[samersaed]

السرقة في المكتبات
المدرس المساعد
سمير مدحت سعيد
المقدمة:-
لقد عرفت المجتمعات الانسانية عبر تاريخها الطويل ( السرقة ) كظاهرة مرفوضة دينيا واجتماعيا ٬وافردت لها السنن والشرائع للقضاء عليها او للحد من انتشارها ومعاقبة مرتكبيها. (1) وفي المكتبات ٬ كانت ولا تزال ظاهرة السرقة تمثل مشكلة كبيرة تواجه امناء المكتبات تزداد مع نمو المجموعة المكتبية وعدد المستفيدين . ولم تقف التطورات الحديثة والنمو الحضاري والاجتماعي للبلدان في وجه السرقة فهي موجودة ومستمرة في كل البلدان بغض النظر عن المكانة الاقتصادية والحضارية والدينية لذلك البلد . وبنفس الوقت فان امناء المكتبات لم يقفوا مكتوفي الايدي اما ما يهدد مكتباتهم ويعرضها للخطر ٬ فقد تصدوا لها باساليب واجراءات بعضها فعالة وبعضها الاخر تعسفية تنقص من مستوى الخدمة التي تقدمها المكتبة لمستفيديها .

ومع ذلك فان هذه الظاهرة لم تدرس بشكل علمي للوقوف على اسبابها والاجراءات الواجب اتخاذها للقضاء عليها او على الاقل الحد منها . وتاتي هذه الدراسة كاطار نظري للتعريف بظاهرة السرقة في المكتبات ومعرفة دوافعها وانماطه والاجراءات التي ينبغي اتخاذها عند حدوثها والوسائل المساعدة للحد من انتشارها ٬ مع الاحتفاظ بمستوى الخدمات التي تقدمها المكتبة وعلاقاتها بالمستفيدين .

منهجية البحث :-
1- يهدف البحث الى دراسة ظاهرة السرقة في المكتبات ومعرفة دوافعها وصورها والاجراءات والتدابير الواجب اتخاذها للحفاظ على مجموعة المكتبة مع تقديم المعالجات المقترحة للحد من انتشارها .
2- ان سبب اختيار الباحث ( السرقة في المكتبات ) موضوعا لدراسته هو ان السرقة تمثل هاجسا كان ولا يزال يؤرق امناء المكتبات ويزداد ذلك مع ازدياد المجموعة المكتبية كما ونوعا و بالاضافة الى ان قلة الدراسات حول هذا الموضوع دفع الباحث لدراسة هذه الظاهرة . على امل ان تكون الدراسات الللاحقة اكثر تعمقا وميدانية لهذا الموضوع .


3- اعتمد الباحث المنهج الوصفي في دراسته .
4- حدد الباحث دراسته بالتعرف على السرقات التي تقع على المجموعة المكتبية المتمثلة بالكتب والدوريات والمواد السمعية والبصرية وغيرها ٬ ولم يشمل فيها السرقات التي تقع على موجودات المكتبة مثل الاثاث والاجهزة .

مفهوم السرقة :-
تعرف السرقة لغة بـ (( اخذ الشيء من الغير خفية )) (2)

وفي التعريف الاصطلاحي فان السرقة لا تختلف عن حقيقتها في اللغة ٬اذ هي (( اخذ المال من الغير على وجه الخفية )) (3)

اما التعريف القانوني لها ٬ فهي (( اختلاس مال منقول مملوك للغير عمدا )) (4)

ومن هذه التعاريف نفهم بان السرقة تعني اخذ مال منقول من الغير لايعود للسارق خفية دون علم المالك. وتعني السرقة في المكتبات قيام المستفيد باخذ مادة او مواد مكتبية لاتعود له خفية دون علم امين المكتبة او احد موظفيه . وحتى تتحقق السرقة لابد من توفر اربعة اركان او شروط لها ٬ وهي :-

1- الاختلاس : وهي ضبط المستفيد القيام بسرقة المادة المكتبية وحصوله فعليا عليها .
2- كون المال المختلس منقولا : ويقصد بالمال (( كل ما يمكن تملكه وله قيمة مادية ))(6)واما المنقول فيراد به (( عكس العقار ٬ أي ما يمكن نقله من مكان الى اخر دون تلف )) (7) والمواد المكتبية ينطبق عبيها صفة المال المنقول من حيث قيمة ونوعية المواد المكتبية على اختلاف انواعها .

3- كون المال المختلس مملوكا لغير المختلس : أي ان تكون المواد التي سرقها المستفيد لاتعود ملكيتها له .

4- القصد : ويراد بذلك نية المستفيد على سرقة المادة او المواد المكتبية وحصولها عليها بقصد التملك او التصرف بها عن طريق البيع او الاهداء للغير .

ان توضيح مفهوم السرقة واركانه لايكفي لوحده ونحتاج الى ايضاح مفاهيم اخرى ذات علاقة بطبيعة العمل المكتبي . اذ السرقة تنطبق على المستفيد الذي يحاول سرقة المواد المكتبية ٬ الا انها لاتعتبر كذلك بالنسبة للموظف العامل في المكتبة . حيث يوصف الموظف الذي يقوم بسرقة المواد المكتبية التي اؤتمن عليها بصفة خيانة الامانة ٬لانه خان ما اؤتمن عليه من الغير .(8) اما الموظف الذي يقوم بسرقة المواد المكتبية من احدى المجموعات التي هي تحت امانة زميل اخر له في العمل فيصف فاعلها بـ ( المختلس ) او ( الاختلاس ) .( 9 ) وهاتين الحالتين هما بالحقيقة اخطر من سرقة المستفيد للمواد المكتبية ٬ اذ تقع من اشخاص كنا قد وضعنا ثقتنا فيهم فانحرافهم عن اداء الامانة يعني اهتزاز ثقتنا بمن يعمل لدينا وهذه حقيقة مشكلة .


ان الهدف من ايضاح هذا المفهوم للسرقة لايعني تشهيرا بمن يعمل معنا وانما نقصد ان السرقة قد لاتقع من المستفيد لوحده على مجموعة المكتبة٬ بل قد تقع من موظفي المكتبة ٬ ذلك ان النفس البشرية ليست معصومة من الخطأ والانحراف . وقد يصل الامر الى التواطوء بين الموظف والمستفيد على سرقة مواد المكتبة .

عوامل السرقة في المكتبات :-
تتاثر السرقة في المكتبات شانها شان بقية الجرائم بعدد من العوامل ٬ منها ما هو عام ٬ ومنها ماهو مرتبط بطبيعة عمل المكتبة . ومن العوامل العامة للسرقة :- ( 10 )
• العوامل الجغرافية ٬ وتاثير انخفاض درجات الحرارة او ارتفاعها على ارتكاب الجريمة ٬ او تغير فصول السنة الواحدة او اوقات اليوم الواحد .
• العوامل البيلوجية ٬ والتي تربط بين الخصائص والصفات الجسمية وبين الطبيعة البشرية ٬ أي بين شكل الاعضاء الجسمية وبين الخصائص النفسية للمجرم . مثل انحدار الجبهة وميلانها ٬ والاذان الطويلة وقصرها الكثير ٬ والفك العريض بدون ذقن ٬ والشعر الكثيف او عدمه وحساسية شدة الالم او عدمها .
• العوامل النفسية و والتي ترى بوجود علاقة بين الاضطرابات النفسية والعقلية للمجرم وبين الجرائم التي يرتكبها .
• العوامل الاجتماعية والاقتصادية و والتي تؤكد على ان سوءها في المجتمع يؤدي بلا شك الى تزايد معدلات الجرائم وبدرجة خاصة جرائم السرقة . فقد ورد في التقرير المقدم من الامم المتحدة للمؤتمر السابع لمنع الجريمة سنة 1985 ٬ ان اسباب الجرائم هي الفقر و فقدان العدالة ٬ النزاع بين الطبقات الاجتماعية ٬ التوزيع غير العادل للثروة ٬ سوء الوضع الصحي ٬ عدم الشعور بالرضا نتيجة لعدم امكانية تلبية الحاجات الاساسية ٬ عدم تعادل الفرص اما الافراد ٬ الكوارث الناتجة عن تصرفات الانسان ٬ صرامة القوانين غير المتوافقة مع تمنيات الناس ومفاهيمهم والتي تطبق على المواطنين المحليين الذين يعيشون تبعا لتقاليدهم الاجتماعية ٬ البطالة ٬ الهجرة الريفية ٬ النزاعات الداخلية ٬ الحروب الخارجية ٬ الاحتلال الاجنبي ٬ وخيبة الامل تجاه خطط التنمية .(11)
• التغيير الاجتماعي ٬ وكنتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية فان تغيرا في السلوك الاجتماعي سيطرأ على المجتمع ٬ بحيث تتغير المباديء والقيم الاخلاقية لتتجه اغلبها نحو ارتكاب الجرائم كوسيلة للتكيف مع الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية الجديدة .


اما العوامل التي تتعلق بطبيعة العمل في المكتبة ٬ فهي :-

1- ضعف الرقابة الفنية والادارية على مجموعة المكتبة وموظفيها . ويتمثل ذلك في الاتي :-
• سوء تنظيم سجلات المكتبة وتغييرها بين فترة واخرى او تعرضها لتحريف المعلومات المثبتة فيها .
• ضعف خطوات الجرد المخزني الدوري لمجموعات المكتبة ٬ بما في ذلك وسائل التاكد من صحة نتائج الجرد .
• عدم سلامة اجراءات التسليم والتسلم للمجموعات المكتبية بين الموظفين عند تغيير مهماتهم والتي تتميز بالسرعة واللامبالاة والثقة العمياء بينهم .
• احجام موظفي المكتبة عن اخبار اداراتهم بحالات السرقة التي تقع ٬ وذلك تجنبا للمشاكل مع المستفيدين او خشية التعرض للمسألة القانونية من قبل الادارة . وبنفس الوقت فان ادارة المكتبة هي الاخري تحجم عن توثيق حالات السرقة التي تضبط ضمن العمل .


2- سوء معاملة المستفيد من قبل موظفي المكتبة بتقليل احترامه او السرعة في تلبية طلباتهم وتاثير ذلك على نفسية المستفيد مما يدفعه الى السرقة كرد فعل( انتقامي) لسوء المعاملة تلك .
3- وان معاملة ادارة المكتبة لموظفيها هي الاخرى لها تاثير في السرقة كرد فعل( انتقامي )
4- صرامة انظمة وتعليمات الاعارة وتعسفها في بعض الاحيان وعدم التساهل مع المستفيد واحتياجاته وظروفه ٬ مما يجعل المكتبة تبتعد عن اهدافها التي وجدت من اجلها . ويظهر ذلك واضحا عند فرض الغرامات المالية على المستفيد عند تاخره في اعادة الكتب المعارة اليه بغض النظر عن الظروف والاسباب التي ادت الى ذلك مما يدفعه الى ارتكاب السرقة كرد فعل ( تعويضي )
5- يعتبر ضعف المجموعة المكتبية وقلة عدد النسخ لبعض الكتب ذات الطلب المتكرر عليها عامل مؤثر للسرقة . فالمستفيد يسعى للحصول على الكتاب المطلوب بقصد الاضرار بالاخرين او لصعوبة الحصول عليه لكثرة استعارته من قبل بقية المستفيدين .
6- عدم توفر خدمات التصوير ( الاستنساخ ) او ارتفاع اسعارها يدفع المستفيد الى المادة باكملها او الجزء المطلوب تصويره.
7- التصميم غير السليم لبناية المكتبة بحيث تصعب فيها مراقبة تحركات المستفيدين ٬ وكذلك ترتيب الرفوف داخل القاعات وتوفر اجهزة المراقبة يسهل الامر امام المستفيد لسرقة المواد التي تكون خارج سيطرة الموظفين .

صور السرقة في المكتبات :-
• قيام المستفيد بسرقة المادة مباشرة من مكان حفظها .
• سرقة المستفيد للمادة اعتمادا على تزويره للمعلومات الشخصية عنه وانتحاله صفة مستفيد اخر . كأن ينتحل المستفيد صفة احد زملائه او يبرز هوية مزيفة ويحصل بموجبها على استعارة لبعض الكتب وبالتالي لايعيدها للمكتبة . رغم ان ذلك يقع من الناحية القانونية تحت طائلة انتحال الشخصية والنصب والاحتيال ٬ الا اننا ركزنا على النتيجة التي حصل فيها المستفيد على المواد.
• قيام المستفيد بعد استعارته لمطبوع بتغيير طبعته او نسخته او اجزاء منه .
• قيام المستفيد بسرقة جزء من المطبوع المعار له .مثال ذلك ان يقوم المستفيد باقتطاع بعض الصفحات من كتاب او دورية ما داخل او خارج المكتبة . ويقع هذا النوع من السرقات عندما لاتتاح للمستفيد فرصة استعارة المطبوع خارج المكتبة وضيق الوقت المتاح للمطالعة وعدم توفر اجهزة التصوير او ارتفاع اثمانها .
• قيام شخص بالحصول على مادة مكتبية ما يعلم بانها سرقت من المكتبة . حيث يقوم مثلا صاحب محل لبيع الكتب بشراء بعض المطبوعات يعلم بانها قد سرقت من مكتبة معينة .
• قيام الموظف بسرقة مادة مكتبية ما وضعت تحت تصرفه او اشرافه . كان يقوم موظف الاعارة باختلاس بعض الكتب مدعيا فقدانها ومستفيدا من نسبة السماح المقررة للكتب المفقودة سنويا .
• قيام المستفيد بالاشتراك مع احد موظفي المكتبة بسرقة مادة مكتبية ما . ومثال ذلك ان يقوم مستفيد باستعارة كتاب ما بطريقة اصولية الا ان موظف الاعارة يقوم بمحو او اتلاف ما يثبت اعارة ذلك الكتاب .
• التواطؤ بين اثنين او اكثر من موظفي المكتبة بسرقة مادة مكتبية ما ٬ كالتنسيق بين موظفي الاعارة والتزويد على سرقة كتاب من قسم الاعارة على ان يقوم موظف التزويد بمحو البيانات المثبة في سجلات المكتبة .
• قيام المستفيد باخفاء الكتاب المعار له مدعيا فقدانه وبالمقابل يقوم بدفع الغرامة المقررة عليه . ويحدث ذلك للكتب ذات النسخ الوحيدة التي عليها طلب مستمر.
• قيام المستفيد بسرقة مستفيد اخر داخل المكتبة بقصد الانتقام او الحاجة للمادة .


اجراءات ادارة المكتبة عند حدوث السرقة :-
اولا : ضبط المواد المسروقة :-
عند وصول العلم الى ادارة المكتبة بقيام احد المستفيدين بسرقة مادة مكتبية ما ٬ فعليها اولا ان تقوم بضبط المادة المسروقة لدى المستفيد نفسه . وتحتاج في هذه الحالة اما الى اقناع المستفيد بضرورة تسليم المادة المسروقة الى ادارة المكتبة ٬ او الطلب الى اجهزة الامن او الشرطة للتدخل لاجبار المستفيد على تسليم المادة المسروقة . ويجب ان ننبه الى ان تدخل رجال الامن في الموضوع قد يعكر جو الهدوء في المكتبة ويوتر العلاقة ما بين المكتبة والمستفيد . لذا نقترح ان يمارس امين المكتبة كل الوسائل الهادئة مع المستفيد للحصول على المادة المسروقة.


ثانيا : دراسة حالة السرقة :-
عند ضبط السرقة في المكتبة ٬ فعلى مدير المكتبة ان يقوم بدراسة الحالة دراسة دقيقة . ذلك ان السرقة في المكتبة تختلف في ظروفها عن سرقة الاموال الاخرى ٬ فعليه معرفة اسبابها ودوافعها وان يبتعد عن التسرع في الحكم على مرتكبها . وحتى يصل الى قرار سليم ورؤية واضحة للحالة ٬ لابد له ان ينظر الحالة من عدة زوايا :-
1- حداثة السن :- قد يحدث في المكتبات العامة والمدرسية او مكتبات الاطفال ان تقع السرقة من قبل احد الاطفال دون سن البلوغ . وفي هذه الحالة على مدير المكتبة استدعاء ولي امر الطفل لمسألته عن الحالة . ذلك ان صغر السن يعتبر مانعا من المسوؤلية الجزائية . وقد اعتبر قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل فترة حداثة السن تلك الواقعة بين تمام السنة السابعة من العمر وحتى تمام السنة الثامنة عشر (12)
2- الحالة العقلية :- ان ضعف الحالة العقلية للمستفيد واظطرابها يمنع من مسألته جزائيا. ( 13 )
3- الغرض من السرقة ودوافعها وصحة الادعاءات بذلك . (14)
4- الاستفزاز : وهو اثارة احد موظفي المكتبة للمستفيد بتصرف خاطيء سيجعله ( أي المستفيد ) في حالة من عدم التوازن العقلي يضعف فيه السيطرة الذاتية وبالتالي قد يدفعه ذلك الى السرقة كرد فعل مباشرة على استفزاز الموظف ( 15 ). الا ان على مدير المكتبة ان يلاحظ ان من اهم شروط الاستفزاز هو ان تكون السرقة قد وقعت بعد الاستفزاز بفترة قصيرة ٬ وليس بعد مرور مدة من الزمن يكون فيها المستفيد قد عاد الى رشدة واصبح يخطط للقيام بالسرقة . فالسرقة هنا تكون مقصود وليست لاارادية .
5- البحث فيما اذا كان لمرتكب السرقة اية سوابق ذات طبيعة اجرامية وتقييم سلوكه العام .
6- نوع المادة المسروقة و وهل هي كتاب ٬ مخطوطة ٬ دورية ٬ مادة سمعية و بصرية ٬ مواد نشر الكتروني ..... ااخ
7- قيمة المادة المسروقة ٬ حيث ان تفاهة المادة المسروقة يعتبر عذرا مخففا يستوجب مراعاته من قبل مدير المكتبة . فمن غير المقبول ان نوازن بين المستفيد الذي يسرق مطبوع رخيص الثمن وبين اخر ثمين . الا ان رخص الثمن ليس معيارا للحكم فقد تكون المادة رخصية الثمن ضمن سجلات المكتبة الا انهالا قد تكون ذات قيمة علمية او مادية وقت حدوث السرقة .

بعد قيام مدير المكتبة بدراسة الحالة فعليه ان يتخذ احد القرارين :-
الاول : العفو عن مرتكب السرقة مع اخذ الضمانات التي تكفل عدم عودة مرتكبها الى هذا الفعل مستقبلا واجراءات احترازية للحيلولة دون تكرارها خصوصا اذا كانت السرقة قد وقعت من قبل احد موظفي المكتبة .

الثاني :احالة القضية الى الجهات المختصة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق مرتكبها او مرتكبيها .


ثالثا : التدابير الاحترازية :- يقصد بالتدابير الاحترازية (( مجموعة من الاجراءات تواجه خطورة اجرامية كامنة في شخص يرتكب جريمة لتدرأها عن المجتمع )) ( 16 ). وفي سياق عمل المكتبة فان التدابير الاحترازية يقصد بها الاجراءات التي يتخذها امين المكتبة للحفاظ على مجموعة المكتبة من خطر السرقة او الفقدان او التلف ٬ والتي من المحتمل ان يقوم بها المستفيد او الموظف المكتبة . فقد تقوم المكتبة باتخاذ واحد او اكثر من الاجراءات التالية بحق المستفيد الذي تشعر ان التعامل معه يحتاج الى شيْ من الحذر :-

• منع المستفيد من الاعارة الخارجية لفترة محددة او دائمية .
• من المستفيد متن دخول المكتبة لفترة محددة او دائمية .
• ان يقدم المستفيد للمكتبة عند الاعارة ما يكفل حسن استخدام واعادة المادة المعارة له .
• التعهد بحسن السلوك داخل المكتبة .


المعالجات المقترحة :-
ان السرقة لايمكن ان تتم الا بعد ان تصل النفس البشرية الى مستوى متدني من الضعف الديني والاخلاقي والنفسي . لذلك علينا ان نؤمن بان افضل علاج للقضاء على السرقة بصورة عامة هو بتقوية النفس بالايمان بالله ومخافته ٬ وتربية النفس على الاسس الاخلاقية الفاضلة . الا ان هناك بعض المقترحات كوسائل مساعدة للقضاء على السرقة في المكتبات ٬ وهي :-
• تطوير اجراءات الرقابة الفنية والادارية علىموظفي المكتبة وذلك باتباع ما يلي :-

- التحديد الواضح لطرق الجرد المخزني اعتماد على الاسس العلمية الصحيحة مع ضمان اساليب التاكد من صحة نتائج الجرد .
- اعتماد ضوابط دقيقة عند اجراء تسليم وتسلم المجموعات المكتبية بين الموظفين .
- التنظيم الفني لسجلات المكتبة والحفاظ عليها وعدم تغيير محتوياتها او المعلومات المثبتة فيها.
- تحديد واجبا كل موظفي في المكتبة تحديدا واضحا مع بيان مسوؤليتهم عن التقصير في الواجبات المكلفين بها .
- تحديد نسبة السماح المقررة للكتب التي تفقد سنويا على ان لايكون فقدانها نتيجة تقصير الموظف المسؤول عليها .
• تعزيز اواصر العلاقة بين موظفي المكتبة ومستفيديها على اساس الفهم لفلسفة الخدمة المكتبية ٬ والعمل على سرعة تلبية طلباتهم وتقديم اقصى طاقات المساعدة والتحمل لهم .
• رفع مستوى العلاقات الانسانية بين ادارة المكتبة وموظفيها وتقدير احتياجاتهم وتفهم مشاكلهم واشراكهم في في القرارات التي تتخذها المكتبة .
• رفع المستوى الاجتماعي لموظفي المكتبات سواء بزيادة الرواتب او منح المكافآت والحوافز المادية والمعنوية للمتميزين منهم .
• المرونة في اجراءات الاعارة وتعليماتها ٬ ومراعاة ظروف كل مستفيد على حدة .
• تنمية المجموعة المكتبية سواء باضافة كتب جديدة او توفير النسخ الاضافة للكتب التي يكثر الطلب عليها . وعند تعذر ذلك فعلى المكتبة حجز بعض الكتب للمطالعة الداخلية فقط .
• الاستفادة من نظم الرقابة الحديثة باستعمال الكاميرات والمرايا العاكسة او مغنطة الكتب .
• تكليف بعض الموظفين بمهام المراقبة السرية لتحركات المستفيدين داخل المكتبة .
• التريث عند فرض الغرامات على المستفيدين ومراعاة الظروف التي ادت الى تاخيره .
• اعتماد اساليب التصميم الهندسي السليم لابنية المكتبات وتاثيثها ٬ على ان يكون ذلك بالتشاور بين مدير المكتبة والمهندس المعماري .



الهوامش :-
1- فوزي رشيد . الشرائع العراقية القديمة ( في : السرقة عند الاحداث . جعفر الياسين وسعيد جاسم الاسدي .- البصرة : جامعة البصرة ٬ 1990 .- ص 3 )
2- احمد الكبيسي . احكام السرقة في الشريعة الاسلامية والقانون .- بغداد : مطبعة الرشاد ٬ 1971 .- 19 .
3- المصدر السابق .- 19 .
4- قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل . المادة 439.
5- علي حسن الخلف . بحث في جريمتي السرقة وخيانة الامانة : دراسة قانونية مقارنة .- بغداد مطلعة الزهراء ,1967 .- ص 7 .
6- المصدر السابق .- ص 45 .
7- ص 46 .
8- عباس الحسني . شرح قانون العقوبات العراقي الجديد ؛ مج 2 .- بغداد : مطبعة الارشاد٬ 1970 .- ص 227 .
9- عبد الرحمن الجوراني . جريمة اختلاس الاموال العامة في التشريع والقضاء العراقي : دراسة مقارنة ( رسالة ماجستير ) ._ بغداد : جامعة بغداد ٬ 1975 .- ص 32 .
10- للمزيد من التفاصيل انظر : عبد الجليل الطاهر . التفسير الاجتماعي للجريمة .- بغداد : شركة الرابطة 1954 .
11- مصطفى العوجي . الاتجاهات الحديثة للوقاية من الجريمة .- الرياض : المركز العربي للدراسات الامنية والتدريب ٬ 1987 .- ص 69 .
12- فخري عبد الرزاق الحديثي . الاعذار القانونية المخففة للعقوبة ك دراسة مقارنة .- بغداد : مطبعة الحديثي ٬ 1980 .- ص 54 .
13- المصدر السابق .- ص 67 .
14- ص 70 .
15- ص 76 .
16- محمد شلال حبيب . التدابير الاحترازية : دراسة مقارنة .- بغداد ك الدار العربية للطباعة ٬ 1976 .- ص 5 .

[د.محمود قطر]

الأخ الفاضل / سمير مدحت
يزخر اليسير بالكثير من المشاركات ذات الصلة بموضوعكم ، اختر لكم منها النماذج التالية :

سرقة الكتب: قضية للنقاش
اسباب سرقه الكتب من المكتبات
السلوك غير السوي للمستفيدين في المكتبات

واقتطف لكم الجزء التالي من المشاركة الأولى بالقائمة (سرقة الكتب : قضية للنقاش) ، للسيد الدكتور / صالح المسند -مدير مركز الفهرس العربي الموحد والمستشار العام لمنتديات اليسير :

تعاني المكتبات من سرقة الكتب وتمزيقها وتشويهها بطرق وأساليب عديدة. ما موقفنا من هذه القضية؟ وما درجة تعرض مكتباتنا لها؟ وهل لدى مكتباتنا حلولاً مناسبة لمنع حدوثها والتعامل مع ما يحدث بالإجراءات والأساليب المناسبة؟

دعونا نناقش هذه القضية بعد الاطلاع على نتائج الدراسة التي أعدها الباحثان النيجيريان ن. أ. أجابا وَ ب. و. أوماتو في جامعة أوبافيما (كما أشارت نشرة المستخلصات التي تصدرها مكتبة الملك فهد الوطنية في عدد محرم، 1425هـ):
أشهر طرق السرقة:
1. إخفاء المواد داخل الملابس أو تحتها.
2. الخروج بالكتب في وقت الزحمة.
3. استغلال وقت انقطاع الكهرباء.
4. مسح الأختام الخاصة بالمكتبة أو نزع الصفحات التي تحمل الأختام.
5. تغيير إيصالات الاستعارة من الكتب القديمة ووضعها على الكتب ينوى سرقتها.
6. إخفاء الكتب في ملفات والخروج بها.
7. التفاهم مع بعض موظفي المكتبة لتسهيل خروج الكتب.

شكراً لمشاركتكم والتي تثري المهنة والمجال ..
وفقكم الله
تحياتي ومحبتي للجميع

[هدى العراقية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير اخي الكريم سمير مدحت على هذه المشاركة القيمة والمفيدة جزاك الله خير جزاء وجعله في ميزان حسناتك والله لا يحرمنا من عطاءك المميز خدمة لعلم المكتبات وتقنية المعلومات


مع فائق احترامي وتقديري

اختك
هدى

[samersaed]

شكرا للكلمات الطيبة والرقية من السيدة هدى . وشكري وامتناني للاخ qtr هذا هو روح التعاون بين زملاء المهنة الواحدة .

[د.محمود قطر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samersaed

شكرا للكلمات الطيبة والرقية من السيدة هدى . وشكري وامتناني للاخ qtr هذا هو روح التعاون بين زملاء المهنة الواحدة .

الأخ الفاضل / سمير
هذا هو اليسير ..
يُعلي مبدأ .. " تشاركية المعرفة " .
ويسعى لتحقيقه وتفعيله من خلال عطاءات أعضائه الكرام .
وثق .. بأننا -معاً- قادرون على بناء مجتمع مهني متطور ، بتبادل الخبرات والتجارب .. وما أفاض الله به علينا من علم ..

وفقكم الله .. ووفق جميع الجادين والمجدين
تحياتي ومحبتي للجميع