[إبراهيم كرثيو]

قطاع الارشيف يتبوأ اليوم كبقية المجالات المعرفية المتعلقة بالعلوم والمعلومات المكانة التي يستحق في البرامج التعليمية العالمية ليس لكونه اختصاصاً فرضته مادته العلمية الموروثة عن ثلاثية التوثيق والمعلومات والارشيف التقليدية التي ميزت البرامج التعليمية المختصة منذ زمن بعيد وخاصة في البلدان النامية. بل يستمد هذا القطاع حيويته وأهميته الاستراتيجية من تماشيه وروح العصر الحديث واستجابته لمقومات مجتمع المعلومات المتميز بعنصري التضخم في الرصيد الوثائقي العالمي والتنوع في تكنولوجيا المعلومات المتعلقة بانشائه ومعالجتة قصد تبادل مكوناته وتوزيعها واستخراج قيمتها المضافة وتوظيفها في معالجة القضايا وأخذ القرار.
وقد دأبت المؤسسات التعليمية والتكوينية على دعم هذا القطاع الحساس بالتوازي مع قطاع المعلومات والتوثيق لما لديه من انعكاسات حيوية مباشرة على عديد من المجالات الاقتصادية والتاريخية والثقافية والعلمية وذلك من خلال الحفاظ على ارصدتها ومراجعها العلمية تكريساً لمبدأ التواصل والاثراء التسلسلي الذي طالما ولايزال يميز مجال البحث العلمي والنشر الاكاديمي للعلوم والمعرفة.
وتواصل الاعتناء بمجال الارشيف ودعمه دولياً واقليمياً من خلال الهيئات والبرامج التي تعنى به الى درجة تثبيته في بعض الحالات كمجال مستقل عن ذاته فاقت تطلعاته حدود الاندماج في المسيرة الشاملة لبناء مجتمع المعلومات والمشاركة في ارساء النسيج المعرفي العالمي. ولعل من بعض الدوافع الاساسية لهذا التوجه الانفرادي للعمل الارشيفي خصائصه المتعلقة بطبيعة ارصدته المتسمة بعضها بالسرية والخصوصية كالوثائق الأمنية والمتعلقة بشؤون الافراد الذاتية كالبيانات الطبية الخ.. وهذا من شأنه ان يعكس الفوارق التي تميز الارصدة الارشيفية عن بقية الوثائق العلمية او الادارية العامة.
ولم يكن في بادئ الأمر لظهور تكنولوجيا المعلومات ولمفهوم الشبكية بالتحديد الأثر الكبير على العمل الارشيفي من حيث الاندماج والانفتاح على النظم المعلوماتية العالمية بالطريقة التي اندمجت بها المكتبات والارصدة التوثيقية العلمية لتكوين الشبكات والنظم الموزعة والمفتوحة بل لعبت عناصر السرية والخصوصية مرة اخرى دوراً رئيسياً في الابقاء على طابع شبه الانعزالية للعمل الارشيفي حتى على مستوى الارشيفات النهائية التي تتقاسم مع النظم التوثيقية عدة خصائص مشتركة كخدمات البحث والاسترجاع عن المعلومات لغايات بحثية صرفة رغم اختلاف طبيعة المستفيدين وتنوع مجالات اختصاصاتهم.
لكن في السنوات الاخيرة وبالتحديد منذ بداية التسعينات تطورت الاستعمالات التكنولوجية في مجالات متعلقة بالمعلومات والبحث العلمي الى درجة انها طبعت عدداً كبيراً من القطاعات المرتبطة بها كالنشر الالكتروني وخدمات الاعوان الذكية للمعلومات وقواعد البيانات. وأمام تفاقم هذه الكميات الضخمة من الوثائق والمعلومات المحمولة والمتبادلة على الشبكات المفتوحة والانظمة الموزعة كان من الضروري ايجاد الحلول التقنية الملائمة للتحكم فيها والسيطرة على مختلف أوجه التعامل معها. هكذا جاءت ظاهرة صياغة الوثائق المهيكلة بواسطة اللغات المتطورة كلغة LMX دعمتها فيما يلي تقنية الميتاداتا او الوصف المادي والادبي للوثائق الالكترونية بطريقة مشابهة للنظم المستعملة في المكتبات كنظام الوصف الدولي المعياري للكتب وتركيبات تبادل البيانات كنماذج المارك بتفرعاته المختلفة. ثم جاءت مواصفات الميتاداتا للوثائق الالكترونية كالدوبلن كور وحقولها الخمسة عشر التي صممت على أساسها مواصفات دولية عديدة لاحقة في مجالات اختصاص مختلفة لانستثني منها قطاع الارشيف ومواصفاته (G) GASI للوثائق الورقية وواصل قطاع الارشيف في هذا المجال المتخصص مسيرته الانفرادية في بناء مرجعيته المهنية المستقلة وتحديد اطار عمله التقني تدفعه حمية الطابع الخاص الذي يميزه وتدعمه رقعة الانتشار الواسعة لمسانديه. فجاءت لذلك مواصفة (noitpircseDlavihcrA dedAE) للوثائق الالكترونية كبديل عن مواصفة «دوبلن كور العالمية لتحدد الطرق العملية لمعالجة الأرصدة الأرشيفية الالكترونية وتناسق مناهج وصفها بين المؤسسات المختصة وتوفير محتوياتها الى فئة معينة من المستفيدين. وقد عرفت هذه الطرق والمناهج الأرشيفية المقننة بنظم المعلومات للارشيفات المفتوحة (metsys noitamrofnI lavihcrA nepo:SiAO) انه من الضروري أن نذكر هنا أن المسيرة الأرشيفية في بناء اطار عالمي خاص بنظام العمل التقني للأرشيف وبنمطية العلاقات التي تميز مختلف العاملين في مجاله وأوجه التفاعل والتكامل بينهم سبقتها مسيرة مماثلة اكتسبت النضج والكفاءة اللازمين عالمياً لتصبح اليوم نموذجاً تتسع رقعة إشعاعه باطراد وتتبلور انعكاسات تأثيره على قطاعات موازية بطريقة جلية. هذه المسيرة هي مسيرة الأرشيفات المفتوحة والديناميكية العالمية التي تبنى حولها من قبل الباحثين والمؤسسات العلمية والبحثية.
فقد ظهرت مبادرة الأرشيفات المفتوحة سنة 9991 بعد ثماني سنوات من أول مبادرة فردية لإنشائها سنة 1991 عن طريق الأمريكي grapsniG Iuap وهي مخالفة تماماً في مفهومها عن نظم المعلومات للأرشيفات المفتوحة السابقة الذكر.
تكونت هذه المبادرة في الوسط الجامعي كبديل حر ومفتوح لعالم النشر العلمي الإلكتروني الذي هيمنت عليه الممارسات التجارية.
وينبني هذا النموذج بعد الاتفاقيات المبرمة حوله وخاصة اتفاقية سانتافي لأحداثها سنة 9991 تم اتفاقية بوداباست 1002 لتثبيت مناهج العمل بها على توحيد طرق التعريف بالوثائق العلمية المنشورة والمعدة للنشر بواسطة وحدات الميتاداتا المقننة النابعة عن المبادرة وكيفية حصادها( أي فهرستها وتكشيفها) بواسطة بروتوكول موحد هو بروتوكول HMP-IAO يتم بواسطته بناء قواعد بيانات مرجعية مركزية الهدف منها هو الوصول الى كافة الوثائق المودعة لدى مختلف موزعي البيانات المشاركين في هذه المبادرة.
وقد تطورت هذه المبادرة بشكل صارت إثره محط أنظار العديد من المؤسسات والهيئات العالمية من جملتها مؤسسات عاملة في قطاع الأرشيف عملت على تغيير نظام عملها بواسطة مواصفات DAE واعتماد نموذج عمل بديل أساسه مبادرة الأرشيفات المفتوحة.
لكن يبقى السؤال دائماً عن مدى أهمية الصدى لهذه المبادرة في الأوساط الأرشيفية التقليدية وآفاق التكامل أو التضارب بين المنظومتين من حيث طبيعة العمل التقني في معالجة وحدات الميتاداتا والاستجابة الى مقتضيات البحث الالكتروني على الخط.
للإجابة على هذه التساؤلات لايسعني إلا أن أحيل المهتمين الى دراسة الباحثين جورج ماكنزي وغوران كريستيانسون المنشورة سنة 2003إثر طلب من منتدى مبادرة الأرشيفات المفتوحة والتي تعنى بدراسة مدى قابلية أخصائي الأرشفة التقليدية لتطبيق مبادئ المبادرة وفي الوثيقة النهائية لهذه المداخلة ذكر للمرجع المذكور وتدقيق لما وصل اليه الباحثان في هذا الصدد.
من البديهي أن نقر في نهاية هذا العرض الموجز لمتقلبات الميدان الأرشيفي أن ظهور التقنية الرقمية وتكنولوجيا المعلومات قد أدخلت بعض التعديلات على مفاهيم الأرشفة ومناهجها العملية.فالبرمجيات المتطورة كنظم ادارة قواعد البيانات الترابطية والتطبيقات متعددة الوسائط لرقمنة الأرصدة وبناء منظومات المعالجة الآلية للوثائق (DEG) وكذلك نظم تشغيل الشبكات التي وفرت المناخ الملائم لربط المصالح الأرشيفية كلها قد ساهمت بقسط كبير في إعادة بلورة العمل الأرشيفي ودعم مهمة العاملين فيه لإعطائهم المكانة اللازمة في مجتمع للمعلومات يتسم بتطور الشبكية وتعدد النظم الالكترونية المفتوحة والموزعة.
لكن -وكمايتكهن بذلك البعض- فالتأثير الكبير على قطاع الأرشيف سيتأتى من مجال جديد آخذاً في النمو والانتشار تؤازره في ذلك العوامل الاقتصادية للعولمة وسياسات التنمية المستديمة.
هذا القطاع هو قطاع الأرشيفات المفتوحة والثورة التي يحملها في طياته على مستوى التصورات والمناهج العملية من أجل توفير عنصرين أساسيين لمجتمع المعلومات هما الشبكية والتشغيلية البينية ومجانية النشر وحرية الاستعمال فقد وجد هذا القطاع في العنصر التكنولوجي خير حليف يمرر من خلاله نماذج برامجه ويفرض مقاييس عمله التكنولوجية. فقد بادر قبل قطاع الأرشيف التقليدي في اقتراح مواصفات للمعالجة الآلية للوثائق الإلكترونية المخزونة مغطياً في نفس الوقت حاجيات البحث والاسترجاع.
ويكون بذلك قد دعم مفهوم الأرشفة التقليدية ببعد إضافي هو تقوية عنصر الحركية للوثائق التي تعتبر نهائية حسب مقاييس الخزن النهائي. وهذا من شأنه أن يساهم في رفع حجم الاستعمالات للأرصدة الوثائقية و في الحث على اعتبار مبدأ التخصصية في بناء ومعالجة الأرشيفات

بيانات بيبلوغرافية
بن هندة,مختار.رهانات الواقع الارشيفي العربي تجاه التحديات التكنولوجية والأنظمة الشبكية المفتوحة.ورقة عمل مقدمة لندوة الارشيفات العربية بين الواقع والطموح.تونس:المعهد الاعلى للتوثيق.سبتمبر.2005
متواجد على الخط المباشر:
http://26sep.net/newsweekarticle.php?sid=23867

[jamaika]

السلام عليكم ممكن تساعدوني باسئلة واجوبة لمسابقة توضيف لمنصب وثائقي امين محفوظات بالمحكمة في اقرب وقت لاني مقبلة على المسابقة وليس لديا اية فكرة عن المواد التي سيختبروننا فيها ولا عن نوع وطريقة الاسئلة والجابة لان تخصصي بعيدا قليلا على هدا المجال الا وهو علوم الاعلام والاتصال ارجو منكم المساعدة في اقرب وقت انا في الانتظار