منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » تَقْويم فَهَارس مَخْطُوطَات فى فلسطين

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
قديم Sep-16-2006, 08:55 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي تَقْويم فَهَارس مَخْطُوطَات فى فلسطين

تَقْويم فَهَارس مَخْطُوطَات
فــلِـسْطِـــيـن



تمهيــد :

المتأمِّل فى الخريطة الخطية ، أعنى البيان الجغرافى لوجود المخطوطات فى مدن العالم ؛ سوف يلحظ على الفور أموراً ، من أهمها اندثار عملية التراكم الطبيعى للمخطوطات، فى مقابل النشاط الواسع لعملية التجميع الصناعى للنسخ الخطية فى مواضع بعينها .
والمقصود بالتراكم الطبيعى ، ذلك التزايد الدائم للنسخ الخطية فى المواطن التى حفلت على مَرِّ الزمان بالمجالس العلمية ، حيث كانت الحركة العلمية تؤدِّى بالضرورة إلى نَسْخِ الكتب والحرص على جمعها .. ومن ثَمَّ ، تكثر مدوَّنات المتعلِّمين والمجموعات الخاصة بالعلماء ومقتنيات المساجد القديمة وخزانات الأمراء .. إلخ ، مما يخلِّف فى نهاية الأمر ، ثروةً تراثية لهذه المدينة أو تلك الناحية، بحسب ما يناسب عراقتها وطول اشتغالها بالعلم .. وهو ما يعكس فى آخر الأمر : الشخصية التراثية للمكان .
لكن الشخصيات التراثية للمواضع انطمست ، بسبب ازدياد التجميع الصناعى للمخطوطات، وهى العملية التى تؤول خلالها المجموعات الخطية من المواطن العريقة إلى المواضع الجديدة التى تمتاز بالغنى أو القدرة السياسية ، فى مقابل الضعف الاقتصادى والسياسى لمواطن التراكم الطبيعى للمخطوطات .
ولاشك فى أن أكبر عمليات التجميع الصناعى للمخطوطات ، جرت أيام الاستعمار الأوروبى للبلاد العربية والإسلامية ، ففى تلك الأيام انتُهبت الخزانات الخطية من مدن الإسلام وانتقلت إلى العواصم الأوروبية وصالات المزادات والمجموعات الغربية الخاصة ، فكانت حصيلة ذلك : الآلاف من المخطوطات العربية، الجيدة ، المنتقاة بعناية ، محفوظة حالياً بمكتبات المدن الأوروبية .
ثم جاءت الطفرة الاقتصادية للنفط فى البلاد العربية (الجديدة) متزامنة مع التدهور الاقتصادى والسياسى للبلدان القديمة -مثل مصر وبلاد الشام- فكان ذلك سبباً مباشراً فى انتقال عشرات الآلاف من النسخ الخطية ، عبر عملية تجميع صناعى عشوائى فى أغلب الأحيان ؛ فاحتشدت فى العواصم الجديدة مخطوطات، كانت قبلاً بالمدن العربية القديمة .. وبهتت بالتالى ملامحُ الشخصية التراثية لهذه المدن القديمة .
وما سبق ، ينسحب على عديد من المواطن العربية الإسلامية ، وينطبق بأكثر ما يكون على فلسطين التى جرت عليها الوقائع السابقة، مقترنةً بواقعةٍ أبعد أثراً وأعمق تأثيراً، هى الاحتلال اليهودى الذى استعلن منذ نصف قرن .
مَخْطُوطَاتُ فِلِسْطِين
نظراً للموقع الفريد لمنطقة فلسطين التى تعد الامتداد الجنوبى الغربى لبلاد الشام ، والامتداد الشمالى الشرقى لمصر ، وكلتاهما - مصر والشام - من مراكز الحضارة العربية الإسلامية .. ونظراً لعراقة الحواضر الفلسطينية وازدهارها فى أغلب القرون الماضية .. ونظراً لمكانة القدس (بيت المقدس) فى نفوس المسلمين؛ فقد حفلت المدن والحواضر الفلسطينية بمراكز العلم وخرج منها علماءٌ كثيرون ، مما يُفترض معه أن تتراكم بها الألوف والألوف من المخطوطات .
بيد أن الظرف التاريخى المعاصر ، أدَّى -ضمن ما أدَّى إليه- إلى ضياع ونهب الثروة الخطية بالديار الفلسطينية ، فلم يبق منها فى يومنا هذا، غير مجموعات فقيرة لايتناسب حجمها مع تاريخ مدن مثل : القدس ، نابلس، غزة، يافا .. إلخ .
وقد بلغت عملية النهب (اليهودى) للمخطوطات الفلسطينية حدّاً تجاوز الحياء ، فمن ذلك ما يذكره الأستاذ عصام الشنطى فى مقالةٍ له عن مخطوطة الواسطى التى عنوانها: فضائل البيت المقدس . وكانت نسختها التى يعود تاريخ كتابتها إلى حدود سنة 583 هجرية ، محفوظةً بالمكتبة الأحمدية الملحقة بجامع أحمد باشا الجزار (عكا) ضمن مجموع خطىٍّ نفيس .. وقد أُحضرت هذه المخطوطة إلى القاهرة ، فصُوِّرت منها صورةٌ حُفظت بدار الكتب المصرية (سنة 1932 ميلادية) ثم أُعيدت إلى مكانها. وظلت المخطوطة فى عكا حتى سنة 1963، وقتما اطلع عليها هناك المستشرق بِلَمِى ثم اختفت من عكا وظهرت محقَّقةً فى الجامعة العبرية ! وقد تتبع عصام الشنطى الوقائع الغريبة لاختفاء المخطوطة ، ورجَّح أن تكون قد انتقلت : من مكتبتها فى عكا الأسيرة ، إلى الجامعة العبرية ؛ قبل سنة 1969 بعامٍ أو عامين على وجه التقريب .
ولعل أهم المجموعات الخطية -اليوم- بفلسطين ، هى مجموعة الجامعة (العبرية) ومجموعة المسجد الأقصى . ولانعرف ما إذا كانت المجموعة الأولى مفهرسة أم لا (أو بالأحرى: لم تصلنا فهرستها) بينما جاء فهرس المسجد الأقصى أقرب إلى القائمة الحصرية للمقتنيات ، منه إلى الفهرس العلمى بالمعنى المتعارف عليه .
وبين أيدينا أربعةٌ من فهارس مخطوطات فلسطين أعدَّها جميعاً محمود على عطا الله ونشرها مجمع اللغة العربية الأردنى عامىْ 83، 1984 وبيانها كما يلى:
1- فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية فى عكا .
2- فهرس مخطوطات مكتبة مسجد الحاج نمر النابلسى فى نابلس .
3- فهرس مخطوطات مكتبة الحرم الإبراهيمى فى الخليل .
4- فهرس مخطوطات المكتبة الإسلامية فى يافا .
ومع هذه الفهارس الأربعة ، نمضى فى الصفحات التالية لإلقاء الضوء على محتوى المكتبات الأربعة المفهرسة ، وإلقاء نظرة نقدية تقويمية على نظام فهرستها.
مُحْتَوى المكَتْبَاتِ
قد يَدهش الناظر فى مقدمات الفهارس الأربعة ، من ضآلة عدد المخطوطات المحفوظة فى كُلِّ مكتبة .. حتى إن أية زاوية بُنيت فى القرن الماضى فى أى بلد عربى -ولم تُنهب - فى شأنها أن تحتوى على أضعاف ما يوجد فى المكتبات الفلسطينية (الأربعة) ! التى ذكر المفهرسُ عددَ مخطوطاتها ، كالآتى :
(أ) المكتبة الأحمدية فى عكا : ثمانون مخطوطة .
(ب) الحرم الإبراهيمى : أربع وثمانون مخطوطة .
(جـ) مسجد الحاج نمر النابلسى : ثمانٌ وتسعون مخطوطة .
(د) المكتبة الإسلامية فى يافا : تسع وثلاثون وثلاثمائة مخطوطة .
وهكذا يبلغ مجموع المكتبات الخطية فى فلسطين -أعنى المفهرسة منها -إحدى وستمائة مخطوطة .. نادراً ما نجد فيها نسخةً نادرة ! فأغلب هذه المخطوطات عبارة عن مستنسخات حديثة العهد ، مكرَّرة ، سيئة الحالة .
كما تجب الإشارة إلى أن هذا العدد المذكور ، يدخل فيه أجزاء الكتاب الواحد .. فالمخطوطات الأربع والثمانون بالحرم الإبراهيمى ، منها عشرة مجلدات تحمل عشرة أرقام ، هى أجزاء كتاب : إرشاد السارى لشرح صحيح البخارى. ومخطوطات نابلس -الثمان والتسعون - منها ثمانية أجزاء من الكتاب نفسه : إرشاد السارى ! وثلاثة أجزاء تحمل ثلاثة أرقام ، من : ثلاثيات المسند .. وهكذا . وبذلك يقل المجموع الحقيقى لمحتوى المكتبات الأربعة، عن العدد المذكور (601 مخطوطة) بمقدار الثُّلُث تقريباً .
هذا من حيث العدد ، أما من حيث الأهمية ؛ فباستثناء المخطوطات التالى ذكرُها ، لن نجد شيئاً مهماً :
* المطول ، للتفتازانى . نسخة مؤرَّخة بسنة 748 هجرية (كُتبت فى حياة مؤلِّفها) محفوظة بالحرم الإبراهيمى .
* مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا (= الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، للقاضى عياض) لتقى الدين الشمنى ، المتوفى 872 هجرية . كُتبت سنة 908 هجرية ، محفوظة بالحرم الإبراهيمى .
* الأذكار ، للنووى . مخطوطة مسجد أحمد باشا الجزار ، كُتبتَ سنة 733 هجرية .
* تهذيب ما اشتمل عليه كتاب المهذب من الغريب ، لابن معن المتوفى 640 هجرية . كُتبت بُعيد وفاة مؤلِّفها سنة 653 هجرية (محفوظة بالمكتبة الإسلامية فى يافا) .
* تشنيف الأسماع بمشايخ الفقير عُمر الشَّمَّاع (= معجم شيوخ) مخطوطة نادرة، غير مؤرَّخة ، محفوظة فى يافا .
* القمرية فى الرسائل الصرفية ، لإبراهيم الجيلى . نسخة محفوظة فى يافا مؤرَّخة بسنة 950 هجرية .
* الناسخ والمنسوخ ، لهبة الله بن سلامة البغدادى ، المتوفى 410 هجرية. مخطوطة يافا المؤرَّخة بسنة 1041 هجرية .
* عمدة الحرفاء وقدوة الظرفاء . أرجوزة لابن مَكَانس ، غير مؤرَّخة، محفوظة فى يافا .
* التحديد فى صنعة الإتقان والتجويد ، للدانى . مخطوطة يافا المؤرخة بسنة 1054 هجرية .
وقد أشار المفهرسُ إشارةً (مهذَّبة) تفسِّر (تواضع) محتوى المكتبات التى فهرسها ، فذكر فى تقديمه لفهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ، ما نصُّه : إن المخطوطات التى تم التعرف عليها وكشفها ، لاتشكل المكتبة الحقيقية التى عُرفت أيام الجزار ، بل إن ما تمَّ التعرف إليه لايشكِّل سوى النزر اليسير ، لأن قسماً من هذه المخطوطات فُقد ، لسبب أو لآخر .
تأمَّل قوله : لسببٍ أو لآخر !
نِظَامُ الفْهَرسَةِ
أورد المفهرس فى مقدماته الأربع لفهارسه الأربعة ، أن (المنهج) الذى اعتمد عليه ، يشمل الآتى :
1- اسم المخطوط
2- رقم المخطوط
3- المؤلِّف
4- الموضوع
5- عدد الأوراق
6- القياسات : الطول ، العرض
7- عدد السطور
8- تاريخ النسخ
9- الناسخ
ثم يقول : وزُوِّد هذا الفهرس بعدة فهارس تفصيلية لتسهيل عملية البحث على الدارس ، وهى :
1- فهرس الموضوعات
2- فهرس المخطوطات (!)
3- فهرس المؤلفين
4- فهرس النساخ
5- فهرس الأعلام
وقد أضاف فى فهارسه الأخيرة (الحرم الإبراهيمى ، يافا) : فهرس الأماكن، فهرس الكتب الواردة .
.. وكما هو معروفٌ فى ميدان فهرسة المخطوطات ، فإن العبرة لاتكون بالإطار النظرى والمنهج ، بقدر ما تكون بالتطبيقات الفعلية على المجاميع الخطية المفهرسة . وذلك لأن الفهرسة عمليةٌ فنيةٌ فى الأساس ، وليست تطبيقاً للقواعد الإحصائية .
وفى بقية هذا البحث ، سوف نلقى نظرةً نقديةً تقويمية على (التطبيقات) التى قدَّمها المفهرس فى فهارسه الأربع لمخطوطات فلسطين .. دون أن نحتكم لمنهج الفهرسة الصارم الذى أقرَّه معهد المخطوطات العربية وطَبَّقناه فى فهارسنا الصادرة عن المعهد وغير المعهد ، لأن ذلك سيكون بمثابة الإطباق على زهرةٍ بَرِّيَّة بشِقَّىْ رحى .. أو كاصطياد عصفورٍ ببندقية آلية ! فلنجعل غايتنا محصورة فى تقويمٍ عام للأعمال الأربعة ، وتصويبٍ ضرورى للهنات اللافتة فيها ؛ مع تقديرنا بالطبع ، لأهمية الجهد الذى قدَّمه المفهرس .. فنقول وبالله التوفيق .
من حيث المعلومة الأساسية التى تبدأ بها الفهرسة ، أعنى عنوان المخطوطة فقد افتقرت الفهارس الأربع إلى التوثيق ، واكتفى المفهرس بجلب ما وجده على الأغلفة الخارجية للمخطوطات ، بما فى ذلك من أخطاء النُّسَّاخ وأوهام المطالعين. وقد بلغ هذا الأمر حدّاً لافتـاً فى الفهارس الأربع ، منه ما سنورده فى القائمة التالية مصوَّباً -من عندنا- بين قوسين :
* الأحمدية ص 51: حاشية الشيخ محمد الأمير على ملوى (حاشية على شرح الملَّوى للرسالة السمرقندية فى الاستعارات)
* الأحمدية ص 53 : شرح قطر الندا وبل الصدا (قَطْرُ النَّدَى وبَلُّ الصَّدَى)
* الأحمدية ص 54 : شرح الوضع (الرسالة الوضعية / رسالة الوضع ، للسمرقندى)
* يافا ص 13 : شرح الشمسية (تحرير القواعد المنطقية فى شرح الرسالة الشمسية) .
* يافا ص 20 : غاية الإرادات من تحقيق عصام الاستعارات (غاية الإدراك من تحقيق رسالة الاستعارات ، لعصام الدين الإسفرايينى) .
* يافا ص 67 : متن حرز الأمانى (الشاطبية = حرز الأمانى ووجه التهانى، للشاطبى )
* يافا ص 113 : المطلع (المطلع على إيساغوجى ، لأثير الدين الأبهرى).
* يافا ص 143 : كتاب وينقموز (!)
* يافا ص 159 : حاشية على العقائد (حاشية قول أحمد على حاشية الخيالى على شرح التفتازانى للعقائد النسفية ، للنسفى) .
* يافا ص 163 : ملتقى الأبحرة (الأَبْحُر )
* يافا ص 238 : ضوء فى النحو (ضوء المفتاح فى شرح المصباح)
* يافا ص 249 : الشمائل (الشمائل النبوية والخصائص المصطفوية) .
* يافا ص 258 : حاشية فى المنطق (شرح الرسالة الشمسية) .
* الحرم الإبراهيمى ص 27 : رسالة مقنطرات (رسالة فى ربع المقنطرات).
* الحرم الإبراهيمى ص 29 : التفنن فى الصرف (التصريف العزى = العزى فى التصريف، للزنجانى )
* الحرم الإبراهيمى ص 41 : تفسير سورة الفاتحة (مفاتيح الغيب = التفسير الكبير)
* الحرم الإبراهيمى ص 64 : مختصر معانى للسعد الدين (شرح التفتازانى المختصر على تلخيص المفتاح)
* الحرم الإبراهيمى ص 75 : سيد التعريفات (رسالة التعريفات ، للسيد الشريف الجرجانى) .
.. ولانحب هنا أن نطيل فى هذه التصويبات ، فحسبنا ما ذكرناه منها. ولنختم كلامنا فى ذلك، بشئ من عجائب ما ذكره المفهرس فى العناوين . فمن ذلك ما أخذه من خاتمة مخطوطة ، وجعله عنواناً لها .. فالمخطوطة الواردة فى صفحة 56 من فهرس الأحمدية ، عنوانها : كمل المنسوخ ! والمخطوطة الواردة فى صفحة 52 من فهرس مسجد نمر النابلسى ، عنوانها : قصيدة الا القاصح رضى الله عنه ! والمخطوطة الواردة فى صفحة 82 من فهرس الحرم الإبراهيمى، عنوانها : قصيدة عظيمة النفع ! والمخطوطة الواردة فى صفحة 114 من فهرس الحرم الإبراهيمى ، عنوانها : فائدة مطلق العالم لايجمع والمقيد يجمع !
* * *
ويتصل بالكلام فى توثيق العناوين ، توثيقُ المؤلِّفين .. وذلك لما فى هاتين الخطوتين من ارتباط ، وما للتوثيق من أهمية دعتنا فى بحثٍ سابق لتقرير أن : التوثيق هو عماد الفهرسة ، ولا نبالغ إذا قررنا أن التوثيق هو الفهرسة كلها ! ذلك لأن جميع خطوات الفهرسة ، من وصفٍ للمخطوطة وذِكْرٍ لأولها وآخرها، وإيراد عدد أوراقها ومسطرتها .. إلخ ، هى جميعاً عمليات (توثيقية) لهذه المخطوطة أو تلك .
وقد حفلت الفهارسُ الأربع لمخطوطات فلسطين، بهناتٍ فى توثيق مؤلِّفى المخطوطات، بسبب لجوء المفهرس إلى إيراد كل ما وجده على أغلفة النسخ الخطية التى قام بفهرستها - والمشتغلون بالتراث يعرفون أن الأغلفة كثيراً ما تكون مضلِّلة - ولم تسمح له ظروفه ، أعنى المفهرس ، بالتثبُّت من صحة ما لقيه مدوناً على الأغلفة ، فأورد ضمن ما أورده ، هذه (المعلومات) التى صوَّبناها بعد ذكرها فى فهارسه ، بين قوسين :
* فهرس يافا ص 12 : منية المصلى وغنية المهتدى . المؤلف: النصراوى، عبد الله يعقوب بن عبد الله عيسى ؟ (مُنية المصلِّى وغنية المبتدى، لسديد الدين الكاشغرى ، المتوفى 705 هجرية . شرحه محمد الحلبى فى مجلد بعنوان : غنية المتملِّى . وشرحه ابن أمير الحاج شرحاً بعنوان: حلية المجلى وبغية المهتدى) .
* فهرس يافا ص 20 : الجوهرة النيرة . المؤلف : بركلى ت ؟ (محمد بن بير على ، المعروف ببركلى - ويقال : بركوى - المتوفى سنة 981 هجرية ) .
* فهرس يافا ص 194: مرصاد العباد من المبدأ إلى المعاد . المؤلف: الداية، عبد الله محمد الأسدى ت 654 هجرية (هو : نجم الدين داية .. المعروف بالحافظ ابن شاهاور وبنجم الدين الرازى) .
* فهرس يافا ص 243 : المنح الإلهية بشرح الألفية الوردية . المؤلِّف: المناوى ، عبد الرؤوف ؟ (هو المؤرِّخ الصوفى الكبير، عبد الرؤوف المناوى المتوفى سنة 1031 هجرية ، صاحب: الكواكب الدرية فى مناقب السادة الصوفية) .
* فهرس يافا ص 297 : الرسالة الشمسية فى القواعد المنطقية . المؤلِّف: مجهول (مؤلف الرسالة الشمسية هو: نجم الدين القزوينى .. والمخطوطة ليست الرسالة الشمسية ، وإنما : حاشية على شرح الرسالة الشمسية وهو ما يظهر من بدايتها التى أوردها المفهرس) .
* فهرس يافا ص 317 : الإرشاد . المؤلف : مجهول (الإرشاد عنوانٌ لأكثر من عشرين متناً، أشهرها إرشاد السارى لشرح صحيح البخارى، للقسطلانى . الإرشاد فى علم الكلام، لأبى المعالى الجوينى. الإرشاد فى النحو ، لابن درستويه . الإرشاد فى أصول الحديث ، للنوى .. والراجح عندى أن المخطوطة هى : الإرشاد فى الفقه الحنفى ، لشجاع الدين التركستانى ، المتوفى 733 هجرية )
* فهرس الأحمدية ص 40 : كتاب التحرير . المؤلِّف : ابن الأنصارى ، زكريا (يظهر من بداية المخطوطة وآخرها ، أنها : نظم محمود الحلبى - العمريطى- لحاشية على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصارى على مختصر ابن نجيم المصرى : لب الأصول . الذى أوجز فيه الأخير ، كتاب التحرير فى أصول الفقه لابن الهمام الحنفى) .
* فهرس الأحمدية ص 70 : المناوى على الجامع الصغير ، المؤلف: المناوى ت ؟ (هو شرح عبد الرؤوف المناوى - المتوفى 1031 هجرية - على الجامع الصغير وهو متن مشهور فى الحديث الشريف) .
* فهرس الحرم الإبراهيمى ص 21 : نعمة الله فى لغة الفرس . المؤلف: الصوفية وى (ليس هذا بعنوان مخطوطة ، ولايوجد مؤلِّف بهذا الاسم)
.. ونكتفى بهذه (الأمثلة) السابقة ، الدالة على عدم عناية المفهرس بتوثيق المؤلفين .. وهو ما نجم عنه إيرادُ عشرات من المخطوطات : مجهولة المؤلف . حتى إن نسبة المؤلفين (المجهولين) فى الفهارس الأربعة ، تزيد عن ربع عدد المخطوطات المفهرسة . وكان بإمكان المفهرس ، تقليص هذا الكمِّ الكبير - ربما إلى النصف - لو كان اعتنى بتوثيق مؤلفيه .
* * *
ولنختم هذا البحث بإشارات إلى (هنات) المفهرس فى بقية الخطوات التى اتبعها فى فهارسه ، ونُذيِّلُ ذلك بخاتمة . على النحو التالى :
فى بيان (موضوع المخطوطة) الذى أورده المفهرس بعد إيراده العنوان والمؤلِّف ، لم يقم فيه بعمل تصنيف فعلى للمخطوطة ، وإنما كان يكتفى بتكرار ما ورد فى عنوانها ! فالمخطوطة الأولى فى فهرس الأحمدية (ص 3) هى : جمع الجوامع فى أصول الفقه ، لتاج الدين السبكى . وموضوعها عنده : يبحث فى أصول الفقه .. والمخطوطة الأخيرة فى هذا الفهرس (ص 71) هى : تبيين المحارم لسنان الدين الأماسى . موضوعها : يبحث فى المحارم !
والمخطوطة الأولى من فهرس مسجد الحاج نمر النابلسى (ص13) هى : إرشاد السارى لشرح صحيح البخارى، للقسطلانى . موضوعها : هو شرح لكتاب الجامع الصحيح فى الحديث للبخارى . والمخطوطة الأخيرة (ص 104) هى أيضاً : إرشاد السارى .. إلخ ، وموضوعها : هو شرح لكتاب الجامع الصحيح .. إلخ (مكررة بنصها)
والمخطوطة الأولى الواردة فى فهرس يافا (ص 11) هى : أخبار الصالحين، للكناوى . موضوعها : كتاب فى التراجم ، يركز على أخبار الصالحين .. والمخطوطة الأخيرة ، هى : التحديد فى صنعة الإتقان والتجويد ، للدانى . موضوعها: يبحث فى التجويد !
.. أما ما أورده المفهرس من بدايات المخطوطات وأواخرها فى فهرسته، فهو أسوأ ما فى الفهارس الأربع . ففى أغلب الأحيان يورد المفهرس من أول المخطوطة (البسملة) التى هى -بالقطع- مكررة فى كل المخطوطات العربية، ولايورد (الحمدلة) التى هى البصمة المميزة لهذا الكتاب أو ذاك . ولايكاد المفهرس ينقل لنا عبارة واحدة مفيدة من أول المخطوطة نستدل منها عليها -إلا فى النادر- وهو ينقل من أواخر المخطوطات ، العبارات التقليدية التى يختم بها النُّسَّاخ كتاباتهم ، ويترك عبارات المؤلفين أنفسهم . حتى إنه يقتصر فى إيراد آخر المخطوطة، على عبارات مثل : تم وكمل .. الحمد لله على التمام .. قال مؤلِّفه (ولا يضع بقية العبارة ) .. وهكذا .
وفى بعض المخطوطات ، كان المفهرس يورد فى (آخر المخطوطة) عبارة ليست منها .. مثل ما فعله مع مخطوطة الإسنوى : المهمات على الروضة التى كان آخرها عنده : صفة دهن لوجع الظهر والمفاصل ! أو يذكر من آخر مخطوطة : كمل المقصود .. ثم يجعل هذه العبارة عنواناً للمخطوطة . والمخطوطة التالية لها مباشرةً ، آخرها : وسلم تسليماً .
وفى غالب المخطوطات ، كان المفهرس يكتفى فى إيراد أواخرها، بذكر تاريخ نسخها كما ورد فى المخطوطة ، بالحروف .. ثم يعود فيكتبه -ثانيةً- فى خانة (تاريخ النسخ) بالأرقام .
خَاتِمَةٌ
يبدو من هذه الإطلالة السريعة على فهارس مخطوطات فلسطين الأربع، سالفة الذكر ؛ أننا قصَّرنا كثيراً فى واجبنا تجاه التراث العربى المحفوظ بفلسطين، فنُهب .. كما قصَّرنا فى الدفاع عن أرضها ، فانتهبت .
بيد أن الفرصة لاتزال سانحة -إلى حين- أمام جامعة الدول العربية، لأن تتبنى مشروعاً مهماً لإصدار فهرس موحَّد لمخطوطات فلسطين ، يضمُّ ما يوجد فى شتات مكتباتها ، وفى المسجد الأقصى ، وفى المكتبات الخاصة -التى صوَّر منها معهد المخطوطات العربية نوادر المخطوطات ، ويوضع ذلك كله فى أى وعاء: فهرس مطبوع .. أسطوانة مدمجة .. قاعدة بيانات على الإنترنت .. إلخ، فلعل هذه الخطوة تحفظ ما تبقى لنا هناك، وتسجِّل ماغفلت عنه عوادى الزمن -والدود واليهود- فظل موجوداً إلى يومنا هذا .. ولا أظنه سيكون موجوداً فى الغد القريب .
وإذا كانت الدولة اليهودية ، تقوم اليوم بين طهرانينا على قواعد اختطُّوها لأنفسهم ؛ فما بالنا لانلتزم بأية قاعدة ؟ وإذا كان هؤلاء يصنعون لهم تاريخاً من قطع الفخار وغبار القرون وأوهام التدليس .. فما بالنا نضيِّع تاريخاً مسجلاً فى جبين الإنسانية ، ونبدِّد حقائق ملموسة لاتزال مدونة فى سجل الحضارات: المخطوطات ؟
http://www.ziedan.com/research/hm2.asp












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
المخطوطات العربية في فلسطين أبو نور منتدى الوثائق والمخطوطات 6 May-11-2007 02:46 PM


الساعة الآن 05:21 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين