[د.محمود قطر]

روما قد يدفع المكتبات للتحول للمصدر المفتوح

أعلنت شركة سيرسي داينكس عن أقوى تعزيز لمنتجاتها في بيئة تقنية جديدة
تقول الشركة أنها بنيت على أفضل ما في كلا نظاميها - يونيكورن وهورايزون
– وهذه البيئة أطلقت عليها الشركة الاسم الكودي "روما"، ويعتمد نظام روما
في الكثير على اليونيكورن نظام الشركة ذي الخمس والعشرين عاما، الأمر
الذي سيؤدي لتركيز الشركة للوقت والمجهود على بيئة واحدة، وبينما تأمل
الشركة في أن تشكل خطوطها هذه جذبا للمستفيدين واكتساح المنافسين، فعملاء
الشركة من المكتبات قد وجدوا أنفسهم أمام خيارين إما التحول إلى روما، أو
البقاء في نظام لن يتم تطويره بعد الآن، أو اختيار بديل آخر بعيدا عن
سيرسي داينكس، وهو الأمر الذي بدأت العديد من المكتبات بالفعل التفكير
فيه ووضعه موضع الأولوية في الخيارات المتاحة لها.

ويعلق أحد المكتبيين، "يبدو كل الطرق تؤدي إلى روما، ولكن عندما تذهب إلى
هناك فعليك أن تتقن الحديث باللاتينية" إشارة إلى أن الشركة لم تضع بعين
الاعتبار تأثير هذا التحديث على المستفيدين من المكتبات ومستخدميها،
فالكثير من المكتبات قد بدأ بتجهيز نفسه بالفعل للانتقال إلى هورايزون 8
الذي وعدت به الشركة في فبراير 2007م، ويشير البعض الآخر إلى أنه بالرغم
من تفهمهم لمبررات الشركة بهذا التحول، فهو تحول تفرضه عليها ظروف
المنافسة القوية، بينما يعلق البعض الآخر بأن هذا التحول كان من أن يتم
بشكل تدريجي وعلى مراحل، الأمر الذي وإن استهلك المزيد من الوقت
والأموال، إلا أنه سيكون أقل ضررا على المكتبات ومستخدميها. ويقارن البعض
الآخر بين المميزات التي أعلنتها الشركة عن هورايزون 8 ونظام روما، فيجد
أنها نفس المميزات ونفس الخصائص، ويتساءل إن كانت الشركة قد وجدت بعد
الخروج بهورايزون 8 أنه تحديث كبير اعتمدت فيه على مميزات بيئة
اليونيكورن ففضلت أن توقف العمل في النظامين وتوجه طاقتها لنظام واحد
يجذب بمميزاته أكبر قد من المستفيدين، وبالرغم أنه يتمنى لها التوفيق في
نظام روما، إلا أن مكتبته قد قررت التحول عن الهورايزون للنظم المفتوحة
المصدر.

وبالرغم من من ذكر باول لأن النظم المفتوحة المصدر ما تزال غير ناضجة بعد
وتحتاج للمزيد من الوقت والمجهود، إلا أن التعليقات التي جاءته تؤكد على
أن معظم المكتبات تفكر جديا في التحول إلى البرمجيات المفتوحة المصدر،
وبعضها قد بدأ بالفعل.

هذا الأمر في الحقيقة أسعدني كثيرا، وهذا الأمر إنما اختارته المكتبات
للتطوير الهائل الذي تحظى به البرمجيات المفتوحة المصدر الخاصة بالمكتبات
وخاصة "نظام كوها" والذي صدرت آخر تعديلاته لبيئة الويندوز تتضمن كل
التعديلات التي تمت في بيئة لينكس، مثل مارك 21 ويوني مارك وحتى بروتوكول
Z39.50
كما أن تنصيبه سهل للغاية وبسيط في بيئة الويندوز، بالرغم من أني لا أشجع
استخدامه في بيئة الويندوز لأنها بيئة مليئة بالمشكلات في حد ذاتها،
وبالرغم من عدم نضج هذه النظم الكامل إلا أن كل يوم يمر تصبح فيه هذه
النظم أكثر نضجا و أقدر على تلبيه احتياجات مستخدميها، فلأولئك الذين
يفكرون في اقتناء نظام جديد لمكتبتهم، فأرجو أن يضعوا الأنظمة المكتبية
المفتوحة المصدر في اعتبارهم، وليس بالضرورة كوها (مع أنه أنضجها في
نظري) ولكن هناك خيارات أخرى كثيرة تناسب احتياجات كل مكتبة، وهي ناضجة
بالقدر الكافي لتدير مكتبة ضخمة مثل مكتبة مبارك العامة.

المصادر:
تقرير لهان، باول، وموقع الشركة، الترجمة: مجموعة المكتبيين العرب
http://ww.kayma.com/librarians

[الناصر010]

التطور أحيانا يضر ومتطلباته قاتله
الله يعين مكتباتنا العربية أمام هذه التحولات المتتالية فلا تكاد مكتباتنا تتهيأ للنهوض حتى يأتي من يدفعها من الخلف لتسقط من جديد