منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات » كتاب جيب عربي؟

عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات منتدى مخصص لعروض الكتب المتخصصة وما يستجد من إصدارات ونشرات في علم المكتبات والمعلومات.

إضافة رد
قديم Sep-21-2007, 07:35 PM   المشاركة1
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي كتاب جيب عربي؟

كتاب جيب عربي؟
عبده وازن
كلّما حل الصيف تبرز ظاهرة كتاب الجيب ليس في العالم العربي طبعاً بل في أوروبا وفرنسا خصوصاً. هذا الكتاب الجميل بحجمه الصغير لا يحتاج القراء الفرنسيون الى مَن يذكّرهم به أصلاً، فهو رفيقهم شبه اليومي أينما كانوا، في المنزل أم في المترو أم في القطار والطائرة... لكن دور النشر التي تعتمد سياسة كتاب الجيب تنتظر بداية الصيف لتروّج هذه الظاهرة على نحو لافت وجاذب جداً. فالصيف موسم مهم بدوره مثله مثل موسم الخريف الذي تبدأ خلاله الحياة الثقافية كل سنة، والاستراحة الصيفية لا تعني في حساب المواطنين التخلي عن القراءة والانصراف الى اللهو والتسلية... فالكتاب جزء من العطلة وهي لا تكتمل من دونه هكذا يستعد الناشرون لهذا الموسم من خلال خطة مدروسة فيصدرون الكتب التي يمكن ان تقرأ على الشواطئ وفي الجبال، ويروّجونها في حملات اعلامية وإعلانية. وتؤدي الصحافة دوراً مهماً في هذا القبيل، كأن تعدّ الصحف والمجلات قوائم للكتب التي تنصح بها قراءها، مُفردةً صفحات لكتاب الجيب . ومرة أفردت احدى المجلات غلافها لما سمته قراءة الفلسفة على الشاطئ وحمل الغلاف صورة امرأة ممددة على الرمل تحمل كتاباً فلسفياً. وكتب أخيراً صحافي فرنسي مقالاً في هذا الصدد عنوانه السعادة في الجيب لا يزال كتاب الجيب كتاب الصيف بامتياز. عندما يهيئ المسافر حقيبته يضع تلك الكتب في الجيوب. انها زاده في العطلة، يقبل عليها بنهم حتى وإن كان على الشاطئ. وما أكثر الذين يقرأون وهم مستلقون تحت الشمس. وكم من فنادق ونوادٍ عمدت الى ارتجال مكتبات صغيرة على الشواطئ تستعار منها الكتب على اختلافها. هذه الظاهرة لا تعرفها شواطئنا وكيف لها ان تعرفها والكتاب يكاد يكون سلعة كاسدة في حياتنا وفي مكتباتنا نفسها تلك التي يتراجع عددها سنة تلو أخرى؟ حتى الآن لم يستطع الناشرون العرب ان يرسّخوا ظاهرة كتاب الجيب عربياً. بعض المحاولات التي قام بها قلة منهم، مشرقاً ومغرباً، لم يتسنَّ لها ان تثبت وأن تستقل كمشروع بذاته. ومعظم كتب الجيب التي راجت لم تكن مهمة ولا جديرة بالقراءة، إن لم تكن سطحية وتجارية ورخيصة في أحيان كثيرة. ويمكن استثناء عدد قليل منها لم يكتب له الرواج المفترض. وقد يكون الناشرون انفسهم وراء انحسار ظاهرة كتاب الجيب وكذلك القراء الذين لم يعتادوا هذا النوع من النشر الرائج جداً أوروبياً وأميركياً، ناهيك بما يعاني النشر العربي عموماً من أزمات وشجون تحول دون المضي بمثل هذه الظاهرة لا يستطيع الناشر العربي ان يحاكي الناشر العربي. هذا أمر لا جدال حوله، والقارئ العربي يختلف عن القارئ الأجنبي. الأرقام التي تُعمم حول مسألة القراءة تحسم دوماً هذا الشأن لمصلحة القارئ الاجنبي، حتى ليمكن القول ان القارئ العربي هو أشبه بالطيف وساعات قراءته لا يجدي حسبانها. واذا كان الكتاب العربي مأزوماً خلال المواسم التي يفترض انها مواسم القراءة، فما تراه يكون أمره خلال الصيف الذي يمكن وصفه بـ موسم هدر الوقت من دون أي إفادة؟ في العام 2003 احتفل مركز بومبيدو في باريس بالذكرى الخمسين لانطلاق كتاب الجيب الفرنسي وأقام معرضاً بديعاً يستعرض تاريخ هذه الظاهرة بالأغلفة وصور الكتّاب والحقول التي تتوزع فيها الكتب الصغيرة ، عطفاً على الوثائق والخرائط التي تكشف مسار هذه الكتب. وأبرز أول إحصاء للمبيعات أجري في العام 1959 رقماً مهماً حينذاك هو ثمانية ملايين نسخة. لكن هذا الرقم ما لبث ان تصاعد سنة تلو سنة وبلغ في العام 2005 مئة وثلاثين مليوناً. والآن أصبح كتاب الجيب تقليداً أدبياً وثقافياً وتجارياً إن أمكن القول، بعدما فرض نفسه في قلب ما يسمى الاستراتيجية التجارية لحركة النشر المعاصر في فرنسا وأوروبا وأميركا. والمنحى التجاري هنا لا يلغي البتة المنحى الأدبي والثقافي لهذا الكتاب الذي بات احدى الركائز الرئيسة لـ طرق القراءة. وإن بدت فرنسا شديدة الاهتمام بهذه الظاهرة وكأنها ظاهرة فرنسية صرف، لا سيما بعدما طوّرتها وبلورتها ضمن سياسة فريدة في النشر، فإن بريطانيا مثلاً كانت سبّاقة الى تبني هذه الظاهرة عبر بنغوين بوكس التي انطلقت في لندن عام 1935 وكذلك الولايات المتحدة التي انطلقت فيها عام 1938 سلسلة بوكت بوكس ... إلا ان كتاب الجيب الفرنسي يخضع لسياسة في النشر طليعية جداً وفريدة جداً، وبلغت مجموعاته ثلاثمئة وسبعين لدى الناشرين، وتوزعت حقول هذا الكتاب بين التاريخ والأدب القديم والجديد والدين والفن والجغرافيا والاركيولوجيا والأدب البوليسي والعلوم والعمل الموسوعي. وامسى هذا الكتاب هو كتاب الشباب بامتياز تبعاً لسعره المغري ولحداثته ومواكبته العصر في شتى الميادين ليت الحلم العربي بمثل هذا الكتاب الجميل والأنيق يتحقق يوماً ويصبح لدى القراء العرب موسم هو موسم كتاب الجيب سواء في الشتاء أم في الصيف. هذا الكتاب لا بد من إيجاده عربياً... ولكن متى؟



المصدر : صحيفة المؤتمر العراقية
الرابط : http://www.inciraq.com/pages/view_paper.php?id=6864












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتب المداخل في مجال المكتبات والمعلومات هدى العراقية عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 24 Aug-13-2017 06:37 PM
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
محتاج معلومات عن تاريخ الببليوجرافيا mr_heroo المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Jan-07-2009 08:55 PM
أكبر مكتبة الكترونية متنوعة السايح منتدى الدروس النموذجية 9 Sep-27-2007 11:45 AM
مكتبة الشيخ محمد نصيف الخاصة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة alhop منتدى الوثائق والمخطوطات 2 Apr-14-2007 05:52 PM


الساعة الآن 05:36 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين