[moshira elyoussefy]

المركز القومي لتبادل المطبوعات
بالمكتبة الوطنية بمصر
(دار الكتب المصرية)

في عهد الثورة كان بدار الكتب المصرية "قسم التبادل الخارجي" التابع لإدارة التعاون الثقافي. ويعمل هذا القسم على توثيق الصلات العلمية والثقافية مع دور الكتب، وذلك عن طريق تبادل المطبوعات، والمعلومات الفنية. وتحصل الدار عن طريق هذا القسم على ما تحتاج إليه من مطبوعات أو مصورات تصدرها الهيئات الأجنبية، وبخاصة ما لا يكون معروضاً منها للبيع في الأسواق.
وكانت دار الكتب منذ ذلك الوقت تُولي هذا القسم عناية كبيرة، وتبذل جهداً متصلاً للنهوض به وتطويره، آملة أن يُصبح في المستقبل "المركز القومي لتبادل المطوعات"، تمشياً مع التنظيمات المُتبعة في الدول الأخرى ومسايرة لركب الحضارة.
وكان هناك اتفاقيات دولية لتدعيم التبادل الدولي في ميدان الثقافة، وأولى هذه الاتفاقيات يرجع إلى سنة 1875، حين عُقد المؤتمر الدولي للعلوم والجغرافيا في باريس، وبناء على توصياته تم إنشاء وكالات لخدمة التبادل في كل من فرنسا، والبرتغال، وسويسرا، وبلجيكا في سنة 1880.
وفي إبريل سنة 1883 عُقد في روكسل مؤتمر للتبادل الدولي للمستندات الرسمية، والمطبوعات العلمية، حضرته ثماني دول هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، والبرازيل، وإيطاليا، والبرتغال، والصرب، وأسبانيا، وبناء على توصياته تم عقد الاتفاقيتين التاليتين:
الأولى: خاصة بالتبادل الدولي للمستندات الرسمية، والمطبوعات العلمية والأدبية التي تُنشر بأمر الحكومات أو على نفقتها.
الثانية: خاصة بضمان تبادل الجريدة الرسمية، والنشرات، والمستندات البرلمانية.
وتُعرف هاتان الاتفاقيتان باتفاقيات بروكسل.
وفي سنة 1954 فوض المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته الثامنة المدير العام للمنظمة، أن يُشكل الأجهزة اللازمة لإعداد اتفاقيات دولية لتبادل المطبوعات، فاجتمع الخبراء بأمور التبادل في فبراير سنة 1956، وأوصوا بإعداد اتفاقية جديدة، ووافق على ذلك المؤتمر العام لليونسكو في دورته التاسعة بنيودلهي في نوفمبر سنة 1956، وقد تمت صياغة اتفاقيتي اليونسكو لتبادل المطبوعات في 3 ديسمبر سنة 1958.
ونظراً لكثرة الاتفاقيات الدولية والثقافية، فقد برزت أهمية إنشاء المراكز القومية لتبادل المطبوعات لتنسيق هذا النوع من التعاون العلمي والثقافي على المستوى العالمي واتجه الرأي إلى إنشاء مركز قومي لتبادل المطبوعات.
وتنفيذاً لما نص عليه القرار الجمهوري رقم 450 لسنة 1966 بإنشاء دار الكتب والوثائق القومية، أنشأت دار الكتب المركز القومي لتبادل المطبوعات في سنة 1966. ويختص هذا المركز بتنفيذ الاتفاقيات الثقافية الدولية الخاصة بالتبادل الدولي للمطبوعات الرسمية، والوثائق الحكومية بهدف تحقيق الحصول على مصنفات قد يتعذر الحصول عليها إما لنفاذ طبعاتها أو لندرتها، أو لعدم عرضها للبيع إطلاقاً، أو بسبب عدم وجود علاقات اقتصادية مع دولة أجنبية؛ وذلك لتزويد دار الكتب (مكتبة الدولة) بمصادر المعرفة المختلفة لتيسير البحوث، وتوفير المراجع.
وقد أُنشىء المركز القومي لتبادل المطبوعات في بدايته من مجموعة من موظفي إدارة المكتبات العامة التي كانت تابعة في ذلك الوقت لديوان عام وزارة الثقافة، وكان هؤلاء هم النواة الأولى للمركز، ثم أُضيفت إليهم مجموعة موظفي قسم التعاون الثقافي الذي كان تابعاً لمراقبة التزويد بدار الكتب في ذلك الوقت.
ويقوم هذا المركز بتبادل المطبوعات عن طريق الهيئات والمؤسسات في جمهورية مصر العربية وتجميع ما تصدره هذه الهيئات من مطبوعات، والاتصال بالهيئات الخارجية لإقامة علاقات لتبادل المطبوعات معها، مما يعمل على التعريف بالدار ومطبوعاتها ومقتنياتها.
وفي سنة 1972 أُعيد تقسيم المركز جغرافياً إلى الأقسام الآتية:
1- قسم التبادل مع أمريكا.
2- قسم التبادل مع روسيا.
3- قسم التبادل مع أوروبا.
4- قسم التبادل مع آسيا.
5- قسم التبادل مع إفريقيا.
6- قسم التبادل مع استراليا.
ويقوم كل قسم على حدة بعمليات التبادل الحكومي والثقافي بين المركز وبين الهيئات العلمية المختلفة، مُستعيناً بنشرة الإيداع لتعريف هذه الهيئات بكل إنتاجنا من المطبوعات (حكومية وغير حكومية) التى تُصدرها جمهورية مصر العربية؛ لتختار منها ما يناسبها.
ويضم المركز كذلك قسماً للتبادل الداخلي بينه وبين الهيئات المحلية المختلفة ويقوم بتجميع المطبوعات من كتب ودوريات ونشرات وقوانين وقرارات صادرة عن الوزارة والهيئات المختلفة؛ وذلك لتوزيعها على هيئات التبادل الخارجية لتحصل في مقابلها على مطبوعات مماثلة من كافة هيئات التبادل في العالم. كما يضم المركز قسماً للرصيد يقوم بتلقي المطبوعات من قسم التزويد بدار الكتب، وهي عبارة عن نسختين من الكتب، و3 نُسخ من الدوريات، ويقوم قسم الرصيد بدوره بتزويد الأقسام المختلفة باحتياجاتها، ويقوم أخيراً بإرسال فائض التبادل إلى المكتبات الفرعية التابعة لدار الكتب، ومكتبات الأقاليم.
وتحول المركز في سنة 1980 إلى "إدارة تبادل المطبوعات"، ثم أصبح حالياً "إدارة عامة" وضُم إليه "قسم التبادل الداخلي" مع الهيئات والمؤسسات المحلية، ويحصل منها على مطبوعاتها التي يتبادلها مع الهيئات الخارجية للحصول على مطبوعاتها والوقوف على أحدث إصداراتها.

[ابراهيم محمد الفيومي]

شكرا على الاحاطة اختي الكريمة
جاري الاطلاع
تقبلي تحياتي