منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » أخبار المكتبات والمعلومات » مكتبات من بيروت

أخبار المكتبات والمعلومات يُنشر في هذا المنتدى كل ما يتعلق بمجال المكتبات والمعلومات من ندوات أو مؤتمرات أو دورات.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Mar-18-2007, 02:49 PM   المشاركة1
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي مكتبات من بيروت

الكتاب ولبنان، توأمان قديمان. فمنذ ما يزيد على عمر الزمان، تكون لبنان، وتكونت فيه بيئة معرفية، أكاديمية، وإبداعية كان لها حضورها الفاعل في حركة الثقافة العربية في غوابر القرن الماضي، وبدايات هذا القرن، وإذا ما كانت شجرة الأرز رمزا لوطن، فإن الكتاب فيؤها تأليفا ونشرا، وتوزيعا وتصديرا..
تنتشر المكتبات في مساحة لبنان الصغيرة مزدهية!!، وجلها للقراءة والمعرفة وحسبنا "الدليل في الكتاب الذي أصدرته جمعية المكتبات اللبنانية وفيه أول مسح للمكتبات ومراكز المعلومات في لبنان حيث يحدد ما بقي من مكتبات ومراكز توثيق ومحفوظات بعد الحرب اللبنانية، وما استجد فيها خلال سنوات الحرب".
وللعمل المذكور هدف ثان وهو التعرف على احتياجات هذه المؤسسات بناء على اقتراح من منظمة الأونيسكو، وذلك لاستقطاب الدعم لإنمائها، وبالتالي لرفد الإنماء الثقافي في لبنان بشكل عام.
وقبل الحديث عن المكتبات ذات الأعداد الهائلة من الكتب والتي هي جديرة بالبقاء بين نار ونار مشتعلة أو اشتعلت طيلة سنوات حرب متوحشة، لا بد من الإشارة إلى "جمعية المكتبات اللبنانية"، وإلى ما صارت عليه، وما تحاوله مجددا من النهوض واثقة بعودة الدور الثقافي الذي لا يهدأ لعاصمة الكتاب العربي بيروت.
تأسيس الجمعية
كانت الجمعية سباقة إلى تلاقي مجموعة من المهتمين، رجال علم ونخب فكرية، ارتأوا صياغة نظام داخلي لهم وقرارا يستحصل عليه من وزارة الداخلية اللبنانية، للعمل بموجبه قانونا وفقا للأصول.. كما ارتأوا سلوكا لدرب صعب الوعورة في نفض الغبار عن مكتبات عامة وخاصة وما بين بين، وجامعية، ليعود خيرها على الصالح العام، تظلل بما احتوته من أفكار منيرة دروب المبتدئين واليافعين والمتطلعين إلى حياة ترفدها المعرفة والقيم الإنسانية.
في سنة 1960 أسس المربي الكبير وقتذاك واصف البارودي (كان أيضا أمين المكتبة الوطنية في تلك الأيام) والأب عبدو خليفة (المطران في جامعة القديس يوسف)، والدكتور إبراهيم معوض، و فوزي أبو حيدر وغيرهم الكثير، أسسوا جمعية المكتبات اللبنانية، ووضعوا نصب أعينهم أهدافا أرادوا تعميمها عبر تجربة وليدة، لتكون رائدة، فانصرفوا إلى:
1- رفع مستوى المكتبات ومستوى العاملين فيها، لأداء رسالتهم.
2- مؤازرة دار الكتب الوطنية كصرح للعمل المكتبي وشريان لضخ المعلومات.
3- السعي لتنمية المكتبات العامة ومكتبات الأطفال وإنشائها في المدن والقرى.
4- إبراز دور المكتبات عامة كمنبر لنشر العلم والثقافة.
5- تشجيع المواطنين على ارتياد المكتبات.
6- الاهتمام بتطوير المكتبات، وإنماء الأبحاث البيبليوجرافية، وتوثيق الروابط الوطنية والدولية بين المكتبات، والتعاون مع المكتبات العالمية، كما في تمثيل المكتبات اللبنانية في العالم. ومنذ تأسيسها، شاركت الجمعية في المحافل التي تهتم بشئون المكتبة والكتاب، فكانت عضوا في "الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبيين" ( IFLA ) كما عملت على إصدار نشرة دورية تستعرض اهتمامات وأعمال العاملين في قطاع المكتبات، وأصدرت كتيبا في العام 1993 تضمن مسحا ميدانيا للمكتبات اللبنانية.
وحديثا كان كتابها الأشمل الصادر في هذا العام "وفيه مسح للقسم الأكبر من مكتبات لبنان في مرحلة ما بعد الحرب".
والأبرز في جهد "جمعية المكتبات اللبنانية" كان كما يقول رئيسها الحالي الأستاذ معروف رافع : إيجاد تخصص في العلم المكتبي في لبنان، من خلال استحداث فرع في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية (علم المكتبات). ويأسف رافع للتأثيرات السلبية التي تركتها سنوات الحرب في عمل الجمعية إذ أبطأت تحركها، وتدريجيا شلت هذه الفاعلية، وقضت على التعاون بينها وبين المكتبة الوطنية التي نهبت وأحرقت خلال سنوات الحرب (تقع المكتبة الوطنية في وسط بيروت التجاري، وحتى الآن لم يتم العمل بها ومن خلالها).
أما التعاون الحالي، فهو مع وزارة الثقافة كبداية جهد لإعادة إحياء المكتبة الوطنية التي كان لها دور كبير في تلبية حاجيات الطلاب المعرفية، وإشباع نهم الباحثين في مختلف مجالات العلم والمعرفة.
وفي المشاريع الجديدة المنوي السعي لتحقيقها، يقوم رافع وأعضاء الجمعية بحث الدولة على دعم فتح مكتبات عامة في محافظات لبنان أولا، بعدئذ في أقضيته وقراه تعميما للفائدة. فالمكتبات المتوافرة غير كافية كحاجيات في لبنان. ففي مصر مثلا يوجد مهرجان القاهرة للقراءة تحت شعار "القراءة للجميع". وهذا ما نأمله. في لبنان، ووفقا لإحصاءات دليل المكتبات ومراكز المعلومات الذي أعدته جمعية المكتبات اللبنانية، يوجد 491 مكتبة ومركزا، تتفاوت فيها أعداد الكتب ونوعية المؤلفات، كذلك تنوع مصادرها واهتماماتها. فهي جامعية وتضم اختصاصات تتباين فيها الميول، وأيضا عامة، وإما دينية الطابع (جنوب لبنان) نظرا لتراث هذه المنطقة المعروفة باسم جبل عامل وما أعطته من رجالات دين في الفقه والتشريع والأدب.
"مكتبة يافث" عمرها 130 سنة
أولى المكتبات حجما في لبنان من حيث عدد الكتب والدوريات التي تحتويها، ومن حيث قدمها الزمني، هي مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت المعروفة باسم "مكتبة يافث"، والتي يعرفها معظم العرب من شتى الأقطار سواء من خلال زيارتهم للبنان، أو لأنهم استفادوا منها دراسة وبحثا.. أو من خلال سماعهم عنها.
تأسست "مكتبة يافث" سنة 1866، وتحتوي حتى الآن على 516766 كتابا مجلدا ودورية. تدير العمل فيها الآن السيدة هيلين بخعازي . تضم هذه المكتبة مخطوطات، وأطروحات، وخرائط، ووثائق سمعية - وبصرية.
وللمكتبة فروع عديدة لعل أهمها ذلك الفرع التابع لقسم الهندسة، والفرع التابع لقسم الزراعة والعلوم، وثالث في مكتبة المزرعة - البقاع، وأخيرا مكتبة صعب الطبية وهي مستقلة.
ولقد تعرضت هذه المكتبة لانفجار في نوفمبر 1991 أدى إلى تحطيم وسقوط الواجهة الرئيسية. ويجري العمل حاليا على ترميمها. وتعتبر يافث مكتبة شبه عامة، إذ يسمح للطلاب غير المنتسبين إلى الجامعة الأمريكية بالدخول إليها وبالاستفادة منها.
وتتميز هذه المكتبة بأنها تحتوي على مجلدات تتحدث عن منطقة الشرق الأوسط، تاريخيا وسياسيا وجغرافيا. وتنفرد أيضا بوجود مجموعة مجلة المقطم كاملة، وكذلك المقتطف.
وتبذل المكتبة جهدها لاستبدال نظام العمل باليد والسائد فيها الآن إلى العمل بالكمبيوتر ووفق التقنيات الحديثة. وتجدر الإشارة إلى أن المكتبة تشترك سنويا بحوالي "2554" مجلة وباللغات الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية. أما عدد المجلات العربية فيبلغ 272 مجلة. ويصل عدد الصحف اليومية إلى 45 صحيفة. وتعتمد المكتبة إلى جانب الشراء على الكتب التي تدرس موضوعاتها في الجامعة فهي لا تشتري الكتب التي تتعلق بمادة الحقوق مثلا وإنما تصلها بالتبادل أو الهدايا.
مكتبة الجامعة العربية
تختلف الورشة القائمة حاليا في مكتبة الجامعة العربية عن تلك التي في مكتبة الجامعة الأمريكية. فالأخيرة تنفض غبار الانفجار عنها، بينما تنفض الأولى صدأ السنين المتراكم، فهي الآن لا تستقبل الطلاب إلى حين الانتهاء من صيانتها وتنظيفها.
تأسست المكتبة سنة 1960، أي في الوقت الذي تأسست فيه الجامعة، ومع ذلك استطاعت أن تكون بين المكتبات الأولى من حيث عدد المراجع فيها (حيث يربو عدد مجلداتها على 110 آلاف مجلد).
ولتسهيل طرق الاستفادة أمام الطلاب يقول أمين المكتبة سعيد طيارة: لقد تفرعت عن المكتبة الرئيسية مكتبات عديدة منها:
- مكتبة الهندسة المعمارية.
- مكتبة الآداب وتضم الدراسات الإنسانية والاجتماعية والمعارف العامة.
- مكتبة الحقوق وتتضمن الدراسات القانونية، والتشريعات المختلفة.
- مكتبة العلوم التجارية.
- وأخيرا مكتبة شاملة لنواح تقنية تتعلق بدراسات الهندسة المدنية، الكهربائية، وما يتعلق بالعلوم البحتة كالفيزياء والكيمياء، والرياضيات، وأيضا الصيدلة. ويجري التحضير لإنشاء المكتبة الطبية لترفد هذا الاختصاص الذي تنوي جامعة بيروت العربية تدريسه.
وقد أثرت سنوات الحرب في مكتبة الجامعة، فأضعفت نموها، كما أبعدتها عن مواكبة التطور، إذ لا تزال تعتمد الأسلوب اليدوي بدلا من التقنيات الحديثة، التي تقوم الجامعة بدراسات حولها كما يقول طيارة.
وتفتح مكتبة الجامعة أبوابها لمن يريد الاستفادة، مجانا، وتقتني الكتب التي تحتاج إليها (حسب الاختصاصات) وفقا للتبادل والشراء والهدايا. وتشترك مكتبة الجامعة في ثلاثمائة دورية ومجلة متخصصة وتصدر باللغة الإنجليزية، وحوالي الخمسين باللغة العربية. وتحوي مكتبة الجامعة المجموعة الكاملة للجريدة الرسمية الكويتية "الكويت اليوم" منذ صدورها في العام 1958 وحتى سنة 1988، وقد تلقتها على شكل منحة من وزارة الإعلام الكويتية، التي أهدتها أيضا نسختين من مجموعة مجلة "العربي" وما يقارب المجموعة من المسرح العالمي.
أما مجموعة "وصف مصر" باللغة الفرنسية (من الأحجام الكبيرة والقديمة) فهي تعد من أهم محتويات مكتبة الآداب. ومكتبة الجامعة العربية عضو في "الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في العالم" ( IFLA ) إلى جانب الجامعة الأمريكية، حيث تحضر المؤتمرات التي يعقدها سنويا "للاستفادة والتعاون ومسايرة التطور".
نشير هنا إلى أن المكتبة تستخدم نظام ديوي العشري في الفهرسة، وتلتزم بقواعد الفهرسة الإنغلو - ساكسونية، أما بالنسبة لرءوس الموضوعات الأجنبية فإنها تستخدم الأسلوب المتبع في مكتبة الكونغرس.
وتحاول جمعية المكتبات اللبنانية إيجاد قائمة موحدة بالنسبة للدوريات، وتنتظر المكتبة إقرارها لاعتمادها.
وأخيرا، فإن مكتبة الجامعة تقيم نشاطات على هامش عملها الأساسي، منها معرض للكتاب في حرم الجامعة، ويتم بمشاركة الناشرين وشركات التوزيع وبعض الدول التي تعتبر دولة الكويت في مقدمتها، ولكن منذ سنتين فقط.
مكتبة الجامعة اللبنانية - الأمريكية
عرفت قديما باسم مكتبة كلية بيروت الجامعية (بيوسي) قبل تبدل الاسم هذا العام. وقد تأسست في العام 1924 على يد رئيس الجامعة آنذاك وليم شولتزفس، وتضم في الوقت الحالي ما يقارب المائة ألف كتاب.
تقول أمينة المكتبة السيدة عايدة نعمان : إن المكتبة جزء من دائرة الموارد التعليمية في الجامعة، وإلى جانب هذه المكتبة، هناك مكتبتان واحدة في جبيل (فرع الجامعة)، والثانية في فرع الجامعة في صيدا. وهي مكتبة شبه عامة "لأنها مفتوحة للراغبين في البحث والاستفادة، شريطة عدم الإعارة الخارجية".
تفتقر المكتبة إلى مخطوطات "بسبب غياب الدراسات التاريخية كاختصاص وكذلك الأدب العربي، وإنما تتوافر لدينا الوثائق وبالأخص التي تتناول أوضاع المرأة العربية ويوجد منها عندنا 2500 وثيقة". وتؤكد السيدة نعمان أيضا أنه يوجد في هذه المكتبة قسم خاص بأدب الأطفال (ويضم حوالي 55 ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية) ويخضع اختيار هذه الكتب لاختيار دقيق ومدروس. وتتحدث نعمان التي ترأس دائرة الموارد التعليمية أيضا، بإسهاب ليس عن التأثيرات السلبية للحرب فقط، وإنما عن الوضع الاقتصادي وما خلفه من تدن في قدرة معظم المواطنين على شراء الكتاب.
من هنا يجب الاهتمام بتطوير وإنشاء المكتبات العامة.
كما تتطرق إلى سلبية تأثير محطات التلفزة كمنافس للكتاب، فتناشد الأهل، برجاء الاهتمام بتوجيه أولادهم نحو المطالعة، لأن وسيلة الإعلام المرئية لا تثير في الفكر أي تفاعل، بعكس ما يفعله الكتاب الذي ينمي قيمنا ويرقي سلوكياتنا.
" مكتبات " الجامعة اللبنانية
تعكس الجامعة اللبنانية (وهي الجامعة الوطنية) واقع حالها على المكتبات الملحقة بها، فهي مكتبات متناثرة تبعا لتناثر فروع الجامعة بفعل الحرب، وهي مكتبات متباعدة تبعا للواقع الجغرافي، ومتباعدة تبعا لواقع الانقسام السياسي وحدة الولاءات. وهي أيضا غير متمايزة بسبب تشققها وضعفها وعدم الاهتمام التاريخي بها، حتى أن كلية الطب التابعة للجامعة تفتقد الكتب الطبية المتخصصة، ناهيك عن عدم وجود اشتراك بالمجلات العلمية المتخصصة، وهذه ظاهرة تشمل جميع المكتبات التابعة لفروع الجامعة اللبنانية، ومرد معظم ذلك إلى نقص في الأموال!!؟
ويدعو أستاذ التوثيق وعلم المكتبات الدكتور أحمد طالب إلى ضرورة عقد مؤتمر بين أمناء مكتبات الجامعة للتنسيق بينها، ليصار إلى مسح للكتب الموجودة منعا للتكرار، وأخيرا أن يصار إلى اختيار نظام معلومات محوسب " Computerized" يناسب ظروف الجامعة وإمكاناتها.
وبعيدا عن المكتبات الجامعية التي لها موازنتها السنوية والتي تغذي بها رفوف الكتب بالمزيد، أو تلك التي تكون عامة أو شبه عامة، ولهما أيضا دعم وافر، فإننا في سياق موضوعنا هذا عن المكتبات في لبنان، لا بد أن نتحدث عن مكتبة السيد عبده مرتضى الحسيني .
قرابة المليون كتاب
هي مكتبة خاصة بصاحبها الذي يطرق أبواب السابعة والسبعين من عمره، تقع في مدينة بعلبك، وتحتوي على ما يقارب المليون كتاب.. وهي باعتراف إذاعة لندن المكتبة الأكبر في لبنان وتوشك أن تكون الأولى في الشرق الأوسط.
مارس صاحب المكتبة مهنة التعليم لمدة خمسين عاما، تخللها ثلاث سنوات فقط في "لأمن العام"ليتركه ويعود إلى التدريس، بعد أن أسس مكتبة عامة لهذا الجهاز الأمني، وكذلك مجلة الجيش التي لا تزال تصدر حتى الآن.
ولعل قصة الحسيني مع اقتناء الكتب فيها من الطرافة ما يدفعنا لسردها، فقد بدأت منذ صغره، يقول الحسيني: كنت في السابعة من العمر وكنت أدور في طرقات مدينة بعلبك لأجمع بذور ثمار المشمش وأبيعها، وأشتري بثمنها كتبا، وكذلك فعلت مع المسامير العتيقة، وخرطوش الأسلحة الفرنسية، فبعدما يتدرب جنود الانتداب الفرنسي قرب بيتنا نهرع نحن الأطفال آنذاك لنتلقف "الخرطوش"، ثم نعود لنبيعه إليهم، وكانوا يضحكون من تصرفاتنا. يضيف الحسيني قائلا: في ذكرياتي الأولى عن هذا الاهتمام، لم أكن أصرف القرش "عملة تلك الأيام" التي كانت أمي تعطيني إياه. وكم كانت - رحمها الله - تشفق على جديتي التي لازمتني منذ الصغر.
خمسون عاما من المحاولات لإثراء المكتبة، فكان الشراء والهدايا وحضور مؤتمرات عالمية تعنى بالكتاب، وقد استطعت من خلالها أن أحصل على المزيد من الكتب بالمراسلة.
بداياتي مع الكتاب والقراءة، كانت مع اقتناء مجلة "العرفان" لصاحبها أحمد عارف الزين، ومجلة "الآثار" لصاحبها عيسى اسكندر المعلوف، ومجلة "جوبيتر" لصاحبها يوسف فضل الله سلامة وأذكر أن هذه المجلات كانت تأتي لمشتركين فيها، فكانوا بعد قراءتها يعطونني إياها لأحفظها.
المكننة لم تدخلها
مكتبة الحسيني الخاصة، لم تعرف طريقها إلى المكننة بعد، ولم تعرف الحشرات طريقا إليها بسبب المناخ غير الرطب في مدينة بعلبك، كذلك لم تعرف مصيرها الذي ستلقاه من اهتمام أو إهمال، فالحسيني رفض ويرفض نقل المكتبة إلى خارج المدينة "لأنه يريدها مكتبة عامة لأهل بلدته أولا، ولبنان ثانيا، ولكل مستفيد على حد قوله. فلم تجد الإغراءات المالية لشرائها من دول: الكويت، والجزائر، وليبيا، والسعودية، وجامعة الكاسوليك، وغيرها.
إن ثلاثة أرباع محتويات المكتبة باللغة العربية، والباقي موزع بين الفرنسية والإنجليزية اللغتين اللتين يتقنهما صاحبها، وأيضا باللغات الألمانية، والإيطالية والروسية والإسبانية.. والمكتبة التي هي خاصة، فإنها في حقيقة الأمر عامة "أي أنها مفتوحة لكل طالب وباحث" وتضم نحو مائتي نوع من المجلات الأدبية والتاريخية والفلسفية والشعرية (غير مكتملة)، وتضم خمسين دائرة معارف خاصة وعامة في القانون، والجغرافيا، التاريخ والفلسفة، علم الاجتماع.
وتضم أيضا: جميع مجلدات التفاسير القرآنية، والمجموعات الكبيرة عن الحديث النبوي الشريف، وأهم المراجع عن الفقه الشيعي (يضم كل مرجع ما بين 20 - 30 مجلدا)، وجميع مؤلفات عبدالرحمن البدوي الفلسفية، كذلك المجموعات الكاملة لطه حسين (20 مجلدا)، وواحدا وعشرين مجلدا للأديب جرجي زيدان (المجموعة الكاملة)، كما يضم الكتب ذات القيمة لجميع الأدباء العرب في مختلف أقطارهم.
كذلك تحتوي المكتبة على 42 مجلدا عن قصة الحضارة لـ "ويل ديورانت" وباللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية. بالإضافة إلى المئات من كتب التراجم، عن رجالات في تاريخ العرب، وعن أدب الرحلات، ومجموعات كبيرة من الكتب عن الفنون منها 134 مجلدا صادرا عن دار Hachette الفرنسية.
كذلك تضم المكتبة كتبا عن الفنون العربية، والإنجليزية أيضا وكتبا عن الدول العربية كل بمفردها.. ويأمل الحسيني خيرا من وزارة الثقافة والتعليم العالي في لبنان في المساعدة لتحويل المكتبة إلى مكتبة عامة ذات نظم حديثة، وإلى أن يصار إلى ذلك، فإن الحسيني يعيش متنقلا بين مكتباته الثلاث في بيوته الثلاثة التي لا يوجد فيها سوى الكتب، ومخطوطة واحدة عبارة عن رسالة بطول متر وجهها والي عكا عبدالله باشا سنة 1831 إلى الأمير بشير الشهابي الثاني طلب فيها نجدته لمقاومة غزوة إبراهيم باشا المصري.
***
في غمرة من التفاؤل والصورة الحسنة عن أجواء المكتبات في لبنان، لا بد أن نشير واعترافا منا بالحقيقة، إلى "جريمة" لم يعد ارتكابها خافيا على أحد، وهي تجري جهارا وبالعلن في العديد من مطابع لبنان، ألا وهي عملية سرقة حقوق الآخرين، ونسخها دون الرجوع إلى حقوق مؤلفيها. وهذا ما يجمع بين كل من الجرائم المعنوية والمادية معا.












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبات جامعة قناة السويس imported_مندي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 3 Aug-11-2009 10:05 AM
تقنيات المعلومات والمكتبات الإلكترونية السايح منتدى تقنية المعلومات 4 Jun-06-2007 08:05 AM
مكتبات جامعة قناة السويس : دراسة للواقع وتخطيط للم imported_مندي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Mar-10-2006 05:22 PM
تقنيات المعلومات والمكتبات الإلكترونية raaa منتدى تقنية المعلومات 2 Nov-12-2005 09:53 AM


الساعة الآن 06:52 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين