[ابراهيم محمد الفيومي]

مخطوطات على بوابة الإتلاف
«هل تتلف جمارك المدينة (41) مخطوطة قرآنية بعضها نادر؟» هذا التساؤل كان عنوانا بـ «الفونت» الكبير في الصفحة الثانية من صفحات الثقافة في عدد جريدة «الوطن» الصادر يوم الثلاثاء 17/5/1430هـ وتحت هذا العنوان جاء النص الآتي: «تحتجز جمارك المدينة المنورة مخطوطات قرآنية (نادرة) يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل 200 عام كانت في طريقها من قبل أحد تجار المخطوطات الأفغان الذي سبق له أن تعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية المحلية لدينا.. إلخ». ومن خلال بقية النص يفهم أن هذه المخطوطات ذاهبة إلى مستثمر سعودي متخصص في المخطوطات والعملات القديمة وأن جمارك المدينة المنورة قد أبلغت المستثمر السعودي بأنها مضطرة إلى إتلاف تلك المخطوطات التي يصل عددها إلى 41 مخطوطة يصنف بعضها من النوادر ما لم تتلق ردا من مكتبة الملك فهد الوطنية بشأنها.. كما يفهم من سياق الخبر أن المستثمر قد ظل حائرا مدة تسعة أشهر بين الجمارك والمكتبة.. مكتبة الملك فهد تقول: إنها أرسلت خطابا لجمارك المدينة، وجمارك المدينة تنفي ـ حسب كلام المستثمر ـ أنها لم تتلق أي خطاب وأنها ستضطر لإتلاف المخطوطات.
ومن باب المتضادات والمتناقضات أن يوجد ـ أسفل الصفحة نفسها ـ عنوان آخر يقول: «المغرب ينظم جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق» .. وفي السياق يقول الخبر: «تنظم وزارة الثقافة المغربية جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق سعيا منها لإغناء الرصيد المحلي من المخطوطات والوثائق ومن أجل العثور على المزيد من المدخرات المغمورة ذات القيمة التاريخية والعلمية والحضارية من الكتب والوثائق» .. قرأت الخبرين وقضمت شفتي السفلى ـ حد الإدماء ـ وضغطت بإحدى كفي على الأخرى ـ حد الاحمرار ـ وتألمت ـ حد الحزن ـ وطرقت ذهني أسئلة كثيرة حول تدني الوعي لدينا بقيمة كنوز ثمينة لا يملكها الآخرون ولو ملكوها لمنحوها ما تستحقه من عناية واهتمام ومحافظة ـ كما هو حال إخوتنا المغاربة ـ .. ثم يا إخوتنا في جمارك المدينة المنورة هل بلغ الأمر بضخامة حجم هذه المخطوطات «الكنز» أن تضيق بها مستودعاتكم فلم تجدوا من سبيل إلا إتلافها دون أن تعرفوا أنكم ـ فيما لو أقدمتم على مثل هذا العمل ـ أنكم تتلفون قيمة دينية وتاريخية وحضارية يمنحها الآخرون عنايتهم واهتمامهم وحفاظهم عليها.. وأنتم يا إخوتنا ـ في مكتبة الملك فهد الوطنية ـ ألم يكن من الأحرى بكم أن تهتموا ـ أولا ـ بالحفاظ على هذه المخطوطات ـ من منطلق إمكاناتكم وتخصصاتكم ثم بعد ذلك تلجأون إلى الروتين والرسميات المتبادلة بينكم وبين جمارك المدينة التي يقول المستثمر: إنها قالت له إنه لا يمكن إرجاعها إليه إلا بعد أن يتم فسحها من قبلكم.. فضلا قارنوا بين ما يحدث عندنا وما يحدث عند غيرنا وسلامتكم.
الرابط
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090522/Con20090522279255.htm

[عبد المالك بن ستيتي]

السلام عليكم
شكرا أخي غبراهيم
لقد شدني الموضوع الأول، الا يمكن للجمارك مصادرة هذه المخطوطات والتصرف بها دون اتلافها، ربما يتم بيعها في المزاد او تقديمها للهيئات المختصة حفاظا عليها من التلف، هذا مجرد رأيي الخاص
اما في الموضوع الثاني، كلنا يعرف ان المملكة المغربية من بين اهم الدول التي تقوم بالحفاظ على المخطوطات خاصة وان المغرب يزخر بمخطوطات هامة ونادرة والقيادة في هذا البلد تولي اهتماما بالغا بالارث الحضاري للبلاد بما فيها المخطوطات

[ابراهيم محمد الفيومي]

شكرا على الاضافة والمداخلة اخي عبد المالك
تقبل تحياتي