منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » المؤتمر الدولي الرابع للمخطوطات

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
قديم May-28-2007, 05:53 AM   المشاركة1
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي المؤتمر الدولي الرابع للمخطوطات


يبدأ في مكتبة الإسكندرية -اليوم 28/5/2007- المؤتمر الدولي الرابع للمخطوطات بمشاركة 50 باحثا من 30 دولة يقدمون قراءات في جوانب مجهولة ومهجورة من التراث العربي الإسلامي.

وقال يوسف زيدان مدير مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية امس إن المؤتمر الذي يحمل عنوان “المخطوطات المترجمة” سيفتتح غداً الثلاثاء ويناقش دور الترجمة في التفاعل الحضاري إذ كانت الجسر الرئيسي لاقتباس اللاحق من السابق فعن طريقها عرف العرب المسلمون الرصيد الحضاري للأمم الأسبق وعن طريق المترجمين “استمرت اليهودية والمسيحية وانتقل التراث اليوناني إلى السريان ثم إلى العرب ثم إلى اللاتينية واللغات الأوروبية المعاصرة”.
وأضاف أن المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام سيطرح أسئلة حول انتعاش الترجمة بين لغات بعينها وغيابها عن لغات أخرى. ولماذا نشطت الترجمة في أزمنة وانحسرت في غيرها إضافة إلى تأثير مخطوطات مترجمة في ثقافة اللغة التي ترجمت إليها.
ويضم المؤتمر سبعة محاور هي:
“التفاعل بين العناصر المرتبطة بالترجمة والمؤثرة فيها”
”ترجمة النص الحي والنص المندثر”
”الجهود الفردية والمؤسساتية في مجال الترجمة
العلاقة بين التراجمة وأصحاب السلطان”
”أثر أساليب الترجمة في تشكيل الوعي بالتراث السابق.. سلطة الترجمة”
”العلامات الكبرى في مسيرة الترجمة بين الثقافات”
”الترجمات الوسيطة من لغة إلى لغة عبر لغة أخرى”
”نظرية الترجمة وتطبيقاتها”.
المصدر
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=389198
ولمزيد من التفاصيل .. يرجى الضغط على الرابط التالي
http://www.bibalex.org/english/media...ourthconar.pdf












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم May-28-2007, 02:27 PM   المشاركة2
المعلومات

hanbezan
د. حنان الصادق بيزان
مشرفة منتديات اليسير
أكاديمية الدراسات العليا

hanbezan غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 2972
تاريخ التسجيل: Mar 2003
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 397
بمعدل : 0.05 يومياً


ممتاز المؤتمر الدولي الرابع للمخطوطات

جزك الله كل خير أستاذ محمود :ـ على هذه الإحاطه :ـ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود قطر

يبدأ في مكتبة الإسكندرية -اليوم 28/5/2007- المؤتمر الدولي الرابع للمخطوطات بمشاركة 50 باحثا من 30 دولة يقدمون قراءات في جوانب مجهولة ومهجورة من التراث العربي الإسلامي.

وقال يوسف زيدان مدير مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية امس إن المؤتمر الذي يحمل عنوان “المخطوطات المترجمة” سيفتتح غداً الثلاثاء ويناقش دور الترجمة في التفاعل الحضاري إذ كانت الجسر الرئيسي لاقتباس اللاحق من السابق فعن طريقها عرف العرب المسلمون الرصيد الحضاري للأمم الأسبق وعن طريق المترجمين “استمرت اليهودية والمسيحية وانتقل التراث اليوناني إلى السريان ثم إلى العرب ثم إلى اللاتينية واللغات الأوروبية المعاصرة”.
وأضاف أن المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام سيطرح أسئلة حول انتعاش الترجمة بين لغات بعينها وغيابها عن لغات أخرى. ولماذا نشطت الترجمة في أزمنة وانحسرت في غيرها إضافة إلى تأثير مخطوطات مترجمة في ثقافة اللغة التي ترجمت إليها.
ويضم المؤتمر سبعة محاور هي:
“التفاعل بين العناصر المرتبطة بالترجمة والمؤثرة فيها”
”ترجمة النص الحي والنص المندثر”
”الجهود الفردية والمؤسساتية في مجال الترجمة
العلاقة بين التراجمة وأصحاب السلطان”
”أثر أساليب الترجمة في تشكيل الوعي بالتراث السابق.. سلطة الترجمة”
”العلامات الكبرى في مسيرة الترجمة بين الثقافات”
”الترجمات الوسيطة من لغة إلى لغة عبر لغة أخرى”
”نظرية الترجمة وتطبيقاتها”.
المصدر
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=389198
ولمزيد من التفاصيل .. يرجى الضغط على الرابط التالي
http://www.bibalex.org/english/media...ourthconar.pdf
ومن اجل تحقيق مزيد من الإفادة أود الإضافة الى ذلك عناوين الأوراق البحثية المقدمة وأسماء المشاركين بالمؤتمر: ((برنامج مجدول للمؤتمر)) على هذا الرابط
http://www.manuscriptcenter.org/Tran...rticipants.asp

مع تحياتي وفائق احترامي للجميع












التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم)
صَدَقَ اللّهُ العظيم
  رد مع اقتباس
قديم May-28-2007, 07:43 PM   المشاركة3
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي جزاكم الله كل الخير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanbezan
جزك الله كل خير أستاذ محمود :ـ على هذه الإحاطه :ـ
ومن اجل تحقيق مزيد من الإفادة أود الإضافة الى ذلك عناوين الأوراق البحثية المقدمة وأسماء المشاركين بالمؤتمر: ((برنامج مجدول للمؤتمر)) على هذا الرابط
http://www.manuscriptcenter.org/Tran...rticipants.asp
مع تحياتي وفائق احترامي للجميع
أختنا والزميلة الفاضلة الدكتورة / بيزان
شكراً لهذه المتابعة ، ولهذه الإضافة التي تثري الموضوع ، ولهذا الجهد والذي ينم عن باحث لا يهدأ له بال حتى يشبع الاحتياجات المعلوماتية للمستفيدين ..
شكراً لمجهوداتكم الطيبة ، وجزاكم الله عنا .. كل الخير
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم May-28-2007, 07:52 PM   المشاركة4
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير استاذنا الفاضل محمود قطر على هذه الاحاطة وهذه المتابعة المستمرة جزاك الله خير جزاء وجعله في ميزان حسناتك

مع فائق الاحترام والتقدير












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
قديم May-28-2007, 08:13 PM   المشاركة5
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي شكراً لمروركم الكريم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى العراقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير استاذنا الفاضل محمود قطر على هذه الاحاطة وهذه المتابعة المستمرة جزاك الله خير جزاء وجعله في ميزان حسناتك

مع فائق الاحترام والتقدير
أختنا الفاضلة وزميلة الإشراف / هدى
أشكركم على هذا المرور الكريم ، وعلى متابعتكم لكل ما ينشر على صفحات منتديات اليسير ، لا سيما ما يتصل منها بالوثائق والمخطوطات .. وفقكم الله
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم May-29-2007, 10:31 PM   المشاركة6
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

مؤتمر المخطوطات يبحث في تأثير الترجمة على الثقافات

خمسون باحثا يلقون الضوء على الحالة الراهنة لثقافتنا العربية من خلال المخطوطات المترجمة بمكتبة الإسكندرية.




أكد د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لمركز المخطوطات (المخطوطات المترجمة) أن الأدب العربي ابتدأ مسيرته بما ترجمه العرب من علوم الأوائل في بيت الحكمة ببغداد وفي معاقل العلم العربية التي حمل بعدها العرب مشعل الحضارة قرونا طويلة.
وأشار إلى أن الترجمة كان بمثابة الشرارة التي انطلق منها الإبداع العلمي والثقافي العربي في زمن كانت المنطقة العربية خلاله هي البقعة المضيئة بالمعرفة في العالم.
وأضاف أن موضوع المؤتمر وإن كان تراثيا بطبيعته إلا أنه يلقي الضوء أيضا على الحالة الراهنة لثقافتنا العربية التي لا بديل لها عن الترجمة حتى تتفاعل مع ما يجري حولنا في العالم من تطور وثورات معرفية متتالية.
وأشاد د. إسماعيل بجهد القائمين علي مركز المخطوطات وخصَّ د. يوسف زيدان مدير المركز، وقال إن مركز المخطوطات يدعم الوجه الأكاديمي للمكتبة ليس فقط من خلال هذه المؤتمرات الدولية المتخصصة بل وأيضا في المشروعات والمسارات الأكاديمية الجارية مثل مشروع الباحث المقيم الذي استضاف كبار الباحثين التراثيين في العالم، أيضا شهد المركز تطورات كبيرة مؤخرا خاصة في معمل الترميم الذي توسعت أعماله ليس في مكتبة الإسكندرية وحدها بل في مجموعات وزارة الثقافة المصرية ومقتنيات عديد من المؤسسات العربية.

يذكر أنه يشارك في المؤتمر ما يزيد على خمسين باحثا عربيا ودوليا من الشرق والغرب ويستمر لأربعة أيام (29 مايو/آيار ـ 1 يونيو/حزيران).

وممثلا لمحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب تحدث اللواء صفاءالدين كامل فأكد في كلمته على أهمية ترسيخ الدور الحضاري لمدينة الإسكندرية عبر مكتبتها التي لعبت هذا الدور في الماضي ولا تزال تواصله في الحاضر، مشيرا إلي أن الرؤية المستقبلية للمكتبة تعمل وفقا لصياغة مستقبل أفضل.
أما د. يوسف زيدان مدير مركز ومتحف المخطوطات ورئيس المؤتمر فقد جاءت كلمته كاشفة للكثير من أسرار العلاقة بين التراث العربي والترجمة، حيث أعلن أن التراث العربي فيه ما ليس عربيا الشيء الكثير، وأن مثله مثل أي تراث لم ينشأ معلقا في الفراغ، وأنه يمثل وصلة حضارية بين الشعوب وتلك هي فلسفة مكتبة الإسكندرية، مشيرا إلى أن الترجمة شرط من شروط التحضر وباب للتواصل الإنساني وأيضا باب للخلاف.
وقال د. يوسف زيدان "كثيراً ما تُخايلنا اللغةُ بأفكارٍ تُصاغ فى عباراتٍ متداولةٍ تصدُقُ فى الوَهْمِ، ولا يَنْصاعُ لها الواقعُ، من ذلك، قولُنا إن الزمان: ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ! فَفىِ هذهِ العبارةِ من المخايلةِ، بل المخاتلةِ، شيئٌ كثيرٌ، إذ أن البُعدَ الأوسطَ من هذا التقسيمِ الثلاثىِ (الحاضر) هو محضُ افتراضٍ.
فالحاضرُ بطبيعتِه لازمانىّ، والزمانُ الإنسانىُّ هو انتقالٌ دائمٌ من الماضى إلى المستقبلِ، عبرَ البوابةِ الافتراضيةِ التى نسميها: الحاضر، وَهىَ افتراضيةٌ، لأنها غيرُ قائمةٍ إلا فى أذهاننِا! وإلا، فحين نقول (الآن) نكون عبرنا من بوابةِ الزمان إلى الماضى، وفات (الآن) فدخل فى نطاقِ الماضي، ووَلَجَ توّاً فى المستقبل.
الزمانُ الإنساني، إذن، هو ماضٍ ومستقبلٌ. وما الحاضرُ إلا العبورُ الدائمُ من الآتي إلى الفائِت! هو تدفُّقُ (الفَوْتِ) الذى لاينقطعُ، وهو امتدادُ الخطِّ بين نُقْطَتَىْ الماضى والآتي، أو بين التراثِ والمستقبلِ. وما من زمنٍ إنسانىٍّ، وما من فعلٍ إنسانىٍّ، وما من واقعٍ إنسانىٍّ؛ إلا وهو محكومٌ بين هذين الطرفين الحقيقيين: التراث والمستقبل.
والمستقبلُ آفاقٌ مُحتمَلَةٌ، غيرُ محدودةٍ، لكنَّها محكومةٌ بتراثِها. فلا يمكنُ لأي شأنٍ إنسانىٍّ أن يَتِمَّ فى الفراغِ، أو يدخل حيز الفعل من غيرِ أن يكونَ امتداداً لزمنٍ سابقٍ عليهِ، يكون (تراثاً) لهذا الفعلِ وذاكَ الفاعل. ولهذا، فَمَنْ لا إِرْثَ لَهُ، لا غَدَ له.
ومن مُخايلةِ، بل مخاتلةِ، اللغة، أن نقولَ تراثْ بصيغةِ المفرد، وكأنَّ الذى (مَرَّ) وانقضى من الفعلِ الإنساني، كان واحداً، مع أنه فى واقع الحال كانَ مُتنوّعاً إلى درجةِ التناقضِ، ومتفاوتاً إلى الدرجةِ التى يَخرجُ معَها عن أىِ حصرٍ. بحيث لايجوزُ إطلاقاً، إطلاقُ المفردِ على هذا الجمعِ الكثيرِ.
ولذا، فإن قولَنا (التراثُ العربي) لا يَعْنى عربيةَ هذا التراثِ الخالصةَ. ففي هذا التراثِ نتاجُ (الماضي) السابق عليه، وآثار الشعوب التي سَبَقَتِ العربَ من سُريانَ ويونانَ وفُرسٍ وهنودٍ ومصريين.
وفي هذا التراث، فعلُ غيرِ العرب من الأممِ، وغيرِ المسلمينَ من أهلِ المِلل. وفي هذا التراث اجتهاداتُ الفقهاءِ وأشعارُ المتماجِنين، تفسيراتُ المصحفِ وتجاربُ الكيميائيين، ابتهالاتُ الصوفيةِ وأرصادُ الفلكيين، جهودُ النُّحاةِ وعَسْفُ الولاةِ، الحسابُ والهندساتُ والمكائد والمؤامرات.
هذا كلُّهُ، وغيُرهُ الكثيرُ، نجمعُهُ في كلمةٍ واحدةٍ فنقولُ (التراثَ) مع أنه ليس واحداً. ثم نُضيفُ إليه فنقولُ (التراثَ العربي) مع أنهُ ليس عربياً خالصاً، وإنما تغلب عليهِ (العربيةُ) فيُنسب إليها.
غير أن هذه الصيغَ اللُّغويةَ الجاهزةَ، والمفاهيم المعتادة الجارية على الألسنة، تدعونا لأن نرتاحَ! فلا نبحثُ فى تنوعِ التراثِ، ولا فى جذورِهِ التي هي (تراثُ التراثِ) أو بالأحرى: تراثياتُ التراثياتِ. نرتاحُ، قانعينَ بما خَايلَتَنْاَ به اللغةُ، وقابعينَ على الأوهامِ التي نشكِّلُها في أذهانِنا، بدعمٍ من هذهِ الصيغِ اللغويةِ الجاهزةِ والمفاهيم المعتادة. نرتاحُ، من دون أن نفهمَ الماضي أو نستشرفَ المستقبلَ.
ومِن ثَمَّ، يضيعُ من بينِ أيديِنا البُعْدانِ الأساسيانِ للزمانِ الإنساني. يَضيعُ الوعي بما كان، وبالتالي الرنوُّ إلى ما سيكون."
وشدَّد د. زيدان على أن "هذا المؤتمرُ محاولةٌ للفَهْمِ وإمعانٌ للنظرِ في مكوِّناتِ هذا الرُّكامِ الهائلِ، الممتدِ فينا، الذي نسمِّيهِ التراث، مقتنعين ابتداءً، بأنَّ تراثَنا لم يتشكَّلْ في شرنقةٍ ذاتيةٍ، وإنما توالت بِهِ حركةُ التواصلِ الحضاري، فوَصَلَ ما قبلَهُ من إرثِ الأممِ الأقدمِ، بما بعدَهُ من نهوضِ شعوبِ الغربِ الأوروبي.
على أنَّ تراثَنا لم يَكُنْ، وَحْدَهُ، هو (الوصلةَ) بين سابِقهِ واللاحقِ عليه، وإنما كُلُّ (تراثٍ) هو بالضرورة وصلةٌ، وحلقةُ ارتباطٍ. وتراثُنا لم يصلْ اليونانَ القديمةَ بأوروبا الحديثة، فحسب، وإنما امتدت جذوره التاريخية لتصل إلى طبقاتٍ أسبق من زمن اليونان، ولسوف تمتد آثارهُ بالضرورةِ لزمنٍ طويل سوف يشكِّل مستقبل هذه المنطقة وما حولها.
وهناك عديدٌ من الأدلة على هذا وذاك، فإذا نظرنا إلى (تراث تراثنا) وجدناه يصل بالقطع إلى ما قبل اليونان.
وهو ما تؤكِّدُهُ الأعمالُ المبكرةُ لابن المقفعِ وابنِ وحشيةِ النبطي وأبى الرَّيحانِ البيروني. ويتأكَّد أيضاً، على نحوٍ أنصعَ، فى مخطوطةِ بني موسى بن شاكر المحفوظة بمكتبة (نور عثمانية) التركية تحت رقم 2800 التي عُنوانُها 'كتابُ الدرجاتِ المعروفةِ فى طبائعِ البروج'، منقولاً عن حكماءِ الهندِ وكتبِهمِ المصحَّحة.
ففي مقدمة المخطوطة يقولُ (الأخوةُ الثلاثةُ) الذين عاشوا فى زمنِ المأمونِ، ما نصُّهُ:
إن القدماءَ من أهلِ اليونانيةِ، تسلَّموا علومَهُم التجريبيةَ من الهندِ. ولما نظرنا في الكتبِ الموجودةِ إلى الآنَ، في معرفةِ أحكامِ النجومِ، وجدنا أكثرها حياداً عن الصواب وعن ما سَطَّرَه أَولوهُم، ووجدنا لقدمائِهِم كُتباً قد هجرها المتأخرونَ لجهلهِم استعمالَ ما فيها، ولبُعدها عن أذهانهم، فتكلَّفنا التعب الشديد في نقلها إلى لغة العرب، واستعنَّا في ذلك بأفضل ما وجدناه من الناقلين فى زماننا، واجتهدنا في تهذيب العبارة وإصلاحِها.
وقد ضمَّتْ هذهِ المخطوطةُ، ترجمةً عربيةً لثلاثةِ كتبٍ هنديةٍ فى الفَلَكِ، الأولُ في طبائعِ دُرجِ البروجِ المتحيِّرةِ، كالمشتَرِى والزُّهرة. والثاني اثنتا عشرةَ مقالةً في طبائعِ دُرجِ الكواكبِ العظيمةِ. والثالثُ في كيفيةِ حال البروجِ، مع اتصالاتِ الكواكبِ المتحيِّرةِ.
وبين ثنايا المخطوطة، يصادفنا قول بني موسى بن شاكر أو بالأحرى نصيحتُهمُ: متى رأيتَ قضيةً من قضايا هذا الكتاب لم تصح، فاعلم أن الراصد قد أخطأ في الدرجة، إما بنفسه أو بآلته التي رصدَ بها. وهذا معنىً جليلٌ في نفسِهِ، دقيق في نيله وإدراكهِ، وينبغي أن لا تُهملَهُ، فإنه هو الصناعةُ نفسُها، وهو يحتاجُ إلى العلمِ أولاً، ثم إلى الدُّرْبة.
وهذهِ المخطوطةُ، هي واحدةٌ من الأمثلة العديدة الدالة على بعث العربِ للآثارِ الباقيةِ عن قرونِ الشرقِ الخالية. وفي تراثِنا أمثلةٌ أخرى، تؤكِّد إنطاقَ علمائِنا الأوائلِ لآثارِ الفرسِ والهنودِ، لا اليونان وحدَهُم، بلغةٍ عربيةٍ فصيحةٍ. عبر مسارٍ طويلٍ، شاقٍّ ومشوِّقٍ، نسميهِ اصطلاحاً: حركة الترجمة والنقل.
ومعروفٌ لكل من نظر في تراثنا، أن حركةَ الترجمة والنقل كانت واحدةٌ من المراحلِ الركيزيةِ التي انطلقت منها الحضارة العربية الإسلامية. إذ كانت الترجمة منصَّة الانطلاق نحو مسيرةِ التحضُّرِ العربي، الذي امتد عدة قرونٍ تالية.
وقد استقرت كتاباتُ المتخصِّصين، على أن هذه الحركة العلمية النشطة قد تحققت عبر مراحل أربع: الأولى عمليةُ نقلِ علوم الأوائل أيام الدولة الأموية، وهي المرحلة التي امتدت ستين عاماً.
والثانية هي الفترةُ من خلافة المنصور إلى وفاة هارون الرشيد، وهي التي نبغ فيها من المترجمين: يوحنا البطريق، ابن المقفع، يوحنا بن ماسويه.
وكانت الثالثة هي مرحلة الازدهار، حيث أُنجزت ترجماتُ حُنين بن إسحاق وتلاميذه.
وبمناسبة ذِكْر حُنين بن إسحاق أشيرُ هنا إلى أن (معرض المخطوطات المترجمة) الذى سيفتتح عقب هذه الجلسة، يضم نماذج (مدهشةً) مُختارةً من رصيدِ مكتبة الإسكندرية من المخطوطات الأصلية والمصورة منها، لحنين بن إسحاق، أعمالٌ لا تزال تُحدِّث بما أعطاه لنا من ترجمات قبل اثني عشر قرناً من الزمان.
وبخصوص حنين بن إسحاق أيضاً، تجب الإشارة إلى أننا في مركز المخطوطات، انتهينا مؤخَّراً من عمل قائمةٍ حصريةٍ لنسخ المخطوطات الباقية إلى اليوم من ترجماته الموزَّعة بين مكتبات العالم وخزائن مخطوطاته.
ولسوف ننشر قريباً هذه القائمة الجامعة، التي تشتمل على قرابة مائة عنوان بقيت لها قرابة أربعمائةِ نسخةٍ خطية، بعد مراجعتها جيداًً، لتكون مرجعاً للباحثين.
نعود لمراحل الترجمة، فنشير إلى أن المرحلة الرابعةَ الأخيرة، كانت هي الفترةُ الممتدةُ من مطلع القرن الرابع الهجري، إلى منتصف القرنِ الخامس. وفيها كما هو معلوم، من المترجمين المشهورين: أبو بشر متى بن يونس، أبو سليمان السجستانى، أبو عثمان الدمشقي، أبو علي عيسى بن زرعة.. وغيرهم."
وقال د. يوسف زيدان "في مفتتح هذا المؤتمر نؤكد أن حركة الترجمة والنقل لم تتطوَّر خلال هذه المراحل الأربعة السابقة، بمعزلٍ عن ظروفٍ (بل شروطٍ) موضوعية أدَّت إلى توالي هذه المراحل، وإلى اكتساء كل مرحلةٍ منها بطابعٍ مميز.
فلم يكن الأمرُ تتابعاً زمنياً ساذجاً، مجتثاً من سياقاته المعرفية. وإنما كانت لكل مرحلة ظروفٌ، وأزمةٌ دافعة، وشغفٌ معرفىٌّ يحدو العلماء العرب إلى معرفة المزيد.
وعلى هذا النحو تواصلت المراحل على ما بينها من اختلافات، فأُطلق على المجموع: حركة الترجمة والنقل."
وأضاف "تجدر الإشارة إلى أن حركة الترجمة والنقل على تنوُّع مراحلها الزمنية عند العرب، كانت خطوةً في مسارٍ طويل انسربت خلاله المعارفُ الإنسانية خلال تاريخ الأمم والحضارات.
ففى البدء كانت مصر، ثم جاءت إليها اليونانُ ممثلةً في الثلاثة الكبار: طاليس (أول الفلاسفة) فيثاغورس (أعظم الرياضيين) أفلاطون (أشهر فيلسوف) فأخذ هؤلاء وغيرهم، مشافهةً ومشاهدةً، علوم مصر القديمة إلى بلادهم.
ثم أبدع اليونان في لغتهم، وسرعان ما انسرب إبداعهم، الملقَّح أيضاً بمعارف شرقية من الهند وفارس فاستقر بالإسكندرية.
ومن الإسكندرية إلى بغداد، انتقلت العلوم والمعارف إلى ديار العرب المسلمين. وما لبثت مشاعل المعرفة بعد حين، أن انتقلت إلى أوروبا في فجر الرينسانس خلال المعابر الحضارية الشهيرة: باليرمو، صقلية، إسبانيا.. وغيرها.
وفي كل نقلةٍ من تلك، كانت الترجمةُ هي الواسطة الأولى للتفاعل الحضاري. فمن الهيروغليفية إلى اليونانية، ومن لغات الشرق إلى اليونانية، ومن اليونانية إلى السريانية، ومن كليهما إلى العربية، ومن العربية إلى اللاتينية واللغات الأوروبية امتدَّ العطاء الإنساني وتراكمت الإسهاماتُ الحضاريةُ للأمم والشعوب.
ومؤتمرُنا هذا لا يسعى، فحسبْ، لإمعانِ النظرِ في حركة الترجمة ودراسة المنقول إلى لغة العرب، أو المنقول منها إلى اللغات الأخرى. وإنما يسعى أيضاً لفهم طبيعة اللغة العربية ذاتِها، في تواصلِها التاريخىِّ مع لغاتِ الأمم التي تفاعلت تراثياتُها تفاعلاً مستمراً.
والمؤتمر محاولة مخلصة، دؤوبٍ، لفهم طبيعة الصلات العميقة بين العربية واللغات التى تفاعلت معها، ومنها السُّريانيةُ (الآرامية) التي نقل عنها العربُ الكثير من آدابها وعلومها المبتكرة فيها أو المنقولة إليها من اليونانية، وكان نضجُها اللغوىُّ في مرحلتيها (الآرامية) المبكرة و(السريانية) التالية، أسبق زمناً من النضج اللغوي العربي. حتى أن بعض اللغويين العرب قالوا، قديماً:
العربيةُ مكسورُ السريانية. ولكن السريانية صارت بعد حين عند العرب، ويا للعجب، هي لغة: أكلونى البراغيث. أسموها بذلك لأن السريانية تقدِّم الفعل على الفاعل، حتى لو كان في صيغة الجمع.
فماذا عن جذور العلاقة العميقة بين اللغتين الأختين: العربية والسريانية. وماذا عن اللغة العبرية التي لم يشتهر أمرُ التفاعل الحضاري بينها وبين العربية على مستوى النقل والترجمة، مع أن (العبرية) كانت معبراً من المعابر الرئيسة التي انتقل من خلالها تراث العرب إلى أوروبا؟
وكيف انتقل العلم بين أهل هذه اللغات، وبأىِّ أسلوب جرت الترجمة وتقابلت المفردات العلمية؟
وكيف انسربت المفاهيم الدينية الكبرى بين اللغات العبرية والآرامية (السريانية) واليونانية والعربية، فاختلف الناس فيها حتى تكسَّرت بسببها النصالُ على النصال، وتدفقت أنهارُ الدم. تلك هي (الأسئلةُ الرئيسةُ) لهذا المؤتمر."

وحول عنوان المؤتمر "المخطوطات المترجمة" أشار د. زيدان إلى أن "اختيار كلمة (المخطوطات) جاء لتكون إشارةً إلى ما تم (قديماً) من ترجماتٍ، أو ما قد يتم الآن من ترجمةٍ لنصوصٍ ذات طابعٍ تراثي، كانت مخطوطةً قبل انتشار الطباعة.
فهذا المؤتمر يعنى بالجانب التراثي من الترجمة، وآثاره التي لا تكاد تقع تحت الحصر. بغية استكشاف العناصر الأساسية التي شكَّلت، أو أسهمت في تشكيل، تاريخ الإنسانية وطبيعة الحضارات التي تعاصرت وتعاقبت، وما تزال آياتُها مؤثِّرةً فينا إلى اليوم.
وأيضا هذا العنوان جاء لأنه يبحث في تأثير الترجمات على الثقافات التي انتقلت إليها النصوص، حتى ولو كانت مخطوطاتها اليوم قد فُقدت أو انعدم وجودها بفعل عوادي الزمان، أو بفعل الفاعلين.
ولأن المؤتمر يبحث في كيفية الترجمة، ومذاهب المترجمين، وأنماط الترجمات التي تنوَّعت بين ما أسميه ترجمات الهوى الفردي، وتلك الترجمات المؤسساتية التي نجد مثالاً لها في أعمال بيت الحكمة، وفي رسالة حنين بن إسحاق: فيما ترجم بعلمه من كتب جالينوس ومالم يترجم.
أما ترجمات الهوى الفردي التي نراها مخطوطة أو نعرف أنها أُنجزت، فمثالها ترجمات سرجيوس الراسعيني لنصوص الحكمة الهرمسية والعلوم الخفية، وترجماتُ النصوص السكندرية في الكيمياء السحرية والطِّلَّسمات التي قام بها الراهب مريانوس (مارينوس السكندري) لحساب الأمير الأُموي خالد بن يزيد."
الجدير بالذكر أن المؤتمر يشارك فيه نخبة من الباحثين العرب والمصريين والأجانب من بينهم: د. محمد صالح الضالع جامعة الإسكندرية، ود. محمد فكري (جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس المغرب) ود. محمد محمود أبو غدير جامعة القاهرة، ود. محمود الحمزة (معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا) ود. محمود علي مكي (جامعة القاهرة) ود. مروان راشد (دار المعلمين العليا فرنسا) ود. هيلين بيلوستا (المركز القومي للأبحاث العلمية بباريس فرنسا) ود. يان ويتكام (جامعة ليدن هولندا)، ود. أندرو بيكوك (جامعة كامبريدج ـ المملكة المتحدة) ود. روبرت موريسون (جامعة ويتمان الولايات المتحدة) ود. محمد يسري (مكتبة الإسكندرية) ووجيه يوسف فانا (الكنيسة الإنجيلية مصر) ود. أميرة مطر (جامعة القاهرة) ود. إميلي كوترل (فرنسا) وأ. عصام الشنطي (معهد المخطوطات العربية بالقاهرة) ود. جابر عصفور (المركز القومي للترجمة) ود. محمود مصري (المكتبة الوقفية في حلب سوريا).
المصدر
ميدل إيست أونلاين

محمد الحمامصي ـ مكتبة الإسكندرية












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم May-29-2007, 10:32 PM   المشاركة7
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي مركز المخطوطات يدعم الوجه الأكاديمي لمكتبة الإسكندرية

مؤتمر المخطوطات يبحث في تأثير الترجمة على الثقافات

خمسون باحثا يلقون الضوء على الحالة الراهنة لثقافتنا العربية من خلال المخطوطات المترجمة بمكتبة الإسكندرية.




أكد د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لمركز المخطوطات (المخطوطات المترجمة) أن الأدب العربي ابتدأ مسيرته بما ترجمه العرب من علوم الأوائل في بيت الحكمة ببغداد وفي معاقل العلم العربية التي حمل بعدها العرب مشعل الحضارة قرونا طويلة.
وأشار إلى أن الترجمة كان بمثابة الشرارة التي انطلق منها الإبداع العلمي والثقافي العربي في زمن كانت المنطقة العربية خلاله هي البقعة المضيئة بالمعرفة في العالم.
وأضاف أن موضوع المؤتمر وإن كان تراثيا بطبيعته إلا أنه يلقي الضوء أيضا على الحالة الراهنة لثقافتنا العربية التي لا بديل لها عن الترجمة حتى تتفاعل مع ما يجري حولنا في العالم من تطور وثورات معرفية متتالية.
وأشاد د. إسماعيل بجهد القائمين علي مركز المخطوطات وخصَّ د. يوسف زيدان مدير المركز، وقال إن مركز المخطوطات يدعم الوجه الأكاديمي للمكتبة ليس فقط من خلال هذه المؤتمرات الدولية المتخصصة بل وأيضا في المشروعات والمسارات الأكاديمية الجارية مثل مشروع الباحث المقيم الذي استضاف كبار الباحثين التراثيين في العالم، أيضا شهد المركز تطورات كبيرة مؤخرا خاصة في معمل الترميم الذي توسعت أعماله ليس في مكتبة الإسكندرية وحدها بل في مجموعات وزارة الثقافة المصرية ومقتنيات عديد من المؤسسات العربية.

يذكر أنه يشارك في المؤتمر ما يزيد على خمسين باحثا عربيا ودوليا من الشرق والغرب ويستمر لأربعة أيام (29 مايو/آيار ـ 1 يونيو/حزيران).

وممثلا لمحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب تحدث اللواء صفاءالدين كامل فأكد في كلمته على أهمية ترسيخ الدور الحضاري لمدينة الإسكندرية عبر مكتبتها التي لعبت هذا الدور في الماضي ولا تزال تواصله في الحاضر، مشيرا إلي أن الرؤية المستقبلية للمكتبة تعمل وفقا لصياغة مستقبل أفضل.
أما د. يوسف زيدان مدير مركز ومتحف المخطوطات ورئيس المؤتمر فقد جاءت كلمته كاشفة للكثير من أسرار العلاقة بين التراث العربي والترجمة، حيث أعلن أن التراث العربي فيه ما ليس عربيا الشيء الكثير، وأن مثله مثل أي تراث لم ينشأ معلقا في الفراغ، وأنه يمثل وصلة حضارية بين الشعوب وتلك هي فلسفة مكتبة الإسكندرية، مشيرا إلى أن الترجمة شرط من شروط التحضر وباب للتواصل الإنساني وأيضا باب للخلاف.
وقال د. يوسف زيدان "كثيراً ما تُخايلنا اللغةُ بأفكارٍ تُصاغ فى عباراتٍ متداولةٍ تصدُقُ فى الوَهْمِ، ولا يَنْصاعُ لها الواقعُ، من ذلك، قولُنا إن الزمان: ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ! فَفىِ هذهِ العبارةِ من المخايلةِ، بل المخاتلةِ، شيئٌ كثيرٌ، إذ أن البُعدَ الأوسطَ من هذا التقسيمِ الثلاثىِ (الحاضر) هو محضُ افتراضٍ.
فالحاضرُ بطبيعتِه لازمانىّ، والزمانُ الإنسانىُّ هو انتقالٌ دائمٌ من الماضى إلى المستقبلِ، عبرَ البوابةِ الافتراضيةِ التى نسميها: الحاضر، وَهىَ افتراضيةٌ، لأنها غيرُ قائمةٍ إلا فى أذهاننِا! وإلا، فحين نقول (الآن) نكون عبرنا من بوابةِ الزمان إلى الماضى، وفات (الآن) فدخل فى نطاقِ الماضي، ووَلَجَ توّاً فى المستقبل.
الزمانُ الإنساني، إذن، هو ماضٍ ومستقبلٌ. وما الحاضرُ إلا العبورُ الدائمُ من الآتي إلى الفائِت! هو تدفُّقُ (الفَوْتِ) الذى لاينقطعُ، وهو امتدادُ الخطِّ بين نُقْطَتَىْ الماضى والآتي، أو بين التراثِ والمستقبلِ. وما من زمنٍ إنسانىٍّ، وما من فعلٍ إنسانىٍّ، وما من واقعٍ إنسانىٍّ؛ إلا وهو محكومٌ بين هذين الطرفين الحقيقيين: التراث والمستقبل.
والمستقبلُ آفاقٌ مُحتمَلَةٌ، غيرُ محدودةٍ، لكنَّها محكومةٌ بتراثِها. فلا يمكنُ لأي شأنٍ إنسانىٍّ أن يَتِمَّ فى الفراغِ، أو يدخل حيز الفعل من غيرِ أن يكونَ امتداداً لزمنٍ سابقٍ عليهِ، يكون (تراثاً) لهذا الفعلِ وذاكَ الفاعل. ولهذا، فَمَنْ لا إِرْثَ لَهُ، لا غَدَ له.
ومن مُخايلةِ، بل مخاتلةِ، اللغة، أن نقولَ تراثْ بصيغةِ المفرد، وكأنَّ الذى (مَرَّ) وانقضى من الفعلِ الإنساني، كان واحداً، مع أنه فى واقع الحال كانَ مُتنوّعاً إلى درجةِ التناقضِ، ومتفاوتاً إلى الدرجةِ التى يَخرجُ معَها عن أىِ حصرٍ. بحيث لايجوزُ إطلاقاً، إطلاقُ المفردِ على هذا الجمعِ الكثيرِ.
ولذا، فإن قولَنا (التراثُ العربي) لا يَعْنى عربيةَ هذا التراثِ الخالصةَ. ففي هذا التراثِ نتاجُ (الماضي) السابق عليه، وآثار الشعوب التي سَبَقَتِ العربَ من سُريانَ ويونانَ وفُرسٍ وهنودٍ ومصريين.
وفي هذا التراث، فعلُ غيرِ العرب من الأممِ، وغيرِ المسلمينَ من أهلِ المِلل. وفي هذا التراث اجتهاداتُ الفقهاءِ وأشعارُ المتماجِنين، تفسيراتُ المصحفِ وتجاربُ الكيميائيين، ابتهالاتُ الصوفيةِ وأرصادُ الفلكيين، جهودُ النُّحاةِ وعَسْفُ الولاةِ، الحسابُ والهندساتُ والمكائد والمؤامرات.
هذا كلُّهُ، وغيُرهُ الكثيرُ، نجمعُهُ في كلمةٍ واحدةٍ فنقولُ (التراثَ) مع أنه ليس واحداً. ثم نُضيفُ إليه فنقولُ (التراثَ العربي) مع أنهُ ليس عربياً خالصاً، وإنما تغلب عليهِ (العربيةُ) فيُنسب إليها.
غير أن هذه الصيغَ اللُّغويةَ الجاهزةَ، والمفاهيم المعتادة الجارية على الألسنة، تدعونا لأن نرتاحَ! فلا نبحثُ فى تنوعِ التراثِ، ولا فى جذورِهِ التي هي (تراثُ التراثِ) أو بالأحرى: تراثياتُ التراثياتِ. نرتاحُ، قانعينَ بما خَايلَتَنْاَ به اللغةُ، وقابعينَ على الأوهامِ التي نشكِّلُها في أذهانِنا، بدعمٍ من هذهِ الصيغِ اللغويةِ الجاهزةِ والمفاهيم المعتادة. نرتاحُ، من دون أن نفهمَ الماضي أو نستشرفَ المستقبلَ.
ومِن ثَمَّ، يضيعُ من بينِ أيديِنا البُعْدانِ الأساسيانِ للزمانِ الإنساني. يَضيعُ الوعي بما كان، وبالتالي الرنوُّ إلى ما سيكون."
وشدَّد د. زيدان على أن "هذا المؤتمرُ محاولةٌ للفَهْمِ وإمعانٌ للنظرِ في مكوِّناتِ هذا الرُّكامِ الهائلِ، الممتدِ فينا، الذي نسمِّيهِ التراث، مقتنعين ابتداءً، بأنَّ تراثَنا لم يتشكَّلْ في شرنقةٍ ذاتيةٍ، وإنما توالت بِهِ حركةُ التواصلِ الحضاري، فوَصَلَ ما قبلَهُ من إرثِ الأممِ الأقدمِ، بما بعدَهُ من نهوضِ شعوبِ الغربِ الأوروبي.
على أنَّ تراثَنا لم يَكُنْ، وَحْدَهُ، هو (الوصلةَ) بين سابِقهِ واللاحقِ عليه، وإنما كُلُّ (تراثٍ) هو بالضرورة وصلةٌ، وحلقةُ ارتباطٍ. وتراثُنا لم يصلْ اليونانَ القديمةَ بأوروبا الحديثة، فحسب، وإنما امتدت جذوره التاريخية لتصل إلى طبقاتٍ أسبق من زمن اليونان، ولسوف تمتد آثارهُ بالضرورةِ لزمنٍ طويل سوف يشكِّل مستقبل هذه المنطقة وما حولها.
وهناك عديدٌ من الأدلة على هذا وذاك، فإذا نظرنا إلى (تراث تراثنا) وجدناه يصل بالقطع إلى ما قبل اليونان.
وهو ما تؤكِّدُهُ الأعمالُ المبكرةُ لابن المقفعِ وابنِ وحشيةِ النبطي وأبى الرَّيحانِ البيروني. ويتأكَّد أيضاً، على نحوٍ أنصعَ، فى مخطوطةِ بني موسى بن شاكر المحفوظة بمكتبة (نور عثمانية) التركية تحت رقم 2800 التي عُنوانُها 'كتابُ الدرجاتِ المعروفةِ فى طبائعِ البروج'، منقولاً عن حكماءِ الهندِ وكتبِهمِ المصحَّحة.
ففي مقدمة المخطوطة يقولُ (الأخوةُ الثلاثةُ) الذين عاشوا فى زمنِ المأمونِ، ما نصُّهُ:
إن القدماءَ من أهلِ اليونانيةِ، تسلَّموا علومَهُم التجريبيةَ من الهندِ. ولما نظرنا في الكتبِ الموجودةِ إلى الآنَ، في معرفةِ أحكامِ النجومِ، وجدنا أكثرها حياداً عن الصواب وعن ما سَطَّرَه أَولوهُم، ووجدنا لقدمائِهِم كُتباً قد هجرها المتأخرونَ لجهلهِم استعمالَ ما فيها، ولبُعدها عن أذهانهم، فتكلَّفنا التعب الشديد في نقلها إلى لغة العرب، واستعنَّا في ذلك بأفضل ما وجدناه من الناقلين فى زماننا، واجتهدنا في تهذيب العبارة وإصلاحِها.
وقد ضمَّتْ هذهِ المخطوطةُ، ترجمةً عربيةً لثلاثةِ كتبٍ هنديةٍ فى الفَلَكِ، الأولُ في طبائعِ دُرجِ البروجِ المتحيِّرةِ، كالمشتَرِى والزُّهرة. والثاني اثنتا عشرةَ مقالةً في طبائعِ دُرجِ الكواكبِ العظيمةِ. والثالثُ في كيفيةِ حال البروجِ، مع اتصالاتِ الكواكبِ المتحيِّرةِ.
وبين ثنايا المخطوطة، يصادفنا قول بني موسى بن شاكر أو بالأحرى نصيحتُهمُ: متى رأيتَ قضيةً من قضايا هذا الكتاب لم تصح، فاعلم أن الراصد قد أخطأ في الدرجة، إما بنفسه أو بآلته التي رصدَ بها. وهذا معنىً جليلٌ في نفسِهِ، دقيق في نيله وإدراكهِ، وينبغي أن لا تُهملَهُ، فإنه هو الصناعةُ نفسُها، وهو يحتاجُ إلى العلمِ أولاً، ثم إلى الدُّرْبة.
وهذهِ المخطوطةُ، هي واحدةٌ من الأمثلة العديدة الدالة على بعث العربِ للآثارِ الباقيةِ عن قرونِ الشرقِ الخالية. وفي تراثِنا أمثلةٌ أخرى، تؤكِّد إنطاقَ علمائِنا الأوائلِ لآثارِ الفرسِ والهنودِ، لا اليونان وحدَهُم، بلغةٍ عربيةٍ فصيحةٍ. عبر مسارٍ طويلٍ، شاقٍّ ومشوِّقٍ، نسميهِ اصطلاحاً: حركة الترجمة والنقل.
ومعروفٌ لكل من نظر في تراثنا، أن حركةَ الترجمة والنقل كانت واحدةٌ من المراحلِ الركيزيةِ التي انطلقت منها الحضارة العربية الإسلامية. إذ كانت الترجمة منصَّة الانطلاق نحو مسيرةِ التحضُّرِ العربي، الذي امتد عدة قرونٍ تالية.
وقد استقرت كتاباتُ المتخصِّصين، على أن هذه الحركة العلمية النشطة قد تحققت عبر مراحل أربع: الأولى عمليةُ نقلِ علوم الأوائل أيام الدولة الأموية، وهي المرحلة التي امتدت ستين عاماً.
والثانية هي الفترةُ من خلافة المنصور إلى وفاة هارون الرشيد، وهي التي نبغ فيها من المترجمين: يوحنا البطريق، ابن المقفع، يوحنا بن ماسويه.
وكانت الثالثة هي مرحلة الازدهار، حيث أُنجزت ترجماتُ حُنين بن إسحاق وتلاميذه.
وبمناسبة ذِكْر حُنين بن إسحاق أشيرُ هنا إلى أن (معرض المخطوطات المترجمة) الذى سيفتتح عقب هذه الجلسة، يضم نماذج (مدهشةً) مُختارةً من رصيدِ مكتبة الإسكندرية من المخطوطات الأصلية والمصورة منها، لحنين بن إسحاق، أعمالٌ لا تزال تُحدِّث بما أعطاه لنا من ترجمات قبل اثني عشر قرناً من الزمان.
وبخصوص حنين بن إسحاق أيضاً، تجب الإشارة إلى أننا في مركز المخطوطات، انتهينا مؤخَّراً من عمل قائمةٍ حصريةٍ لنسخ المخطوطات الباقية إلى اليوم من ترجماته الموزَّعة بين مكتبات العالم وخزائن مخطوطاته.
ولسوف ننشر قريباً هذه القائمة الجامعة، التي تشتمل على قرابة مائة عنوان بقيت لها قرابة أربعمائةِ نسخةٍ خطية، بعد مراجعتها جيداًً، لتكون مرجعاً للباحثين.
نعود لمراحل الترجمة، فنشير إلى أن المرحلة الرابعةَ الأخيرة، كانت هي الفترةُ الممتدةُ من مطلع القرن الرابع الهجري، إلى منتصف القرنِ الخامس. وفيها كما هو معلوم، من المترجمين المشهورين: أبو بشر متى بن يونس، أبو سليمان السجستانى، أبو عثمان الدمشقي، أبو علي عيسى بن زرعة.. وغيرهم."
وقال د. يوسف زيدان "في مفتتح هذا المؤتمر نؤكد أن حركة الترجمة والنقل لم تتطوَّر خلال هذه المراحل الأربعة السابقة، بمعزلٍ عن ظروفٍ (بل شروطٍ) موضوعية أدَّت إلى توالي هذه المراحل، وإلى اكتساء كل مرحلةٍ منها بطابعٍ مميز.
فلم يكن الأمرُ تتابعاً زمنياً ساذجاً، مجتثاً من سياقاته المعرفية. وإنما كانت لكل مرحلة ظروفٌ، وأزمةٌ دافعة، وشغفٌ معرفىٌّ يحدو العلماء العرب إلى معرفة المزيد.
وعلى هذا النحو تواصلت المراحل على ما بينها من اختلافات، فأُطلق على المجموع: حركة الترجمة والنقل."
وأضاف "تجدر الإشارة إلى أن حركة الترجمة والنقل على تنوُّع مراحلها الزمنية عند العرب، كانت خطوةً في مسارٍ طويل انسربت خلاله المعارفُ الإنسانية خلال تاريخ الأمم والحضارات.
ففى البدء كانت مصر، ثم جاءت إليها اليونانُ ممثلةً في الثلاثة الكبار: طاليس (أول الفلاسفة) فيثاغورس (أعظم الرياضيين) أفلاطون (أشهر فيلسوف) فأخذ هؤلاء وغيرهم، مشافهةً ومشاهدةً، علوم مصر القديمة إلى بلادهم.
ثم أبدع اليونان في لغتهم، وسرعان ما انسرب إبداعهم، الملقَّح أيضاً بمعارف شرقية من الهند وفارس فاستقر بالإسكندرية.
ومن الإسكندرية إلى بغداد، انتقلت العلوم والمعارف إلى ديار العرب المسلمين. وما لبثت مشاعل المعرفة بعد حين، أن انتقلت إلى أوروبا في فجر الرينسانس خلال المعابر الحضارية الشهيرة: باليرمو، صقلية، إسبانيا.. وغيرها.
وفي كل نقلةٍ من تلك، كانت الترجمةُ هي الواسطة الأولى للتفاعل الحضاري. فمن الهيروغليفية إلى اليونانية، ومن لغات الشرق إلى اليونانية، ومن اليونانية إلى السريانية، ومن كليهما إلى العربية، ومن العربية إلى اللاتينية واللغات الأوروبية امتدَّ العطاء الإنساني وتراكمت الإسهاماتُ الحضاريةُ للأمم والشعوب.
ومؤتمرُنا هذا لا يسعى، فحسبْ، لإمعانِ النظرِ في حركة الترجمة ودراسة المنقول إلى لغة العرب، أو المنقول منها إلى اللغات الأخرى. وإنما يسعى أيضاً لفهم طبيعة اللغة العربية ذاتِها، في تواصلِها التاريخىِّ مع لغاتِ الأمم التي تفاعلت تراثياتُها تفاعلاً مستمراً.
والمؤتمر محاولة مخلصة، دؤوبٍ، لفهم طبيعة الصلات العميقة بين العربية واللغات التى تفاعلت معها، ومنها السُّريانيةُ (الآرامية) التي نقل عنها العربُ الكثير من آدابها وعلومها المبتكرة فيها أو المنقولة إليها من اليونانية، وكان نضجُها اللغوىُّ في مرحلتيها (الآرامية) المبكرة و(السريانية) التالية، أسبق زمناً من النضج اللغوي العربي. حتى أن بعض اللغويين العرب قالوا، قديماً:
العربيةُ مكسورُ السريانية. ولكن السريانية صارت بعد حين عند العرب، ويا للعجب، هي لغة: أكلونى البراغيث. أسموها بذلك لأن السريانية تقدِّم الفعل على الفاعل، حتى لو كان في صيغة الجمع.
فماذا عن جذور العلاقة العميقة بين اللغتين الأختين: العربية والسريانية. وماذا عن اللغة العبرية التي لم يشتهر أمرُ التفاعل الحضاري بينها وبين العربية على مستوى النقل والترجمة، مع أن (العبرية) كانت معبراً من المعابر الرئيسة التي انتقل من خلالها تراث العرب إلى أوروبا؟
وكيف انتقل العلم بين أهل هذه اللغات، وبأىِّ أسلوب جرت الترجمة وتقابلت المفردات العلمية؟
وكيف انسربت المفاهيم الدينية الكبرى بين اللغات العبرية والآرامية (السريانية) واليونانية والعربية، فاختلف الناس فيها حتى تكسَّرت بسببها النصالُ على النصال، وتدفقت أنهارُ الدم. تلك هي (الأسئلةُ الرئيسةُ) لهذا المؤتمر."

وحول عنوان المؤتمر "المخطوطات المترجمة" أشار د. زيدان إلى أن "اختيار كلمة (المخطوطات) جاء لتكون إشارةً إلى ما تم (قديماً) من ترجماتٍ، أو ما قد يتم الآن من ترجمةٍ لنصوصٍ ذات طابعٍ تراثي، كانت مخطوطةً قبل انتشار الطباعة.
فهذا المؤتمر يعنى بالجانب التراثي من الترجمة، وآثاره التي لا تكاد تقع تحت الحصر. بغية استكشاف العناصر الأساسية التي شكَّلت، أو أسهمت في تشكيل، تاريخ الإنسانية وطبيعة الحضارات التي تعاصرت وتعاقبت، وما تزال آياتُها مؤثِّرةً فينا إلى اليوم.
وأيضا هذا العنوان جاء لأنه يبحث في تأثير الترجمات على الثقافات التي انتقلت إليها النصوص، حتى ولو كانت مخطوطاتها اليوم قد فُقدت أو انعدم وجودها بفعل عوادي الزمان، أو بفعل الفاعلين.
ولأن المؤتمر يبحث في كيفية الترجمة، ومذاهب المترجمين، وأنماط الترجمات التي تنوَّعت بين ما أسميه ترجمات الهوى الفردي، وتلك الترجمات المؤسساتية التي نجد مثالاً لها في أعمال بيت الحكمة، وفي رسالة حنين بن إسحاق: فيما ترجم بعلمه من كتب جالينوس ومالم يترجم.
أما ترجمات الهوى الفردي التي نراها مخطوطة أو نعرف أنها أُنجزت، فمثالها ترجمات سرجيوس الراسعيني لنصوص الحكمة الهرمسية والعلوم الخفية، وترجماتُ النصوص السكندرية في الكيمياء السحرية والطِّلَّسمات التي قام بها الراهب مريانوس (مارينوس السكندري) لحساب الأمير الأُموي خالد بن يزيد."
الجدير بالذكر أن المؤتمر يشارك فيه نخبة من الباحثين العرب والمصريين والأجانب من بينهم: د. محمد صالح الضالع جامعة الإسكندرية، ود. محمد فكري (جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس المغرب) ود. محمد محمود أبو غدير جامعة القاهرة، ود. محمود الحمزة (معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا) ود. محمود علي مكي (جامعة القاهرة) ود. مروان راشد (دار المعلمين العليا فرنسا) ود. هيلين بيلوستا (المركز القومي للأبحاث العلمية بباريس فرنسا) ود. يان ويتكام (جامعة ليدن هولندا)، ود. أندرو بيكوك (جامعة كامبريدج ـ المملكة المتحدة) ود. روبرت موريسون (جامعة ويتمان الولايات المتحدة) ود. محمد يسري (مكتبة الإسكندرية) ووجيه يوسف فانا (الكنيسة الإنجيلية مصر) ود. أميرة مطر (جامعة القاهرة) ود. إميلي كوترل (فرنسا) وأ. عصام الشنطي (معهد المخطوطات العربية بالقاهرة) ود. جابر عصفور (المركز القومي للترجمة) ود. محمود مصري (المكتبة الوقفية في حلب سوريا).
المصدر
ميدل إيست أونلاين

محمد الحمامصي ـ مكتبة الإسكندرية












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
MARC21 AASS منتدى تقنية المعلومات 10 Nov-25-2014 12:42 PM
marc AASS منتدى تقنية المعلومات 5 Jan-20-2014 11:52 AM
The ACM Digital Library المواد التي تحتوي على الاسبستوس في المكتبه الرقميه el_khater المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 3 Nov-26-2006 01:01 AM
مجموعة من اتحادات المكتبات السايح المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 5 Aug-06-2006 07:57 PM


الساعة الآن 12:28 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين