منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير الاجتماعية » استراحة المكتبيين والمعلوماتيين » تعظيم الأشهر الحرم ... منقول

استراحة المكتبيين والمعلوماتيين فضاء رحب من المتعة والفائدة معاً ضمن ضوابط المنتدى.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Oct-08-2009, 11:11 AM   المشاركة1
المعلومات

ملوكة
مكتبي متميز

ملوكة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44475
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: مصـــر
المشاركات: 464
بمعدل : 0.08 يومياً


قلم تعظيم الأشهر الحرم ... منقول


الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرف الشهور والأعوام، الملك القدوس السلام، المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام، المنزه عن النقائص ومشابهة الأنام، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام، ويسمع خفي الصوت ولطيف الكلام، إله رحيم كثير الإنعام، اختص بعض الشهور بمزيد من التقديس والإعظام، أحمده على جليل الصفات وجميل الإنعام، وأشكره شكر من طلب المزيد ورام، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.. [القصص 68]. وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}... [الأنعام 124].
وكذلك اختص هذه الأمة ببعض الأمكنة المقدسة، ففضل مكة على المدينة، والمدينة على القدس، والقدس على غيره من الأمكنة، بل وجعل أجر وثواب العبادة في مسجد مكة – البيت الحرام- أعظم أجراً من الصلاة في المسجد النبوي، والمسجد النبوي أعظم أجراً من المسجد الأقصى.

وكذلك اختص هذه الأمة بأزمنة مباركة، ومنها: يوم الجمعة، وليلة القدر، ورمضان، والأربعة الأشهر الحرم.

يقول الله - جل في علاه- : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}... [التوبة 36].
فلنعش وإياكم في ظلال هذه الآية الكريمة من سورة التوبة، يقول الله: {إن عدة الشهور عند الله} هذه الآية عباد الله! كما يقول القرطبي صاحب التفسير: تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط، وإن لم تزد على اثنا عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على الثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على الثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس تتعين له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.
وعليه فلا ينبغي للمسلمين أن يقدموا الشهور العجمية، والرومية والقبطية على الشهور العربية.

{في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض} أي في اللوح المحفوظ، وإنما قال: { يوم خلق السماوات والأرض} ليبين أن قضاؤه وقدره كان قبل ذلك، وأنه سبحانه وضع هذه الشهور، وسماها بأسمائها على ما رتبها عليه يوم خلق السماوات والأرض، وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة.
{منها أربعة حرم} أي من هذه الإثناعشر شهراً أربعة حرم، وسميت هذه الأشهر الأربعة حرماً لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها، روى ابن طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: اختص الله - تعالى - أربعة أشهر جعلهن حرماً، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيها أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم وخص الله - تعالى- الأربعة الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل زمان.

وقال قتادة: إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان، والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، إنما تعظيم الأمور بما عظم الله به عند أهل الفهم وأهل العقل.

وهذه الأربعة الأشهر الحرم قد جاء بيانها في سنة المعصوم- صلى الله عليه وسلم- فقد خطب في حجة الوداع، فعن أبي بكرة – رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجته فقال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) أخرجه البخاري ومسلم.

ثم يقول الله- سبحانه-: { ذلك الدين القيم} أي ذلك هو الشرع المستقيم من امتثال أمر الله فيما جعل منها الأشهر الحرم والحذو بها على ما سيق من كتاب الله الأول.
{فلا تظلموا فيهن أنفسكم} أي فلا تظلموا أنفسكم بارتكاب المعاصي والآثام، صغرت أم كبرت؛ لأن الله إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت له حرمة متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل القبيح؛ كما يضاعف الأجر والثواب بالعمل الحسن، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحرام في الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال.
وأعظم الظلم هو الشرك بالله؛ كما قال الله- تعالى-:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}... [سورة لقمان 13].

وتحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله، والتلاعب بأحكام الله، وهذا ما كان يفعله مشركوا العرب الأوائل فيتلاعبون بحرمة هذه الأشهر، فيؤخرون حرمة شهر الله المحرم إلى صفر، وإذا أراد فيه قتالاً يسمونه النسيء وقد أبطل الله كل ذلك.

فقال: إنما النسيء – التأخير - {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}... [سورة التوبة 37]. وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}... [سورة يونس 59].

وقوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}... [سورة النحل 116].
وقال محمد بن إسحاق في قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} أي لا تجعلوا حرامها حلالاً، ولا حلالها حراماً؛ كما فعل أهل الشرك فإنما النسيء الذي كانوا يضعون من ذلك زيادة في الكفر: {يضل به الذين كفروا}.


لتعلموا - رحمكم الله - أن الظلم محرم في جميع الأزمنة والأمكنة، ولكنه في الأشهر الحرم أشد تحريماً من غيره؛ كما قال قتادة - رحمه الله - في قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء.

وقال القرطبي: خص الله - تعالى- الأربعة الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل زمان؛ كما قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}... [سورة البقرة 197].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} في الإثنا عشر شهراً. وعن محمد بن الحنفية قال: فيهن كلهن.

وقوله: {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} أي جميعاً. قال ابن عطية رداً على من قال أن الغرض بهذه الآية كان قد توجه على الأعيان ثم نسخ ذلك وجعل فرض كفاية: (وهذا الذي قاله لم يعلم قط من شرع النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ألزم الأمة جميعاً النفر؛ وإنما معنى هذه الآية: الحض على قتالهم والتحزب عليهم، وجمع الكلمة. ثم قيدها بقوله: {كما يقاتلونكم كافة} قال: بحسب قتالهم واجتماعهم لنا يكون فرض اجتماعنا لهم).

ثم ختم الله الآية بإعلامه لنا بأن معيته - جل وعلا - للمتقين يحميهم ويحرسهم، ويدافع عنهم، فقال: {واعلموا أن الله مع المتقين}.
المتقون الذي راقبوا الله في جميع حركاتهم وسكناتهم، ففعلوا ما أوجب الله عليهم، وتركوا ما نهى الله عنه.
المتقون الذين أحلوا ما أحل الله وحرموا ما حرم الله، ولم يتلاعبوا بأحكام الله ودينه وشرعه، ولم يحتالوا على الناس في معاملتهم وبيعهم وشرائهم، ولم يغتصبوا ولم يخونوا ولم يخدعوا. المتقون الذين صبروا على نعم السراء، فشكروا الله عليها، وصبروا على نعم الضراء فشكروا الله عليها.
المتقون الذين خافوا من الجليل، واستعدوا ليوم الرحيل، ورضوا بالقليل، وعملوا بالتنزيل.
المتقون الذي ذكر الله أوصافهم في أوائل سورة البقرة والمؤمنون، وفي سورة آل عمران.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا منهم. اللهم! إنا نسألك الهدى والتقوى والعفاف والغنى.

اللهم! إنا أسألك قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً.
اللهم! عاملنا بالحسنى واجمع لنا خير الآخرة والأولى.. اللهم! أعز الإسلام والمسلمين، واجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، واخذ الكفرة والمشركين، والملحدين والمبتدعين، وأصلح من في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.












التوقيع
الــســـلام عــلـــيــــكـــــم و رحــمـــة الــلـــه و بــركـــاتـــــــه
  رد مع اقتباس
قديم Oct-08-2009, 11:15 AM   المشاركة2
المعلومات

ملوكة
مكتبي متميز

ملوكة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 44475
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: مصـــر
المشاركات: 464
بمعدل : 0.08 يومياً


افتراضي

المصدر

http://www.masrawy.com/Islameyat/Articles/230.aspx












التوقيع
الــســـلام عــلـــيــــكـــــم و رحــمـــة الــلـــه و بــركـــاتـــــــه
  رد مع اقتباس
قديم Nov-02-2009, 06:11 PM   المشاركة3
المعلومات

MISS HAPPY
مكتبي نشيط

MISS HAPPY غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 20501
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 91
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

مشكورة اختي وخاصة احنا دخلنا في هذه الاشهر العظية نحتاج للتذكير الله يجعله في موازين حسناتك












التوقيع
إن الانسان الأكثر سعادة هو ذاك الذي يصنع سعادة أكبر عدد من الأشخاص
  رد مع اقتباس
قديم Nov-04-2009, 09:55 AM   المشاركة4
المعلومات

عبد المالك بن ستيتي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات

عبد المالك بن ستيتي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 48653
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 1,111
بمعدل : 0.19 يومياً


افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك الأخت ملوكة على الإفادة.............................دمت لنا












التوقيع
أخوكم عبد المالك
  رد مع اقتباس
قديم Nov-15-2009, 01:56 PM   المشاركة5
المعلومات

HAMZA MALALLAH
مكتبي فعّال

HAMZA MALALLAH غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 69795
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الكـــويت
المشاركات: 151
بمعدل : 0.03 يومياً


افتراضي

شكرا على الموضوع
وجزاك الله خيرا












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعليم عن بعد وعلم المعلومات amelsayed المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 12 Feb-20-2011 11:02 PM
مكتبة الحرم المكي ومحتوياتها ( في سطور ) ولاء شيخ أخبار المكتبات والمعلومات 3 Feb-06-2009 11:20 PM
انا طالب ماجستير وعندي تكليف عن مكتبة مكة المكرمة صقر مكة المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 7 Jul-29-2008 01:25 AM
التعليم عن بعد لعلم المكتبات والمعلومات aymanq المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 0 Jun-27-2006 04:35 PM
معلومات عن تاريخ المكتبات هلا الشريف منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 11 May-13-2006 01:22 AM


الساعة الآن 10:58 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين