[سعاد بن شعيرة]

تقرير يفضح الوضع الكارثي للأرشيف في 5 ولايات
ذاكرة الجزائر في الأقبية وأطنان من الوثائق الرسمية تحرق دون رقابة
أكد أمناء المحفوظات بخمس ولايات هي سطيف وبرج بوعريريج وبجاية وميلة وباتنة على الوضع الكارثي لأرشيف مختلف المديريات والإدارات العمومية والدوائر والبلديات. وحذر أكثـر من 40 إطارا في مجال الأرشيف عبر الولايات الخمس من ضياع ذاكرة الجزائر الحقيقية منذ ما قبل الاستعمار، في ظل غياب تصور واضح لحفظ الأرشيف.
كشف التقرير المفصل الذي تم إرساله من طرف هؤلاء إلى وزير الداخلية والمدير العام للأرشيف الوطني، عن الحالة المزرية التي يعيشها الأرشيف الوطني في هذه الولايات، فبولاية سطيف تم حسب هذا التقرير إتلاف الكثير من الوثائق الهامة دون علم أهل الاختصاص، وذلك بعد أن تم تسليم العديد من المديريات مقراتها الجديدة بالحي الإداري في عين تبينت، حيث شوهدت آلاف الوثائق مبعثـرة بما فيها الجريدة الرسمية تتناثـر هنا وهناك دون أي اهتمام، والغريب في الأمر أن هذا التاريخ صادف الاحتفال العالمي للوثيقة. فيما عرفت ولاية ميلة جريمة حقيقية في حق الذاكرة الجماعية، حين تم وضع أرشيف المديريات تحت الأرض، أين تتسرب المياه المستعملة بالتوازي مع انتشار الروائح الكريهة والكوابل الكهربائية المتناثـرة، مما يجعل احتمال وقوع شرارة كهربائية أمرا واردا في كل حين. وهو حال الأرشيف أيضا بولاية بجاية، أين توضع كل الوثائق القديمة في أقبية شبهها الأرشيفيون في تقريرهم بمستودعات الحيوانات، أين تتوسط أجهزة التدفئة المركزية والخردوات.
أما بولاية برج بوعريريج، فقد بين التقرير كيف أن المقرات التي خصصت للمديريات التنفيذية التي هي قيد الإنجاز، لم تأخذ في الحسبان تخصيص قاعات للأرشيف، حيث يتم حرق أطنان من المراسلات والوثائق الإدارية من حين إلى آخر دون استشارة أهل الاختصاص بحجة تطهير سجلات الإدارات.
من جهة أخرى، كذب الأرشيفيون وأمناء المحفوظات، كل ما جاء في التقارير التي تم توجيهها إلى المديرية العامة للأرشيف من طرف مختلف المديريات بالولايات المذكورة، وطالبوا بكشف النقاب عن الوضع الكارثي للأرشيف، خاصة ما تعلق بظروف عملهم التي أثـرت على صحتهم، حيث يعاني العمال من أمراض مختلفة نتيجة تلوث الهواء والأتربة وقلة النظافة، زيادة على غياب سياسة أمنية واضحة لحماية الوثائق الإدارية المهمة، والتي تطلبها الجهات الأمنية والقضائية في كل مرة، فيما تبقى استفادات العمال من الترقية والمنح المختلفة أمرا بعيد المنال في ظل عدم اهتمام الإدارة عموما بهذا القطاع الحساس.

المصدر

[خير جليس في الأنام]

ليس حال الولايات السالفة الذكر كحال ولاية الجلفة التي أعمل بها أرشيفي .

فقد كرهت هاته المهنة بسبب التهميش الإداري واللامبالاة من طرف الرؤساء وعدم إحترام الأرشيفي وعدم توفير الجو المناسب للعمل . همهم الوحيد هو التخلص من الوثائق الموجودة بمكاتبهم لتبقى المكاتب نظيفة فقط لا يراعون آجال حفظها على مستوى مكاتبهم.

لا زلت أعمل بأرشيف يقبع تحت الأرض ( قبــو ) به خردوات الإدارة القديمة من تجهيزات والمكان لا يتناسب مع المواصفات المحددة حسب المناشير التي بحوزتهم .