منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » مراكز الثقافة الإسلامية في آسيا الوسطى

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم May-24-2010, 02:30 PM   المشاركة1
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب مراكز الثقافة الإسلامية في آسيا الوسطى


مراكز الثقافة الإسلامية في آسيا الوسطى
بقلم:علاء فاروق


تاريخ النشر : 2010-05-23



من المؤكد أن المراكز الثقافية والمنشآت العلمية هما أكبر دليل نستطيع به تحديد مكانة العلم والعلماء في أية بلدة أو موطن ، وعندما نلقي نظرة على تاريخ بلاد ماوراء النهر نجد ان هذه البلاد من أشهر البلاد الثقافية والعلمية، بل هي مكة العلم والعلماء، إذ على أرضها نشأ علماء الفقه والحديث الذين ذاع صيتهم بعد ذلك وملأوا الدنيا علمًا وفقهًا، وعليها ترعرع علماء الهندسة والفلك، وفيها نشات الفنون المختلفة من أدب وشعر وموسيقى ومسرح.
وكانت بخاري من أشهر المدن في العلم وكانت ملتقى الطلاب من جميع الجهات، عددهم يصل إلى عشرين ألف طالبًا ومدارسها ما يقرب من مائة مدرسة.

المراكز العلمية:

كانت بخاري وسمرقند من أهم المراكز الثقافية الإسلامية في بلاد آسيا الوسطى، وقد عرفت مدن آسيا الوسطى الكثير من المراكز العلمية التي ساعدت بعد ذلك في إزدهار الحركة العلمية وتثبت تراث العلماء بعد الهجمة المغولية التي أضاعت بعض هذا التراث ومن أشهر المراكز العلمية في بلاد آسيا الوسطى.

1 - المكاتب (الكتاتيب):
الكتاب مركز ثقافي صغير يذهب إليه الصبيان مصطحبين (لوحهم) ليدونوا فيه العلوم المختلفة من قراءة وكتابة وقرآن كريم، أنتشر هذا الكتاب في بلاد العلم والعلماء (آسيا الوسطى) فقد أنشأ العرب المسلمون لهذه البلاد الكثير من الكتاتيب لتعليم الناس مباديء الدين الإسلامي وتحرك العرب المسلمون جميعًا لفتح هذه الكتاتيب أول المراكز العلمية التي عرفها العرب وكانت بهدف تفقيه الناس في أمور الشريعة الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم، كان لهذه المراكز مكانة كبيرة في نفوس الصبيان والتي مازالت عالقه بالهم حتى اليوم، فبالرغم من إنتشار المدارس والجامعات إلا أننا قد نجد هذا الكتاب مازال موجودًا دليلاً على مكانته أو الرمز الذي يحمله من إحترام العلم والعلماء.
وكان عهد الملك تيمور من أزهى عصور إنتشار الكتاتيب، حيث أنه أضطلع من أول يوم في قيادته لنشر الثقافة والعلم الذي كان يحرص على نشرهما في بلادع فأنشأ الكثير من الكتاتيب تطورت بعد ذلك في عهد أبنائه لمدارس ومساجد.

2 - المدارس:
المدرسة هي التطور الطبيعي للكتاب، فبعد إنشاء وإنتشار مراكز الكتاتيب في بلاد آسيا الوسطى بدأت الحياة العلمية والثقافية تسري في هذه البلاد.
فسرعان ما أنشأت المدارس بعد الكتاتيب، فلم يمض بعض أعوام على الخراب المغولي للثقافة الإسلامية حتى أنشأت المدارس.
ومن أشهر المدارس في بلاد آسيا الوسطى منذ القديم: -
مدرستان بناهما مسعود بك بن محمود يلواج - وكان يريد شئون جميع الحضر من سكان آسيا الوسطى - وهما

أ - المدرسة الخانية: -
والتي بنيت على نفقة الملكة (سورفتني بيكي - أرملة تولوي خان) على الرغم من أنها مسيحية العقيدة.

ب - المدرسة المسعودية: -
والتي بنيت على نفقة "مسعود بك" في بخاري.
وكانت المدرستان تزينان ميدان بخاري وكان بكل واحدة منهما ألف طالب للعلم، وكعادته أخذ تيمور على تزيين حاضرته "سمرقند" فعمل على إنشاء المدارس بها، وأصبحت هذه الحاضرة في عهده مركزًا فريدًا من مراكز الثقافة الإسلامية.
وقد تابعه أبناؤه وأحفاده في تشييد المدارس الإسلامية، فقد عمل ألوغ بك على تشييد المدارس الإسلامية ونقش على جدرانها الحديث القائل "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وكذلك المدرسة التي أنشأها في سمرقند حاضرة جده وقد أوقف عليها أوقافًا جليلة.
وبهذا الإهتمام أخذت المدارس بجانب الكتاتيب مكانة في إزدهار الحركة العلمية وأصبحت مركزًا علميًا لنشر الثقافة الإسلامية.

3 - المساجد: -
كان المسجد - ومازال - المحضن التربوي والتعليمي منذ زمن بعيد فمنذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان المسجد أول دار علم في الإسلام ولم يكن مكانًا للعبادة فقط، بل كان محكمة للتقاضي، ومعهدًا للدراسة، ومكانًا لتحفيظ القرآن وتعليم علومه وأسراره وحفظ الحديث النبوي الشريف.
وقد كان المسجد أسبق المراكز العلمية بل أنه سبق الكتاتيب والمدارس، وقد تطور المسجد وانتشر بعد دخول المغول في دين الله أفواجًا، فقد أخذوا ينشأون المساجد ويتخذونها مكانًا للثقافة والعلم، ففيه يستمعون إلى الوعاظ والخطباء ويبحثون علوم الحديث وصفوفه.

ومن أمثلة ذلك: -
كان السلطان كارما شيرين يجلس في المسجد يستمع إلى حلقات العلم التي يلقيها الإمام حسام الدين اليغي والتي كان يوجه فيه الكلام له بالنصيحة والنهي عن المنكر، وكان السلطان يستمع ويبكي.
وكذلك السلطان تغلق تيمور الذي أعتنق الإسلام سنة 745هـ والذي قام بإنشاء الكثير من المساجد، وأشهرها مسجد بناه شمالي غرب غولجة ليصلي فيه ويسمع دروس العلم.

4 - الخوانق والربط والزوايا:
الخانقاه: كلمة فارسية بمعنى المسكن أو البيت، وقيل إنها تكية أُنشأت لإيواء الدراويش والوفية ومأوى للفقراء المسافرين يقدم فيها الطعام والحلوى والملبس.
وقد عرفت آسيا الوسطى هذه الخوانق والربط منذ فترة مبكرة تعود إلى مطلع القرن الثاني الهجري.
وكانت الخوانق تؤدى فيها صلاة الجمعة بالإضافة إلى الصلوات الخمس وكانت مراكز علمية تحتوي على مكتبات تضم كتبًا تراثية متنوعة.
بل كانت هذه الخوانق مكانًا للعزلة لدراسة العلوم باستفاضة وتمعين وأنتشرت هذه الخوانق مع إنتشار الصوفية في عهد تيمور، وكان يتولى أمر هذه الخوانق شيخ الشيوخ أو كبير الدراويش والصوفية.
وكانت الربط أيضًا مركزًا تعليمية وإصلاحية إلى جانب كونها مكانًا للعبادة والعزلة.
وعرفت أيضًا بلاد آسيا الوسطى الزوايا أي الركن من البيت ولم يقل دورها عن الخوانق والربط في إثراء الحركة العلمية ونشرها فقد كان الطلاب يرتبون فيها الدروس وكانت في البداية ملحقة بالمسجد ثم أصبحت تلحق بأضرحة الأولياء ثم باتت مستقلة، وقد أنتشرت هذه الزوايا في أماكن متفرقة في آسيا الوسطى.

5 - مجالس العلم: -
ومن المراكز الثقافية المنتشرة في مدن آسيا الوسطى مجالس العلم، فقد كانت مجالس السلاطين والأمراء حافلة بالعلماء والعلم والفقهاء والشعراء مما يبعث على المناقشة والحوار.
بل كان معظمهم يعج مجلسه بالعلماء والفقهاء ويكتفي بهم عن جلسئائه وخلافه، فكان العلماء هم أصدقاء وجلساء الملوك والأمراء.
فقد كان تيمور وأبناؤه وأحفاده من بعده لا يجالسون إلا العلماء والفقهاء المشهورين والمشهود لهم بالصلاح يتباحثون معهم في كافة ميادين العلم والمعرفة وعلوم العصر الحديث من فلك وفلسفة وغيرها من العلوم.

6 - المكتبات: -
المكتبات أحد المراكز الثقافية المنتشرة في آسيا الوسطى وكانت زاخرة بالتراث النادر وبالمؤلفات التي ساعدت على إزدهار الحركة العلمية وكانت هذه المكتبات موجودة في كل مكان تذهب إليه فعندما تذهب للمسجد تجد المكتبات وكذلك في الخوانق والربط والزوايا، بل كانت بيوت الأمراء والسلاطين مليئة بالمكتبات التي تحوي كتب التراث.
فقد روىَ أن تيمور لنك أمر ذات مرة بنقل مكتبة بأكملها فوق ظهور البغال من مدينة "بروصة" التركية في آسيا الصغرى إلى مدينة سمرقند.
وكان للسلطان شاهرخ بن تيمور مكتبة في هراة تعرف بمكتبة السلطان، وكان هذا السلطان من أعظم الحكام التيموريين في فنون الكتب ورعايتها، حيث جمع لذلك الفنانين في كافة أنحاء دولته، وأقام لهم معهدًا علميًا في هراة.

7 - صناعة الورق.
يعد التقدم في صناعة الورق من العوامل المهمة التي ساعدت في نشر العلم والتعليم في بلاد آسيا الوسطى.
ولولا الورق ما كانت تصل حركة العلم لدرجة الرقي، بل كان ضاع الكثير من التراث إن لم يقيد بالكتابة في الورق، وهذا الورق مساعد في تكوين المكتبات والمؤلفات الكثيرة التي حفظت تراث العلماء
.
8 - اللغة.
كانت اللغة من أهم المقومات التي ساعدت على النهضة الثقافية التي حدثت في آسيا الوسطى. فقد سادت اللغة الفارسية وكذلك اللغة العربية بسبب إستقرار الكثير من الفرس والعرب في تلك البلاد، وكذلك رحيل العلماء من بلاد العرب لهذه البلاد لنشر العلم فيها، ووجود القرآن الكريم الذي ترجم من العربية إلى الفارسية حتى تسهل قراءته على شعوب المنطقة.
- أما اللغة الجغتائية فهي اللغة التركية الخاقانية وكانت تكتب حروفها باللغة العربية إذ أنها أنشأت في ظل الإسلام وتأثرت بحضارته.
وكان هناك شعراء للأدب الجغتائي أشهرهم أحمد اليسوي والسلطان حسين بيقرا حفدة تيمور لنك.
وبهذه المكانة أدت اللغة إلى خلق نهضة ثقافية في بلاد ما وراء النهر ظهرت بوضوح في منطقة التركستان












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مراكز, آسيا, الثقافة, الإسلامية, الوسطى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
سلبيات الأنترنت على الدين الإسلامي و ثقافته عمار بلعقروز المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 4 Apr-10-2011 08:18 PM
إيحابيات الأنترنيت على الثقافة و الدين الإسلامي عمار بلعقروز المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 8 Jul-12-2010 02:46 PM
المؤتمر القومي الحادي عشر لأخصائيي المكتبات والمعلومات د.محمود قطر أخبار المكتبات والمعلومات 54 Aug-02-2008 09:28 PM


الساعة الآن 07:43 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين