منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » أخبار المكتبات والمعلومات » صناعة الكتاب في الوطن العربي

أخبار المكتبات والمعلومات يُنشر في هذا المنتدى كل ما يتعلق بمجال المكتبات والمعلومات من ندوات أو مؤتمرات أو دورات.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Jun-14-2009, 03:24 PM   المشاركة1
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب صناعة الكتاب في الوطن العربي

محمد عدنان سالم.. رئيس اتحاد الناشرين السوريين.. صناعة الكتاب في الوطن العربي مازالت في بواكيرها.. النشر رسالة قبل أن يكون تجارة
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاحد 14 حزيران 2009
أجرت الحوار: د. رغداء مارديني
صاحب مشروع فكري ثقافي كبير، هكذا عرفته، أو بالأحرى هكذا سمعت عنه، وقرأته، وعرفته...

لم أتوقع أن يحمل صاحب دار نشر هموم الوطن والكتاب على عاتقه إخلاصاً مثلما رأيت عند رئيس اتحاد الناشرين السوريين محمد عدنان سالم... ‏
تسأله فيجيبك بصراحة ووضوح، تناقشه فيقبل المناقشة برحابة صدر وابتسامة لا تغادر وجهه، تستفزه فترى الهدوء والاتزان وسرعة البديهة في إرساء معلومة لم تكن تخطر في بالك... ‏
حوارك معه، كسلسلة الحوارات التي أصدرتها دار الفكر وفازت فيها بجائزة أفضل ناشر عربي... لأنها تبحث بجد وشمولية، قضايا فكرية، ودينية وسياسية وثقافية عميقة وراهنة... فالرأي والرأي الآخر فيها يتصارعان علمياً ويدحض كل رأي منهما الآخر بالبراهين والأدلة، ومن ثم يجري التحكيم، في اسلوب يعيد للذاكرة العلماء الأولين الذين كانوا يدركون أهمية البرهان العقلي والمنطق في ادارة أي حوار... حتى أكثروا وحرصوا على تعليم ذلك لأولادهم في الكتاتيب ومدارس الفقه والعلم لاعتقادهم واعتقادنا بأنه الاسلوب الأنجع والأقوى في إدارة أي حوار.... ‏
نفسه ما آمن به محمد عدنان سالم، بإدارتنا معه لهذا الحوار... وهو اليوم يعدُّ للمشروع الوطني والشعبي الأهم: «خذ الكتاب بقوة».. ‏
ہ استطاعت منشوراتكم أن تقدم مشروعها الرائد في مناقشة الرأي والرأي الآخر بصورة ديمقراطية وذلك من خلال سلسلة الحوارات. ولكن إلى أين وصل هذا المشروع وهل حقق أهدافه؟ ‏
ہہ كسر احتكار المعرفة، ونفي التفرد بامتلاك الحقيقة، وترسيخ ثقافة الحوار، واحترام الرأي الآخر؛ سماتٌ طبعت المشروع الثقافي لدار الفكر منذ تأسيسها عام 1957؛ انطلاقاً من إيمانها بأن «بارقة الحقيقة لا تنبثق إلا من تصادم الآراء واحتكاكها» وأن الأفكار كائنات حية لا تنمو وتتكاثر إلا بالتعدد والتزاوج، وأن الفكر الأحادي عقيم لا ينجب؛ ومهما تزيَّن أو تعاظم فإن مآله الشيخوخة فالفناء.. ‏
وسلسلة (حوارات لقرن جديد) التي أطلقتها دار الفكر عام 1998 على أعتاب القرن الحادي والعشرين، إنما كانت تتويجاً لمشروعها الثقافي الحواري، يحدوها فيه إحساس بخطورة المنعطف الإنساني؛ الذي تتحول فيه البشرية- بسرعة مذهلة- من عصر الصناعة بمنطلقاته وأدواته المادية، إلى عصر المعرفة بمنطلقاته وأدواته الفكرية.. العصر الذي سيقاس فيه تقدم الأمم بما تملكه من معلومات وتنتجه من أفكار، بعدما كان يقاس في عصر الصناعة بما تملكه من مصانع وأموال وترسانات أسلحة. ‏
لقد وضعت الدار لسلسلتها هدفين؛ أولهما تعويد العقل العربي على قبول الآخر والإصغاء إليه والتحاور معه، بدلاً من رفضه المسبق ونفيه.. وثانيهما تدريب الإنسان العربي على إعمال عقله في التحليل والمقاربة والاستنتاج، بعد استرخاء طال أمده، أخلد فيه إلى الراحة، مكتفياً بتلقي المعلومة لقمة سائغة من مطبخ التراث الماضي أو من الحاضر المستورد، من دون أي مشاركة في طبخه في الحالين. ‏
ثم راحت الدار تبحث عن أكثر الموضوعات سخونة وراهنية على الساحة الثقافية العربية والعالمية، وعن أبرز المفكرين والباحثين المتخصصين وأكثرهم تبايناً واختلافاً في الرأي، فتكلف في الموضوع الواحد كاتبين من اتجاهين مختلفين؛ يكتب كلٌّ منهما فيه وجهة نظره مستقلاً عن الآخر. فإذا حصلت على الموضوعين بادلتهما بين الكاتبين ليعقب كل منهما على الآخر وينقده، فإذا حصلت على التعقيبين، أضافت إلى ذلك كله تعريفاً بالمصطلحات وفهرساً عاماً، وقدمته لقرائها ليبدأَ عملهم فيه تمحيصاً وتحكيماً؛ تثرى به الثقافة المجتمعية. ‏
هكذا تنوعت موضوعاتها بين الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والدين والمرأة، وتنوع كتابها؛ مشرباً فكرياً بين علماني وإسلامي وماركسي وليبيرالي، ودينياً بين مسلم ومسيحي، ومذهبياً بين سني وشيعي، وموطناً بين مشرقي ومغربي، وتجاوزت حوار الأفكار إلى حوار الأجيال ، فتحاورت هبة رؤوف عزت مع نوال السعداوي وتبين من سيرتهما الذاتية أن الأولى ولدت عام 1965 العام الذي نالت فيه الثانية شهادة الماجستير في الطب، وإلى حوار الحضارات، فتحاور أحميدة النيفر التونسي مع الأب بورمانس الإيطالي، وتحاور عبد المجيد الشرفي مع مراد هوفمان الألماني، وصدرت حواريتهما باللغتين العربية والإنجليزية. ‏
بلغ عدد حلقات سلسلة الحوارات في نهاية عام 2008 خمساً وأربعين حلقة، وعدد كتّابها ثمانون كاتباً من ألمع المفكرين العرب والأجانب، ولقيت في الساحة الثقافية العربية استحساناً وقبولاً واسعاً، وظلت في عالم النشر مشروعاً متميزاً فريداً غير مسبوق ولا ملحوق حتى الآن، ولا تزال ماضية في مسيرتها، مستفيدة من تجربتها، ومن النجاح الذي حققته في أوساط المثقفين. ‏
التراث ليس عيبا..ولاتهمة ‏
ہ عرف عنكم الميل لما يسمى طباعة كتب التراث والدين، حتى غصت مكتبتكم بمختلف هذه العناوين.. أين أنتم من طباعة كتب تحليلية تتناول موضوعات هامة في عمق الديانات الأخرى بما يخدم الباحث ويسهل عليه عملية البحث؟ ‏
ہہ لقد صيغ هذا السؤال صوغاً ذكياً، فقد جاء ترتيبه بين سؤاليْ الحوار والإبداع ليؤكد خطله ويكشف عواره، وجاء بصيغته المبني للمجهول لتوكيد براءة السائل منه وإلقاء تبعته على جاهل بمصطلح التراث ومشتملاته و برسالة دار الفكر الثقافية ومنهجيتها، أو متجاهل لها يروم طمس هويتها، والتعمية على مشروعها النهضوي التجديدي المستقبلي. ‏
وعلى الرغم من رسوخ قدم الدار في الوسط الثقافي العربي، وصرامة منهجيتها التي أكسبتها ثقة جمهور عريض من القراء؛ يتتبع إصداراتها، ويبحث عنها في معارض الكتاب الدولية، ويتواصل معها عبر موقعها الإلكتروني فكر www.fikr.com فرات www.furat.com .. ‏
وعلى الرغم من جوائز الناشر النموذجي، وجائزة أفضل ناشر عربي التي حازتها عام 2003 من الهيئة المصرية العامة للكتاب.. ‏
وعلى الرغم من ضآلة نسبة كتب التراث التي لا تجاوز 1% من مطبوعات الدار التي أربت على الألفين، فإن السؤال الغامز المتجاهل ما زال مطروحاً. ‏
ففي دراسة نشرتها جريدة البعث بتاريخ 2/5/2007 حول صناعة الكتاب في سورية؛ استثنى الكاتب دار الفكر من إهمال دور النشر لعمليات تحرير النصوص، واستثناها كذلك من ظاهرة عجز الناشرين عن التحول إلى مؤسسات للنشر تضمن استمرار وجودها وتطورها.. لكنه رغم ذلك لم يتردد في تصنيفها ضمن ناشري كتب التراث. ‏
ليس نشر التراث بحد ذاته عيباً يقتضينا التبرأ منه ولا تهمة تقتضينا الدفاع لدحضها، إنما العيب في التحوير وقلب الحقائق وتغيير الهوية. ‏
فدار الفكر منذ تأسيسها عام 1957 قدمت نفسها لقرائها بوضوح، وتعهدت بتزويدهم بفكر يضيء لهم طريق المستقبل، وتغذية شعلة هذا الفكر بوقود التجديد المستمر،ووعدتهم أن تختار منشوراتها بمعايير: الإبداع، والعلم، والحاجة، والمستقبل، وأن تنبذ التقليد والتكرار ونشر ما فات أوانه، وأن تنطلق من التراث جذوراً تؤسس عليها، وتبني فوقها، دون أن تقف عندها وتطوف حولها.. سجلت ذلك كله ضمن أغلفة كتبها ليكون بمثابة عقد ملزم لها تجاه قرائها؛ يحاسبونها عليه. وخلافاً لما يؤكده معظم رؤساء تحرير المجلات وبعض الناشرين من إخلاء مسؤوليتهم عن مضامين المقالات والكتب التي ينشرونها، تاركين المسؤولية على عاتق كتّابها ومؤلفيها، فإن دار الفكر تؤكد لقرائها مسؤوليتها تجاههم عما تنشر؛ لثقتها الكبيرة بما تنشر، إذ تخضع كل ما يقدم لها أو تكلِّف به للمعايير الآنف ذكرها... ‏
لقد حسمت دار الفكر أمرها منذ البداية بشأن التراث، فنظرت إليه على أنه جهد الآباء وإبداعهم؛ يحسب لهم وحدهم. وعلى جيل الأبناء ?إذا أراد أن يسجله إبداعاً باسمه- أن يعمد إليه بالنقد والتحليل وأن يضيف إليه ويعيد تركيبه ممهوراً ببصمته ومطبوعاً بطابع عصره. ‏
إنما أنا أبحث عن الطريقة التي تجعلنا نحقق التراث الماضي، وأعيننا مفتوحة على الحاضر والمستقبل؛ نقرأ فكر الأجداد، ونرنو إلى أن نبدع كما أبدعوا؛ نستفيد من تجاربهم، ونتجنب أخطاءهم وعثراتهم، ونضيف لبنات جديدة في بناء الأفكار فوق لبناتهم، تظهر شخصيتنا، وتسوِّغ للتاريخ أن يتوقف عندنا، ليسجل إبداعنا، ولا يتجاوزنا؛ ناعتاً إيانا بالعجز والكلالة.. ‏
يجب أن ننشد من التراث زُبْدَهُ، ونعافَ زَبَدَه، والزُّبد لا يستخرج إلا بالمخض، أما الزَّبَدُ فهو الرغوة والفقاعات التي تعلو الزبُّدَ عند المخض، ثم لا تلبث أن تتلاشى وتذهب جفاءً. ‏
أخلُص من ذلك إلى أن المشروع الثقافي لدار الفكر،شمل كل فروع المعرفة، على تفاوت بينها، وتقصير في بعض جوانبها، تأمل أن تتمكن من تداركه وترميمه، فحصدت من جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي جائزة أفضل كتاب مترجم إلى العربية في الفنون والآداب والإنسانيات عن كتاب (هروبي إلى الحرية) لعلي عزت بيجوفيتش، وجائزة أفضل كتاب مترجم إلى العربية في العلوم عن كتاب (الجراحة التنظيرية 2000 وآفاق القرن الحادي والعشرين) م.منيرو وآخرين ترجمة د.مروان الجبان.وجائزتين لأفضل كتاب مؤلف بالعربية في العلوم، عن كتابَيْ (موجز تاريخ الكون) و (الجينوم البشري وأخلاقياته)، كلاهما للدكتور هاني رزق الذي يشرِّفها أن يكون مكرَّمها لهذا العام. ‏

ہ أين النتاج الإبداعي من (شعر، قصة، رواية) في مشروعكم بما يرسم خارطة للإبداع السوري والعربي والعالمي من ترجمات هامة، كونكم من أهم دور النشر العربية، أم أن الأمر يقتصر على بعض الروايات أو الأعمال الفائزة بمناسبات تخصكم؟ ‏
ہ وهل لكم (فيتو) معين على نوع ما من منتجي الإبداع بأشكاله حتى لا نرى أسماءها ضمن منشوراتكم؟؟ ‏
ہہ أود أولاً أن أسجل اعتراضي على قصر مصطلح الإبداع على مجالات الشعر والقصة والرواية، فهذه مجرد أساليب تشكل القالب الذي يحتضن الإبداع بالإضافة إلى قوالب أخرى كالمقالة والبحث.. ‏
أما الإبداع ذاته الذي هو الإتيان بفكرة جديدة على غير مثال سابق؛ فقد يكون نصاً أدبياً، أو نظرية علمية، أو كشفاً جغرافياً، أو صورة فنية، أو برنامجاً إلكترونياً، أو ابتكاراً صناعياً. ولا شك في أن تقديم أي من أنواع الإبداع في قالب قصصي أو روائي أو شعري مقبول؛ يقربه من الذوق الإنساني، ويضفي عليه طلاوة قد تفتقر إليها أساليب البحث الأخرى.. ‏
لقد أولت دار الفكر القصة والرواية اهتماماً خاصاً منذ بداياتها، فنشرت في ستينيات القرن الماضي قصصاً لنجيب الكيلاني وعزيزة الأبراشي وقصصاً قصيرة لعلي الطنطاوي، ثم أطلقت جائزتها السنوية المحكمة للرواية؛ اشترطت فيها أن تعالج قضايا اجتماعية جادة؛ فحصدت من خلالها عدداً من الروايات، بأقلام شابة واعدة، بعضها لم يجاوز كتّابها سن العشرين؛ كان أولها (لا أحد يعرف ما أريده)، ثم توالت العناوين.أن تختار منشوراتها ‏
ومن المؤكد أن للدار معاييرها الخاصة في القبول أو الرفض؛ تنظر من خلالها إلى القصة أو الرواية بغض النظر عن شهرة كاتبها، ومن خلالها استطاعت أن تحظى بثقة قرائها واحترامهم.. وهي معايير تختلف عن متطلبات السوق الهابط من جهة، وعن الدعوة إلى التحرر من القيم الإنسانية العليا بوصفه سمةً من سمات الإبداع وشرطاً من شروطه لدى بعض الكتّاب الحداثيين من جهة أخرى. فهي مع الالتزام في الأدب، ومع الحرية المنضبطة، ومع الاحترام لفكر القارئ، تلتزم تجاهه بتقديم الأسمى والأرقى.. ثمة محكمة منعقدة لها تمثُل أمامها على الدوام؛ ترعى هذا الالتزام؛ القراء هم قضاتها ومحاموها ونوابها العامون، يتوزعون بينهم الأدوار؛ يتواصلون معها يومياً عبر الهاتف والشابكة واللقاء المباشر؛ يعلقون.. يستحسنون أو يستاؤون أو يسددون أ و يتساءلون؛ هم عمدتنا وعدتنا. ‏
قد يُسخط رفضنا لبعض الأعمال أصحابها، لكن سخط قرائنا أهم عندنا وأجدر أن نتجنبه. ‏
قضيتنا منذ البداية ‏
ہ تلاحمكم الكبير مع القضايا المصيرية، يؤكد قيمة كبيرة لكم في هذا المضمار واستغلال حضوركم في المحافل الدولية لصالح هذه القضايا. هل هناك رؤيا لكم في أن ما تقومون به قد يؤثر أو يكون له دور فيما تسعون له؟ ‏
ہہالوهن الحضاري وطول أمد العجز النهضوي، كان قضيتنا المحورية منذ البداية.. (الاستعمار الفرنسي في إفريقيا السوداء) كان كتابنا الأول الذي دخلنا به عالم النشر عام 1957، تلاه كتاب (نكبة فلسطين) فكتاب (في سبيل الإصلاح). وكانت سلسلة (مشكلات الحضارة) لمالك بن نبي المفكر الجزائري الكبير، التي قاربت حلقاتها العشرين، دستورنا النهضوي الذي نهلنا منه صافي الرؤية، وأمدتنا قواعده الكبرى بمقدرة على فهم المشكلات وتحليلها حين نضعها في إطارها الحضاري، فمشكلة كل إنسان هي في حقيقتها مشكلة حضارته، بحسب المرحلة الحضارية التي تجتازها أمته ضمن دورتها الحضارية بين حالتي البزوغ والأفول. ‏
وعلى ضوء رؤى مالك بن نبي التي تركز على الواجبات قبل الحقوق، وعلى الإنتاج قبل الاستهلاك، وعلى البناء بدلاً من التكديس، وعلى تحصين الذات قبل مواجهة الآخر، وضعنا برنامجنا التثقيفي النهضوي، وتوجَّهنا به إلى الإنسان العربي العادي قبل النخبة، وحاولنا تبسيط الأفكار لتكون في متناول كل الشرائح الاجتماعية والعمرية، حتى الأطفال قدمنا لهم قراءات صغيرة للأفكار الكبيرة تكون زاداً لهم متى كبروا.. ‏
نعد ذلك رسالةً؛ على الناشر أن يؤديها، إذ النشر رسالة قبل أن يكون تجارة، ورسالة الناشر أن يزوِّد مجتمعه باحتياجاته الثقافية التي تتفاوت بحسب موقعه من دورته الحضارية.. ودار الفكر سعيدة بالدور الثقافي الذي تؤديه، وبالتجاوب والتقدير الذي تحصده من قرائها، وترى أن هدفها التجاري يتعانق مع هدفها الثقافي؛ يدعم كل منهما الآخر.. ‏

ہ الناشرون يشكون دائماً من مسيرة الكتاب وتكاليفه وتسويقه. كيف تنظرون إلى هذه الشكاوى من منظار أنكم رأستم اتحاد الناشرين وعرفتم مدى تأثير هذه القضايا على انتشار الكتاب عربياً. ‏
ہہ صناعة النشر في الوطن العربي، لا تزال في بواكيرها؛ لم تستكمل أدواتها بعد، ولم تترسخ تقاليدها، وتتجذر مؤسساتها. ‏
ولطالما استمعنا إلى الناشرين يشكون ما آلت إليه حال الكتاب من أزمات؛ اضطرتهم إلى تخفيض عدد النسخ التي يطبعونها من الكتاب حتى بلغت ما دون الألف بعد أن كانت تتجاوز ثلاثة الآلاف أواسط القرن الماضي. ويعزون ذلك إلى حالة العزوف القرائي، وقيود الرقابة المتباينة على الكتاب في الوطن العربي؛ ما إن يفتح له باب فيها حتى توصد دونه أبواب، ومن وطأة الرسوم الجمركية الآخذة بالتفاقم تحت مسميات شتى، بعد أن كان معفىً منها جميعاً. ‏
وكل ذلك صحيح، يحتاج منا إلى مزيد من البحث للكشف عن جذور المشكلات بدلاً من الوقوف عند ظواهرها.. تلك الجذور التي تتلخص ـ في نظري ـ في الانكفاء إلى الأحادية الفكرية بعد التعدد، سواءً على صعيد الكتاب المدرسي الذي اقتصر على المقررات بعد أن كان يهتم بالمراجع، أو الكتاب الثقافي الذي أصبح يمر عبر بوابة الرقيب الرسمي ويقبع في زنزانته بعد أن كان يتحرك طليقاً، يأخذ طريقه إلى المجتمع، لتتناوشه أقلام النقاد، وتختلف فيه آراء القراء بين مؤيد ومعارض، فتتم محاكمته علناً على الملأ، ويزداد شوق المجتمع للاطلاع عليه. ‏
غير أني مع ذلك وانطلاقاً من أولوية البحث عن حلول المشكلات في الذات- أدعو الناشرين إلى العمل على الارتقاء بمهنتهم، عبر وضع القواعد الناظمة لها، وترسيخها لتصبح تقاليد متبعة، وحل مشكلاتها، وترميم نواقصها، وعلى رأسها شبكة توزيع منتظمة تريح الناشر من همِّ التوزيع ليتفرغ إلى مسؤولياته في النشر. ‏
وقد خطا اتحاد الناشرين السوريين بعض الخطوات على هذا الطريق، فأطلق موقعه الإلكتروني www.syrianpublishers.com، وأصدر الوراقة السورية لعام 2008 يرصد من خلالهما الإنتاج الثقافي السوري ويعرِّف به، ويتواصل مع قرائه. والأمل أن يتابع خطواته لسد الثغرات وتذليل الصعوبات، بدلاً من الشكوى والأنين.. ‏
ہ برأيكم هل تستطيع المعارض الدولية والمحلية أن تفي بعض الكتب حقها من الحضور التسويقي للجمهور وهل هناك مسؤولية تلقى على عاتق المؤسسات الإعلامية التي عليها بشكل أو بآخر المساهمة في إظهار هذا النتاج للنور. وبالتالي كيف تنظرون إلى الدور الرسمي في إحياء تبادل الكتاب بالشكل الذي يخدم الغرض المعرفي في تجاوز الحدود؟؟ ‏
ہہ لا شك أن معارض الكتاب وسيلة هامة من وسائل إشاعة روح المطالعة، والتشجيع على القراءة، وتيسير الكتاب للقارئ، وهي تشكل مهرجاناً وعرساً ثقافياً بامتياز، تضفي على زوارها مسحة من نور، تنم عن ارتقائهم، ونهمهم إلى المعرفة، فأنت تنظر إلى رواد معارض الكتاب ، الباحثين عن زهراته المتفتحة لتوها، باحترام بالغ قد لا يتمتع به رواد مراكز التسوق، اللاهثون وراء الاستهلاك المادي فوق احتياجاتهم. ‏
لكن معرض الكتاب السنوي، لا يجوز أن يصبح الموسم الوحيد لتسوق الكتاب وتسويقه، بقدر ما ينبغي أن يكون وسيلةً ترتقي بالكتاب إلى مستوى الحاجة كالرغيف، وتحفز الناس على ارتياد المكتبات بحثاً عن الزاد المعرفي لتغذية العقل والروح. ‏
ينبغي أن توجه معارض الكتاب اهتمامها إلى أولئك الذين يسرحون ويمرحون خارج عالم الكتاب، فلا يعني لهم معرض الكتاب شيئاً، ولا يعيرونه أي اهتمام؛ سواءً أكانوا ممن أدركتهم الأمية اللاحقة بعدما هجروا مقاعد الدراسة، أو كانوا من الأميين فعلاً.. عليها أن تبتكر الأساليب التي تستدرجهم إليها ليغسلوا عار أميتهم بنوعيها، ذلك العار الذي تضاعفت حدته، ولم يعد مقبولاً في عصر المعرفة الذي تماهت المعرفة فيه مع الإنسان فأصبحت هي الإنسان. ‏
وثمة أمر آخر يجب أن يتنبه منظمو المعارض إليه وهو التطوير والتجديد والابتكار، وتجنب التكرار والاجترار. ففي عصر ثورة المعلومات والاتصالات وتقلباته المتسارعة لم يعد مقبولاً أن تكتفي بإضفاء رقم جديد للمعرض من دون تجديد في مضمونه، فيكون المعرض الثلاثون نسخة طبق الأصل عن المعرض العشرين.. ‏
أما عن الدور الرسمي المنشود لخدمة الغرض المعرفي- في إطار معارض الكتاب ? فهو في توجيه مؤسسات الدولة إلى تأسيس مكتبات تضعها تحت تصرف موظفيها، تشجعهم على مطالعتها، وتبتكر لهم الأساليب التي تيسر لهم الحصول عليها، ولدينا في مركز البحوث تجربة رائدة في هذا المجال، وبمثل هذه الجهود ينمو جمهور معارض الكتاب، ويكبر معناها، وتشتد الحاجة إليها. ‏
ولا تزال بعض المؤسسات الإعلامية تنظر إلى التعريف بالكتاب بوصفه إعلاناً ينبغي أن يكون مأجوراً فإن عرَّفت به امتنعت عن ذكر اسم ناشره، وهي تعلم أن اسم الناشر جزء من هدية الكتاب، وأن الكتاب ثقافة قبل أن يكون سلعة، وأنه لا يحتمل لذلك أجور الإعلان.. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن معظم مؤسساتنا الإعلامية في سورية؛ المقروءة والمسموعة والمرئية قد تجاوزت هذا المفهوم، وخصصت للكتاب زوايا وبرامج للتعريف به، ولا يزال الكتاب ? مع ذلك- يطمع منها بالمزيد. ‏
ہ هناك شكاوى كثيرة من مضاربة بورصة الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي.. وكنتم أول من كتب بهذا الخصوص.. كيف ترون أو تقيمون هذا الموضوع الآن من خلال خبرتكم الكبيرة في هذا الميدان.. وهل يعيش الكتاب الورقي أزمة حالية تمنعه من الوصول الكامل إلى يد القارئ.. ‏
ہہ منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أطلقت للناشرين صفارة إنذار، وحذرتهم من أنهم سيصبحون في عداد المهن المنقرضة، إذا لم يواكبوا التطور، ويمتلكوا ناصية النشر الإلكتروني القادم لا محالة أسرع مما نتصور، مثل سيل عَرِم، تمدّه ثورتا المعلومات والاتصالات بدفقٍ غير محدود من المعلومات؛ تتفجر بها ينابيع الشابكات الإلكترونية (الإنترنت) من الأرض، وتنهمر بها القنوات الفضائية من السماء ، ويرتفع منسوب الحصاد المعرفي الإنساني فوق كل السدود والحدود والقيود، ويتحول السيل العرم إلى طوفان دونه طوفان نوح، إذ إن طوفان نوح قد انحسر ماؤه استجابة للأمر الإلهي ? يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي? غ هود 11/44ف فغيض الماء واستوت سفينة نوح على الجودي تفرغ حمولتها من كلٍّ زوجين اثنين لتستأنف الحياة نبضها ونموها من جديد.. لكن طوفان عصر المعرفة مختلف، فهو يعمل طبقاً لأمر إلهي آخر يحثه على الاستمرار بلا قيود، ويحطم له كل السدود، ويقوده بسوط مسؤوليته عن العقل الذي ميزه به من دون سائر مخلوقاته، ويأمره بمواصلة البحث عن الحقيقة التي سبق له أن أضاعها في السماء، واقرأ إن شئت سلسلة الأوامر الإلهية المتلاحقة التي لا تترك فرصة للتوقف ولو للحظة: فليس للعلم حدود ?وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً? غالإسراء 17/85 ف. ‏
لقد استجاب الإنسان لنداء البيئة تحت ضغط الحاجة، وليس رفقاً بها.. إنه كان ظلوماً جهولاً! فعل ذلك كلما تضاعفت معلوماته فضاقت بها أوعيته.. كانت معلوماته تتضاعف بوتائر كبيرة تمتد مئات السنين بله آلافها، لكنها اليوم في عصر المعرفة باتت تتضاعف أكثر من مرة في العقد الواحد، حتى ضاق بها الورق.. ‏
وكان لا بد لها أن ترحل عنه. ‏
قلت: إنها راحلة لا محالة.. فقالوا: لن تسد الشاشة مسد الورق، ولن يجد فيها الإنسان الألفة والمتعة اللتين كانتا له مع الورق!! ‏
قلت: سيذهب الورق مع الجيل الذي ألفه، ولن نستطيع فرض أذواقنا على جيل جديد تحولت أقلامه إلى فئران يقلب بها الشاشات.. فقالوا لم يستطع الفيديو أن يلغي السينما، ولا الإنترنت أن تلغي الصحيفة، ولسوف يتعايشان!! ‏
قلت: لسوف يتعايشان مثلما تتعايش العربة التي تجرها الخيول على سبيل التراث الشعبي (الفولكلور) مع السيارة، ولسوف يتلاقيان مثل قطارين يسيران في اتجاهين متعاكسين، يتبادلان تحية اللقاء، ثم يتطابقان لحظة ريثما يكمل كل منهما طريقه؛ أحدهما إلى متاحف التاريخ، والآخر إلى مصانع المستقبل.. فقالوا: أضغاث أحلام دونها وقت طويل!! ‏
قلت: لا حرج!! فأحلام اليوم حقائق الغد، لقد هجرت الموسوعة البريطانية الورق إلى الأقراص الممغنطة، وستلحق بها المعاجم والأطالس، وسائر المعلومات تباعاً، وأصبحنا نسمع عن مدينة بلا ورق ومكاتب بلا ورق، وتذكرة طائرة بلا ورق. ‏
وقال لي شاب من جيل الشاشات: لقد حققت حلمك، فأنا الآن لا أستخدم الورق. فحاروا جواباً. ‏
وقلت: سارعوا إلى امتلاك ناصية عصر المعلومات قبل أن يلفظكم عجزكم خارج المهنة لتقودوا عربات الخيول. ‏
ثمة إشكالات كثيرة وصعوبات جمة ستواجهكم اهتموا بتذليلها بدلاً من التشبث بقديمكم والبكاء على أطلاله!! ‏
ہ أسابيعكم الفكرية الثقافية تعتمد على مناقشة قضايا مهمة، وتتشارك مع الأحداث برؤية وإيضاح ضروري للجمهور القارئ.. وكما عرفت أن القدس موضوع أسبوعكم المنصرم. ماذا تريدون القول من خلاله. وبخاصة أنكم تدعون خيرة مفكري الوطن العربي للمشاركة فيه. ولكن ألا ترون معي أن الكثير من النشاطات العامة في المشهد الثقافي يفقد مضمونه ولا يحقق التواصل المأمول منه؟؟ ‏
ہہ اليوم الثالث والعشرون من شهر نيسان من كل عام الذي أعلنته اليونيسكو يوماً عالمياً للكتاب؛ كنا أول من لفت النظر إليه على مستوى اتحاد الناشرين السوريين عام 1998، أعددنا له يومها برنامجاً حافلاً استنفرنا له معظم الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية، طمحنا يومها أن يكون للكتاب عيد مثلما للشجرة عيد، وللمعلم عيد، وللأم عيد، وللحب عيد.. كنا نتوق أن نرى الكتاب يوم عيده في كل يد، وعلى كل شفة، وفي كل مجلس، وعلى كل منبر.. ‏
تجاوبت معنا يومها وزارة التربية، فجعلت للكتاب حصة درسية ومهرجاناً يوم عيده، ووزارة الشؤون الاجتماعية فأقامت له عدة ندوات.. حدث ذلك عام 1998 ولم يتكرر، وكاد الحلم يتبدد. ‏
ومن منطلق الشعور بمسؤوليتها الثقافية، قررت دار الفكر الاحتفاء بهذا اليوم على مدى الأسبوع الذي يحيط به.. فكان لها أسبوعها الثقافي السنوي؛ تكرم فيه أحد مؤلفيها، والفائز بجائزتها للرواية، والأكثر نهماً من قرائها الذي يسجل في القراءة أعلى النقاط، وتعالج فيه القضايا الساخنة الراهنة للأمة؛ تتخذ لها في كل عام قضية تجعلها شعاراً لها تتمحور حوله جهودها وفعالياتها الثقافية على مدار العام، وتخصص له جانباً مهماً من إصداراتها، فتوالت شعاراتها منذ عام 1996 :بدءاً من القراءة، فالإبداع، فالحوار، فالعقل، فالتجديد، فالمعلوماتية، فالمرأة، فالطفولة، فالمستقبل، فعالم بلا عنف، فالحضارة، فالمشترك الإنساني، فاللغة العربية، وها هي القدس قضية الأمة الكبرى ومسؤولية الأجيال، شعار لدار الفكر هذا العام 2009 بمناسبة إعلانها عاصمة للثقافة العربية فيه. ‏
وإنما تنشد الدار من أسابيعها الثقافية هذه التلاحم مع جمهورها القارئ، ليكون ما تقدمه له جهداً تفاعلياً تتلقى فيه منه مثل ما يتلقاه منها، وتقيس فيه نبض تفاعله مع إصداراتها، فدار الفكر تؤمن بالثقافة التي تتحرك على الأرض في صميم المجتمع وتعيش قضاياه ، أكثر من إيمانها بالثقافة النخبوية المنسحبة إلى أبراجها العاجية، وبهذا الإيمان حظيت الدار بثقة الجمهور وتجاوبه معها، واستطاعت أن تحقق التواصل المأمول بين منتجي الأفكار تأليفاً ونشراً، ومستهلكيها قراءةً وتفاعلاً. ‏
ہ ماذا تريدون وماذا تضيفون.. وما هي مشاريعكم الفكرية القادمة على صعيد التقنية المعرفية الإنترنت التي سحبت البساط من تحت الكتاب والحضور الورقي؟؟ ‏
ہہ إنهاض الأمة من عثرتها التي طال أمدها فسببت لها إعاقة شبه مزمنة.. إيقاظها من سباتٍ كان شرطاً من شروط تمرير المشروع الصهيوني؛ خُطط لها، فتقبلته ودخلت فيه طواعية.. نقلها من حالة الانفعال والعشوائية وردود الفعل الآنية إلى حالة الفعل والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى.. إقناعها بأهمية الثقافة في بناء الذات وتحصينها ضد اختراقات التمزيق والإضعاف والتفكيك العدوانية.. إرساء ثقافة التعدد والحوار وقبول الآخر وسيلةً لتنمية الفكر الإبداعي الفعال.. ذلك ما تريده دار الفكر. ‏
والدخول بقوة إلى عصر المعرفة، واستثمار تقنيات الاتصال المتفجرة للوصول إلى أعماق النسيج الاجتماعي الشاب في الداخل، وإلى الضمير الإنسانيِّ على اختلاف ألسنته وألوانه في الخارج، لبيان عدالة قضايانا وكشف أضاليل عدونا التي يروم بها قلب الحقائق وتسويق الأكاذيب، وفي مقدمتها أكذوبة حق إسرائيل في اقتلاع شعب من أرضه وإحلال أشتات يهود مكانه.. تلك هي الإضافة الني نرومها. ‏
ہ أستاذ عدنان سالم من أنتم في عمر الثقافة المديد الذي رعيتم مشروعه بشكل يفوق أحياناً كل ما يحكى عن مشاريع ثقافية جادة وبوطنية خالصة؟ وهل حققتم ما كنتم ترسونه للثقافة في هذا العمر؟؟ ‏
ہہ شاب ينتمي إلى جيل أواسط القرن الماضي، تخرَّج عام 1954 من كلية الحقوق.. أدرك الاحتفالية الأولى بجلاء المستعمر الفرنسي عام 1946، واحتفظ منها بندبة في قدمه التي داسها حافر حصانٍ شارك في العرض العسكري، ليُذكره دائماً بمتطلبات الاستقلال وأعبائه.. عاش نشوة الاستقلال ومرحلة البناء التي خلع نساء دمشق حليهن في ساحة المرجة ليسهموا في تأسيس الشركات الصناعية، وتسليح الجيش الوليد.. عاصر النكبة التي عاجلت الاستقلال الوليد عام 1948، فأقفرت شوارع دمشق من الشباب الذين يكبرونه سنواتٍ لالتحاقهم بجيش الإنقاذ والمقاومة.. ‏
انخرط أثناء دراسته الجامعية في الحراك الطلابي المتأجج بحثاً عن مخرج من التيه المذلِّ الذي دخلت فيه أمته في صراعها مع العدوان الاستعماري الاستيطاني.. لم تقنعه المحاماة خلال فترة التدريب التي مارسها بعد تخرجه، ورأى أن إعادة البناء الثقافي بما يعيد لأمته زخمها الحضاري، ويمكنها من الدخول في دورة حضارية جديدة، تخرج بها من حالة انعدام الوزن، وتحجز لها مكاناً لائقاً في المشهد الحضاري العالمي.. هو الأجدى على المدى البعيد.. بحث عن شريك له من جيله يتفق معه على التطلعات والرؤى؛ فكانت دار الفكر عام 1957، وتابعت رسالتها متجاوزة كل الصعاب، مستهدية بشعار اتخذته منذ البداية: افعل الممكن إلى أقصى حد ممكن. ‏

الرابط
http://www.tishreen.info/_cult.asp?FileName=382973001200906140408071












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتب المداخل في مجال المكتبات والمعلومات هدى العراقية عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 24 Aug-13-2017 06:37 PM
نشأة الكتب المدرسية المساعدة وأاهميتها samia-yasmina منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 1 Apr-02-2010 01:25 PM
نشر الكتب Sara Qeshta المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Feb-09-2008 07:39 PM
صنـاعـة الكتـاب العـربي aymanq المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Feb-14-2007 12:25 PM
صناعة النشر في الوطن العربي السايح منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 3 Apr-21-2006 11:40 PM


الساعة الآن 12:40 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين