منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » الانتقال إلى كل كتب العالم بـ «نقرة» واحدة! - منقول

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Aug-26-2006, 09:39 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي الانتقال إلى كل كتب العالم بـ «نقرة» واحدة! - منقول

الانتقال إلى كل كتب العالم بـ «نقرة» واحدة!




عملية «رقمنة»المكتبات العالمية الكبيرة وتحويل محتوياتها إلى صفحات إلكترونية تعد من أهم المشروعات التي تنفذها شركات تقنية المعلومات.وبسبب إشكاليات فنية عديدة، وصعوبات في التمويل، وتشعب مراحل إنجاز هذه المهمة التقنية الثقافية التاريخية، سارت تلك المشروعات في بداياتها ببطء شديد.ولكن ـــ أخيراً ـــ اعلنت، شركة جوجول، أكبر محرك بحث على الإنترنت، عن تدشينها خطة طموحة تستهدف تحويل النصوص الكاملة لملايين الكتب الموزعة في كبرى مكتبات العالم إلى صفحات ويب.ويمكن لمتصفح الإنترنت البحث فيها كأي صفحة ويب عادية.وتزامن مع هذا الإعلان توقيع عقود شراكة بين «جوجول»وخمس من أكبر مكتبات العالم، هي أكسفورد وهارفارد وستانفورد وجامعة ميتشجان ومكتبة نيويورك العامة.وأوضح المسؤولون في «جوجول» أن هناك عددا كبيرا من المكتبات، من شتى أنحاء العالم، سينضم إلى القافلة عما قريب.

محمد يوسف
*أثار الإعلان فرحة مسؤولي المكتبات والأرشيفيين، لأن هذا المشروع يعد، في تقديرهم، أهم خطوة تمت، حتى الآن، في اتجاه تعميم المعرفة الإنسانية ونشرها وصبغها بالطابع الكوني.بريفستر كال، مؤسس موقع «أرشيف الإنترنت»، أضخم مكتبة رقمية غير ربحية موجودة حالياً، وصف تلك الخطوة، قائلا:«خطوة جبارة، وتضفي الشرعية على الفكرة العامة التي تسير باتجاه الرقمنة على نطاق ضخم بضخامة الإنترنت».ورغم هذا التشجيع من جانب اسم كبير مهتم بنشر المعرفة عن طريق الإنترنت، فإنه لم يدع الفرصة دون أنه ينبه إلى أن مثل هذه الجهود التقنية المعقدة تصاحبها في العادة تحديات جمة، أولها أن أمناء كبرى مكتبات العالم سيجدون أنفسهم مضطرين لإعادة النظر في الإجراءات الأساسية المتبعة في أرشفة الكتب وتنظيمها. الأخطر من هذا الجانب هو أن قيام شركة جوجول، وهي شركة ربحية قبل أي شيء، بأرشفة الكتب على الإنترنت معناه، في نهاية المطاف، «خصخصة التراث الإنساني من المعارف والعلوم والفلسفات، وخصخصة الحكمة والمعرفة الإنسانية ككل».لذا، تشعر الدوائر الأكاديمية وأمناء المكتبات بقلق شديد من مسألة شروط الوصول إلى تلك الصفحات، ويتساءلون عن طبيعة الكيانات التجارية التي ستتولى مراقبة المواد التي سيتم تجميعها وتبويبها وترتيبها.
ثم هناك إشكاليات تتعلق بصناعة الكتاب وصانعيه.فالناشرون والمؤلفون يعولون كل التعويل على قوانين حقوق النشر الصارمة، للحيلولة دون نسخ أو إعادة استخدام ملكياتهم الفكرية، إلا بعد أن يضمنوا، ماديا، حقوقهم الاستثمارية في أي مشروع من هذا القبيل.غير أن المكتبات العامة، والتي تسمح بطبيعتها للقراء باستخدام نفس الكتاب، طالما تمتعت ببعض الاستثناءات التي تعفيها من الخضوع لقوانين وحقوق النشر.ومع رقمنة محتويات كل المكتبات العامة الضخمة، تصبح المواد المنشورة على الإنترنت عرضة، لأعمال القرصنة، تماماً مثلما هو واقع الآن في المؤلفات الموسيقية المنشورة على الإنترنت.كل هذا سيؤدي إلى توريط المكتبات العامة في نزاعات مباشرة تتجاذبها شركات الميديا والنشر، من طرف، والمستخدمين الذين يسعون للاطلاع على المحتوى مجانا أو بمقابل مادي زهيد، من طرف ثان.وأياً كان الأمر، فإن تحويل ملايين الكتب إلى مجرد صفحات إلكترونية على الإنترنت، سيغير حتماً من عادات محبي ارتياد المكتبات العامة.هذا من ناحية.فماذا عن التغيير الجذري الذي سيحل بالمكتبات التقليدية، من ناحية ثانية؟ بمعنى آخر، عندما يعلم المرء أن كل الكتب المطبوعة باتت محفوظة، رقمياً، على الإنترنت، ويعلم أنه بإمكانه استعراض أي كتاب، بأي لغة، باستخدام أي كومبيوتر من المنزل أو العمل أو المقهى، فهل ستتحول المكتبات العامة إلى مجرد أطلال لا يتردد عليها إلا محبو القديم ومناهضو كل جديد؟

مفارقة مدهشة
الأمر لا يخلو من مفارقة مثيرة للدهشة.إذ يتوقع أكثر مؤيدي مشاريع رقمنة الكتب ونشرها على الإنترنت أن يحدث العكس تماماً.إذ يشيرون إلى أن المكتبات العامة، في الولايات المتحدة مثلاً، تكتسب يوماً بعد يوم أعداداً أكبر من الزوار، حتى بعد ظهور الإنترنت وانتشار استخدامها في كل مكان، بل ان أكثر المكتبات العامة تم ترميمها وتحديثها لمواكبة هذا الإقبال المتنامي عليها، بل اتجه تفكير المسؤولين إلى إنشاء المزيد من المكتبات الجديدة.
لذلك، يتوقع الخبراء أن يزيد عدد الوافدين على المكتبات العامة زيادة مطردة، إما لاستخدام الإنترنت المجاني، أو لاستشارة الخبراء المتخصصين الذين يوجدون أكثر الوقت في المكتبات، أو لاستعارة كتاب محدد.وليؤخذ في الاعتبار أن مشروع «جوجول»سيعرض فقط قصاصات من الكتب، إلا إذا سمح الناشر والمؤلف بغير ذلك.ولأن العدد الهائل الكبير للزوار الذي سيهل على المحتوى الرقمي سيجعل عملية تصنيف وتبويب الكتب وإرشاد القراء إليها عملية متشعبة ومعقدة فنياً وتقنياً، فسوف تزداد حاجة القراء إلى المزيد من الدعم والمساعدة، ومن ثم ستزيد حركة العمل داخل المكتبات العامة، لتتحول، بحق، إلى خلايا نحل لا تهدأ ولا تستقر.
يقول دونالد واترز، المدير السابق لفيدرالية المكتبات الإلكترونية، والمشرف الحالي على الاستثمارات الخيرية الضخمة التي ترصدها مؤسسة أندرو ميلون لمشاريع الاتصالات البحثية الإلكترونية، «إنني لا أوافق كل منْ يظن أنه بمجرد رقمنة كتبك أو مكتبتك العامة، فلن يكون هناك ما يمكن فعله.هذا غير صحيح.سيكون هناك الكثير والكثير مما ينبغي فعله.«والرقمنة»ليست سوى حكة بسيطة على السطح».
هذا لا يعني أن رقمنة المكتبات العامة عملية سهلة المنال، أو تحد تقني بسيط.أولاً، المسح الضوئي للصفحات البالية للكتب القديمة، وبسرعة عالية، دون تعريضها للتلف، إحدى المشاكل الفنية التي يحاول الفنيون معالجتها، ونفس المشكلة تتعلق بكيفية حفظ تلك الصفحات، بعد «رقمنتها»، وتحديد مكان حفظ محتواها.
من جانب آخر، أثارت مبادرة «جوجول» تلك جدلاً حامياً بين أمناء المكتبات العامة ودور نشر الكتب والمؤلفين والتقنيين حول كيفية توفير وصول كامل آمن، قدر الإمكان، للكتب الرقمية، بما فيها الكتب الخاضعة لحقوق النشر (كل الكتب التي نشرت بعد 1 يناير 1923 في الولايات المتحدة تخضع لحقوق وقوانين النشر).المخاطرة عالية جداً هنا، لكل من «جوجول»وصناعة النشر والتأليف والمكتبات، مع العلم بأن الاتفاقات التي أبرمت الآن بين دور النشر وشركات التقنية تحدد بصورة واضحة كيفية استخدام الأفراد للمكتبات العامة لعقود مقبلة.
يقول جاري سترونج، أمين مكتبة تابعة لجامعة كاليفورنيا وتنفذ خطة طموحة لرقمنة كل محتوياتها من الكتب والمراجع، «هذه الصناعة (يقصد صناعة النشر)بها موارد استثمارية غير متاحة لدينا، ولن نحصل على تلك الموارد أبدا.وقد بدأت الأنظار تتجه إلى المكتبات العامة لأننا نملك مستودعات ضخمة من المعلومات.لذا، فإننا شركاء طبيعيون في كل هذه المبادرات، وسنجلب معنا مهارات متخصصة إلى مائدة التفاوض مع الناشرين.غير أننا سنغير، من طبيعة هذه المائدة.فمع تحديدنا لقنوات الوصول الجديدة إلى مكتبات الإنترنت، كيف لنا أن نتأكد من أن كل المعلومات والكتب والمراجع المنشورة ستكون قابلة للاستخدام استخداما آمنا من كل المتاعب القانونية؟».

ميزة نسبية
من المعروف أن أكبر المشاكل التي تعاني منها المكتبات العامة التقليدية، افتقارها إلى عامل السرعة في توفير الكتاب المطلوب للمستعير أو القارئ، فالوصول إلى أي من الملايين السبعة من الكتب المنشورة في مكتبة بودلين بجامعة أكسفورد مثلاً، يحتاج إلى المرور بإجراءات بطيئة جداً.فإذا كنت طالباً في أكسفورد، وتحتاج إلى كتاب ما، فعليك أولاً أن ترسل طلباً إلكترونياً إلى أحد موظفي المكتبة المشرفين على الأرفف الموجودة في الطوابق السفلية للمكتبة.وقبل عام 2000 تقريباً، كان على المستعير أن يقدم طلباً مكتوباً إلى أمين المكتبة الذي يمرره بدوره عبر القنوات البيروقراطية التي ظلت قائمة دون أدنى تغيير منذ أربعينيات القرن الماضي.بعدها يقوم أحد الموظفين بتحديد مكان الكتاب المطلوب داخل الأرفف المتحركة (ابتكار موفر لمكان تخزين الكتب، ابتدعه رئيس الوزراء البريطاني ويليام جلادستون بنفسه عام 1898)، ثم يضعه في سلة بلاستيكية.ومن خلال نظام نقل يعمل بالسيور والمصاعد (أسس ايضا في أربعينيات القرن الماضي)تنتقل هذه السلة إلى إحدى غرف القراءة السبع في المكتبة، حيث يلتقط أمين المكتبة الكتاب من السلة ليسلمه إلى المستعير.تستغرق هذه العملية ما بين نصف وبضع ساعات.لكن ما أن يكون الكتاب بين يد المستعير، لا يمكنه بأي حال من الأحوال حمله إلى بيته للاطلاع عليه.فنظام الحفظ والإيداع في مكتبة بودلين، نظام لا يسمح بإعارة الكتب لخارج المكتبة، رغم أن المكتبة تضمن نسخة مجانية من كل كتاب ينشر في المملكة المتحدة أو أيرلندا، إلا أنها توفر حماية تصل إلى «مرحلة الغيرة»، بوصف أحد مسؤوليها، لتلك النسخ المجانية.وتستقبل المكتبة آلاف الكتب كل عام، لكن المدهش حقاً أنه لا يمكن لكتاب واحد أن يغادر جدران المكتبة أياً كانت الاعتبارات أو الأسباب.
في هذه النقطة بالتحديد، الكتاب الرقمي سيتفوق على نظيره المطبوع، لأنه سيستغني تماماً عن نظام الاستعارة.ولذلك، قامت كل المكتبات التابعة لجامعة أكسفورد بإنشاء نسخ رقمية للعديد من أعظم ذخائرها، بدءاً من المخطوطات التي ترجع بتاريخها إلى القرن التاسع الميلادي وانتهاء بكتب الأطفال التي ذاع صيتها في المجتمع البريطاني في القرن التاسع عشر.ويستطيع أي فرد عرض تلك الصفحات على شبكة الويب بدرجات وضوح عالية.الشرط الوحيد المطلوب هو ضرورة أن يعرف الباحث أو القارئ، مسبقاً، ما يريده بالتحديد، خاصة وأن الصفحات التي يمكن تنفيذ عملية البحث فيها عددها قليل للغاية.ولا تستطيع تقنية التعرف الضوئي على الأحرف (Optical Character Recognition (OCR التعامل مع النصوص التقليدية المكتوبة،
وبالتالي فإن إخضاع محتوى الكتب للتقنيات المستخدمة حالياً في محركات البحث عملية تتطلب كتابة نصوصها في ملفات إلكترونية متصلة بالصورة الأصلية المأخوذة لصفحات الكتب نفسها. ويعكف حالياً فريق مكون من ثلاثة أفراد فقط في جامعة أكسفورد، وبالتعاون مع أمناء المكتبات الضخمة في ولاية ميتشيجان الأمريكية، بتفريغ مجموعة ضخمة من الكتب الإنجليزية القديمة وكتابتها على أجهزة الكمبيوتر لتحويلها إلى ملفات إلكترونية، غير أن إيقاع هذا الفريق في العمل، رغم كده ونشاطه، لا يفرز أكثر من 200 كتاب كل شهر.معنى هذا أن تفريغ ملايين الكتب، وتحويلها إلى ملفات رقمية، ثم إعدادها للنشر على الإنترنت، قد يستغرق، بهذا المعدل، حوالي 400 عام لاستكماله نهائيا، مع الأخذ في الحسبان الأعداد الرهيبة التي تنشر عاماً بعد عام أثناء التعامل مع ما هو منشور فعلاً.
تلك هي العقدة التي ستحاول الموارد الفنية والتقنية لدى محرك البحث «جوجول» تفكيكها والتغلب عليها تماماً. «في (جوجول)، نحن ماهرون في إنجاز مثل هذه الأشياء بمعدل معقول»، كان هذا تعليق أحد المسؤولين عن المشروع حين سئل عن هذا الجانب بالتحديد.
وبالفعل، انتهت «جوجول» من نسخ وفهرسة حوالي ثمانية ملايين صفحة ويب تنتظر «رقمنتها» وتحويلها إلى مكتبة ضخمة بها 60 مليون كتاب موزع بين مكتبات هارفارد وأكسفورد وستافورد وميتشيجان والمكتبة العامة في نيويورك في بضع سنوات.
المهمة معقدة جداً، إلا أن «جوجول»، أثبتت بتاريخها التقني، أنها معتادة على مثل هذا النوع من المهام المعقدة جداً.المسألة ليست مجرد تحويل الكتب إلى ملفات رقمية، فهناك جوانب أخرى، كتخزين تلك الملفات، وضغطها، وإتاحتها للتعامل مع وحدات التعرف الضوئي على الأحرف، ثم فهرستها، فوضعها، في النهاية، على أجهزة الخادم.في تلك المرحلة، تصبح الكتب مثلها مثل بقية النشاط التجاري الأساسي لشركة جوجول، حيث إدارة أكبر مستودعات من البيانات الرقمية على الإنترنت.إلا أن المشروع برمته يعتمد على الأجهزة الخاصة برقمنة البيانات، وهي عبارة عن أسطول ضخم من الكاميرات التي تأخذ شكل الإنسان الآلي، وما زالت قيد التطوير، حيث ستتولى رقمنة الكتب المطبوعة وفق خطوط إنتاج، ستخفض، نظرياً، من التكلفة الإجمالية لهذه العملية بواقع 10 دولارات لكل كتاب، مقارنة بالتكلفة الحالية التي تصل إلى 30 دولاراً للكتاب.
ولم تعلن «جوجول»ولا أي من الأطراف التي تشاركها في هذا المشروع الكبير أية تفاصيل، حتى الآن، عن الكيفية التي ستتم بها تلك العملية.غير أن جون فيلكن، أحد المسؤولين بمكتبة جامعة ميتشيجان، يقول انها ستسير على النحو التالي:«سنضع رفاً كاملاً من الكتب في عربة التسوق، بعدها، سنفحص تلك الكتب بتمريرها أمام وحدات قارئ الرموز الشريطية.وفي نهاية اليوم، سيقوم برنامج بأخذ كل الرموز الشريطية التي التقطت للكتب، لاستخلاص السجلات من الكتالوج الرقمي لكتب المكتبة، وترسل تلك السجلات إلى «جوجول»، حتى يمكن مطابقتها مع الكتب نفسها. بعدها سنحول عربة التسوق إلى غرفة العمليات في جوجول».
وفي «جوجول»، ستحوي غرفة العمليات عدة ورش محطات عمل حتى تمكن رقمنة أكبر قدر ممكن من الكتب في نفس الوقت.وتقوم «جوجول»بتصميم الآلات الخاصة بها لتقليل أي تلف قد تتعرض له الكتب أثناء معالجتها رقمياً.في الخطوة التالية، سيتم إجراء المسح الضوئي على الكتب بالترتيب، وإعادة عربة التسوق إلى المكتبة حتى يعاد فحصها وترميز الكتب أو السجلات التي تم مسحها ضوئياً. وفي نهاية الأمر، سيتم شحن الملفات الرقمية، وفق صيغ ملفات خام، إلى مركز البيانات في «جوجول»، ومعالجتها على نحو يفرز في النهاية صفحات ويب يستطيع القارئ العادي تصفحها على الإنترنت.
أما كيفية استخدام القارئ للمادة المنشورة على الإنترنت، فلم تحدد حتى الآن، ويشوبها الكثير من الغموض وعدم الوضوح.مبدئيا، ستمنح «جوجول»لكل مكتبة مشاركة في المشروع قائمة بالكتب المأخوذة منها ومنشورة لديها في قاعدة بياناتها، مع احتفاظ جوجول بقائمة مماثلة في سجلاتها الخاصة.وستستخدم «جوجول» قائمتها تلك لتمزج بين الاقتباسات المأخوذة من أحدث الكتب المنشورة في الأسواق مع النتائج العادية التي تظهر بعد استخدام «جوجول» كأداة بحث.وعندما ينقر المستخدم أي نتيجة تظهر في هذا البرنامج الدعائي الخاص بـ «جوجول»المعروف بـاسم Print in google,ستظهر صورة من صفحة الكتاب التي بها كلمة البحث، مع ارتباطات إلى مواقع المكتبات التي تبيع النسخة المطبوعة من الكتاب.

متاعب الملكية الفكرية
رغم ضخامة هذا المشروع، فنيا وماديا، استقبلت أطراف عديدة في مجتمع التقنية هذه القفزة التي تقبل عليها «جوجول»وشركاؤها من كبرى المكتبات في العالم بتحفظ وحذر شديدين، وعلى رأسهم بريفستر كال، الذي يوصف في أدبيات الإنترنت بالملهم وصاحب النزعة المثالية غير العملية في استخدام الإنترنت وهو الرجل الذي أسس موقع «إليسكا»الذي يصنف مواقع الويب، ثم باعه لشركة أمازون دوت كوم، وأسس أيضاً عام 1996«أرشيفاً»غير ربحي على الإنترنت، حمل شعار «النفاذ العالمي إلى المعرفة الإنسانية».ضم هذا الأرشيف أكثر من بيتابايت (البيتابايت يعادل مليون جيجابايت)من صفحات الويب، مع 60 ألف نص رقمي، و21 ألف تسجيل حي لحفلات موسيقية، و24 ألف ملف فيديو، تغطي كافة المجالات في المعرفة والتقنية والموسيقى والكتب والمراجع ومواقع الويب.كل المواد المنشورة في هذا الموقع الأرشيفي يمكن استعراضها بالكامل مجاناً.فكيف ستعالج «جوجول»الجانب المتعلق بحقوق الملكية الفكرية حتى تصير مادتها الرقمية الأرشيفية متاحة أمام الجميع، أفراداً ومؤسسات، دون مقابل مادي مثلما نجد في موقع كال؟
لتجنيب «جوجول» كافة المسائل المتعلقة بحقوق الملكية، قررت جامعة أكسفورد تسليم كتبها التي ترجع بتاريخها إلى القرنين التاسع عشر والعشرين إلى «جوجول»لأرشفتها رقمياً، في حين أن مكتبات أخرى، مثل هارفارد، وافقت على أن تمنح «جوجول»كتبها لكن على أن تعرضها محفوظة بحقوق الملكية للمكتبة الأصلية.هذا الاتفاق، كما يقول رونالد مايلن، أحد خبراء المكتبات العامة، سيعرض «جوجول»لمشاكل ونزاعات، وهي مسألة تحاول أن تتجنبها «جوجول»بأي طريقة.ولأن هناك قانون حقوق النشر الرقمي للألفية الجديدة، القانون الذي سنته الولايات المتحدة عام 1998 من أجل حماية الملكيات الفكرية على الإنترنت، يعتقد المسؤولون في «جوجول»أن تتم إعادة النظر في مواد هذا القانون من أجل التوصل إلى صياغة تتيح تنفيذ مشروع «جوجول» والمشاريع المماثلة في المستقبل، بسلاسة دون الوقوع في أي انتهاكات لحقوق النشر.

قيمة مفترضة
لقد تغيرت المكتبات العامة، والطريقة التي تعمل بها، تغييراً جذرياً عما كانت عليه قبل ربع قرن.ادخل أي مكتب عامة ضخمة في مدينتك، أو تلك التي تعمل كمكتبة ومتحف في آن واحد لضخامتها وتعدد الأغراض الثقافية التي تخدمها (كمكتبة الكونجرس أو مكتبة الإسكندرية مثلاً)، ستجد نفسك أمام ترسانة من أجهزة الكمبيوتر وآلات التصوير والطابعات، ومن حولك كتيبة من الأمناء الذين يساعدونك على الوصول إلى الكتاب أو المرجع الذي تبحث عنه، كل هذا إلى جانب فريق كامل من خبراء الكمبيوتر والشبكات الإلكترونية، يعمل على مدار الساعة لضمان سير آلية العمل في المكتبة بسلاسة ودون أي مشاكل فينة.
ومع ظهور طفرة الرقمنة في كافة الأنشطة الإنسانية، وتنامي قوة الإنترنت، يوماً بعد يوم، زادت المهام التي يقوم بها كل هؤلاء الأفراد تعقيداً.خبراء نظم الملكية، مثلاً، لم يعد بمقدورهم الاعتماد فقط على فلاتر الجودة التقليدية التي تفرضها صناعة النشر.إذ أصبح لزاماً عليهم تقويم كمية ضخمة من المادة، بدءاً من الكتب الحديثة الورقية والإلكترونية، وانتهاءً بملايين الصفحات على الويب، ومواقع الدفاتر الشخصية (بلوجز ـــ Blogs)، والمواقع الجديدة التي تتوالد كل دقيقة على الإنترنت.فالنشر على الإنترنت عملية، كما يقول الخبراء، تثير من البلبلة والمتاعب الفنية أكثر ما تثير من نظام وأريحية في الاستخدام.أما المشكلة التي تواجهها المكتبات على الإنترنت، فهي أنها ترتبك أمام تحديد الآلية المثلى لتجميع المادة المطلوب نشرها وانتقاء أفضلها وأصلحها للنشر على الشبكة.
وهناك، أيضاً، مشاكل التصنيف والفهرسة، وحفظ الملفات الرقمية للكتب.وبدون قائمة البيانات المرفقة بأي كتاب في المكتبة العامة التقليدية (القائمة التي تحوي بيانات عن المؤلف والناشر وتاريخ النشر، وأي بيانات أخرى تظهر مع الكتاب فور سحبه من رفه والتقدم لاستعارته، هذه البيانات إذا لم ترفق مع الكتاب الإلكتروني، فهذا يعني تضييعها في وسط متلاطم الأمواج اسمه الإنترنت. إنشاء هذه القائمة في حد ذاته عملية مرهقة جداً، ولم تظهر معايير ملزمة دولياً حتى اللحظة لتوحيد عملية ضبط هذه القوائم وما تحتويه من بيانات.ومع قصر العمر الافتراضي لصيغ الملفات المستخدمة حالياً، وعدم إمكانية استمرار وسائط التخزين مدى الحياة، تظهر إشكالية حفظ النسخ الرقمية من الكتب لأجيال المستقبل، وهذه العملية بالتحديد، ناهيك عن تعقدها فنياً، تحتاج إلى تكاليف مالية جبارة تتجاوز بمراحل تكاليف إيداع الكتب بالمكتبات العامة.
لكن ما القيمة المفترضة من رقمنة المكتبات العامة؟ لا شك أن أول فائدة تعود على المستخدم من هذا المشروع هي القدرة على إخضاع كل دوائر المعارف والمراجع والكتب والمخطوطات التي تغص بها المكتبات في كبرى الجامعات، في جميع أنحاء العالم، لعملية المسح الضوئي، ثم انتقاء مجموعات محددة من تلك المادة لفهرستها وتبويبها وتصنيفها، وبالتالي يستطيع أي فرد الوصول إلى المعلومة التي يحتاجها، بعد توثيقها والتحقق من مصدرها وصحتها.بمعنى آخر، الفارق الأساس بين المكتبات التقليدية والرقمية، هو تجميع أضخم عدد من العناوين في مكان واحد، ليبحر فيها من يشاء، وقتما يشاء، بحرية وسهولة.

رأي مخالف
أما ستفن جريفين، المدير السابق لمبادرة المكتبات الرقمية التي دشنتها مؤسسة العلوم القومية الأمريكية (مشروع ضخم نفذ في عهد الرئيس كلنتون، وقام بتمويل مجموعة من الدراسات الجامعية المتخصصة حول إدارة المستودعات الرقمية للكتب)، له رأي يختلف بعض الشيء.فعندما سألوه عن رأيه في طريقة عمل المكتبات العامة بعد عشرين أو ثلاثين عاماً من الآن، أي بعد أن تكون «جوجول» أو خلفاؤها قد انتهوا من «رقمنة »المعرفة الإنسانية المطبوعة، أعطى إجابته من وجهة نظر القارئ، فقال:«السؤال هو بماذا يشعر المرء هو ويتجول بين ردهات وأرفف المكتبة العامة؟ آمل أن يكون شعوره في المكتبة الإلكترونية هو نفس شعوره في المكتبة العامة، حيث الترحاب، ودفء المعاملة، والمساعدة المخلصة من جانب أمناء المكتبة للعثور على المعلومة المطلوبة. ومع زيادة الجرعة التكنولوجية في كافة مناحي حياتنا، ستتغير حتماً صناعة الكتب ونشرها، وطريقة التعامل معها، بيعاً أو استعارة أو قراءة، لكن تظل الشكوك تساورنا إذا ما كانت المكتبة الإلكترونية ستوفر نفس الجو النفسي الذي يبعث على التفكير وتدبر ما تقوله سطور هذا الكتاب أو ذاك»!.

المصدر
http://www.al-majalla.com/ListNews.a...=2&&Ordering=5












  رد مع اقتباس
قديم Aug-30-2006, 09:14 AM   المشاركة2
المعلومات

رهف أحمد
مكتبي نشيط

رهف أحمد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18058
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 96
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

مشكوور اخي السايح على الموضوعات

الجديدة

والمفيدة

مع انتظار ما هو جديد لك

مع تمناتي لك بالتوفيق












التوقيع

عظَمة عقلك تخلق لك الحساد ..


وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
نحو شبكة معلومات وطنية عربية ..... amelsayed منتدى تقنية المعلومات 12 Jan-06-2016 02:10 PM
مقدمة في الحزم الإحصائية SPSS " منقول" عبدالله الشهري منتدى تقنية المعلومات 7 Aug-07-2007 06:34 PM
اقتصاد المعرفة في مجتمع المعلومات د.محمود قطر عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 7 Apr-22-2007 03:14 PM
العالم العربي والإنترنت د.محمود قطر منتدى تقنية المعلومات 2 Jul-16-2006 10:34 PM


الساعة الآن 04:21 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين