[محمد حسن غنيم]

قطر تمول مشروع المكتبة الوطنية اللبنانية ب 25 مليون دولار

تكليف مؤسسة قطر للبترول لتنفيذ المشروع
عقد وزير الخارجية بالوكالة وزير الثقافة الدكتور طارق متري مؤتمرا صحفيا أعلن خلاله الانتهاء من وضع برنامج مشروع النهوض بالمكتبة الوطنية، ومباشرة دولة قطر الجهة الممولة للمشروع البدء في التنفيذ، كما كشف عن تمويل من سلطنة عمان لتشييد دار للثقافة والفنون وسط بيروت، ووجه دعوة لكل مواطن ومثقف ومهتم بارسال مقترحاته للمشاركة في مثل هذه الدار التي هي ملك المواطن.

حضر المؤتمر المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور عمر حلبلب، مسشتار الوزير توفيق ينية، رئيسة المؤسسة اللبنانية للمكتبة الوطنية السيدة رندة الداعوق، نائبة الرئيس ليلي زياد، وعضوا لجنة المكتبة الوطنية جورج صايغ وجيرار خاجريان.

استهل الوزير متري المؤتمر قائلاً: وددت ان التقي بكم هذا اليوم كاصدقاء حتي نتكلم بتطورات مشروعين من مشاريع وزارة الثقافة، واتصور ان اللبنانيين يريدون ان يطلعوا علي مشاريع من هذا النوع، وان الوضع السياسي والمخاوف التي تتحكم بحياتنا الوطنية كأفراد لا توقف دورة حياتنا بما فيها حياتنا الثقافية، وهذا البلد رغم كل ما اصابنا وما قد يصيبنا ونأمل ان لا يصيبنا الا الخير، لكن هذا البلد اظهر عن حيويته الدائمة في الميدان الثقافي، لذا اردت ان يكون هذا اللقاء شهادة لحيوية اللبنانيين، والجميع يعرف ان هناك نشاطات ثقافية كثيرة في البلد، تأثرت بالوضع القائم، لكن مهما كان امر هذا الوضع لم تتوقف حياة اللبنانيين الثقافية، وانا كوزير للثقافة يسألني زواري خلال البحث بالبرامج ومشاريع ثقافية تشرف عليها
الوزارة او تواكبها او ترعاها يسألونني اين اصبح مشروع النهوض بالمكتبة الوطنية؟ اين اصبح مشروع بناء دار الثقافة والفنون؟ لذا سأجيب اليوم عن هذه الاسئلة، ولكن قبل البدء بالتوسع في المشروعين، اود ان انحني امام ذكري ثلاث مثقفين لبنانيين كبار خسرناهم في الآونة الاخيرة: مي غصوب الكاتبة والناشرة والفنانة، جوزيف سماحة الصحافي والمثقف الكبير، وايلي حريق استاذ العلوم السياسية وكاتب لبناني كبير عاش معظم حياته في الولايات المتحدة الامريكية لكن كان يأتي الي لبنان دائما وكان يتعاون معنا في اطار المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل، وهو من هذا الجيل من علماء السياسة الذي لم يتوقف عن طرح الاسئلة المتعلقة بنظام الحكم في بلد كلبنان.

واضاف: فيما يتعلق بمشروع النهوض بالمكتبة الوطنية، قرر مجلس الوزراء مطلع العام الماضي تخصيص مبني الصنائع، اي كلية الحقوق سابقا لكي تصبح مقر المكتبة الوطنية، وكذلك وافق مجلس الوزراء علي هبة من سمو أمير دولة قطر بقيمة 25 مليون دولار من اجل تنفيذ مشروع النهوض هذا. يوم ذاك اعلنا عن البدء بالاعداد لهذا المشروع. اليوم وفي ظل الظروف التي عرفها لبنان تعثر المشروع بعض الشيء. لكن اليوم وددت ان اؤكد امام الجميع ان العمل استؤنف لهذا المشروع وانجزنا البرنامج الهندسي، وقطعنا شوطا علي طريق البدء بوضع التصاميم لمشروع الترميم وتحديث البني الحالية وبناء اضافي لان البناء الحالي مساحته الاجمالية 5000 م2 مع المساحة المبنية، ونحن بتقديراتنا نريد للمكتبة ان تكون مساحتها المبنية 20000 م2 لا يزال هناك مساحة 15000 م2 نسعي للبناء فوقها.

وتابع: ان التطور الاهم هو ان الجهة القطرية ستباشر العمل بالتعاون معنا علي ترجمة هذا المشروع الهندسي، اي البدء بالاعداد لمباراة بين المعماريين، تأهيل المباراة ومن ثم المباشرة بالتنفيذ، الجهة القطرية كلفت "مؤسسة قطر للبترول"، وهي اكثر مؤسسة في قطر لديها خبرة ببناء المشاريع المميزة، ولانها صاحبة الخبرة الاكبر كلفت المؤسسة بأن تكون الجهة المشرفة علي ادارة المشروع وتنفيذه بالتنسيق مع وزارة الثقافة الجهة التي تقول تماما ما تريد بالنسبة للمواصفات والشروط التي يجب ان تتوفر للمشروع لكن الجانب القطري هو المسؤول عن الادارة المالية للمشروع وهو من يجري المناقصات، وهذا الاتفاق تجدد، خلال اجتماعنا الاسبوع الماضي وقريبا جدا يبدأ العمل التحضيري للتأهيل والمباراة من اجل وضع خرائط تفصيلية للبناء ونحن سنحاول بموازاة العمل علي البناء اعداد الكادر البشري الذي سيقوم بأعباء المكتبة الوطنية، وبموازاة ذلك سنعزز المكتبة بالمقتنيات. لا سيما وان مقتنيات المكتبة الحالية محدودة بسبب الحروب المتعاقبة، وما بقي تم الاعتناء به لحفظه وهذا نواة المكتبة. ونحن بحاجة لاقتناء المزيد من الكتب والمخطوطات والتسجيلات الصوتية حتي يكون لدينا مكتبة وطنية جديرة بهذا الاسم، لاننا نريد ان تكون مكتبة لكل الناس، وان تكون المكان الذي يجتمع فيه كل الانتاج الثقافي اللبناني مهما كان نوعه: كتب مخطوطات، تسجيلات صوتية، ملصقات، صور، ان تكون المكان الذي تجتمع فيه ذاكرة اللبنانيين وذاكرة العالم الثقافية عن لبنان.

أضاف: ايضا نريد للمكتبة الوطنية مركزا متخصصا لشؤون الكتاب، مركز يتدرب فيه الناس علي ادارة المكتبات، ترميم المخطوطات، وفهرسة الكتب وغير ذلك لان المكتبة الوطنية هي في قلب شبكة من المكتبات العامة في مختلف المناطق اللبنانية التي اوجدتها وزارة الثقافة وتجاوزت ال50 ان باشرافها او بالتعاون مع البلديات او الهيئات الثقافية.

وإذ أشار الي ان المكتبة الوطنية ستكون ايضا مسؤولة عن رعاية ومواكبة هذه الشبكة من المكتبات العامة ، قال الوزير متري: ان المكتبة الوطنية لا تقوم الا اذا تكوكب حولها عدد كبير من اللبنانيين من محبي الكتاب مثل المؤسسة اللبنانية للمكتبة الوطنية التي تهدف الي مساعدة هذه المكتبة والتعريف بها وحث اللبنانيين علي مساعدتها وهم معنا اليوم ونجدد شكرنا لهم للدعم الكبير التي تبذله تلك المؤسسة بابداء الاهتمام بالمكتبة بين اللبنانيين عاليا.
hglw]v : http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
محمد حسن غنيم