[السلطان المميز]

هذا مقال نشر في مجلة صدرت عن إحدى الكليات التي أقيم بها الدبلوم للعام الماضي , وكتب المقال بقلم أحد المتدربين :

سعت الوزارة لإقامة دبلوم اختصاصي مصادر التعلم بهدف تأهيل مختصين لإدارة مراكز مصادر التعلم والتي أصبحت أحد الدعائم الرئيسة التي يعول عليها للنهوض بالتعليم وتحسن أساليب التعلم في البيئة المدرسية, وتعد هذه الخطوة من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الوزارة لما للتدريب والتأهيل من دور أساس في الارتقاء بأداء العاملين والوصول إلى الهدف المنشود ,وكون هذا الدبلوم يعد التجربة الأولى في المملكة بل في المنطقة فإن ذلك يزيد من أهمية هذه الخطوة وفي نفس الوقت يجعل التجربة عرضة للنقص , ومن هذا المنطلق أحاول أبداء وجهة نظري في واقع الدبلوم كوني أحد المتدربين به في عامه الأول ولا أقصد في هذه الأسطر كلية معينة بل هذا ما توصلت إليه من خلال الاتصال ببعض الزملاء في أكثر من كلية عن طريق المنتديات أو التواصل المباشر وسأجعل ذلك على شكل نقاط :
أولا : البيئة التعليمية : ولها أهمية كبيرة في نجاح أي برنامج تدريبي, وواقعنا في هذا الدبلوم أن الوزارة شرعت في تنفيذه _ رغم تأجيله لعام بهدف استكمال الاستعدادات _ وبعض الكليات رغم ما قامت به من جهود مشكورة مازالت تعاني من عدم توفر التجهيزات المتكاملة والمطلوبة لإقامة الدبلوم بشكل ملائم , والمأمول في الدورات القادمة هو إعطاء تكامل البيئة التعليمية الأولوية الأولى وذلك كون الدبلوم يعد مختص في إدارة مراكز مصادر تعلم مثالية متكاملة التجهيزات تقوم على أحدث الأساليب والتجهيزات التقنية المتكاملة فمن الضرورة أن يتم إعدادهم في بيئة تحاكي الواقع المراد تأهيلهم له وتكسبهم خبرات واقعية من خلال التفاعل مع هذا الواقع المتكامل ويكون ذلك من خلال إقامته داخل مركز مصادر تعلم مجهز تجهيزا كاملا وتفعيله بشكل مثالي .
ثانيا : المحتوى التعليمي : ويتمثل في المقررات الدراسية , وواقع مفردات المقررات للدبلوم يعد متميزا بشكل عام رغم أن بعض المقررات كان الأفضل دمجها في مقرر واحد مع الاستغناء عن بعض المفردات والتي سبق دراستها في المرحلة الجامعية بتوسع والاكتفاء بلمحة سريعة عنها مثل مقرر تصميم المواد التعليمية (1) على سبيل المثال , وإعطاء بعض المقررات مجال أوسع كصيانة الحاسب والشبكات , والمتأمل في مفردات بعض المقررات يرى صعوبة إن لم يكن استحالة إكمال دراسة المقرر في الزمن المحدد له. والمأمول هو التركيز عند إعداد المحتوى على الجانب العملي بالدرجة الأولى, وكذلك التركيز على الجانب التقني واستخدام أحدث ما تم التوصل إليه من تجهيزات وبرمجيات, وكذلك مراعاة عامل الزمن وتناسبه مع عدد مفردات المقرر .
ثالثا : المتدربون : ويفترض أنهم من المميزين في مجال التعليم وذلك ليكونوا قدوة ومدربين لغيرهم في الميدان إضافة إلى تفعيل دور المركز بالشكل المطلوب , وللوصول إلى نخبة مميزة فالواجب إجراء منافسة عادلة وذات معايير محددة وموحدة على مستوى الوزارة , والواقع أن ذلك كان نسبيا في التطبيق من إدارة إلى أخرى فكان لكل إدارة أسلوبا خاصا في إجراء الترشيح والجدية فيه والمأمول هو إعداد ضوابط ومعايير يتم على أساسها الترشيح بما يحقق العدالة بين المتقدمين ويحقق النجاح للمشروع من خلال الكادر المتميز مستقبلا .
رابعا : المدربون : يحتاج مثل هذا الدبلوم إلى كفاءات قادرة ومتخصصة في المجال يقومون على التدريب ليكتب له النجاح والواقع إن كون الدبلوم جديدا في الميدان كان من الصعوبة إيجاد مختصين لبعض مفرداته مما انعكس سلبا على المتدربين وكذلك ميل بعض المدربين إلى الجانب النظري وإهمال الجانب العملي , والمأمول هو السعي إلى إيجاد كادر مميز يملك خبرة ميدانية تنعكس إيجابا على المتدربين .
خامسا : المكان : كما هو معلوم فإن المراكز منتشرة في أنحاء المملكة ويتطلب ذلك تأهيل كل العاملين في كافة المناطق والواقع أن الوزارة وكمرحلة أولى بدأت مشكورة بالتجربة في ثمان كليات , والمأمول أن يزيد عدد الكليات التي تعقد الدبلوم وأن يكون هناك شفافية ووضوح في ضوابط وآليات إلحاق بعض المناطق بأخرى.

وختاما أتمنى للجميع التوفيق وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.