[احمد قاسم]

العنوســـــــة
أسبابها وسبل علاجها :

يعتبر الزواج حلم يداعب خيال كل فتاة لبناء عش صغير تحلم به فى كل وقت لتكون ملكة هذا العش الجميل , وتمارس غريزة إنسانية اودعها الله فى قلب المرأه وهى غريزة الامومة .
ولكن فى تلك الظروف القاسية وزحمة الحياه وتعدد المسؤليات التى تواجه الشباب اليوم يكاد هذا الحلم أن يتوارى فى أغلب المجتمات العربية . ... حتى اصبح كسراب تلهث وراءه الفتاه العربية بعد فوات الاوان .
اخى القارىء ... لقد اوشكت مشكلة العنوسة أن تدمر المجتمعات بشتى المقاييس وذلك على المستوى الاجتماعى والاقتصادى حيث اصبح الزواج من اهم المشاكل التى تواجه الشباب والتى تعجز أمام حلها المعادلات الحسابية لتشكل فى النهايه كابوس يهدد الملايين من الفتيات فى العالم العربى وسوف اقدم لك اخى القارىء الكريم الاحصائيات الدالة على مدى المجتعات العربية .

معدلات العنوسة فى العالم العربى :.


تعتبر الارقام والاحصائيات أقل من واقع العنوسة فى العالم العربى حيث إن حجم المشكلة يزداد يوما بعد يوم . والاسلام وضع الحلول التى تضمن القضاء على هذه المشكلة من جزورها .

* ففى مصر كشفت دراسة رسمية اعدها الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء 0 ( ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب المصرى إلى 37% وأن اعداد العوانس الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين دون زواج وصل الى أكثر من 9 ملايين نسمة من تعداد السكان منهم 3 مليون و 773 فتاه وما يقارب 6 مليون شاب غير متزوج .

كما أن عدد المطلقين والمطلقات بلغ 364 الفا و 361 مصريا ومصرية وأن عدد عقود الزواج التى ابرمت رسميا فى مصر عام 1999 بلغ 520 الفا وذلك بنسبة 8.2 % من نسبة عدد السكان فى تلك العام . مقابل 405 الف عقد زواج فى عام 1990 وبلغت عقود الطلاق عام 1999 74 ألف .
واكد خبراء الجهاز المركزى ان هذه الارقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ يعانى منها المجتمع المصرى لا سيما فى السنوات الاخيرة , وهى ظاهرة العنوسة محملين الفتيات والاسرة المسؤلية عن تفاقم تلك الظاهرة بسبب تغير مفاهيمهن عن الزواح , مما جعل الشباب يقف عاجزا عن توفير الحد الادنى لمتطلبات الفتاة واسرتها , وفى تقرير عجيب اعدته وزارة الشئون الاجتماعية أن 255 الف طالب وطالبه يمثلون نسبة 17 % من طلبة الجامعات قد اختاروا الزواج العرفى . بينما اعلنت وزارة العدل زواج 200 الف فتاه مصرية من اثرياء اجانب كبار السن , وان هناك اتجاه يسود بين الشباب للارتباط بزوجات من روسيا ودول الاتحاد السوفتى السابق واوروبا الشرقية حيث يرتبط الشاب بفتاه جميلة .. متعلمة.. لاتكلفة سوى منزل مؤثث .

وفى الوقت الذى اعلنت فيه وزارة الشئون الاجتماعية المصرية ارتفاع معدلات الزواج العرفى بين طلبة الجامعات , فقد اكدت دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر وجود اكثر من 15000 دعوى لإثبات بنوة المواليد من زواج عرفى أو زنا , والزيادة المطرودة فى اعداد اللقطاء الذين يعثر عليهم اما المساجد أو صناديق القمامة , وعودة ظاهرة قتل المواليد من سفاح فضلا على تفشى الانحلال وخصوصا فى الجامعات والمدن الكبرى والله المستعان .

* وفى سوريا تكشف الارقام الرسمية المنشورة ان اكثر من 50 % من الشباب السوريين الذين وصلوا الى سن الزواج عازفون عن الزواج أو عجزون عنه بسبب عدم قدرتهم المادية .
ووفقا لأرقام المجموعة الاحصائية السورية عام 1995 فإن نسبة 82.4 % من الفتيات التى يتراوح اعمارهن ما بين 20, 24 عاما لم يتزوجن ابدا و 60 % من الفتيات التى يتراوح اعمارهن ما بين 25 , 29 عاما ايضا لم يتزوجن ابدا بينما بلغت نسبة التى تخطين سن 34 عاما دون زواج 37.2 % وهو ما يعنى ان اكثر من نصف النساء غير متزوجات .


* وفى الكويت بلغت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات 30% حسب بعض الاحصائيات الرسمية وذلك نظرا لزيادة الاعباء المالية والنفقات الباهظة بينما وصلت نسبة الطلاق فى الكويت 33 % .

* وفى الجزائر اعد الديوان الجزائرى للإحصاء أن اكثر من 51 % من النساء فى الجزائر يواجهن خطر العنوسة وان هناك 4 مليون فتاه لم يتزوجن رغم تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاما وان نسبة المطلقات بلغت 36.9 % .

* وفى الامارات لا تزال مشكلة العنوسة تفرض نفسها بقوة ففى دراسة لصندوق الزواج الاماراتى اشارت الى معدل حالات الطلاق عام 99 بلغ نحو 138 حالة مقابل 810 حالة زواج واشارت الدراسة بزيادة معدلات العنوسة بسبب ارتفاع النفقات الخاصة بالزواج .

* وفى المملكة العربية السعودية اوضحت إحصائية لوزارة التخطيط السعودية ان عد البنات اللاتى تجاوزن سن الثلاثين دون زواج قد بلغ مليون وتسعين الف وثمانى عشرة بنتا . والامر قد يكون اصعب من ذلك مما دفع هيئة كبار العلما ء فى السعودية بالافتاء بضرورة التعدد داعيا السعوديات الى تقبل منطق التعدد للحفاظ على البناء الاجتماعى للاسرة والمجتمع بالضوابط الشرعية من الكتاب والسنة .

*وفى السودان حيث القت المشكلة بظلالها واستفحلت لدرجة ان الرئيس البشير دعا السودنيين الى تعدد الزوجات وطالب برعاية اسر الشهداء وهذا ان دل لايدل إلا على الحرص على القضاء على تلك المشكلة التى استفحلت واصبحت تهدد كيان المجتمع الاسلامى بأسره .


أسباب تفاقم ظاهرة العنوسة :

1- ارتفاع معدلات المهور والمغالاة حيث يعتبر هذا العامل من اهم العوامل لتفاقم مشكلة العنوسة حيث لا تتصور من اين يأتى الشاب وهو فى مقتبل العمر بشقة ثم عفش للشقة ثم المهر المطلوب منه وهو فى الاصل يبحث عن فرصة عمل , وفى ظل قانون الاسكان المؤقت يكون الشاب فريسة لمعدومى الضمير .
2 – البطالـــــــة : حيث تلعب البطالة دورا مكملا للسبب السابق حيث اصبح الحصول على فرصة عمل مناسبة حلم يراود كل شاب حتى يستطيع ان يتزوج ويعف نفسه عن الحرام .
3- الطموح العلمى : حيث يشكل التعليم سببا فى ازدياد مشكلة العنوسة إذ ان الفتاه تواصل التعليم بعد الشهادة الجامعية الى ماجستير ثم دكتوراة ومسلسل رفض الازواج مستمر حتى يفوت قطار الزواج وتضاف الى قائمة العوانس . وانا شخصيا اعرف طبيبات يحملن الدكتوراه تزوجن من ازواج يحملون مؤهلات متوسطة .
4- عدم القناعة : كثير من النساء لا تتوفر لديهم القناعة فهى ترسم لنفسها فارس احلام غير موجود فى الاصل وبذلك يتوالى مسلسل رفض الخطاب بحجة انه غير مناسب لها وقد يكون متدين . ومن اهل الصلاح .
5- التمسك بالعادات والتقاليد : بعض المجتمعات العربية وخصوصا فى مصر لا يزوجون الفتاه الصغرى قبل الكبرى وربما تصل الى سن العنوسة بسبب ذلك بحجة مراعاة مشاعر البنت الكبيرة .
6- الزواج من اجنبيات . ويأتى هذا العامل واحد من اهم اسباب العنوسة حيث زادت معدلات الزواج من اجنبيات بسبب ( يسر الزواج منهن ) حيث ان الزواج قد لايتكلف شيىء وخصوصا الزواج من الروسيات واوروبا الشرقيه والصين والهند وخصوصا للسعوديين مما خلف العنوسة فى المجتمعات العربية .
7- العنوسة الاختيارية : بعض الفتايات تبحث عن الحرية والتحلل من القيود والهروب من الالتزامات . فهى ترى الحرية فى التحلل .. فى الوظيفة .. فى الخروج وقت ما تريد .. الحرية فى اقامة العلاقات الغرامية دون رقيب ....الخ

* وبذلك يتضح من ذلك ان عوامل تفاقم مشكلة العنوسة قد تكون عوامل اقتصادية او عوامل اجتماعية او عوامل نفسية والحل فى ذلك الرجــــوع الى منهج الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة .

واستطيع ان ألخص الحل فى الاتى :

اولاً : الرجوع الى منهج الله تعالى فى حياتنا والاصل فى ذلك ما اشار إليه صلى الله عليه وسلم الى احد اصحابه ان يلتمس خاتم من حديد فالاعتدال هو الاصل وعدم المغالاة فى المهور والتيسير على الخاطب لقوله صلى الله عليه وسلم " اقلهن مؤنه اكثرهن بركه " وذلك حسب الاستطاعة .
ثانيا : ان يختار الانسان صاحب الدين الذى ان احبها اكرها وان بغضا لم يظلمها كما اشار بذلك رسول الله .صلى الله عليه وسلم.
ثالثا : القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى وعدم التطلع الى ما فى ايدى الناس فبعض الناس يقول ان فلان زوج ابنته بكذا وكذا وان ابنتى لا تقل عن ابنه فى شىء . اقول له اتقى الله تعالى ويسر يسر الله لك ولا تكن معوال هدم فى المجتمع وارضى بقسمة الله تكن اغنى الناس .
رابعاً : ضرورة التوسع فى إنشاء جمعيات خيرية لتيسير الزواج وهذه الفكرة قد انتشرت فى بعض دول الخليج واستفاد منها الكثير من الناس .
خامساً : الرجوع الى تعدد الزوجات وتأتى الدعوة الى تعدد الزوجات لتشكل حلا من حلول مشكلة العنوسة ولم يكن غربيا ان يؤكد مفتى عام السعودية وهيئة كبار العلماء " ان تعدد الزوجات امر قد شرعه الله تعالى ومن يشكك فى ذلك فهو ضال " وهذا بالضواط المشروعة فى تعدد الزوجات .واضيف فى ذلك ان التعدد امر هام فأين تذهب المطلقات والارامل اللاتى تحتاج الى رعاية والايتام هذا بالاضافة الى من فاتهن قطار الزواج . وبالتعدد تكون المرأه فى كنف رجل يحمى حقوقها ويتحقق الامان حتى لا تشيع الفاحشة وتكثر الرزيلة والدخول الى الباب الخلفى ..زواج عرفى ... زنا ... اقامة علاقات غير مشروعة ..الخ


وبذلك يتضح لنا الحل فى منهج الله تعالى الذى رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شتى مجالات الحياه والله الموفق .