[AHMED ADEL]

محتويات الأرشيف الرقمي تثير مشاكل الاحتفاظ بها
أرشفة المعلومات تتطلب نقل معلوماتها من وسيط لآخر ومن تطبيق لآخر طوال عمرها

نيويورك: «الشرق الأوسط»
السجل سجل، سواء كان ورقة او رسالة إلكترونية او وثيقة إلكترونية او صورة رقمية. وحسبما يوضح ادام جانسن مسؤول الارشيف الرقمي لولاية واشنطن الاميركية فإن المحتويات هي التي تدفع للاحتفاظ بها، وليس الوسيط الذي كتبت عليه. وفي الوقت الذي تعتبر فيه المحتويات ذات اهمية كبيرة نظريا، فإن الوسيط الذي تخزن فيه والبرنامج الذي يخزنها يمثل مشكلة، فمع تكدس شرائط التسجيل الرقمية والاقراص الضوئية في الشركات التي تحتفظ بالمواد الارشفية، تزداد تكلفة الحفاظ عليها.
البرامج الإلكترونية المستخدمة في اعداد هذه المعلومات ذات قدرة تطابقية محدودة، ولذا فربما لا يمكن للنماذج الجديدة من البرامج قراءة المعلومات المخزنة في النماذج القديمة. والاكثر من ذلك فإن الوسيط التي تخزن عليه هذه المعلومات يفسد نسبيا بسرعة.
الطريق الوحيد لأرشفة المعلومات، على المدى الطويل كما يذكر الخبراء هو نقل المعلومات من وسيط لآخر ومن تطبيق لآخر طوال عمر تلك المعلومات. ولكن قطاع تخزين المعلومات يعمل على حل تلك المشاكل من زوايا مختلفة. واحد من هذه الحلول لمشكلة عدم التطابق هي تحويل المعلومات الى نصوص عادية، مثل ASCII او UNICODE، التي تدعم كل الصفات عبر جميع المنابر واللغات والبرامج. واستخدام النصوص العادية لتخزين المعلومات، يتيح لاي برنامج إلكتروني تقريبا قراءة الملفات. ولكنها يمكن ان تؤدي الى فقدان بنية المعلومات وبعض الصفات مثل الغرافيك.
والمنطلق الاخر هو استخدام ملفات PDF للتخزين على المدى الطويل. الا ان هذا المنطلق يمكن ان يؤدي الى حدوث مشاكل تطبيقية في ملفات PDF ولكن شركة «ادوبي» صاحبة نظام ملفات PDF صممت نسخة ارشيفية من برنامجها الإلكتروني، اطلقت عليهPDF/A لمواجهة هذه المشكلة.
وحتى الان فإن تقنيات تخزين المعلومات المتوفرة الواعدة تظهر على شكل XML. ونظام XML هو نظام ملفات مستقل عن المعدات الإلكترونية ونظم التشغيل.
وبالنسبة للوسيط فإن جمعية قطاع شبكات التخزين تعمل نحو حل ما وصفته بـ «ورطة ارشيف مائة عام» عبر جهد قياسي للوسيط. والهدف هو تخزين المعلومات بطريقة يمكن الاطلاع عليها دائما. ويقول مايكل بيترسون رئيس شركة «ستراتيجيك ريسيرتش» ومدير البرامج في جمعية قطاع شبكات التخزين ان ضعف قدرات الوسائط ليس هو كل المشكلة. المشكلة الحقيقية هي اجهزة القراءة على المدى الطويل والتطابق ـ وهي المشكلة المنطقية التي ننوي مواجهتها.
وتجدر الاشارة الى ان بعض المؤسسات تؤجل مشكلة الارشفة على المدى الطويل، عن طريق ما يطلق عليه «مزارع كبيرة من الاقراص المدمجة معا كوحدة واحدة»، التي تحافظ على توفر المعلومات على شبكة الإنترنت. ويشير جيم دامولاكيس مسؤول التكنولوجيا في شركة «غلاسهاوس تكنولوجيز» الاستشارية الى ان الشركات تدرس استخدام نظام الاقراص المدمجة معا كوحدة واحدة، كوسيط تخزين. ويوضح انه وعلى الاقل، فان الشركات تعرف ان المعلومات متوفرة وقابلة للاطلاع. الا ان الوسائط البصرية المخزنة في اقبية تضعف بمرور الوقت.
ويعتمد نظام الاقراص المدمجة معا كوحدة واحدة، الذي يطلق عليها في بعض الاحيان مكتبات الاقراص، على اقراص رخيصة كانت تستخدم من قبل في الكومبيوترات الشخصية. ويشير بيترسون الى ان هذا النظام هو حل مؤقت، اذ ان احدا لا يبدو متأكدا على المدى الطويل من ان الاقراص لن تتعرض لنفس مشكلة النقل (مثل الاشرطة).
إدارة وصف المعلومات metadata < وفي الوقت ذاته يواجه المستخدمون المعاناة، ففي شهر اكتوبر الماضي على سبيل المثال، اكمل جانسن وفريق تقنية المعلومات له، مشروعا استمر ثلاث سنوات لاعداد مركز لادارة الارشيفات يعتمد على الانظمة المفتوحة لولاية واشنطن سيحتفظ بسجلات لاكثر من 3300 وكالة تابعة للولاية ومحلية، للابد.
ويحتفظ المركز، ومقره تشين بولاية واشنطن، بـ 5 تيرابايت من المعلومات (ترليون بايت) ومن المتوقع ان يرتفع ليصل الى 25 تيرابايت بنهاية السنة. وقد بلغت تكلفة تأسيسه 1.5 مليون دولار لادارة البرامج الإلكترونية والمعدات، بما في ذلك اجهزة الخادم وشبكة تخزين المعلومات ومحركات الاشرطة. وكانت الولاية قد انفقت مليون دولار اكثر على مشروع مشترك مع مايكروسوفت، يساعد الولاية على تأسيس ما تأمل على ان يصبح نظاما مفتوحا.
وقال ان اهم جزء في أي نظام ارشيفي طويل المدى هو مركزية نظام الاستنساخ الاضافي للمعلومات من اجل توحيد وسائل التخزين. وفي جوهر نظام ارشيف الولاية هو تخزين وصف المعلومات، وهي المعلومات التي تصف المعلومات.
وعندما تبث وثيقة الى موقع مركزي للمعلومات، يجري تخزين معلومات مثل من الذي وضع الوثيقة وما نوع الوثيقة واين ومتى اعدت ولماذا اعدت، في قاعدة معلومات SQL (لغة كومبيوترية). ويعني هذا كما اوضح جانسن انك بعد عشرين سنة من الان، لا تحتاج لمعرفة وثيقة معينة، ولكن يمكن ان تبحث عن وثيقة ما اعتمادا على نوعية السجل.
كما ان نظام الارشيف في الولاية يمكنه معرفة جهاز الكومبيوتر الاصلي للمعلومة. واضاف جانسن ان بالامكان تسجيل عنوان مزود المعلومات ونوعية وحدة المعالج المركزي. ونحصل على البصمات الرقمية لهذا الكومبيوتر. وهو ما يساعد على اثبات مصداقية المعلومة. وبالاضافة الى ذلك، فإن الولاية تصدر شهادات رقمية لأية وثيقة باستخدام(HASHING ALGORITHM) للتأكد من صحة المعلومات.
ويجري الاحتفاظ بمعظم المعلومات في شكل قياسي: فالوثائق النصية تتحول الى ملفات P D F، بينما تتحول الصور الى ملفات TIFF وقال جاسن انه يفكر في استخدام برنامج اوفيس 12 لشركة مايكروسوفت ونظام X M L الجديد كنظام قياسي للارشفة في المستقبل.