضفي على المعرفة العلمية صفة الحقيقة المطلقة المنزلة جاعلاًمن العلم معرفة لاهوتية مقدسة كما يقول برهان غليون, وهو ما يتعارض مع كون المعرفةليست واقعة نهائية, وهي عرضة - دومًا - للخطأ, ولا يكتسب العلم جدارته العلمية إلامن خلال قابليته للتنفيذ, إلى حد أصبحت معه رحلة تطور العلم هي نفسها رحلة أخطائه, وما أروعه من تعليق ساخر ذلك الذي يوجز ما أسلفناه بقوله في نقد إحدى النظريات: إنها نظرية تافهة والأدهى من ذلك أنها ليست خاطئة!!
- عقل أسير تخصصه ينأى عن تداخل المجالات المعرفية وتعددها, يشكو منانفصام حاد بين علوم الطبيعيات وعلوم الإنسانيات, ناهيك عن انفصال هذه المعرفةالعلمية بشقيها عن المعرفة الكامنة وراء الفنون. إنه عقل غير مدرب على التوجهالمنظومي, ويقصد به ذلك التوجه الذي يحلل (الكلي) من الظواهر والمنظمات والآليات, وما شابه, إلى أجزائه الرئيسية ومجموعة العلاقات المحورية التي تربط بين هذهالأجزاء والتي يتوقف عليها أداء النظام الكلي, وكيف يستجيب النظام للمدخلات المغذاةإليه, وكمثال على ذلك تتكون منظومة اللغة من منظومات فرعية عدة: الصوتيات والصرفوالنحو والمعجم والدلالة وشبكة العلاقات الكثيفة التي تربط ما بين هذه الفروعالمختلفة.
لا منظومية الفكر العربي
والشواهد على (لامنظومية) الفكر العربي عديدة وطاغية, فعقلناالتكنولوجي كمثال ينشغل بالأمور الفنية دون سواها ليجنب نفسه مغبة الوقوع في متاهاتالأبعاد الاجتماعية والثقافية للتنمية التكنولوجية, بصفتها عملية تنموية ثقافية فيالمقام الأول, وعقلنا التربوي يحصر نفسه في تعريف ضيق لمفهوم التعليم تحاشيًا للخوضفي معضلة (التعلم) على اتساعه كما تطرحه تربية عصر المعلومات التي تتبنى (مفهومالتعلم مدى الحياة وعلى اتساعها), ومن ثم فهو - أي التعلم - مسئولية المجتمع ككل لاالمؤسسات التربوية فحسب, بكل ما ينطوي عليه ذلك من إشكاليات اجتماعية واقتصاديةوثقافية, وكمثال آخر وأخير لـ (لا منظومية) عقلانيتنا نضيف هنا عقلنا الاقتصادي, ذلك العقل المعصوب العينين, وقد اختلطت عليه الدوائر في دوامة مؤشراته وقوائمموازناته التي طمست الأبعاد الثقافية للتقدم الاقتصادي حيث لا تأخذ في الحسبان إلاالعناصر المحسوسة من بنود العائد المباشر والكلفة المباشرة, وخير شاهد على ذلك فيمايخص إغفال الكلفة غير المباشرة ما يحدث في قطاع السياحة حيث كثيرًا ما يؤدي النشاطالسياحي إلى تدمير البيئة الطبيعية والعبث بقيم الجماعات المحلية كما يحدث في كثيرمن القرى السياحية, أما فيما يخص إغفال العائد غير المباشر فمثاله البارز هو عدمإعطاء الأولوية الواجبة للتنمية البشرية بصفتها استثمارًا طويل الأجل.
- عقل لا علاقي, فالعقل العربي يوصف - عادة - بكونه عقل ماهيات لا عقلعلاقات, والنزعة اللاعلاقية - والتي هي نتيجة منطقية للامنظومية - من السماتالبارزة للاعقلانيتنا تتبدى على المستويات المختلفة لنظمنا المعرفية من أعلاها إلىأدناها.
- عقل ورطته السياسة في جدل عقيم فجاء خطابه صدى لخطاب سياسي متأزم, يفتقد الإبداع والخيال الاجتماعي, مما أوقعه في فخ الضحالة أحيانًا, والتوفيقية إلىحد المقايضة أحيانًا أخرى.
- وأخيرًا وليس آخرًا, عقل منفصل عن واقعه, يرى الواقع احتمالاً, يحاول أن يخضع الواقع لمفاهيمه لا أن يخضع هذه المفاهيم لحقائق هذا الواقع, أوبتعبير عبدالله العروي: إخضاع الفعل للقول, أو إخضاع العقل الواقعي لعقل نظري مطلق, ومن ثم فهو سابق على كل عقل.
فجوة العقل
انشغلت نخبة من رواد الفكر لدينا بإشكالية العقل العربي وعلى رأسهمعابد الجابري وعبدالله العروي وبرهان غليون ومحمد أركون ومحمود أمين العالم وحسنحنفي, وكانت النية في البداية أن يكون تناولنا لأزمة العقل العربي المتخصص امتدادًاوتفصيلا ومرحلة تابعة لمشروعهم الفكري الجاد الذي اتسم خطابه بالأصالة والعمق, إلاأن الاختلاف فرض نفسه علينا, ولا مناص من أن نخط لتناول فجوة العقل العربي المتخصصنهجًا مغايرًا وذلك نظرًا لاختلاف المنطلقات والغايات ولكوننا نطرحه في إطار تجربةحضارية خاصة غاية في الخصوصية, ونقصد بها ذلك التحول المجتمعي الشامل المتمثل فيسلسلة النقلات النوعية التي أحدثها المتغير المعلوماتي, سواء من حيث نوعيةالإشكاليات التي أفرزها, أو طبيعة الآليات والوسائل التي أتاحها لمواجهة هذهالإشكاليات, ومع ذلك وبالرغم من هذا الاختلاف, لا يمكن لنا إلا أن نقر بأن مشروعناالحالي هو صدى لسابقه, وربما يراه البعض تحركًا في إطاره صوب (المايكرو) انطلاقًامن (الماكرو).
وقد قمنا بصياغة مواضع الاختلاف الرئيسية بين النقد المنشود للعقلالعربي المتخصص ونقد العقل العربي كما ورد في خطاب أولئك الرواد في قائمة التحولاتالإبستيمولوجية التالية:
- من العقل العام إلى العقل المتخصص.
- من الباراديم الفيزيائي إلى الباراديم البيولوجي.
- من التاريخ اللاتزامني (الدياكرونيك) إلى الراهن التزامني (السينكرونيك).
- من عدم التجانس إلى التجانس الإبستيمولوجي.
وسنتناول فيما يلي كلا من هذه التحولات بإيجاز.
(أ) من العقل العام إلى العقل المتخصص: في خطاب تناول إشكالية العقلالعربي, انصب التركيز على العقل العام, عقل النخبة الصانع للعقول, أو العقلالمكوِّن على حد تعبير الجابري, وقد فرضت عليه عموميته أن يتمحور حول العقل الثقافيلا العلمي, وهو محور مشروعنا الراهن الذي يتخذ من العقل المتخصص نقطة انطلاقهالأساسية, وقد تم تحديد فئات العقل المتخصص بالقائمة التالية التي سيتولى الحديث عنكل منها أحد الثقات في مجال تخصصه:
  • فجوة العقل الفلسفي, والاجتماعي, والثقافي, والمعلوماتي, والتربوي, والاقتصادي, والسياسي, والتكنولوجي, والإبداعي, والتراثي, واللغوي, والإعلامي, والتاريخي, والنفسي, والصحي, والإداري.
من خلال هذه الدراسة الجماعية لقائمة فجوات العقل هذه, نأمل أن تتضحلنا قواسمها المشتركة مما يؤصل الحديث عما فوقها من عقول أكثر عمومية, ويتيحللمتخصصين أن يضعوا أيديهم على أوجه قصور عقلهم المتخصص من خلال مضاهاته بعقولالتخصص الأخرى.
وتبرز أهمية تناول أزمة العقل العربي المتخصص ما إن نتمثلها من منظورالعلوم البينية والمتعددة التخصصات, التي تتعاظم أهميتها كمطلب أساسي لمواجهة ظواهرالتعقد العديدة التي يزخر بها المجتمع الإنساني المعاصر, فمعظم إشكاليات هذاالمجتمع لا يمكن تناولها إلا من خلال تكتل معرفي تساهم فيه مجموعة من التخصصاتفإشكالية البنية على سبيل المثال تتطلب تكتلاً معرفيًا ما بين الاجتماعي والتربويوالجغرافي والاقتصادي. إن هذا التداخل والتعدد المعرفي يتطلب إقامة جسور معرفيةومنهجية بين الفروع العلمية المختلفة, ولن يتأتى ذلك في حالتنا إلا بأن نرقىبعقولنا المتخصصة إلى مستوى يسمح لها بالحوار على أرضية من عدة معرفية راسخة وتجانسمنهجي أصيل. يقول آخر إن عقولنا المتخصصة تعاني, في وضعها الراهن, الهشاشة والوهنبدرجة لا تسمح باتخاذها قواعد ترتكز عليها جسور التواصل المعرفي والمنهجي المطلوب, وأملنا أن تساهم الدراسة الجماعية المستهدفة لنقد العقل العربي المتخصص في الإسراعمن تأهله لاقتحام عالم العلوم البينية والتعددية.
(ب) من الباراديم الفيزيائي إلى الباراديم البيولوجي: كما كانللبيولوجيا على يد (داروين) ونظريته عن التطور والانتخاب الطبيعي, أثرها العميق فيالفكر الإنساني بصورة عامة, أحدثت البيولوجيا الجزيئية في نصف القرن الأخير ثورةعلمية تكنولوجية تفوق ما سبقها بكثير, وهي وليدة ذلك اللقاء المثير بين الرمزياللامادي, المتمثل في لغة الجينات والسرد الجينومي, والبيولوجي العضوي المادي, المتمثل في العمليات البيولوجية الكيميائية التي تحدث داخل الخلية وتعمل تحت سيطرةالشق الرمزي الكامن في نواتها, وبالرغم من ضخامة هذا الإنجاز العلمي المذهل فإنأخطر جوانبه - في رأي الكاتب - هو ما سيحدثه هذا اللقاء الرمزي - البيولوجي علىمستوى مناهج العلم وفلسفته وأنهج الفكر الإنساني بصورة شاملة, حيث انبثق منه مايمكن أن يطلق عليه (الباراديم البيولوجي) بديلا عن (الباراديم الفيزيائي), أيالقائم على الفيزياء, الذي ساد خطاب فلسفة العلم ومناهجه حتى وقت قريب.
في إطار الباراديم الفيزيائي تسير جميع أمور الكون من أقصىالماكروكوزم إلى أدنى الميكروكوزم وفقًا لقوانين يمكن للعلم أن يستنتجها, رؤيةفوقية تسلط من أعلى لتكشف لنا عن مكنون المتداخل والمتفاعل, والمركب والمتجانس, والعميق والدقيق, وقد استسلم الفكر الإنساني لسطوة هذه القوانين الهابطة عليه منأعلى, سواء في مناهجه العلمية او تنظيماته الاجتماعية, وقد ظل يسير على درب هذاالنهج الفوقي إلى أن اصطدم بالعديد من الظواهر الطبيعية والاجتماعية التي لا تخضعلنموذج السيطرة, أو التحرك, من أعلى. على العكس من ذلك يقوم الباراديم البيولوجيعلى فكرة (البناء من أسفل) بما يمكننا من كشف السر وراء قدرة الطبيعة والنظم علىتوليد أشياء غاية في التعقيد يعجز أي مخطط فوقي عن أن يدانيها مهما بلغت عظمته, فكيف استطاعت البيولوجيا أن تولد هذه الكائنات الحية الرائعة من بدايات بيولوجيةمتواضعة للغاية, وكيف أمكن للفكر الإنساني أن يقيم كل هذه الحضارات والثقافات منبدايات بدائية للغاية للتواصل البشري.

طالبي عبد الكريم بالتوفيق للجميع












  رد مع اقتباس
قديم Feb-11-2008, 01:28 PM   المشاركة42
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

التشفير:

1) تشـفـيــر رسائل البريد الإلكتروني Encryption
التشفير وسيلة لأستبدال رسالة او أي مستند حيث لايمكن معرفة محتوياتها وذلك بالترميز وهو عملية تحويل النص المبسط او المستند الواضح الي رموز ، وترميز المحتويات هو نظام اظهار البيانات بواسطة سلسة محددة سابقا من الحروف والأرقام والرموز والكلمات والإشارات والهدف هو منع فهم واستخدام البيانات من قبل الأشخاص الذين لايملكون وسائل فك الترميز ، وفقط الأشخاص المزودين بوسائل تشفير الملف يمكنهم الإطلاع عليه.
كيفية تشفير البيانات
بشكل عملي التشفير هو عملية استبدال للقيم والعناصر المحددة في رسالة او اية بيانات اخرى وتتم هذة العملية على مستوى الحروف فمثلا يستبدل حرف r بالحرف m والرقم 9 بالرقم 3 والأمثلة السابقة تنطبق على الملفات النصية والبيانات الثنائية 8bit حيث يتم ترميزها بأستخدام مزيج من الحروف والأرقام .
إن ارسال البيانات المألوفة بواسطة المودم وخطوط الهاتف لاتتعامل مع حروف الـ 8bit كبيانات فالبيانات المنقوله عبر المودم تكون بتنسيق 7bit لأن معظم حروف 8bit التي تظهر في ملف ثنائي تستخدم كحروف واشارات تحكم من قبل المنافذ التسلسلية والمودم والبرامج المتعلقة بارسال البيانات. لذلك عند تحويل ملف ثنائي ليتم التعامل معه كملف 7bit او كملف ASCII تستبدل حروف 8bit بالحروف 7bit حيث تستند نماذج الأستبدال على التنسيق MIME, UUENCODE لذلك لاتوجد مشكلة في فك الترميز عند استلام البيانات المرسلة.
وكمثال على ذلك فأننا كثيرا ما نستلم رسائل بريدية من مصدر مجهول وعند محاولة قرائتها نجد بأن هناك حروفا وطلاسم لايمكن لنا ان نقراها ويعود ذلك في اغلب الأحيان أي أن تلك الرسالة قد ارسلت الينا عن طريق الخطأ وهي مشفرة .
كيفية فك التشفير
ان عملية فك التشفير Decryption,Uncryption هي اعادة اظهار البيانات من رسالة مشفرة مستندة على رمز وشيفرة معروفة حيث يتم فك التشفير باستخدام قائمة او جدول او مفتاح بشكل نظري حيث لايمكن قراءة البيانات المشفرة بدون المفتاح الذي يستخدم كدليل او مرجع لكل الإستبدالات التي قمنا بها عند فك التشفير.
إن عمليتي التشفير Encryption وفك التشفير Decryption هما في سهولة قراءة هذة الإسطر ولاتستند على برمجية معقدة وكل ما هو مطلوب من المستخدم كتابة رسالته البريدية وارفاق المفتاح العام بها حيث تعتمد عملية التشفير الحديثة هذة على المفتاح العام الذي سيتقبله الطرف الأخر وهو عبارة عن رمز يخدم كدليل للتشفير الذي قام به الراسل من خلال المفتاح الخاص الذي استخدمه لتشفير الرسالة . بصيغة اخرى فأن المستقبل او المرسل اليه هو المخول الوحيد لقراءة الرسالة المشفرة لأنه القادر على فك تشفيرها من خلال المفتاح العام المرفق بها وعبر فتحها بالمفتاح الخاص الذي يكون ضمن برنامج التشفير المحمل بجهازه.
يمكن الحصول على نسخة من برنامج تشفير رسائل البريد الإلكتروني الشهير باسسم Pretty GoodPrivacy PGP من موقع Aims.net على الرابطة http://aims.cjb.net وهو تطبيق يجب ان يحمل في كلا الجهازين الخاصين بالمرسل والمرسل اليه حيث يتم تبادل الرسائل البريدية المشفرة وفك تشفيرها عبر المفاتيح الخاصة والعامة والتطبيق في سهولته لايتجاوز صعوبه كتابة وارسال رسائل البريد الإلكتروني ذاتها ويمكن ارسالها مشفرة او خالية من التشفير.
2) التخلص من الملفات المحذوفة
إذا كنت لاتستخدم الكمبيوتر كثيرا ولاتقوم بأنشاء وحفظ عدد كبير من الملفات فإن بقايا ملفاتك المحذوفة او قطع منها ستبقى في القرص الصلب لمدة طويلة وحتى لو عملت على الكمبيوتر يوميا فسيتم استعادة بعض او اجزاء منها بل وحتى الملفات المحذوفة يمكن ايجادها وعرضها واستعادتها وهي ثغرة امنية بجهازك عليك سدها فورا.
لماذا لاتزول الملفات المحذوفة
ان عملية حذف الملفات من القرص الصلب لاتحذف فعليا وبدلا من ذلك فان بيانات ومعلومات الملف يتم ازالتها من فهرس المسار وتصبح القطاعات المشغولة من قبل ذلك الملف متوفرة للأستخدام كما يراها النظام وبشكل عرضي يتم كتابة بيانات الملفات الجديدة على هذة القطاعات فوق البيانات القديمة التي لايتم ازالتها او مسحها ولذلك فهناك قطاعات تحمل بيانات الملف المحذوف دون وجود معلومات على فهرس المسار لأماكن وجودها وبذلك لاتزول الملفات المحذوفة واظهارها وحتى استرجاعها كملف يمكن كملف يمكن للكمبيوتر والتطبيقات قرراءته وهذا ينطبق على القرص الثلب والمرن وحتى اقراص الـ Zip والسيدي رايتر.
هناك ثلاثة ادوات جيدة تقوم بحذف الملفات من القطاعات حذفا لايمكن باي حال من الأحوال استعادتها بعد ذلك وقد وضعت هذة الأدوات بموقع Aims.net لتنزيلها مباشرة وهي على التوالي :
NortonUtilities 2000
WindowsWasher
Remove-It
3) ماهي المجازفة عند مشاركة الملفات
تسمع كثيرا من المستشارين والأصدقاء ان لاتبقى خاصيتي المشاركة في الملفات والمشاركة في الطباعة نشطتين بقائمة الإعدادات في ابداء لأن الكل قد حذرك من استغلال هذة الثغرة في اختراق جهازك عبر الإنترنت ... فكيف يتم ذلك ؟؟
ان الشبكات المحلية او الشبكات المنزلية تحتاج الي التشارك في تبدال التطبيقات والملفات فيما بينها فثلا طقم مايكروسوفت اوفيس يحمل على جهاز كمبيوتر منزلي واحد ثم ترسل الملفات الخاصة بتشغيلة على بقية الأجهزة المشتركة ليعمل كأنه محمل عليها جميعا وكذلك الحال في مشاركة الطباعة فعدة كمبيوترات مرتبطة بشبكة منزلية تتشارك جميعها في طابعة واحدة فقط من هنا توفرت خدمة المشاركة في الملفات والطباعة على انظمة ويندوز المختلفة.
حين يقوم المخترق بعملية المسح الشامل Port Scanning فأنه يبحث عن امرين مهمين بالنسبة له في اجهزة الضحايا ، البوابات المفتوحة Ports و ترميز التشارك في الملفات والطباعة على اجهزة الأخرين ، الأمر الأول يتسغله المخترق في الإستعلام عن حقيقتين مهمتين بالنسبة له ، وجود بوابة مفتوحة ، ووجود برنامج خادم Server تجسسي من فئة احصنة طروادة على جهاز الضحية . اما الأامر الثاني فأنه يفيده في الحصول على كلمة او كلمات السر الخاصة بالضحية ... كيف ؟؟؟
حينما ننشط خاصيتي التشارك في الملفات والطباعة نفتح بذلك طريق جديد بيننا وبين الأجهزة الأخرى المشتركة معنا على نفس الشبكة المنزلية او المحلية ، وحينما نتصل بالأنترنت مع الإبقاء على تنشيط هاتين الخاصتين (ودون استخدام تطبيقات تقوم بمراقبتها كما سيتم شرحة لاحقا) فأن الدعوة لكل من يتصلون بالأنترنت توجة للدخول الي اجهزتنا عبر منفذي التشارك إلا أن دخولهم هنا لايسمح لهم بالأختراق المباشر كمايتم عند زراعة ملفات التجسس بالأجهزة ولكنه يسمح لهم بكشف كلمات السر المخزنه في قائمة الـ PWL وهذا النوع لايقل في خطورته عن عملية الإختراق باستخدام زراعة احصنة طروادة لأن كلمات السر الخاصة بمزود خدمة الإنترنت وبحماية الجهاز من التشغيل وبالملفات المشفرة المخزنه على الجهاز تخزن جميعها في قائمة الـ PWL بالويندوز وكشفها من خلال تنشيط التشارك بالملفات والطباعة كسهولة قرائتك لهذة الأسطر الأن .
لسد ثغرة التشارك في الملفات والطباعة مع ابقائهما نشطتين في حالة الشبكات المنزلية استخدم جدارا ناريا مزود بخاصية السد تلك مثل الـ Black Ice Defender او احذف كلمات السر من الـ PWL بواسطة برنامج 007WAPS الذي يمكنك تنزيلة من وموقع Aims.net ودائما تذكر ان لاتختار حفظ كلمة السر الخاصة بالمستخدم وقت الدخول للأنترنت.
4) ثغرة أمنية كبيرة اسمها الملفات المؤقته
إن ويندوز والتطبيقات الأخرى تقوم بحفظ المستندات بشكل متتالي خوفا من احتمال انهيار النظام وبعض التطبيقات تحفظ النصوص المحذوفة والمنقولة والمنسوخة ضمن المستند وهذا النص يحفظ في ملفات القرص حتى لولم تقم بحفظ الملف الذي تعمل عليه ،إن الفكرة تبدو جيدة وعملية ولكن مسألة استغلالها من قبل الأخرين واردة وعلية فأن عملية ايجاد ومسح وحذف الملفات المؤقته بشكل يدوي خير من بقائها متكدسة ومعروضة في الظل ليخرجها المخترق ويتسغلها ضدك. إن المجلد الذي يحفظ هذة الملفات المؤقته يسمى temp وهو موجود في windowstemp ولكن احذر من ان تحذفه كله لأن الويندوز يستند عليه في حفظ الملفات المؤقته كما تم شرحة عاليا. افتح الدليل وابحث فيه عن الملفات التي تهمك فقط وهي عادة تكون بنهايات كالتالي : .doc, .temp,.htm; ونحو ذلك ، حدد الملفات التي ترغب بحذفها فقط ثم احذفها من سلة المهملات .
طالبي عبد الكريم













  رد مع اقتباس
قديم Feb-11-2008, 01:36 PM   المشاركة43
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الشباب والمعلوماتية
المعلوماتية، هي المعلومات بشكل عام وكيفية استخدامها عن طريق الوسائل الالكترونية مثل الكمبيوترباعتباره الوسيلة إلى الانترنيت وإلى المعلومة وتبادلها. أما المستوى الثاني من التعريف فهو نوعية البيانات والمعلومات وكيف نستطيع أن ننقل علم المعلوماتية إلى العالم العربي وخصوصا إلى جيل الشباب.
والقضية المهمة الآن هي في أوضاع ونظم تقنيات المعلومات في العالم العربي. ونظم المعلومات نظم تحليلية تهيئ إمكانيات واسعة للتوقع والتحليل والتخطيط والاستجابة المرنة والفعالة للتغيرات المحيطة ببيئة العمل مع توفير قواعد بيانات متجددة تدعم اتخاذ القرار. وتتمثل المظاهر العامة التي تعكس أوضاع نظم وتقنيات المعلومات في الأجهزة الحكومية العربية في: عدم التركيز على الاستخدام المطّرد للحاسبات الآلية في مجالات التخطيط والرقابة والتحليل الإحصائي واتخاذ القرار، وعدم تحديث البرامج المستخدمة لاستيعاب المزيد من المعلومات والأعمال والأرقام الكودية، واستخدام الحاسبات في الأعمال الهامشية مثل الطباعة وكشوفات المرتبات وتخزين الوثائق والمستندات القديمة، ونقص الثقافة المعلوماتية لدى المسؤولين بالأجهزة الحكومية، وانتشار ظاهرة إدخال تقنيات المعلومات كجزر معلومات مستقلة دون الربط بين الأنشطة والوحدات داخل الجهة الواحدة، وعدم التخطيط المسبق لدراسة الاحتياجات الفعلية والمستقبلية للجهات المختلفة قبل شراء أجهزة الحاسبات الآلية.
ولذلك فإن من الضروري تطوير الثقافة المعلوماتية لشاغلي الوظائف القيادية والإشرافية وتزويدهم بنوعين من الثقافة في التعامل مع نظم وتقنيات المعلومات: ثقافة الحاسبات التي تشمل فهم مصطلحات الحاسب مع القدرة على تشغيل واستخدام الحاسبات، وثقافة المعلومات التي تركز على كيفية استخدام المعلومات في معالجة المشاكل الإدارية وتبادلها مع الآخرين.
هنا تبدو بوضوح ضرورة تكوين رؤية تكنولوجية على مستوى الجهة الحكومية، وذلك بإعادة صياغة المفاهيم التقليدية للعاملين حول نظم وأساليب العمل لتكوين رؤية تكنولوجية جديدة تُعنى بربط تقنيات المعلومات بأهداف واحتياجات المستويات الإدارية المختلفة إضافة إلى ربط استخدامها بتغيير أسلوب تفكير الموظفين وتدريبهم على تبادل المعلومات. لكن الأزمة الحقيقية متمثلة في عدم وجود جهاز كمبيوتر في كل بيت عربي، حيث توجد هذه الأجهزة لدى نسبة قليلة جدا من الشريحة العربية التي تمتلك أجهزة الكمبيوتر في منازلها ولكن المعلوماتية ليست للنخبة وهي لا تنتشر عن طريقهم، وإنما عن طريق الشباب أو جماهير الشباب الذين يستطيعون ردم الفجوة المخفية والمعلنة بيننا وبين الغرب والشرق.
المطلوب هو تغيير عقلية الشعب وطي مرحلة وضع الكمبيوتر في المكاتب للزينة، وتكريس المعلوماتية عند كل الناس وليس النخب فقط. وإذا بدأنا الناحية التنويرية ودعمنا الاستثمار وأشركنا المجتمع المدني فيمكن في تصوري تكريس المعلوماتية في العالم العربي في كل بيئاته وليس فقط عند الأغنياء من دون الفقراء وليس فقط في مدارس النخب من المدارس الحكومية. وللأسف واقع المعلوماتية متراجع جدا في العالم العربي. ففي الأمم المتحدة يتحدثون عن ردم الفجوة بين الشمال والجنوب وعن ضرورةاستثمار الدول الغنية في الدول الفقيرة والتعاون في التعليم، ولكن المشكلة أنك مهما فعلت لردم الهوة بين الشمال والجنوب فإنها تزداد عمقاً. وحسب الإحصاءات الأخيرة فإن العالم العربي من الدول التي تردت فيها المعلوماتية، بينما الغرب يتقدم. ومن عام 99 إلى عام 2003 زادت الفجوة بين الشمال والجنوب إلى ضعفين، لأن الفجوة لا تردم من قبل الشمال للجنوب، ولكن من الجنوب للجنوب.
يبدو الحديث عن ثقافة خاصة بالشباب أمراً مستغرباً لأول وهلة، وربما موضع شك لدى المشتغلين في الفكر والتنظير الثقافي، لكنه ليس كذلك بالنسبة لعلم الاجتماع الثقافي، لاسيما في مرحلة العولمة وثورة الإعلام والمعلوماتية، والأمركة وانفتاح الفضاءات الثقافية المحلية أو القومية على عالم جديد من التفاعل أو التصادم أو الغزو الثقافي، لكنه عالم من التفاعل الثقافي بلا حدود.. وبدت المعرفة الإنسانية، لا تقتصر على خبرة الكبار والاسرة والمدرسة أوالجامعة أو المعتقد أو المؤسسات الدينية، وبدأت تتكون منذ الطفولة ثقافات متباعدة زمنياً، مثل ثقافة الطفل وثقافة الشباب، وثقافة المرأة.. الخ.
وعند تجاوز حدود عتبة التساؤل حول مصداقية مثل هذا الطرح، يصبح بدهياً قبول فكرة (ثقافة الشباب)، والحديث عن ثقافة إقليمية مثل الثقافة العربية الإسلامية أو ثقافة الشباب في (الشرق الأوسط)، وهي لم تعد حقيقة ثقافة مستقرة، تحمل هويتها القومية أو الحضارية، بل باتت تتعرض لتيارات ثقافية عديدة تخترقها أفقياً وعمودياً، وأخذت تتشكل جماعات ثقافية شبابية يشغلها اهتمام محدد، كالرياضة بأنواعها المختلفة أو الايديولوجيا والدين، أو الاهتمام بجانب فكري وسياسي، إضافة للانترنت والمعلوماتية، وثقافة الموسيقا الأمريكية والدراما، واللباس والطعام وثقافة الاستهلاك.. الخ.
عند هذه المفاصل دارت محاور الندوة الدولية الآنفة الذكر، إضافة للمسرح والسينما، لكن القراءة لم تحظ سوى باهتمام قليل، لا لأن القراءة لم تعد مجدية، كوسيلة تثقيف ملائمة، فهي لا تزال الوسيلة الفردية الأكثر متعة للمعرفة، لأية جماعة محلية أو عالمية، تجمعها ثقافة أفقية عامة أو عمودية (تخصصية)، وفي أمة مثل (أمة إقرأ؟!) يبدو وكأن هذه الأمة قد عزفت عن القراءة نسبياً، ومثل هذا العزوف عند الكبار قد يكون موضع تبرير، لكن أن تكون عند الشباب، فهي ظاهرة خطيرة من منظورصناعة المستقبل، وتحتاج للعناية والدرس لمعرفة أسباب هذا العزوف عن القراءة،والمشكلات التي تجعلها قليلة الأهمية.. ففي احصاءات حديثة تعود لتسعينيات هذا القرن، عن منظمة اليونسكو، تبين أن نسبة الأمية مرتفعة في الوطن العربي (أو الشرقالأوسط) وتزيد على 28% لدى البالغين. أما الأمية المعلوماتية، فلا تزال حتى اليوم تزيد على 98% من البالغين، لا يعرفون استخدام الحاسوب، كما تراجمع دور المسرح والسينما في الثقافة، وانخفض عدد رواد السينما من 250 مليوناً في عام 1970 إلى 85 مليوناً عام 1990م، رغم تضاعف عدد السكان في هذه الفترة وزيادة نسبة الملتحقين بالتعليم.
كما تراجعت صناعة الكتاب الورقي، فهي لا تتجاوز 29 عنواناً لكلمليون نسمة عام 1991م مقارنة مع 726 عنواناً في البلدان المتقدمة، وحتى قراءة الصحف والمجلات وجميع الوسائل الورقية انخفضت؛ إذ لم تتجاوز حصة الفرد من استهلاك المطبوعات، في البلاد العربية، أكثر من نصف كغ للفرد سنوياً، في حين تصل هذه الحصة إلى 5.17كغ للفرد في البلدان المتقدمة.. في سورية مثلاً تراجعت صناعة الكتاب التي راجت في السبعينيات، ولم تتجاوز عام 1993 ­ 598 عنواناً (وهو رقم كبير بالنسبة لسنوات أخرى)، لكنه ضئيل بالمقارنة مع بلدان حديثة التصنيع مثل ماليزيا التي تزيد في عدد السكان عن سورية بمقدار خمسة ملايين نسمة، لكن طبعت في العام ذاته3695 عنواناً. ولم يقتصر ذلك على هذه المؤشرات، بل إن الفجوة الرقمية لا تزال كبيرة كما عزف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية في مرحلة التسعينيات، مقارنة مع أوجمشاركتهم في الستينيات والسبعينيات، وانخفضت نسبة الممارسة الثقافية.
ولعل البطالة إحدى أسباب الاحباط عند الشباب، التي تصل في الوطن العربي إلى20%، وحوالي 65% من العاطلين عن العمل هم من الشباب.
وقد أجرينااستبياناً منظماً لمعرفة مشكلات القراءة عند الشباب، لعينة طبقية عنقودية تمثل نسبة5.7 بالألف من طلاب جامعة دمشق، بمختلف كلياتها وأقسامها العلمية والنظرية، وتبين أن 20% لا يقرؤون مطلقاً باستثناء مقرراتهم الدراسية، وهناك 20% أخرى تقرأ مراجع في ميدان اختصاصها فقط.. أما درجة القراءة عند القراء، فهناك 26% يقرؤون أقل من ساعة يومياً، ونحو 35% بين ساعة وساعتين، في حين نسبة لا تتجاوز2% يقرؤون ما يزيد على 4 ساعات يومياً، غالبيتهم يدرسون في كليات علمية، أما حول وسيلة القراءة المفضلة،فهناك 64% من القراء الذين يقرؤون الصحف، وإلى جانب ذلك فإن من يقرؤون الكتب لاتتجاوز نسبتهم 67% من العينة.
وحول مكان القراءة المفضل، عبر 64% أن المنزل له الأفضلية الأولى، في حين من يرتادون المكتبات العامة والمراكز الثقافية هم 31% فقط.
وحول مدى توفر مكتبة منزلية، أجاب 64% منهم أن لدى الأسرة مكتبة منزلية، وهذا يدفعنا للسؤال عن دور الأسرة في التشجيع على القراءة؟ فأجاب 33% منهم أن الأسرة لا تشجع على القراءة، مطلقاً، وجدير بالذكر أن آباء حوالي 35% من الطلاب ينتمون لفئات الموظفين الوسطى، و11% ضباط، و30% يعمل آباؤهم في التجارة والصناعة وحوالي 9% في الزراعة وباقي المهن15%... ولمعرفة دور معارض الكتب في الترويج للقراءة، تبين أن 63% من العينة يزورون معارض الكتاب ولا يتمكن سوى 54% منهم من شراء كتب، ونسبة تقل عن 17% لديهم مقدرة على شراء ما يزيد على 3 كتب في السنة، و 54% يشترون بمعدل كتاب إلى كتابين، أما دور القراءة في ثقافة الشباب، فقد تبين أن قراءة الموضوعات الأدبية والفنية تستهوي 33% من العينة، والقراءة لموضوعات سياسية أقل من 13%، وموضوعات تسلية متنوعة نحو 20% وتوجهنا بالسؤال: ماذا حققت لكم القراءة؟ فأجاب 68% من القراء أنها ساهمت في رفع مستواهم المعرفي، و50% اعتبروا أن الارتباط بين القراءة والثقافة ارتباط مباشر، وعبر 39% منهم أنها حققت لهم المتعة والفائدة ونحو 20% اعتقدوا أنها حققت لهم مكانة اجتماعية. ‏
كما قال 10% أنها جعلتهم أكثر احتراماً وقبولاً لدى الجنس الآخر، وحوالي 16% يشعرون أنهم أصبحوا أكثر تواضعاً، و 27% اعتبروا أن الارتباط إيجابي بين القراءة وتحقيق فرص نجاح أكبر في الحياة... جدير بالذكر أن كل مبحوث كان عليه اختيار أربعة خيارات لمعرفة أثر القراءة في ثقافته، أما الذين لا يقرؤون، فاعتبر 20% منهم أنه لا توجد أية أسباب وليس لديهم رغبة و20% يشعرون بالخجل أن يراهم الآخرون يقرؤون، و17% اعتبروا لا جدوى من القراءة، وهناك 21% يعانون من مشكلات صحية ونفسية لاتسمح لهم بالتركيز أثناء القراءة والباقون لهم أسباب أخرى.
قد لاتكون هذه النتائج دقيقة تماماً وتعبر عن علاقة ارتباط دقيقة بين الفرضيات التي وضعناها لمعرفة واقع القراءة ومشكلاتها لدى الشباب في جامعة دمشق.. لكن دعونا نعترف، بأن القراءة ليست بخير وقضية الثقافة والشباب لا تأخذ الاهتمام اللازم من الاسرة والمجتمع، وأنماط القيم تغيرت سلباً مع انتشار الإعلام الفضائي، والبرامج الدعائية التي تفسد الاذواق، وتشجع على التكيف السلبي مع نمط الحياة الاستهلاكي، في ظل غياب سياسة اعلامية مبنية على دراسات ترصد أثر الوسائط المتعددة على الأمن الثقافي وضياع الهوية... والثقافة هي آخر معقل في حياة أية أمة مهددة مثل الأمة العربية بالتفتت والذوبان.
إن نقص الكوادر المؤهلة والخوف من التغيير ونقص التمويل تعد من أهم تحديات التحول نحو المنظومة الرقمية، والدول العربية مطالبة بوضع خطط طموحة لإعادة هيكلة النظام الإداري بالمؤسسات والقطاعات الحكومية المعتمدة على إدخال أحدث التقنيات ومن ثم تقديم الخدمات إلكترونياً للجمهور من أجل الاندماج مع العالم الخارجي والتحول إلى عالم بلا أوراق.
إن المعرفة والعمليات الملحقة بها من توليد وتجميع وتنظيم ونشر واستثمار تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة جماعية على نطاق المجتمع، واستخدامها الاستخدام الموافق للسياسات الوطنية للعلوم والتقنية، وذلك يتطلب إيجاد مشروع وطني لتفعيل مكونات وآليات البيئات الإبداعية، لتعزيز جهود نشر ورفع مستوى الوعي التقني في المجتمع السعودي، ودعم التعاون المعرفي الفعال بين كافة الأطراف المشاركة في سوق العمل والجهات التعليمية والتدريبيةالمختلفة المشاركة في عملية تطوير وصناعة التقنية، وتوفير الشكل المطلوب من التوجيهالمثمر للجهود الجماعية في المجتمع، وتزويده بوسائل الدعم التقني اللازمة، من خلال المهام التالية:
- إنشاء نوادي "المبادرون" لتعميق ثقافة العمل الحر لدى فئات المجتمع منذ سن مبكرة من خلال الأسرة في المنزل والمدرسة، مروراً بالمعاهد والجامعات وانتهاء بالمصانع والمؤسسات.
وكذلك تطوير أصحاب المشروعات الصغيرة منخلال تصميم وتنفيذ برامج تأهيلية للشباب والناشئة.
- إيجاد رؤية متكاملة لتعزيز مفهوم العمل الحر لدى أفراد المجتمع، ووضع خطة عمل تفصيلية لتحويل خطط التنمية الوطنية إلى مشروع على المستوى الاجتماعي؛ لابتكار نماذج مشروعات جديدة وتنظيم تلك المشروعات.
- تعميم تجربة نوادي "رواد المستقبل"؛ لتعميق ثقافة العمل الحر لدى فئات المجتمع؛ لضمان ربط حلقاتها الأربع: المنازل والمدارس والمدن الترفيهية والجامعات والمعاهد والمؤسسات والمصانع بعضها ببعض.
- إيجاد مكاتب مراكز تنمية المنشآت في فروع الغرفة التجارية الصناعية بمدن المملكة، والتعاون مع المتخصصين في تلك المدن.
- مشاركة مراكز تنمية المنشآت في يوم التوظيف والمهنة بالجامعات والكليات والمعاهد والأندية العلمية.
- تطوير أصحاب المشروعات الصغيرة من خلال تصميم وتنفيذ مشروعات وبرامج وأنشطة جماعية وفردية تأهيلية للشباب والناشئة، تتناسب مع السمات المختلفة لدى المبادرين.
- دعوة أصحاب رؤوس الأموال إلى المشاركة والاستثمار في نموذج نوادي المستقبل لقطاعات التدريب ومجالات الترفيه التعليمي والوسائل التعليمية والسياحة البيئة والعلمية وكذلك الإعلام العلمي. من شأن هذا الاستثمار التمهيد لصناعة المبادرين والرواد.
- القيام بالدراسات ووضع الخطط وتقديم الاستشارات لنشر الوعي التقني والمعلوماتي وإيجاد البيئات الإبداعية في المجتمع.
- القيام بحملات وطنية لتوعية المجتمع بأهمية المعرفة التقنية ودورها في بناء الاقتصاد الوطني، وزرع المفاهيم والمبادئ الأساسية لإيجاد البيئات الإبداعية.
- ترسيخ آليات وأساليب متنوعة لبث روح البحث والتطوير وتنمية الابتكارات ودعم الاختراعات لدى كافة أفراد المجتمع، وخصوصاً المبادرين والطلبة.
- تشجيع الاستثمار في الترفيه التعليمي وإيجاد البيئات الإبداعية كالمتاحف والمدن والمراكز التعليمية ومراكز التدريب التقني وتشجيع الترجمة ونشر المطبوعات في مجالات التقنية.
- تشجيع إنشاء تجمعات ومراكز تطوير الابتكارات وحاضنات التقنية لاحتضان التقنية المبادرين في بيئات علماء المستقبل.
- إتاحة المعلومات التقنية للجميع عن طريق تشجيع كل مركز وهيئة تقنية على إنشاء جناح صغير كمركز بحث في مجالها التقني.
- تكثيف التبادل بين المشروعات المختلفة عن طريق الجمعيات العلمية والمهنية للاستفادة من الخبرات والمهارات المتبادلة، وتقديم الخبرات المستفادة في المراكز والمؤسسات العاملة في مجال معين وتستخدم نفس التقنية، في إطار آلية مرنة للتنظيم والتعاون.
طالبي عبد الكريم الاسد












  رد مع اقتباس
قديم Mar-03-2008, 12:35 PM   المشاركة44
المعلومات

بيلسان
مكتبي جديد

بيلسان غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 17161
تاريخ التسجيل: Apr 2006
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 15
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

اريد كل مايتعلق بتوثيق الاقتباس الغير مباشر وامثلة توضيحية اكثر لعلامات الترقيم
ارجوالرد..... وجزاكم الله خير












التوقيع
احفظ الله يحفظك
  رد مع اقتباس
قديم Mar-06-2008, 09:48 PM   المشاركة45
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الله يوفقكم ويسدد على الخير خطاكم












  رد مع اقتباس
قديم Mar-10-2008, 04:37 PM   المشاركة46
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

استخدام أشعة الليزر للحصول على الصور المجسمة </B>


غلاف مجلة الحرس الوطني العدد 296في محاولة من العالم الإنجليزي دنيس جابور لتحسين قوة التكبير في الميكرسكوب الأليكتروني وتقليل عيوب الصورة المتكونة فيه توصل هذا العالم الى ما يسمى الآن بالهولوجرافي أو التصوير المجسم.
والهولوجرافي ببساطة هو عملية تحويل صورة الجسم المطلوب تسجيل صورته الى معلومات مشفرة على لوح حساس بحيث لا تظهر الصورة السلبية بالعين المجردة إطلاقا ولكن يمكن استرجاع الصورة ورؤيتها مجسمة اذا تم تعريض الفيلم لضوء أشعة الليزر.

من ناحية المبدأ فنحن لسنا في حاجة لأي عدسات ضوئية سواء للحصول على الهولوجرام (اللوح الشفاف) أو لاستخلاص الصورة منه، كما تجدر الإشارة الى أن التطور السريع الذي حدث في أجهزة الليزر والزيادة الكبيرة في طاقة أشعة الليزر المنتجة قد واكبا اكتشاف الهولوجرافي وساعدا على سرعة تطوره وتعدد التطبيقات الكثيرة التى يستخدم فيها الهولوجرافي الآن.
وللحصول على الهولوجرام يتم إسقاط شعاع الليزر على عدسة متفرقة، ويمكن زيادة عرض شعاع الليزر لكى نتمكن من تغطية مساحة كبيرة وبعد ذلك نسقط شعاع الليزر على مجزئ للشعاع لكى نتمكن من الحصول على شعاعين أحدهما يستعمل لإضاءة الجسم ويسمى (شعاع الجسم) والآخر يسقط مباشرة على اللوح الحساس أو الفيلم ويسمى (الشعاع المرجع). وعند سطح اللوح الحساس أو الفيلم يلتقي كلا الشعاعين مرة أخرى ويتداخلان معا ليكونا حلقات التداخل. ويتم تسجيل ناتج التداخل على الطبقة الحساسة حيث تحتوى أهداب التداخل المتكونة على الفيلم على كل المعلومات الخاصة بالجسم المراد تصويره.
وبعد عملية التحميض والتثبيت التى تجرى للفيلم نحصل على الهولوجرام وهو ليس الا لوحاً زجاجاً شفافاً أو فيلماً شفافاً مغطى بطبقة شبه شفافة أيضا.
واذا نظرنا خلال الهولوجرام فلن يمكننا مشاهدة أو رؤية الجسم نفسه ولكننا نرى مجموعة من الخطوط والحلقات المضيئة والمظلمة مرتبة عشوائيا. وتختلف طبيعة تنظيم العناصر المستخدمة في تسجيل الهولوجرام باختلاف طبيعة الجسم.

استخلاص الصورة من الهولوجرام :


اذا وضع الهولوجرام وأسقط عليه شعاع مطابق ومماثل للشعاع المرجع الذي استخدم في التصوير ونظرنا من خلاله نشاهد صورتين مجسمتين متطابقتين تماما للجسم، إحداهما صورة حقيقية والأخرى تخيلية.
ومن الضرورى أن يكون الشعاع المستخدم في استخلاص الصورة مطابقاً تماما للشعاع المرجع المستخدم في تصوير الجسم؛ اذ إنه لو استخدم شعاع مختلف عن الشعاع المرجع لرؤية صورة الهدف فلن تتغير قوة التكبير فقط ولكننا أيضا نحصل على صورة مشوهة لاتطابق الجسم.
بعض تطبيقات الهولوجرافي
1- الكشف عن الغواصات والأهداف الموجودة تحت سطح الماء :
يتم ذلك بوضع مصدرين صوتيين متقاربين تحت سطح الماء حيث يصدر أحدهما الشعاع المرجع ويصدر الآخر شعاع الجسم والشكل الناتج عن التداخل بين الشعاعين على سطح الماء هو في الحقيقة عبارة عن الهولوجرام. وبتسليط أشعة الليزر على سطح الماء فإن الأشعة المنعكسة من سطح الماء تعطى صورة الجسم مباشرة.2- الميكرسكوب الهولوجرافي :
باستخدام الهولوجرافي في الميكرسكوب فإننا نستطيع ليس فقط زيادة القوة التكبيرية للميكرسكوب، ولكننا أيضا نستطيع زيادة عمق مجال الرؤية حتى لو لم تكن بؤرة الصورة مضبوطة تماما.
يضاف الى ذلك أن الصورة المتكونة تكون صورة مجسمة، ولذلك أهمية قصوى في مجال الطب.
ونلاحظ أن الميكرسكوب العادى يستخدم للحصول على صورة مكبرة للجسم، وهذه الصورة تعتبر هي الجسم المراد تصويره هولوجرافيا فمثلا قد يكون الجسم عبارة عن خلايا حية أو أي أجسام دقيقة أخرى وعند تسجيل الهولوجرام فإننا نسجل المعلومات المتعلقة بصور هذه الخلايا مكبرة آلاف المرات، ولذا فعند استخلاص هذه الصور من الهولوجرام فاننا لن نحصل فقط على صور لهذه الخلايا الحية مكبرة آلاف المرات، بل أيضا على صور الخلايا الحية مجسمة.
يضاف الى ما سبق أننا أثناء عملية استخلاص الصور من الهولوجرام نستطيع إجراء تكبير آخر على الصور المتكونة وبذا نستطيع مضاعفة القوة التكبيرية للميكرسكوب العادى مرات عديدة0

3- الحصول على صور الأجسام الموجودة خلف ستارة من الدخان أو الضباب:


إن الحصول على صور الأجسام الموجودة خلف ستارة من الدخان أو الضباب يمثل إحدى المشاكل الهامة التى تواجه الجيوش براً وبحراً. ولكن باستخدام الهولوجرافي أصبح في الإمكان التغلب على هذه المشكله؛ ذلك لأن التغييرات في الشعاع المرجع تكون نتيجة لوجود الستارة وبذلك يتم الحصول على صورة غير مشوهة للهدف، فبعد مرور شعاع الليزر خلال ستارة الدخان أو الضباب يستخدم جزء منه كشعاع مرجع والجزء الآخر يسقط على الهدف.
ولذا فإن التغييرات التى نتجت في الشعاع المرجع وشعاع الجسم لوجود الستارة تكون متماثلة ومتطابقة، وعلى هذا الأساس فإن ناتج التداخل بين الشعاعين يكون خاليا تماما من تأثير وجود ستارة الدخان أو الضباب. وعند استخلاص الصورة من الهولوجرام فإننا نحصل على صورة سليمة غير مشوهة للهدف.
4- تخزين المعلومات:


إن عملية تخزين المعلومات واسترجاعها عند الطلب أصبحت من الموضوعات الحيوية في هذا العصر. ولتخزين المعلومات لابد من وجود جزء خاص يسمى الذاكرة، وتعتبر الذاكرة مكوناً رئيسياً في أي جهاز لتخزين المعلومات واسترجاعها، فمثلا في أجهزة الحاسب الآلي لابد من وجود ذاكرة لكي نتمكن من تخزين المعلومات الأساسية التى يجب أن تكون موجودة في جهاز الحاسب الآلي وأيضا لكى نتمكن من تخزين البرامج المختلفة.
ويختلف نوع الذاكرة باختلاف طريقة تخزين المعلومات، فمثلا هناك الذاكرة التى تستخدم الأشرطة الممغنطة، وأيضا هناك أنواع أخرى تستخدم الأقراص الممغنطة ذات الرؤوس المتحركة وأخرى ذات الرؤوس الثابتة، وبجانب ذلك هناك الذاكرة التى تستخدم أشعة الليزر لتخزين واسترجاع المعلومات ويطلق عليها اسم الذاكرة الضوئية.
ومع نهاية القرن العشرين وبعد اكتشاف وتطور الهولوجرافي أصبح في الأمكان الآن استخدام الهولوجرافي في تخزين واسترجاع المعلومات، حيث يتم وضع المعلومات، المراد تخزينها كما لو كانت الجسم المراد تصويره ويسقط عليها شعاع الجسم وتتم عملية تسجيل المعلومات على جزء صغير من سطح الهولوجرام.
وعلي هذا الأساس فعملية تخزين المعلومات تماثل تماما عملية الحصول على هولوجرام للجسم المراد تصويره.
ومن الملاحظ أنه يمكن تخزين كم هائل من المعلومات على نفس اللوح الحساس وهو الهولوجرام، حيث أننا على جزء صغير من سطح الهولوجرام لايزيد عن 3 مم، نستطيع تخزين المعلومات الموجودة على سطح يعادل صفحة فولوسكاب. وبمعنى آخر فإننا على أصغر لوح حساس وهو الهولوجرام الذي تبلغ أبعاده (9 × 12 سم) يمكننا تسجيل كل المعلومات الموجودة في كتاب عدد صفحاته أكثر من ألف صفحة، كل منها في حجم الفولوسكاب، ومن هنا يتضح لنا أن الهولوجرافي قد يفتح لنا آفاقاً هائلة لتخزين كم هائل من المعلومات في حيز ضئيل جداً وبطريقة جيدة جدا.
وإذا أضفنا الى ذلك أن تكلفة تخزين المعلومات في الهولوجرافي تعتبر منخفضة جدا نسبيا فإننا نرى مدى الإمكانيات الهائلة التى توفرها لنا الذاكرة الهولوجرافية.
والجدول المرفق يوضح لنا المقارنة بين الأنواع المختلفة للذاكرة من حيث سعة التخزين وتكلفته وزمن استرجاع المعلومات وهو الوقت اللازم منذ لحظة إعطاء الأمر للحاسب حتى الحصول على المعلومة:
ويتضح لنا من هذا الجدول أن زمن استرجاع المعلومات في حالة الذاكرة الهولوجرافية أصغر مئة مرة عنه في حالة الذاكرة ذات الأقراص الممغنطة، وأصغر عشرة ملايين مرة عنه في حالة الذاكرة ذات الأشرطة الممغنطة. ومن ناحية تكلفة التخزين فإن الهولوجرافي أرخص عشر مرات من الأشرطة الممغنطة، وأرخص مئة مرة من الأقراص والأسطوانات الممغنطة.

5- التشفير ونقل المعلومات :


ذكرنا سابقا أن المعلومات الخاصة بجسم ما تتحول على سطح الهولوجرام الى مجموعة من أهداب التداخل.
ولذا فإننا اذا نظرنا الى الفيلم بعد عملية التحميض فإننا لن نرى صورة الجسم، بل نرى مجموعة من الخطوط والدوائر المضيئة والمظلمة المرتبة ترتيبا عشوائيا، وبهذه الطريقة فإننا قد قمنا بعملية إخفاء الصورة، أو بمعنى آخر تشفيرها.
وطبيعة الخطوط والدوائر الموجودة على سطح الهولوجرام تختلف باختلاف طبيعة الجسم المراد تصويره. وكما ذكرنا من قبل فإننا عند استرجاع الصورة من الهولوجرام لابد أن نسقط على الهولوجرام شعاع مماثل تماما للشعاع المرجع الذي استخدم في الحصول على الهولوجرام، لأننا إذا غيرنا الشعاع فإننا قد نحصل على صورة مشوهة وغير سليمة أو لا نحصل على أي شيء على الإطلاق.
ولكن اذا وضعنا في طريق الشعاع المرجع، أثناء عملية الحصول على الهولوجرام، هولوجراماً آخر يطلق عليه اسم (هولوجرام التشفير) فإننا لكى نسترجع المعلومات أو الصورة من الهولوجرام لايكفي أن نسقط علية شعاعاً مماثلاً للشعاع المرجع، بل لابد من وضع هولوجرام التشفير في طريق الشعاع لكى نتمكن من الحصول على صورة الجسم سليمة وغير مشوهة. وتستخدم هذة الطريقة في نقل الرسائل وغيرها من الصور والمعلومات بطريقة مأمونة وغير قابلة للاكتشاف حيث لايمكن الحصول على المعلومات الا بالحصول على هولوجرام التشفير.
خاتمة :
إن التطبيقات التى تم ذكرها سابقا ليست الا بعض التطبيقات التى يمكن استخدام الهولوجرافي فيها، فهناك الكثير من المجالات التى يمكن استخدام الهولوجرافي فيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر: يمكنا استخدامها مثلا في تحسين الصور المشوهة وغير الواضحة وفي عمليات المسح الجوى والاستطلاع وفي بعض أجهزة الرادار وغيرها..
ويجب أن يلاحظ أن هناك عاملين أساسيين يجب وضعهما في الاعتبار للخروج بعملية التصوير المجسم الى خارج نطاق المعامل ومراكز الأبحاث وهما :
- درجة الثبات العالية التى نحتاج إليها أثناء عملية الحصول على الهولوجرام حيث أن حركة أي جزء مهما كانت ضئيلة ينتج عنها ربما عدم إمكانية تسجيل الهولوجرام.
- أن المصدر الضوئي المستخدم يجب أن يكون شعاعاً ضوئياً متوافقاً وذا طاقة عالية جدا، وهذا لايتوافر الآن الا في أشعة الليزر.
وتجدر بنا الإشارة الى أن الأبحاث العلمية الحديثة قد أوضحت إمكانية استخدام مصادر ضوئية عادية، سواء في عمليات تسجيل الهولوجرام أو في عملية استخلاص الصورة من الهولوجرام. غير أن استخدام أشعة الليزر مازال حتى الآن هو أسهل الطرق للحصول على صور مجسمة مطابقة تماما للجسم الأصلي وخالية من أي عيوب أو تشوهات كما يحدث عند استخدام المصادر الضوئية الأخرى.


طالبي عبد الكريم من الجزائر












  رد مع اقتباس
قديم Mar-10-2008, 04:40 PM   المشاركة47
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

التعامل مع المعلومات



إن إدارة المعلومات المتجسدة في الطباعة التجارية والنصوص الأكاديمية كانت تعتبر غالباً ذاكرة منظمة للماضي كمؤشر يعتمد عليه لبيئة الأعمال التجارية الدائمة التغير والديناميكية. ومعظم هذه التفسيرات قد قدمت أيضاً افتراضات مبسطة بشأن تخزين المعلومات على شكل منطق مبرمج وقواعد وأرشيفات في قواعد البيانات من أجل الأعمال المستقبلية. ومع ذلك هناك مشاكل كبرى تعزى إلى طريقة معالجة المعلومات عبر الأجهزة المخصصة لذلك. وهذه المشاكل يمكن وصفها باعتبارها ثلاثة أساطير خاصة بإدارة المعلومات في العالم الجديد للتجارة الإلكترونية.
الأسطورة الأولى
تكنولوجيا إدارة المعلومات يمكن أن تقدم المعلومات المناسبة إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب.
هذه الفكرة تنطلق على نموذج التجاري العتيق. فأنظمة المعلومات في النموذج الصناعي العتيق تعكس المقولة التي مفادها أن الأعمال التجارية سوف تتغير على نحو مستمر في سوق ساكن، والمديرون يمكنهم توقيع التغيير بواسطة تجارب الماضي. ومع ذلك، فإن النموذج التجاري الجديد لعصر المعلومات يميز بواسطة تغيير جوهري وليس ثانويا. فالأعمال التجارية لا تستطيع التخطيط على نحو طويل المدى ولكنها يجب أن تتحول إلى نموذج أكثر مرونة يتوقع المفاجآت. وعلى ذلك من المستحيل بناء نظام يتوقع وجود الشخص المناسب في المكان المناسب بصرف النظر ما يمثل المعلومات الصحيحة.
الأسطورة الثانية
تخزين المعلومات والخبرة الإنسانية
إن تكنولوجيا مثل قواعد البيانات وتطبيقات الأنشطة المجمعة تخزن البيانات على هيئة رموز وأشكال رقمية ولكنها لا تستطيع تخزين الأنظمة الفنية التي يحتاجها الأشخاص من أجل التعرف على هذه الرموز. علاوة على ذلك، فإن المعلومات تكون حساسة للسياق. فنفس المجموعة من البيانات يمكن أن تؤدي إلى استجابات مختلفة من جانب أشخاص مختلفين. وحتى نفس المجموعة من البيانات عندما تراجع بواسطة نفس الشخص في زمن مختلف أو في سياق مختلف فإنها يمكن أن تؤدي إلى استجابة مختلفة من حيث صناعة القرار والفعل. وعلى ذلك، فإن تخزين تمثيل استاتيكي للتعبير عن المعلومات الشخصية بافتراض أن الشخص لديه الرغبة والقدرة على المشاركة فيها لا يرقى إلى مستوى المعلومات والخبرة الشخصية.
الأسطورة الثالثة
تكنولوجيا إدارة المعلومات يمكن أن توزع معلومات بشرية مرة أخرى، فإن هذا يفترض أن الشركات يمكن أن تتنبأ بالمعلومات الصحيحة التي يجب توزيعها عليهم. والواقع أن المعلومات المخزنة في قواعد البيانات لا تؤكد أن الأشخاص يقومون بالفعل برؤية أو استخدام المعلومات.
إن معظم تكنولوجيا إدارة المعلومات تركز على الفعالية وتنشئ رؤية متمحورة حول الموافقة. والبيانات المصنفة في مخازن المعلومات التكنولوجية تكون ساكنة على نحو منطقي بدون سياق معين. وهذه الأنظمة لا تؤدي إلى تجديد المعلومات الحالية وإنشاء معلومات جديدة.
وبخلاف معظم المفاهيم الخاصة بإدارة المعلومات في بحوث أنظمة المعلومات وفى الصحافة التجارية، نجد أن هذا المفهوم يتصل على نحو أفضل بالنموذج الجديد لاستراتيجية النشاط التجاري. إن تركيزها الأساسي ينصب على كيف يمكن لإدارة المعلومات أن تمكن الاستراتيجية الجديدة من العمل في العالم الجديد للأعمال التجارية؟ وما هي المحصلات الاستراتيجية التي يجب على إدارة المعلومات أن تحاول تحقيقها؟ وما هو جوهر الآلية التي تدعم إدارة المعلومات؟. وهذا يتصل على نحو أوثق بالرؤية الديناميكية للاستراتيجية التجارية كعامل محرك في استراتيجية معلومات العمل التجاري. علاوة على ذلك، بخلاف معظم التعريفات السائدة فإن هذا التفسير يعالج بوضوح الفرق الاستراتيجي بين المعرفة والمعلومات.
التوفيق بين إدارة المعلومات واستراتيجية التجارة الإلكترونية
أوضحنا فيما سبق الأسباب التي تجعل معظم التفسيرات الحالية لإدارة المعرفة التي تقوم غالباً على نموذج عتيق لاستراتيجية العمل التجاري لها مضامين خطيرة وسيئة على استراتيجية التجارة الالكترونية. كما أن هذه الحجج تقوم بإعادة تحليل الافتراضات الجوهرية القائمة على منظور جديد لإدارة المعرفة يناسب على نحو أفضل عالم التجارة الالكترونية الجديد.
وفيما يتصل بالمقولة الاستراتيجية الخاصة بإدارة المعرفة، هناك بعض التحولات الجوهرية التي يمكن تمييزها باعتبارها تحولات في المنهج والتي تشير إلى التحول من عالم الأعمال القديم إلى العالم الجديد للتجارة الالكترونية. وهذه التحولات يطلق عليها تحولات منهجية طالما تمثل تغييرات غير مسبوقة لها مضامين خاصة بتحويل نظريات وافتراضات التجارة المجربة والمختبرة. وهذه التحولات تتصل بكيفية تفكير المديرين في استراتيجية الأعمال التجارية وتكنولوجيا المعلومات ودور الإدارة العليا وعمليات المعلومات المنظمة وأصول الشركات وقضايا المؤسسات والمضامين الخاصة بها.
تحول منهجي في الاستراتيجية التجارية
إن العالم الجديد للأعمال التجارية يفرض الحاجة إلى التنوع والتعقد الخاص بتفسيرات محصلات المعلومات المتولدة بواسطة أنظمة الكمبيوتر. وهذا التنوع يكون ضرورياً من أجل استشراف العوالم المتعددة للمستقبل. وبدلاً من التنبؤ طويل الأمد فإن التركيز ينصب على فهم الرؤى العالمية المستقبلية المتعددة من خلال استخدام تقنيات مثل تخطيط السيناريو. وأحد أمثلة ذلك يتمثل في عملية التخطيط الاستراتيجية التي جاءت في كتاب الشركة الحية لمؤلفه آري دي جوش حينما كان يشغل منصب رئيس الاستراتيجية لشركة رويال دويتش متعددة الجنسيات.
وداخل النموذج المقترح لإدارة المعلومات فإن أنشطة تخطيط المؤسسات لا يتم استبعادها وبدلا من تجسيد مجموعة من التعليمات لما يجب القيام به، فإن هذه الأنشطة تستخدم كأدوات أيدلوجية لبناء الانسيابية وتحديد حدود الرأي المسئول. وعبر هذه الرؤية فإن الشركة تخطط من أجل المستقبل ولكنها لا تعتمد على خططها.
وهذه الرؤية تكون معبرة عن آليات استخدام الانترنت في الأنشطة التجارية والتي تكتسب أهمية متزايدة مع مرور الوقت. وعلى ذلك فإن الاهتمام إلى أقصى حد والاستجابة لاحتياجات السوق يمثلان عاملين جوهريين عند التنافس عبر الانترنت، كما تفعل مواقع مثل ياهو وririllage. com وetoys. com التي لديها ريادة واضحة في السوق الالكتروني والأداء التجاري التي لديها والأرباح متعددة الملايين.
إن مضامين هذا التحول في المنهج تتمثل في الدورة الأسرع لتكوين المعرفة وتطبيقاتها والاكتشاف السريع والتصحيح لأي تفاوت يظهر بين نظرية العمل التجاري والبيئة التجارية دائمة التغير. وفى هذا النموذج نجد أن الوصول إلى قاعدة معلومات الشركة وسلطة اتخاذ قرار حاسم والمهارات المطلوبة تتجسد في الخطوات العملية المرتبطة بتنفيذ الاستراتيجية في الوقت الفعلي.
التحول المنهجي في تصميم واستخدام التكنولوجيا
مع زيادة استخدام الكمبيوتر في الأعمال التجارية فإن الأنظمة الروتينية تعمل عبر خطوات تشغيل قياسية وتصبح السياسات مجسدة في برامج وقواعد بيانات تمثل أفضل الممارسات. وتميل أنظمة المعلومات المنهجية إلى أن تكون غير مرنة وتقوم عادة على اعتقاد المصممين بأنهم قد حددوا الخواص المؤسسية والبيئية. ومع ذلك مع التغيرات السريعة والديناميكية وغير الخطية في البيئة التجارية فإن الافتراضات الثابتة الكافية في هذه الأنظمة تصبح قابلة للتغير. على سبيل المثال، فإن تغيرات السوق الديناميكية تشير إلى عوامل التسويق المقارن كما في موقع mysimon. com والتسعير الديناميكي والمرن الذي تقوده مواقع مثل priceline. com وebay.
ويرى بروك مانثيل بالإضافة إلى ماكنسكي، أن معالجة تلك القضايا تتم من خلال التحول من التركيز التقليدي على التعامل مع الصفقات واللوجستيات المتكاملة وتدفق العمل إلى الأنظمة التي تدعم كفاءة الاتصالات وشبكات الأفراد والتعلم أثناء العمل. ولا يثير الدهشة أن بناء مجتمعات افتراضية من المستهلكين والمستخدمين يعتبر ضمن الأولويات الجوهرية للبوابات الرئيسية وبوابات الصناعة المتخصصة مثل تلك التي تم وضعها بواسطة جنرال موتورز وبصرف النظر عن قرار إنشاء أو شراء، فإن التحدي الخاص بالتوفيق بين تبني أحدث التكنولوجيات والالتزام بسرعة النشاط التجاري وتطورات التكنولوجيا من أجل المنافسة في العالم الإلكتروني.
التحول المنهجي في دور الإدارة العليا
العديد من الباحثين والممارسين في عصر التجارة الإلكترونية لا يعطون الاهتمام الكافي للطريقة التي تتم بها الأشياء دائماً، لدرجة أن هذه الممارسات السائدة يتم تقييمها بشكل مستمر من وجهات نظر متعددة. وكما يرى كريس أرجريس فإن التوجه الواضح لأنظمة الإشراف والسيطرة للسعي نحو التوافق يجعل هذه الأنظمة غير كافية لدعم التفسيرات المتعددة التي تقول بأنها ضرورية للبيئات المعقدة وضعيفة البناء. إن أنظمة إدارة المعلومات المصممة للتأكد من هذا التوافق يمكن أن تركز على التأكد من الإذعان لقواعد معينة ومع ذلك فإنها لا تعمل على اكتشاف وتصحيح الأخطاء. وعلى ذلك فقد اقترح أن دور الإدارة العليا يحتاج إلى التغيير من القيادة والسيطرة إلى الإحساس والاستجابة. علاوة على ذلك إذا كانت المعرفة، بخلاف المعلومات، تتصل بالمعتقدات والالتزام كما يلاحظ بواسطة فوناكا وتاكوتشي، فإن التركيز يجب أن يكون على بناء الالتزام برؤية المؤسسة بدلاً من التقيد بالقواعد والممارسات المعدة مسبقاً.
ويحتاج القائمون على أمور الإدارة إلى النظر إلى المؤسسة باعتبارها مجتمعا إنسانياً قادرا على تقديم معانٍ متنوعة لمخارج المعلومات المولدة بواسطة الأنظمة التكنولوجية. وهناك أيضاً حاجة ماسة إلى جعل قاعدة معلومات المؤسسة متاحة لجميع الأفراد العاملين فيها. وهذا له أهمية خاصة بالنظر إلى البيئة التجارية الديناميكية السريعة النمو والتي تؤدي إلى انفصام بين عملية اتخاذ القرار على مستوى القمة وتنفيذ هذه القرارات على مستوى القاعدة. والتركيز على التفسيرات المتعددة والمتنوعة للمعلومات يساعد في إنشاء ذخيرة واسعة من الاستجابات المطلوبة لمعالجة التعقيد المصاحب للتغيرات الديناميكية للبيئة التجارية.
التحول المنهجي في عمليات المعرفة
إن تنظيم الممارسات الأفضل من خلال جعلها جزءا لا يتجزأ من مجتمع المعلومات يمكن من المعالجة الفعالة للمواقف الروتينية والمتوقعة. ومع ذلك فإن الاستعانة بالخيال والإبداع الإنساني يكون مطلوباً لتسهيل التنوع الداخلي لمضاهاة تنوع وتعقد البيئة الالكترونية. وغالباً ما تحتاج الإدارة الفعالة للمعلومات في تلك البيئة إلى اقتراحات تخيلية أكثر مما تحتاج إلى حلول ملموسة وموثقة. وبينما كان التركيز القديم لنظم المعلومات يتمثل في تحديد منطق البرمجة المثالي وتنفيذ هذا المنطق من أجل فعاليات أكثر فإن زيادة ديناميكية البيئة التجارية يؤدي إلى تركيز أكبر على فعل الشيء الصحيح بدلا من فعل الشيء بشكل صحيح.
ومع إعادة تقييم الافتراضات الجوهرية فإن التركيز يتمثل أكثر في تجديد المعرفة الحالية وخلق معلومات جديدة وتطبيقها في الممارسات التجارية الإلكترونية. وهذا يتناقض مع نموذج العالم القديم لتصنيف وتنظيم المعرفة في قواعد بيانات المؤسسة دون إعادة التفسير البشري لسياقها ومحتواها.
ونموذج معالجة المعلومات التقليدي يفترض وجود المشكلة ويقدم حلاً يقوم على فهم مسبق للبيئة التجارية. وعلى النقيض فإن النموذج المقترح يقوم ببناء تعريف للمشكلة من خلال المعرفة المتاحة في زمن معين وسياق معين.
وعلى ذلك فإن التجارة الإلكترونية تتطلب الاستعانة بوسائل وتقنيات جديدة ومناهج متنوعة في التعامل مع المعلومات التي هي الجوهر الأساسي لتلك البيئة الجديدة دائمة التطهير والديناميكية. ويجب التركيز دائماً على الإبداع البشري والحلول المبتكرة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود المتمثل في أقصى استغلال ممكن للمعرفة لتحقيق المنافسة الفعالة.
طالبي عبد الكريم












  رد مع اقتباس
قديم Mar-10-2008, 04:45 PM   المشاركة48
المعلومات

طالبي
مكتبي نشيط

طالبي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 42129
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 67
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

الى اللقاء












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سجل اقتراحاتك لتطوير هذه المنتديات المتميزة د. صالح المسند منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 47 Dec-16-2005 05:28 AM
منتدى نتمنى وجوده ams منتدى المقترحات 4 Apr-27-2004 09:14 PM
منتدى جديد وجدّ وتجديد أبـوفـيـصـل منتدى الدروس النموذجية 0 Dec-23-2002 06:29 PM


الساعة الآن 08:32 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين