[صناع الحياة]

الحمد لله الذى انزل القراءن وجعل ايته الاولى مدخلا للحكمة والعلم والبيان, وعلم ادم الاسماء كلها فجعله خليفة فى الارض قبل ان يبعث الله الرسل والهدى والاديان , وكرم الله بنى ادم بالعقل والخلق والمعجز وسخر له ما فى الارض جميعا اية من الرحمن.هذا هو الاسلام خلق الله,فارونى ماذا خلق الذين من دونه,وماذا قال الذين من دونه عن القراءة والكتابة؟ .
نحن نعلم اولادنا فى علم المكتبات والمعلومات ,ان فلسفة المكتبات والمعلومات تتركز فى القراءة ,وان علم المكتبات و المعلومات يركز على اختيار الاسماء والمصطلحات لتكشيف وتصنيف وتنظيم العلوم والمعارف حتى تكون القراءة اكثر افادة وملاءمة لمستويات القراء ,ثم نعلمهم كيف نسجل الكتاب تقليديا فى المكتبات او الكترونيا كما هو الحال فى مراكز المعلومات المتطورة.
ونحن نعتمد فى تدريسنا عادة على ما وصل اليه الغرب او الشرق من فلسفات او حقائق فى هذا المجال , ونقتبس احيانا ما قاله بعضهم.ان عصر ارسطو هو عصر التحول العظيم الى القراءة والى تجميع الكتب والاهتمام بالمكتبات وهى التى كانت بداية لتاريخ المكتبات الاوروبية . وهو قول غير منصف للتاثير الحضارى العربى على اوروبا فى هذا المجال. ويكفينا هنا ان نشير الى ان كتاب ارسطو الشهير (سر الاسرار) قد ظهر لاول مرة فى اوروبا كترجمة من العربية الى اللاتنية قام بها روجر بيكون كما اننا فى سياق تدريسنا لطلابنا ايضا فى هذا المجال نقتبس ما قاله رانجاناتان الهندى الذى يقول "ان لكل قارئ كتابا ولكل كتاب قارئا".
لسنا ضد ارسطو اليونانى ولا ضد رانجاناتان الهندى ولا ضد شيرا الامريكى فهم خلق الله جميعا , ولكننا ضد من يزعم ان هناك اصالة فيما يقولون وان ندرس لطلابنا ان هؤلاء هم الذين دعوا الى القراءة كمدخل للعلم والفن والادب وننسى ان الله سبحانه وتعالى قد جاءنا باصل الاصول كتاب الله وسنه رسوله ,كتاب الحضارة الاسلامية , حضارة القراءة والكتاب.
واذا كان ما سبق ان اقتبسته من كتابات علماء الغرب او الشرق عن القراءة , فان عملية التسجيل التقليدى او الالكترونى لا نجد اصولها فى الكتابات العلمية الحديثة للغرب التكنولوجى وحده ولكننا نجدها واضحة فى كتاب الله الكريم قراننا العظيم ولكن كيف؟
لقد ذهب الملحدون والكافرون –على سبيل المثال –الى القول بان العمل والكلام يفنيان بمجرد ان ينتهى الانسان منهما,وبمجرد ان تنتهى حياتنا الدنيا,فكيف ياتينا القران بالايات العديدة المخالفة ؟قال تعالى "يروا اعمالهم ".اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ". " وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد". "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ". وماذا يعنى هذا كله طبقا لمعاييرنا ومفاهيمنا المعاصرة ؟
انه يعنى ببساطة ان هذا القول القرانى المعجز , الذى جاء منذ اكثر من خمس عشرة قرنا من الزمان قد اثبته العلم الحديث فى القرن العشرين وما بعده فعلوم الاتصال والمعلومات بما فيها من دراسات وسائل توصيل المعلومات والصور كالتليفزيون والموجات القصيرة والاقمار الصناعية وغيرها تسمعنا وترينا فى كل يوم اشخاصا احياء او امواتا يعبرون بالكلمة والفعل عن نشاطهم فى الحياة الدنيا.
واذا كان تطور الوعاء الذى يسجل عليه الانسان افكاره وعلمه , هو تطور للمسيرة الحضارية فان التسجيل والاسترجاع الالكترونى المعاصر ,وهو مجال علم المعلومات عديدة اخرى قد اسهم فى تقريب الحقائق الدينية الى الاذهان وهى التى كانت عند بعض الناس غريبة لا تصدق فى قديم الزمان.
لم تعد القراءة ذات معنى واحد, والقراءة الان مكتوبة او مرئية او مسموعة , لم يعد الكتاب بالقلم ذا معنى واحد فقد تطورت الكتابة بالقلم المصنوع من الحديد والنحاس الى القلم الحالى الذى يكتب بالحبر او الرصاص او غيرها من المواد الى القلم الالكترونى الحديث الذى يكتب ويمحو من ذاكرة الحاسب الالكترونى ما نشاء.
لم يعد الكتاب شكلا واحدا فمن الكتب الموغلة فى القدم المسجلة على الخشب او الطين او ورق البردى الى الكتب المطبوعة على الورق العادى وهى التى نستخدمها الان ومنذ حوالى خمسمائة عام فقط الى الكتب الالكترونية الحديثة وهى التى لم تعد فى شكل مطبوع وانما هى مسجلة على الشرائط الممغنطة او الاقراص المدموجة التى تحتوى فى حجم الكف على شاشة عرض ومئات الملاين من الحروف والارقام والكلمات ولكن هذه الكتب الالكترونية المحفوظة فى ذاكرة الحاسب يمكن ان تسترجعها وتقراها ببرنامج خاص بسيط فتراها راى العين فى لمح البصر.
وهل ندرى ما هى اللغة التى يسجل بها الحاسب الالى الحروف كل الحروف والارقام انها اللغة الثنائية(Binary System) التى تشتمل على الواحد والصفر فقط وكان الاله تنطق بكل اللغات الدنيا , ان الله واحد وغيره عدم,وصدق الله العظيم فى محكم اياته قال تعالى :"وان من شيئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم".
واذا كان الله قد كرم الانسان بالعقل وجعله يصل الى كل هذه المنجزات ,الا يكون المخلوق عبدا شكورا ؟افلا يتفكر فى خلق السموات والارض؟ ويرددقال تعالى "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك : افلا يشهد بقدرة الله وحكمته وكلماته فى قرانه اللهم فاشهد فنحن نردد قولك الكريم قال تعالى "سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق " (صدق الله العظيم).
المرجع:
التكامل المعرفى لعلم المعلومات والمكتبات/احمد بدر.-ط1.-القاهرة:دار غريب,2002م.

[A_K_A_2006]

بارك الله فيك أختنا الفاضلة / صناع الحياة
وجزاءك الله خير
مع الدعاء بالتوفيق والسداد

تقبلي فائق إحترامي وتقديري

[عطاالله التركي]

مرحبا بك أخي صناع الحياة

وشكرا على الموضوع المفيد والممتاز

بارك الله فيك

ولك تقديري

[صناع الحياة]

بارك الله بالاستاذ عبد المطلب والاستاذ عطا الله التركى على مروركم و تمنياتى لكم بالتوفيق وجزاكم الله خيرا.