منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » أخبار المكتبات والمعلومات » قضَايا أسَاسيَّة في تطوير المكتَبة العَرَبيَّة والإسلاميَّة

أخبار المكتبات والمعلومات يُنشر في هذا المنتدى كل ما يتعلق بمجال المكتبات والمعلومات من ندوات أو مؤتمرات أو دورات.

إضافة رد
قديم Sep-05-2006, 03:29 PM   المشاركة1
المعلومات

أحمد حسن (المعلوماتى)
مكتبي فعّال

أحمد حسن (المعلوماتى) غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18726
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 169
بمعدل : 0.03 يومياً


قلم قضَايا أسَاسيَّة في تطوير المكتَبة العَرَبيَّة والإسلاميَّة

الأخوة والأخوات الكرام

أهدى إليكم هذه المقالة والتى بعنوان...

قضَايا أسَاسيَّة في تطوير المكتَبة العَرَبيَّة والإسلاميَّة
بقلم: عيد عبد الله عيد السيد
خبير مكتبة الجامعة الإسلامية

يعالج هذا المقال في إيجاز شديد اهتمام الإسلام بالعلم وتدوينه، وتاريخ المكتبات الإسلامية وعصور ازدهارها ثم اضمحلالها ويعرض للحديث عن خزانة الحكمة في بغداد وكتبة قرطبة في الأندلس والمكتبات في مصر الفاطمية.
ثم يعالج المقال قضية إحياء التراث والاهتمام بالمخطوطات ونعود فنسأل عن ماهية المكتبة في العصر الحديث؟ وعن موقع أمين المكتبة من الثقافة ودوره فيها؟ ثم نعرض في صراحة نواحي النقص في المكتبات العربية وكيفية علاج هذا النقص ونتساءل هل تؤدي المكتبة العربية حالياً رسالتها؟ فيجرنا ذلك للحديث عن النظم الفنية فنعرض للفهرسة وأنواعها ومشكلاتها وكيفية معالجة هذه المشكلات ونتحدث عن التصنيف وخططه وفلسفته ومشكلاته وكيف نسد الثغرات عند تطبيقه؟ وننتهي بالحديث عن الحاجة الشديدة إلى إعداد قوائم برؤوس الموضوعات لمختلف أنواع المكتبات العربية.

اهتمام الإسلام بالعلم:
الحمد لله الذي أنعم على الإنسانية برسالة الإسلام وصلى الله عليه وسلم على المثل الأعلى والأسوة الحسنة للبشرية محمد بن عبد الله صفوة خلقه أجمعين وبعد:
يقول الحق تبارك وتعالى :{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .
كانت هذه الآية أول سورة نزلت من القرآن الكريم تنبئ رسولنا صلى الله عليه وسلم بالرسالة وتنطق أول كلماتها بالدعوة إلى القراءة التي هي مفتاح التعلم، وتذكر القلم وهو وسيلة الكتابة ونقل العلم والمعرفة وحسب المسلم هذا ليعلم مكانة العلم والعلماء في الإسلام.
على أن الدعوة إلى العلم - في القرآن الكريم - بارزة في كثير من آي الذكر الحكيم قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون} وقال جل من قائل :{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} وقال :{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} إلى غير ذلك من آيات بينات.
ويمكن القول بلا تحفظ بأن الإسلام خاطب عقل الإنسان وحواسه ومشاعره وجوارحه، ووجهه إلى النظر والمشاهدة والتأمل والاعتبار وغير ذلك من أمور تدفع إلى المعرفة وتنشد الوصول إلى الحقيقة وإن اهتمام الإسلام بالعلم ليس له مثيل أو نظير في غيره من نظم أو أديان حديثة كانت أم قديمة وإذا أردنا أن نعرف مقام العلم في الإسلام فلنرجع بعد القرآن الكريم إلى ما ورد في شأن ذلك على لسان سيد المرسلين إذ يقول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
ولم يقتصر الأمر النبوي على طلب العلم الشرعي بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى تعلم كل ما يعود على المسلمين بالخير أو يدفع عنهم الشر، من هذا أنه صلى الله عليه وسلم أول ما قدم إلى المدينة أمر زيد بن ثابت الأنصاري أن يتعلم لغة اليهود لأنه لا يأمنهم على دينه .
أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل: "العلماء ورثة الأنبياء" وهذا يدل على أن منزلة العلماء من أرفع المنازل في الإسلام بعلمهم وعملهم وتعليمهم وإرشادهم للمسلمين.
ولقد بلغ التشجيع العلمي أوجه عند المسلمين وفتح باب العلم للجميع لا يدفعه دافع ولا يمنعه مانع والتزمت الدولة الإسلامية دائماً بأداء واجبها تجاه العلم والعلماء وتولد عند المسلمين نشاط علمي واسع في ميادين المعرفة المختلفة لم يعهده التاريخ. ولقد حقق هذا النشاط ازدهاراً حضارياً رائعاً لقرون تسعة من تاريخ الإسلام.

نشأة المكتبة الإسلامية:
وربما كنا على حق إذا قررنا أن المكتبات في الإسلام قد نشأت بنزول القرآن الكريم وإن الكتب لازمة من لوازم المسجد لأننا نعلم أن المسجد لم يكن مكاناً خاصاً للعبادة فقط بل كان معقد حلقات العلم ومركز إدارة الخلافة ومنطلق الحياة الاجتماعية والسياسية للمسلمين.
وماذا يمنع أن تكون أولى المكتبات الإسلامية في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يجمع في بيته ما يدون من الوحي ثم نقلت الصحف من بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر بعد أن جمعت في مصحف على يد زيد بن ثابت ثم حفظت هذه الصحف عند عمر بن الخطاب أيام خلافته وبقيت عند حفصة حتى نسخ منها مصحف عثمان بن عفان ووزع على الأقطار والأمصار الإسلامية.

ويمكن القول بأن المكتبات الإسلامية قد ظهرت بصورة واضحة في نهاية القرن الثاني للهجرة إذ زودها الخلفاء والأمراء وغيرهم من العلماء والأفاضل والأثرياء بما تحتاج إليه من الموظفين ومواد الكتابة ( الورق - الرق - البردي.. الخ ) ولقد زودت مثل هذه المكتبات بكتب هامة في مختلف العلوم وتبارى الخلفاء والأمراء في اقتناء أنفس الكتب وأكثرها ندرة مهما كلفهم ذلك من أموال طائلة .
ولقد ورد في مقالنا ( مناهج البحث وطرائقه عنه المسلمين ) المنشور في العدد الثالث من السنة الخامسة في المحرم سنة 1393ه‍ بمجلة الجامعة الإسلامية أن العلم منهج وطريقة وأسلوب وإن تحصيل العلم يتم بطرائق متعددة أشهرها التلقين والتعليم الذاتي وكلتا الطريقتين تعتمدان اعتماداً أساسياً على الكتاب. فالكتاب هو الأستاذ الدائم للباحث بعد أن تنقطع علاقته بكل أساتذته من البشر. وقد عرف الإسلام الحنيف قيمة الكتاب فأطلق اللفظ على القرآن الكريم باعتباره مجمل المعرفة الإنسانية ومفتاحها والدافع إليها {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}.
روى ابن النديم: قال أبو معشر في كتابه ( اختلاف الزيجات ): " إن ملوك الفرس بلغ من عنايتهم بصيانة العلوم وحرصهم على بقائها على وجه الدهر أن اختاروا لها من المكاتب أصبرها على الأحداث وأبقاها على الدهر" ولقد كنت هذه الكتب التي تحدث عنها ابن النديم وبركلمان المستشرق الألماني أساساً لكتب تنقل إلى العربية منذ العصر الأموي.
ولعل فيما سبق بيانه من اهتمام الإسلام عقيدة وشريعة بالكتابة والتعلم واهتمام المسلمين منذ مطلع الوحي بالعلم والعلماء ما يدحض الفرية الشهيرة التي لا زال يرددها بعض المستشرقين والحانقين على الإسلام من أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب قد أمر بحرق مكتبة الإسكندرية عند الفتح العربي لمصر. على أن الثقاة من كتّاب التاريخ كالمقريزي والطبري وابن الأثير قد دحضوا هذه الفرية بما فيه الكفاية كما شاركهم في ذلك لفيف من كتّاب التاريخ الأجانب منهم بارسون في كتابه ( تاريخ مكتبة الإسكندرية ).

Parson: History of Alexandrian Library.

ازدهار المكتبات الإسلامية:
ولقد اتسعت المكتبات في العصر العباسي حتى إن هذا العصر يعد بحق عصر الموسوعات العلمية والمكتبات الإسلامية ولقد ساعد على ذلك اتساع حركة التأليف والترجمة وتقدم صناعة الورق التي هي أساس صناعة الكتاب ومن أشهر مكتبات ذلك العصر.

خزانة الحكمة أو بيت الحكمة في بغداد:
ولكن هل كانت مكتبة فقط أم مكتبة ومعهداً ومرصداً؟ وأين مكانها؟ وهل أنشأها الرشيد أو المأمون؟ ومنها نظامها؟ وماذا كان بها من أعمال؟
الغالب أن الرشيد هو الذي أنشأ هذه المكتبة وجمع إليها ما كان قد نقل إلى العربية من كتب علمية وطبية وغيرها بالإضافة إلى ما ألف وصنف في العلوم الإسلامية مع ما سعى إليه يحيي بن خالد في جمعه من كتب الهند وما وقع للرشيد من كتب الروم في أنقره وغيرها من الأمصار.
ولما تولى المأمون أنشأ مجالس الترجمة وجمع في بيت الحكمة كتب العلم بلغاتها اليونانية والسريانية والفارسية والهندية والقبطية فضلاً عن العربية.
ونرجح أن يكون بيت الحكمة هذا مجلساً للترجمة أو للنسخ أو للدرس أو للتأليف وربما كان يجلس النساخ في أماكن خاصة ينسخون فيها الكتب لهم ولغيرهم بأجر أو بلا أجر ولعل الأمر كان كذلك بالنسبة للمترجمين والمؤلفين والمطالعين.
ومن نساخ بيت الحكمة الذين ورد ذكر شيء عنهم في كتاب الفهرست علان الشعوبي وأصله فارسي يُقال أنه راوية عارف بالأنساب والمناظرات وأنه عمل نساخاً في بيت الحكمة للرشيد والمأمون والبرامكة. وينسب إليه كتاب ( في مثالب العرب ).
وذكر أن محمد بن موسى الخوارزمي ويحيى بن منصور الموصلي صاحب الأرصاد في عصر المأمون والفضل بن نوبخت المنجم وأولاد شاكر وغيرهم كانوا من بين المترددين على بيت الحكمة للمطالعة أو التأليف.
ولا بد أن يكون لبيت الحكمة هذا قيم يديره يُسمى صاحب بيت الحكمة وممن يُقال أنه شغل هذا المنصب سهل بن هارون.
وكان في بيت الحكمة مجلدون إذ يقول ابن النديم : "إن ابن أبي الجريش كان يجلد في خزانة الحكمة للمأمون" ولقد بقيت هذه المكتبة إلى عهد ابن النديم ونقل عنها.
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن أول مكتبة عامة هي مكتبة دار الحكمة التي أنشأها المأمون في بغداد وجمع لها الكتب اليونانية من الإمبراطورية البيزنطية وترجمت إلى العربية وكانت المكتبة تحوي كل العلوم التي اشتغل بها العرب وقد ظلت إلى مجيء التتار سنة 656ه‍.

مكتبة قرطبة:
ولقد أنشأ المستنصر بن الناصر في الأندلس في قرطبة مكتبة جمع إليها الكتب من جميع أرجاء العالم بل كان يبعث في شرائها رجالاً من التجار ومعهم الطائل من الأموال منافسة لبني العباس في اقتناء الكتب، ويُقال إنه اشترى كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بألف دينار من ذهب ويقدر ابن خلدون والمقري مجموع ما حوته هذه المكتبة بما يصل إلى أربعين ألف مجلد (000ر40) .
وكانت هذه المكتبة تشغل قاعات بقصر قرطبة وأقيم عليها مدير أو مشرف كما وضعت لها الفهارس لكل موضوع من موضوعاتها وذكر أن فهارس الدواوين وحدها بلغت 44 أربعة وأربعين فهرساً في كل فهرس عشرون ورقة .
وقد انتشرت المكتبات في سائر بلاد الأندلس حتى قيل بأن غرناطة وما حولها كان فيها سبعون مكتبة ولعل حب الكتب كان سجية في سكان تلك الديار أو لعل اقتناء الكتب كان من شارات الوجاهة والرئاسة عندهم. وقد ظلت مكتبة قرطبة حتى بيع أكثرها في حصار البربر ثم أجهز الفرنج على الباقي منها.

المكتبات في مصر الفاطمية:
واقتدى بخلفاء بني العباس في بغداد وبني أمية في الأندلس الخلفاء الفاطميون في مصر فحينما تولى الخلافة العزيز بالله سنة 365ه‍ استوزر يعقوب بن كلس وكان الخليفة محباً للكتب فكلفه بترتيب الدواوين وتقريب العلماء. ولقد جمع من الكتب جانب كبير في قصر الخليفة في قاعات سميت ( خزانة الكتب ) وقد بذلت أموال طائلة في الحصول على المؤلفات المهمة في التاريخ والأدب والفقه وغير ذلك وذكر أنه كان بهذه المكتبة أكثر من ثلاثين نسخة من كتاب العين للخليل بن أحمد بخط يده وعشرون نسخة من كتاب الطبري ومائة نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد وكان عدد النسخ يزداد بمرور الأعوام حتى بلغ عدد النسخ من كتاب تاريخ الطبري عند استيلاء صلاح الدين الأيوبي على مصر 1200 نسخة وكان فيها 3400 ختمة قرآن بخطوط منسوبة محلاة بالذهب فلا عجب أن يقول المقريزي أنها كانت تحتوي على مليون ألف 000ر006ر1 مجلد في الفقه والنحو واللغة والحديث والتاريخ والنجامة والروحانيات والكيمياء ومنها 000ر18 كتاب في العلوم القديمة فيها 6500 جزء من كتب النجوم والهندسة والفلسفة والفلك على أنه مهما كان من مبالغة في عدد هذه الكتب إلا أنها تدل دلالة واضحة على اهتمام بالغ بشأن الكتب والمكتبات.
وكان للعزيز عناية كبيرة بخزانة يتعهدها بنفسه حيناً بعد حين وقد رتب لها قيماً يتولى شؤونها ويجالسه ويقرأ له الكتب وينادمه وممن تولى ذلك أبو الحسن الشابشتي .
أما دار العلم أو دار الحكمة فهي غير خزانة العزيز أنشأها ابنه الحاكم بأمر الله سنة 395ه‍ وقد اعتبرها البعض مدرسة اعتماداً على أن الحاكم أقام بها القراء والمنجمين وأصحاب النحو واللغة والأطباء وأجرى لهم الأرزاق. وأباح الدخول إليها لسائر الناس وجعل فيها ما يحتاجون إليه من الحبر والأقلام والورق وكانت تجري بها المناظرات العلمية إلى أن أبطلها الفضل بن أمير الجيوش بدر الدين الجمالي ولكن ابن البطائحي أعادها سنة 517ه‍ وقد وصل عدد الكتب بها إلى ما يقرب من 000ر100 كتاب.
وخلاصة القول أن المسلمين جمعوا في مكتباتهم العامة والخاصة من الكتب على اختلاف موضوعاتها ما يعد بالملايين وللأسف لم يبق منها إلا جزء صغير جداً أما معظمها فقد ضاع بتدهور الحضارة الإسلامية وتخلف المسلمين.

المخطوطات العربية:
ويوجد من كتب التراث الإسلامي الكثير محفوظاً حتى اليوم في مكتبات اكسفورد وكمبردج ولندن والمكتبة الأهلية في باريس ومكتبة الاسكوريال في مدريد وفي مكتبات برلين وليبزج وهامبورج وميونخ وليننجراد وطشقند وليدن وأمستردام وفينا وابسالا وكوبنهاجن ومكتبة الكنجرس الأمريكية وتعتبر مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية أجمع مكتبة للمخطوطات العربية في الأمريكيتين..وقد وفق الأستاذ فلوجل ناشر كتاب الفهرست وكتاب كشف الظنون إلى إحراز قوائم المكتبات العربية على ما بلغت إليه قبل النهضة الأخيرة وشيوع الطباعة في الشرق في لبنان ومصر بالذات وذيل كتاب كشف الظنون بأسماء تلك الكتب بحسب موضوعاتها وقد بلغ مجموع الكتب بالقسطنطينية وحدها 27445 كتاباً أما ما بقي ففي مصر ودمشق وحلب ورودس ومجموع كتبها 2400 والباقي في المكتبات العامة ربما يصل إلى نحو 000ر30 كتاب، وهذه الكتب مخطوطة وتمثل بلا شك ثروة علمية عظيمة تحتاج إلى العناية والرعاية والحفظ من جميع ما قد تتعرض له من عوامل التلف بفعل الأرضة والسوس والحشرات والرطوبة والتعفن ومن العوامل العابثة الأخرى كالحريق والسرقة والغرق وانتقام الجهلاء عند وقوع الحروب وغير ذلك.
ومن خير الوسائل لحفظ هذا التراث أخذ صور فوتوغرافية كبيرة عن أصولها وتجليد تلك الصور كالكتب تماماً ووضعها للتداول بين أيدي الباحثين من أهل العلم وعشاقه على أن تبقى أصول هذه المخطوطات في المكتبة محفوظة بكل رعاية وبكل وسيلة من وسائل الحفظ.
ويمكن تصوير هذه المخطوطات على أفلام دقيقة ( ميكروفيلم ) توضع في قطع معدنية صغيرة في علب على كل منها اسم الكتاب المصور ويكن تكبير هذه الأفلام عند الحاجة إليها أو لمن يطلبها من الباحثين.
ولا تزال أكثر المكتبات في البلاد العربية والإسلامية في أشد الحاجة إلى العناية بما لديها من مخطوطات إذا استثنينا منها دار الكتب المصرية والمكتبة الظاهرية في دمشق.
ولعل في إنشاء معهد إحياء المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية ما يمكن في المدى القريب - إن شاء الله - من حفظ التراث العربي من الضياع وعسى أن يتمكن هذا المعهد من نقل صور لكل المخطوطات التي خرجت من أيدينا ورحلت إلى المكتبات الأوروبية، ونحن نعلم أن في هذا المعهد الآن خبراء متخصصين في أيديهم الوسائل والأدوات الحديثة التي تساعدهم في أداء مهمتهم ولكني أطالب بالمزيد من الخبراء والعاملين والمزيد من الدعم المالي ليتمكن المعهد من أداء دوره الخطير في حفظ التراث الإسلامي.
ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين بدأ العرب يحاربون التخلف ويستعيدون ما كان لهم من حضارة أو هكذا هم يحاولون وقد أصبح عندنا في جميع البلاد العربية مكتبات كثيرة من حيث العدد فعندنا مكتبات عامة ومكتبات للوزارات والجامعات والمجامع العلمية والمدرسية . . . الخ. ولكن علينا أن نحدد بالضبط ماهية المكتبة في العصر الحديث.

معنى كلمة مكتبة:
كلمة مكتبة لا تحمل في الواقع معنىً محدداً فهي قد تطلق على أي مجموعة من الكتب كما تستخدم عند الناشرين وبائعي الكتب وإنما مفهوم المكتبة كما نرجوه ونبتغيه هو أن المكتبة "مجموعة من الكتب هيئت لها كل الظروف لكي تحدث ما يمكن أن تحدثه من أثر" ويفهم من هذا أن الكتب التي لا تستعمل استعمالاً كاملاً والتي لم ترتب ترتيباً مدروساً والتي لم تفهرس فهرسة شاملة والتي لا تلقى مجهوداً إيجابياً لتنشيط استعمالها ليست في الحقيقة سوى مكتبات ميتة.
ولعلنا لا نختلف في أن قيمة الكتاب هي في استعماله والانتفاع به وعليه فأي كتاب لا يستعمل ولا ينتفع به يعتبر هملاً وسقطاً، فإذا قلنا إنه كتاب نادر فمن الطبيعي في تلك الحالة أن يكون مكانه المتحف لا المكتبة.

موقع أمين المكتبة من الخدمة المكتبية:
على أن معرفة أمين المكتبة أو مديرها المسئول بالكتب والمطبوعات ومصادر البحث وأدواته وطرقه معرفة شاملة في أكثر من ناحية من نواحي المعرفة الإنسانية أمر مرغوب ومطلوب هذا بالإضافة إلى تمرسه بأساليب الإعداد والتنظيم في النطاق العلمي التطبيقي لسلسلة من الإجراءات الفنية مثل اختيار الكتب وفهرسها وتصنيفها وإعارتها واستردادها وخدمة المراجع والإرشاد والبحث . . . الخ.
فنحن نريد لأمين المكتبة في عالمنا العربي أن يكون رجل إدارة يحسن توزيع المسئوليات وتقسيم الاختصاصات واختيار المساعدين وتولي عمليات الشراء بالنسبة للكتب والمواد العلمية ووضع اللوائح للمكتبات وتدبير وسائل التعاون مع المكتبات الأخرى.
ونريده في نفس الوقت رجل دعوة وإرشاد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، نريده رجل تعليم وتوجيه يدعو المترددين على المكتبة فيستجيبون له يجمعهم في مكتبه فيناقشون ويبحثون ويدفعهم إلى أن يقرؤون ويتعلموا مع حرص منه على رفع مستوياتهم ودفع حصيلة الفكر والثقافة في محيطه نحو آفاق أوسع وأصلح.

نواحي النقص الرئيسية في المكتبات العربية:
على أن المكتبات في عالمنا العربي لا تزال تقوم بدور ثانوي بالنسبة لغيرها من المؤسسات رغم أنه يمكن لها أن تكون السند الواقي لكل نهضة مرتقبة أو تقدم منشود. وتعاني هذه المكتبات من نواحي نقص رئيسية تمثل عقبة كئودا أمام مستقبلها وتقدمها من ذلك:
1- انعدام الإشراف على جميع المكتبات مع وجود وحدات لمكتبات صغيرة وقليلة وغير مترابطة.
2- ضآلة المخصصات المالية للمكتبات وعدم كفايتها وقلة اهتمام الحكومات العربية بزيادتها أو تدعيمها حتى الآن.
3- نقص التشريعات واللوائح والقوانين والقرارات الخاصة بالمكتبات إن لم نقل انعدامها.
4- قلة الأيدي العاملة الفنية المتخصصة أو المدربة في حقل المكتبات القادرة على تحقيق الإدارة السليمة والتطوير المرتقب.

وبالنسبة للمكتبات الجامعية دون غيرها من أنواع المكتبات الأخرى نجد أن الحاجة قائمة وملحة إلى ضرورة توافر هيئة من الأخصائيين في فن المكتبات يكفي عددهم لتغطية خمس مجالات في نطاق العلم بالمكتبات وهي الإدارة والمراجع والإرشاد والخدمة المكتبية والإعداد الفني للمواد المكتبية من كتب ومواد علمية أخرى كالمجلات والمخطوطات والمصورات وغير ذلك من أدوات المعرفة ويلزم تدبير عدد يتناسب مع عدد الأخصائيين من الكتابيين وعمال الخدمة والمناولين.












الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 8Eبة العَرَبيَّة والإسلاميَّة.doc‏ (65.5 كيلوبايت, المشاهدات 3)
نوع الملف: doc كيف تستيقظ لصلاة الفجر.DOC‏ (25.5 كيلوبايت, المشاهدات 1)
التوقيع
هل آن لنا أن نفخر بمهنتنا؟
المــعلـومــاتى
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمن المعلومات الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 12 Jan-17-2014 01:05 AM
العقبات أمام تطوير البرمجيات هدى العراقية منتدى تقنية المعلومات 0 Apr-05-2006 04:12 AM


الساعة الآن 10:41 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين