منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » تاريخ أهم المكتبات في طرابلس

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Aug-26-2007, 08:37 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.20 يومياً


افتراضي تاريخ أهم المكتبات في طرابلس

تاريخ أهم المكتبات في طرابلس
أسماء مصطفى الأسطى
لقد قامت المكتبات التابعة للجوامع في طرابلس بدور مهم في حياة الناس؛ خاصة على أهل العلم منهم، مثل مكتبات المساجد والكتاتيب والزوايا الدينية التعليمية، أهمها مكتبة )مدرسة مصطفى الخوجة الكاتب) ومكتبة )مدرسة عثمان باشا الساقزلي( ومكتبة )مدرسة جامع أحمد باشا القرمانلي) كما كان لبعض الأعيان شغف بالكتب والمكتبات فظهرت المكتبات الخاصة، مثل )مكتبة أحمد النائب((1) التي تتوارث عائلته النيابة الشرعية في البلاد بمثل ما تتوارث الثقافة والعلم وحبّ اقتناء الكتب والمخطوطات

فيما يلي نستعرض أقدم وأهم المكتبات التي تأسست في مدينة طرابلس، لتحديد مآلها وللتعرف على تاريخ إنشائها مع التغيرات الإدارية التي طرأت عليها، أو التي جرى ضمها إلى جهات أخرى أو التي تم دمجها وفقاً لأهميتها أو لتسلسلها التاريخي.
ففي فترة الاحتلال الإيطالي وبموجب مقترحات اللجنة الفرعية المكلفة بالحصــر العام لأموال الأوقاف المنقولة والثابتة، تم رصد التفاصيل المتعلقة بأساليب الانتفاع من المكتبات والكتب والجوامع وأوقاف السور ومكتبات المساجد مع ما تبقى من المكتبات الخاصة بالأفراد عقب الحرب، مثلما آلت مكتبة عائلة \"النائب\" إلى الأوقاف؛ بعد هجرة من تبقى من العائلة التي انقرضت أصولها من طرابلس، وظلت هذه المقتنيات في المخازن إلى حين تأسيس مكتبة الأوقاف بطرابلس في أوائل الثلاثينيات، حينما جرى تجميع كل الوثائق والمخطوطات الأدبية والدينية؛ مع ما تبقى من مكتبات الأفراد الخاصة، لتخزينها في مخازن الحكومة الايطالية إلى حين البث في هذه الثروة الفكرية، وهي القضية التي ظلت عالقة بين الحكومة الايطالية والوطنيين الذين يمثلهم من المثقفين والأعيان والشيوخ
مثل :
\"حسونة باشا\" رئيس البلدية، \"حسونة قرجي\" المسؤول عن أوقاف الجامع، المحامي \"محمد فرحات بي الزاوي\"، \"أحمد المنتصر\"، المفتي \"عمر المسلاتي\"، قاضي طرابلس \"عبد الرحمن البوصيري\"، \"محمد سامي النائب\" )شقيق المؤرخ أحمد النائب( المسؤول عن أوقاف السور.

أما الجانب الآخر من الحكومة الايطالية(2) فكان يمثله \"GIUSEPPE LA ROCCA\" وآخر اسمه \"MARONGIU ANTONIO\" بالإضافة إلى فريق من المتخصصين لعل أهمهم \"GIACOMO\" الذي أشرت له في دراستي ل)قانون هندسة مدينة طرابلس((3) عام 1917 المنشور في صحيفة )الشط( منذ ثلاثة أعوام مضت.
لقد استمرت هذه اللجنة في الاجتماع بداية من9/11/1915 حتى6/4/1916 بغرض توظيف ممتلكات الأوقاف في المشاريع العامة، ويبدو أن الجانب الايطالي قد أخفق في انتزاع أملاك الأوقاف للأغراض العامة، باعتبار أن الوقف الإسلامي ملك ينحصر في المشاريع الإسلامية فقط ولأبناء المسلمين فحسب.
يبدو أن تولي المثقف الفاضل \"إسماعيل كمالي\" لمهام الترجمة في الإدارة الإيطالية الحاكمة وخاصة أثناء مفاوضات الجمهورية الطرابلسية؛ ما لفت إليه الانتباه حتى عهد إليه بإدارة الأوقاف عام 1920ف إلى حين وفاته في 22/4/1936ف، وهو صاحب فضل على حماية ممتلكات الأوقاف؛ حينما كان مديرا لها ومسؤولا عن )مكتبة الأوقاف( التي عادت لأداء دورها الثقافي في أواخر الأربعينيات.
إن اللجنة المذكورة أعلاه انتهت إلى إصدار قرار من الحكومة الايطالية عام 1920ف، تم فيه الإعلان عن دمج المكتبات المتبقية من الأملاك المنقولة والثابتة بعد الحرب؛ وجرى تسليمها للأوقاف عبر \"عثمان بن موسى\" باعث دورية (الذكرى) في مطلع العام1921ف لاستلام محتوياتها؛ وهي 1216 كتابا من بينها 569 مخطوطا.
وفي عام 1933 أشارت دراسة هامة عن )أهم المكتبات في المدينة((4) منشورة في دورية )تريبوليتانيا( الايطالية - دون ذكر اسم الكاتب - بان مكتبة الأوقاف قد احتوت على 2000 مجلدا من الكتب العربية والإسلامية مع بعض النشرات والمجلات؛ يستفيد منها طلبة المسلمين والقضاة والمهتمين بالشؤون الإسلامية، فهي المكتبة التي تعاقب على أمانتها المثقفين والأدباء مثل :
إسماعيل كمالي، أحمد الفقيه حسن، أحمد قنابة، محمود صبحي، محمد الجفايري... وغيرهم.
القراء تخانة :
استقر \" إبراهيم سراج الدين \" في طرابلس قادماً من المدينة المنورة التي ولد فيها
عام 1855ف، عابراً في طريقه مصر والهند والجزائر وتونس، ممتهناً ( حرفة بيع الكتب وإنشاء المكتبات عندما كان على صلة دائمة بالمطبوعات ) (5) خاصةً وأنه قد سبق له إصدار دورية بعنوان ( الحجاز ) في 24/7/1881ف، التي أوقفتها السلطات في مصر، ثم عمل محرراً في جريدة ( الفسطاط ) عام 1882ف، التي تعرضت للمصير نفسه؛ ثم طاردته السلطات البريطانية هناك بعدما أوقفت الدوريتين، ففر هارباً إلى بنغازي.
حينما استقر في طرابلس وتقرّب من أعيان المدينة، الذين التفوا حوله لثقافته ولصنعته (مطبعجي حيث سعى في البداية للعمل في مطبعة جريدة الولاية، لكنه صرف النظر عنها، لأنه اعتقد بأن الولاية تحتاج إلى ترقي المعارف أكثر من احتياجها إلى تحسين الجريدة ) (6) فهو كصاحب مطبعة وتاجر كتب لاحظ ما حققه اليهود من مكتبات خاصة بهم مثل: (مكتبة ميمون ومكتبة ادادي ودار سويد ومكتبات الحاخامين يوسف وانجيلو اربيب ) (7) إلى جانب الجمعيات الخيرية والاجتماعية للجالية، الأمر الذي لم يتحقق للمسلمين فنجح في تأسيس ( القراءتخانه ) أوائل العام 1883ف، بمدينة طرابلس في شارع العزيزية قبالة باب المنشية من سور المدينة ووضع لها نظاماً داخلياً بعنوان ( قانون القراءتخانة الخصوصية )(8) للقيام بدورها كمكتبة عامة أو مركز ثقافي متضمناً شروط الاشتراك لغرض اقتناء الجرائد ومطالعتها في فترة النهار ومطالعة الكتب أثناء الليل، مع تعليمات أخرى بعنوان ( فوائد ونصائح خيرية ) تشير الفائدة 18 منها بأن ( ولاية طرابلس خالية من الجرايد فيجب أن يعتبروا جرايد الآستانة جرايدهم الوطنية ) (9) كما نصّت المواد السبعة لهذا القانون على الاهتمام بنشر الثقافة بين أعضاء الجمعية عن طريق الصحف.
لقد نال هذا المشروع اهتمام المثقفين من المتعلمين الذين أقبلوا عليه مثل \" محمد البوصيري \" الذي أصدر دورية ( الترقي ) فيما بعد، ومجايليه مثل :
محمد الباهي، إبراهيم باكير، مصطفى القلالي، علي الأزميرلي ... وغيرهم.
كما دعمه الأعيان مثل \" حمزة ظافر المدني \" ورئيس البلدية \" أحمد النائب \" متبرعاً لهذا المشروع بالمال والذي لم يتحقق له الاستمرار، فبعد مرور شهرين تحول هذا التجمع إلى قضية، أُتهم فيها الأعضاء بالتنظيم السياسي ضد الدولة العثمانية، فتعرضوا للمحاكمة وتم نفي
\" أحمد النائب \" إلى اسطنبول، حيث انصرف لتأليف كتابيه الشهيرين (نفحات النسرين والريحـــان فيمن كان بطرابلس من الأعيان) و( المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب) وحكم على أغلب الأعضاء بالبـــراءة، أما \"إبراهيم سراج الدين\"(10) فقد عاودت السلطة التحقيق معه طوال عشر سنوات هي مدة سجنه في القلعة، حتى انتهت بوفاته قبل استلام حكم الإعدام مباشرة !...
المكتبة العمومية ( مكتبة الأوقاف ) :
هي أول مكتبة عامة تم افتتاحها في 3 رجب 1316هـ [16/11/1898ف ] احتوت على ما هو موجود في المساجد، كما ( اشترت الولاية 310 كتاباً من مخلفات مفتي الولاية \" كامل بن مصطفى \" وأهدى لها الحاضرون يوم الافتتاح 1200 مجلداً في مختلف العلوم والفنون، وضم لها جميع الكتب الموقوفة بمدارس الولاية حفظاً لها من الضياع ) (11) وهي التي تحولت إلى (مكتبة الأوقاف) فيما بعد ومقرّها مدرسة الكاتب بباب البحر، ثم ضُمت إليها مكتبة \" مصطفى الكاتب \" ومكتبة \" أحمد باشا القرمانلي \" ومكتبة \" عثمان باشا الساقزلي \" ومكتبة \" أحمد النائب \"(12).
لقد نالت مكتبة الأوقاف اهتمام المثقف \" إسماعيل كمالي\" إلى حين وفاته عام 1936ف، فهو الذي سعى إلى إنشاء مبنى خاص بها في عمارة الأوقاف جرى افتتاحها عام 1939ف، وفي عام 1933ف، احتوت المكتبة )على 2000 مجلد من الكتب العربية والإسلامية مع بعض النشرات والمجلات يستفيد منها طلبة المسلمين والقضاة والمهتمين بالشؤون الإسلامية )(13) ثم انتقلت المكتبة إلى مقر ثالث في باب الحرية عام 1979ف، وأخيراً آلت إلى مكتبة مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية عام 1984ف، ويبدوان هذا التنقل قد عرّض محتوياتها للسرقة والضياع والتلف، فحتى أوائل الستينيات ( احتوت المكتبة على مجموعة نادرة من الصحف التي صدرت في العهد العثماني و لا يسمح بالإعارة الخارجية فيها لوجود نسخ نادرة ومهمة ) (14) فهي المكتبة التي تعاقب على أمانتها المثقفين والأدباء مثل \" أحمد الفقيه حسن، أحمد قنابة، محمد الجفايري \" ... وغيرهم.
المكتبة الحكومية :BIBLIOTECA DEL GOVERNO
وفقاً للقرار 418 الصادر بتاريخ 26/1/1917ف، تأسست المكتبة الحكومية في إحدى قاعات القلعة بالسرايا الحمراء في طرابلس؛ لحفظ القوانين والدوريات الجارية، إلى جانب اقتناء مجلدات المكتبات الخاصة أو المملوكة سابقاً للمكتب السياسي العسكـري، كان قد صدر في 13/10/1923ف، بشأنها المنشور الولائي رقم 32 الخاص بوضع اللائحة التنظيمية لسير العمل بهذه المكتبة، جرى تطبيقه من تاريخه حتى العام 1930ف، حينما تم نقل المكتبة أسوة بدواوين الحكومة الأخرى من القلعة إلى شارع الشط حيث قصر الحكومة، لتفتح أبوابها للموظفين فيها فقط، يتولى إدارتها \" جوزيبي ستراتي Giuseppe Starati \" حتى عام 1951ف، وكانت قد بلغ حجم مقتنياتها حوالي 15 ألف مجلدا وبناء على قرار من أحد رؤساء المستعمرة في فترة الاحتلال الإيطالي فتحت أبواب الإعارة الخارجية للمستفيدين خلال فترة الدوام الرسمي.
في عهد الإدارة العسكرية نقلت المكتبة إلى مقرّها الحالي خلف )مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية( بتاريخ 14/5/1947ف، بقرار من مدير المعارف الميجور \"ستيل قريق Steel Greig\" بعد ضم محتويات مكتبات كل المدارس الإيطالية المجاورة لها، حيث عرفت ب)المكتبة المركزية( لإدارة المعارف وصارت مكتبة عامة حتى تحولت إلى )المكتبة الحكومية( عام 1952ف، تتبع لوزارة المعارف ثم وزارة التربية والتعليم ثم وزارة الإعلام فيما بعد، حتى استقرت تسميتها في الشهر الثامن من العام 1970ف، باسم (مكتبة مصطفى قدري معروف) الذي كان مربياً من مدرسي الرعيل الأول تولى مهام التدريس في الكلية الإسلامية العليا، لقد ظلت أغلب مقتنيات هذه المكتبة باللغة الإيطالية ( تتجاوز 20 ألف مجلد )(15) ووصلت عام 1959ف، إلى 29 ألف مجلدا خاصة بعدما بدأت إدارة المكتبة في اقتناء الكتب والدوريات العربية.
حين صدور اللائحة التنظيمية للمكتبة عام 1965ف، أتيحت الإعارة باستثناء المجلات والجرائد، أما القوانين والجرائد الرسمية والصحف الإخبارية فيسمح بإعارتها بناء على طلب خاص، كما أحدث التعديل القاضي باقتناء المطبوعات وتنفيذ قانون الإيداع - باعتبارها مركزاً للإيداع - تغييراً استوجب ( تزويد المكتبة بالكتب العربية والجرائد والمجــلات المحلية بداية من العـام 1967ف، والبدء في سحب مجموعات الصحف والمجلات والجريدة الرسمية للعمل على تجليدها )(16)، فهي تحتوي على قسم خاص بليبيا ( يضم طائفة هامة من المطبوعات النادرة، خاصة الدوريات والتقارير والمطبوعات الحكومية بمختلف اللغات الأجنبية )(17) لكن مقتنيات المكتبة القيّمة تعرضت للإهمال والتلف نظراً للظروف الإدارية غير المستقرة، وبسبب التخزين في غرف سيئة التهوية ملأت بالغبار والحشرات، أدت إلى تهالك الصفحات، كما تلفت المجلدات التي تعاني من هذا الوضع المتردي منذ أكثر من ربع قرن، مما جعلها غير متاحة سواء للإطلاع أو للاستفادة منها، ولا يشير الرصيد القليل المتاح منها، على رصيدها الحقيقي بسبب التخزين المديد للعناوين في ظل تعذر الوصول إليها في المخازن المغلقة.
مكتبة النادي الأدبي :
عقب قيام الجمهورية الطرابلسية )دعا الكومنداتور \"نيقولي\" كل من : سليمان الباروني، حسونة باشا، أحمد المريض، الهادي كعبار، محمود أبورخيص، عبد الرحمن البوصيري، حسن قورجي، عبد الرحمن عزام..للمناقشة بشأن إنشاء مكتبة عامة خصصت لها الحكومة 60 ألف فرنك، على أن تبنى دار الكتب على أصول المعمار العربي في مكان بعيد عن الغوغاء، طلق الهواء، وأن تحوي من الكتب العربية والافرنجية أكبر عدد ممكن ((18) هذا المشروع لم يتحقق في حينه، مما دعا )حزب الإصلاح الوطني( المنبثق عن الجمهورية الطرابلسية إلى تأسيس )النادي الأدبي بهدف إحياء اللغة العربية، وتأسيس مكتبة للمطالعة وإلقاء المحاضرات.((19)
في فترة الاحتلال الإيطالي ووفقاً لبنود القانون الأساسي تأسس )النادي الأدبي( عام 1920ف، بالقرب من مقر (مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية ) كأول مشروع تعليمي ثقافي اجتماعي، يهدف إلى إحياء اللغة العربية، تكونت له مكتبة ( زاخرة بالكتب والمجلات التي كانت تصدر في العواصم العربية، كما نالها الرفد المادي والمعنوي من أعلام ذلك العصر) (20) فهو النادي الذي صدرت عنه أوائل المطبوعات العربية من الكتب المنهجية لتلاميذ مدرستي ( حزب الإصلاح الوطني ) و ( مكتب العرفان ) كما أصدر \" عبد الله جمال الدين الميلادي \" عدد واحد من دوريته ( الإصلاح ) عن الحزب الوطني الذي انبثق النادي عنه، إلى حين توقفه وإغلاقه مع ظهور الحكم الفاشيستي ورموزه عام 1922ف، ( الذين لاحقوا رئيسه \" أحمد الفقيه حسن \" وقاموا بتفتيش بيته وصادروا أوراق النادي ) (21).
في عهد الإدارة البريطانية تم بعث النادي من جديد في 30/7/1943ف، وجرى السماح من السلطات بافتتاح النادي بعد جمع التبرعات له ( برئاسة \"أحمد الفقيه حسن\" ونيابة \"بشير بن حمزة\" وعضوية \"محمد الباهي، أحمد العالم، الطاهر الشريف، أحمد الحصائري، محمد توفيق المبروك\"..) (22) وزوّده مكتب العلاقات العامة البريطانية ضمن استجابته للمطالب الوطنية ( بالصحف والمجلات و500 مجلدا كدفعة أولى لإنشاء مكتبة ) (23) وأقيم في النادي الأدبي ( حفلة شائقة بمناسبة افتتاح المكتبة التي أهدتها دائرة الاستعلامات للنادي، وهي تحتوي على طائفة كبيرة من الكتب ومجموعة نادرة من المخطوطات ) (24) ولكن بعد تصاعد الأحداث، تحول النادي إلى حزب سياسي، ثم آلت المكتبة فيما بعد إلى مكتبة الأوقاف كما آلت مكتبة )المدرسة الإسلامية العليا ( إليها أيضا عقب توقفها في الأربعينيات.
مكتبات السرايا :
تتكون مكتبات السرايا الحمراء من مجموع ثلاثة مقّار داخل القلعة لحفظ الوثائق والكتب والدوريات في المراحل التاريخية الهامة، وهي:
1. دار المحفوظات التاريخية.
2. مكتبة الآثار العامــــة.
3. مكتبة المحفوظات التاريخية.
عندما جاء الإيطاليون عام1911ف، بدأوا في إتلاف وثائق السرايا الحمراء حتى وصول المستشرق الإيطالي \" أوفيير قرقيتي \" الذي أوقف هذه المجزرة، ويشير المؤرخ الأستاذ \" علي الصادق حسنين \" إلى إيطالي ذي رتبة عسكرية عالية، على قدرٍ عظيم من الثقافة اسمه \" توماسو سالسة \" (25) الذي أعاد تنظيم إدارة الوثائق والمحفوظات التاريخية قبل وفاته في روما بتاريخ 21/9/1913ف .
عام 1928ف، صدر قرار بإنشاء دار الوثائق(26) التي تُعّرف بأنها المطبوعات وغيرها من الأوراق التي مضت عليها خمسون سنة ميلادية لكن هذه الدار ظلت مخزناً للوثائق فحسب، كما تأسست مكتبة أثرية متخصصة في التاريخ والحضارة باللغة الإيطالية، اهتمت بالآثار الرومانية وتاريخها في طرابلس، وأخرى في شحّات عام 1914ف، خاصة بالصور والشرائح لأعمال التنقيب عن الحضارة الرومانية، كجزء من الخطة الإستعمارية التي يبرر بها الإيطاليون حقهم التاريخي في الاحتلال، فمع تزامن نقل المكتبة الحكومية من السرايا إلى مقرّها الجديد في عهد الإدارة البريطانية، تكونت مكتبة من ( ناتج المكتبة الفاشية
\" دانتي اليجيري Dante Alighieri \" الكائنة في مقّر الإتحاد الفاشيستي التابع لرئاسة جيش المستعمرة، يتولى إدارتها \" طباليني أوجو TABALINI UGO \" حتى أواخر العام 1933ف، وهي ذات صبغة عسكرية، تحتوي مجموعاتها على 2510 مجلدا إلى جانب النشرات العلمية والثقافية والمجلات الإيطالية والأجنبية، يطالعها أعضاء النادي ) (27) كما ضمت إليها لاحقاً مكتبة كنيسة ميدان الجزائر والمكتبة الأثريـة الإيطالية ( الكونتيسة ) التي تحول قصرها إلى ( المتحف الإسلامي ) في منتصف السبعينيات.
في 22/2/1975ف، صدر عن رئيس مصلحة الآثار القرار رقم 1 بإنشاء مكتبة متخصصة في التاريخ العربي والإسلامي، التي تم افتتاحها عام 1979ف، داخل القلعة وتعرف بـ ( مكتبة الآثار العامة ) على أن تظل دار المحفوظات التاريخية مستقلة كقسم خاص يحتفظ بالوثائق والدوريات القديمة، لكن بعدما تضخمت مقتنيات الدار مع مطلع العام 2002ف، تقرر إنشاء ( مكتبة المحفوظات التاريخية ) في مقر جديد خاص بها داخل السرايا لحفظ دوريات القرن الماضي وهي أغلبها من المجلات.
مكتبة مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية :
صدر القرار 215 عن أمين اللجنة الشعبية العامة بشأن تخصيص مبنى المركز الثقافي بطرابلس، المقام على أرض مقبرة الغرباء في منطقة بالخير، إلى مركز الجهاد الليبي، على أن يلتزم باحتواء مكتبة الأوقاف في مكان خاص بها وهو ما تمّ عام 1977ف، بإنشاء المركز الذي يهدف إلى النهوض بالدراسات التاريخية ذات الصفة العلمية الموثقة
وجمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالتراث العربي الإسلامي، بتأسيس مكتبة تاريخية متخصصة تستند على رصيدها من الأوعية المعرفية المختلفة، كما جرى ضم أقدم وأهم مكتبة في طرابلس إليه وهي مكتبة الأوقاف عام 1984ف، بما تحتويه من دوريات نادرة
ومخطوطات وكتب قيّمة، أيضاً أضيف لمجموعات المكتبة أواخر الثمانينيات المراجع الإيطالية المتعلقة بالتاريخ من مكتبة المدرسة الزراعية الايطالية بسيدي المصري، التي تأسست عقب الاحتلال الإيطالي؛ واهتمت بمشاريع الاستيطان والتنمية الزراعية في ذلك العهد، إلى جانب 359 دورية في اللغة العربية تزيد مجلداتها على 10 آلاف مجلد مع ألف مجلد من الصحف والدوريات المحلية، كما يحتوي قسم الدوريات على عدد 150 دورية عربية وأجنبية تدعم عمل المركز كهيئة علمية وطنية مستقلة ذات صفة أكاديمية، وأخيرا صدر قرار من أمين الثقافة بالجماهيرية بشأن ضم )مكتبة مصطفى قدري معروف( إليها ، وبذلك تكون هذه المكتبة تضم محتويات أقدم المكتبات في طرابلس وأهمها.
دار أحمد النائب:
بدأ الاهتمام بالتربية والتعليم بموجب القرار 80 في المراكز البحثية في ليبيا أسوة بغيرها من دول الوطن العربي، حيث أنشئ في ذلك العام (مركز التوثيق التربوي) به مكتبة متخصصة تأسست في فبراير 1969ف، احتوت على مجموعات من الدوريات التربوية المتخصصة والدوريات المدرسية التي تصدر كنوع من النشاط الثقافي لهذه المؤسسات، وإصدارات الهيئات العربية كالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والدولية كاليونيسكو حتى تحول إلى (مركز البحوث والتدريب والوسائل التعليمية) عام 1973ف. لكن التغيرات الإدارية ألغت هذا المركز نهائياً، ثم انتقلت مكتبته إلى (دار أحمد النائب) في المدينة القديمة التي تولى مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة، صيانة مقرّها المتكون من المبنى القديم للمدرسة اليهودية، فأعاد توظيفه كمتحف لحفظ وحماية تاريخ المدينة الثقافي والاجتماعي، من أهم مقتنيات الدار أوائل الرسائل الجامعية التي تمت مناقشتها خارج ليبيا وقبل بداية الدراسات العليا فيها، ومن بين أقسامه قاعة \" محمود نديم بن موسى \" للدوريات التي تتضمن العديد من الصحف والمجلات ذات القيمة التاريخية، بالإضافة إلى دوريات عربية وأجنبية أخرى، تمنع إعارتها منعاً باتاً، كما تحتوي الدار على مقتنيات (مكتبة مركز البحوث والوثائق التربوية) التي آلت إلى الدار، إلى جانب ما يتم العثور عليه في المباني القديمة، أو التي تصل عن طريق الإهداء لإدارة المشروع المذكور من الصور والاسطوانات وغيرها.
الهوامش:
1- انظر: قائمة بالعناوين التي احتوت عليها مكتبة أحمد النائب في دار المحفوظات التاريخية رقم 1467.
2- PROGETTO DI ORDINAMENTO : dell ,aministrazione dei Beni Aukaf della Tripolitania .- Tripoli : Governo della tripolitania , 1915 , p. 75-77
3- أسماء مصطفى الأسطى.\"قانون هندسة مدينة طرابلس\".- الشط، ع692)20/7/2004(.- ص ص:12-13
4- \" BLIOTECHE DELLA TRIPOLITANIA\".- TRIPOLITANIA , ANNO VI , (5-6/1933) .- PP:10-11
5- محمود أحمد الديك . قراءة جديدة في قضية إبراهيم سراج .- طرابلس : مركز الجهاد الليبي للدراسات التاريخية، 2004. ( محاضرة غير منشورة )
6- محمد الطاهر عريبي . \" قضية إبراهيم سراج الدين \" .- آثار العرب . ع1(9/1990) .- ص ص:33-41
7- علي الصادق حسنين . \" أضواء على بعض المكتبات العامة بالمدينة القديمة \" .- البحوث الإعلامية، س3، ع7-8 ( الصيف 1403و.ر = 1423 [1993] ) .- ص ص : 148-150
8- عبد السلام أدهم، وثائق تاريخ ليبيا عبد السلام أدهم، تقديم أحمد صدقي الدجاني. وثائق تاريخ ليبيا الحديث .- بيروت: دار صادر ؛ بنغازي : جامعة بنغازي، 1974، ص209
9- المصدر السابق، ص261، ص 273، ص 281
10- انظر: ملف قضية إبراهيم سراج الدين، دار المحفوظات التاريخية للمزيد من الإيضاح حول قضيته.
انظر ايضا: شهادة \"أحمد النائب\" في تحقيقات قضية \"سراج الدين\" والوثيقة 497 ملف التعليم، ح4 / م18، دار المحفوظات التاريخية.
11- \" حفل افتتاح المكتبة العمومية \" .- الترقي،ع64(12/7/1316[23/11/1898]) .- ص:2
12- انظر: قائمة بالعناوين التي احتوت عليها مكتبة أحمد النائب في دار المحفوظات التاريخية رقم 1467.
13- \" BIBLIOTECHE DELLA TRIPOLITANIA \" .- TRIPOLITANIA , ANNO VI , (5-6/1933) .- PP:10-11
14- \" مكتبة الأوقاف \" .- طرابلس الغرب، س11، ع3238 (1/3/1954) .- ص:4
15- محمد بن مسعود. كأنك معي في طرابلس و تونس .- طرابلس : مطبعة ماجي، 1952، ص83.
16- محمد بن مسعود. كأنك معي ...، مصدر سابق، ص120
17- مبروكة عمر محيريق . المكتبات المدرسية في الجماهيرية .- طرابلس : المنشأة العامة للنشر، 1985، ص ص 64-67
18- اللواء الطرابلسي، س1، ع2 (23/10/1919) .- ص:3
19- اللواء الطرابلسي، س1، ع48 (28/10/1920) .- ص:1
20- محمد مسعود جبران . أحمد الفقيه حسن : الحفيد .- طرابلس : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، 2000 .- ( سلسلة السير والتراجم ؛ 3 )، ص 59
21- المصدر السابق، ص 91
22- طرابلس الغرب، ع52 (7/6/1943) .- ص:4
23- بلدية طرابلس في مائة عام .- طرابلس : المطبعة الليبية، 1972، ص 363
24- محمد صلاح الدين بن موسى . الصحافة الأدبية في ليبيا 1869-1969 .- طرابلس : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، 1998 .- ( سلسلة الدراسات الأدبية ؛ 1 )، ص 326
25-علي الصادق حسنين . أحداث تحت المجهر : محاضرة بتاريخ 13/7/2005 .- طرابلس : مركز الجهاد، 2005
26- انظر : القرار رقم 6076 في الجريدة الرسمية الإيطالية ع 26 (1928) .- ص:1047

27-\"BIBLIOTECHEDELLATRIPOLITANIA\" .- TRIPOLITANIA ,ANNO.VI,(5-6/1933).-PP:10-11

أبو بكر الهوش، مبروكة امحيريق . دراسات في المكتبات .- طرابلس : المنشأة العامة للنشر، 1981، ص18، ص40
احتفالية طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية 2007
المصدر
http://www.libyajeel.com/index.php?o...820&Itemid=184












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القيادة في المكتبات ومراكز المعلومات ابراهيم محمد الفيومي عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 15 Aug-06-2016 06:47 AM
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM


الساعة الآن 03:48 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين