منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » المكتبة الملكية في السويد تضم مخطوطات عربية نادرة

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Nov-11-2007, 09:37 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي المكتبة الملكية في السويد تضم مخطوطات عربية نادرة

المكتبة الملكية في السويد تضم مخطوطات عربية نادرة
محمد الحمامصي
محمد الحمامصي من القاهرة: من سانت كاترين إلى الشمال الأوروبي البعيد يبحر الباحث والمفكر د.يوسف زيدان استاذ الفلسفة الإسلامية و مدير مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية يتابع بحثه عن جديد نوادر المخطوطات العربية و التي تأتي هذه المرة من المكتبة الملكية بالسويد (استوكهُلم) يقول : في قلب العاصمة السويدية استوكهُلم، يقف وقوراً ذلك المبنى المهيب المسمى: المكتبة الملكية .. وهو بمثابة المكتبة الوطنية للسويد، التي كانت في ابتداء أمرها جزءاً من القصر الملكي، تجمعت فيه المصادر المطبوعة والمخطوطة منذ القرن السابع عشر الميلادي ، ثم انتقلت المجموعة إلى المبنى الحالي في منتصف القرن التاسع عشر ، وبقيت هناك إلى يومنا هذا . ويضيف د.زيدان : تضم هذه المكتبة مئات الآلاف من الوثائق والكتب ونوادر المطبوعات ، وتضم أيضاً مجموعة من المخطوطات، منها بضع مئات (شرقية) أغلبها مكتوبٌ باللغة العربية . ومن العسير أن نتعرف إلى السبل التي تسربت من خلالها المخطوطات العربية إلى العاصمة السويدية، حتى استقرت بالمكتبة الملكية، لكن الغالب على الظن أنها ، في معظمها استيلاءات تمت خلال حروب السويديين مع شعوب شمال ووسط أوروبا ، أو إهداءاتٌ خصَّ بها السويديون مكتبتهم الملكية ذات التاريخ العريق الممتد لعدة قرون .
ومع أن الاستشراق السويدي يقل كثيراً في المرتبة والأهمية عن مثيله في الدول الأوروبية الأخرى خاصةً الدول ذات التاريخ الاستعماري ، إلا أن العمل الاستشراقي لم يكن غائباً تماماً عن الساحة (السويدية) في القرنين التاسع عشر الميلادي ، والعشرين ، بل اشتهر من مستشرقي السويد جماعةٌ منهم : كارل يوهان تورنبرج (مفهرس مجموعة مخطوطات جامعة أوبسالا) وكارل زترستين .. أما أشهرهم بالطبع ، فهو هنريك صمويل نيبرج . ومعروف أن العمل الاستشراقي، يؤدي إلى تراكم المخطوطات الأصلية الشرقية، في المكتبات العامة والخاصة، نظراً لحرص هؤلاء المستشرقين على امتلاك (أصول) الثقافات الشرقية متمثلة في هذه المخطوطات التي كان أغلبهم يهديها إلى المكتبات العامة ، فتحتل مكانها ضمن ما يسميه الأوروبيون عادة : المجموعة الشرقية .. ومن هذا الطريق ، فيما أُرجِّح ، انتقلت إلى العاصمة السويدية مجموعة المخطوطات العربية التي قضيت أياماً في فحصها باستوكهُلم ، حتى اخترتُ منها أثناء زيارتي تلك ، هذه المخطوطات السبع التي تجمع بينها هذه المجموعة السابعة من إصدارات (المكتبة الرقمية للمخطوطات) وهي السلسلة التي نهدف من خلالها إلي تقديم النصوص الخطية النادرة، المنـزوية في أنحاء العالم، إلي الباحثين التراثيين في كل المجالات ، في كل مكان، من خلال صورة رقمية لاتقل عن (الأصل) وضوحاً ودقة ، وتسعي لتقديم خدمة بحثية غير رسمية، بإتاحة هذه الأصول المخطوطة النادرة ، على أوسع نطاق .
ويقول د.زيدان : وقبل التعريف بالمخطوطات السبع التي تضمها هذه المجموعة ذات الأسطوانات السبع ، تجدر الإشارة إلى أن مركز المخطوطات كان قد أصدر مجموعة رقمية أخرى، مختارة من نوادر مخطوطات (جامعة أوبسالا) بالسويد، وهي واحدة من أهم وأعرق الجامعات بأوروبا، وقد نشرنا منها رقمياً طائفة من أبرز وأهم المخطوطات العربية في العالم، وكان من بينها مخطوطات (ألفية) تجاوز عمرها الألف عام ، مثل المخطوطة النفيسة من كتاب: سر الخليقة وصنعة الطبيعة (أحد أكثر المخطوطات العربية تشويقاً) التي كُتبت سنة 322 هجرية. ولا يوجد، للأسف الشديد، فهرس دقيق للمخطوطات العربية المحفوظة بالعاصمة السويدية، وهو ما أسهم في غيابها عن أعين الباحثين في العالم .
ويضيف د. زيدان : هذه المجموعة التي اخترناها هنا، تسهم في التعريف بالمجموعة كلها، وتلفت أنظار الباحثين إلى أهمية مخطوطاتٍ المكتبة الملكية السويدية، خاصةً أنها مجموعة خطية متنوعة فيما بينها، وبعضها لا يكاد يوجد منه نسخة أخرى في العالم، غير نسخة العاصمة السويدية .. والمجموعة المختارة هي:
تلخيص مفتاح الحساب


تلخيص مفتاح الحساب يعتقد معظم الباحثين في التراث العربي ، أن القرن العاشر الهجري وما تلاه، كان زمناً خالياً من العلم العربي ، خاصة في المجالات الدقيقة كالرياضيات.. غير أن البحوث الأخيرة أثبتت أن العلوم الرياضية كانت حاضرة في ذاك الزمان ، وأن أهم رياضي آنذاك هو: جمشيد الكاشي (غياث الدين جمشيد بن مسعود بن محمود، المتوفي سنة 919 هجرية) .
كان جمشيد الكاشي، نسبة إلى قاشان (كاشان) الإيرانية ، يعيش بالجانب الشرقي من العالم الإسلامي. وقد اشتهر باشتغاله بالعلوم الفلكية والرياضية، بل نبوغه في الرياضيات، فاستدعاه السلطان أُلغ بيك (حفيد تيمور لنك) إلى عاصمته سمرقند، وجعله واحداً من الثلاثة المشهورين الذين عكفوا في (مرصد مراغة) على صيانة الحسابات الفلكية وقياس حركة النجوم، فكان نتاج عملهم هو الكتاب الشهير: الزيج السلطاني (نسبة إلي السلطان أُلغ بيك) .. وهؤلاء العلماء الثلاثة الكبار، هم: قاضي زادة الرومي، علي القوشجي، جمشيد الكاشي .
وقد ترك لنا الكاشي مجموعة من المؤلفات الرياضية والفلكية، منها: نزهة الحدائق، سلم السماء، الرسالة المحيطية، زيج التسهيلات .. وترك لنا أيضاً: مفتاح الحساب، الذي يعد أشهر أعماله الرياضية، وأكثر كتبه تداولاً، خاصةً أنه استوفي فيه المباحث الرياضية المتعلقة بالجبر والكسور العشرية وأصول الحسابات التقريبية .. وقد أهدي الكاشي (المفتاح) إلى السلطان أُلغ بيك .
وقد عكف الكاشي على كتابه ، فلخصه وانتخب منه مختصراً مشتملا على ثلاثين فصلاً، وجعله بعنوان: تلخيص مفتاح الحساب. وذكر في مقدمته أنه عني بتأليفه واختصار كتابه الكبير فيه، ليكون مرجعاً دراسياً لطلاب الرياضيات في سمرقند .. وأثناء كتابة هذه السطور، تناقشتُ في الأمر مع الدكتور رشدي راشد (وهو حجة تاريخ الرياضيات) فأفادني بأن قيمة هذه المخطوطة التي ننشرها هنا رقمياً، إنما تعود إلى أن الكتاب هو تلخيص المؤلف نفسه لكتابه الشهير الذي لم تتح الفرصة بعدُ أمام الباحثين المعاصرين لدراسته ، مثلما أتيحت فرصة دراسة الكتاب الكبير (المفتاح) ومن ثم ، فإن نشر هذه المخطوطة رقمياً، هنا، سيكون له أثره الإيجابي على صعيد التأريخ لعلم الرياضيات عند المسلمين .
والمخطوطة التي نقدم صورتها الرقمية ضمن هذه المخطوطة ، نسخةٌ خطية جيدة، كُتبت سنة 1073 هجرية ، وتقع في خمس وثلاثين ورقة (الورقة صفحتان) وهي مقروءةٌ تماماً، ومقابلة علي نسخة أقدم منها. والمخطوطة مكتوبة بقلم فارسي دقيق، وتشتمل صفحاتها علي جداول حسابية . وعلى ورقتها الأولي تملك، وبين سطورها فواصل حمراء.
الناسخ والمنسوخ
من العلوم (الدقيقة) في التراث العربي الإسلامي، علم الناسخ والمنسوخ الذي ألَّف فيه الفقهاء والمفسرون المبكرون ، بعض الرسائل، كما تعرض له العلماء الذين كتبوا في (علوم القرآن) مثل الزركشي والسيوطي .. يُعني هذا العلم (المبحث) بذكر الآيات القرآنية المنسوخة ، وهي عند العلماء علي ثلاثة أنواع : ما نُسخ حُكمه وخطَّه (لفظه) وما نُسخ خطه وبقي حكمه، وما نُسخ حكمه وبقي خطه .
والذين ألفوا الرسائل والكتب في هذا الموضوع ، عاشوا جميعاً في القرون الأولي، والمشهورون منهم هم : محمد الجعد الشيباني (المتوفي سنة 301 هجرية) محمد بن بحر الأصفهاني (المتوفي سنة 322 هجرية) ابن النحاس النحوي (المتوفي سنة 338 هجرية) أبو محمد القرطبي النحوي (340 هجرية) أبو حفص عمر بن شاهين الواعظ (385 هجرية) .. ومن أشهر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ، أيضاً: أبو القاسم هبة الله بن سلامة البغدادي، النحوي ، المتوفي سنة 410 هجرية (في شهر رجب، بإجماع المؤرخين) .
كان أبو القاسم الذي نقدِّم رسالته (الناسخ والمنسوخ) من مشاهير النحاة والمفسرين في زمانه، وكان بحسب ما يذكره عنه ياقوت الحموي في (معجم الأدباء) ضريراً، حافظاً للقرآن، تصدر للتدريس ببغداد، وكانت له حلقة (مجلس) في جامع المنصور ببغداد .. وله من المؤلفات، بالإضافة إلى هذه الرسالة، كتاب: المسائل المنثورة في النحو والتفسير .
وهناك ما لا حصر له من نُسخ (الناسخ والمنسوخ) لهبة الله البغدادي، منها مخطوطة المكتبة الملكية السويدية هذه، التي تقع في خمس عشرة ورقة (ضمن مجموعة) كُتبت جميعها بقلم فارسي دقيق الخط، وهي مشكولة في معظم المواضع، مؤطرة، مقروءة بشكل جيد. ولم يذكر ناسخها اسمه ولا تاريخ نسخها، وإن كانت حالتها تدل على أنها كُتبت في القرن الحادي عشر الهجري تقديراً .
الرسالة الشَّرَفية
لا شك في أن هذه المخطوطة، مع أنها غير مؤرخة، هي أقدم النسخ الخطية المحفوظة بالمكتبة الملكية السويدية؛ إذ تدل حالتها العامة علي أنها كتبت في القرن الثامن الهجري .. وهي يشار إليها في سجلات المكتبة الملكية، بما هو مذكور علي غلافها: كتاب الموسيقي الكبير.. وهو خطأٌ كبير، إذ أن (الموسيقي الكبير) كتاب مشهور للفارابي، ولا يطابق إطلاقاً هذه المخطوطة .
وقد ظهر لي بعد بحثٍ يسير، أن هذه المخطوطة التي تقع في 93 ورقة (وبالتالي فهي أصغر كثيراً من كتاب الفارابي) إنما هي نسخةٌ من رسالة الأرموي التي عنوانها: الرسالة الشرفية في النسب التأليفية .. ومؤلفها هو الموسيقي الشهير : صفي الدين عبد المؤمن بن يوسف ، الملقب بالأرموي نسبة إلي بلدة (أرمية) بآذربيجان ، وهي البلدة التي ولد بها سنة 613 هجرية .. قد عاصر الأرموي الأحوال العظام التي مرت بالعالم الإسلامي في القرن السابع الهجري ، ومن بينها سقوط بغداد المروِّع بيد هولاكو سنة 656 هجرية ؛ غير أن ذلك لم يمنعه من الاشتغال بفن الموسيقي والنبوغ فيه والمواظبة علي التأليف في هذا الفن الدقيق حتي وفاته سنة 693 هجرية. وقد عاصر الأرموي جماعة من العلماء الذين عنوا أيضاً بالموسيقي من حيث ارتباطها بالنسب الرياضية ، مثل نصير الدين الطوسي ، أو من حيث ارتباطها بالتصوف والسماع ، مثل عز الدين المقدسي .
ويقال إن الأرموي هو أول من عرَّف (النغمات) تعريفاً علمياً دقيقاً ، وهو صاحب أول (نوتة موسيقية) وصلتنا من القرون القديمة، وأول من استخدم (الأدوار) كمصطلح موسيقي ، في كتابه الذي جعله بالعنوان ذاته : الأدوار في الموسيقي .
والرسالة الشرفية في النسب التأليفية ، هو عنوان الكتاب الآخر للأرموي، الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الذيوع والانتشار، بعد كتابه (الأدوار) وفي الرسالة الشرفية، نسبةً إلى الوزير شرف الدين الجويني، يتناول الأرموي بالدراسة التراثَ الموسيقي السابق عليه، منذ زمن اليونانيين القدامي .. والرسالة تشتمل على خمسة مقالات، فيها الكثير من الأشكال التوضيحية والجداول الخاصة بتوزيع النسب الموسيقية، والعلامات التي توضع علي الأوتار ليستدلَّ بها علي مخارج النغمات .
ومخطوطة المكتبة الملكية السويدية، كتبها محمود بن أبي المحاسن الكاشي (في المخطوطة : القاشي) بقلم معتاد. وهي نسخة جيدة، مشكولة، مذهبة، فواصلها حمراء، وفيها آثار ترميم قديم، وبأطراف أوراقها آثار رطوبة قديمة .. والمخطوطة مقابلة على نسخة أقدم منها ، وتقع في 93 ورقة (الورقة صفحتان) .
اليميني (تاريخ العُتبي)
في مشارق العالم الإسلامي، عاشت منذ أواسط القرن الرابع الهجري دولة الغزنويين التي أعقبت دولة السامانيين في حكم الهند ووسط آسيا .. ويعد البتكين هو مؤسِّس هذه الدولة الغزنوية التي ورثها من بعده مملوكه وزوج ابنته (ناصر الدين سبكتكين) وهو والد السلطان الشهير الذي ورث عنه الحكم : محمود الغزنوي (= محمود بن سبكتكين) الذي تولَّي الحكم في الفترة من 388 إلي 421 هجرية ، واستولي على الهند وبسط سلطانه عليها بعد اثنتي عشرة حملة عسكرية رفعت لواء الجهاد ونشر الإسلام، وانتهت بسلطنته على أنحاء الهند والسند والبنجاب والبنغال (باكستان وبنجلاديش) .
وقد ارتبط بمحمود الغزنوي مجموعة من مشاهير العلماء والأدباء في عصره ، ممن عاشوا في بلاطه ، منهم الشاعر الشهير (الفردوسي) الذي أهدى إلى السلطان ملحمته الكبري (الشاهنامة) فكافأه السلطان عليها بستين ألف مثقال من الفضة ، على عدد أبيات الملحمة الهائلة. ومنهم أيضاً العلَّامة الأشهر أبو الريحان البيروني ، الذي صحب السلطان في غزواته إلى الهند، وكتب عنها: تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، ليس عن الهند .. إلى جانب مؤلفات أخرى مهمة، مثل (الآثار الباقية) والكتاب الذي أهداه البيروني إلى نجل السلطان ، الأمير (مسعود) وجعله بعنوان: القانون المسعودي .
كما ارتبط بمحمود الغزنوي اثنان من المؤرخين الذين كتبوا سيرته ، الأول هو أبو الفضل البيهقي الذي عاش في بلاط ولده السلطان مسعود، وكتب عن مسعود ومحمود الغزنويين، كتابه المعروف بتاريخ البيهقي .. والآخر هو أبو نصر العُتبي، الذي عاصر محمود الغزنوي، وكتب سيرته في : تاريخ يمين الدولة (= التاريخ اليميني) وهو الكتاب الذي أرَّخ فيه العتبي لمحمود الغزنوي تفصيلاً ، ونسبه إلي الكنية التي اشتهر بها السلطان: يمين الدولة .
وتحتوي المكتبة الملكية على مخطوطةٍ من (تاريخ العتبي) لم يرد بها اسم مؤلفها، وذكرته السجلات هناك بعنوان : رسالة في سيرة سبكتكين ! وهي مؤرخة بسنة 1151 هجرية ، وناسخها هو محمد بن إبراهيم .. وهي نسخة بديعة ، مزخرفة ، مذهبة ، ملونة، تقع في 176 ورقة .
وفي هذا الكتاب يعرض العتبي أولاً لسيرة الأب (أبي منصور سبكتكين) ثم الوقائع التي آلت بعدها الأمور إلى الابن (يمين الدولة ، محمود بن سبكتكين ، الغزنوي) وفتوحاته وأعماله وصفاته وطموحاته السياسية غير المحدودة .. وبالكتاب كثير من المختارات الشعرية والنثرية ، ومعلومات وافرة عن معاصري السلطان .
والمؤلف هو : العتبي، أبو نصر محمد بن عبد الجبار الرازي الشافعي، أصله من (الري) التي نُسب إليها . نشأ بخراسان، وصار نائباً لها ، ثم استقر حيناً بنيسابور، وانتهت إليه الرئاسة في ميدان الإنشاء .. وكانت وفاته سنة 427 هجرية .
رسائل حمزة بن علي
في المكتبة الملكية مخطوطة بديعة ، مزخرفة ، ملونة، مذهبة؛ كُتبت في حدود القرن الحادي عشر الهجري تقديراً، أوراقها 145 ورقة، بها آثار رطوبة وترميم قديم. والمخطوطة محفوظة هناك ، بحسب ما يشير إليه (سجل) المكتبة، تحت عنوان: رسالة شيعية .. ولكن فحص محتواها دَلَّ علي أنها رسائل حمزة بن علي الزوزني ، المتوفي 433 هجرية.
تضم المجموعة عدداً الرسائل، منها: خبر اليهود والنصاري، رسالة القرمطي إلى مولانا الحاكم، بدر التوحيد، ميثاق النساء، البلاغ والنهاية، السيرة المستقيمة، كشف الحقائق .. وغير ذلك الكثير من رسائل (حمزة بن علي) التي نشر منها المستشرقون والباحثون العرب نصوصاً عديدة، بعد ما وجه الأنظار إلى (الدرزية) المستشرق الكبير سلفستر دي ساسي، بكتابه الصادر في باريس سنة 1838 بعنوان : شرح عقيدة الدروز.
والمؤلف، حمزة بن علي ، أصله من بلدة (زُوزَن) الفارسية ، وفد إلى مصر سنة 405 هجرية في زمان الحاكم بأمر الله ، الخليفة الفاطمي، ونادى بألوهيته حتى غاب الحاكم ، فانقطعت أخبار (حمزة بن علي) وقيل إنه رحل عن مصر إلى الشام، فاستقر هناك حتى وفاته .
وهناك نسختان شهيرتان من رسائل حمزة بن على ، الأولي محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة ، والأخرى بمكتبة الدولة ببرلين .. وكانت نسخة المكتبة الملكية السويدية مجهولة تماماً للباحثين ، حتى عرفتُ بها مصادفة أثناء تفحصي لمجموعة المخطوطات العربية هناك . ورأيت من المناسب أن نضمها إلى هذه المجموعة الرقمية ، تعميماً للفائدة وتأكيداً لأهمية المخطوطات العربية المحفوظة اليوم بالسويد .
خريدة العجائب
يرتبط هذا الكتاب بالسويد، على نحو خاص ! فبالإضافة إلى وجود هذه المخطوطة بالمكتبة الملكية السويدية ، كانت أول نشرتين للكتاب بالسويد. الأولى قام بها (هيلاندر) الذي أصدر من الكتاب فصولاً عديدة ، مع ترجمة لاتينية وتعليقات ، نشرها بمدينة (لوند) السويدية سنة 1784 ميلادية .. والنشرة الأخري ، صدر فيها الكتاب كاملاً مع ترجمة لاتينية، في جزئين، بتحقيق (تورنبرج) في مدينة أوبسالا السويدية، عامي 1835، 1839 ميلادية. ومن بعد ذلك، أقبل المستشرقون الأوروبيون على نشر أجزاء من الكتاب، وترجمته، حتى صدرت طبعاته العربية في مصر ، بعدهم بعشرات السنين .
وعنوان الكتاب كاملاً: خريدة العجائب وفريدة الغرائب. وفي مؤلفه خلط ، فقد نُسب إلى الفقيه الشهير عمر بن الوردي (سراج الدين أبي حفص ، المتوفي 749 هجرية) بينما هو علي الأرجح لحفيده الذي يتطابق معه في كنيته واسمه ولقبه ! وكانت وفاته سنة 861 هجرية .. والظاهر أن المؤلف (ابن الوردي الحفيد) ليس حفيداً مباشراً لسراج الدين ابن الوردي (الجد) إذ بينهما من السنين أكثر من مائة وستين . وبالتالي ، فهو واحد من أحفاده المتأخرين ، من الجيل الثالث أو الرابع .. فتأمَّل .
ومخطوطة المكتبة الملكية التي نقدمها ضمن هذه المجموعة (محفوظة هناك تحت عنوان: رسالة عمر بن الوردي في رسم الدائرة) هي مخطوطةٌ بديعةٌ ، مزخرفة ملونة، في غلاف أنيق مذهَّب تظهر به آثار ترميم قديم. وهي مكتوبة سنة 1015 هجرية، وتقع في 161 ورقة، وبها خرائط ورسوم لشكل الأرض ولمواقع البلدان وموضع (الكعبة) من أقاليم العالم .
وقد زادت (الخرائط) من قيمة كتاب ابن الوردي (الحفيد) ورفعته إلى مصاف المتون الجغرافية العربية المرموقة، وألحقت مؤلف المخطوطة بكبار الجغرافيين العرب والمسلمين ، من أمثال الإدريسي والقزويني .
نزهة النظر
يُعرف علم الحديث النبوي ، اصطلاحاً ، بعلم (الأثر) على اعتبار أنه يقتفي آثار النبي، ويتبع أقواله وبيان الصحيح منها وغير الصحيح (المكذوب ، الضعيف ، الحسن .. إلخ) وهي مسألة مهمة للمسلمين ، نظراً لأن السنة النبوية هي المصدر الثاني للشريعة بعد القرآن، وقبل الاجتهاد بالرأي ؛ إذ القرآن والسنة ، كلاهما نصٌّ شرعي لا يجوز معه أي اجتهاد ، وفقاً للقاعدة الإسلامية الشهيرة : لا اجتهاد مع النص ! .
ونظراً لأهمية الحديث الشريف فقد تخصص فيه منذ وقت مبكر، جماعة من المحدثين المشهورين . سواء الأوائل منهم كالبخاري ومسلم، أو المتأخرون عنهم من أمثال الإمام ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي المصري الشافعي، ولد بالقاهرة سنة 773 هجرية ، وتوفي بها بعد أن نال شهرة واسعة ، سنة 852 هجرية) .
ومن بين العشرات من مؤلفات ابن حجر العسقلاني، في علم الحديث ، مثل: فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، تهذيب التهذيب في رجال الحديث، تقريب التهذيب.. وغيرها، كتب ابن حجر : نخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر .. ثم شرحه في كتابه هذا ، الذي جعله بعنوان : نزهة النظر في شرح نخبة الفِكَر .
وفي المكتبة الملكية مخطوطة جيدة من (نزهة النظر) وهي مسجلة هناك تحت عنوان (نخبة الفكر) وعليها تعليقات للمحدث الشهير قاسم بن قطلوبغا الحنفي. وهي غير مؤرَّخة، يعود تاريخ نسخها إلى القرن الحادي عشر الهجري تقديراً، ولم يذكر ناسخها اسمه (على غير العادة في مثل هذا النوع من المخطوطات) ومع ذلك، فهي نسخة جيدة مقروءة بوضوح ، كُتبت بقلم معتاد، وصفحاتها مؤطرة .
ومع أن (النـزهة) كتابٌ مختصر، إلا أنه بالغ الأهمية نظراً لكثرة وكثافة الموضوعات التي يتعرض لها المؤلف، حتى يكاد يغطي موضوع (مصطلح الحديث) تغطية شاملة. وقد ابتكر ابن حجر العسقلاني لكتابه ترتيباً خاصاً، علي طريقة (السبر والتقسيم) المستعملة في علم الحديث، فبدأ بتقسيم الخبر (الأحاديث الشريفة) إلى متواتر وآحاد، ثم ذكر أنواع كل منهما وأقسامه، مشيراً إلى الفروق الدقيقة بين أنواع الحديث المتشابهة، وكيفية التفرقة بينها .

المصدر
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Cultur.../10/275165.htm












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف يمكن تفعيل المكتبة المدرسية محمد احمد 99 منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 32 Feb-18-2015 07:29 PM
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
ماهي المصادر البشرية التي يمكن أن تساعد المستفيدين في تحديد الوصول إلى مصادر الداخلية جآء الأمل منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 18 Oct-13-2011 12:29 PM
حول تفعيل دور المكتبة المدرسية_مشاركة مقتبسة منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 15 Jul-15-2010 05:28 PM
المكتبة المتخصصة السايح المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 8 Mar-19-2010 06:39 PM


الساعة الآن 05:20 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين