منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية » متعـــــــــة القراءة

منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية اطرح هنا الأفكار والمشاكل والمقترحات التي يمكن أن يستفيد منها أمناء مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Mar-17-2006, 06:50 PM   المشاركة1
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي متعـــــــــة القراءة

لأن القارئ في بلادنا تظلمه نظرات الناس وردود فعلهم على مسلكه القرائي. فليس من شخص بيننا إلا وسمع قصة ما عن عذاب الكتب، وتشردها، والتعامل معها بنوع من الاحتقار وكأنها عبء في البيت، أو ضيف غليظ الوطأة، من هنا يلصق بها البعض تسمية «الكراكيب» أي ما لا لزوم له، والبعض يضجر منها، يتعب من وجودها الدائم في خلقته فيضعها في أكياس ثمّ يرميها للغبار والرطوبة في مستودع ، وكأنّ مرآها وهي مهملة تنديد به، لاذع. ان فولتير ـ حسب ما جاء في الكتاب ـ حين سئل عمن سيقود البشرية، أجاب بـ «أنهم الذين يعرفون كيف يقرأون ويكتبون». ولا ريب ان القراءة تعاني اليوم مأزقا رهيبا في البلاد العربية، أزمة هي وليدة هجمة أدوات الاتصال الحديثة قبل تمكن الدول العربية من تثبيت فعل القراءة في نفوس الأجيال الجديدة فاختطفها التلفزيون الذي يعيد الناس إلى العصر الشفاهي، مع ما يحمله عصر الشفاهة من طبيعة الزائل أو المحرّف بحكم طبيعة الذاكرة القائمة على الخيانة.وكان طه حسين قد اعتبر «ان الحثّ على القراءة خير ما يوجه إلى الأفراد والجماعات، في جميع الأمم والشعوب، وفي الشعوب العربية بوجه خاص»، بعد مضي وقت طويل على مقولته لا تزال نسبة الأمية فضيحة من فضائح القرن الواحد والعشرين في عالمنا العربي حيث عدد الأميين في بلادنا الطويلة العريضة يفوق السبعين مليونا وهو رقم اشد وطأة من أمواج «تسونامي» على الأفكار والمستقبل.ولا شيء يبرّر إخفاقنا في معالجة هذا المرض القاتل، إذ دائما في اليد ألف حيلة لاستئصال هذا السرطان الروحي والفكري من حياتنا، فالإنسان بنظر طه حسين «حيوان قارئ«، ويتوقف طه حسين في مقاله «زاد الشعب» عند كلمة «اقرأ» هذا الأمر الإلهي الذي لا يأبه له اغلب العرب، ثم يقول «إذا أمر الله الإنسان بان يقرأ، فإنما يأمره بان يطمح إلى الكمال». كما يتناول مسألة القراءة ويربطها بالعملية الاقتصادية، فالفقر عارم في اغلب الدول العربية، بل انه يقول ان الدول الغربية عمدت إلى إنشاء «السلاسل الرخيصة» التي لا يشقّ شراؤها على فقراء الناس حتى يصير بإمكان أيّ كان اقتناء الكتاب. ويحكي الكاتب إبراهيم المازني بأسلوبه الساخر والمميز عن القراءة وكيف انه سرق مرة كتابا لا يملك ثمنه، حين كان في العشرين من عمره، ويقول انه لم يرد من القراءة «قتل الوقت وتزجية الفراغ وإنما كان همي ان أستقطر الكتب واستخلص منها كل ما يمكن ان تجود به» ويتكلم كيف كان يمتحن نفسه في مكتبته ليعرف ما بقي في رأسه من الكتب التي قرأها. محمد كامل الخطيب تحت عنوان «مديح الكتب» يكتب عن مصائر أناس بدلت الكتب حياتهم، غيرتهم، جعلتهم يغامرون، يتركون حياتهم الأولى وراء ظهرهم منهم من دون كيشوت بطل رواية «سرفانتس»، المؤسسة للفن الروائي في الغرب، وكيف ان بعض الناس يعرفون ان الكتب كارثة في حياتهم لأنها تمنعهم من تحقيق نزواتهم، فيتكلم عن هتلر الذي «أقام حريقه الكبير للكتب عندما استولى على السلطة» قبل ان يحرق أوروبا، إلا ان هتلر لا يزال موجودا بصور مختلفة. وهل منع الكتب أو حرقها هو من ماضي التاريخ الإنساني؟ ويستشهد محمد كامل الخطيب، بعبارة وردت في رسالة كتبها دوستويفسكي إلى أخيه طالبا ان يرسل له «القرآن» وكتاب كانط «نقد العقل المحض» ثم يضيف «أرسل هذه الكتب.. أرسلها، أسرع، فعلى هذه الكتب يتوقف مصير حياتي» ثم يلتفت الخطيب إلى التغيرات التي يواجهها الإنسان في زمن وسائل الاتصال الحديثة حيث يسهل التحكم به عملا بمقولة المارشال مكلوهان ان الوسائل ليست مجرد وسائل، وإنما هي أيضا رسائل، ولعلّ محمد الخطيب وهو يدافع عن الكتاب انزلق إلى تهمة الوسيلة الجديدة في صيغة تساؤل «هل يكون ذلك احد دلائل ابتعاد عهد الحرية، ومجيء عهود القمع والعبودية وتكوين مجتمع متحكم فيه ومقولب في طرائق عيشه وتفكيره؟ ويعتبر الخطيب ان شدة احتفاء الحكام العرب بهذا الجهاز العجيب «أي التلفزيون» الذي يستخدمونه كمرآة فيها يرون نفوسهم وبالمقابل شدة احتقارهم للثقافة المكتوبة وبالتالي تهميشهم دور مثقفي الكتب والفكر. وكلام محمد الخطيب هنا ليس بالضرورة ان يكون صوابا وان كان عدد لا بأس به من المثقفين يتبنون موقفه المتشائم هذا، ربما كان من الأفضل هنا وضع التساؤل بصيغة أخرى والتوجه بالسؤال إلى المثقفين أنفسهم لأخذ مبادرة نقد الذات، أليس على المثقف نفسه ان يتحرر من سجن النخبة والبرج العاجي، ويتكيف مع الحياة كما تكيّف الكتاب نفسه، طباعة وورقا وألوانا وصورا، مع شروط الحياة.أما إسحاق دزرائيلي فانه يتكلم عن رجل الكتاب الواحد وقد اخذ الكاتب عنوان مقاله من مثل لاتيني يقول «خذ حذرك من رجل الكتاب الواحد» ويقول ان كل كاتب كبير يبدو منحازا لمؤلف يفضله عن غيره، وهذه الوجهة في النظر شبيهة بما كان يعتقده العقاد بان قراءة كتاب جيد مرتين أفضل من قراءة كتابين، فنابليون بونابرت كان دائما يحمل مؤلفات مكيافيللي. والسير وليم جونز كان من عادته ان يتم قراءة كل كتب شيشرون مرة في كل عام.أما الكاتب لين يوتانغ الآتي بزوّادة كبيرة من الحكمة الصينية، فانه يكتب تحت عنوان «فن القراءة وفن الكتابة» نصا جميلا لاننا نكتشف طريقة الصينيين في القراءة، فهو يرى ان القراءة تحرر الإنسان من سجنه البدني، وتمنحه الترحال الجميل. ولعل اللغة العربية لاحظت هذه العلاقة الجميلة بين الترحال والكتاب من خلال التشابه اللفظي بين السِفر أي الكتاب والسَفَر، كما لاحظتها أيضا في الصلة الحميمة بين المطالعة من حيث هي طلوع وإشراف على البعيد، ويستشهد لين يوتانغ بقول عن القراءة لشاعر صيني عاش في عهد أسرة سونج جاء فيه: «يحس المفكر الذي تمضى عليه ثلاثة أيام من دون ان يقرأ شيئا، ان حديثه قد فقد نكهته، كما يرى ان وجهه أصبح كريها إذا ما نظر في المرآة». كما يطلب ان يتعامل القارئ مع الكتب كما يتعامل النهر مع مجراه، ويشفق من القارئ «الذي لا يجد كاتبا يؤثره على غيره، ويعتبر هذا القارئ ضائعا، فهو يظل كالبيضة غير الصالحة للفقس، أو الأرض غير المسمّدة. فالكاتب الأثير لدى النفس هو اللقاح للروح. وهناك كاتب أثير لكل إنسان في العالم، ولكن على هذا الإنسان ان يجشّم نفسه عناء اكتشاف هذا الكاتب. وحين يتحدث عن الكتابة يتكلم بصور استعارية عن ممارسة الكتابة التي تتدبر أمر تجويد نفسها وترقية مستواها «تزداد حدّة القلم بالمراس والتجربة تماما كمخرز الاسكافي الذي يتحول بصورة متدرجة إلى إبرة للتطريز«، ولفرجيينا وولف مقالة تحت عنوان «كيف يجب ان يقرأ المرء كتابا؟» مقالها هذا تلخصه عبارة واحدة شديدة الفطنة «على القارئ ان يتبع غربزته فقط، وان يستعمل عقله هو«. فالإلزام في القراءة هو من ألعن الوسائل، لأنه يجعلك تمقت الكتاب المقروء والكتاب الممقوت مهما كان جميلا ورائعا يستحيل إلى كومة قش في الذاكرة. (منقول)ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس
قديم Mar-17-2006, 11:31 PM   المشاركة2
المعلومات

دانة الامارات
مكتبي نشيط

دانة الامارات غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 14624
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: الإمارات
المشاركات: 65
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

شكرا اخوي على هالموضوع الشيق وفعلا اغلبية الناس لما اتقولهم انا اقرا كتاب يردون عليك باستهزاء انتي بعدج للحين تقرين كتاب شكلج من العصر القديم .. في المقابل انظر للغرب نادرا ما ترا شخصا منهم ليش بيده كتاب كبيرا كان أو صغير .. اتمنى ان تتغير صورة الكتاب لدى جميع الناس ...وجزاك الله خير على هالموضوع الشيق في القلب زايد حي ما مات












  رد مع اقتباس
قديم Mar-18-2006, 12:46 AM   المشاركة3
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

أختنا الفاضلةتحية واحتراماَالقراءة ليست ترفاً ، بل هي أقرب ما تكون للعمل التعبدي ، وضرورة حياتية .أساس التقدم .. العلم ، ومدخل العلم .. هي القراءةفهل عرفنا الآن لماذا لا .. نتقدم !!تحياتي ومحبتي للجميعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس
قديم Mar-22-2006, 07:06 AM   المشاركة4
المعلومات

الأمل
مكتبي فعّال

الأمل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 14534
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 162
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

يعطيك العافية اخويدمت بود*****************************غرني بالأمل وقتي وضاعت مني سنيني أحسب الدنيا مثل أمي أزعلها وترضيني*****************************












  رد مع اقتباس
قديم Mar-28-2006, 11:46 PM   المشاركة5
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

الأملتحية واحتراماًشكراً لمتابعتك ، ودوماً على الرحب والسعةوفقك اللهتحياتي ومحبتي للجميعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين