[يوسف العتيق]

يتلقى الكثير من الاخوة المهتمين بالكتاب والمثقفين الكثير من الاسئلة بشكل دائم من قبل بعضهم عمّا يجب أن يقتنوه من الكتب، وعن أجود الطبعات، وأفضل المؤلفين، وأميز المحققين... إلخ.
ولاشك أن هذا السؤال مشروع ومهم، وبخاصة ممن يرغب في تكوين مكتبة خاصة منزلية أو مكتبة عامة تكون تحت يد الجمهور بشتى فئاتهم؛ فمن المعلوم أن للكثير من الكتب عدة طبعات، وبعض الموضوعات يطرقها أكثر من مؤلف مما يجعل المتعطش للقراءة يقع في الحيرة، قد يكون من ثمار هذه الحيرة عدم المواصلة في القراءة والتعامل مع الكتب والمراجع.
أقول: ومع كثرة هذه الاسئلة وهذه المناقشات على شتى المجالات، وفي العديد من التخصصات، لم نر كتابا يناقش هذا الموضوع ويبحث في أجود الكتب، وأفضل الطبعات خرج للقارئ العربي فيما أعلم وأسمع.
مع أنني لا أهون من صعوبة مثل هذا العمل فهو شاق جدا، ويحتاج إلى أكثر من شخص ومع أنني أعلم أنه سبق أن خرجت عدة كتب تبين بعض الكتب المناسبة في فن معين مثل ما كتب عن كتب الدين أو كتب التراجم في دراسات لا تخفى على البعض ومن أميزها فيما أذكر الآن ما كتبه العلامة المصري محمود الطناحي- رحمه الله- في كتابه النفيس «الموجز في مراجع التراجم..» وكتب بعضهم عن مراجع الحديث والفقه واللغة والتاريخ، وهذه الدراسات كما هو مشاهد تبحث في فن واحد بمعنى أنها موجهة بالدرجة الأولى على المختص، وأما القارئ العادي صاحب الثقافة المحدودة فلا شك أنه لن يجني من هذه الكتب ما يناسبه تماما بل قد يكون بحاجة إلى انتخاب لما يعرض في هذه الكتب حتى يخرج بما يناسبه.
والمقترح الذي أتمنى أن تقوم به إحدى الجهات الثقافية الحكومية، أو من القطاع الخاص أن يخرج كتاب يبين الكتب المهمة في كل، والطبعات المرضي عنها من أهل الاختصاص وأن تصنف هذه الكتب والمراجع على مراحل يعرف القارئ نفسه من أيها فتكون هناك كتب للمبتدئ في القراءة، وكتب أخرى للطبقة المتوسطة أو صاحبة الثقافة العامة والتحصيل المتوسط، ويكون هناك مرحلة الباحث والقارئ الجيد ولا شك أن كل قارئ لديه القدرة على أن يعرف نفسه من أي الفئات وهو في أي المراحل.
ولعل من المهم أن تركز هذه الكتب على العناوين المهمة والطبعات المعتمدة، ومعرفة أبرز الكتّاب أصحاب الاطروحات المهمة التي تعود بالنفع على القارئ.
وختاماً في حالة عدم امكانية وجود كتاب في هذا الموضوع، فلعل أقل الواجب أن ينبري أحد الباحثين ليجرد الكتابات السابقة في هذا المجال الموزعة في أكثر من كتاب، وأن يجمعها بين دفتي كتاب واحد، ونحو ذلك.

هذا مقال سبق وأن نشر لي في صحيفة الجزيرة صفحة وراق الجزيرة :
رابط المقال
http://213.136.192.26/2002jaz/aug/29/wo2.htm