منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير الاجتماعية » استراحة المكتبيين والمعلوماتيين » المجاهد العربي رمضان السويحلي

استراحة المكتبيين والمعلوماتيين فضاء رحب من المتعة والفائدة معاً ضمن ضوابط المنتدى.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم May-31-2008, 08:41 AM   المشاركة1
المعلومات

ALYASEER86
مكتبي فعّال

ALYASEER86 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44033
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 116
بمعدل : 0.02 يومياً


إضاءة المجاهد العربي رمضان السويحلي


من هو رمضان بن إشتيوي السويحلي


هو رمضان بن اشتيوي ., ولد بمنطقة زاوية المحجوب بمدينة مصراتة .,
بعد استشهاد المجاهداحمد المنقوش تولى قيادة مجاهدي اقليم مصراتة
وكان مثالا للقائد المغوار ., لا تنقصه الفطنة ., ولا الذكاء .,
كان لحنكته الأثر البالغ في انتصار المجاهدين في معركة القرضابية الشهيرة .,
يقول عنه الجنرال الايطالي غراتسياني في كتابه نحو فزان ., : "
بتاريخ 29 ابريل 1915 وفي القتال الذي جرى مع قواتنا بقيادة الكولونيل أمياني ضد الثوار بقص ابوهادي والتي عرفت باسم (القرضابية)
غدر بنا رمضان السويحلي مع الفرق التي كانت معه وقد اكتسح بقواته قافلة الذخيرة والتموين وفتح النار على قواتنا ،
وفي ايام حكمه من 1915 الى 1918 وجه جميع أوامره دون هوادة تجاه كل من يذكر الايطاليين او يفكر في خدمتهم "".,.,
يعتبر مؤسس أول جمهورية في شمال افريقيا ., الجمهورية الطرابلسية والتي تبلورت فكرة تكوينها عقب هزيمة دول المحور
في الحرب العالمية الأولى وتوقف الدعم التركي- الألماني للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي.. وقد بدات الفكرة
في مدينة مصراتة على اثر اجتماع بين المجاهد رمضان السويحلي والشيخ سليمان باشا الباروني .,



علم الجمهورية الطرابلسية التي أسسها

ومما ذكره عنه الجنرال الايطالي غراتسياني في كتابه نحو فزان " في اثناء الحرب كان اكثر تقديماً وتفضيلاً لشجاعته واقدامه الذين يفوقان الحد الطبيعي
وكان اشد عدو للقضية الايطالية ولم يحجم عن عرقلة اعمالنا بأي وسيلة استطاع ولم يتردد مطلقاً في اظهار عداوته لنا "

والفضل ما شهدت به الأعداء .,

كانت نهاية المجاهد البطل غير متوقعة ., ولها تداعيات عديدة لا أريد التطرق إليها .,
الآن على أقل تقدير ., إلا أن استشهاده جعل الإيطاليين يشعرون بقدر كبيير من الراحة .,
وفي هذا المعني يقول غراسياني : " كانت نهايته من حظنا لان هذا الشخص كان يملك بشكل ممتاز صفة القائد المقدام بالاضافة الى تميزه العسكري وحنكته السياسية " .,


و هذه صورة للشيخ رمضان السويحلي




كان رمضان السويحلي – كما يبدو - رجلاً يجمع أكثر من شخصية في آن واحد، فمن تجلياته أنه في كثير من الأحيان كان رؤوفاً بقدر ما كان قاسياً، حتى أن قيل إن إيطالية أُسر علجها عند رجاله، فقصدت رمضان لفدية زوجها، فجبر بخاطرها، ولبى طلبها، فأطلق سراحه، شريطة أن لا يعود ثانية لمحاربتهم.





كما كان عادلاً في نظر كثير من المصراتية، فقد أكد لي البعض بأنه كان يؤمن بالقضاء المستقل، ولا يتدخل فيه، وكان يسهر على ذلك بنفسه، فكانت له فَرسان، سوداء، لحِلك القتال، وحمراء، للتجوال في السوق .. متفقداً الأسعار .. ممتشقاً بيده السوط .. لإنزال العقوبة بالمخالف، فعلى سبيل المثال كان يتفحص الميزان، بل يحشر يده داخل القصب حتى يتأكد من عدم تبلله بالماء، مما يزيد في وزنه عن الأصل، ويجلس في السوق على حصيرة يسمع شكاوى الناس ومظالمهم.

ولكن من الأمور التي أفسدت العلاقة بين رمضان وقيادات وأتباع السنوسية تنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة من الإخوان السنوسية، وهم أحمد التواتي ومفتاح الزوي وعبد الله الأشهب، وقام بدفنهم بدون غسلهم أو حتى الصلاة عليهم أو كما هو متواتر عند السنوسية، وللعلم أن القاضي الذي أصدر حكم الإعدام هو الشيخ السنوسي عبد العالي، علماً بأنه كان سنوسي التعليم والطريقة في مصراتة، ولكن تعليله كان أن ولاية وطاعة ولي أمر الديار مقدمة على الطريقة، ومع هذا كله استمر في سنوسيته.

عُرف عن رمضان السويحلي جزافه وتجاربه المثيرة، فعندما استشعر قوته في المنطقة، أراد أن يعزز سلطانه، فامتد شرقاً ليبسط نفوذه على برقة البيضاء، ولكن منعه لطيوش ورجاله بقيادة الشريف الحرنة، الذي اصطدم برجال السويحلي، فرجعوا من حيث أتوا، ولكن بعدما قتل الشريف الحرنة في المعركة، ليخلفه أخيه امهدي الذي تكفل بردهم إلى أن دخلوا حدودهم. وهذا عزز شكوك كثير من أهالي المناطق المتاخمة، وخاصة الشرقية، في نوايا رمضان وجهاده للمستعمر بل يجزم البعض بإنه كان رجلاً قبلياً، وزعيم محلة على عكس أخيه سعدون الذي يجله أهل برقة، حضراً وبادية، كشهيد من شهداء الجهاد المقدس. وهذا الرأي يجد قبولاً لدى المحلات المجاورة التي عانت من سطوة رمضان السويحلي لا سيما ورفلة. (1)

تفاقم الصراع بين صالح لطيوش ورمضان السويحلي على صحراء سرت إلى تقسيم عربان المنطقة الوسطى، فلم يكن لطيوش أقل عناداً أو شدة من السويحلي، فقد كان لطيوش صعب المراس أيضاً، حيث عُرف بين رجاله بـ "الأشكل"، أي الرجل صاحب الإشكال أو المشاكل، ولعل القصد منها هو ليس إفتعال المشاكل بقدر حلها بطريقة أو أخرى حتى وأن كانت عنفية، ولسوء حظ ضفتي صحراء سرت أن اصطدم رجالها في وقت كانت فيه أحوج إلى الوحدة والتكاتف بينهما، واحتدم الصراع بين الإخوة الأعداء، وزاد الطين بللاً بتدخل الشعراء، وهذا ما جسده هجاء الشاعر ناصر بوعثكلة الحسوني لأهل برقة، في دفاع مستميت عن رمضان السويحلي ضد صالح لطيوش، ما أدى بصالح لطيوش إلى تعميم ما قاله خصومه، وخاصة هذه القصيدة لبوعثكلة التي طرحها على شعراء برقة الموالين له، فرد بقوة على جماعة السويحلي أمير شعراء بادية برقة خالد رميله، لسوء حظ بوعثكلة، مما كفى به غيره. (2)





كان رمضان السويحلي .. رحمه الله .. يتجشم الصعاب .. لا تلين له قناة .. عُرف عنه الاعتزاز بالنفس .. وحبه للمنافسة .. وخاصة للسنوسية، حركةً ورجالاً، فلم يُذكر أنه اعترض على الطريقة أو الدعوة السنوسية، ولكن سياستهم ولواحقها، فلم يعترف بفرمان السلطان العثماني القاضي بتعيين السيد أحمد الشريف كنائب للسلطان في أفريقيا وقائد لجيوشها، ولم يلتزم بتطبيق القوانين والنظم العثمانية في هذا الشأن، وقد استعرت نار الفتنة بينه وبين السنوسيين وتأججت في أواخر عام 1918م.

خلافات السويحلي مع الضباط العثمانيين كانت معروفة ومعلنة كنوري باشا وإسحاق باشا، وكذلك خلافاته مع آل سيف النصر في هذا الصدد،(3) الأمر الذي حذا بالسويحلي لدرجة تدبير أمر القضاء على قافلة مبعوثة للسيد أحمد الشريف، كانت في طريقها لنجدة السيد من الشر والمجاعة اللتين وقع فيهما، مما أدى إلى قتل أفراد القافلة، ومصادرة ما فيها من أرزاق، حسب الرواية المتواترة المشوبة بشيء من العلل والخلل، ولكن هذا ما شهد به قاضي مصراتة، الشيخ محمد بن حسن عبد المالك،(4) فقال:

".. كنت أنا ومن معي وقت وقوع هذه النازلة الشنيعة بمعية السيد أحمد الشريف السنوسي، وقد بلغتنا قبل بلوغها للسيد بخمسة أيام، وكتمنا أمرها، حيث أن من حاشيته من يزين له أعمال رمضان، فلو سارعنا بإبلاغها وقتها، لقيل لنا أننا مفتنون، فوكلنا أمرنا للأيام والليالي ...". (5)

ينقل الدكتور المفتي عن الحاج علي عبد المالك حفيد القاضي المذكور أعلاه: بأن الشيخ محمد عبد المالك استقال احتجاجاً على إعدام الشيخ التواتي مبعوث السيد صفي الدين، وترك الشيخ القاضي مصراتة وأخذ معه أسرته، وللانتقام بعث السويحلي بجند قاموا بقطع أربعمائة نخلة في سانية القاضي. (6)

وهذا يحتم علينا بحث ودراسة سيرة هذا الفارس الكسير بتأني وشفافية، وبعيداً عن الحساسيات الجهوية والقبلية.

في حين يتناسى البعض أن رمضان السويحلي على الرغم من منافسته للسنوسيين قال ذات مرة: "أنا أفضل أن أكون في جانب السنوسيين على إيطاليا"، ولم يدرك الطليان هذا، إلا في قصر بوهادي (القرضابية) التي كانت رداً على المهانة التي لحقت بالطليان جراء هزيمتهم في فزان، حيث استرد المجاهدون مدينة مرزق، مركز فزان الرباط والاستبسال، وكانت مرزق الشرارة التي توالت بها النكسات والنكبات على الطليان، وبينما كان أجدادنا البواسل يجودون بالدماء، ويكتبون أمجاداً في الصحراء، ويرزقون الشهادة في وطيس يوم القرضابية، انضم رمضان بفطنة إلى المجاهدين..

" فصاح في رجاله: .. اضربوا ..
فسأله احد رجال حملته: نضرب خوتنا المسلمين ..؟
فقال رمضان: وين تبوا تضربوا .. اضربوا ..

وفي رواية أخرى صاح رمضان في أصحابه:

خوتكم المسلمين منصورين، واضربوا يا كلاب..
ومن ثم انطلق احد رجال رمضان، واسمه محمد النتير العامري، على جواده ويصيح:
الجهاد يا رسول الله .. يا مسلمين الله الجهاد .. (7)

فُوجهت فوهات بنادق المصارتة إلى صدور الطليان، التي أُريد لها أن تكون ناراً وحمماً على الأهل والأحبة، ولكنها كانت كالماء البرد على القلب الظمآن، ما أثلج صدور المؤمنين، وكانت تلك كارثة نزلت بالنصارى، وأدت إلى هزيمة ايطاليا في معركة القرضابية الشهيرة، فهاهو رمضان السويحلي ينقلب على الطليان ليقصم ظهر البغاة بعدما جاء ضمن جيش من المجندين من مصراتة وترهونة وزليطن ومسلاتة وورفلة، يقودهم العقيد انتونيو مياني، الذي أرغم أو أغرى بطريقة أو أخرى كل من رمضان السويحلي ليقود جيش مصراتة، والساعدي بن سلطان والمبروك المنتصر على جيش ترهونة، وكذلك محمود عزيز على جيش زليطن، وعبد النبي بلخير على جيش ورفلة .. الخ،(8) وإن كان عبد النبي قد انسحب من المعركة بدهائه المعروف مسرعاً نحو ورفلة، بعدما أعطى البنادق بذخائرها للمجاهدين، فقد ظن الطليان بأن هؤلاء القادة سيكونون أصدقاء أوفياء لهم ضد السنوسية(9) .. التي تمثلت في القادة أحمد سيف النصر وصفي الدين السنوسي وصالح لطيوش (10).. ولكن هيهات تموت الحرة، ولا تأكل من ثدييها.

القرضابية .. يا يوم مفاخرنا .. بك تزهو وتفتخر الأيام

سعدون المجاهد الشهيد ..

[IMG]file:///C:/Documents%20and%20Settings/F%20A%20Y%20E%20Z/Desktop/4407_3.gif[/IMG]

اختلاف رمضان السويحلي عن أخيه الصغير سعدون يكمن في أن الأخير أخذ الأصول العسكرية من المدرسة التركية، بينما رمضان كان مقاتلاً فطرياً وقائداً بالغريزة. فسعدون تمرس مع خريجي الكلية التي أنشأها نوري باشا في منطقة الملايطة بمصراتة، حيث جامع الغلابنة، الذين لمع من بينهم ابن غلبون، ذاك المؤرخ العظيم الذي يُعتبر أول ليبي وضع سفراً يحوي تاريخ ليبيا، وأخبار أهلها، حكاماً ومحكومين، وقد زرنا أطلال المدرسة النورية، والجامع الغلبوني، اللذين تمنينا على هيئة السياحة والجمعيات التي تعنى بالتراث أن تلتفت إليهما، وتعيد ترميمهما، هذا وقد قيل إن سعدون من أوائل من تخرج من تلك المدرسة، وتعلم الفنون القتالية الممنهجة.

سعدون لم يقابل الطليان إلا في ميادين القتال أو أسيراً سنة 1915م، بعد معركة القرضابية التي لم يشترك فيها، ولكن قبض الطليان عليه وعلى أخيه أحمد، انتقاماً من شقيقهما الأكبر رمضان، وتم نفيهما إلى جزيرة ساراكوزا بإيطاليا لثلاث سنوات، فكان سعدون أصغر المنفيين والمعتقلين من مصراتة، ومن ثم أُفرج عليه عام 1918م بموجب اتفاقية تبادل الأسرى بين الطليان وأخيه رمضان.

ولعل تفسير عدم لقاء سعدون بالطليان ما كان يردده أحد خيرة ضباطه، وأحد معاونيه، الشهيد عبد العاطي الجرم الحسوني، الذي كان يردد بيت شعر قاله المجاهد البطل محمد سوف المحمودي الذي يقول فيه:

دابين راسي حي فوق ظهر احصاني .. ما يسكن المسلم مع النصراني

قاتل سعدون الطليان في معركة الساحل، السلحيبة (النقازة)، والمرقب، وفي حيشان المقاصبة، وفي معركة يوم السبت التي استشهد فيها البطل عبد العاطي الجرم دفاعاً عن قصر حمد، وتميز سعدون عن رمضان بعلاقاته الطيبة مع الجميع، فقد كان سكرتيره علي المتجول، من بنغازي، وكان حوله شهداء أحياء من الجبل الغربي والزاوية الغربية والصيعان ومناطق الجوار كزليطن وقماطة .. إلخ، ومن ضباطه عبد السلام الشرقاوي (من بيت غيث في العبيدات)، هذا وقد طلب سعدون النجدة من ورفلة، فلم يبخلوا عليه، وهذا ليس بغريب على ورفلة، فلا يستغني أحدهما عن الآخر، لكثرة الاختلاط بين مصراتة وورفلة، وتشابك النسب بينهما.

ففزعت ورفلة ذات الشيم الأبية، والأبطال والشهداء، كرقيدي قمم الجبال الشامخة، الشهيد قضوار السهولي على قمة جبل عافية، والشهيد الفقيه محفوظ الحجازي على الجبل الأخضر، وغيرهما .. رجال كالصقور المنصورة .. لا تنزل إلا منازل عالية و"مقيومة" .. وصدق الشاعر عبد الواحد الجنجان الذي قال في أجواد ورفلة قصيدة طويلة منها:
سلامي علي جملة جبا ورفلة كبار الذما يومة دعاك الغدّة

ووقف مع سعدون تحديداً الطبول من ورفلة، وما أدراك ما الطبول، صناديد وأصحاب مواقف مشرفة، خاصة يوم القرضابية بقيادة البطل حمد سيف النصر، فأرسلوا الإبل والرجال لمساعدة سعدون.

اللافت للنظر أن سعدون رفض الثارات، وخاصة من قتلة رمضان، وبذلك وأد الفتنة، كما رفض الهجرة، وأصر على الشهادة، ففاز بها وهو يقاتل في معركة المشّرك سنة 1923م، وكان في الثلاثين من عمره، ودفن سعيداً وحيداً بجوار قارة السدادة، وكان من بين من استشهد معه محمد الدكام الطبولي، (12) وعندما استشهد سعدون بكاه الناس لفروسيته، ولكن كان لنحيب الحرائر صداه، خاصة تلك التي قالت:

حيه صبحيه .. حيه صبحيه
قبل البيت منور دافي
تمه يهبهب ريح عليه

وأخرى تبكي حال آل السويحلي بعدما كانت لهم الصولة والجولة في المنطقة .. هاهم اليوم لاجئون .. شُرد .. لا كفيل لهم .. ولا محام .. فقد ذُبح رمضان .. وقُتل سعدون .. وهاهو إبراهيم الذي لم يدخل عقده الثالث بعد .. يسقط مضرجاً في دمائه .. فتبكي ثكلى .. وتنوح مفجوعة بصوت عال:

اللي طاح جابر البيت .. اليوم يا مخاميس افزعن

وباستشهاد سعدون ومن ثم إبراهيم، وتلك كانت سنوات عصيبة، قريبة من بعضها، أثخنت بجراحها المتتالية ليس فقط آل السويحلي بل الوطن المنكوب ..





سبق وأن أوعز إبراهيم ابن رمضان إلى نصف عرب مصراتة وحلفائهم، بالهجرة، وخص السويحلية، ليتفرغ للقتال، وقال البقية تبقي، لآن الوطن أُخذ، والأرزاق شُحت، فلجأ رجاله المقاتلين بعد استشهاده بقيادة عبد الهادي القماطي إلى الجبل الأخضر، فدعاهم القائمقام الفضيل بوعمر بإيعاز من الشيخ عمر المختار، ورحب بهم، وطلب منهم الانضمام إلى إخوانهم المرابطون للطليان في تلك الهضاب والوديان، ففرح فرسان مصراتة، وتناسي ما كان بينهما من حزازات وعُرفوا بعدها في برقة بـ طابور السويحلية، إكراماً لقيادة آل السويحلي لهم، وأحياناً تسموا بـ عرب مصراتة أو عرب الغرب .. وإن تعددت الأسماء فهي أخوة الدين والوطن والعهد، ونال من حالفه الحظ منهم الشهادة على سفوح الأشم الأخضر، والبعض هاجر مع إخوانهم البرقاويين إلى مصر، وتوزعت إقامتهم بين الإسكندرية والعامرية والحمام ومطروح والسلوم، كما أقام بعضهم في القاهرة والصعيد،(13) وبعضهم واصل مسيره إلى فلسطين لمقارعة الإنجليز هناك، حتى قيل إن الكومندار عبد الهادي القماطي استشهد في فلسطين .. هنيئاً له .. هذا وقُدر عدد "السويحلية" بحوالي 170 إلى 200 مقاتلاً من مصراتة، وقد انضمت هذه القوة تحت قيادته الشيخ عمر المختار مباشرة، وتسمت بطابور المعية.

وأرادت إيطاليا إذلال أهلنا بفرض التجنس على الليبيين بالجنسية الإيطالية، ففي مصراتة انبرى لها العلماء مثل رمضان بوتركية واحقيق والمغراوي وبوالنصر والميساوي، ورفضوا أن يصادقوا على تلك المراسيم بطبع أختامهم عليها، وأصرت إيطاليا على ذلك، وأرادت لهم الإعدام، ولكن نجّى الله، ومُكن لهم، بتراجع الحاكم الإيطالي، حتى أن الشاعر حنيش قال فيهم :

وطني برزوا فيه فحوله .. ما طبعوا له .. تبعو قول الله ورسوله

وحتى في ديار الهجرة عاش المصراتية مع بقية إخوانهم بكرامة وكبرياء على الرغم من ضيق اليد، وعندما أزفت الساعة لتحرير الوطن تناسوا الماضي الشائك، ولبى بعض قياداتهم ووجهائهم النداء، فانضموا إلى مشاورات الإسكندرية والقاهرة، ما أدى إلى تأسيس الجيش السنوسي في التاسع من أغسطس 1940م، الذي تحالف مع الفيلق الثامن البريطاني لمحاربة قوات المحور (إيطاليا وألمانيا) في مصر وليبيا، وكان في مقدمتهم أحمد اشتيوي السويحلي،(14) شقيق رمضان وسعدون، وعلي محمود لاغا، والأخوين حسين ومحمد عبد المالك، وكذلك علي عبد المالك الفقي، وهو منطقة الرملة في مصراتة، الذي نال شرف رفع علم الجيش السنوسي لأول مرة في منطقة الكيلو 9 بالقاهرة، ويجب إلا ننسى دعم التجار المصراتية بمصر كالحاج الصديق بن إسماعيل الكوافي الذي دفع بابنه، نوري الصديق، إلى التجنيد ليخوض المعارك، ومن ثم يتدرج في صفوف الجيش ليصبح القائد العام للجيش الليبي في العهد الملكي، وقد قابلت الحاج نوري الصديق (2006م) في طرابلس، وأجريت معه لقاء مطولاً، ورأيت فيه من ثقافة شعبية، وعالمية، شعراً، وأدباً، وخلقاً، ما تأسفت به على ما حل بجيشنا هذه الأيام.









عقد الاجتماع بتاريخ 9 أغسطس 1940 في منزل الأمير إدريس السنوسي بحي الزمالك بالقاهرة، وتقرر فيه تشكيل (جيش) لتحرير ليبيا، وضمت الصورة المرفقة أدناه الشخصيات الليبية التالية 15)





الصف الأول جلوساً:
الأمير إدريس وعن يساره السيد إبراهيم أحمد الشريف السنوسي وخلف الأمير إدريس واقفاً عبد الحميد عقيلة أحد أعيان قبيلة الجوازي بمصر والشاعر المشهور.

الصف الأول وقوفاً من اليمين:
عمر فائق شنيب، المستر براملي (القوات البريطانية)، طاهر المريض، علي محمود لاغا، حمد بالعجول الدرسي.

الصف الثاني من اليمين:
اقطيط موسى الحاسي ـ (؟؟؟؟) ـ الحاج محمد الروياتي ـ حسين عبد المالك ـ عروق بومازق.

الصف الثالث:
عبد الحميد العبار، صالح لطيوش، أحمد الشتيوي السويحلي، عبد الجواد...

الصف الرابع:
محمد سالم قصيبات، محمد اقطيط، ناصر الكزة، غرياني بومفتاح، قدور بريدان، خليل العريضة.

الصف الخامس:
(؟؟؟؟) ـ علي صالح جعوده، محمد جمال الدين باشاغا ـ (؟؟؟؟) ـ عبد الحميد بومطاري الزوي، سعيد شلبي، محمود بوهدمة، عبدالجليل سيف النصر، الحاج يونس البشاري ـ (؟؟؟؟) ـ (؟؟؟؟).



واتمنى ان تكونوا عرفتم من هو رمضان السويحلي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. راجع: العيساوي، محمد الأخضر - رفع الستار عما جاء في كتاب عمر المختار، صـ 35-54، 48، 64.
2. نجم، فرج عبد العزيز - سير الأجداد بين الابتلاء والغبن والتخوين صـ 56-58.
3. هويدي، مصطفى علي - الحركة الوطنية في شرق ليبيا، صـ 166-167، 170.
4. راجع: العيساوي، محمد الأخضر - رفع الستار عما جاء في كتاب عمر المختار، صـ 54.
5. هويدي، مصطفى علي - الحركة الوطنية في شرق ليبيا، صـ 164.
وللتنويه والإضافة فقد أخبرني صديق مصراتي بأن من قطع طريق قافلة السيد أحمد الشريف، وقتل الرجال كان: الكومندار الجمل ..؟ من منطقة الرملة، وقد أراد البيّ رمضان الاقتصاص منه وقتله، ولكن والدة رمضان أقسمت عليه بأغلظ الأيمان بأنها ستقطع الثدي الذي رضع منه ..؟ إذا ما مس الرجل بسوء، فيما يبدو محاولة أخيرة وحاسمة لوقف نار الفتنة التي كانت مصراتة في غنى عنها.
6. المفتي، محمد محمد - الوطن الذي يسكننا (هامش) صـ111.
7. القشاط، محمد سعيد - القرضابية صـ 39.
8. راجع: مدلل، أحمد عطية - معركة القرضابية 1915م صـ 49.
9. راجع: العيساوي، محمد الأخضر - رفع الستار عما جاء في كتاب عمر المختار، صـ 28-31.
10. القشاط، مصدر سبق ذكره صـ 57، 63.
11. صورة الشهيد سعدون منقولة عن تغطية للأستاذ أبوبكر البغدادي بعنوان "معرض الجهاد الوطني الأول بمصراتة" في موقع جيل بتاريخ 4/2/08م.
12. راجع: المصراتي، علي مصطفى سعدون البطل الشهيد صـ 217، 244، 267-275.
13. المنتصر، محمد حسن، الصلات التاريخية بين مسراتة ومصر، نشر في موقع ليبيا جيل - الثلاثاء 16 مايو 2004م.
14. وبعد تحرير ليبيا رجع إلى الوطن وعاش في مصراتة حتى وفاته عام 1962م.
15. نقلاً عن موقع أخبار ليبيا الالكتروني بتاريخ 30 يونيو 2006م













  رد مع اقتباس
قديم May-31-2008, 08:57 AM   المشاركة2
المعلومات

ALYASEER86
مكتبي فعّال

ALYASEER86 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44033
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 116
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

[IMG]file:///C:/Documents%20and%20Settings/F%20A%20Y%20E%20Z/Local%20Settings/Temporary%20Internet%20Files/Content.IE5/XF7CEKCY/libya[2].gif[/IMG]












  رد مع اقتباس
قديم Jun-01-2008, 01:19 AM   المشاركة3
المعلومات

الاء المهلهل
رئيسة قسم المكتبة
والطباعة والنشر
بمعهد التخطيط
طرابلس

الاء المهلهل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 12923
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 880
بمعدل : 0.13 يومياً


افتراضي

رحم الله المجاهد رمضان السويحلي



والله يرحم والديك على النقلة الحلوة منك
جميل ان يتعرف العالم على اعلام ليبيا
شكراً لك












  رد مع اقتباس
قديم Jun-01-2008, 01:51 AM   المشاركة4
المعلومات

hanbezan
د. حنان الصادق بيزان
مشرفة منتديات اليسير
أكاديمية الدراسات العليا

hanbezan غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2972
تاريخ التسجيل: Mar 2003
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 397
بمعدل : 0.05 يومياً


ممتاز

الله يبارك فيكم












التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم)
صَدَقَ اللّهُ العظيم
  رد مع اقتباس
قديم Jun-01-2008, 03:27 AM   المشاركة5
المعلومات

ALYASEER86
مكتبي فعّال

ALYASEER86 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44033
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 116
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

والدينا ووالديك اختى الاء و البركة في الجميع اختي حنان و اشكركم على مروركم












  رد مع اقتباس
قديم Jun-03-2008, 07:35 AM   المشاركة6
المعلومات

على عاشور
مكتبي جديد

على عاشور غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 39044
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 4
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

بارك الله فيك اخى على هذا التفصيل لاحد شخصيات ليبيا المجاهدة












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشروع الفهرس العربي الموحد ولاء شيخ المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 9 Oct-16-2014 11:03 PM
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
الفهرس العربي الموحد عبدالله الشهري منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 21 May-03-2009 09:43 AM
أدب الأطفال وتجربة ثقافة الطفل : الواقع والآمال د.محمود قطر عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 3 Feb-04-2007 11:03 PM
وداعا ً رمضان el_khater منتدى الدروس النموذجية 12 Oct-26-2006 07:13 PM


الساعة الآن 03:53 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين