[alsameer]

توازياً مع الاهتمام الواسع الذي حظيت به تقنيات الكتاب الإلكتروني في معرض الإلكترونيات العالمي في لاس فيغاس، كانت مؤسسة «هانوانغ» الصينية للتقنية تتحدث عن توقعاتها بارتفاع هائل في مبيعاتها من قارئات الكتب خلال العام الجاري 2010 بحدود 400% ما يفسح المجال أمام انتعاش مبيعات الكتب الإلكترونية في العالم. وعلى الرغم من أن الكتاب الإلكتروني «E-book» ليس مصطلحا جديدا، إذ تعود بداياته إلى مطلع العام 1990 حينما كان يستخدم كطريقة لتخزين الوثائق ونشرها بين المجموعات المهتمة، إلا أن انتشاره الواسع لم يبدأ إلا خلال العامين الماضيين بعدما دفعت الخسارات الكبيرة التي حاقت بقطاع الصحف الورقية العالمي إلى تطوير أجهزة مخصصة لنشر محتوياتها في محاولة منها للسيطرة على منعكسات الثورة الرقمية.

و«هايوانغ» التي تهيمن على 95% من سوق قارئات الكتاب الإلكتروني في الصين، تبيع 20% من منتجاتها في روسيا وإيطاليا وإسبانيا، وهي تخطط حالياً لبيع مليوني نسخة من القارئات الإلكترونية، في مقابل 500 ألف باعتها في العام الماضي، مستندة في ذلك إلى توقعات مؤسسة «دسبلاي سيرش للبحوث» التي قالت إن مبيعات القارئ ستزداد من 800 ألف وحدة في عام 2009 إلى 3 ملايين وحدة في السوق الصينية لهذا العام، ما يعادل 20% من مبيعات العالم.
على الطرف الآخر، تقول شركة «فوريستر ريسيرتش» إن نسبة المبيع تضاعفت هذه السنة في السوق الأساسية في الولايات المتحدة، مبشرة بنسب ارتفاع مبيعات يقارب مثيله في الصين، ما يبرر حضور تكنولوجيا القارئات الإلكترونية كنجم في معرض لاس فيغاس من خلال أكثر من 50 شركة مصنعة وعلى رأسها الشركة الفرنسية «بوكين» التي تحتل المرتبة الثانية في أوروبا، بمنتجيها «سيبوك اوبس» و«سيبوك جن3» اللذين يتمتعان بخاصية التكيف السهل مع متطلبات القارئ.
«كتاب كيندل» الذي تنتجه رائدة السوق الأميركية والعالمية «امازون»، غاب عن المعرض، إلا أن كتاب «كيو» من تصميم شركة «بلاستيك لودجيك» كان حاضرا بوظائفه التي تشكل مادة اغراء للزبائن من رجال الأعمال، إذ في وسع مستخدمه الاطلاع على بريده الالكتروني وتظهر صفحة الاستقبال الأجندة والصفحة الأولى من صحيفة مصورة، بيد أن الكتب والمقالات الصحفية تقرأ دوماً على صيغة «بي دي اف».
ويضع المحلل الن فينر من شركة غارتنر كتاب «سكيف» من تصميم مجموعة الصحافة الأميركية «هيرست» الذي ستطلقه خلال هذه السنة في أعلى سلم الكتب الإلكترونية والذي يقول عنه مصمموه إنه «سيبقى قدر الامكان وفياً للنسخة الاصلية» حيث يشعر القارئ وكأنه يقرأ صحيفة حقيقية.

أنساق نشر الكتاب الإلكتروني
بتعريف بسيط، يمكن القول إن الكتاب الإلكتروني عبارة عن صيغة رقمية لنص مكتوب، يمكن قراءته على أجهزة الحاسب أو الأجهزة الكفية أو باستخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل قارئ الكتب الرقمية كيندل من إنتاج «أمازون». تتميز الكتب الإلكترونية بإمكانيات متقدمة مثل إمكانية إضافة الملاحظات النصية أو الصوتية وربط التعليقات وإضافة الوصلات والروابط وأيضاً إمكانية دمج خاصية الدردشة مع من لديهم نفس الكتاب. ويلجأ بعض الناشرين لاستخدام طريق النشر الإلكتروني لعدة أسباب قد يكون منها توفير تكلفة الطباعة والتوزيع وسرعة إنتاج الكتاب ونشره وتوافر خصائص ديناميكية في صيغة النشر الإلكتروني غير متوافرة في الطريقة التقليدية.
كما أن الكتاب الإلكتروني يتميز بقدرته على عرض الصيغ المختلفة من الوسائط المتعددة وأيضاً الربط المباشر بالمعلومات على الشبكة العنكبوتية.
وتستخدم الكتب الإلكترونية عدداً من الصيغ لتمثيلها، ومن تلك الأنساق:
- كتاب مصور: ويعني استخدام الصور الرقمية لصفحات كتاب ممسوحة بواسطة الماسح الضوئي، ولهذه الطريقة عيب واحد وهو عدم تمكن المستخدم من نسخ الكلمات المخزنة إلا إذا استُخدم برنامج لتحويل الصور إلى كلمات.
- نسق CHM: عادة ما يستخدم لصناعة ملفات المساعدة في البرامج، وهو في الأصل ملف واحد مكون من عدة صفحات مصنوعة بلغة برمجة المواقع HTML، ويحتوي على نصوص إضافة إلى صور رقمية.
- نسق PDF: وهو نوع من الملفات يفتح بواسطة برنامج «Adobe Acrobat»، وهذا النوع من الملفات يتميز عن الأنواع الأخرى بإمكانية تشفير النص وإضافة توقيع أو شهادة رقمية من مؤلف الكتاب، إضافة إلى إمكانية طباعة كاملة، بينما عيوب هذا النوع تتلخص بأن الملفات الكبيرة منه تستهلك ذاكرة كبيرة قبل فتحها نظرا لأن الحاسوب يقوم باحضار كل كمية المعلومات المتوافرة في الكتاب إلى الذاكرة فيسبب بطء الحاسوب.
- نسق TXT ونسق RTF: وهذان النسقان من أبسط أنواع الكتب الإلكترونية نظرا لسهولة انشائهما.
- نسق HTML: وهو النسق المستعمل في برمجة صفحات الويب ويستعمل أحياناً لصنع كتب الكترونية خاصة تلك المعروضة للتصفح والطباعة على شبكة الإنترنت.
- نسق DjVu: وهذا النوع من الملفات يفتح بواسطة برنامج يضاف إلى متصفح الإنترنت، وهو مخصص لجمع صور كتب مأخوذة بواسطة الماسح الضوئي.

عيوب الكتب الإلكترونية
من أهم عيوب الكتب الإلكترونية هو توافرها بصيغتها الرقمية ما قد يسبب في انتهاك لحقوق الملكية الفكرية (copyrigh)، فإمكانية توزيع ونشر الكتاب على الشبكة لا تعتبر عائقاً للبعض، كما أن بعض الكتب التي تسمح لقرائها بتعديل محتواها قد تتسبب في تحوير الأفكار الرئيسية لصاحب الكتاب ونسبها لغيره.
كما أن هناك عيباً رئيسياً في الكتب الإلكترونية وهو أن الصيغة الإلكترونية لن تحل محل الصيغة الورقية وميكانيكية التعامل معها، كما أن القراءة لساعات طويلة من جهاز إلكتروني تسبب إجهاداً للعين.

رواد الكتاب الإلكتروني
ما إن يرد الحديث عن الكتب الإلكترونية حتى يتبادر للذهن اسم «غوغل» عملاق البحث على الإنترنت ومشروعه للكتب، ومعه مشروع اتحاد المحتوى المفتوح «Open Content Alliance» وغيرها. أما في الحرم الأكاديمي فنجد أن هناك بعض الجامعات التي قامت ببيع الصيغة الإلكترونية من الكتب الأكاديمية لطلابها وذلك نظرا لارتفاع سعر الكتب المطبوعة، حيث يأتي الطالب لمركز بيع الكتب مع جهازه المحمول ويعمل على تحميل نسخة من الكتاب تعمل لفترة معينة.





http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=71859