[صناع الحياة]

القراءة هى مفتاح المعرفة , بدونها لا يستطيع الفرد مواكبة الاحداث من حوله فليس بالخبز وحده يحيا الانسان فى عصر تقدمت وتعددت فيه الاختراعات والبحوث والاكتشافات كما ان القراءة من العوامل الاساسية فى نمو الشخصية واتزانها , فشخصية الطالب المقبل على القراءة المستعد لها تختلف عن شخصية الطالب العازف عن القراءة غير المستعد لها.
ان التهيؤ للقراءة ما هو الا حلقة فى سلسلة متصلة من الحلقات مرتبطة ببداية نمو الطفل كما ان دراسة مراحل النمو و التجاهات التى تجعل القراءة شيئا محببا عند الطفل تعاون على التوجيه و الارشاد الذى يؤدى الى النجاح فى القراءة . وان التعليم الذاتى الذى يقوم به الفرد عن طريق مطالعات وقراءات يتولى توجيهها امين المكتبة يعتبر من ابرز مهام المكتبة وهذا يستلزم المام امين المكتبة بفروع المعرفة المختلفة , وحاجته الدائمة للاطلاع و الدراسة حتى يتمكن من الاجابة عن الاسئلة و الاستفسارات التى يواجهها.
ولكى ينجح مرشد القراء يجب عليه ان يتفهم القارئ الجديد و يتعرف على مستواه و ميوله ومدى توافق الكتاب بالنسبة للقارئ من حيث السهولة والصعوبة و التخصص و التشويق.
المبادئ الاساسية للارشاد القرائى:
(1)ادراك الفروق الفردية:
ان التعليم الحديث يعتمد على التفريد , اى ان كل تلميذ او طالب يتميز عن غيره من التلاميذ و الطلاب الاخرين,ويعتمد هذا التفرد على الاختلافات بين كل فرد واخر ,اى ما يعرف فى علم النفس بالفروق الفردية .ولذلك يقال بين العاملين فى المكتبات المدرسية , ان لكل كتاب قارئه .اى ينتقى الكتاب الذى يرغب فى قراءته حيث ان ميول القراءة ليست واحدة , كما ان القدرة على القراءة ليست واحدة ايضا.
وعلى هذا بان التعرف على الفروق الفردية بين التلاميذ و الطلاب يعد مقدمة ضرورية فى الارشاد القرائى الجيد , ويتم هذا التعرف عن طريق الالمام بحالة كل طالب ومستواه القرائى ومن الطبيعى انه على الرغم من الموقع المتميز لاخصائى المكتبة داخل المدرسة الا انه لا يمكنه التعرف بدقة على الفروق الفردية بين التلاميذ و الطلاب.
وعلى ذلك يتحتم عليه الحصول على معاونة المعلمين حيث ان التعاون بين الاخصائى وبين المعلم يمثل دعامة اساسية فالمعلم يلاحظ ملاحظة مستمرة سلوك تلاميذة او طلابه وتقدمهم الدراسى,وما الى ذلك من الجوانب الشخصية ولكنه لا يستطيع بمفرده ايضا من ارشاد التلاميذ والطلاب قرائيا .لذلك لا بد من التعاون المشترك بينهما وتبادل المعلومات والاراء حول مستوى الطلاب القرائى وتشخيص جوانب النقص فى القدرة القرائية ومن ثم اقتراح وسائل و اساليب علاجها بجهد مشترك بينهما.
زمن المعروف ان الارشاد القرائى يوجه اساسا الى مجموعتين من التلاميذ والطلاب ويجب على اخصائيى المكتبات المدرسية توجيه عناياتهم المركزة لهما اولهما الطلاب الموهوبين او المتفوقين وثانيهما الطلاب المتاخرين قرائيا او دراسيا حيث ان كلا الطائفتين لهما ظروفهماالخاصة وسماتهم الشخصية ما يحتم تنظيم برنامج للارشاد القرائى وتشمل الفروق الفردية الواجب وضعها فى الاعتبار عند تخطيط وتنفيذ برامج الارشاد القرائى على العناصر التالية:
1-العمرالعقلى.
2-النمو الجسمى والمزاج الشخصى والبيئة المنزلية.
3-المهارة اللغوية.
(ب)استثارة الرغبة فى القراءة:
يقرا كثير من الطلاب من تلقاء انفسهم بدافع حب الاستطلاع او بدافع الرغبة فى تقليد الغير وهذه النزعات تستمر خلال سنوات الحياة الدراسية ,الى جانب نزعات اخرى مثل المباهاة والرغبة فى العمل او الرغبة فى فهم ما يدور حولهم (المجتمع والاحداث و الاشخاص )
وان نجاح استثارة الرغبة فى القراءة يرتبط بنجاح اوعية المعلومات التى تقدمها المكتبة لاشباع الميول القرائية والاجابة عن التساؤلات المتعددة التى تدور فى اذهان التلاميذ والطلاب.
(ج) التفكير بعقلية الطفل:
على مرشد القراء ان يكون لطيفا قريبا الى قلوب القراء الصغار فيكون لديه القدرة على مشاركتهم مشاركة وجدانية فيما يتحمسون له,او يتاثرون به,والا يجعل بينه وبين الطفل نفورا او حاجزا يصعب اجتيازة .اننا لا نطلب منه ان يتصرف مثلما يتصرف الاطفال,ولكن نطلب منه ان يسلك نفس الطريق الذى يعتمد عليه مؤلفو كتب الاطفال فى تاليف كتبهم بنظرة الاطفال الى العالم.

[رحيق الحياه]

بارك الله فيكي صناع الحياه على هذا الموضوع القيم ونتمنى ان تبقي بهذا العطاء المستمر في المعلومات القيمة

[د.محمود قطر]

أختنا الفاضلة / صناع الحياة
جهد طيب .. أثابكم الله عليه ..
وحتى تكتمل الفائدة المرجوة منه ، يرجى التكرم بتوثيق المعلومات الواردة بمشاركتكم ونسبتها إلى مصدرها ، فهو أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين .
وبالطبع هذا لا يقلل من جهودكم ، بل على العكس، يؤكد على مدى إلتزامنا كأبناء مهنة المكتبات والمعلومات ، بحقوق الملكية الفكرية ..

تحياتي ومحبتي للجميع

[صناع الحياة]

المكتبات المدرسية والعامة :السس والخدمات و الانشطة/تاليف احمد عبد الله العلى.-ط1.-القاهرة:الدار المصرية اللبنانية,1993م.