منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى تقنية المعلومات » البحث العلمي في مجال المخطوطات العربية

منتدى تقنية المعلومات هذا المنتدى مخصص للموضوعات الخاصة بتقنية المعلومات التي تتعلق بالمكتبات ومراكز مصادر المعلومات ومراكز مصادر التعلم.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم Oct-17-2006, 04:05 AM   المشاركة1
المعلومات

عاشقه مكتبات
مكتبي فعّال

عاشقه مكتبات غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 17553
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 161
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي البحث العلمي في مجال المخطوطات العربية

ا.د. عبد الستار الحلوجي
استاذ المكتبات المتفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة

يعتمد البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية بصفة عامة على المصادر المطبوعة والمخطوطة ولذا تتضم احجام البحوث في هذا المجال اذا قيست بالبحوث التي تجري في العلوم التطبيقية التي تعتمد على التجارب المعملية بصفة اساسية

والباحث العربي –بكل اسف- يصاب بالاعياء قبل ان يبدا الكتابة، والسبب الرئيسي في هذا الاعياء هو قصور ادوات الضبط الببليوجرافي التي يستطيع عن طريقها لن يعرف ما كتب في موضوعه ، مما يضطره الى استكمال النقص وتعويض التصور بالرجوع الى المكتبات والمتاح من فهارسها ،وهذه الفهارس بدورها تفتقر الى شمول التغطية ودقة البيانات ، وبعد كل هذا الجهد الذي يبذله الباحث في جمع المادة العلمية يجد نفسه في مهب الريح لا يدري كم يمثل مجموع ما اطلع عليه من المصادر بالقياس الى الانتاج الفكري الذي كتب في الموضوع والذي كان يفترض ان يطلع عليه.

وهذه المشكلة التي يواجهها معظم الباحثين ان لم يكن كلهم، تلقى بظلال كئيبة على البحث العلمي في منطقتنا العربية وفي دول العالم الثالث كله ، وينتج عنها بالضرورة تكرار البحوث في الموضوع الواحد داخل الدولة الواحدة بل داخل الجامعة الواحدة في بعض الاحيان ، وكثيرا ما يتصدي باحثان في دولة واحدة لدراسة موضوع معين في وقت واحد دون ان يدري احدهما عن الاخر شيئا

ومربط الفرس هنا هو عجز ادوات الضبط الببليوجرافي عن حصر البحوث والتعريف بها خلال وقت قصير من تسجيلها كموضوعات للدراسة ،حتى لا تسجل رسالة في جامعة من الجامعات ويسجل الموضوع نفسه (واحيانا العنوان نفسه) في جامعة اخرى في الوقت ذاته ، وكان هولاء الباحثين مجموعة من الصم لا يسمع احدهم صوت الاخر ، وتللك مشكلة يواجهها الباحثين في كل مجال من مجالات المعرفة.

اما البحث في المخطوطات فله مشكلاته ومعوقاته، وبداية ينبغي ان نفرق بين استخدام المخطوطات كمادة للدراسة واستخدامها كمصدر للمعلومات عن أي موضوع ، مثلها في ذلك مثل المطبوعات والدوريات والاشرطة الممغنطة والاقراص المدمجة وغيرها من اشكال الاوعية التي تصب فيها المعلومات، واذا كان الرجوع الى المصادر المخطوطة يمثل صعوبة لدى اكثر الباحثين لجهلهم بها احيانا، ولصعوبة التعرف عليها احيانا اخرى ،ولتعذر الحصول عليها في احيان ثالثة ، فن هذه الصعوبة ليست شيئا بالقياس الى صعوبة استخدام المخطوطات كمادة للدراسة ، فالباحث الذي يهمل الرجوع الى المصادر المخطوطة عمدا او عجزا ويكتفي بالحصول على المصادر المطبوعة وغيرها قد يعتذر عن عدم الرجوع الى المخطوطات بان المهم منها قد طبع، وبان بعض نصوص المخطوطات التي لم تنشر قد يجده مبثوثا في ثنايا ما نشر من المخطوطات محققا او غير محقق ، كما قد يتعلل بتعذر الوصول الى المصادر المخطوطة وهو عذر لا مجال لقبوله في البحث العلمي ، اما الباحث الذي يتخذ المخطوطات مادة لبحثه فلا مناص له من التعامل المباشر مع تللك المخطوطات وهو تعامل دونه اهوال ومحاذير كثيرة، لانه لا يستطيع ان يدرس المخطوطات الا اذا عرف انواع الخطوط وتواريخها والاماكن التي نشا فيها او انتشر فيها كل نوع منها ، وانواع الاحبار التي كانت تستخدم وطرق صناعتها،وانواع الورق والسمات التي تميز بها كل عصر وفي كل مكان من الاماكن التي صنع فيها، يضاف الى ذلك المعرفة بانماط الفنون الزخرفية في المخطوطات ويسمى كل شكل من اشكالها والعصر الذي ظهر فيه والمكان الذي انتشر فيه وتميز به،والالمام بخصائص التجليد في مختلف العصور والبيئات.

وهذه الخيوط المتعددة والمتشابكة والمعقدة في كثير من الاحيان هي التي تشكل النسيج المعرفي لدارسي المخطوطات

ولو بحثنا عن اناس تتحق فيهم تلك الصفات الان لوجدناهم يعدون على الاصابع ،واخشى ان اقول:على اصابع اليد الواحدة،وعلى قدر علم الباحث بهذه المجالات يكون قربه من لعم المخطوطات ،وتكون قدرته على دراسة المخطوط العربي.

وليس توافر تلك الجوانب المعرفية هو الصعوبة الوحيدة التي تواجه من يتصدى لدراسة المخطوطات ، وانما يضاف اليها امر آخر قد يبدو بديهيا ، ولكن ما اكثر الامور البديهية التي تهدر البحث العلمي بكل اسف . واعني بذلك من يريد ان يدرس المخطوطات لابد ان يكون من العاملين في مكتبات المخطوطات ، فبدون ذلك يتعذر عليه بل يستحيل ان يدرس المخطوطات ، او ان يكتب عنها شيئا له قيمة . ومن عجبي ان يتولى يتصدى معيد في احدى الكليات الاقليمية لدراسة مجموعة من المخطوطات بالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة في رسالة اكاديمية . وذلك امر اقل ما يوصف به انه نوع من العبث العلمي ، لان الباحث الذي يعد بحثا في موضوع ما يجد صعوبة في الاطلاع على المصادر المخطوطة لبحثة رغم انها محدودة واستخدامها لها لن يتعدى نقل بعض النصوص منها ، اما دراسة المخطوطات ذاتها فتتطلب ان يعايشها الدارس في المكتبة التي تقتنيها وان يتصفح اوراقها واحبارها وخطوطها وزخارفها وجلودها

وحين يتصدى الباحث لدراسة ظاهرة معينة في المخطوطات ينبغي ان يحدد العصر الذي ترجع اليه تلك المخطوطات والاماكن التي توجد بها وان يختار عينة الدراسة بعتاية شديدة وعلى ضوء معايير محددة وواضحة ، وذلك بغرض ان يكون على بينة بما تقتنيه المكتبات من مجموعات مخطوطة حتى يمكنه اختيار عينة ممثلة للظاهرة التي يدرسها ، كما يفرض عليه ان يقيم في تلك المكتبات لفترات قد تطول وان تكون علاقته بالعاملين في المكتبة من القوة بحث يسمح له بالاطلاع على النسخ الاصلية دون تعقيدات روتينية ، وما اكثر تلك التعقيدات التي تطل برأسها حين يتصل الامر بالمخطوطات

وتحديد العصر ليس بالامر الهين لانه كثيرا من المخطوطات غير مؤرخ ، ولان بعض التواريخ لا يخلو من الغموض كالتاريخ بالاعشار او بحساب الجمل او بالاحداث مثل خلف آدم او طوفان نوح عليهما السلام . وتحديد المكان يثير مسألة ينبغي ان ننبه اليها وهى ان المخطوطات الموجودة في دار الكتب - مثلا – ليست مخطوطات مصرية كما يتوهم البعض ، وانما هى مخطوطات عربية ، مؤلفوها من مصر والشام والعراق والمغرب والاندلس وغيرها من البلاد التي اعتنقت الاسلام دينا واتخذتاللغة العربية لسانا لها . كما يتفاوت مؤلفوها في الاماكن التي يتنتمون اليها ، فكذلك تتفاوت اماكن نسخ تلك المخطوطات . فمصر هنا ليست موضوعا للمخطوطات وليست موطنا لمؤلفيها ولا هي موطن لنسخها ، واي دراسة احصائية قد تثبت ان نسبة ضئيلة جدا من مخطوطات دار الكتب هى التي يمكن ان نطلق عليها بحق "مخطوطات مصرية " وما يصدق على دار الكتب بالقاهرة يصدق على ال مكتبة مخطوطات في العالم العربي

واذن فان دراسة المخطوطات تتطلب ثقافة معينة ، وتتطلب الى جانب ذلك معايشة يومية للمخطوطات موضوع الدراسة ، وتتطلب بعد هذا وذاك صبرا وقوة احتمال ، لان التعامل مع أي وعاء من اوعية المعلومات الحديثة ايسر وآمن واكثر اغرائ من التعامل مع المخطوطات التي غالبا ما تكون حالتها المادية سيئة نتيجة لما علق بها من اتربة وما اصابها عبر الزمن من رطوبة وتلوث وفطريات بفعل الظروف الجوية احيانا ، وبسبب سوء الحفظ احيانا اخرى

شيئ اخر ينبغي الا يغيب عن بالنا وهو ان دراسة المخطوطات بعد كل تلك المحاذير لا تتيح لصاحبها الكسب المادي والمجد الادبي الذي يتطلع اليه في زمن اصبح كل شيئ فيه يحسب بميزانية المادة ، ولهذا نجد طريق البحث في المخطوطات يوشك ان يكون خاليا ، في الوقت الذي يتكدس فيه الباحثون حول موضوعات استهلكت الى درجة الابتذال ، والسبب في ذلك ان الاجيال الجديدة من شباب الباحثين تسعى الى تحقيق اكبر كسب في اقصر وقت وبأقل جهد ولست ادري هل هذه سمة العصر الذي نعيش فيه


المصدر:_

http://www.cairo.cybrarians.info/abstrcts18.html












التوقيع
لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها
.. وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه
.. سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت
.. وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت
.. ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه
.. ومن القى بها للرياح
..لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر
.. ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً
.. ونبض إنسان حملها حلماً
.. واكتوى بنارها ألماً
  رد مع اقتباس
قديم Oct-17-2006, 05:20 PM   المشاركة2
المعلومات

el_khater
مكتبي فعّال

el_khater غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 21130
تاريخ التسجيل: Oct 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 104
بمعدل : 0.02 يومياً


ممتاز شكر

الاستاذه/ هبه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مشكوره علي هذا المجهود الرائع.

ونرجو منكي المزيد دائما.

اخوكم:احمد خطاب.












التوقيع
تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم , فيما يرويه عن ربه عز وجل :"يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني؟. قال: يارب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه , أما لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ,ابن آدم استسقيتك فلم تسقني؟. قال: يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه , أما لو سقيته لوجدت ذلك عندي , ابن آدم مرضت فلم تعدني ؟, فقال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال :أما إن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ,أما لو عدته لوجدتني عنده " أخرجه مسلم
  رد مع اقتباس
قديم Oct-17-2006, 09:50 PM   المشاركة3
المعلومات

عاشقه مكتبات
مكتبي فعّال

عاشقه مكتبات غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 17553
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: مصـــر
المشاركات: 161
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي السلام عليكم

شكرا جدا استاذ احمد علي مرور حضرتك الكريم بالموضوع مع تمنياتي لحضرتك بدوام التفوق والنجاح












التوقيع
لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها
.. وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه
.. سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت
.. وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت
.. ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه
.. ومن القى بها للرياح
..لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر
.. ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً
.. ونبض إنسان حملها حلماً
.. واكتوى بنارها ألماً
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواقع المخطوطات العربية على شبكة الانترنت ولاء شيخ منتدى الوثائق والمخطوطات 9 Jan-17-2014 12:59 AM
ماهي المصادر البشرية التي يمكن أن تساعد المستفيدين في تحديد الوصول إلى مصادر الداخلية جآء الأمل منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 18 Oct-13-2011 12:29 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
المؤتمر القومي السابع لأخصائيي المكتبات والمعلومات أبـوفـيـصـل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Jul-07-2007 05:17 PM
التعلم بالبحث السايح منتدى الدروس النموذجية 0 Oct-03-2006 12:56 PM


الساعة الآن 08:55 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين