[AHMED ADEL]

لو لم أكن مكتبيا

إيمان فوزي عمر
معيدة بقسم المكتبات و المعلومات-كلية الاداب -جامعة حلوان
--------------------------------------------------------------------------------

لو لم أكن مكتبياً...


هل تمنيت في يوماً من الأيام أن تصبح أخصائي مكتبة ؟
هل تعرف أو تدرك حقاً مزايا هذه المهنة ؟

كان يحظى أخصائي المكتبة أو من كان يشتغل بالمكتبات بهالة من القدسية والاحترام في الحضارات القديمة السابقة ففي العصور الفرعونية على سبيل المثال كان لا يعهد بأمر المكتبات إلا لرجال الدين من الكهنة و كذلك العصور الإسلامية كان لا يقل الاهتمام بالمكتبات شأناً عن غيرها من العصور والحضارات التى سبقتها فلقد كان لا يقوم على المكتبات إلا العلماء والمهتمين بالعلم والثقافة..الا أن تغيرت وتبدلت الأحوال واختلفت النظرة إلى أخصائي المكتبات وأصبحت من المهن التى لا يلقى إليها بالاً .. ومهنة من لا مهنة له ودون الخوض في الأسباب التى أدت إلى ذلك دعونا نبدأ في محو هذه الصورة واثبات العكس ونرتقي بمهنتنا والتي برقيها يرتقى العلم والتعليم والبحث العلمي


في تصوري أن العبء الأكبر يقع على عاتق أخصائي المكتبة وإحساسه بقيمته في تأدية رسالته والتي تبدأ من مجرد إصراره على أن يلقب نفسه بأخصائي مكتبة وليس أمين مكتبة قناعه بذا ته ومهنته


إن اللافت للنظر أن أغلب إن لم يكن كل حتى لا أتهم بالمبالغة من يلتحقون بهذا التخصص لم يكن رغبة منهم وان شئنا الدقة عن معرفة به فالرغبة او عدم الرغبة تأتى نتيجة المعرفة بالشيء.. فهناك من التحق بالتخصص متوهما انه تخصص سهل ولا يحتاج إلى مذاكرة، والبعض التحق لان بعد التخرج سوف تنتظره وظيفة سهلة – وان كان هذا يفسر كثرة عدد الطالبات في أقسام المكتبات – وهناك من التحق به لأنه لا يجد ميل لأي تخصص أخر..دون أن تكون الرغبة في هذا التخصص هى الهدف الأساسي، في الواقع أن هذه الا سباب والدوافع قد لا يكون لها تأثيرها إذا اقتنع الطالب بالتخصص ومارسه باستمتاع أما إذا ظلت هذه الأفكار والدوافع عالقة بعقل كل من يدرس هذا التخصص فمن المؤكد ان لها تأثيرها السلبي بل الضار على المهنة بعد ذلك و لا أخفى عليكم فأنا واحدة من الذين دخلوا هذا القسم ولم أكن أعلم شيئاً عنه سوى اسمه ولا اعلم اساقنى القدر إليه أم ساقه إلى أم ساق كل منا للأخر ولكن الذى أدركته جيدا انه لم يمضى وقتا طويل حتى أدركت أنني لم اخلق الا لأكون في هذا التخصص فلقد كانت صلتي بالكتب والمكتبات منذ نعومة أظافري وأصبح لسان حالي يقول لو لم أكن مكتبيا لوددت أن أكون مكتبياً..


وتعالوا معي نعرف ما هى مميزات مهنة المكتبات لمن يعملون بها ليدركون قيمة مهنتهم وما هى الأسباب التى ممن تجعل من لا يعرف شيء عن علم المكتبات أن يقدره ويسره أن ينضم إلينا وذلك من خلال خبرة السيدة مارثا Martha وهى أخصائية مكتبات في أحد المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل في مجال المكتبات منذ 25 عاماً * والتي عرضتها في مقال بعنوان الأسباب العشرة الأساسية لتكون أخصائي مكتبة* والدافع الأساسي لكتابة هذا المقال على حد قولها " كأخصائية مكتبات في مكتبة مدرسة ثانوية لدى فرصة في التعامل مع الطلاب وإذا كنت سعيدة الحظ اعرف ماذا فعلوا بعد التخرج في المدرسة ومنذ فترة قريبة التقيت بإحدى طالباتي المقربين وعلمت منها أنها حصلت على شهادة جامعية في العلوم الإنسانية وأنها في الوقت الحالي تسعى للحصول على درجة الماجستير في دراسات المتاحف، فقمت بتهنئتها وقلت لها مداعبة إنتبهى هذه الدرجة مشابهة إلى حد كبير من درجة الماجستير في علوم المكتبات.. .فضحكت وقالت بشكل دفاعي إلى حد ما لا اعتقد أنني افعل ذلك.. فأجابتها ربما تفعلين ما هو أسوا من ذلك وبعد هذه المحادثة القصيرة والحوار مازال مع مارثا سألت نفسي أين نذهب كأخصائيي مكتبات هل نتجه نحو الفشل او الهاوية؟، ولماذا يوجد عبء على هذه المهنة..؟ بحيث يمكن لأي شاب اختيار اى مجال لدراسته عدا مجال المكتبات، وتستطرد مارثا قولها بأن مهنة المكتبات تقدم الكثير واعتقد انه لدينا الأفضل لتطوير والرقى بهذه المهنة.ولذلك أقدم أسبابي العشر لكونك أخصائي مكتبة ولقد قامت مارثا ترتيبها تنازليا من الأقل أهمية إلى الأكثر أهمية على النحو التالي




10- التجديد والتغير المستمر

أن أفضل الأشياء المحببة إلى نفسي كأخصائي مكتبة هو أنني عملت في مكتبات أكاديمية وعامة ومدرسية في ثلاث ولايات مختلفة في مختلف الخدمات مثل الخدمات التكنولوجية والخدمات العامة والتدريس وقمت بالتعامل مع أشخاص عاديين من الشارع ومدرسين وأطفال وصبية وأقوم بالتدريس وأفهرس وانصح وأوضح واربط كابلات الفيديو ارفف الكتب كل هذا في يوم واحد.. ومن ثم فان أنني أتعلم كل يوم شيء جديد

9- الرومانسية

قد أكون مبالغة بعض الشيء في هذا الجانب او هذا السبب فلقد تزوجت مكتبيا ايضا -وذلك للعديد من المميزات التى يمتازون كم سيتضح في السبب الثاني او رقم 2- من خلال احد منتديات العزاب وبالرغم من ذلك فأنني متأكدة من ان طريقنا كان سيؤدى إلى بعضه في دوائر المكتبات المحلية وقد تكون حالتي هذه بعيدة إلى حد ما ولكن هناك مساعدة لغير المتزوجون في مجال المكتبات من خلال اجتماعات الزملاء او من خلال معارض الكتب ومصادر المكتبات

8- المهارات المفيدة

تعلمت قيمة التنظيم واكتشفت قيمة تنمية المجموعات والمساواة بين المستفيدين في الوصول إلى المصادر والحرية الثقافية كما تمكن مهنة المكتبات في تحديد مكان واستخدام المعلومات سواء كان مساعدة لشخص يقوم ببحث أو حتى شخص يريد أن يعرف أفضل مكان لشراء إبريق شاي على شبكة الانترنت بصرف النظر عن المكتبة.


7- المؤتمرات العظيمة

يتاح للمكتبيون حضور عدد من المؤتمرات القيمة فمارسا تفضل مؤتمر جمعية المكتبات الأمريكية السنوي الذى يعج بالنشاط والحيوية والتي تعد مفيدة جدا لتنشيط الحالة العقلية أما زوجها فهو مرتبط بمؤتمرات التى تعقدها الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات التى تأخذهم إلى نيروبي وطوكيو وغيرهم من ألاماكن فما أحلى الطريق الذى يجعلك ترى العالم وتجدد شحن الطاقات المهنية


6- الأجازات

كمكتبيين لا نتقاضى الكثير من المال ولكننا نحصل على أجازات فأخصائيي المكتبات العامة لديهم أجازة تصل لستة أسابيع على سبيل المثال ولقد مكنتني هذه الأجازات من زيارة باريس وبيجين في سبتمبر الماضي وقضيت نحو ستة أسابيع هذا العام في اسكندفانيا وعندما لا أسفر أعيد تغطية مدخل منزلى بالورق ودهان الغرفة العائلية

5- وظيفة ذات هدف

أعترف أننى عندما كنت طفلة عندما سألوني ماذا تريدي أن تكوني لم أقل مطلقاً أخصائية مكتبة - ومع ذلك فأنني اعتدت على المكتبات واستمتعت بها- ولكن كل الذى أعرفه أننى كنت أجيب وأقول أننى أريد مهنة ذات هدف وليس أخصائية مكتبات ولكني الآن أدرك ماذا كنت أعنى أننى كنت أقصد أن أكون أخصائية مكتبات أننى أقوم بعشرات الأشياء المختلفة كل شيء أقوم به عدا الروتين فأنني اعمل مع مختلف الأشياء والتقنيات المختلفة المتجددة والمصادر الجديدة دائما


4- دفع الإيجار

كأخصائية مكتبات لن أصبح ثرية في يوم من الأيام ولكن لي ان اقطن في سكن بمفردي دون رفيق مزعج واحيى بشكل معتدل أننى اكتسب عيشي كأخصائية مكتبات منذ 25 سنة ولست في جانب من الشارع أبيع الأقلام الرصاص..

3- أحوال العمل الطيبة

أنني عملت في المصانع وقمت بالوقوف على قدمي بالتسع ساعات وعملت في المطابخ حيث كنت أعود إلى البيت وتفوح منى رائحة البطاطس، وعملت ككاتبة على آلة كاتبة وتسببت لي في كثير من الآلام ناهيك عن ذكر دماغي ولكن كونك في المكتبة فأنت نظيف وجاف ودافىء وتعمل مع أشخاص سعداء لكونهم في هذا المكان

2- زملاء العمل متميزون

أننى أحب المكتبيون لأننا مثقفون وأذكياء وأشخاص واسعي الإطلاع ولدينا العديد من المهارات والخلفيات ومهتمين بالعمل، ومعظم زملائي ومن بينهم أنا لدينا درجة علمية و أو مع خبرة عملية في مجالات متعددة فأنا أعرف أخصائيو مكتبات كانوا محامين و سائقي شاحنات و معلمون و عاملون في مصانع سابقا، مما أدى إلى مزيج مثير من هذه الثقافات المتعددة.

1- الهدف الأكبر

نحن كأخصائيي مكتبات نساند حرية القراءة وندافع عن حق الأشخاص في الحصول على المعلومات بغض النظر عن الجنس او المذهب او المستوى الاقتصادي حيث أن المكتبات جامعة كل الناس وهذه بمثابة مبدأ وعقيدة عند كل المكتبيون


وفى نهاية عرض هذا المقال هل يريد من لم يحدد مجاله بعد أن ينضم إلينا..؟، واقتنع كل أخصائي مكتبة بمهنته..؟ وان هذه المهنة تستحق أن تبذل لها عطاءك وإخلاصك لتقدم إلينا أسبابك لن نقل العشرة بل المئة التى تسعدك وتفخر بها لأنك أخصائي مكتبة؟؟؟