منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات » العالم الالكتروني : الوسائل والمحتوى والمزايا والسلبيات

عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات منتدى مخصص لعروض الكتب المتخصصة وما يستجد من إصدارات ونشرات في علم المكتبات والمعلومات.

 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 1.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم Nov-11-2006, 11:23 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي العالم الالكتروني : الوسائل والمحتوى والمزايا والسلبيات

العالم الالكتروني

الوسائل والمحتوى والمزايا والسلبيات

المصدر
مختارات من القسم الاول من كتابه قانون الكمبيوتر وتحديدا الفصلين الرابع والسادس / المحامي يونس عرب ، منشورات اتحاد المصارف العربية ، 2001 .


ما هذه الحمى ؟؟؟؟؟ ما سر الحرف E ، التراسل الالكتروني ، التجارة الالكترونية ، الاعمال الالكترونية ، الحكومة الالكترونية ، التعليم الالكتروني التدريب الالكتروني ، النشر الالكتروني ، الدليل الالكتروني ، التقاضي الالكتروني ، كل شيء الكتروني ..
اينما اتجهت ثمة حواسيب ووسائل اتصال واجهزة نعرف شيئا منها وكثير لا نعرفه ، انها في الحقيقة واسطة النشاط في عصر الكتروني ، انها ادوات اقتصاد المعرفة وراس المال الفكري انها وسائل راس مال المعلومات ، تماما كما كانت الالة وحفارات النفط العملاقة سمات عصر راس مال الموجودات - الطاقة ، المادة . وهي وسائل تفرض وجودها وتخترق حياتنا دون استئذان ، ودون ان تتيح لنا فرصة خيارات القبول والرفض ، سيما ان كنا نلحق بالعربة ( التكنولوجيا ) وتجرنا الى ما تستهدي هي به من ملامح الطريق (1).
" سيكون المحرك الاقتصادي economic engine للاقتصاد العالمي الجديد مكونا من صناعات الانفوميديا - وهي الحوسبة ، والاتصالات ، والالكترونيات الاستهلاكية . وهذه الصناعات هي اكبر الصناعات العالمية الان وأكثرها دينماكيا ونموا ، حيث بلغ رأس مالها في 1995 اكثر من 3 ترليون دولار . وسيكون عصر الانفوميديا اعظم انطلاقة واضخم تعزيز على مدار تاريخ الاقتصاد العالمي ، خارج نطاق المجال العسكري ، وسيكون محرك التقدم للتكتلات الاقتصادية التجارية العظمة - اسيا وأوروبا وامريكا - في القرن المقبل (2).
قد يتصور البعض ان العالم الالكتروني هو الانترنت فقط ، واخرون قد يرونه نظم الحوسبة التي نضطر للتعامل معها في المكتب والمطار والبنك والمؤسسات التي نرتادها وغيرها ، وبعضهم قد يرونه ما نتلقاه من معلومات مالية عبر الهاتف الخلوي او جهاز البيجر ، وبعضهم قد يرونه كل ذلك ، لكنه في الحقيقة ليس ايا من هذه ، وان كانت جميعها وسائله وعناصر تحتل رقعا جغرافيا على خارطته .


1- ثورة المعلومات وتقنية المعلومات

ان اهم مشكلات التعامل مع عصر المعلومات اغفال اطاره التقني العام وحركة التاريخ الذاتية التي ينطوي عليها ، من هنا يعدو مهما ان نتبين موضع مكونات تقنية المعلومات في اطار سياقها الاستخدامي والتارخي معا وفي اطار مفهومها الشامل ، وهو ما ننوي القيام به في هذا الفصل الموجز .
1-1 في المعلومات ، الاهمية والتدفق :-


نحيا في الوقت الحاضر ، تجليات ثورة التقنية العالية High – technology revolution ، نحيا عصر التغيير الجذري في نشاطنا وعملنا وحتى تفكيرنا. وقد تمايزت وتباينت رؤية الدراسات والمؤلفات منذ اواسط السبعينات في وصف واقع ومحددات ومستقبل هذا التغيير ، وتباينت التعبيرات المستخدمة للدلالة عليه ، فجرى التعبير عن هذا التغيير الجذري بثورة التقنية العالية ، عصر تقنية المعلومات ، مجتمع المعلومات ، ثورة الحاسوب ، انفجار المعلومات ، مجمع الاتصال دون حدود ، الانفجار التقني الثورة ما بعد الصناعية ، وغيرها الكثير من الاوصاف والتعبيرات الدالة عليه . وجامع هذه الدراسات – أو غالبيتها ، التأكيد على ان العصر الذي نعيش قد دخل ، تحديدا منذ الثمانينات ، مرحلة جديدة ، ابرز ملامحها السيل المتدفق من المعلومات العصية عن الادراك لحجمها وتنوعها وكثافة بثها ، وهو ما استتبع الاتساع والنماء العريض لوسائل التقنية ( التكنولوجيا ) العالية المتصلة بتقنية المعلومات ووسائل الاتصال .
لقد ثابر الجنس البشري على قياس مدى ما احرزه من تقدم من زاوية التكنولوجيا ، ومنذ فجر التاريخ كان كل عصر يأخذنا قدما على نحو اكثر سرعة من العصر الذي سبقه . فالعصر الحجري ظل قائما لملايين السنين ، الا ان عصور المعادن التي تلته قد دامت لفترة لا تزيد عن خمسة الاف سنة. وقد قامت الثورة الصناعية بين اوائل القرن الثامن عشر واواخر القرن التاسع عشر ، أي انها استغرقت 200 عام على وجه التقريب ، واحتل عصر الكهرباء 40 عاما بداية من اوائل القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية ، أما العصر الالكتروني ( عصر الكمبيوتر) فلم يدم سوى 25 عاما بالكاد ، في حين بلغ عصر المعلومات 20 عاما من عمره مع نهاية التسعينات وحان الوقت لاعادة التفكير في عالمنا هذا بدلالة تكنولوجيا اليوم(3).
وترتبط المعلومات Information بمختلف جوانب حياتنا ، وتمثل ركيزة نشاط الإنسان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ، تهئ المعرفة بالواقع ومشكلاته وابعاد هذه المشكلات ، وتتيح مكنة اتخاذ القرارات في كل ما يتطلب الوقوف عليه أو مواجهته رد فعل انساني واتخاذ موقف بشانه .
وللمعلومات تعريفات متعددة ، بل وكثيرة ، تتباين فيما بينها تبعا لزاوية الرؤيا ومعيار التعريف وموضوع العلم الذي تعرف في نطاقه ، لهذا وجد للمعلومات تعريفات " فلسفية ومعرفية ودلالية واجرائية ورياضية وادارية " ولا ادل على مدى اهمية المعلومات من اطلاق وصف " مجتمع المعلومات Information Society على مجتمع اليوم ، فالمعلومات كما يرى العالم البريطاني John Naisbitt هي " المورد الاستراتيجي في مجتمع اليوم ، لا رأس المال فقط ، وانتاج المعرفة قد اصبح مفتاح الانتاجية والمنافسة والانجاز الاقتصادي " (4) .
ان ادراك المجتمعات لاهمية المعلومات في شتى جوانب حياة الفرد والدولة ، ومختلف مناحي النشاط الانساني ، خلق الدعوة إلى وجوب حماية حق الإنسان في المعلومات عبر اسباغ الحماية على تدفق وانسياب المعلومات والحصول عليها من جهة ، وتوفير الادوات القانونية لمنع الاعتداءات على هذا الحق من جهة اخرى . ان الحق في المعلومات يتخذ موقعه بين طائفة الحقوق المؤسسة على التضامن الاجتماعي بين الافراد ( الجيل الثالث لحقوق الإنسان ) اكثر مما يعتمد على العلاقة بين الفرد والدولة " . ويعتبر الحق في المعلومات وما يتعلق به من حقوق اخرى كالحق في الحياة الخاصة والحق في الملكية الادبية للمعلومات " من اهم صور هذه الحقوق الجديدة .(5).
والمعلومات بازدياد مطرد يصعب تتبعه ، اذ تشير الدراسات الحديثة الى ان السنوات العشر الاخيرة شهدت كما من المعلومات يعادل كافة المعلومات التي انتجتها البشرية على مدى القرون المنصرمة ، بل ان معدل دورة اعادة انتاج معارف البشرية معرض للانخفاض بشكل حاد ، ولا ندري ان كنا سنكون امام واقع تعاد فيه انتاج كافة معارف البشرية في سنة مثلا . كما ان مصادر الحصول عليها بازدياد ونماء ايضا ، وهذا بدوره – عوضا عما يعكسه من مشكلة رئيسة في الحصول على المعلومات – أساس السعي لايجاد وسائل فاعلة لجمع المعلومات وحفظها وتخزينها واسترجاعها ، أو بمعنى اخر ، المحرك الرئيسي لوجود وتطور وسائل تقنية المعلومات للقيام بهذه المهمات ولمواجهة التسارع الهائل في زيادة مصادر المعلومات المكتوبة الذي يدلل عليه ارتفاع اعداد الدوريات المطبوعة من (10000) في عام 1900 إلى عشرة مليون عام 1985.(6)وقد اتخذت الجهود العلمية في التغلب على مشكلة التزايد اللامحدود في حجم وصعوبات تقصي المعلومات خلال الاعوام الاربعين المنصرمة ، مسارين رئيسيين ، " تمثل ( اولهما) في تركيز العديد من دراسات علم المعلومات على التحسين والتطوير في عملية فهم طبيعة المعلومات ومكوناتها وكيفية حصرها وتجميعها وتبوبيها وتصنفيها وتحليلها بهدف الاستفادة منها بفعالية عظمى ، وتمثل ( ثانيهما ) في ظهور ورواج مستحدثات تقنية متقدمة للتحكم في المعلومات وتجميعها ومعالجتها واختزانها واسترجاع وتحسين الانتفاع به ، كالحاسبات وتقنيات المصغرات الفلمية والاقراص الليزرية ووسائل الاتصال والائتمار عن بعد ، التي يشكل تزاوجها واندماجها ما يعرف بتكنولوجيا ( تقنية ) المعلومات Information Technology .
ان المعلومات هي موضوع التقنية العالية ، أو على نحو ادق البيانات الخام ، والمعلومات الناتجة عن معالجة البيانات ، والتي توصف في نطاق الحوسبة بالمعطيات DATA ، وهو وصف اكثر دقة باعتبارها بيانات مدخلة ( تعطى ) للحاسوب لمعالجتها وتقديمها لمتلقيها كمعلومات مخرجة . والمعلومات ( موضوع التقنية العالية ) ، لها قيمة بذاتها ، كتعليمات برامج الحاسوب أو البيانات والمعلومات الشخصية أو المحمية أو السرية لقيمتها الاجتماعية أو السياسية أو العسكرية ، ولها قيمة بما تجسده من اصول واموال كالبيانات المالية .
فمنذ تحول أداة التعامل التجاري من العملات المعدنية إلى الورق النقدي بدأت مسيرة تحول المال إلى معلومات ، فالورقة النقدية ، من أي عملة كانت ما هي في الحقيقة الا معلومات تتمحور حول التزام الدولة باعادة الدفع لحاملها ، وهي في الحقيقة لا تمثل اية قيمة في ذاتها وتتمثل قيمتها في الغطاء الذي تملكه الدولة ، اما الشيك كورقة تجارية ، فشأنه شأن غيره من الأوراق التجارية ، يحتوي فقط على معلومات ، وفي حالته فان هذه المعلومات توجه للبنوك لتغيير حسابات العملاء .
والتجارة ، ربيبة المال ومصدره ، " تعتمد في حقيقتها على المعلومات ، المعلومات عن البضائع والخدمات ، والمعلومات عن الاسعار والنقل والشحن والتخزين والمعلومات الخاصة بالدفع " (7)ومنذ فجر تبلور النشاط المصرفي والتعامل بالمال ، قام هذا النشاط وتطور بالاستناد إلى المعلومات وما من شك ، ان حركة المال ، وجودا وتعاملا ، في نطاق العمل المصرفي والاستثمار والتسوق والتوزيع والتمويل ، تتأثر بشكل رئيس ، بثورة تقنية المعلومات ، والتغيير الجذري في الوسائل التقنية لمعاجلة البيانات
ان المعلومات لم تعد فقط مادة البحث العلمي ، والتعليم بمراحله ، والتدريب وتاهيل الموظفين واستراتيجات القيادة والادارة ، وعناصر المنافسة في الانتاج ، وخطط التسويق والاعلان ، واستراتيجات تقديم الخدمات ، بل اصبحت محددة الفعالية والقدرة لكل ذلك وغيره ، فلا عجب اذا ان تصبح الانترنت في ايامنا هذه مخازن لمليارات ( الصفحات ) من المعلومات والوثائق السياسية والتاريخية والتجارية والثقافية والعلمية والعسكرية والجغرافية والسياحية والقانونية وغير ذلك ، وبيئة لملايين المواقع الخدمية والتجارية وغير الربحية والحكومية والشخصية ، ولا عجب ان يتسابق القاصي والداني الى احتلال موقع ضمن هذه الشبكة ، من الانسان الفرد الى اعظم مؤسسات علوم الفضاء ، ومن المؤسسات والهيئات الاهلية الى الحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية (8).
هذا الكم المتدفق من المعلومات عصي عن الادراك دون وسائل الحفظ والاسترجاع والمعالجة والخزن ، اننا حتما سنغرق في اكوام الورق ان لم يتفتق العقل عن ابداع وسائل حفظ للبيانات والمعلومات بكل صورها ، واننا ايضا سنعجز عن الوصول الى المعلومة التي نريد في اي حقل ان كانت طريقتنا التنقيب في ملايين الصفحات التي تغطي ربما موضوعا واحدا فقط ، من هنا كانت الحاجة الى وسيلة تبويب لهذه المواد ، وتبسيط لعمليات استراجعها ، وتقليص لمساحة حفظها ، وفوق ذلك قدرة وسرعة على تبادلها مع الغير ، ومن هنا كانت ولادة وسائل الحوسبة ووسائل الاتصالات ليخلق دمجهما في مرحلة لاحقة تقنية المعلومات او التقنية العالية التي لما تزل فتوحها العجيبة مجرد افتتاحية لما سياتي .

1-2 في تقنية المعلومات واجنحتها – تحديد عام

التقنية العالية او تقنية المعلومات ، هي النظم الالية او الالكترونية للتعامل مع المعلومات، ادخالا ومعالجة واسترجاعا ونقلا وتبادلا وتفاعلا ، وتشمل وسائل الحوسبة والاتصال وما نتج عن اندماجهما من وسائط تقنية عالية ، ولتصل عمليات الدمج مداها في تركيز كل الانجازات في جهاز واحد ، ومن جديد لا يوجد للتعبير عنه احسن من العودة للجذور ، فيكون هذا الجهاز نظام الكمبيوتر Computer System .
اذن موضوعات التقنية العالية في الحقيقة موضوعان ، الحوسبة والاتصال ، تم ميلاد ونماء كل منهما في خط مستقل ، ففرضت الحاجة ادماجهما لتحقيق عمليات معالجة البيانات من جهة وتبادلها من جهة اخرى ، وافرز هذا الدمج المفهوم الجديد لتقنية المعلومات .
التقنية العالية High Technology ، تقنية المعلومات Information Technology، عصر المعلومات Information Era ، طريق المعلومات السريع SuperhighwayInformation ، عصر الاتصال communication Era ، عصر التشبيك ( دلالة على تشابك نظم الحوسبة عبر شبكات المعلومات ) ، جميعها وغيرها تعبيرات لعصر الاعتماد على المعلومات كمحدد استراتيجي للاعمال والانتاج والقرار في الدولة الحديثة ، وليس المراد المعلومات بذاتها ، انما القدرة على توفيرها ، ومعالجتها وتخزينها ، وتبويبها ، واستعادتها ونقلها ، وتبادلها ، والتوثق الشامل من دقتها والافادة منها.
وانجاز ذلك كله لا يتحقق دون اعتماد نظم الحوسبة ( الكمبيوتر ) بمكوناته المادية والمعنوية فهو يتيح ادخال البيانات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها لكن هذا الجناح من جناحي التقنية العالية لا يحقق سائر متطلبات عصر المعلومات ، وتحديدا نقلها وتبادلها واتاحة الوصول اليها في كل وقت ، خاصة بالنسبة لقواعد المعلومات ، من هنا تدخلت نظم الاتصال لتحقيق ذلك فمثلت الاتصالات الجناح الثاني للتقنية العالية حيث اتاحت الربط بين نظم الكمبيوتر المختلفة وقواعد البيانات والانتقال من عهد الحوسبة المغلقة الى الحوسبة المفتوحة او اللامركزية .
لقد كانت الثمرة الحقيقية للدمج بين الحوسبة والاتصالات ، ما يعرف بشبكات المعلومات ، والتي تقع الانترنت في مقدمتها لما تتميز به من شمول وسعة ، لا في المحتوى فقط ، بل بعدد مشتركيها وبروتوكولات تبادل النصوص والمعلومات المعتمدة في بيئتها ، وما تحققه يوما بعد يوم من الدمج الرهيب بين الوسائل المرئية والسمعية ، وسائل الصوت والصورة ، الاداء والحركة ( الوسائط المتعددة ).
ان وسائل الحصول على المعلومة تتجه نحو المطلق في المدى ، واللامتناهي في الخيارات لاتاحة توفير المعلومة للراغب بها في كل وقت وفي أي مكان .
ان مفاتيح ادراك المعلومة في عصر المعلومات ، التعامل المجمع والواعي مع عناصر التقنية العالية :- ، الحوسبة ، والاتصالات ، والشبكات ، والوسائط المتعددة . وتاليا تحديد عام لهذه الموضوعات .

1-2-1 اما الحوسبة او ( الكمترة ) (9)

فهي النظم الالية لتجميع البيانات ومعالجتها وفق الغرض المقصود من جمعها وتخزينها واتاحة استرجاعها ، وترجع بداياتها الفعلية كاجهزة الكترونية الى ثلاثينات القرن العشرين حيث انطلقت مشاريع تصميم واختراع الحواسيب ضمن اطار المجهود الحربي والسعي للتفوق ، وضمن المشاريع العلمية البحثية الاستراتيجية لجهة توفير اجهزة آلية تكون قادرة على جمع اكبر قدر من المعلومات وتوفيرها لمتخذ القرار .
والحاسوب او الكمبيوتر بمفهومه الاساسي ، هو الاجهزة المادية والكيانات المنطقية (البرمجيات ) ، وفي الحقيقة يستقل كل قسم منها في وقتنا الحاضر من حيث آليات واستراتيجيات التطوير والانجاز حتى اصبحنا امام صناعتين متميزتين في حقل الكمبيوتر ، صناعة الاجهزة (Hardware) وصناعة البرمجيات ( Software ) واصبحنا ايضا امام قواعد تسويقية وتجارية بل ونظم اجتماعية وثقافية وقانونية تتمايز في ميدان كل قسم من هذين القسمين المكونين لعلم الكمبيوتر:-
فمن حيث اجهزة الكمبيوتر المادية ( Hardware ) :- فانها تشمل الاجهزة ذات الكيان المادي التي نشاهدها ونصفها بالكمبيوتر ، وهي اجهزة ادخال البيانات ، كلوحة المفاتيح مثلا المشابهة للآلة الكاتبة ، واجهزة معالجة البيانات ، وتتضمن وحدة المعالجة المركزية والروابط الداخلية التي توضع داخل صندوق الكمبيوتر ، واجهزة اخراج المعطيات كالطابعة التي تزودنا بالوثائق المخزنة بشكل مطبوع على الورق ، وهذا اسهل وابسط توصيف لجهاز الكمبيوتر . وعلى مدى الاعوام الستين المنصرمة تطورت اجهزة الحوسبة تطورا هائلا لا يقابله أي تطور او تسارع في أي انجاز علمي او حضاري آخر ، حتى اصبحت الدقيقة الواحدة في وقتنا تشهد العديد من المنجزات ، فالحواسيب تحولت اعتبارا من عام 1939 الذي شهد تصميم اول حاسب الكتروني -من أجهزة معقدة كبيرة الحجم غالية الكلفة ، الى الحواسيب الميكرونية والى الحاسوب على الشريحة عالية التقنية والشريحة البيولوجية و امكن حمل الحاسوب في الجيب او حتى تصميمه على اداة بالغة الدقة كالقلم إلالكتروني او الزر الإلكتروني .، وتنامت سرعاتها وقدرتها التخزينية ومقدار انجازها من حيث عدد العمليات في الثانية الواحدة بشكل مذهل يتزايد يوميا بما يتطلب المتابعة الحثيثة لتطوير نظم الحواسيب لمواكبة العصر . (10).
اما الكيانات المنطقية او المعنوية - البرمجيات ( Software ):- فانها الاوامر المرتبة التي تتيح للاجهزة المادية للكمبيوتر القيام بمهامها ، وبدون البرمجيات تصبح الاجهزة المادية مجرد كتل حديدية وبلاستيكية دون فائدة ، وتنقسم البرمجيات بوجه عام الى قسمين :- الاول :- البرمجيات التشغيلية او برمجيات النظام Operating or System Programs وهي التي تتيح لاجزاء الكمبيوتر العمل معا ، وتتيح عمليات التشغيل واغلاق النظام واشهرها في وقتنا الحاضر برامج ويندوز 95 و98 و2000 ، ونظام التشغيل ( يونكس ) وتعرف بيئة الكمبيوتر وما يتقبله من تطبيقات باسم برنامج التشغيل ( فنقول البرامج العاملة في بيئة ويندوز 95 مثلا ) . اما الثاني :- فيتمثل بالبرمجيات التطبيقية Application Programs ، وهي التي يقوم كل منها بمهام محددة في انجاز الاعمال المطلوبة ، ( كبرمجيات تحرير النصوص ومعالجة الكلمات ، مثل برنامجWord -وورد 97 ، او برمجيات الجداول المحاسبية مثل Exel اكسل ، وبرنامج التصميم مثل اوراكيل ، وبرنامج الرسوم - فوتو شوب وغيرها ) . ولم يتوقف التطور في حقل الكمبيوتر عند الكيانات المادية للحواسيب ، بل شهدت الكيانات المنطقية ( البرامج ) تطورا مذهلا ربما هو الاوسع والاسرع - نقلها من اداء المهام الحسابية الى مهام الادارة والتحكم ، وينقلها في وقتنا الحاضر الى مهام اتخاذ القرار كما هو الحال في تقنية برامج الذكاء الصناعي التي تحقق انجازها في اكثر من حقل ولا تزال تخضع للتطوير تمهيدا لاستخدامها التجاري الواسع .
ان البرمجيات هي الكمبيوتر في وقتنا الحاضر ، والكلف المالية تتصل بها لا بالاجهزة لما تشهده من تطور وتحديث ، وهي موضوع ابداعات العقل الفكري في حقل الكمبيوتر ، ويتنافس المبرمجون على تقديم الابرز والاميز منها ، وهي محل اتفاقيات الترخيص بالاستخدام التي تثير جدلا قانونيا واسعا فيما تفرزه من اشكالات وتحديات قانونية .




1-2-2 الاتصالات ( Telecommunication ) :-

وتمثل الاتصالات الجناح الثاني للتقنية العالية ، وهي في وجودها اقدم من الحوسبة ، انطلقت مع اختراغ التلغراف ووسائل ( الابراق ) ومن ثم الهاتف فالطابعات البعدية التي تطورت الى التلكس ، ومرت ضمن مسيرة تطور هائلة انتقلت فيها من الاعتماد على الربط السلكي الى الربط اللاسلكي ، وتطورت الى اعتماد تقنيات الائتمار عن بعد واستغلال الاقمار الصناعية ، وفي ميدان الربط السلكي ذاته انتقلت من الاعتماد على اسلاك النحاس الى الكيابل الضوئية ذات القدرة العالية على التبادل الثنائي للبيانات ونقل كميات هائلة منها في اجزاء من الثانية ، ويشهد وقتنا الحاضر فتوحا جديدة في حقل الاتصالات ، ابرزها قرب الاعتماد على الشبكات الكهربائية لنقل البيانات . وفي حقل التقارب مع الحوسبة كان اهم فتح في حقل الاتصالات الانتقال الى النقل الرقمي للبيانات ، أي تحويل النصوص والصور التناظرية الى وحدات رقمية محمولة عبر وسائل الاتصال ، وفي هذا الحقل تحققت فتوح متتالية اعتمدت تقنيات مختلفة ، فكانت ولادة الفاكسملي ومن ثم الربط بين الحواسيب وبناء شبكات المعلومات المحلية والاقليمية ومن ثم العالمية التي تمثل الانترنت ابرزها واوسعها على الاطلاق .

1-2-3 الشبكات والوسائط المتعددة

اذن الحوسبة مناط بها ادخال البيانات ومعالجتها وخزنها واعادة استرجاعها ، والاتصالات مناط بها توفير واسطة نقلها وتبادلها ، ولينجز ذلك لا بد من شبكات ، هذه الشبكات بدات من مفهوم الشبكة السلكية احادية النقل في عصر التلغراف ، لتمر عبر تطور هائل استثمر في بناء شبكات الهاتف العامة والشبكات الخاصة والشبكات المنطقية وشبكات المدن والشبكات العالمية ، وليتفتق العقل عن قواعد تتيح نقل البيانات عبر هذه الشبكات ، فنشأت علوم البروتوكولات الاتصالية التي لولاها لما امكننا ان نجلب نصوصا وصورا عبر الانترنت .
والحاجة الى ادراك المعلومة لم يقف عند حد ادراك النص المكتوب ، فكان لا بد من ادراك ملفات الحركة والصور والصوت والفيديو وغيرها ، لتبدأ مسيرة الوسائط المتعددة التي هي في احدث تجلياتها ليست مجرد وسائط للوصول الى الصور والصوت والحركة بل هي وسائل تفاعلية ما بين المعلومة والانسان ، فتحت الطريق امام تقنيات ظنها البشر سحرا ، اذ اتاحت مثلا الافتراض التخيلي او الحقيقة الوهمية او التخيلية او الافتراضية والتي من خلالها ينتقل الانسان الى الوسط الذي يشاهده ويتفاعل مع عناصره واشخاصه ، ولم يعد تبادل المعلومة في عصر الوسائط المتعددة مقتصرا على ايصال واستقبال المعلومة ذاتها ، بل تواصل الافراد معا بالصوت والصورة وحتى بالوجود الافتراضي معا في ذات البيئة .

1-3 الانترنت – ملامح وتطبيقات

ان الانترنت هي اكبر شبكة اتصالات ، انها البديل النظري للعالم الجغرافي ، والانترنت في الواقع ليست شبكة اتصالات تجارية ، كما انها ليست شبكة اتصالات واحدة بالمعنى الحرفي بل هي عدة شبكات اتصالية فردية وجماعية ومجموعة كمبيوترات متناثرة وموزعة في جميع ارجاء العالم مرتبطة معا في كتلة لم يتبلور لها شكل معين حتى الان ، انها اتحاد كونفيدرالي مفكك الاوصال على الرغم من انها لم تبدأ بالاصل كذلك . والانترنت مملوكة لكل الافراد والمؤسسات لكنها ليست مملوكة لاحد ، وليس ثمة جهة ادارة مركزية او تحكم وان كانت دول شمال الغنى سعت وتسعى لتملك ثروة المعلومات وواسطتها الانترنت لتظل مجسدة لمفهوم دول شمال المعلومات في مواجهة جنوب القفر.
فقد ظهرت الانترنت الى الوجود كثمرة لمشروع حكومي امريكي بدء تنفيذه عام 1960 وتحقق وجوده النهائي عام 1969 وقد سمي ( الاربانت - ARPA net ) كلفت بتنفيذه وكالة مشروعات البحوث المتقدمة ARPA- Advanced Research Projects Agency التابعة لوزارة الدفاع الامريكية ومن هنا اكتسبت الشبكة التسمية المشار اليها ، وقد استخدمت في البداية للاغراض المتعلقة بعلوم الكمبيوتر والمشروعات الهندسية المرتبطة بشكل مباشر بالامور العسكرية وقد اصبحت هذه الشبكة رابطة اتصال حيوية فيما بين المتعاونين من اماكن نائية في تنفيذ المشروعات ، لكنها ظلت من الناحية العملية غير معروفة خارج نطاق نشاط وكالة مشروعات البحوث المتقدمة .
في عام 1989 قررت الحكومة الامريكية وقف تمويل الاربانت ووضعت خطط لانشاء خلف تجاري لها في شكل شبكة تقرر تسميتها الانترنت وقد اشتق الاسم من اسم البروتوكول الاساسي للاتصالات وظل اغلب مشتركي الانترنت من بين العلماء داخل الجامعات والشركات العاملة في صناعة الكمبيوتر الذين استخدموها لتبادل البريد الالكتروني .
والانترنت شبكة الشبكات ، انها ببساطة وسيلة اتصالية عالمية تتيح ربط نظم الحاسوب - سواء مفردة او نظما مرتبطة ضمن شبكات اصغر محلية او اقليمية او دولية - ببعضها البعض ، اما وجه الابداع في الانترنت فهي ان أي مستخدم لحاسوب مرتبط بها ( أي مرتبط بالشبكة ) يمكنه الوصول الى المعلومات ( ايا كان شكلها ) المخزنة ضمن الحواسيب ونظم التقنية الاخرى والتشارك مع الاخرين في العمل في نفس الوقت ، وان آلية الوصول غير محددة بمسار اتصالي معين ( أي من نقطة الى نقطة كما في الهواتف بوجه عام ) ، وانما بصورة عشوائية بحيث وبمجرد طلب عنوان موقع معلوماتي معين يمكن لحاسوب المشترك ان يصل اليه من أي مدخل اتصالي باعتبار ان كافة المشتركين على شبكة دولية اتصالية واحدة تتكون من مجموع شبكات الاتصال العامة .
والانترنت وسيلة سهلة واسهل بكثير مما يعتقد غير المتعاملين مع التقنية ، لذا يتعين ان لا نخشى نحن مجتمع القانونيين من التعامل معها والافادة من مزاياها العملية (11).

1-3-1 الانترنت - متطلبات الاستخدام وعناوين المواقع

يلزم لمستخدم الانترنت جهاز كمبيوتر عادي يتضمن من بين تجهيزاته وسيلة ربط بشبكة الاتصال عبر الهاتف ، والوسيلة الشائعة في المرحلة الحالية من تطور التقنية هي ( الموديم ) المشار اليه اعلاه ، وهو اما خارجي او متضمن داخل الكمبيوتر . اضافة الى هذه التجهيزات المادية يتعين ان يتوفر في نظام الكمبيوتر واحد من برمجيات التصفح ، واشهرها متصفحا ( نتسكيب ) و( اكسبلورر ) وهناك العديد غيرها ، وقد اصبحت المتصفحات متوفرة ضمن نفس نظام التشغيل المزود به الكمبيوتر عند شرائه ومتوفرة ايضا مجانا في العديد من مواقع الانترنت .
فاذا ما توفرت هذه المكونات يلزم ان يشترك المستخدم مع احد مزودي خدمة الانترنت في منطقته ، وهي شركات تعرف بـ ( مزودي خدمات الانترنت ) ISPs- Internet Service Providers ، تتيح وصول مشتركيها الى كافة الشبكات . ( مع الاشارة ان الاشتراك عبر شركات التزويد ليست الطريقة الوحيدة لدخول شبكة الانترنت لكنها الطريقة الاسهل والاقل كلفة ) .
ومتى ما تحققت هذه العناصر فان المستخدم قادر على الدخول الى الشبكة(12)من خلال استخدام اسمه ( اسم المستخدم User name ) وكلمة السر Password العائدة له ، وكلاهما يزودان للمستخدم عن طريق الشركة المزودة للخدمة مع قدرته على تغيير كلمة السر متى ما اراد . ومتى ما تحقق الدخول للشبكة يمكن للمستخدم التنقل من موقع الى آخر عن طرق وضع عنوان الموقع في الخانة المخصصة .
اما عن عنوان الموقع ( اسم الموقع - اسم النطاق او اسم الميدان Domain Name ) ، فهو عادة يتكون اما من ثلاثة اقسام او اربعة اقسام رئيسة :-
اولها :- ( http://) الرمز الدال على لغة البروتوكول المستخدم في نقل وتبادل النص وتعني لغة ترميز النصوص الفائقة وهو برتوكول نقل الملفات على شبكة الويب. اما اشارة ( //: ) فانها تنبه برنامج المتصفح الى ان الكلمات التالية لهذه الاشارة سوف تكون عنوان الموقع الفعلي URL والتي تفصل اقسامه نقاط ( دوت ) ، ولكن عدم ايراده في العنوان لا يؤثر على الوصول للموقع لانه متضمن ضمن النظام
ثانيهما :- ما يمكن تسميته بالمكان العام للموقع والشائع ان يكون ( الويب ) ويرمز له بالاحرف WWW كاختصار لعبارة World Wide Web ، وتعرف الموقع كجزء من الشبكة العالمية ، وهي اختصار لعبارة الويب وهي مجموعة فرعية من الانترنت تستخدم النصوص والرسوم والصوت والفيديو وبعض المواقع لا توجد في هذا الموضع ( الشبكة ) لكنها الاقل شيوعا .
أما الجزء التالي فهو حقل الاسم الذي يتم تسجيله من قبل الشخص او الشركة لدى جهات تسجيل اسماء النطاقات ويمثل اسم الموقع المعين وهو شبيه بالاسم التجاري المميز للمؤسسات والاشخاص ( مثلا Arabia on line او NIC وهو اختصار ( مركز المعلومات الوطني ) او CNN وهكذا).
اما الجزء الاخير فهو ما يعرف باسماء النطاقات العليا (اسم النطاق الاعلى ) التي امست مثارا للجدل ، وهي الرمز الدال على صفة او طبيعة الموقع مثل com للدلالة على الموقع التجاري ( اختصار لكلمة commercial ) او org دلالة على مواقع المنظمات ( organization ) او net دلالة على ان الموقع شبكة ، وتشمل اسماء النطاق الاعلى ايضا gov وتعني موقعا حكوميا ، وedu وتعني موقعا تعليميا ، و org وتعني منظمات او هيئات . ويمكن ان يلحق هذا الجزء جزء اضافي يشير الى البلد ولكل دولة رمز خاص بها ، فبريطانيا مثلا يرمز لها بالرمز UK ، والاردن JO ، ومصر EG وهكذا .
وكما اشرنا فانه يفصل كل جزء عن الاخر في العنوان ( نقطة- Dot ) ، وبالاضافة الى العناصر الرئيسة للعنوان التي تؤدي الى الصفحة الرئيسية في الموقع يمكن ان يتضمن العنوان كلمات اضافية تعبر عن اجزاء الموقع تفصلها عن القسم الرئيس من العنوان اشارة ( / ).

1-3-2 الانترنت - المميزات التقنية

ظل تشبيك اجهزة الحاسوب معا ، بشبكات خاصة ام عبر شبكات الهواتف ، هاجس مبدعي النظم التقنية ، لكن كانت على الدوام عوائق الكلفة ومدى الفعالية ومشكلات توافق انظمة الحواسيب معا والحاجة الى نقل الملفات ومشكلات سعات النقل ومعيقات حركة التبادل عوامل مثبطة للهمم ، لكنها ايضا كانت وراء التفكير المبدع في بناء الانترنت التي كان عليها ان تتحلى بميزات تكفل اجتياز هذه العقبات ، فكان يتعين ان تقوم فكرة التشبيك عبر الانترنت على توفير قواعد تبادل النصوص والملفات وقدرتها على انجاز هذه المهنة ، وتوفير نموذج مالي مقبول ما دام الخيار استغلال الشبكات الهاتفية ، نموذجا يتيح الخروج من مأزق الكلف الباهظة مقابل استغلال شبكات الاتصال التي تؤدى بدلات استخدامها تبعا لوقت الاستعمال والمسافة.
ان الوضع المتفرد للانترنت ينشأ عن عدة عناصر ، اولها البروتوكولات الاتصالية وهي مجموعة قواعد تحدد الطريق التي تتصل بها الة بأخرى ، والبروتوكول الرئيسي للانترنت هو ما يعرف ببرتوكول ضبط الارسال/ بروتوكول الانترنت TCP/IP ) ) ، فبرتوكول الانترنت IP هو مجموعة القواعد التي تشكل الاساس لكل اتصال عبر الانترنت ، بينما يستخدم بروتوكول ضبط الارسال TCP في معالجة الكم الكبير من البيانات ولمعالجة الحالات التي تتلف فيها البيانات المنقولة ، أما البرتوكول المجمع TCP/IP هو البروتوكول المختار في اغلب شركات الانترنت في الوقت الحاضر . وتعد البرتوكولات اوسع واهم الموضوعات التي تمثل مستقبل التطور لشبكة الانترنت وطريق المعلومات ، ويشهد العالم يوميا منجزات جديدة في ميدان ايجاد برتوكولات تسهل نقل البيانات وتبادلها وليس فقط في هذا الحقل انما ثمة بروتوكولات لأمن البيانات ونقل البيانات المشفرة واخرى لعمليات النشر تبعا لطبيعة النص المنشور ، وترتبط البروتوكولات بلغات البرمجة ويرتبط بها وضع لغات جديدة تتناسب مع الاغراض المرجوة من استخدام الانترنت فالاعمال - على سبيل المثال - جرى تطوير سلسلة بروتوكولات ولغات برمجة خاصة بها وذات الامر بالنسبة لوسائل نقل البيانات في المواقع المالية وغير ذلك .
ويعد النموذج المالي للانترنت العامل الذي اتاح ان تصبح تكلفة استخدامها رخيصة ، يعد في واقع امر احد اكثر جوانبها اثارة للاهتمام . فبدل ان يستخدم الهاتف على اساس الوقت والمسافة ( محلي - دولي ) فان مزود الخدمة او المؤسسة التي تستاجر خطا هاتفيا(Leased Line ). يتفادى من خلال استئجار الخط هذه الكلف وتتاح له استخدام الخط كل الوقت لكلفة ثابتة أي يصبح لديه خط تليفوني مخصص للمكالمات فيما بين الموقعين ، وبطبيعة الحال ليست هناك رسوم طبقا لعدد المكالمات بالنسبة للخط المستأجر .
ويتألف اساس الانترنت من حزمة من هذه الخطوط المستأجرة والموصلة معا من خلال نظم تحويل تمرر البيانات (13). يتم توفير الوصلات بعيدة المدى للانترنت في الولايات المتحدة بواسطة خمس شركات ، تستأجر كل منها مجموعة خطوط من شركات المواصلات السلكية واللاسلكية . ولقد اصبحت تكلفة الخطوط المستأجرة - منذ انقسام شركة AT&T الى عدة شركات - تنافسية للغاية ولان حجم حركة السير على شبكة الانترنت ضخم جدا ، فان هذه الشركات الخمس تحقق شروط الاداء المجزي بأقل رسوم ممكنة ، وهو ما يعني انها تنقل عرض نطاق ترددي ضخم جدا بتكلفة رخيصة للغاية . وتعبير (عرض النطاق الترددي ) ( او السعة النطاقية )Bandwidth يشير الى السرعة التي يمكن ان يحمل بها خط ما المعلومات الى مجموعة موصلة من الاجهزة . ويعتمد عرض النطاق الترددي ، جزئيا على التكنولوجيا المستخدمة في ارسال واستقبال المعلومات . وشبكات التليفونات مصممة على اساس توفير وصلات خاصة ثنائية الاتجاه بعرض نطاق ترددي ضيق . وتمثل التليفونات اجهزة ( تناظرية ) Analog متصلة بمعدات شركة التليفونات بواسطة تيارات تموجية ، مناظرة لترجيعات الاصوات . وعندما تتم ( رقمنة ) الاشارة الصوتية عن طريق شركة تليفونات بعيدة المدى ، فان الاشارة الرقمية تحتوي على آلاف ( البتات ) - تتزايد يوما بعد يوم - من المعلومات في الثانية الواحدة (14).

" وتتمثل احد السمات التقنية للانترنت - التي تشهد تطورا مستمرا يخلق في الوقت ذاته تحديا جديا يواجه الانترنت - بالكيفية التي تتم فيها معالجة المحتوى السمعي ( بما في ذلك الصوت ) ، والمرئي على وجه التخصيص. " فالتكنولوجيا الاساسية للانترنت لا تضمن ان تنتقل البيانات من موضع الى اخر بمعدل ثابت من السرعة . اذ ان كم الازدحام داخل الشبكة هو الذي يحدد مدى السرعة التي ترسل بها الحزم الصغيرة للبيانات ( او حزيمات البيانات ) PACKETS وقد اتاحت مجموعة متنوعة من الاساليب الحاذقة امكانية نقل بيانات سمعية ومرئية عالية الجودة ثنائية الاتجاه ، لكن الدعم السمعي والمرئي الكامل سيتطلب احداث تغييرات ملموسة في الشبكة وهو ما ستشهده احداث المستقبل القريب من عمر الشبكة(15).
ان شركات تقنية المعلومات تركز في هذه المرحلة على الاستثمار الافضل للاتصالات الرقمية للوصول الى الشبكة واستخدامها ، وفي هذا الاطار يجري تطوير وتفعيل الانترنت اللاسلكية Wireless Internet والموضعية Local اضافة الى الانترنت المرتكزة على الالياف البصرية OpticalInternet والاعمال الالكترونية المرتكزة على الانترنت E-Business وابداعات اخرى كثيرة - كانظمة تستخدم تقنيات الذكاء-(16)تستهدف كلها توسيع النطاق الترددي للبيانات المنقولة عبر الانترنت على امل الوصول الى نطاق لامتناهي وسعات غير محددة باطر او مقاييس .
يوما بعد يوم تتغير الانترنت ، اللغات والبروتوكولات وانماط النشر والتصفح وغير ذلك ، كيف لا وهي بيئة لتبادل كل المعارف ووحدها تمثل اشمل اطار تنافسي للابداع سواء بين الافراد او المؤسسات.

1-3-3 الانترنت - الخدمات الاساسية والشهيرة

توفر الانترنت من حيث الاساس البريد الالكتروني وما اتاحه من تبادل الملفات بانواعها ، وتصفح قواعد البيانات ، ومنتديات الحوار . ونبدي هنا ان تفهم الابعاد التقنية لهذه التطبيقات ضروري للوقوف على ما يتصل بهما من مسائل قانونية اهمها السرية والموثوقية وحجية التعاقد عبر البريد الالكتروني او من خلال موقع الانترنت .

1-3-3-1 بالنسبة للبريد الالكتروني :-

فان العديد من الناس في الوقت الحاضر ، في العمل ، الحكومة ، التعليم الخ ، يستخدمون البريد الالكتروني اكثر من الهاتف للاتصال مع زملائهم ، وعلى صعيد الحياة الخاصة فهناك كثيرون يستخدمون البريد الالكتروني كطريقة سريعة وغير مكلفة للبقاء على اتصال مع اصدقائهم وعائلاتهم المنتشرين في العالم . وبالرغم من ان البريد الالكتروني اصبح موجودا منذ سنوات تشكيل الانترنت ، فقد شاع البريد الالكتروني اولا على الشبكات المناطقية المحلية .
وانظمة البريد الالكتروني المعتمدة على الشبكات LAN تتيح للاشخاص المتواجدين في المكتب حل مشاكلهم بدون عقد اجتماعات ، والاتصال بدون ازعاجات المذكرات الرسمية ، وفي الوقت الحاضر تم استبدال انظمة البريد الالكتروني للشبكات LAN ببرمجيات العمل وبرمجيات الملقم للبريد الالكتروني المستخدمة على الانترنت العامة ، منشأة معايير معتمدة على القاعدة العريضة من المستخدمين تجعل البريد الالكتروني اسهل للجميع(17).
لقد اصبح متاحا من خلال البريد الالكتروني ان يرسل أي انسان الى أي انسان اخر رسالة لاغراض تجارية او تعليمية او حتى لمجرد التسلية ، وهي رسائل مكتوبة او ملفات صوتية وفي احدث تجلياتها تبادلات مرئية بين المرسل والمستقبل تخرج عن نطاق البريد الالكتروني الى نطاق ما يعرف بالاتصال الفيديوي .
وفكرة البريد الالكتروني تقوم على تبادل الرسائل ( وتشمل الفايلات والرسوم والصور والاغاني والبرامج الخ ) عن طريق ارسالها من المرسل الى شخص او اكثر ( يمكن ان ترسل في نفس الوقت الى عدد غير محدد من المستخدمين ) وذلك باستعمال عنوان البريد الالكتروني للمرسل اليه . والبريد الالكتروني في الوقت ذاته صندوق شبيه بصندوق البريد العادي ، مع فارق ان فيه توجد الرسائل المرسلة اليك وتلك التي سبق لك ارسالها والرسائل التي الغيتها ونماذج عامة لصيغ الرسائل اضافة الى قائمة بالعناوين البريدية التي تضيفها او تنشئها في صندوقك حتى لا تعود في كل وقت لطباعة العنوان من جديد . وتتم عملية الارسال بان يدخل المشترك الى موقع البريد الالكتروني ويصدر امرا بانشاء رسالة جديدة ، ويقوم بكتابة عنوانه ( وعادة ما يكون العنوان مخزنا اضافة للوقت والتاريخ ) ويكتب عنوان المرسل اليه او اليهم ، وموضوع الرسالة ، ثم يشرع بطباعة رسالته ، وقد يلحق بها احد الملفات المخزنة مسبقا في نظامه او يلحق بها برنامجا او ملفا صوتيا او موسيقى او غيرها ، ثم يصدر امر الارسال ، وما هي الا ثوان معدودة وتنتقل الرسالة الى نظام الشركة التي يتبع اليها المرسل اليه ، وبدوره ينقلها فورا الى المشترك المعني المحدد في العنوان ، وما ان يفتح المرسل اليه صندوق بريده ويطلب جلب الرسائل المرسلة اليه من نظام الشركة التي يتبعها او من النظام الذي يخدمه او يرتبط به حتى تصله الرسالة المرسلة ضمن قائمة يظهر فيها اسم المرسل والموضوع وتاريخ الرسالة وحجمها وما اذا كانت تتضمن ملفا ملحقا ام لا ، بعد ذلك يمكن للمرسل اليه فتح الرسالة واستعراضها وقراءتها وطباعتها على الورق ان اراد او حفظها في ملف معين او الغاءها بعد قراءتها ، ويمكنه ايضا الغاءها ابتداءا من القائمة قبل فتحها ، وبالعموم له ان يجري ما شاء من العمليات التي يمارسها عادة على أي ملف اعتيادي في حاسوبه.
ويتم ارسال(18)رسالة من كمبيوتر المرسل الى الكمبيوتر الخادم التي يوجد به صندوق البريد للمرسل اليه ، فتنتقل الرسالة من كمبيوتر المرسل بعد ان تكون قد حددت عنوان المرسل اليه الى الكمبيوتر الخادم ومن هناك تنتقل على نحو مباشر او غير مباشر الى أي خادم اخر يحتوي صندوق بريد المرسل اليه وعندما تصل الى صندوق بريد المرسل اليه عبر الشبكة الهاتفية او الشبكة الكمبيوترية التابعة لشركة ما ، فان المرسل اليه المرتبط بالخادم سيكون قادرا على استرجاع محتوى صندوقه من الرسائل واستعراض الرسالة المرسلة اليه وقراءتها وتخزينها في نظامه ان اراد او الغاءها او طباعتها على الورق او غير ذلك ، ويسمى الاسترجاع التحميل التحتي Downloading ، وترسل الرسالة ابتداءا الى شخص واحد او اكثر وربما الى عشرات الاشخاص في ذات الوقت كما ان مستقبلها يمكنه اعادتها الى المصدر او ارسالها الى جهات اخرى بذات محتواها او مضافا اليها ردهه عليها او ملاحظاته بشأنها ، وبإمكان المرسل وكذلك المستقبل وضع الرسالة على ما يعرف بلوحة النشرات الالكترونية وهي الموضع التي توضع فيه الرسائل ليقرأها أي شخص ، وعادة ما تكون هذه النشرات وسيلة خدمة لجماعات ( تسمى جماعات الاخبار او تسمى الجماعة الواحدة باسم نشرة معينة او مسمى معين ) .
لقد شهد البريد الالكتروني ثورة في وسائل تنظيمه وارساله وربطه التفاعلي بوسائل التقنية الاخرى ، فتم تطوير البريد الالكتروني الصوتي الذي يمكن من خلاله ترك رسائل صوتية او استقبال رسائل مكتوبة بشكل صوت ، وجرى ربط البريد بمواقع الشركات عبر الانترنت لتسهيل عمليات الارسال والاستقبال اثناء الوجود على مواقع الانترنت ، وطورت تقنية استقبال البريد الالكتروني بواسطة الكمبيوترات المفكرة المحمولة باليد وأيضا عن طريق الهاتف النقال كنصوص مكتوبة او مسموعة مع امكانية التحويل من شكل الى اخر بينها الى جانب التطور الهائل في تقنيات تنظيم وادارة صندوق البريد الالكتروني وربطه بقوائم الزبائن والجهات المرسل اليها البريد بانتظام وتنظيم عناوينها داخل برنامج الارسال الخاص بالمرسل واستخدام وسائل الامن والحماية التقنية لرسائل البريد الالكتروني في كافة مراحلها بما في ذلك التشفير وفك التشفير وتوثيق مواعيد الارسال والاستقبال والتحميل وغير ذلك وتكون في بيئة البريد الالكتروني المجموعات الاخبارية والشبكات الاخبارية اما العامة او المتخصصة ، كمجموعات الطيارين والصحفيين والقانونيين ومجموعات مكافحي المخدرات او مجموعات التسوق لسلعة معينة او مجموعات مكافحة












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمن المعلومات المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 5 Jul-15-2019 02:28 PM
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
نحو شبكة معلومات وطنية عربية ..... amelsayed منتدى تقنية المعلومات 12 Jan-06-2016 02:10 PM
تكنولوجيا التعليم عبدالله الشهري منتدى تقنية المعلومات 3 Nov-03-2011 07:01 PM
المعلم العربي أين هو من عصر تقنية المعلومات؟ عبدالعزيز الخبتي منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 4 Dec-22-2002 05:47 AM


الساعة الآن 05:58 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين