منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » من المكتبات الوقفية بحلب

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Nov-25-2009, 11:00 AM   المشاركة1
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب من المكتبات الوقفية بحلب

من المكتبات الوقفية بحلب

حلب
ثقافة
الأربعاء25-11-2009
محمد صبحي المعمار
اعتنى المسلمون بالمكتبة حتى أصبحت ظاهرة حضارية من ظواهر ملكهم وعظمتهم الذي امتد في أوسع أنحاء المعمورة حيث اطلع المسلمون الفاتحون على ثقافات ولغات استطاعوا بواسطتها

ومن خلال كتبها ومكتباتها وثقافتها وعلمائها أن يكونوا حضارة مازالت آثارها ساطعة رغم امتداد يد الغزاة إليها حرقاً وتخريباً وسرقة وسوف أحصر هذه المقدمة بشكل مختصر جداً على مكتبات بغداد دون التوسع في حواضر المسلمين فقد انتشرت المكتبة في كل أصقاع العالم الإسلامي والعربي. بنى العرب المسلمون بغداد في القرن الثامن الميلادي وحولوها إلى أهم مركز سياسي وثقافي للعالم الإسلامي ففي هذه المدينة ابتداء من القرن التاسع الميلادي وحتى سقوطها بأيدي المغول سنة 1258م تطور إنتاج الكتاب بشكل لا مثيل له في ذلك الوقت, فمن بين هواة جمع الكتب الكبار في بغداد يحتل الخليفة هارون الرشيد مكانة خاصة أما ابنه المأمون فقد أسس (بيت الحكمة) الذي ضم مرصداً فلكياً ومكتبة ضخمة وإلى جانب بيت الحكمة كانت هناك مكتبات أخرى في بغداد ومن أهم تلك المكتبات التي أسسها في نهاية القرن العاشر الميلادي الوزير (صبر بن ارادشير) وقد كانت أيضاً في إطار أكاديمي وقال عنها ياقوت الحموي (لا يوجد في كل العالم كتب أجمل مما في هذه المكتبة) وكانت مكتبات المدارس أيضاً غنية بالكتب وخاصة التي بناها الخليفة المستنصر فقد كان طلبة العلم الذين يرغبون بتكوين مكتبات خاصة بهم يحصلون بالمجان على الورق والأقلام لنسخ ما يريدون من الكتب ففي بغداد الكثير من المكتبات الخاصة التي كان بعضها يحتوي على كتب ذات قيمة كبيرة, ومن بينها نذكر مكتبة المؤرخ (الواحدي). ولم تكن بغداد وحدها تحتكر وجود المكتبات في العالم الإسلامي إذ انه وجدت في المدن الأخرى كسمرقند والبصرة والقاهرة والقيروان وبخارى ودمشق وحلب، مكتبات كبيرة وكثيرة أوقف لها البانون من حكام وأمراء وأغنياء الأوقاف التي تفي بحاجة خدمتها وصيانتها واستمرارية عطائها. وفي مدينة حلب مكتبات رائعة وعظيمة تضم مخطوطات ومراجع مهمة جداً سكنت البيوت العزيزة والجوامع والتكايا والزوايا لكن يد الزمان والإنسان امتدت إليها فأنزلتها من عليائها، إلى أن جاء من مد لها يد العون فجمعها وحواها وحاول إنقاذها وهذه مسيرة طويلة مرت بها المكتبات الوقفية بحلب من المكتبة الخاصة إلى المكتبة العامة في مكتبة دار الأسد بدمشق فهي من نتاج علماء وكبراء وأمراء حلب الشهباء. قبل أن تؤسس دائرة الأوقاف الإسلامية بحلب داراً للكتب الوقفية الإسلامية وتجعل مقرها (المدرسة الشرفية) كانت تسكن هذه الكتب والمكتبات عدداً من الجوامع والزوايا والتكايا والبيوت مثل خزانة الجامع الأموي الكبير- خزانة المدرسة الخسروية - خزانة المدرسة الأحمدية - خزانة المدرسة العثمانية - الزاوية الوفائية - خزانة آل الجزار - خزانة الشيخ أبو يحيى الكواكبي - التكية المولوية والهلالية وغيرها حيث لا يتسع المجال لذكر جميع الأماكن. من المكتبات الوقفية بحلب - خزانة الجامع الأموي الكبير كانت تلك الخزانة ضخمة تضم نفائس كتب الدين والأدب والتاريخ وعلوم الحديث وكتبه وقد ازدادت كتبها حين تولى أمور الديار الحلبية بنو حمدان فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام ما نصه (كان بجامع حلب خزانة للكتب وكان فيها عشرة آلاف مجلد من وقف سيف الدولة بن حمدان). وقد كان لهذه الخزانة قيمون يتولون الإشراف عليها وممن حفظ لنا التاريخ أسماءهم من هؤلاء القيمين أبو المحسن ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب النحوي الحلبي. ويظهر أن هذه المكتبة ظلت تتلاعب فيها الأيدي بعد انقراض الدولتين الحمدانية والمرداسية ولكنها ظلت عامرة على الرغم من ذلك إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية على يدي صلاح الدين الأيوبي وقادته فسيطروا على المؤسسات العامة ومن بينها خزائن الكتب في القاهرة ودمشق وحلب. ويذكر ابن خلكان في ترجمة تاج الدين محمد الخرساني المسعودي (حكى أبو البركات الهاشمي الحلبي لما دخل صلاح الدين إلى حلب سنة 579هـ نزل المسعودي المذكور إلى جامع حلب وقعد في خزانة كتبها الوقف وكان محلها في الجهة الشرقية واختار منها جملة أخذها (مجموعة كتب) لم يمنعه منها مانع وقد رأيته يحشوها في عدل). ويبدو أنه قد ظلت خزانة جامع حلب موجودة طوال العصور المتأخرة ويقول الدكتور طلس انه وجد في كثير من الوقفيات الحلبية التي وقفها أصحابها على الجامع المذكور ذكراً لكتب ورسائل وآثار كانوا يقفونها على طلاب العلم في الجامع المذكور. وقد أدرك الدكتور طلس في القاعة الموجودة في شرق المسجد خزانة كتب ضخمة هي التي وقفها في فجر هذا القرن الوجيه الحلبي محمود الجزار حين قرر نقل خزانة كتبه إلى الجامع الأموي الكبير وقد ظلت هذه الخزانة في الجامع المذكور إلى أن نقلتها إدارة الأوقاف الإسلامية إلى المدرسة الخسروية في سنة 1341هـ ثم نقلتها ثانية إلى دار الكتب الوقفية الإسلامية التي أنشأتها في المدرسة الشرفية سنة 1345 هـ حين عزمت على نقل ما تبعثر من كتب المدارس والزوايا والتكايا والترب في حلب إلى مكان واحد وهو المدرسة الشرفية وأسمتها (دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب). - خزانة عبد القادر الجابري هو الحاج عبد القادر بن مراد الجابري الحلبي المشهور بحاجي أفندي كان من فضلاء أسرة الجابري وكان يحب اقتناء الكتب فجمع لنفسه خزانة نفيسة فيها المطبوع والمخطوط. يقول الشيخ راغب الطباخ (وقف مكتبته عند ولده الحاج مراد أفندي إلى سنة 1343هـ فسعيت في نقلها إلى المدرسة الشرفية في منتصف جمادى الأولى سنة 1345هـ وهي ستمئة مجلد. وقد نقل ما بقي من هذه الخزانة إلى دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب. - خزانة السياف الجزار بنو السياف أسرة عريقة في حلب ظهر منها جمهرة من الأعيان وأهل الفضل وفي مقدمتهم (أحمد الجزار بن عبد الرحمن) وقد نشأ احمد نشأة علمية صالحة ولما ظهرت مواهبه وميله للعلوم وبخاصة الرياضي منها اعتنى به أبوه أشد عناية واستحضر له المعلمين والفلكيين والنساخ وبعث له البعوث تجمع الكتب والمخطوطات الرياضية والفلكية. قال الشيخ راغب الطباخ في ترجمته (تلقى مبادئ العلوم على أفاضل عصره ثم وجه عنايته إلى العلوم الروحانية وعلم الهيئة والفلك فمهر بها وصار من النابغين المشار إليهم ولصرف عنايته بهذه الفنون اقتنى واستنسخ كتباً كثيرة منها فصار لديه منها ومن غيرها كتب قيمة نادرة المثال واعتنى أيضاً بشراء الآلات الفلكية فحصل على نفائس منها). وقد آل جميع ذلك إلى ولده محمود أفندي الجزار الذي تلقى عنه هذه العلوم وشاركه فيها مشاركة حسنة ولكن الابن انصرف إلى أعماله الخاصة بعد وفاة والده ولم يعد مهتماً بالعلم كاهتمامه من ذي قبل, فرأى بسديد عقله أن يوقف هذا الكنز من التراث العلمي على أهل مدينة حلب لتكون تحت تصرف أهل الفضل والباحثين فنفذ ذلك في شوال سنة 1311هـ. وقد بلغ عدد كتب هذه الخزنة النفيسة نحواً من ثمان وسبعين وثمانمئة كتاباً ومخطوطاً أكثرها في علم الفلك والرياضيات وكان مع هذه الخزنة بالإضافة إلى كتب التراث كثير من الآلات الرياضية والأدوات الفلكية مازالت موجودة حتى الآن وعددها 34 قطعة وجعل مقر الكتب والآلات في الجامع الأموي وجعل الشيخ أحمد الترمانيني قيماً عليها ووقف عليه داراً يسكن فيها وخصص له مرتباً يتناوله مقابل إشرافه عليها ومعاونته الطلاب والباحثين. وقد ظلت هذه الخزانة في الجامع الأموي إلى أن أسست مديرية أوقاف حلب دار كتبها في المدرسة الشرفية فتحولت هذه الكتب والآثار إليها. هذه نماذج من مكتبات حلب الوقفية أوردتها على سبيل المثال لا الحصر ففي بيوت حلب العامرة سكنت أعداد من هذه المكتبات التي حوت نفائس الكتب والمخطوطات وفي جوامعها وتكاياها وزواياها كانت ثروة من الكتب لعبت بها يد الزمان فآلت إلى الضياع والتشتيت والتفتيت إلا بقية وجدت من امتدت يده إليها فجمع ما استطاع جمعه وحفظه في المكتبة الشرفية ثم رحلت هذه الكتب إلى مكتبة الأسد في دمشق.‏

الرابط
http://jamahir.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=49185299620091124234425












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دور أخصائي المكتبات في تنمية الوعي الثقافي للمجتمع من خلال المكتبات العامة Sara Qeshta المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 15 Feb-03-2013 05:25 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
تغطية ندوة المكتبه الوقفيه بالمملكة العربية السعودية محمد حسن غنيم عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 1 Aug-06-2007 03:02 PM


الساعة الآن 12:31 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين