[يوسف العتيق]

تضع بعض دور النشر على أغلفة بعض إصدارتها جملة (من الكتب الأكثر مبيعاً) في إشارة إلى حضور هذا الكتاب عند القراء وتعدد طبعاته وانتشاره بين القراء وبدون شك فهذه الجملة خبر يراد منه تنشيط الشراء وبدون شك فإن هذه الجملة تعني الكثير من الناس وعلى رأسهم كل مهني يرصد حركة الكتاب.
لكن الذي وقفت عنده أن هذه الجملة لها أصل وسلف في تراثنا التأليفي وهو ما يعبر عنه الكتب الأكثر نسخاً بين القراء فدائماً ما نجد عن بعض الكتب أنها الأكثر نسخاً في دكاكين الوراقة.
وبدون شك فهناك فرق بين النسخ والبيع إلا أن هذه الجملة الحديثة وتلك الجملة القديمة تدلان على أن هناك عناية منذ القدم برصد الكميات المتداولة من كل كتاب لكن بطريقة تتناسب وهذا العصر أو ذاك.
فكتاب مثل الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني أو صحيح البخاري فقد نسخ منها الكثير في دلالة على انتشار هذه الكتب.
عموماً ما أطرحه هنا هو إشارة إلى هذا الموضوع دون التعمق في أصلها التراثي وتقعيده الحديث عن علماء المكتبات، لكني حسبي أن أشير، وأتمنى أن يقوم باحث أو أكثر بدراسة هذه الظاهرة قديماً ومحاولة رصد للكتب العربية التي وصفت بأنها الأكثر مبيعاً وانتشاراً لأن مثل هذه الدراسة ستقدم نتائج عن القراء والمتلقين للكتاب وتوجهاتهم.

هذا مقال سبق وأن نشر لي بصفحة وراق الجزيرة التي أشرف عليها :
رابط المقال
http://213.136.192.26/2006jaz/apr/9/wo1.htm