[مداسي حسان]

بسم الله الرحمان الرحيم

من فوائد رمضان

بقلم: مداسي حسان

الفائدة الأولى: التقوى
يقول الله عز وجل:" ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" البقرة -183-
- التزود من التقوى يكون في الشهور كلها وفي العمر كله، ولكن في رمضان تكون الظروف مساعدة للمسلمين، فهو فرصة سانحة وهبة ربانية لعباده المؤمنين للإستزادة من التقوى.
- إن قدرة الصائم على التحكم في شهواته وذلك بالإمتناع عن شهوتي البطن والفرج وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يجعله بفضل الله وتوفيقه قادرا أيضا على التحكم في شهوات نفسه وأهوائها ووساوس الشياطين، بأن يسيرها وفق مراد الله.
- تقوى الله عز وجل عندما تستقر في قلب المؤمن تتكون عنده يقظة دائمة وحذر مستمر وهي مخافة الله تعالى، تجعله يراقب الله سبحانه في كل أمر ونهي، فلا يفرط في طاعة ولا يقترب من معصية وإن أخطأ فإنه يسارع بالتوبة.
- تقوى الله هي ثمرة الإيمان الذي لا يبلغه العبد إلا بعد توفر شرطي الصدق والإخلاص في طاعة الله ورسوله.

الفائدة الثانية: الصبر
إن تحمل الصائم لمشقة الجوع والعطش في الصيام وطول الوقوف والسهر في القيام، يعلمه الصبر وهو من أهم الأخلاق التي ينبغي للمسلمين التحلي بها، قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" آل عمران -200-
والصبر ثلاثة أنواع:
- الصبر على الطاعة: فالواجبات التي أوجبها الله علينا لا تخلو من الصعوبة في بعض الأحيان، وهذا لايتنافى مع قوله تعالى:" وما جعل عليكم في الدين من حرج"، فالأصل في الإسلام هو رفع الحرج والمشقة على الناس، ودين الله يسر، فيه العزيمة وفيه الرخصة، ويتطلب القيام بالواجبات وفعل الطاعات عزما ومجاهدة للنفس الأمارة بالسوء ولوساوس الشيطان، وهذا يعني صبر على الطاعة.
- الصبر على المعصية: طبيعة المعصية أنها تغري الإنسان وتتطلع لها النفس ويزينها الشيطان ولهذا ينبغي للمسلم أن يكون على حذر من الوقوع في المعاصي وهذا أيضا يتطلب مجاهدة وصبرا.
- الصبر على الإبتلاء: والإبتلاءات تتنوع بين الشدة والخفة على قدر دين المرء وإيمانه، فمن كان إيمانه قويا إشتد إبتلاؤه ومن ضعف إيمانه خفف عليه الإبتلاء، وإذا أحب الله عبدا إبتلاه، فينبغي للمسلم أن يكون على إستعداد لملاقاة الإبتلاء نسأل الله العافية، وذلك بالصبر الجميل.
الفائدة الثالثة: تعزيز الوحدة والأخوة والتعاون والتكافل الإجتماعي بين المسلمين
فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهم يؤدون هذه الشعيرة العظيمة ألا وهي الصيام وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، تتوحد مشاعرهم وتلاقى أعمالهم ونياتهم ومقاصدهم في طاعة الله وطلب مرضاته، وهذا يرسخ معاني الأخوة والمحبة ومن ثم يشعر بعضهم بمعاناة بعض، فيسارعون إلى مساعدة الفقير والمحتاج ومواساة المبتلى والمكلوم، ونصرة الضعيف المظلوم، قال تعالى:" إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" الأنبياء -92- ، وقال أيضا:" إنما المؤمنون إخوة " الحجرات -10- ، وقال عليه الصلاة والسلام:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
ويمكن أن نجمل صور التعاون والتكافل الإجتماعي بين المسلمين فيما يلي:
- مساعدة الفقراء والمساكين.
- مواساة المرضى والمبتلين من إخواننا.
- صلة الأرحام.
- دعم إستقرار ووحدة الأمة الإسلامية بكل الوسائل الشرعية.
- دعم القضية الفلسطينية، ونصرة أهلنا في غزة العزة ودعمهم على كافة الأصعدة، لوقف العدوان الصهيوني وفك الحصار وفتح المعابر وأن يعيشوا بسلام وكرامة على أرضهم.
الفائدة الرابعة: الإستزادة من القرآن الكريم
قال تعالى:" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " البقرة -185-
لقد خص الله عزوجل هذا الشهر دون غيره بأن أنزل فيه القرآن العظيم على نبيه الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- وبالتحديد في ليلة القدر. وقد شرع الإسلام قيام شهر رمضان ندبا وإستحبابا، ومن عادة المسلمين ختم كتاب الله خلال صلاة القيام أو التراويح، بالإضافة إلى قراءته في صلاة التهجد آخر الليل ومن المصاحف أو من صدور الحفاظ.
ويحرص المسلمون في هذا الشهر على الإستزادة والإكثار من تلاوة القرآن، لما فيه من الأجر الكبير، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعين ضعف إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء.
ولكن تلاوة القرآن وحدها لا تكفي، فلا بد من تدبر آيات القرآن وفهم معانيها، وذلك بالإستعانة بالسادة العلماء وكتب التفاسير والمواقع الإلكترونية الموثوقة، ثم العمل بالقرآن فقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن، كان قرآنا يمشي على الأرض، مع إخلاص النية والقصد لله تعالى.
ويمكن تلخيص هذه العملية كما يلي:
تلاوة + تدبر + عمل وإخلاص.
الفائدة الخامسة: نيل الأجر والثواب والفضل من الله تعالى
هذه بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الباب.
vعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول:" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم.
vوعن أبي هريرة أيضا حدثهم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه مسلم.
vوعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
رواه مسلم.
vوعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" أخرجه الترمذي.
vقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :" رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة"
صححه الألباني في جامع الترمذي.
بالإضافة إلى قبول الدعاء والإستزادة من الأعمال الصالحات وأعمال الخير والبر والطاعات والقربات والعديد من الفوائد والمقاصد.